Ads by Google X

رواية فتنت بانتقامي الفصل الحادي عشر 11 بقلم رغدة

الصفحة الرئيسية

   رواية فتنت بانتقامي  الفصل الحادي عشر بقلم رغدة


رواية فتنت بانتقامي  الفصل الحادي عشر

مرت عدة ساعات لنرى بطلتنا تفتح عيونها الزرقاء بكسل لترى نفسها بحضن والدتها المتشبثة بها رغم سباتها العميق نظرت حولها لترى غروب الشمس من النافذة أزاحت يد والدتها من حولها بخفة لتقف وتنظر للسماء فها هي شمس يوم طويل مليئا بالأحداث تغرب وستشرق شمس جديدة ويوم جديد نعم سيأتي غدا ولكن لن يكون كاليوم والأمس فبعد مامرت عليه من تجارب هي ستحارب وتكافح لأجل نفسها وليس لأجل غيرها سترسم قدرها بيدها لن تكون دمية بيد أحدهم ستلتفت لمستقبلها وجامعتها ودراستها التي توقفت على يد من باعها حين باعها بأرخص ثمن

اما هو فيجلس بسيارته بجانب نهر النيل ينظر للغروب كل ما يجول بخاطره هل ستشرق شمس عشقه كما ستشرق هذه الشمس بالغد
هل لحبه بصيص أمل ...... نعم له.... سيسعى له بكل ما به من قوة وإصرار.... لن يترك الزمن والآخرين يسيرون حياته او يغيرون قراراته فهي له وقد حسم الأمر
ولن تكون أبدا لغيره ليس بالاجبار أبدا هو سيمتلك قلبها نعم ها هو يخطط لهدفه القادم
وضعها نصب عينيه وسيبذل الغالي والنفيس في سبيل تحقيق مبتغاه ....لحظة وأخرى وها هو بتذكر غريمه المدعو أحمد فيبدو انه سيكون بحرب ضده والافضلية لذلك اللعين فهي تحبه هل يتركها تعيش حياتها ام يحارب لامتلاكها
فكر كثيرا وها هو يسير باتجاه أولى خطوات حربه الضاريه
........................................

خرجت من الغرفة بهدوء مغلقة الباب خلفها بروية لتترك والدتها تنعم بنوم هانئ
بحثت عن والدتها الثانية فلم تجدها ....دلفت الحمام وتوضأت وما ان خرجت حتى تفاجأت بالحجة فاطمة تدخل البيت وعبراتها على وجهها اتجهت نحوها مسرعة واحتضنتها وهي تسألها: ماما مالك ؟ كنتي فين ؟
حاولت فاطمه ان تتماسك ولكن ألم قلبها قد خانها وعينيها تذرف الدموع
ربتت فاتن على ظهرها بحنان وأجلستها على الاريكه وجلست بجانبها تركتها بضع دقائق لتخرج من حالتها وبعدها قالت متسائلة : أحمد فين
وكأنها قد ضغطت على جرح عميق قالت فاطمة من بين دموعها : لما اتأخر قلبي كلني عليه كلمت أصحابه ونزلوا دوروا عليه بالمستشفيات والاقسام لحد ما واحد منهم عرف انه بالقسم بكت بنحيب أكبر: حسن بيه مقدم فيه بلاغ

قالت فاتن بريبة: بلاغ ايه
نظرت لها مطولا فها هي امام معضلة أخرى هل تخبرها باختفاء أختها
ابتلعت ريقها بصعوبة وزفرت بضيق وامسكت يد فاتن بحنان : بصي يا بنتي الكلام اللي هقوله مامتك مش لازم تعرفه لان وضعها الصحي زي مانتي شايفة
هزت فاتن رأسها تحثها على ان تتحدث فقالت : ابوكي يا بنتي اتهمه بخطف حور
صدمه اوقعت بقلبها ..... أختها الصغيرة .... واخيها الكبير وامها .... وامها الثانية كلهم احباءها هل هنالك صدمات أخرى هل أختها حقا مختفيه والأدهى ان تكون مختطفة.... واخيها في السجن وهو بكل تأكيد مظلوم ....... مصائب كثيرة وكلها تمر من بين يدي من يدعى والدها .....ماذا تفعل وكأنها على مفترق طرق والطرق كلها مظلمه وكلها تصل لذلك شبيه الرجال حسن
هل تذهب له وتبحث عن اختها ام تذهب لقسم الشرطه لأخيها همت لتقف ولكن فاطمة شددت من قبضة يدها الممسكة بها .......نظرت لها فاتن بتساؤل لتخرجها فاطمه من حيرتها: انا رحت القسم وصاحب أحمد ربنا يحميه لشبابه دفع قرشين للعسكري وسابني اشوفه خمس دقايق هو كويس يا بنتي وبيقولك متخرجيش من هنا مهما كانت الأسباب وبكرة ان شاء الله هروح مع المحامي ونشوف الحكاية
فاتن : انا هروح الفيلا اطمن على حور
فاطمة : لا يا بنتي اسمعي كلامي وبكرة من الصبح هنزل انا بنفسي واروح لابوكي انا صحيح ست مسالمة وعلى قد الحال ومليش بمشاكل الناس الكبيرة لكن انا اشتغلت عمر بحالو عندكم واعرف حاجات كتير من مصلحة حسن تفضل مدفونه وطي النسيان .....جه الوقت للمواجهة انا زمان فوضت أمري لربي لكن جه الوقت اللي لازم أواجه بيه واطلع كل القديم عليه انا سكت كتير لكن كان ابني تحت جناحي ومطمنه عليه إنما توصل الامور انه يئذي ابني فلا والف لا
فاتن : قصدك ايه يا ماما
فاطمه: بكرة تعرفي كل حاجة خشي نامي ديلوقت
فقالت فاتن بخجل وهي تفرك كفي يديها ببعضهما : انا عاوزة اصلي
ابتسمت فاطمة وقالت : ومالك مكسوفه كده بالعكس يا بنتي لما تقولي عاوزة اصلي قوليها بثقة وايمان الصلاة فرض علينا واللي بيصلي يا نياله عند ربنا له أجر وثواب عظيم
تنحنحت فاتن وقالت : اصل انا مبعرفش اصلي صح وممعيش حجاب اصلي بيه
ربتت فاطمة على ظهر فاتن وقالت لها : تعالي معايا يا بنتي اديكي اسدال صلاة ونصلي سوا وندعي ربنا يفك كربنا ويطمنا على الغايبين
احتضنتها فاتن بكل محبة وهي تشكرها
صلت كلتاهما بقلب خاشع بين يدي سبحانه وتعالى كل منهما تناجيه بالرحمه والعطف وفك الكرب وإصلاح الحال سلمتا امرهما لمن بيده تغيير الأمور و بعد أن انتهيا أمسكت فاطمة بالمصحف الشريف وأخذت تردد آيات من كتاب الله العزيز

(الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)

تقف أمام غرفتهما تعض اصابعها ندما على عمر طويل قضته بمعصية الله فهي لم تصلي ولم تكن الام الصالحة التي تربي ابنتيها على طاعة الله وتعاليم دينه ...... اقتربت منهما بوجل وقلب موجوع على حالهم جلست بخوف ورهبة وهي تستمع لآيات الله وكلماته غزت عينيها الدموع مخافة من الله كيف ستقابله وماذا ستخبره يوم العرض انها أهملت وقصرت بحق ربها ودينها ونفسها وبناتها

......................................
دخل قسم الشرطة بهيبة ووقار نظر حوله حتى وقعت عيناه على إحدى العساكر وما ان رآه العسكري حتى أدى له التحية وقال : اهلا يا باشا اكيد انت مراد باشا صح ؟ نظر له مراد دون مبالاة وقال : فين المسؤول هنا وما ان أنهى كلماته حتى جاءه صوت من خلفه
الظابط: انا يا باشا اتفضل اتفضل وفتح باب المكتب له باحترام مكملا انا مصدقتش نفسي لما حسام باشا كلمني وقالي انك هتنورما اتمنى مكونش اتأخرت عليك ....ده انا حتى كلمتهم هنا وادتهم خبر يقوموا معاك بالواجب لو اتأخرت عليك
مراد : لا ابدا متأخرتش يا ريت تنادي المسجون اصل مفيش وقت ومستعجل
الظابط : اه طبعا انا تحت امرك
نادى على الحارس : هات يبني المسجون أحمد ووصي للباشا ..نظر لمراد حضرتك تشرب ايه
مراد : قهوة مظبوطة
الظابط : سمعت الباشا يلا اتحرك
وخلال دقيقتين دخل العسكري مؤديا التحية وبيده ممسكا بأحمد
مراد للظابط: عاوز اكلمه على انفراد
الظابط : اه طبعا اتفضل وخرج تاركا لهم المكتب
أحمد بطريقة ساخرة : مراد محمد الزناتي ...... ايه سبب الزيارة المشرفة دي
نظر له مراد بتحدي فيبدو ان غريمه يعرفه حق المعرفه بعكسه هو وقال ..........

قال مراد : الظاهر ان مفيش داعي اعرفك على نفسي وأشار له على الكرسي المقابل له : اتفضل اقعد وانا هقولك سبب زيارتي
جلس أحمد وهو مسلط نظره لمراد ينظر له كالنسر يحدد فريسته وينتظر الهجوم
مراد : انا اقدر اخرجك من الورطة اللي انتا فيها حالا وترجع لحضن والدتك اكيد هتكون قلقانه عليك
ابتسم أحمد ابتسامة جانبية هل يعقل جاء يساومه ولكن ما المقابل
قرأ مراد نظرات أحمد جيدا فهو رجل أعمال ناجح ومعتاد على الصفقات والمساومات
فقال : المقابل فاتن
أغمض أحمد عينيه بعنف وأخذ نفس طويل يحاول تمالك اعصابه لكي لا يقتله في هذه اللحظه
وبعد لحظات صمت وحرب دائرة بين عينيهما وقف مراد وهو يغلق أزرار جاكيته ويتحدث متصنع اللامبالاة : معاك لبكرة فكر كويس يا تنقذ نفسك وتبعد عن فاتن يا انا هبعدك بطريقتي واظن واضح أوي لو انا حطيت ايدي بالقضيه هيكون وضعك ايه وبالحالتين هتبعد عنها
هم بالخروج ليمسكه أحمد من كتفه ويوقفه وهو يقول : لو كنت فاكر اني نسخة عن حسن تبقى غلطان أوي...... أختي معايا وبحمايتي ومش هسيبك تقربلها حتى لو اتحكمت إعدام
استدار مراد ببطء وهو يفكر بلعبة القدر اهذا يوم حظه وسعده هل ما سمعه حقيقة هل نعتها بأخته
كان قلبه يتراقص على ضربات الطبول العالية
ظهرت ابتسامة على وجهه حاول مداراتها كثيرا ولكنها أبت وتمردت لتكشفه امام أحمد الذي نظر له بدهشة ليتراجع أحمد خطوة للخلف والاستغراب يعتلي وجهه وقال: ابعد عن فاتن يا مراد كفاية اللي شافته من عيلتك
مراد بلهفة ظاهرة : متخافش عليها مني انا اقدر احميها واوعدك هعوضها عن كل حاجة شافتها
أحمد: فاتن يا مراد باشا لا من توبك ولا من مستواك ولا قد اللعب مع الناس الكبيرة وانا مش ممكن اقبل انها تكون صفقة جديدة بين ايديك
فاتن بنت حسن ايوة لكن عمرها ما كانت زيه ولا مشيت بطريقه فاتن بنت بريئة ملهاش بالبيزنس بتاعكم
نظر له مراد مطولا وقال : هنتقابل تاني يا احمد بمكان تاني وظرف تاني وانا متأكد انك هتكون موافق على طلبي...... واستدار متجها للخارج

تجول بسيارته قليلا إلى أن وجد نفسه أمام بيت حسام
رن الجرس وبعد لحظات فتحت الباب فتاة جميلة وما هي سوى جوليا
احتضنته بحب أخوي ورحبت به وجاء حسام من خلفها : اهلا اهلا يا مراد
احتضنه مراد كأنه لم يره منذ دهر فهو بداخله سعادة كبيرة لو وزعها على العالم أجمع لفاضت
ضحك حسام على صديقه فمن ملامحه وتصرفاته يظهر انه قد كسب معركته
جلس ثلاثتهم وسرد مراد ما حدث معه شاركوه سعادته وفرحته وحبه فمن غيرهم سيشعر ويعلم ما به صديقهم أكثر منهم كان هو من جمعهم بالسابق والآن يبدو انه قد حان الموعد ليتبادلوا أدوارهم ويجمعوا قلب صديقهم بمن امتلكته
........................

جاء يوم جديد أشرقت به الشمس على قلوب هائمة قلوب تنبض بالعشق

أشرقت على قلوب واجلة خاشعة غرقت بطعم الإيمان

أشرقت على قلوب ظالمة ماتت بكثرة معاصيها
فأي القلوب سيكون هذا اليوم لصالحه

....................

صوت طرقات بإيقاع موسيقي اجفل قلب فاطمة
فركضت مسرعة نحو الباب وهي تقول : دي دقة أحمد انا حفظاها سارت خلفها فاتن مسرعة وما ان فتح الباب حتى رمى نفسه بأحضان والدته وهو يتراقص بها يمينا ويسارا ثم أردف ممازحا : جعاااان يا فطوم فين الأكل استنشق الرائحة وقال ممممممم شامم ريحة طعمية
فاطمة وهي تلكزه بكتفه ترد على مزاحه: مفيش اكل ليك الطعمية لحبيبتي فاتن
نظر لفاتن بمودة ورأى عيونها الذابلة الدامعه وهي تحاول جاهدة رسم ابتسامة على وجهها اقترب منها فاتحا ذراعيه وبلحظة كانت ملقية نفسها بحضن أخيها صوت شهقاتها تتعالى شيئا فشيئا فها هو سندها وحاميها قد أتى ليزيح عن اكتافها كل الهموم والتعب وما عاشته من الم
................
بقصر الزناتي
كان على سريره محتضن مخدته وعلى وجهه ابتسامة تزين محياه فها هو الطريق الذي اختاره يقصر بكل لحظة بضعة خطوات أغمض عينيه يتذكر ملامحها وهو يفكر ما هي خطوته التالية
......صوت طرقات بالكاد مسموعة على الباب
مراد: ادخل
فتحت الباب بوجه شاحب يكسوه الألم الذي ما ان رآه مراد على وجهها حتى قام فزعا من مكانه يسندها حتى اوصلها لفراشه
مراد : تيتا مالك ......تحسس جبينها الذي كان يشتعل من شدة الحرارة انتشل يده مسرعا عن جبينها تيتا انتي عندك سخونيه عالية
الجدة بصوت ضعيف يكاد يكون مسموعا: مراد سامحني يابني
مراد وهو يمسك بهاتفه : مش وقت الكلام ده .الو دكتور تعال القصر حالا جدتي تعبانه وعندها سخونيه
اقفل هاتفه وهم بالقيام من جانبها ولكنها وضعت يدها على فخده وقالت استنى يا مراد خليك جنبي لازم تسمع كلامي للآخر عشان اموت ..وضع يده على فمها يوقفها عن الكلام قائلا متتعبيش نفسك ومش عاوز اسمع سيرة الموت دي تاني فهماني
جرت من عينها دمعة مسحها بأصابعه وقبل جبينها بحنان
نادى على إحدى الخادمات لتحضر منشفة وماء بارد ليحاول خفض حرارتها لحين وصول الطبيب

بعد مرور بعض الوقت خرج الطبيب من عندها وقد حقنها بمسكن ووصف لها بضعة أدوية لتخفف حالتها
اطمأن مراد ومحمد على وضعها وبعدها توجه مراد لشركته

يتبع الفصل الثاني عشر اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent