رواية ليتك كنت سندي الفصل الثاني عشر بقلم أسماء عبد الهادي
رواية ليتك كنت سندي الفصل الثاني عشر
اللي بعد شهر
لتجيب أمه
_أخوك عنده مباراة مهمة علشان كده عندهم تدريبات مكثفة ومعرفش ينزل بس بيقول هينزل كمان اسبوع
أومأ برأسه متفهما ثم هتف واضعا يده على بطنه
_عصافير بطني بتصوصو .. طابخة ايه ياست الكل.
ابتسمت له سوسن
_عاملاك الحمام اللي بتحبه .. تعالى اقعد هغرفلك تاكل لإني عايزاك في موضوع
ليهتف فهمي بضجر فهو يعرف في أي شىء ستحادث ماجد فيه
_تاني يا سوسن؟
لتقول وهي تتوجه لمطبخ لتحضر الطعام
_خرّج نفسك انت منها يا فهمي وسيبني أنا اتصرف.
ليهتف فهمي بحنق
_إعملي اللي تعمليه أنا عارف ابني ومش هتفلح حيلك دي معاه.
ليحك ماجد رأسه بعدم فهم
_في إيه يا جدعان أنا مش فاهم حاجة!!
هتف فهمي وهو يغادر المنزل
_أمك عندك أسألها.
لتضع أمه الطعام أمامه وتقول بلطف
_كُل يا حبيبي كُل، ورُم عضمك انت بتتعب في الشغل
ليضيق ماجد حاجبيه
_ قلبي بيقولي إن ورا حنينتك الغير معتادة دي معايا .. حاجة أنا مش عارفها.
أكملت أمه وضع الطعام ثم جلست جواره
_بصراحة بقا أنا عايزاك تخطب يا واد يا ماجد
ليهتف ماجد بمرح ممازحا أمه كعادته وكعادتها لا تتقبل مزاحه
_أخطب و واد في كملة واحدة يا سوسو ... طب لو أنا واد هخطب إزاي بس؟
لتهتف هي بصرامة
_واد يا ماجد بطّل لماضة ورد عليا
ليهتف هو ومازال محتفظا بابتسامته
_حاضر يا ست الكل .. عندك ليا عروسة طيبة وبنت حلال ؟؟
قالها وهو متوجس، فهو على يقين أن أمه تقصد ملك وتريده أن ترتبط بها
لتقول بحماسة
_عندي طبعا هو في أحلى من ملك بنت خالتك ؟
ليعبس بوجهه في وجوم ويهتف بتهكم
_بقولك طيبة وبنت حلال يا سوسو تقوليلي ملك؟؟
لتهتف غاضبة
_جرا إيه يا واد يا ماجد... ملك بنت خالتلك بنت متربية وسطينا وعارفين عنها كل حاجة والعيبة عمرها مطلعت من بوقئها
ليضحك ماجد ساخرا على آخر كلمة قالتها أمها ( العيبة عمرها ما طلعت من بوءها) فهي على خلاف ملك تماما ، فهو يعرف ملك جيدا فملك تحمل في قلبها خُبث دفين ودائما ما تحقِّر من شأن الآخرين ولا تتركهم وشأنهم بأي حال من الأحوال
لتردف أمها
_وبصراحة بقا أنا عايزة ملك بنت اختي معايا تونسني ومش هلاقي مرات ابن أحسن منها.
ليهتف ماجد بضيق
_طيب بما ان الموضوع كده.. متجربي مع ماهر بما إني مفقود مني الأمل في إني أوافق على ملك اللي طالعين فيها السما على الفاضي دي.
لترمقه أمه بغيظ
_يعني إيه ياماجد؟
_يعني مش موافق على ملك نهائي يا أمي.. عندك عروسة تانية تعرضيها عليا ماشي مفيش خلاص نفضها سيرة علشان أركز مع الحمام اللي ريحته تهبل دي.
لتستفزها كلمات ماجد بتقول بغيظ وهي تحمل طبق الحمام من أمامه
_بقا كدا طب مفيش حمام يا ماجد
ليهتف ماجد _مدعيا الحزن_ وعينه ويده على طبق الحمام التي حملته أمه بعيدا عنه
_بقى اهون عليكي يا سوسو.. ده انا راجع من الشغل هفتان زي ما انتي شايفة، وعيني وبطني هتطلع على الحمامتين دول
_لو سمعت كلامي هجبلك الحمام
_يعني عايزاني أتجوز يا سوسو غضب عني..
صمت قليلا ثم فكر في حيلة
_بعدين يا سوسو أنا شايف ملك زي أختي ..حد بيتجوز أخته؟؟
لتنفخ أمه بضيق فخطتها فشلت في إقناعه فقامت للمطبخ ومعها طبق الحمام خاصته
لينادي عليها
_الحمام يا سوسو ... هأكل أنا إيه دلوقتي.
لتهتف هي غير مبالية به
_خسارة فيك الحمام ..هروح أءكله لملك حبيبتي.
ليجلس ماجد واضعا رأسه على يده وينظر للأرز أمامه ويهتف بمزاح كعادته فلا تعرف جده من هزله
_ما أنا عارف من يومي إني ابن البطة السودا ... ناس ليها وز وناس ليها رز.. ماشي يا سوسو .. لو رجعتلك الشهر الجاي على نقالة متبقيش تزعلي ما هو أنا مفيش حد يهتم بيا ولا يأكلني حمام ... نفسي في حمام يا ناس .
قال كلماته وانتظر أمه كي تعود بطبق الحمام لكنها لم تفعل ..فتنهد بضيق وباشر بتناول الطعام أمامه فهو جائع جدا
_ماشي يا سوسو خليكي فاكرة إنك أكلتيني رز وخضار بس ها .. بس على كل حال تسلم ايدك يا ست الكل .
تناول طعامه ثم حمل الاطباق الى المطبخ حيث تقف أمه ،فأمسك يدها يقبلها
_تسلم ايدك يا سوسو على الأكل ..رغم اني كنت هموت ع الحمام بس ملحوقة.. اتحرم من الحمام أحسن ما اتدبس في ملك
ليجد أمه تخلع حذاء قدمها وتُلْقِه به بغيظ ليتفاداه كعادته
_ماشي ياسوسو مقبولة منك ..
أرسل لأمه قبلة في الهواء ثم ذهب إلى غرفته لينال قسطا من الراحة .
____
صدح عامر بصوت جهوري غاضبا لا يبشر بخير ينادي على رهف التي أتت على الفور لتتجنب ضرباته المؤلمة
_رهف انتي يا زفتة
_نعم
قالتها باستكانة وخضوع تام
ليهدر هو بها ممسكها من خصلات شعرها لتصيح بألم واضعة يدها على يده محاولة تخليص نفسها منه
_الفلوس اللي كانت في جيب البنطلون ده ناقصة... طلعتي حرامية كمان والله عال
هتفت رهف لتدافع عن نفسها فهي لم تحركهم من مكانهم
_والله أنا مجتش جنبهم خالص.. أنا علقت البنطلون على الشماعة زي ما طلبت لكن ممدتش إيدي على حاجة
ليصيح بها بعد أن ضربها على وجهها بيده
_كدابة ..وحرامية كمان... بس أنا بقى هعرفك إزاي تمد إيدك على حاجة مش بتاعتك
لتضع يدها مكان صفعته وتنظر له بغضب وتهتف بحدة لأول مرة ..تحاول استجماع شجاعتها للرد عليه والدفاع عن نفسها
_أنا مش كدابة ولا حرامية يا عامر بيه... أنا مش بكدب عليك أن معرفش فلوسك راحت فين ..شوف وقعوا منك او ضيعتهم فين لكن أنا مجتش جنبهم.
ثم أردفت بغضب
_ومش هسمحلك تتهمني بحاجة زي كدا .. كفاية بقا ذل واتهام فيا بالباطل وأنا ساكتة كفاية.
ليمسكها ماهر من خصلات شعرها مرة أخرى
_لا وليكي عين تعلي صوتك عليا يا حقيرة إنتي ..وساكتة يعني هتعملي فيا إيه يعني
لتهتف رهف ببكاء وقهر فهي قليلة الحيلة
_هشتكيك لربنا
ليدفشها لتقع فوق فراشه ويقول ضاحكا بسخرية
_اشتكيلي يمكن ربنا يستجيب منك يا .. يا ست الطاهرة الشريفة
في تلك الأثناء عادت أمه من الخارج تنادي على رهف
_يارهف .. تعالي ظبتي الحاجات دي في المطبخ
ليترك عامر رهف ملقاة تبكي على فراشه ويخرج لأمه ليهتف باستغراب
_انتي كنتي فين يا ماما؟؟
_قلت أروح السوق أجيب شوية حاجات ناقصة البيت من زمان منزلتش ..قلت أفك رجلي.
ليهتف عامر بضيق
_كده من غير ما تقوليلي!!
_فيها إيه يا عامر هوا أنا لازم أخد الاذن منك قبل ما انزل؟
_لا على الأقل أكون عارف.
_ ما علينا المهم إني رحت ورجعت.. ااه من حق أنا أخدت فلوس من جيب بنطلونك المتعلق في الشماعة وانت كنت نايم.
ليهتف عامر بصدمة
_يعني مش رهف اللي سرقت الفلوس!!
أجفلت أمه مكانها خوفا على رهف
_انت فكرت أن رهف هيه اللي أخدت الفلوس.. وتلاقيك متوصتش وطلعت عينيها يا حبة عيني .
ليهتف عامر بلا مبالاة
_ميبقاش قلبك حنين أوي كده... أنافكرتها هيه اللي أخدت الفلوس علشان كده ضربتها.
لتقوم أمه بضجر من تصرفاته
_ما تهدا على البت شوية بقا يا عامر.. بعدين هيه كانت هتأخد الفلوس تعمل بيها ايه يا حبة عيني دي لا بتخرج ولا حتى شافت الشارع من يوم ما جت هنا.. والبت مستكينة وراضية .
ليبتعد عامر عن أمه ويذهب ليباشر عمله في شرفة الردهة غير عابىء بكلام أمه فقلبه لم يرق لرهف قيد أنملة.
حركت أمه رأسها بأن لا فائدة ترجى منه
وذهبت لرهف لتطيب بخاطرها حتى لا تحزن
_متزعليش يا رهف .. تعالي قومي جبتلك فروالة أنا لاحظت انك بتحبيها.. تعالى ناكلها مع بعض.
ابتسمت لها رهف وسط دمعاتها ..فمدت أم عامر يدها لتزيل دموع رهف
فحمدت رهف ربها أنه سخر لها تلك السيدة ورقق قلبها تجاهها لتستطيع تحمل ما تعانيه ولو قليلا.
_____
مرت الايام
وعاد ماهر من عمله وقررت أمه أن تفاتحه بأمر خطبة ملك فهي طوال الايام الفائتة تحاول أن تجد حلا لتلك المشكلة لذا قررت أن تجعل ابنها ماهر يخطب ملك رغم أنها تعرف ميل ملك لماجد وليس ماهر ... لكن سوسن عللت الأمر بأنها تريد ملك معها هنا وملك تريد أن تسكن مع خالتها بالمنزل فلن تمانع اذا كان ماجد أم ماهر.
فاتحت سوسن ابنها فلم يهتم للأمر في بادئ الأمر ولكن مع إصرار أمه وتأكيدها عليه بأنه لن يجد مثل ملك وأنها تضمنها له ..أعلن موافقته فأمر إختيار الزوجة لا يهمه.. فهو يريد الزواج فحسب لا يهم من تكون المهم أنها تكون فتاة جيدة الاخلاق ومطيعة فحسب.
طارت سوسن من الفرحة وهاتفت أختها سناء بأن تأتي هي وملك لتخبرهم بأخبار سارة ستسعدهم
تراقص قلب ملك من الفرحة فما كانت تنتظره أخيرا ستحصل عليه أخيرا ستنال قرب ماجد وستصبح مخطوبته .. أخيرا ستستطيع أن تتقرب منه كيفما تشاء
لتهتف أمها بغرور
_مش قلتلك اسمعي كلامي وانتي تكسبي .
عانقت ملك أمها بفرحة
_بموت فيكي يا سناء... يلا نلبس بسرعة أنا مش قادرة أصبر قلبي هيقف من الفرحة
هرولت سريعا الى خزانتها وانتقت فستانا مفتوح من الساق ليظهر ارجلها وما ترتديه من أسفل من بنطال ضيق للغاية لونه متلائم مع لون قطعة القماش التي تضعها على رأسها وتظهر نصف شعرها منه.
ومن ثم وضعت الزينة وأدوات التجميل بكثرة هذه المرة على وجهها فاليوم يوم سعدها. .. اليوم ستخبرها خالتها بشأن تقدم ماجد لخطبتها
_____
ذهبت لبيت خالتها بحماس شديد وما أن وطئت المنزل حتى جالت ببصرها المنزل لتلمحه لكنها لم تجده
فقالت بتساؤل مدعية الخجل
_هو ماجد نايم ولا إيه يا خالتي؟؟
_لا سافر النهاردة الصبح يا حبيبتي.. عنده شغل كتير فسافر يخلصه.
ظهر على وجه ملك أمارات الاستياء لتقول سوسن بابتسامة منفرجة
_اقعدي اقعدي عندي ليكي خبر هيفرحك أوي.
جلست ملك جوار أمها ونظرت إليها بانكشاح
لتقول سوسن
_ابني طلبك للجواز يا ملك يا حبيبتي.. قولتوا إيه والخطوبة هتكون في أجازتهم الجاية يعني بعد شهر من دلوقتي .. ؟؟
لتهتف سناء على عجل دون حتى أن تسأل عن أي ابن تتكلم سوسن فهي ظنتها تتحدث عن ماجد لم تعرف أن سوسن تقصد ابنها ماهر بحكم أنه هو الموجود بالمنزل وماجد سافر إلى عمله
_واحنا نلاقي حد أحسن من ولادك يا سوسن.. أدب وأخلاق وشهامة .. دي البت ملك محظوظة بيكم والله.
لتهتف سوسن بحذر من ألا توافق ملك بماهر فهي لم تفهم انهم يظنون أن ماجد هو من تقصده
_يعني انتي موافقة يا ملك
لتدعي ملك الخجل وتقول بخفوت مصطنع
_اللي تشوفوه يا خالتي
فتتنهد سوسن براحة وتبتسم وهي تربت على أرجل ملك
_ألف مبروك يا حبيبتي ... ده يوم المنى لما تكوني مرات ابني
فينشرح قلب ملك كثيرا وتتنهد بنصر فأخيرا زفرت بمن تريد.
يتبع الفصل الثالث عشر اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية ليتك كنت سندي" اضغط على اسم الرواية