رواية أزمة منتصف الحب الفصل الثالث عشر بقلم رانيا أبو خديجة
رواية أزمة منتصف الحب الفصل الثالث عشر
بالكافيتريا امام سنتر الدروس الخصوصيه....تجلس فاطمة وعادل... ومحمد الذي اصبح صديقهم المقرب ياتي معهم الدرس ويخرج معهم ويراجع معهم الدروس
محمد : الامتحانات قربت يا شباب وعايزين نذاكر ونشجع بعض.
عادل: ما احنا بنحضر الدروس مع بعض وبنيجي نراجع هنا مع بعض في الكافيتريا.
سيد بصدق: انا خلصت تقريبا اكتر من نص المنهج مذاكرة.
عادل: وانا زيك يا سيد و راجعت كمان على الفصول الاولى في التاريخ.
محمد : طب ايه رأيكوا نذاكر مع بعض في بيت واحد فينا.
نظر عادل لفاطمه وهو يهز رأسه بمعني( ايه رايك) نظرت له فاطمة ثم اردفت بسعادة: موافقين طبعا واهو نشجع بعض يا محمد ...ايه رايك يا عادل.
عادل بارتباك: ها...اه موافقين طبعا.
********************
باحدي الاماكن الراقيه على النيل يجلس احمد ومقابله تجلس رغد.
رغد وهي تلوك بفمها الطعام وتبعد يد احمد عن فمها: كفايه يا احمد والله ما قادرة.
احمد وهو ممسك بشوكة الطعام و يطعمها المزيد : لا هتاكلي كل الاكل دة ....انتي وزنك قل قوي ولازم تاكلى كويس وتتغذي عشان متتعبيش بعد كدة.
رغد: لا كفايه والله ما قادرة.
ثم تابعت : وبعدين انتوا ليه كلكم بتقولولي كدة ...هو انا بقى شكلي وحش .
احمد وهو ينظر لها بحب: مين دي اللي شكلها وحش ....انتي قمر في كل حالاتك .
ثم تابع: ها قوليلي بقى مش هترجعي تشتغلي معايا تاني في العيادة.
رغد بتسأل: هو انت هتمشي البنت اللي عندك دي بجد؟
احمد بجديه: انا قايلها اول ما جت تشتغل في العيادة انها هتشتغل فترة مؤقته.... لحد مأنتي ترجعي يعني.
رغد بإبتسامه : وانت بقى كنت متأكد اني هرجع؟
احمد وهو يبادلها ابتسامتها : طبعا كنت متأكد .
ثم تابع بجديه: يارغد انا عمري ما اقدر انساكي ....انا بس كنت حاسس باللي انتي فيه ...وعارف انك كنتي لازم تاخدي وقتك عشان تتخاطي كل اللي حصل دة.
رغد بحزن: لما مبقتش تيجي الفترة دي كلها ولا تسأل عني فكرتك بتبعد ...فقولت أجي انا عشان اخلصك من الموضوع خالص.
احمد : ربنا يعلم الفترة دي عدت عليا ازاي ...
ثم تابع: وبعدين انا كنت دايما اكلم اخواتك ومامتك في التليفون عشان اطمن عليكي وعلى باباكي....
ثم اردف: وبعدين انا مكنتش هستحمل انا اجي واسمع كلامك تاني عن الطلاق.
نظرت له رغد في حزن فأردف هو : لازم نعدي كل دة يا رغد .....مبقولش ننساه بس على الاقل نتخطاه ومنوقفش عندة كتير .
ثم تابع بصدق: بس انا عايزك تطمني انا عمري ما هنساه لحد ما اجيبلك حقك.
*********************
امام منزل فاطمة تقف هي مع عادل يتحدثون ...فأصبحت هذه عادتهم يتحدثون ويخططون لما سيفعلوه :.
عادل بغصب: ممكن افهم ازاي حضرتك توافقي على حاجة زي دي ....هتروحي بيته ازاي يا ست فاطمة؟
فاطمه ببساطة: وفيها ايه دي يا عادل....انت عارف كويس قوي ان احنا بنعمل كل دة عشان نوصل لكدة...اننا نكون قريبين منه ومن عيلته ....عيلته دي اللي فيها امجد اللي اغتصب أختي...ومختفي وهربان وانا مش هرتاح غير لما أشوفه مرمي في السجن وبياخد جزائه كمان.
عادل بهدوء: يا فاطمة افهمي....انا خايف عليكي ....لو روحتي هناك وبقيتي في وسطيهم ممكن حد يكشفك وساعتها هيبقى في خطر عليكي.
فاطمه ومازالت تتحدث ببساطة: متخافش ان شاء الله لا في خطر ولا حاجة ....وبعدين انا مش خايفه طول ماانت معايا وجمبي.
عادل بحب : وانا جمبك يا فاطمه وعمري مااقدر اسيبك لواحدك ابدا ....وكمان رغد اختي وانا معاكي هعمل اي حاجه عشان نجبلها حقها.
ثم تابع بتنهيده: بس ربنا يستر ومنروحش في داهيه بسبب جنانك دة.
فاطمه : ان شاء الله هيستر انت بس جمد قلبك
ثم تابعت وهي تهم لدخول العمارة: يلا انا طالعة بقى عشان اتأخرت.
************************
تفتح باب الشقه بمفتاحها الخاص ثم تدخل بهدوء وتغلق الباب خلفها بحذر شديد ثم تتسحب ببطئ حتى لا يشعر بها أحد .....ولكن ....
هدى وهي تمسكها من ياقة قميصها الرجالي : قفشتك.....بتتسحبي كدة ليه ....ها؟
فاطمه بشهقه: خضتيني يا هدى!!!
هدى بتهكم: لا والله.....انطقي انتي مخبيه علينا ايه يا بت انتي ....انا اصلا مش مرتحالك.
فاطمه وهي تتحاشى النظر اليها لعدم صدق حديثها: مأنا قولتلكوا ان انا....
قاطعتها هدى : لا يا حبيبتي سيبك من موضوع مسرحيه تبع المدرسه وانا بعمل دور البطل الشقي والجو دة كله....الكلام دة يدخل على ماما ورغد اما انا فلا
ثم تابعت بغضب وهي تمسكها من زراعها ببعض العنف: انطقي يا فاطمة احسنلك .....انتي مخبيه علينا ايه؟
فاطمه وهي تحاول ان تتخلص من مسكها بها وتتحدث بتوتر: سبيني يا هدى.....انتي بتحققي معايا كدة ليه.
ثم تابعت بتلعثم: وبعدين هكون مخبيه عليكوا ايه يعني!!
هدى وهي تتحدث بشك: توترك دة وانك داخله خارجه تتسحبي كدة....دة يدل على انك بتعملي حاجة من ورانا .
ثم تابعت بصرامه: انطقي مخبيه ايه....وبعدين اللبس اللي انتي لبساه دة مش المفروض بيتلبس في المدرسه بس وقت البروفات...ها...مش داخله خارجة بيه!!!
صمتت فاطمة تنظر لها في توتر فقتربت منها هدي واردفت بترقب: شفتي....سكتي...يبقى انتي مخبيه حاجة.
فاطمة بارتباك: انا هقولك يا هدى بس اوعديني انك مش هتقولي لماما او بابا او حتى رغد اي حاجة ...ماشي.
هدى بنفاذ صبر: اخلصي يا فاطمة .
هدى بصدمة بعد ان سردت عليها فاطمة كل شئ: الله يخربيتك ...انتي يا بت انتي مجنونه .
ثم تابعت بزهول: افرضي حد كشفك هيبقى الموقف ايه ساعتها.
فاطمة بسعادة : متخافيش محدش شك فيا لحظة واحدة.
هدى: يا بنتي افهمي ...لو امجد الزفت دة وهو مختفي كدة عرف انك بتلعبي على ابنه وكشفك هتبقى ليلتك سودة ....واحنا مش ناقصين مصايب.
فاطمة بثقه: قولتلك متخافيش ولو على امجد دة فأنا هجيبه يعني هجيبه.
هدى بزهول: هتجبيه ازاي يا مجنونه انتي؟!!
فاطمه وهي تتحدث بغموض : لو تحت الارض هجيبه.
ثم اردفت بعصبيه جديدة عليها: المغتصب دة بتاعي انا يا هدى.... ومحدش هيجيبه غيري انا.
ثم تركتها وسارت لغرفتها بطريقه دراميه ثم دخلت واغلقت الباب خلفها بعنف .
نظرت هدى في اثرها بزهول ثم اردفت : ربنا يشفيكي يا هبلة!!!
************************
باحدي محلات الملابس تقف هي حائرة بينما هو يتجول بين الفساتين والاحذيه الاكسسوارات الخاصه بالفتيات
رغد بحيرة: انت جايبنا هنا ليه يا احمد .
احمد وهو يبحث بين الاشياء : اختاري اللي انتي عايزاة يا حبيبتي وانا معاكي ولا تحبي اختارلك انا.
رغد بحنق: دة انت مش عاجبك لبسي بقى بجد وعاجبك الست نهى بتاعتك دي.
نظر لها احمد قليلا ثم انطلقت ضحكاته عاليه
فأردفت هي بغضب طفولي: بتضحك على ايه بقى دلوقتي.
ترك احمد ما بيدة من اشياء قد اختارها لها ثم اقترب منها واردف بابتسامته الجميله: ممكن تسيبك شويه من نهى اللي مجنناكي من الصبح دي وتركزي معايا .
رغد بغيرة: مش هسبني منها الا لما تقولي ...انت شايفها بجد احلى مني ومظهرها احسن مني؟
احمد بإبتسامه وهو يلمس على وجنتيها بحنان: اولا انا مش ممكن اشوف حد احلى منك ....انا لما حبيتك حبيتك كلك على بعضك كدة.... وخصوصا بقى رغد اللي جوا مش اللي بره وبس .
ثم تابع بصدق: وبعدين يا حبيبتي انا عارف ان اكتر حاجه بتبسطكم كابنات هي انكم تشتروا لبس وحاجات كدة
ثم تابع بحب: وانا نفسي اعمل اي حاجة عشان افرحك وابسطك.
ثم تنهد واردف: واحاول انسيكي اللي حصل .
نظرت له رغد بعيون دامعه ثم اردفت: بجد يا احمد...يعني انت لسه بتحبني وشايفني زي ماشوفتني اول مرة...يعني اللي حصل دة مقللش مني عندك؟
نظر لها احمد بحزن فمعني كلماتها انها فقدت الكثير من ثقتها بنفسها وبحبه لها بسبب ما حدث فأقترب منها و حاوط وجهها بحنان واردف وهو يتمعن النظر لها حتى تصل لها كلماته: رغد... لازم تكوني عارفة ان قبل ما كل دة يحصل ...انا كنت عارف اني زايي زي اي حد عادي...شاف بنت اعجب بيها وارتبط بيها لانه حس انه بيحبها....زي اي حد.
ثم تابع بصدق: لكن بعد اللي حصل دة انا عرفت انا بحبك قد ايه ...وان انتي مش مجرد واحدة كانت هتبقى شريكة حياتي وممكن في اي وقت اسيبها تحت اي ظروف ...لا انا حسيت انك حته مني وان اللي حصل دة حصل لجزء مني انا واني اسيبك او ابعد عنك مش سهل ....وان علاقتنا دي قويه قوي ومش اي حاجة تكسرها....وان انتي عندي اغلى من اي حاجة في الدنيا.
رغد بإبتسامه من بين دموعها: ...حاسه ان انت هديه من ربنا عشان تقف جنبي في الوقت دة بالذات.
احمد وهو يخرج منديل من جيب بنطاله ويمسح به دموعها: ممكن بقى مشوفش دموعك دي تاني ابدا ...هو انتي كل ما هتتكلمي هطعيطي .
ثم اخذ بيدها واردف: يلا تعالي اختاري كل اللي انتي عايزاة ...واي حاجة ....وانا معاكي.
وبدؤا يتجولوا بين المشتروات هنا وهناك سويا وهي تختار وهو معها ثم ترتديهم بغرفة البروفات وتخرج له ويعطيها رأيه ....هذا رائع عليها....هذا واسع نظرا لنقصان وزنها بالفترة الاخيرة... بينما هذا جيد .
وظلوا هاكذا فهو يريد فعل اي شئ لينسيها ولو جزء مما حدث ...يفكر في ان يفعل كل شئ من اجل إدخال الفرحة لقلبها الحزين.
*************************
وبعد وقت ليس بقليل بالتجول هنا وهناك من اجلها ومن اجل اسعادها.... فتواجدها معه وبرفقته يشعرها بالسعادة وينسيها همها وما مرت به بالفترة التي ابتعدت عنه بها.....بينما هو فكان يشتاقها ويشتاق رؤيتها كثيرا ....فقضى برفقتها وقتا ليس بقليل كان كفيلا لتعويضه عن بعدها عنه كل تلك المدة.
احمد وهو يسير بالسيارة ويتحدث بسعاده: النهاردة كان يوم حلو قوي ....مش مصدق ان احنا بقينا مع بعض تاني.
رغد بإبتسامه سعيده افتقدها هو كثيرا الفتره الماضيه: وانا كمان مبسوطه قوي.
ثم تابعت: بس انت يااحمد جبتلي حاجات كتير قوي.
احمد بمرح: اعرفي بقى جبنا ايه....عشان بعد كدة اما تيجي ترجعي الحاجة ترجعيها كلها على بعضها.
رغد وهي تخبطه بكتفه بخفه: بتتريق عليا يا احمد
احمد من بين ضحكاته : عارفه لو فكرتي تعملي كدة تاني ...هعمل فيكي ايه؟
رغد بمرح: هتعمل ايه بقى ان شاء الله!
هم احمد بالرد عليها ولكن قاطعه رنين هاتفه
فأردفت رغد: مين يااحمد؟
احمد: دي ماما يا حبيبتي.
ثم هم بالرد على والدته: ايوا يا حبيبتي ......لا دانا خلصت العياده.من بدري........
........انا مع رغد ..........طيب خلاص احنا جايبن حالا 10 دقايق وهنكون عندك.
وبعد ان اغلق الهاتف نظر لها وجدها تنظر امامها بشرود وتفرك يدها ببعضهم بتوتر.
فأردف هو: مالك يا روحي !!
رغد بتوتر: هو احنا هنروح عند مامتك؟
احمد : ايوا يا حبيبتي.....هي عرفت ان انتي معايا فا حبه انها تشوفك.
رغد: لا يا احمد معلش روحني البيت احسن وابقى سلملي عليها.
وقف احمد بالسيارة جانبا ثم نظر لها واردف بحنان: مالك يا حبيبتي .......مش عايزة تيجي معايا ليه؟
رغد بحزن وبدءت الدموع تتجمع بعينيها: انا مش هعرف اقابل مامتك يااحمد على الاقل دلوقتي.....مش هقدر اقابلها....وبعدين هي أكيد زعلانه مني ومش موافقه ان احنا نكون مع بعض بعد اللي حصل.
احمد بعد تنهيده: رغد ....بلاش تكوني حساسه قوي كدة .....وبعدين مين قالك ان أمي زعلانه منك ....انتي ذنبك ايه عشان تزعل منك بس.
ثم رفع وجهها بيده لتنظر له: وبعدين انا عايزك اقوى من كدة ....وانا جمبك....متخافيش من حاجة ابدا....ماشي.
نظرت له رغد قليلا فأردف هو وابتسامه على وجهه لتطمئنها: ماااشي!
رغد بعد برهة من الصمت: ماشي ...
ثم تابعت بدموع: بس لو لقتها زعلانه مني او كدة همشي ...ماشي.
احمد وهو يمسح دموعها بكفيه: ماااشي يا ستي ..لو اي حاجة معجبتكيش ابقي امشي....ومش قولنا كفايه دموع بقى ولا ايه.
رغد وهي تحاول رسم ابتسامه على وجهها : حاضر.
بادلها احمد ابتسامتها ثم هم بالسيارة مره اخرى ...متجها لمنزلهم ....وطوال الطريق ممسك بيدهابحنان لبث الطمئنينه بها التي بها رعشه تعبر عن خوفها وكأنها متجهه لتمتحن امتحان مفاجئ ....فهي منذ ما حدث ولم تخرج من المنزل ولم تواجه احد غيرة هو ...والان ستقابل وتواجه والدته التي تتوقع انها تكون رافضه لها بعدما حدث.
يتبع الفصل الرابع عشر اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية أزمة منتصف الحب" اضغط على اسم الرواية