Ads by Google X

رواية وللقلب أقدار الفصل الثالث عشر 13 بقلم رانيا الخولي

الصفحة الرئيسية

          رواية ولقلب أقدار  الفصل الثالث عشر بقلم رانيا الخولي


رواية وللقلب أقدار الفصل الثالث عشر

تسلل حافظ داخل المخزن يبحث عن إبنه
فوجده جالساً على المقعد وأمامه إبنة أخيه ملقاه على الارضيه بلا حراك فصاح به حافظ وهو يقترب منه : إيه اللى انت عملته ده ، أنت عملت فيها إيه ؟ وأيه اللى جابها أهنه ؟ أوعى تكون خطفتها ؟

التفت حسين لوالده قائلاً بحده : كنت عايزنى أعمل أيه بعد ما فضحتنا فى البلد كلياتها عشان متجوزنيش لازم أنتقم منها

أمسكه والده من تلابيه يعنفه قائلاً : إنت اتچنيت إياك أنت مصر تودى نفسك فى داهيه تلجاها الشرطه جالبه عليها الدنيا

صاح حسين فى والده قائلا وهو يخرج سلاحه من جيبه : مش جبل ماخلص عليها الاول
صاح به حافظ قائلاً : جولتلك ونبهتك متجربش منيها ، يأما أنا بنفسى اللى هسلمك للحكومه
فأقترب حافظ من ليلى كى يفك الاربطه من حول رسغيها وقدميها لكن حسين منعه قائلاً بغضب وهو يقف أمامه : جولتلك أوعاك تجرب منيها
لم يرضخ له حافظ بل عاد يفك الاربطه عنها
لكن حسين صوب سلاحه عليها ، قائلا : لو فكيتها هجتلها أدامك
وهم بأطلاق الرصاص عليها
لكن سلاحاً آخر أطلق رصاصته فأصابت كتفه مسقطاً السلاح على الارض
فأسرع العساكر بتكبيل يديه تحت أنظار والده الصادمه وأخذه معه
فأسرع سالم وسليم إليها مفزوعين من هيئتها فلم يترك جزءاً بجسدها لم ينال منه ضرباً مبرحاً
فحاول سالم أفاقتها حتى فتحت عينيها ونظرت إليه تتأكد من وجوده
نعم هو سالم أخيها
هو من كان يقول لها دائماً أنه سندها وآمانها ، وبدون مقدمات أرتمت بأحضانه تصرخ به تعاتبه على تركه لها قائله : سالم متسبنيش أرجوك ياسالم متسبنيش ليهم تانى ، أنا بقيت حمل تقيل عليهم أرجوك متسيبنيش

حاول سالم تهدئتها لكنها ظلت تصرخ به ممزقه قلب سليم الذى تمنى أن يكون مكانه وترتمى بأحضانه هو وليس أخيها
تعاتبه هو على تركه لها تلك المده التى تركها فيها
أن تتمسك به هو وليس أخيها

تمسكت ليلى بملابسه وهى تصرخ به ، تعاتبه على تركه لها حتى أرتخت بين يديه يلفها الظلام

*************
دخل سليم الغرفه فوجدها راقده على الفراش وبجوارها سالم الذى ما أن رأه حتى قام خارجاً من الغرفه حتى يتركهم معاً ، فقد طلبت ليلى منه أن يساعدها على الطلاق منه شارحه له ما قالته لها تلك الطبيبه
وبعد خروجه تقدم سليم منها جالساً على المقعد المجاور لها قائلاً بحب : عامله أيه دلوقتى ياليلى

أكتفت ليلى بإيماءه بسيطه من رأسها
فهى لن تنكر فضله عليها ووقفته بجانبها
وأيضاً عندما تخلى عن حبيبته لكى ينقذها هى
فقررت الانفصال عنه حتى يعود لها فسمعته يقول : أنا أسف ياليلى إنى معرفتش أحميكى وسيبتك لوحدك بس .....
قاطعته ليلى قائله : متقولش كده يادكتور سليم أنا مقدرش أنكر فضلك عليا ووقفتك جنبى اللى عمرى مهنساها
أنت الوحيد اللى وقفت جمبى فى وقت الكل اتخلى عنى فيه ، وانت الوحيد اللى ساندتنى ووقفتنى على رجلى من تانى مقدرش أنكر فضلك عليا أبداً
وعارفه كمان إنى كنت حمل تقيل آوى عليك ، أنا اللى مفروض أتأسف مش أنت
أبتسم لها أبتسامه حزينه وقال : إنتى عمرك ما كنتى حمل تقيل زى مبتقولى بالعكس من أول مشوفتك وأنا حسيت إنك مسؤله منى وعشان كده كنت بعارض جوازك من آدم الله يرحمه فى البدايه عشان مقبلتهاش عليكى بس لما عرفت عن جوازك من إبن عمك ، وقفت جانبكم
ومن وقتها ولحد أنهارده بحس نحيتك بالمسؤليه ، ليلى إنتى بجد بقيتى شئ أساسى فى حياتى
شعرت ليلى بصدق كلامه لكنها لن تبنى سعادتها على تعاست غيرها ظناً منها أنه يريد العوده لحبيبته وقررت أن تخرج من حياته ، رغم صعوبة ذلك القرار عليها فلم تعد تشعر بالامان الا معه حتى سالم أخيها لم يعد يشعرها بالامان كما يفعل هو فقالت بقلب منفطر : بس آن الاوان إنك تتخلص منى ، كفايه لحد كده ، وكفايه إنى كنت السبب فى بعدك عن ناس وجودهم فى حياتك هو الاساس

طلقنى

***

ذهب عماد للمستشفى كى يطمئن على ليلى
فقد تركهم أمس بعد دلوفهم للمشفى عندما تجمع كلاً من مراد وسالم وسليم وشعر بأن لا مكان له بينهم
فأنسحب بهدوء من بينهم وغادر المشفى
فقرر فى اليوم التالى الذهاب الى المشفى والاطمئنان عليها
فوجد سالم واقفاً أمام الغرفه شارداً بأفكاره فأقترب منه قائلاً : ليلى عامله أيه دلوقت ياسالم
نظر له سالم فهو يعلم جيداً أنه مازال عاشقاً لها فرد قائلاً : الحمد لله بخير تعبناك معانا
: متقولش كده أحنا أخوات ، المهم دلوقت أنا أنا عايز أعرف رأيك هتسافر ولا غيرت رأيك
نفى سالم قائلاً : لا طبعاً هسافر وكمان ليلى هتسافر معايا
عقد عماد حاجبيه وقال يستفهم منه : إزاى يعنى مش فاهم وجوزها
أخرج سالم تنهيده قويه من صدره وقال : ليلى طالبه الطلاق من سليم
ولا ينكر عماد السعاده التى غزت قلبه لكنه أخفاها قائلاً : أيه السبب
شرح سالم له كل شئ منذ أن هربت مع آدم حتى ذلك اليوم وقال عماد : يعنى خلاص هتسافر معانا
أومأ سالم برأسه دون قول شئ
***********
مرت عدة لحظات من الصمت ،بينما تصلبت ملامحه على ثغرها الذى نطق بتلك الكلمه التى نزلت عليه كالصاعقه أراد معاقبته بشده على التفوه بتلك الكلمه
لكنه تماسك بأعجوبه وسألها قائلا بعتاب : ليه ياليلى ؟
أغمضت ليلى عينيها وهى تحاول التقاط أنفاسها بصعوبه وقالت : صدقنى ده الافضل لينا كلنا ، أنا قررت أسافر مع سالم خلاص معدش ليا مكان هنا
رد سليم برجاء : وأنا ياليلى ؟
حاولت ليلى الثبات ومنع عبراتها من النزول وقالت : أنت حاجه كبيره آوى مش عايزه أخسرها ، وللأسف وجودى فى حياتك هيخلينى أخسرك
خلينا نبعد يمكن البعد راحه لينا
قاطعها سليم قائلاً : بس أنا راحتى فى وجودك معايا
أبتسمت ليلى بتهكم وقالت : صدقنى يادكتور سليم بكره لما تلاقينى خرجت من حياتك وترجع للى بعدتك عنهم هتندم إنى دخلتها من الاول
ثم نظرت داخل عيناه لأول مره وعادت تقول : طلقنى وعيش حياتك فى هدوء ومع الانسانه اللى تختارها مش اللى اتفرضت عليك ، بس ياريت أختيارك يكون صح
أبعدت نظرها عنه كى تدارى تلك الدمعه التى فرت من مقلتيها وقالت : طلقنى
أغمض سليم عينيه ومسح وجهه بكفيه وقال : أنا كان دورى بالنسبالك هو الحمايه ، صحيح أنا فشلت فيه أكتر من مره ، بس حاولت ، وبما إنى دورى أنتهى لحد كده ، فأنا بجد بتمنالك السعاده
ليلى إنتى طالق
ثم قام خارجً من الغرفه دون قول شئ
تاركاً إياها تبكى بقلب منفطر كما لم تبكى من قبل ، فهى لم تعد تشعر بالامان الا معه ، حتى سالم أخاها لم يعد يعطيها الامان كما يفعل هو ، تشعر وكأن روحاً فارقتها جاعله إياها تشعر بنقص شديد وكأن شيئاً نقصا منها ، وياليته يعود ، ليته لم يطاوعها ويرفض طلاقها
لكنها نهرت نفسها معاتبه إياها كيف تكون بتلك الانانيه ، ماذا قدمت له سوى المشاكل التى تحاوطه من كل جانب منذ أن رآها ، فلتبعد عنه وتتركه ليعود إلى حبيبته

دلف سالم الغرفه فوجدها تبكى بأنهيار شديد ، فاقترب منها يربت على كتفها قائلا : طلقك ؟
أومأت دون النظر له فجلس على المقعد المجاور لها وقال : طيب بتعيطى له دلوقت ، مش دى كانت رغبتك
نفت ليلى برأسها وقالت من بين بكاؤها : انا بس زعلانه إنى فرقت بينه وبين خطيبته
قال سالم : أسمعينى ياليلى كويس أنا صحيح معرفش سليم كويس ، بس اللى عرفته وحسيته ، أنه مش من النوع المخادع ، يعنى لو هو فعلاً خاطب زى مابتقولى هيصارحك مش هيخبى عليكى
: بس هى اللى قالتلى كده
: وهى عشان قالتلك كده تصدقيها ؟
جففت ليلى دموعها وقالت : أصدق أو لأ ، خلاص معدش ينفع نكمل مع بعض
أنا هسافر معاك وهو يعيش حياته بعيد عنى وعن مشاكلى
********
دخلت سمر على والدها الذى وجدته جالساً على المقعد والعبرات تنزل ببطئ على وجهه ، فشعرت بالحزن عليه وقالت وهى تجلس بجواره وتحمل آدم الصغير بين يديها : أنا رايحه لليلى يابوى ، مش حابب تاچى معايا ؟
لم يلتفتت إليها وظل شارداً فى أحزانه لا يريد التحدث بل يكتفى بالصمت ، فعادت سمر تقول : رد عليا يابوى
التفت إليها عامرا قائلاً بحزن : عايزانى أجول أيه ؟
قالت برجاء : مش عايزاك تجول أنا عايزاك تاچى معايا نشوف ليلى ونطمن عليها
ابتسم عامر بتهكم وقال لها : وانتى فكرك إنى مطمنتش عليها ، سواء دلوقت ولا جبل سابج ، أنا بتاجينى أخبارها أول بأول ، بس خايف من حاچه واحده بس ، هى أنها تفارج الحاضر ، وتندم بعديها
ثم نظر الى آدم وقال : روحيلها ياسمر ، هى محتچالك دلوجيت
دلفت سمر غرفة ليلى وهى تحمل آدم بين يديها ، فوجدتها راقده على الفراش شارده فى افكارها فنادتها قائله : ليلى
التفت ليلى ناحية الصوت ولم تندهش برؤيتها فهى تعلم بمجيئها من قبل
فظهرت ابتسامه صافيه على محياها عندما وقع نظرها على آدم فقالت : تعالى ياسمر
اقتربت منها سمر واضعه آدم بين يديها ، فتألمت ليلى من تحملها على يدها وهى تحمله ، فلاحظت سمر ذلك فهمت بأخذها لكنها منعتها قائله : سيبيه ، أنا أصلاً كان نفسى أشوفه
استكان آدم بين ذراعيها فقالت سمر بأسف : أنا عارفه إنك بتجولى عليا نادله وأتخليت عنك بس والله غصب عنى ، إنتى عارفه أبوكى
لم تلتف لها ليلى بل ظلت تنظر لآدم الصغير ، وهى تمسد على وجنتيه حتى نام بين ذراعيها فعادت سمر تقول : ليلى صدقينى أنا .......
قاطعتها ليلى قائله بحزم : خلاص ياسمر ، أنا مش عايزه حاجه تفكرنى باللى حصل ، أرجوكى
ألتزمت سمر الصمت فى وجوم ، أما سمر فكان كل تفكيرها فى سليم وفيما سيحدث لها بعد طلاقها منه
حتى سمعت طرقات خافته على الباب تلاتها دخول عمها حافظ الذى دخل ناكساٌ رأسه فى خجل مما حدث من إبنه ، فرفع نظره قائلاً : أزيك ياليلى يابنتى
سعدت ليلى من مجيئه فهى تحبه كأبيها فمنذ الصغر وهو يعاملها كأبنته ولم يغضب منها بعد ما حدث بل تمنى لها السعاده مع سليم وكانت تتمنى أن تظل بجواره كأبنه له وليس زوجة أبنه فقالت : أهلاً ياعمى أتفضل
جلس حافظ بجوار سمر التى رحبت به ، ثم التفت الى ليلى قائلاً بحب أبوى : عامله أيه دلوقت
ابتسمت له قائله : الحمد لله بخير

: عارف إنك عاتبه عليا وزعلانه منى بسبب اللى عمله حسين ، بس والله أنا لما طلبتك له كان بدافع إنك تنورى دارى وتكونى سبب فى هدايته
قاطعته ليلى قائله : عارف ياعمى زى مانا عارفه غلاوتى عنديك
نظر حافظ إليها نظره عاتبه وقال : لما أنتى عارفه ، مجتنيش ليه وجلتيلى إنك مش ريداه ، كنت جولتيلى إنك رايده آدم وأنا كنت وجفت فى ظهرك وجوزتهولك حتى لو غصب عن أبوكى ، كان لازم تلجأيلى أنا الاول مش حد تانى
أبتسمت ليلى بتهكم وقالت : مشكلتك ياعمى إنك مش عارف أخوك زين ، وفاكر الناس كلها زيك ، بس للأسف أبوى فى الوقت ده مكنش حد هيقدر عليه ، فمكنش فى ادامى حل غير كده ، صحيح أنا غلط بس ربنا عالم إنى أنا عملت كده ليه ، بس للأسف دفعت تمنه غالى آوى
خرج حافظ ومعه سمر التى آلمها تجاهل أختها لها فقالت بأنكسار : لساتها زعلانه منى ، وشاكلها مش ناويه تسامحنى
ربت حافظ على كتفها قائلاً : إنتى بردك غلطتى يا سمر متنسيش أنتى أختها الكبيره ، وكانت محتجاكى جانبيها ، بس أنتى أتخليتى عنها زينا كلنا ، وسيبناها تتحاما فى الغريب بدل متتحامى فينا ، فالغلط على الكل مش على حد لوحده
************
د
**************

دلفت ليلى مع سالم المنزل فقد أصر على المكوث فى البلده حتى موعد سفرهم فقد مر على وجودها فى المشفى خمسة أيام قام فيها عماد بأنهاء إجرائات السفر وعادو الى البلده التى حلمت كثيراً بالعوده إليها
قال سالم وهو يشير لها على غرفتها : أتفضلى ياليلى دى أوضتك أنا جهزتهالك عشان تقعدى فيها الفتره دى قبل مانسافر
أدخلى غيرى هدومك لحد ماأندهلك ورد
أغمضت ليلى عينيها عند سماعها بأسم ورد متذكره وما حدث معه
وعندما لاحظ سالم ذلك الحزن قال لها : أدخلى ياليلى ارتاحى شويه لحد الاكل ما يجهز
أومأت برأسها وخلت الغرفه

فتحت ليلى نافذة غرفتها ووقفت تستمتع بذلك المنظر
والى تلك الحقول التى اشتاقتها كثيراً
أنتبهت ليلى على صوت الباب ودخول ورد التى ما أن رأتها حتى تذكرت آدم فالشبه بينهم كبير لدرجة أن ترى آدم بها ابتسمت له ابتسامه صافيه لكنها تلاشت عندما رأت عبوثها وهى تقول : الأكل چاهز وسالم مستنيكى عشان تتغدى معاه
: وانتى ياورد مش هتاكلى معايا ؟
هكذا قالتها ليلى بعتاب عندما شعرت بنفورها منها
فأدارت ورد وجهها بعيداً عنها وقالت : لا مش جعانه
وهمت بالخروج لكن ليلى أسرعت إليها تمنعها من الخروج قائله : ليه ياورد
ضيقت ورد عينيها وسألتها قائله : قصدك أيه ؟
وقفت ليلى قبالتها وقالت بجديه
: ورد أنا حبيت آدم حبيته بجد ، ولو مش بحبه مكنتش هربت معاه ، وضحيت بسمعتى وسمعة أهلى ، صحيح أن أساس هروبى هو جوازى من حسين ابن عمى ، بس برده عشان مكنش لحد غيره
ومش معنى إنى أجوزت حد تانى يبقى أنا كده نسيته ، لا دكتور سليم عمل معايا كده بس عشان يحمينى ، وعشان آدم الله يرحمه وصاه عليا لو جراله حاجه ، ولولا هو كان زمانه مقتوله أو فى أيد حسين يعذب فيه زى ما هو عايز
أبتعدت ليلى عنها وعادت للنافذه تنظر لتلك الحقول الممتده حتى مد البصر وقالت بشرود : أنا عشت مع إنسان كل همه فى الدنيا أنه يسعد اللى حواليه حتى لو على حساب نفسه
حتى لو اضطر أنه يتخلى عن سعادته المهم أنه يشوفهم مبسوطين
ثم التفتت إليها وقالت : صدقينى ياورد أنا عشت معاه ست شهور كنت بالنسباله مش اكتر من أخت ، أتحمل منى كتير أقسام ومستشفيات ومصحات ، وفضل جانبى لحد موقفنى على رجلى من تانى
والاخر سيبته ، سيبته عشان يرجع لحبيبته اللى سابها عشان وعده لآدم الله يرحمه ، فياريت متجيش عليا انتى كمان ، كفايه بقى قلبى معدش متحمل
قالت ورد والعبرات تتسابق من عينيها : أنا أسفه ياليلى أنا افتكرتك ، نسيتيه واتجوزتى وعايشه حياتك ، مكنتش عارفه اللى بيحصلك سامحينى ياليلى

أومأت ليلى برأسها دون قول شئ كى لا تزيد من جراح ذلك الماضى الأليم الذي لا يمكن لأحد أن ينساه

دخل سليم منزله تكاد لا تحمله قدماه حتى إنه لم ينتبه لغلق الباب إرتمى على مقعده ووضع رأسه بين يديه
لا يريد النظر داخل المنزل حتى لا يشعر بغيابها
فكل ركن فى هذا المنزل له ذكرى معها
رفع نظره ينظر إلى مكتبه وتذكر المرات التى كانت تدخل بها لتقدم له قهوته
أم الشرفه التى كانت تقف بها لتنظر الى تلك النجوم الثلاث كما تطلق عليها
أم لطرقاتها الخفيفه على باب غرفته كى توقظه لتناول الإفطار
حتى رائحتها مازالت تملئ المكان
وضحكتها الهادئه التى تخطف قلبه
ظل يتذكر تلك الذكريات حتى شعر بيد تربت على كتفه فقال بدون وعى وهو يلتفت لتلك اليد : ليلى
لكنه صدم عندما وجدها رانده جارته فهم واقفا
نافضاً يدها من عليه فقالت راندا وهى تشير له أن يهدئ : أهدى .. أهدى .. أنا بس لقيت الباب مفتوح قولت أدخل أطمن ليكون فى حاجه
مسح سليم بيده على وجهه بنفاذ صبر وقال بحده : انتى أزاى تدخلى كده بدون استأذان ؟
تقدمت راندا منه خطوه رجع هو منها للخلف وقالت له وهى تلف إحدى خصلاتها على أصابعها بإغراء : ماأنا قولتلك لقيت الباب مفتوح قولت أدخل أطمن ليكون فى حاجه ، أصلى سمعت إن مراتك إتخطفت وقولت آجى أطمن
أغمض سليم عينيه يحاول السيطره على أعصابه كى لا ينفعل عليها فقال وهو يبعد نظره عنها
: أظن إن دى حاجه متخصكيش ولو سمحت إتفضلى إطلعى بره وجودك هنا مينفعش
حاولت راندا الاقتراب منه أكثر وهى تقول : ليه يا سليم تختارها هىٌ وأنا كنت أدامك وبتمنى إشاره واحده منك ، سليم أنا بحب...
قاطعها سليم بصوتٍ هادر فقد طفح به الكيل ولن يصمت ثانيه قائلاً : كلمه تانيه ومش هعمل حساب إنك واحده ست وهرميكى بره فى الشارع ، وإوعى أسمعك تجيبى اسم مراتى على لسانك القذر ده تانى ، فاهمه ؟
هدر صوته أكثر فى كلمته الاخيره حتى جعلها تنتفض فى وقفتها وانهمرت العبرات من عينيها وقالت : أرجوك ياسلي....
لم يمهلها تكمل جملتها حتى أشار لها ناحية الباب وقال بغضب عارم : قولت أطلعى بره
لم تستطيع راندا الوقوف أمامه أكثر من ذلك وخرجت مسرعه تحت أنظاره الكاره وأغلق الباب خلفها بعنف ثم أسند ظهره عليه مغمضاً عينيه بشده واضعاً يده على قلبه الذى يدق بعنف
يعانيه على تركه لها لكن ماذا سيفعل بعد أن إختارت الفراق والبعد عنه
ليلى
خرج الاسم من بين شفتيه مخرجاً بعدها آه عميقه تمنى وقتها أن تزهق روحه معها

***************
وبعد مرور يومين سمعت ليلى طرقات على باب غرفتها التى ظلت حبيسة داخلها لا تريد الخروج منها
وعندما أذنت الطارق بالدخول وجدتها ساره إبنت عمها وكم شعرت بالارتياح عندما رآتها فلاحت على وجهها إبتسامه خفيفه وقالت لها ساره : هتسمحيلى أدخل ؟
ردت ليلى بحب : وليه لأ ؟ إنتِ مش بنت عمى وبس ، لأ إنتِ أختى ياساره
شعرت ساره بالاطمئنان وأن ليلى لن تحملها ذنب ما فعله حسين إخيها فقالت لها وهى تقترب منها : أنا أسفه ياليلى حقك عليا أنا
وأجهشت بالبكاء ربتت ليلى على ظهرها بعد إن جذبتها إلى صدرها وقالت : صدقينى ياساره أنا عمرى ما شوفتك بنت عمى أنا كنت دائماً بشوفك أخت وصديقه وقريبه طول عمرك وإنتِ سرى واديماً جانبى
أبتعدت عنها قليلاً كى تنظر إليها وقالت بصدق : صدقينى ياساره أنا عمرى ماهنسى وقفتك جانبى ولا شهمتك
مسحت ساره عبراتها بظهر يدها وقالت : وانتى ياليلى بردوا طول عمرك وإنتِ جانبى وعمرى. مفرقتك عن عايده إختى ، بالعكس كنت دائما أغلى منها
أمسكت ليلى بيدها وأجلستها على الفراش وقالت : مرات عمي عارفه إنك عندي ؟
نفت ساره برأسها دون قول شئ كى لا تزيد من إخراجها ثم قالت : بس أنا عرفت أبوى وباعتلك السلام معايا
المهم إنتِ سيبتى بيتك وجيت هنا ليه ؟
ظهر الحزن واضحاً على وجهها وقالت : أنا سليم خلاص كل واحد راح لحاله
ضيقت ساره عينيها وقالت بصوت خافت : يعنى أيه كل واحد راح اح لحاله ؟
: يعنى زى مقولتلك أطلقنا وكل واحد راح لحاله
قالت ساره بحيره : ليه ياليلى تسيبيه بعد وقفته معاكى
قامت ليلى من الفراش واتجهت للنافذه تنظر منها إلى الأفق البعيد : زى ماقولتى بعد وقفته معايا يعنى كفايه لحد كده وكفايه اللى حصاله بسببى
: بس ياليلى ...
قاطعتها ليلى بأن شرحت لها علاقته بتلك الطبيبه وأن عليها تركه كى يعود إليها ، لكن ساره لم تقتنع بكلام تلك الطبيبه ، فإذا كان حقا؟ يحبها ما الذى سيمنعه من الاعتراف لها فهى بالنسبه له عمل إنسانى وقد أتمه على أكمل وجه ، لكن ستصمت قليلاً حتى تعود جامعتها والتأكد من ذلك الموضع

**********************
دخلت فاتن غرفة إبنها التى يعمها الظلام فلم تعد تتحمل حالته بهذا الشكل
فمنذ طلاقه لليلى وهو مغلقاً على نفسه داخل غرفته ، ولا يخرج منها
فأقتربت من النافذه وقامت بفتحها على مصراعيها
فنهض سليم من الفراش وهو يضع يده على عيناه من ذلك الضوء الذى أضاء الغرفه بأكملها فقال بأعتراض : أيه ياأمى ، بتفتحيها ليه ؟
أقتربت منه فاتن وجلست بجواره على الفراش فقد طفح بها الكيل ولن تصمت على أفعاله أكثر من ذلك فقالت بحنان جارف : وأخرت اللى بتعمله ده أيه ، أنا خلاص مبقتش متحمله أشوف بالشكل ده ، ليلى خلاص كلها يومين وتسافر ، وعمايلك دى مش هترجعها ، أنت طلقتها خلاص ، سيبها بقى وفكر فى نفسك
أغمض سليم عينيه حزناً من قسوة كلماتها ، وقال صوت هامس : مش قادر ياأمى
ربتت فاتن على يده وقالت : طيب ليه مش صارحتها بمشاعرك دى ، ليه سيبتها تفتكر إن تمسكك بيها مش أكتر من موقف إنسانى وخلاص ، وانت عارف كويس هى حساسه أد أيه
قام سليم من مكانه وقال بحده : كنتى عايزانى أعمل أيه أكتر من كده ، قولت كتير وفهمتها أنها مش حمل ولا عبئ عليا ، وقولتلها أنها بقيت شئ أساسى فى حياتى ومع ذلك أصرت على الطلاق
قامت فاتن من مكانها ووقفت أمامه قائله : ياأبنى اللى ليلى مرت به مكنش هين ، كل الصدمات اللى مرت بيها واللى شافتها فى الفتره اللى فاتت دى خلتها تحس أنها حملت عليك آوى ، وخصوصاً إنها متعرفش حاجه عن حبك لها
سيبها تبعد عنك ووقتها هتعرفوا أنتو الاتنين بحقيقة مشاعركم ، أنت كنت بالنسباله الامان والانسان الوحيد اللى وقف فى دهرها وحماها ، وانت فى البدايه كانت بالنسبالك آمانه من صاحبك ولازم تحافظ عليها
ويمكن ربنا عمل كده عشان تتأكدو من مشاعركم
انت لازم دلوقت ترجع شغلك وتسيب أمورك بإيد ربنا
قال سليم بحزن : أنا خايف عليها آوى ، حاسس بأن آمانها جوايا مش بعيد عنى
ردت فاتن : بس هى دلوقت مع أخوها وهو هيحافظ عليها زيك تمام ، ادخل ياحبيبى اتوضا وصلى لحد ما جهزلك الفطار وتروح الجامعة
اومأ لها سليم وقبل يدها بحب ، وذهب الى الحمام ليتوضئ

★★★★★★★

دخلت ورد غرفة ليلى لتخبرها عن وجود مراد
فعلمت ليلى سبب زيارته لها ، فخرجت بعد إن أبدلت ملابسها وارتدت حجابها ودخلت غرفة الجلوس فوجدت مراد جالساً مع سالم فتقدمت منهم وجلست بجوار سالم بعد إن رحبت بمراد وقال مراد بصدق : إتوحشتك جوى يابنت عمى أخبارك أيه
ابتسمت له ليلى بود وقالت : الحمد لله يا مراد أنت اخبارك ايه ؟ وآدم الصغير ؟
قال مراد بمكر بعد لاحظ عدم ذكرها لسمر : آدم بس ، مفيش حد تانى؟
ردت ليلى قائله : جاى ليه يامراد ؟
: مش من حقى يعنى أطمن عليكى ياليلى
قالت ليلى : سمر اللى بعتاك
زم مراد شفتيه ثم قال بقلة حيلة : مش سمر اللى بعتانى ياليلى أنا اللى چيت عشان أفهمك حاجه إن سمر ........
لم تتركه ليلى يكمل حديثه فقاطعته قائله : لو سمحت يامراد مش عايزه اتكلم فى الموضوع ده
حاول سالم إقناعها قائلاً : طيب إديله فرصه يقول اللى عنده
أصرت ليلى على رأيها وقالت : مراد
أنت عارف معزتك عندي أد أيه فمنخلنيش أسيبك دلوقت وأرجع أضتى تانى ، حاول الاثنين معها ، لكن جرحها منها عميق ولن يلتأم بسهوله
فقد تركتها أربع شهور فى المشفى دون أن تذهب للأطمئنان عليها
وعندما لم يستطيع مراد إقناعها
خرج من المنزل وتركها حتى تهدء ثم يحاول معها مره اخرى
أما سالم فلم يريد الضغط عليها وتركها تعود لغرفتها

★★★★★★★★

دخلت ساره الجامعه تبحث عن سليم كى تعرف منه أمر خطوبته من تلك الطبيبه لكنها لم تجده وعلمت من الاداره أنه لم يإتى الى الجامعه منذ مده
فوقفت حائره لا تدرى ماذا تفعل هل تذهب له منزله أم تنتظر حتى يعود

لكننها ستسافر غداً مع سالم وورد
واليوم هو فرصتها الاخيره فقررت الذهاب الى منزله وليحدث ما يحدث

وبالفعل ذهبت ساره الى منزله وطرقت الباب لكنها لا تجد رد فقد خرجت والدته لشراء بعض الاشياء ، وتركته نائماً فى فراشه لا يريد الخروج من الغرفه ويرى من الطارق
عندما يأست ساره من الوصول إليه ، عادت مرة أخرى إلى الجامعة

وفى اليوم التالى
قام سليم من نومه الذى يهرب إليه كعادته على صوت هاتفه الذى يرن بإلحاح فنظر به ، فلم يصدق عيناه عندما علم أن المتصل هو سليم وحديثه قلبه بأن المتصل لن يكن سوى ليلى وبالفعل عندما رد عليه سمعها تقول بصوتها الذى إشتاقه : إزيك يادكتور سليم
أغمض سليم عينيه منتشياً من ذلك الصوت الذى بسحره وقال : الحمد لله ، إخبارك إنتى إيه ؟
حاولت ليلى منع عبراتها من النزول وقالت بصوت حاولت جعله ثابتاً : أنا مسافره دلوقت وحبيت أسلم عليك قبل ما أسافر
نهض سليم من فراشه وهو لا يستوعب معنى كلامها وقال بلا وعى : هتسيبينى ياليلى
لم تستطيع ليلى من عبراتها أكثر من ذلك فتركتها تتحرر من سجنها وقالت بحزن : هسيبك عشان سعادتك مع غيرى مش معايا
إرجعلها يا سليم هى بتحبك وانت بتحبها وكفايه بعد لحد كده ، وأنا أسفه إن كنت السبب فى بعدكم عن بعض
لم يستوعب من كلماتها ، عن أى حبيبها تتحدث؟ وعن أى بعد تقول ؟ فسألها قائلاً : ليلى إنتى بتتكلمى عن مين ؟
حاولت ليلى جعل صوتها ثابت حتى لا يلاحظ بكاؤها : أنا خلاص كلها نص ساعه وهركب الطياره وأسافر
بس عمرى ما هنساك إنت حاجه كبيره آوى صعب إن أنساك مع السلامه يا سليم
حاول سليم إيقافها عن اغلاق المكالمه لكى يستفهم منها لكنها أغلقت معه وقامت بغلق الهاتف وإعادته لسالم
حاول سليم الاتصال مرات ومرات لكنه وجده مغلق
أسرع بتبديل ملابسه وأخذ مفاتيح سيارته وخرج مسرعاً كى يسبقها إلى المطار ويعرف منها حقيقة ذلك الكلام
ظل يضرب على المقود وهو يتوعد لراندا
فمن الممكن أن تكون أوهمتها بوجود
لعلاقه بينهم حتى تتركه لها
فزاد من سرعة سيارته وهو يدعوا ربه أن يلحقها قبل إقلاع الطائره
وعند وصوله للمطار هدء من سرعة سيارته عندما سمع صوت إنطلاق الطائره حتى وقفت السيارة
وسقطت دمعه حارقه من عينه لم يستطيع منعها 


يتبع الفصل الرابع عشر اضغط هنا 
google-playkhamsatmostaqltradent