رواية بحر اسيا البارت الثالث عشر 13 بقلم منة العدوي
رواية بحر اسيا الفصل الثالث عشر 13
"صباح الخير يا احلي ماما..اردفت اسيا تلك الكلمات وهي تقبل والدتها بسعادة وتساعدها في التنظيف
رمقتها نظرة استغراب من سعادتها التي لم تراها منذ ذهابها الي امريكا..صباح النور يا حبيبتي..امال اي سر السعادة دي
"اردفت اسيا بابتسامه وهي تتذكر مقابلتها لبحر بالامس..عادي يا ماما فرحانه..ولا مش عايزاني افرح وافضل علطول زعلانه
اردفت الام وهي مازالت في دهشة..لا يا بنتي دا انا منايا افضل اشوف ضحكتك علي طول
"اسيا بابتسامه.. حبيبتي يا مامي
بدات في غسل الصحون وهي تقول متسائلة..طيب مش ناويه ترجعي الشغل تاني
"تنهدت اسيا قائلة..انا عارفة اني مشيله ليل مصاريف البيت لوحدها بس ان شاء الله كلها يومين كدا وارجع
ماشي يا بنتي..طيب بما انك مش رايحة انهاردة الشغل جمال خطيبك عايز ياخدك انهاردة خروجه كدا
"زفرت اسيا بضيق لتقول متسائلة..طيب وانتي قولتيله اي
هزت كتفها قائلة..هكون قلت اي يعني وافقت طبعا عشان اللي حصل امبارح اهو تعوضوا
"نطقت اسيا بضيق..ماشي يا ماما..عن اذنك هدخل اوضتي
ماشي يا بنتي بس جهزي نفسك عشان هياخدك علي الساعة سته
"كادت ان ترحل لكنها توقفت علي صوت والدتها لتردف بهدوء..حاضر يا ماما عن اذنك
-اغتاظت ليل من تجاهلة وبروده..لتصرخ بغيظ..عااا يخربيت برودك..لتقف فجاة وتذهب ناحيته وهي غاضبة..رفعت يدها فجاة ونزلت بها علي ظهره بكل قوتها
=التفت ينظر لها بصدمه مما فعلته ليكور يده بغضب والدماء تغلي في عروقه..بدا يقترب منها ببطء وهو يردف قائلا..ماذا فعلتي الان..ليصرخ باعلي صوته..هل انتي غبيه
-بدات ليل بالرجوع للخلف كلما اقترب منها وهي تحاول ان تظهر قويه لكنها في الحقيقة ترتعب من الداخل من منظره..ا..انت بتقول اي..واوعي كدا خليني امشي
=كادت ان تتخطاه وتركض بعيدا عنه لكنه امسكها من ملابسها مثل الحراميه وصرخ بها..الي اين انتي ذاهبة اعتذري الان حالا
-كانت علي وشك البكاء من خوفها لكنها حاولت ان تكون قويه قدر الامكان لتحاول افلات نفسها من يده..لكن كل محاولاتها فشلت..فهو طويل جدا يرفعها للاعلي قدميها لا تصل للارض بالكاد طرف اصبعها فقط يلامس الارض
-لترفع نظرها ناظرة الي وجهه لتردف بنبرة رقيقة متوسله وهي ترمش له بعيونها وقد اصبحت مثل القطط..ابوس ايدك يا عسل انت نزلني
=لكنه ظل واقفا ينظر لوجهها ولم يتاثر بتلك الحركات الغبية ليردف ببرود..تحدثي بلغة افهمها واعتذري حالا
-زفرت بضيق لتنظر الي ذلك الولد الذي يدعي عطوة وهي تردف..عاااا انت بتضحك عليا يا معفن..طيب استني عليا بس لما اخلص من البلوة دي..لتوجه حديثها له..ياعم انت نزلني يا ابو عيون خضرة
'دانيل ماذا يحدث هنا..ماذا تفعل بالفتاه
=التفت دانيل علي الصوت فوجده بحر صديقة ليردف ببرود..لقد تطاولت معي واريدها ان تعتذر
'دانيل قلت لك اتركها هل انت غبي انها لا تفهم لغتك انها مصرية
=زفر دانيل بضيق وفجاة تركها
-وقعت علي الارض عندما تركها لتصرخ بالم لتقف وهي تنظر له بغضب..لتوجه نظرها الي ذلك الشاب الذي انقذها منه لتردف بامتنان..شكر..لكنها لم تكمل حديثها لتفتح عيناها علي مصرعيها من الصدمه قائلة..لا مش معقول بحر
'نظر لها بحر باستغراب قائلا باللغة العربية..هو انتي تعرفيني
فتحت فمها من الصدمه..اي دا انت بتعرف تتكلم عربي زينا
'اوماء لها بهدوء ليعود تكرار سؤاله..هو انتي تعرفيني
-اردفت ليل بتلقائية..ايوا طبعا اعرفك اسيا د..لكنها صمتت فجاة سريعا وقدرت ادركت بما كانت ستتفوه به
'شعر بدقات قلبه تدق بسرعة شديده وهو يكاد يخرج من مكانه بمجرد ذكرها لذلك الاسم ليقول بلهفة..هو انتي تعرفي اسيا اللي ساكنه في العمارة دي
-حاولت ليل الهروب من الاجابة لتنظر الي ساعة هاتفها بتوتر وفجاة صرخت بفزع..يالهوي اتاخرت علي معاد الشغل
لتركض سريعا من امامهم وهي تحمد ربها علي فرارها من سؤاله
'يا ان..لكنه لم يكمل كلامه فقد ذهبت سريعا ليزفر بضيق وهو يغرز اصابعة في خصلات شعره وهو ينظر للادوار العليا في العمارة
=بحر..ماذا يحدث هنا وماذا كنت تقول لها..هل تعرفها
'التفت بحر الي صديقة ليردف بحزن..لقد رايت اسيا بالامس
=بحر مئه مرة قلت لك انك فقط تتخيل
'مسح علي وجهه ويتنهد قائلا..لقد كنت حقا اتخيل في المرة الاولي ولقد رائيتها حقا بالامس
=تحدث قائلا باستغراب..ماذا كيف ذلك
'ساحكي لك لاحقا..والان اعطني مفتاح السيارة
=رفع يده امام وجهه وهو ممسك بالمفتاح قائلا ببرود..هل تريد هذا
'اقترب منه قائلا وهو يحاول اخذه..نعم هيا اعطني
=لكن دانيل قبض عليه ببرود واخذه وذهب ناحيه السياره..ركب بها ونظر لبحر من شباك السيارة قائلا ببرود..اراك لاحقا عزيزي بحر.. وانطلق سريعا بالسياره
'زفر بحر بضيق ونظر جانبه فوجد عطوة يقف بجانبه ليردف بتسأل..في اي..ومين انت
ابتسم عطوة قائلا..محسوبك اسطا عطوه يا سعادة البيه..البواب هنا
'اوماء له بهدوء ونظر امامه لكنه فجاة نظر له وهو يقول بلهفة بعد ان ادرك حديثه..يعني انت البواب..طيب تعرف واحدة ساكنه في العمارة هنا اسمها اسيا
ايوا يا بيه دي تبقي بنت خاله الانسه ليل اللي كانت لسه واقفة هنا من شويه
'ادرف بحر بسعادة..بجد طيب تعرف عنها حاجة.. يعني بتنزل امتي او كدا
كانت بتنزل مع ست ليل في نفس المعاد ده للشغل بس من ساعة لما رجعت من السفر يا بيه وهي مش بتروح الشغل
'فكر قليلا ليربط علي كتف عطوة وهو يقول بابتسامه..تمام شكرا
العفو يا بيه
في المساء..
"كانت اسيا تسير بجانب جمال وهي ممسكه بكيس من عصير القصب وهي ترتشف منه
قطع ذلك الصمت صوت جمال وهو يقول بابتسامه..عارفة يا اسيا انا حقيقي فرحان جدا انك معايا دلوقتي..عمري مكنت اتخيل انك توافقي عليا..عارفة انا من ساعة اول مرة شوفتك فيها وانتي خطفتي قلبي كدا..من يومها وانا بقيت بفكر فيكي دايما..لحد لما قررت اني اتقدملك..ووقتها فعلا اتقدمت وانتي رفضتي..كان جالي احباط وكنت فقد الامل في كل حاجة..شغلي وكنت اتخليت عنه..بس من سنتين بالظبط قررت اني مش هياس وهرجع تاني للشغل عشان اكون نفسي كويس واقدر اني اعيشك عيشه كويسة مرتاحة
ليتنهد مكملا بابتسامه..مش عارف وقتها ازاي كنت واثق اني لما اتقدملك تاني هتوافقي..فضلت اشتغل خلال السنتين دول شغلنتين كنت بطلع من الاولي اروح علي طول للتانية عشان اقدر اجمع الفلوس لشقة جديده احسن من اللي قاعد فيها دلوقتي..وعشان اعملك فرح في قاعة ومخلكيش محرومه من حاجة..انا تعبت كتير لحد لما وصلت للحظه دي
ليقف فجاة وينظر لها بحب بعد ان امسك يدها بين كفيه قائلا بحب..انا بقيت بعشقك حياتي من غيرك هتبقي وحشه..كان اسعد يوم في حياتي لما عرفت انك موافقة..وان شاء الله اوعدك اني هحاول اعمل كل اللي اقدر عليه عشان اسعدك
"كانت اسيا تنظر له وهي تري حبه الكبير لها..شعرت بنغزة في قلبها فبدات الدموع تتلألأ في عيناها..مش عارفه اقولك اي بس حقيقي انا مصدومه م
قاطعها جمال وهو يقول بابتسامه..متقوليش حاجة دلوقت..عارف يمكن صدمه كبيره ليكي من كلامي..بس انا صادق في كل كلمه بقولها ليكي..ممكن انتي تكوني مش بتحبيني بس هحاول علي قدر الامكان تكوني سعيده ويمكن تحبيني
"كانت اسيا علي وشك البكاء لتردف..معلش يا جمال ممكن تروحني البيت تعبت علي كدا عايزة اروح
تنهد جمال قائلا..حاضر يا اسيا
"دخلت اسيا الي غرفتها سريعا بعد ان اعادها جمال الي المنزل وتوجهت الي الجيتار لتمسك بيه ودموعها علي وجنتيها..شعرت بيد وضعت علي كتفها
-اسيا مالك..في اي..دخلتي تجري كدا ليه وخالتوا كانت قاعدة بتنده عليكي
"تركت اسيا الجيتار من يدها والتفتت الي ليل ابنه خالها وفجاة احتضنتها بشدة وبدات صوت شهقاتها في التعالي ودموعها لم تتوقف عن النزول
-شهقت ليل عندما وجدتها تبكي لتشدد من احتضانها وهو تقول بقلق..اسيا مالك يا روحي بتعيطي ليه
اسيا بنتي في اي..بتعيطي ليه يا حبيبتي..كان ذلك صوت والدتها القلق وهي تربط علي كتفها
"خرجت اسيا من احضان ليل لتمسح دموعها وهي تقول بهدوء وتوتر من ردة فعل والدتها..
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية بحر اسيا" اضغط على أسم الرواية