رواية عشق بين نيران الزهار الفصل السادس عشر بقلم سعاد محمد سلامة
رواية عشق بين نيران الزهار الفصل السادس عشر
رغم تعجُب الثلاث من قول نُعمان أنه حكايه من الماضى، لكن قال وسيم:
مش فاهم قصدك أيه بحكايه من الماضى، طب لما إنت حكايه من الماضى أيه اللى رجعك دلوقتي!
رد نُعمان: هتصدقونى لو قولت لكم معرفش أنا أيه اللى رجعانى للزهار من تانى، بعد تلاتين سنه غُربه كنت شريد بلا وطن، معرفش غير إنى إشتقت أن نهاية حياتى أقضيها فى بلدى، رغم إن كلها بلاد الله بس خوفت أموت فى الغُرفه وإندفن فى مكان غريب عنى.
نظر له رامى بتمعُن قائلاً:شكل حضرتك واضح إن صحتك كويسه.
تبسم نُعمان: فعلاً الحمد لله صحتى على قد سنى كويسه وبعدين هو الموت بيفرق بين اللى صحته كويسه والمريض(مال عيانكم سليمنا مات)وياما ناس عايشه بس قلوبها ميته،حكاية الماضى مش أنا الوحيد اللى أملُك سردها ليكم،مُهره كمان ليها الحق،ويمكن تكون نسيتها وسط زحام الحياه،ودلوقتى ممكن تخلونى أدخل أشوف مُهره،رجاءً.
لا تعرف لما شعرت زينب أن هذا الرجُل لديه جرح غائر بقلبهُ لم تدرى وهى تفتح له باب الغرفه قائله:إتفضل إدخل شوفها وأطمن عليها،وأطمن هتبقى كويسه.
تبسم نُعمان قائلاً:متشكر يا بنتى،ربنا يطمنك يريح قلبك دايماً على أحبابك.
تبسمت له زينب وهو يدخل ويغلق خلفه الباب.
نظر رفعت ل زينب بغضب من فعلتها، ولكن لم يتحدث، بينما وسيم ورامى لاموها قائلين:
إزاى تسمحى له يدخل بدون ما نعرف هو مين؟
ردت زينب: والله الاوضه مش مقفوله بقفل صعب فتحه، تقدروا إنتم كمان تدخلوا، أنا رايحه أوضتى،وأطمنوا مدام مُهره مش هتفوق قبل الفجر.
غادرت زينب المكان وتوجهت الى غرفتها، بينما إقترب وسيم من باب الغرفه وكاد يفتحه لولا أن قال له رفعت:
بلاش تدخل دلوقتي، حتى لو مكناش نعرف مين نُعمان ده وقصته بس واضح إنه مستحيل يأذيها،أنا رايح وراجع تانى،بلاش وقفتكم دى هنا،وعمتى فعلاً حالتها بقت كويسه لحد كبير.
تنهد وسيم وأتى بمقعد قائلاً أنا هقعد هنا لحد ما أعرف مين الآخ نُعمان ده كمان وأيه حكايته القديمه مع ماما مُهره.
تنهد رامى دون رد وظل واقفاً جوار وسيم.
بينما دخلت زينب لغرفتها تشعر بدوخه بسيطه، ذهبت سريعاً وآتت بجهاز فحص السُكرى الخاص بها وقامت بخلع بلوزتها بالكامل،وظلت بتوب داخلى بثلث كُم لكن يصف جسدها من أعلى كما أنه بفتحة دائريه من يُظهر جزء كبير من ظهرها وصدرها ، ثم قامت بعمل إختبار قياس السُكرى ونظرت لنتيجتهُ، زفرت نفسها قائله:
برضو السُكر زايد، مش عارفه السبب أنا محافظه عالآخر هعمل أكتر من كده أيه، يمكن لازم أزود جُرعة الأنسولين شويه.
وضعت جهاز قياس السكر وأخذت جهاز آخر ووضعت به محلول الأنسولين، ووقفت تحقن به نفسها بعضد يدها، الى أن إنتهت ألقت الحُقنه
ثم جلست على الفراش قليلاً الى أن شعرت براحه،نهضت تتوجه الى دولاب الملابس تُخرج لها ثياب أخرى،
لكن فى ذالك الأثناء دخل رفعت بهياج قليلاً يقول:إزاى تسمحى للى إسمه نُعمان ده يدخل الأوضه لعمتى مُهره،مين اللى عطاكى إذن بالتصرف ده؟
ردت زينب:إزاى تدخل اوضتى من غير ما تستأذن الأول مش هتبطل الهمجيه دى،وأنا معملتش جريمه،واضح اللى إسمه نُعمان ده،على معرفه قديمه بعمتك،وده موقف إنسانى،لشخص بيترجى يشوف مريض.
نظر لها رفعت بذهول يقول:موقف إنسانى،حلوه قوى إنسانيتك،إنسانيتك دى هى اللى جابتك هنا،لو بتحكمى عقلك مش عواطفك يمكن كان زمانك فى مكان أفضل من هنا،ويمكن مكنتش إتقابلت مع إنسانه مستهتره زيك.
تعصبت زينب:أنا مش مستهتره،وإلزم حدك وإنت بتتكلم معايا،وحتى لو مستهتره إيه اللى يجبرك تتحمل إستهتارى،فى إيديك الحل،خلينا ننفصل وأرتاح من همجيتك،وبعدين أنا دكتوره ومهمتى أقدم خدمتى للناس اللى تحتاجنى فى أى مكان مودرن أو نائي، حتى لو كان هنا فى الزهار.
تبسم رفعت ساخراً وهو يمسك معصم زينب يقول:آخر شئ تفكرى فيه إنى أنفصل عنك قبل......
صمت رفعت فجأه.
نظرت له زينب:قبل أيه كمل كلامك،قول سبب يخليك تتحمل إستهتارى.
وقع بصر رفعت بنظره خاطفه لمعصم زينب، رأى آثر لسن سرنجه، لكن لم يعطى للأمر أهميه.
لكن ترك معصم زينب ووقف أمامها يحجب رؤيتها، حين فُتح باب الغرفه دون طرق، وكاد مجد أن يدخل،لكن شعر بالحرج، وقال متآسف كنت مفكر زينب لوحدها.
قال مجد هذا وأغلق خلفهُ الباب.
بينما قالت زينب: إتفضل إطلع بره، عاوزه أغير هدومى.
نظر رفعت لها بسخريه قائلاً: مكنتش أعرف إن الدكتوره اللى جاتلى لحد أوضتى بتنكسف تغير هدومها قدامى، بعد ما شوفت كل جسمها عريان ومآثرش ذره فيا.
نظرت له زينب قائله بغيظ وغضب: بره يا رفعت، وإن كان على دخولى لأوضتك، تأكد إنها مش هتكرر تانى، وفى أقرب وقت هننفصل، لا قبل ولا بعد اللى بتفكر فيه، أنا خلاص كرهت الأسوار العاليه اللى إنت عايش فيها، مش عاوزه أعرف خايف من أيه ومفكر إن بالأسوار دى هتحمى نفسك منه، عيش بين الأسوار دى لوحدك، بغرورك.
ترك رفعت يد زينب وخرج من الغرفه غاصباً، بينما زينب، تشعر بإنهاك لا تعرف سببه أهو بسبب ذالك المرض اللعين الذى صاحبها منذ طفولتها أم هنالك شعور آخر، يتسرسب اليها، لا تفهمه، لم تقدر على الوقوف كثيراً، ذهبت الى الفراش وإرتمت بجسدها عليه، تشعر بدوران خفيف، أغمضت عيناها وهى تعرف أنها ستتحسن بعد قليل وينتهى هذا الدوران.
..
بينما رفعت نزل سريعاً درجات سُلم السرايا، وغادرها، ذاهباً الى إستطبل الخيل، سرج إحدى المُهرات وإمتطاها، يجرى بها بين المضمار الموجود بالمكان، لكن فجأه، أوقف المهره ونزل من عليها، يرمى عصاه بالارض بُعنف، لما تعصب بتلك الطريقه على زينب، ما السبب، سماحها لدخول ذالك المدعو نُعمان الى غرفة عمته مُهره، أم مواجهاتها له أنه خائف من شيئًا ما يُخفيه،للحظه كاد ينفلت لسانه ويقول أنه إختطفها من أمام عدوه،كى يحرق قلبه أنه أخذ من أمامه شيئًا كان يشتهيه،لكن مهلاً،أنت كاذب يارفعت،أنت بداخلك شئ ينبض لتلك الطبيبه تثير بداخلك مشاعر موؤده منذ زمن،أنت تشتهيها،تريدها تستمتع بقُربها،نفض ذالك التفكير عن رأسهُ لائماً ذاتهُ يجلُدها بقسوه،قائلاً:يكفى تلك الطبيبه وجودها يُشتت بداخلك مشاعر ليس وقتها،فالنهايه معروفه مُحترق مع من أحرقوا قلب ذالك الشاب اليافع صاحب العشرون عام.
أثناء تفكيره هذا رن هاتفه
أخرجه من جيبه ورد بصاعقه:
يعنى هاشم و"جاكلين"
نزلوا من اليخت على لانش صغير، وبعدها اليخت إتفجر وولع، طب والقبطان اللى كان معاهم؟
رد الآخر: أكيد كان فى اليخت، لأننا كنا قريبن جداً من مكان اليخت وشوفنا بس جاكلين وهاشم وشاب معاهم فى اليخت، وبعد ما بعدوا شويه، فجأه إنفجر اليخت، وطالما القبطان مكنش معاهم عالانش، يبقى أكيد كان فى اليخت، وبكدا، يبقى إتأكدنا إن فى تصفيات الفتره الجايه بنزول جاكلين لمصر فى الوقت ده، وأكيد الراجل التالت اللى معاهم هينكشف، شكل هاشم كده ناوى يبقى هو المُسيطر هنا فى مصر، وقُربهُ من جاكلين بيمهد له الطريق، تفتكر إن الضلع التالت لهاشم والقبطان اللى كان بيساعد فى دخول الأدويه المُخدره دى لمصر،غير البنات اللى كان بيبعهم هاشم،للنخاسه يكون مين؟
عندى شك فى هشام أخوه؟.
رد رفعت:لأ هشام أجبن من كده،وأهو أنت سمعت جزء من تسجيلات الصوت اللى كانت مزروعه فى اليخت المره اللى فاتت بين القبطان وهاشم،الشخص ده شخص مسئول فى البلد أو له حصانه دبلوماسيه،والاوصاف دى متنطبقش على هشام الزهار آخره رهانات الخيل اللى بيدخلها على أمل يكسب رهان وقتها يسترد جزء من أموالهُ اللى ضيعها فى خسارته للسباقات دى،هشام مستنى ضربة حظ.
تبسم الآخر قائلاً: طب وحكاية نزول واحده من بناته لمصر الوقت ده مع مامتها!
رد رفعت: حتى بناته مش زى مامتهم، دول آخرهم يصتادوا راجل يصرف عليهم ببذخ ويستمتعوا شويه، والبنت نزلت على هنا فى الزهار، ومتأكد إن التانيه مسألة وقت وهتنزل بس تلاقى طريقه تتخلص من عشيقها.
رد الأخر:
تمام هنفضل على تواصل وأطمن تليفونك محدش يقدر يراقب تحركاتهُ، والتليفون اللى طلبت مراقبة مكالماته ورسايله هبعتلك كود تقدر تدخل منه وتعرف كل المكالمات الخاصه بيه، بس غريبه الرقم ده رقم الدكتوره زينب السمراوى يعنى المدام، غير متأكد إنك حاطط فيه جهاز تعقُب يبقى خايف من أيه؟
رد رفعت: مش حكاية خوف تقدر تقول زيادة إطمئنان ، عليها هى كمان يلا بالسلامه وخلينا على تواصل.
أنهى رفعت المكالمه ووقف يُزفر أنفاسهُ،لكن نظر الى السماء ورأى بها ظلام ونجوم تخنُقها بعض السحُب السوداء،كحياتهُ هنالك نجمه ظهرت يخشى أن تتوراى أو تخنُقها سُحبهُ السوداء .
.......... ـــــــــــــــــــــــــــــ
بالأسكندريه
بڤيلا بمنطقه راقيه
قبل أن تنزل جاكلين من سيارة هاشم قبلته قُبله قويه عاتيه قائله:رغم أن الوقت الذى نقضيه معاً يكون عادتاً صغيراً،لكنى أشعر بمُتعه كبيره معك،لنعيد ذالك اللقاء بأقرب وقت.
رسم هاشم بسمه قائلاً برياء: وأنا أيضاً،أشعر بمُتعه كبيره معك،وبالتأكيد هنتقابل قريباً مره تانيه، نسيتى تقوليلى إمتى هترجعى تانى لليونان؟
ردت جاكلين:أجازتى قصيره يومان فقط،بالغد مساءً سأعود لليونان.
قبلها هذه المره هاشم يمتص شفاها بقذاره وقوه قائلاً،سأظل هنا بالأسكندريه،لنلتقى غداً مره أخرى قبل أن تُغادرى الأسكندريه.
تبسمت قائله:حسناً سأهاتفك غداً صباحاً،نلتقى،وأذهب للمطار بعد أن أقابلك.
تبسم هاشم بقبول رحب،وقبلها قُبله جافه من المشاعر،لكن كما تشتهى هى .
بينما نزلت جاكلين من السياره،منتشيه من تلك القُبله.
دخلت الى رواق الفيلا،ثم رنت الجرس،فتحت لها إحدى الخادمات التى إستقبلتها، مُرحبه بها بحبور.
تحدثت جاكلين:أين هشام.
ردت الخادمه:المهندس هشام هنا فى الڤيلا،بغرفته،يستعد للخروج.
تبسمت جاكلين قائله:حسناً سأذهب له،بامكانك ترك الڤيلا الليله.
تبسمت الخادمه لها،وقالت:ليله سعيده.
بعد دقيقه واحده،كانت جاكلين تفتح باب غرفة هشام،نظرت بداخلها ليس موجود،ذهبت الى باب الحمام المُرفق بالغرفه وفتحته دون حياء منها،تبسمت وهى تراه يجلس بحوض الأستحمام يُغمض عيناه،تسحبت من خلفه ووضعت يديها على عيناه،للحظه إنخض،لكن حين همست جوار أذنهُ أطربت قلبه فقال:
جاكى،إمتى جيتى لأسكندريه.
ردت جاكلين:آتيت برفقة لمى،هى ذهبت للشرقيه وأنا بقيت هنا لقضاء بعض الاعمال وسأعود لليونان غداً فى المساء.
جذبها هشام بقوته،لتقع جواره بحوض الإستحمام،مبتسمه تقترب منه مُقبله برقه قائله:لقد وحشتنى لمساتك الجميله هشام،لنعيش ليلة حب معاً مثل الماضى.
تبسم هشام قائلاً:ليه مش راضيه نرجع لجوازنا مره تانيه وترجعى تعيشى هنا معايا بالأسكندريه زى بداية جوازنا،وبما إن لمى رجعت اكيد ريما هترجع لهنا قريب هى كمان ليه منتلمش أسره مع بعضينا مره أخرى،بعد طلاقنا بعد عشر سنين من جوازنا وبعدهاأنتى رجعتى لليونان والبنات هنا شويه وفى اليونان شويه .
ردت جاكلين:هذا أفضل لنا نحن الأثنان،انا لدى أعمالى باليونان وأنت كنت كبير مهندسين بهيئة الملاحه المصريه،وكل ما يفصل بيننا هو البحر فقط يا عزيزى إنفصالنا لم يمنع أحدنا أن نظل نُحب بعضنا،هذا افضل لنا ولبناتنا هناك باليونان يجدن حريه أكثر من مصر ،الأهم الآن يا عزيزى لا أريد قضاء الوقت معك بالتحدث حول آمر عودتنا لبعض،ولا الحديث حول بنتانا،أريد أن نستمتع سوياً بالوقت.
قبلها هشام بحميميه يقصيان معاً وقت مُحرم لكن ممتع بالنسبه لهما الاثنين.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل صفوان.
كانت مروه نائمه
ترى بمنامها نفسها على سطح منزلهم،تنظر للسماء بها قمراً بدر تسير يمين ويسار تتلاعب كطفله وهى تظن أن القمر يسير مع خطواتها،لكن فجأه ساد ظلام،وبعدها إنتهى كل شئ،تشعر بآلم آنت منه.
وأستيقظت على صوت ليلى التى قالت لها:
مروه مالك أيه اللى بيوجعك؟
بكت مروه قائله:دماغى بيوجعنى قوى،لما بحاول أسترجع اللى حصل يوم ما وقعت من على السطح،بيجى لحته معينه وعقلى بيفصل،مش قادره افتكر اللى بابا قال عليه أنه شافنى واقفه عالسور وأنى.....
ردت ليلى: وأنك محاولتيش تنتحرى صح،مروه انا متأكده إنك مستحيل تنتحرى،عارفه ليه؟،لأن ببساطة إنتى بتحبى وسيم،بس الخوف من طبقات المجتمع هو اللى خانق الحب ده،وإحساسك إنك أقل من وسيم فى نظره،وانه كان لازم يختار اللى تليق به وبمكانته الأجتماعيه مش بنت سايس.
تعجبت مروه قائله:وسيم مين ده كمان اللى بحبه؟
إنتبهت ليلى أنها بدل أن تذكر إسم رامى ذكرت إسم وسيم،تنحنحت قائله:أنا قصدى رامى،بس غلطت فى الأسم،هقوم اقول لماما إنك صحيتى،علشان تجيبلك العشا،وبعدها تاخدى أدويتك،علشان كسورك تلتئم بسرعه.
فرت ليلى من أمام مروه قبل أن تسألها لما ذكرت إسم وسيم،أيُعقل ليلى لديها مشاعر إتجاه وسيم،يبدوا أن بنات صفوان المنسى،يقعن فى حُب من يفوقهن من الطبقات العُليا.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالرجوع للغرفة الموجوده بها مُهره.
دخل نُعمان الى غرفة مُهره
إقترب من الفراش النائمه عليه، ودمعت عيناه، بحسره
من أصعب الدموع دمعة عاشق، فهى تأتى بعد، دموع الفقد والقهر وإن كانت تندرج تحت دموع قهر وضياع،،
نظر نُعمان لمهُره النائمه على الفراش لا تشعر بشئ حولها، وجهها غاب عنه النضاره لكن مازالت نفس الجميله التى قابلها بالقُرب من حوض مزروع "زهر النُعمان"، وأنقذها وقتها من موت مُحقق، حين أمسك لجام سرج حِصانها الغاضب التى فقدت السيطره عليه،
إنحنى يُقبل يدها تساقطت من عيناه دمعه على كف يدها،فرت غصبًا من عيناه،بسرعه جففها بأناملهُ،وعاد بنظرهُ لوجهها،رأى شفاه تشُق بسمه،كأنها تشعر به.
تبسم هو الآخر يتذكر (زهر النُعمان) الذى إحترق سريعاً.
فلاشـــــــــــــــــ*باك
قبل ثلاثون عام.
كان ذالك الشاب البستانى الجديد ،يرعى حديقة ذالك المنزل الكبير الذى يمتلكه (همام الزهار)
وما كان الإ رجلاً مُتجبر وقاسى،بكل شئ،كان هنالك إبنه الأكبر هاشم نسخه من تجبُرهُ بل وأسوء وهنالك الآخر توأمه الذى رأه مره واحده فقط وعلم أنه يعمل بمنصب هام بميناء الأسكندريه
يرعى أزهار وأشجار تلك الحديقه،كان يقف أمام حوض مزروع من زهور شقائق النُعمان،زرعها هو بنفسه منذ بضع أشهر وبدأت الزهور تُزهر،كعادتها بنهايه فصل الشتاء وبداية فصل الربيع،
أثناء وقوفه
رأى وسمع فتاه آيه فى الجمال تصرخ،وذالك الجواد التى تمتطيه،يسير بهيجان،وكادت أن تسقط من عليه،بالفعل
هى
أثناء سيرها بالجواد فجأه صهل الجواد ورفع ساقيه لأعلى مما أخضها،فأنفلت من يديها لجام الجواد،لكن تشبثت بالسرج الذى على ظهر الجواد،لكن هيجان الجواد كاد أن يُنهى حياتها،لولا إمساك ذالك الواقف أمامها،يدها ملوثه بالطين
لم تشعر مُهره بحاله وهى ترتمى بجسدها على جسد ذالك البستانى، الذى لولا إمساكه للجام الجواد بقوه لكانا سقطا الاثنان أرضاً، ظلت مُهره واقفه بين يدى نُعمان لبضع دقائق، لديها شعور غريب بالأمان لأول مره بحياتها تشعر به بعد وفاة والدايها منذ طفولتها هى وأختها التى تصغُرها بعام واحد فقط،وهو الآخر شعر بذوبان فى قلبهُ وهى تقف بالمنتصف بين يديه وذالك الجواد،الذى لولا صهيله لبقيت مُهره وقتً أطول يشعر بأنفاسها قريبه منه،صهيله أعاد الأثنان الى الواقع،إبتعد نُعمان عنها للخلف خطوات،رفعت مُهره،رأسها تنظر له كان وسيماً أسمر بلفحة شمس مصريه،كأنه ألقى عليها تعويذة غرام،منذ النظره الاولى وهو ليس أقل منها وقع بعشق تلك الجميله التى ليس لجمالها وصف،شعر غجرى طويل بلون شمش المغيب الصافيه عينان كالبحر الهادى وملامح من يراها يقسم أنها من الحور الجميلات،صهل الجواد مره أخرى يقطع تواصل العيون،ليس هذا فقط،بل مجئ ذالك المتغطرس هاشم قائلاً:
مُهره أيه اللى موقفك هنا بالحصان،وبعدين إزاى تقللى من مقامك وتوقفى مع الجناينى
وإنت ليه سايب مسئوليتك وواقف كده،غور شوف شُغلك.
بالفعل إبتعد نُعمان عن المكان،ذهب يعمل بمكان آخر بحديقة المنزل،ينظر خلفه لها بين كل خطوه وأخرى،
بينما قالت مُهره:لسه مبطلتش عادة الاستقلال بالناس اللى فيك الجناينى مغلطش فى وقفته كتر خيره لو مش هو كان ممكن زمانى ميته او أقل ما فيها جسمى متكسر.
نظر هاشم الى جسد مُهره بأشتهاء يكبتهُ وقال: خلينا ندخل نتغدى بابا معرفش عاوزك ليه.
ردت مُهره:تمام خلينا ندخل نتغدى،بس بطل غطرسه على العمال اللى بيشتغلوا عندك شويه هما مش خدامينك دول خدامين لقمة عيشهم،غير إنك بتكسب قوتك ومكانتك وفلوسه من وراء عرقهم.
رد هاشم بغطرسته المعهوده:مكنتش أعرف انهم فى كلية الحقوق اللى بتدرسى بأسكندريه فيها عينوكى فى حقوق الإنسان،بلاش تعملى فيها الآميره إنچى،صديقة الفلاحين والعمال.
تنهدت مُهره،وصمتت ودخلت الى داخل المنزل،قالت لها الخادمه:
همام بيه قالى أحضر الغدا وعاوز حضرتك فى أوضة مكتبه.
تبسمت مُهره:تمام روحى إنتى وانا داخله له.
دخلت مُهره الى داخل غرفة المكتب وخلفها دخل هاشم وأغلق خلفهُ الباب.
تبسمت مُهره قائله:خير يا عمو عاوزنى فى أيه؟
رسم همام إبتسامه مكر قائلاً:تعالى يا بنت أخويا الغالى،مبقاش ليا ذكرى من أخويا غير إنتى وأختك،ربنا يخليكم ليا يارب،إنتم مش بنات أخويا إنتم بناتى،لو مش أختك هى اللى أصرت تدرس فى مدرسه داخليه وإنتى كمان كنتى زيها حتى دخلتى جامعه فى إسكندريه،مكنتوش هتبعدوا عن عنيا،بس يهمنى راحتكم ،المهم يا بنتى،طبعاً ميراثكم اللى سابه ليكم أخويا المرحوم بعد ما أتنازلت لكم عن نصيبى فيه،دلوقتي الحكومه طالبه مستندات وتوكيلات معينه،منكم ليا،يأما هدخل كل ممتلكاتكم تحت المجلس الحاسبى،وبتوع المجلس الحاسبى دول معاملتهم سوده كل مليم تصرفوه عاوزين قصاده وصل،من المكان اللى إتصرف فيه ،وبعد ما توفى عمى رفعت اللى كان واخد وصايتكم بعد وفاة أخويا ،وأنا والله لو مش علشان خاطركم ومصلحتكم مكنش همنى،بس حتى رضوان إبن عمى هو اللى إقترح عليا آخد وصايتكم،دلوقتي يا بنتى فى أوراق لازم تمضى عليها إنتى وأختك،علشان أقدر أتصرف وأبعد المجلس الحاسبى عنكم،وتفضل ممتلكاتكم تحت إيديكم بعيد عن الحكومه،ومُنغصاتها، وتستلموها لما تتموا واحد وعشرين سنه.
ردت مهُره ببراءه: اوراق ايه دى يا عمى؟
رد همام:مطلوب منكم موافقه بوصايتى عليكم.
فكرت مُهره قليلاً وقبل أن ترد تدخل هاشم بمكره المعهود قائلاً:أكيد هيوافقوا يا بابا حضرتك من البدايه كنت الأجدر والاحق بوصايتك عليهم بس كان إحترامك لعمى رفعت هو اللى خلاك إتنازلت عن الوصايه له،ومش معقول يوافقوا حد تانى غيرك يكون وصى عليهم،والمده مش طويله يعنى،مُهره عندها تسعتاشر سنه وأختها عندها تمنتاشر يعنى سنين قليله،وبعدها ربنا يديك طولة العمر وتسلمهم أملاكهم وإنت مزودها لهم.
لا تعرف مُهره لما شعرت بغبطه،ليت والد رضوان ما توفى،وليت رضوان هو من يأخذ وصايتها هى وأختها،لكن رضوان لديه زوجه وإبن واحد و يعيش بين الشرقيه والاسكندريه،وكذالك إحراج هاشم بحديثه.
تنهدت مُهره قائله:أنا موافقه يا عمى على وصايتك ليا أنا و(لبنى) أختى أكيد هتوافق.
تبسم هاشم وهمام الأثنان لبعضهم بمكر،وقال همام:
تمام أختك جايه بكره لهنا هتقضى أجازة نص السنه هنا هى كمان،ومهمتك تبلغيها وأنا هقول للمحامى يجهز الاوراق الخاصه بالوصايه.
بالفعل فى اليوم التالى كانت كل من مُهره ولبنى تمضيان على أوراق الوصايه عليهن،ولصغر عُمرهن وعدم معرفتهن لم يقرأن بنود الوصايه،والذى من ضمن بنودها،عدم زواج واحده منهن دون موافقة عمها على هذا الزواج،بأذن كتابى منه وإن حدث هذا يعتبر الزواج باطل.
بالفعل مرت الأيام إقتربت أجازة نصف العام على الانتهاء،كانت مُهره يومياً تذهب الى ذالك الحوض وتنتظر نُعمان الى أن يأتى،بدأت شرارة الحب تُشعل بالقلوب أول فتيل لها حين أعطى نُعمان إحدى الزهرات لمُهره،تعجبت مُهره من شكل الزهره الهُلامى وعطرها الفواح قائله:
الزهره دى شكلها غريب مع ذالك ليها عطر مميز.
تبسم نُعمان يقول:
دى زهرة (شقائق النُعمان)) وهى شكلها فعلاً غريب بس ليها عطر مميز.
تبسمت مُهره:مش بس شكلها اللى غريب كمان إسمها غريب(شقائق النُعمان) يعنى أيه!؟
تبسم نُعمان: الزهره ليها أكتر من حكايه
فى حكايه بتقول إنها أول مره ظهرت الزهره دى كانت على قبر أحد الملوك القدامى وكان إسمه نُعمان المنذر والملك ده فى كذا حكايه عنه، حكايه بتقول إنه رفض يغصب أخته إنها تتجوز من أحد ملوك الفُرس، وبعدها ملك الفُرس هدده أنه هياخد كل نساء العرب سبايا له،بس هو حاربه بس للأسف خسر الحرب وإتقتل،وإن الزهره نمت على قبره بسبب دموع أخواته على قبرهُ ده كان حكايه للزهره بس بيقولوا دى الأقرب للواقع،وفى حكايه تانيه بتقول إن الزهره دى كانت مرسال الحب بين أدونيس وعشتار،بس الحكايه الاولى هى الاصدق،وبيقولوا عليها (زهرة دماء المحبوبه)او(الحبيب المغدور) لأن أدونيس مات مغدور، كمان فى شعراء كتير كتبوا شعر فى الزهره دى زى "محمود درويش&" إيليا ابوماضى " قصيدة نزيف الحبيب،وكمان بيقولوا عليها انها أسطورة الحب والدم ، وكمان لها استخدمات طبيه منها علاج السُعال والقولون.
تبسمت مُهره قائله:فعلاً حكاية الزهره دى زى شكلها وعطرها غريبه.
تبسم نُعمان قائلاً:أجازة نص السنه خلاص قربت تنتهى وأكيد هترجعى لاسكندريه من تانى.
تبسمت مُهره:فعلاً الاجازه خلاص هتخلص أول مره فى حياتى من بعد وفاة بابا وماما أحب أنى أفضل هنا ومرجعش تانى لأسكندريه،والعُزله هناك،رغم إنى معظم حياتى بعد وفاة ماما وبابا أنا واختى فى مدارس داخليه فى إسكندريه وبنيجى لهنا فى الزهار فى الأجازات الكبيره بس زى أجازة نص السنه وآخر السنه.
تبسم نُعمان قائلاً:خدى الزهره معاكى تفكرك بيا قصدى بهنا بالزهار.
تبسمت مُهره قائله:متأكده إن دى أكتر اجازه إستمتعت بيها هنا فى الزهار،ولاول مره بتمنى مرجعش لاسكندريه وابعد عن الزهار،نفسى أفضل هنا علطول وأعيش وسط الجنينه وزهرة شقائق النعمان يفضل عطرها يفوح حواليا.
تبسم نُعمان:للأسف زهرة النعمان عمرها قصير،لانها ليها طقس معين وهو نهاية الشتا وبدايه الربيع أول ما بيطلع عليها الصيف بتحرق.
إرتجف قلب مُهره للحظه حين أخبرها نعمان بأن الزهره عمرها قصير،لكن قالت له:
كنت عاوزه آخد رقم تليفونك، علشان أنا ناويه أزرع بعض الزهور فى بلكونة الشقه اللى عايشه فيها.
تبسم نُعمان وأعطى لها رقم هاتفه الأرضى.
لتظل بينهم الأتصالات الهاتفيه، وليست الاتصالات فقط بعض الرسائل الورقيه الذى كان يُرسلها لها نُعمان ومعها بعض الزهور الذى يقوم بزراعتها بين الوقت والآخر، وها هى إنقضت مدة البُعاد وعادت المُهره مره أخرى لمكان اللقاء الأول لكن الزهره حقاً إحترقت اوراقها والحوض به نبات آخر ينموا، يتحمل حرارة الصيف، لكن ما نمى بالقلب هل يستطيع تحمل حرارة الغدر المرصود.
كان اللقاء الثانى بين نُعمان ومُهره، سيختلف كثيراً، فقد نمى بقلب كل منهم عشق للأخر، رغم البُعاد، من قال إن البُعاد يُنسى، لا فهو يزيد الاشتياق بالقلوب والعيون لرؤية الحبيبه والحبيب، نظرت مُهره حولها بالحديقه تنتظر أن ترى نُعمان بأنتظارها، لكن هو ليس موجود، لما؟
هنالك بستانى آخر يعمل بالحديقه، أين نعمان؟
ذهبت مُهره الى البستانى وكان رجلاً، تعدى عمرهُ الاربعين عام، وقف بأحترام معتدل حين إقتربت منه، سألته قائله: فين نُعمان؟
رد الجناينى: قصدك نُعمان الجناينى، اللى كان بيشتغل هنا قبلى، ده هاشم بيه طرده من شهر ونص، وأنا جيت أرعى الجنينه بداله.
تعجبت مُهره: وطرده ليه؟
رد الجناينى وهو يتلفت حوله:معرفش والله يا ست هانم إسأليه؟
تعجبت مُهره،لما لم يُخبرها نُعمان أن هاشم قام بطرده لا فى رسائلهُ الورقيه ولا بأتصالتهم الهاتفيه.
تركت الجناينى ودخلت الى المنزل تسأل عن هاشم قالت لها الخادمه أنه يسبح بحمام السباحه الموجود خلف المنزل، بالفعل ذهبت الى مكانه، وجدته يعوم بالمياه.
تحدثت قائله: ليه طردت نُعمان الجناينى؟
رد هاشم وهو يسبح: طردته وخلاص بتسألى عنه ليه كان من بقية العليه ولا الأصدقاء، واحد كان شغال وخلاص طردته.
ردت مُهره: يعنى طردته بدون سبب، ده يعتبر ظلم.
رد هاشم وهو يخرج من حمام السباحه،ينفض عن جسدهُ الضخم المياه من يرى منظرهُ يقسم أنه وحش خرج من الماء لتوه، وإقترب من مكان وقوف مُهره يقول: ظُلم، ظلمته فى ايه هو كان شغال تحت التجربه، وفشل ساب زرع الجنينه إتحرق من العطش ، غير بعض الزهور اللى كانت نادره وموجوده هنا فى البيت كمان مهتمش بيها،فطردته.
تعجبت مهره قائله:بس أنا لسه جايه من الجنينه ومفيش الكلام ده.
إقترب هاشم من مُهره وجذبها من خصرها وقربها منه قائلاً:ومالك محموقه عالجناينى ده قوى كده،يكون فيه بينكم سنس وأنا معرفش؟
إشمئزت مُهره من مسك هاشم لها ودفعته بيدها قائله:قبل كده قولتلك بلاش طريقتك دى معايا، سبق وعمو رفعت حذرك تقرب منى.
ضحك هاشم وهو يضع يديه يتحرش بجسد مُهره:عمو رفعت تعيشى إنتى دلوقتي بقى فيه عمو همام وده زى الخاتم فى صباعى
يعنى إنسى عمو رفعت ده خلاص....الله يرحمه
دفعت مُهره هاشم بقوتها،ليبتعد عنها لكن كيف ل عصفوره أن تقاوم ذئب،كاد أن ينهش شفاها لكن لسوء حظه دخول الخادمه،تنادى على مُهره كى ترد على الهاتف.
رغم غيظ هاشم من تلك الخادمه التى قطعت عليه،فلولاها لكان الآن يتذوق شفاه مُهره،لكن قال:مين اللى بيطلبها عالتليفون.
ردت الخادمه: بتقول مامتها الست إنعام.
تبسم هاشم يقول:إنعام حمات رضوان الزهار،مامتك بالرضاعه،مكنش لازم مرات عمى تسيبك ليها ترضعك مع المرحوم إبنها اللى مات وهو عنده عشر سنين،من وقتها ومفكره إنك بنتها بجد وعامله فيها القلب الكبير،وأنها مش مرات خالكم لأ مامتكم،وبالذات بعد ما رضوان إتجوز من بنتها وخلف إبنه رفعت،عامله فيها أمينه رزق وكلهم أولادى.
ردت مُهره: فعلاً بحس باتجاها انها زى مامتى وكفايه إنها الوحيده اللى بتزور أختى فى المدرسه الداخليه وتطمن عليها وعليا أنا كمان،دى مشاعر إنت متفهمش فيها.
قالت مُهره هذا وغادرت مكان حمام السباحه
وذهبت للرد على إنعام وتحدثت معها بود وهى تطمئن منها على حالها الى أن إنتهى الاتصال بينهم،فكرت مُهره،قليلاً ثم قالت ولما لا.
هاتفت مهره هاتف منزل نُعمان،لكن لم يرد عليها فى البدايه نُعمان،كان صوت إمرأه،ترددت مُهره أن تسألها من تكون،لكن نُعمان جاء أثناء حديث مُهره قبل أن تُغلق الهاتف دون تعريف نفسها لمن ردت عليها.
سمعت صوت نُعمان يقول:بتكلمي مين عالتليفون يا فاديه؟
ردت فاديه:دى واحده بتسأل عنك،ومقالتش إسمها.
تعجب نُعمان وأخذ سماعة الهاتف من يد أخته ورد على الهاتف،بمجرد أن سمع صوت أنفاس مُهره التى تخترق سماعة الهاتف ودون أن تتحدث،تنهد بشوق قائلاً: مُهره.
تلبكت مهره قائله:عرفت إن أنا مُهره منين؟
تبسم نُعمان:من صوت أنفاسك.
تلبكت مُهره:أنا رجعت للزهار وعرفت إن هاشم طردك من الشغل عندنا فى الجنينه، ومقاليش عالسبب.
تبسم نعمان:فعلاً هو إتلكك على سبب تافه وطردنى من الشغل عندكم فى جنينة البيت،بس الحمدلله لله كان من مصلحتى فى الوقت المناسب،أنا كنت مقدم على وظيفه فى الحكومه والحمد لله أخيرًا إتعينت فى وزارة الزراعه،فى الوحده الزراعيه مهندس زراعى بشهادتى.
تبسمت مُهره:مبروك يا بشمهندس.
تبسم نعمان:بس بصراحه كان نفسي أفضل أشتغل فى الجنينه كفايه إنى كنت هشوفك،فى كل وقت.
تبسمت مهره بخجل وقالت:أنا لازم أقفل دلوقتي....
تحدث نعمان سريعاً يقول:مش هشوفك.
خجلت مُهره قائله:وعاوز تشوفنى ليه؟
تبسم نعمان:علشان أملى نظرى بجمالك.
تبسمت مُهره بخجل:قائله:خلينا نتقابل،أنا بكره الصبح بدرى هطلع أمشى بالحصان جنب الترعه بتاع البلد.
تبسم نعمان يقول:هكون فى إنتظارك من قبل آذان الفجر الأولانى.
تبسمت مُهره له،وأغلقت الهاتف،على دخول هاشم الغرفه يقول بسخريه:
طمنتى أمينه رزق عنك،بس ليه لبنى لسه موصلتش لتكون هتقضى الأجازه هناك فى إسكندريه.
ردت مهره:فعلاً،لبنى هتقضى أجازتها مع مرات خالى فى إسكندريه.
تبسم هاشم ساخراً:وماله أهى تشوف البحر طول السنه ياعينى محبوسه فى المدرسه الداخليه،على فكره كان فى شوية اوراق محتاج توقيعك عليها إنتى ولبنى،بس طالما لبنى هتفضل فى إسكندريه،ممكن تتأجل شويه يمكن لبنى تراجع عقلها وتجى لهنا قريب،يلا خلينا نتغدى الخدامه حضرتهُ عالسفره.
تنهدت مُهره بسأم وذهبت خلفه الى غرفة السفره.
مساءً بغرفة مُهره:فتحت شُرفة غرفتها وجلست على مقعد هزاز مقابل النجوم المضيئه بالسماء،كانت تتنهد بطوق لرؤية نعمان بعد ساعات فقط،
وكان نعمان هو الآخر نفس الشئ يجلس على سطح منزلهُ،ينظر للمعة تلك النجمات المليئه بالسماء،بريقها يضوى أحياناً ويخفُت أحياناً،لكن ذالك الشعور الذى بقلبه مع الوقت يضوى،الى أن إقترب الظلام أن يُبشر بنهايته،وتبدأ النجوم بالرحيل تاركه مكانها غسق ستشرق من بعده الشمس،نزل من على سطح منزله،وخرج متجه الى ذالك المجرى المائى.
وكذالك مُهره التى تسحبت من غرفتها وخرجت من البيت وتوجهت الى إستطبل الخيل وسرجت إحدى المُهرات وإمتطتها لكن قبل خروجها من الاستطبل، كان هنالك من أوقفها.
يتبع الفصل السابع عشر اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية عشق بين نيران الزهار" اضغط على اسم الرواية