Ads by Google X

رواية ليتك كنت سندي الفصل السادس عشر والأخير 16 بقلم أسماء عبد الهادي

الصفحة الرئيسية

  رواية ليتك كنت سندي  الفصل  السادس عشر والأخير بقلم أسماء عبد الهادي


رواية ليتك كنت سندي  الفصل  السادس عشر والأخير

في صباح اليوم التالي
اليوم الثالث لرهف في المشفى
انتظرته ان يأتي في ميعاده مثل كل يوم لكنه تأخر، فكرت ان تدون بعض الحلول في النوتة التي أعطاها لها، عصرت مخها لكنها لم تستطع أن تحصل على أي حل، بعد برهة ليست بالطويلة سمعت طرقا على باب الغرفة،
علمت انه الطارق فارتدت حجابها على عجل و سمحت له بالدخول
دلف يرقها بابتسامة واسعة وهو يقول
_ انا آسف اتأخرت عليك بس كان عندي حالة لازم اطمئن عليها.
هتفت بخفوت
_ ولا يهمك يا دكتور
جلس قبالتها وقال بجديه
_ جاهزة نبتدي جلستنا النهاردة؟
_ مفيش مشكلة
_ جميل انا فكرت في حل كويس جدا، وهو اللي هيحل لك كل مشاكلك.
نظرت إليه رهف و انتظرته لكي يتحدث.. ليتابع كلامه قائلا
_ ايه رأيك نقدم بلاغ بتهديد حسن ليكي انه هيأذي أهلك، لو قلتي الحقيقة، وتحكي لهم على اللي حصل بالضبط وهنكون معانا الدليل، انه ملمسكيش، وانك لسه بنت زي ما انتي

_ إزاي هاثبت ده؟

_ بسيطة يا رهف دكتورة نسا هتثبت ده بسهولة.. ها قلت ايه ده أسلم حل، وكمان مش هيعرف بعدها يإذي أهلك لانه لو عمل ده الشرطة هتقبض عليه فورا.... ممكن كمان نطلب حماية أهلك لو انت عايزة.... المهم لازم تعرفي انه بعد البلاغ مش هيعرف يتعرض لأهلك ابدا.

ازدردت رهف ريقها وبدأت تفكر في كلام آدم

_انا خايفه أوي من اللي حضرتك بتقوله يا دكتور، خايفة ما نقدرش نثبت كلامنا وهو ممكن ينكر كل حاجة، وأهلي يتعرضوا للخطر
_ رهف ممكن تثقي فيا وتسيبيلي الموضوع ده وانا هتصرف؟

في هذه الأثناء وصل عامر إلى المشفى وأصر هذه المرة أن يرى زوجته فحاولت الممرضة ان تمنعه لكنها فشلت لانه كان صعب التعامل جدا، دفش الممرضة ودخل الرواق بالقوة وهمّ ليقتحم باب الغرفة لكنه استمع لرهف تقول
_
_ طب وعامر هاتصرف معاه ازاي... انا مش عايزاه يعرف بأي حاجة.
_ عامر مش هيحس بأي حاجة..... وهخلصك منه زي ما هنتخلص من حسن بالضبط.

في تلك اللحظة اشتعلت أعين عامر بالشرر وظن أن رهف تخونه مع الطبيب، وبقوته الهوجاء، اندفع كالثور الهائج ليقضي على تلك الخائنة التي ظن أنها تود التخلص منه هي وحبيبها، دفع الباب بكل قوته وهجم عليها بدون رحمه ينقض على حجابها ويقول بصوت عالي صارخا بها
_ انتي بتخونيني في المستشفي كمان يا زبالة.
قالها وهو يلطمها على وجهها بقوة
لتصرخ هي من الألم بينما يحاول آدم ان يحول بينها وبينه ليهتف بغضب
_انت ايه اللي بتعمله ده و ازاي تدخل على المريض بالشكل ده.. ابعد عنها يا استاذ انت و إلا هنادي الأمن فورا..
فما كان من عامر الا انه لكمه لكمة قويه اردته ارضا ليتسرب الدم من أنفه ويهتف عامر
_حسابك معايا بعدين يا دكتور الغبرة
وقام بسحب رهف من فراشها عنوه ويجرها الى الخارج
وهو يهتف بشر وغضب
_ والله لافضحك في كل حتة يا زبالة.... بس قبل ما اعمل ده ، هاعرفك ازاي تخونيني كويس قوى، هخليكي تندمي على اليوم اللي اتولدتي فيه... وشرفي لا اخليك تتمنى الموت ولا تطوليه .

تحامل آدم على نفسه ليقوم، ليلحق بتلك المسكينة التي يبطش بها ذلك الأهوج الأرعن الذي لم يسمح لنفسه حتى ان يفهم ما الأمر بشكل صحيح او يتأكد من من ظنونه، أشفق على تلك المسكينة رهف كيف تعيش مع ذلك الآخرق الغبي في بيت واحد، ركض خلفهم وهو يستمع لصرخات رهف ترجو عامر ان يتركها، و أن لا شيء مما يظنه صحيح،
لكن عامر كان الشر مسيطرا به و متمكن منه فلم يستمع لحرف واحد لما قالته بل ظل يجرها للخارج، غير آبه لصرخاتها و توسلاتها ، غير آبه بأن من بالمشفى جميعا ينظرون اليه،
لحق به آدم وأوقفه بينما كان يوقف سيارة أجره ليُدخل بها رهف عنوة، أمسك آدم بيده بغضب لتسقط رهف علي الارض تبكي بحرقة
هتف آدم والغضب متمكن منه وهو ايضا على ما يحدث لرهف
_مش هسمحلك تاخذها بالشكل ده ابدا.
_ وريني ازاي هتمنعني
تشابك الاثنان في عراكا عنيفا جدا لكنه كان لصالح عامر في النهاية فأنى لآدم من قوة أمام ذلك الأهوج الهمجي.

سقط آدم هذه المرة على الأرض ولم يستطيع الحراك وهو يرى رهف تدخل السيارة رغما عنها وهي تصيح ب آدم لينقذها من براثن ذلك المتوحش
لم يعجب الحال سائق الاجرة فهتف بعامر قائلا
_ما ينفعش كده يا استاذ
ليصيح عامر به
_ما حدش له دعوة بمراتي
_بس مش كده يا استاذ بالهداوة
نهره عامر وقال بغضب
_تعرف تسوق وانت ساكت
فما كان من السائق الا ان أدار وجهه للامام وتمتم بهمهمات من غير مسموعة
صاح عامر في رهف ليجعلها تكف عن الصراخ، فما كان منها إلا أن انزوت في ركن السيارة تنتفض برعب مما سيحدث لها.
_____
حاول رجال الأمن إفاقة آدم الذي على ما يبدو انه فقد الوعي لثواني معدودة إثر ضرابات عامر الشديدةو الطائشة ليهب من مكانه بسرعة كصريع يبحث عن رهف، ليجد ان السياره اختفت عن ناظريه تماما فداره حول نفسه كالمجنون، لا يعرف كيف يتصرف أو كيف ينقذ رهف.
عاد الى داخل المشفى بسرعة يبحث عن الملف الخاص ب رهف ليعرف عنوان منزل عامر الى ان وجد مبتغاه لكنه لم يعرف ماذا يفعل بعد، فحتما لم يسمح له عامر بالدخول، وعلى أى أساس سيدخل، فكر سريعا ماذا يفعل، فقرر الاستعانة بأخو رهف فهو الذي يستطيع ان ينقذها مما هي، لكن المشكلة انه لا يعرف عنوانا له، فقرر ان يذهب الى الحي فهو يعرفه و يسأل عن منزل ماجد
كل هذا وهو يتحرك بسرعة كبيرة لكي ينقذ البائسة،
بعد سؤال اكثر من شخص استطاع التوصل الى بيت ماجد فذهب اليه على الفور وتمنى ان يكون هناك هو او أخيه لكي ينقذ أحدهما رهف، صعد الى شقته وطرق الباب لتفتح له سوسن ليقول وهو في عجله من أمره
_لو سمحت ممكن أكلم ماجد ضروري
_ حاضر يا ابني لحظة واحدة.
أخذ آدم ينقر الأرض بقدمه إلى أن حضر ماجد
_ اهلا وسهلا اتفضل حضرتك
فقال آدم على الفور
_لو سمحت يا أستاذ ماجد ممكن تيجي معايا بسرعة
ضيق ماجد ما بين حاجبيه وقال باستغراب
_ في حاجة حضرتك وأنت مين؟

سحبه آدم كي يجعله يتحرك خلفه بسرعة وهو يقول _بسرعه مفيش وقت، الموضوع متعلق ب رهف أختك

عندما استمع ماجد أن الأمر متعلق بأخته سار خلفه دون تردد
ليلحق بهم ذلك الذي استمع لما يقولون عند دون قصد
أمسك باب السيارة وهو يفتحه هاتفا
_ استنوا انا جاي معاكم
نظر له آدم ب استفهام لعدم معرفة هويته
ليردد ماهر وهو يتخذ مقعد جوار أخيه
_ انا ماهر أخو ماجد.
اومأ له آدم بعينيه وقاد سيارته بسرعه وهو يقول
_ عامر اتهجم على رهف في المستشفى وأخذها بالقوه وناوي انه يضربها ......ده كان عامل زي الطور ما حدش كان عارف يوقفه
هتف ماجد بذهول
_إيه!!!!!
ليقول ماهر باستغراب
_وايه اللي ودا رهف المستشفى اصلا
زفر آدم بحزن على رهف

_ رهف محجوزه عندى بتتعالج في المستشفى بقى لها ثلاثه أيام
وصل بالسيارة إلى أسفل منزل عامر وقال وهو يترجل منها
_مافيش وقت للشرح أكثر من كده ارجوكم ننقذ رهف أول وبعدين هحكيلكم على كل حاجة.
و اثناء صعودهم السلم استمعوا لصرخات رهف المدوية والجيران ملتمون أمام باب المنزل لينظروا ما الأمر

لم يمهل ماجد نفسه ثانيه واحدة بعد وانطلق كالسهم يبحث عن أخته.
فتحت لهم ام عامر الباب بوجه يبدو عليه الخوف الشديد
وهتفت برجاء
_ ارجوك يا ابني ألحقها ممكن يموتها
فانطلق ماجد بسرعة نحو الغرفة التي يأتي منها الصوت وحاول فتحها بالقوة فلم يفلح فساعده أخوه في ذلك الى ان فتحاه معا
ليبصر ماجد أخته مكبلة اليدين والقدمين بأحد أطراف السرير، وعامر يضربها بعصا غليظه في يده
انفطر قلب ماجد على حالة اختة وهرول نحوها سريعا يفك قيودها، يأخذها بين يديه بحنان ويقول بصوت منفطر مكلوم _رهف

ما ان ابصرته رهف حتى لمعت عيناها بفرحة لوجود اخيها لانقاذها وهتفت بخفوت باسمه_
ما..جد
ثم غابت عن الوعي من شدة الضربات التي تلقتها على يد عامر.
حاول ماجد رجها بشده كي تستيقظ لكنها لم تستجيب له فصرخ عاليا باسمها
_ رهااااااف
بينما كان ماهر يقف بصمت وآدم ينتظر بالخارج لا يستطيع الدخول وقلبه كاد ان يخرج في مكانه من خوفه على رهف
هب ماجد من مكانه يلفح عامر بنظرات كالجحيم ثم أمسكه من تلابيب ملابسه يصيح فيه حده وغضب
_عملت فيها كده ليه... عملت لك ايه عشان تعمل فيها كل ده
نظر ماهر الى عامر منتظرا اجابته، ليهتف عامر وبدا وكأنه حقق نصرا عظيما وقال
_دي تستاهل اكثر من كده انا دافعت عن شرفي اللي الحقيرة دي كانت عايزة تدنسوا في التراب، الهانم زبطها مع الدكتور، وعاملة فيها عيانه وهي مقضياها

فغر ماهر فاه من الصدمة وأحس بالخزي مما فعلته اخته.. بينما لم يصدق ماجد حرفا واحدا مما قاله عامر و قام بلكمه بقوه في وجهه وهو يصيح بغضب
_ انت كداب.. رهف اختي ما تعملش حاجه زي كده.

ل يضحك عامر بقوه وبدا وكأنه لم يتأثر بالكمة
_ اللي تعملها مره تعملها عشرة مش جديده عليها، بس وشرفي لفضحها في كل حتة.
لم يشعر ماجد بنفسه الا وهو يكيل الضربات لعامر بكل قوته حتى، أوقفه ماهر وهو يقول
_كفاية هيموت في يدك
ليتركه ماجد على مضض وهو يتفل عليه
_ اتفو عليك وربي ما انا سايبك على اللي عملته في اختي
لينهره ماهر ويقول بضيق
_ طب شوف أختك الاول عملت فينا ايه وفضحتنا ازاي بعدين اتكلم
ليتذكر ماجد أخته الغائبه عن الوعي فيحملها بسرعه ليغادر المنزل
غير مبالي بهمهمات الناس والتي ازدادت بخروجه حاملا اخته ال فاقده الوعي والواضح على وجهها اثار الاعتداء الوحشي
ليقف عامر خلفه ويهتف بصوت عالي يبدو على وجهه أمرات الشر ونظراته الشيطانية
_روحي وانتي طالق يا حقيرة... انا ما يشرفنيش اتجوز واحده سافلة زيك والحمد لله ان ربنا كشفك على حقيقتك.
رغم احساس ماهر بالخزي مما فعلته اخته لكنه اغتاظ من كلمات عامر فقال له بتحذير
_وربى لو كنت بتتبلى عليها، ما هرحمك يا عامر
ليقول عامر بسخرية
_روح لم اختك يا كابتن
غلت الدماء في عروق ماهر ورمق عامر بشرارات قبل ان ينطلق ليلحق باخيه
جلس ماهر بجوار الطبيب في السيارة بينما كان ماجد بالخلف يحتضن أخته بين ذراعيه
ليهتف ماهر بصرامة

_ قول الحقيقه يا دكتور كل حاجه انكشفت خلاص

نظره ادم لرهف من خلال مرأه السيارة أمامه ثم قال بألم
_ كل اللي قالوا عامر مش صحيح رهف كانت مريضه نفسيه بتتعالج عندي وهو دخل علينا اثناء الجلسة وقال أنها بتخونه معايا وحصل اللي حضراتكم شوفتوه دلوقتي للاسف

ليهتف ماهر بعدم اقتناع
_ وايه اللي خلاه يشك في كده، المفروض انه عارف انها بتتعالج عندك ؟
_ مكنش يعرف..... رهف ماكنتش عايزه تشوفه وطلبت مني أمنع اي زيارات ليها.
ليهتف ماجد بوجع
_ ياااااه اختي كانت تعبانة للدرجة دي واحنا مش حاسين

ليهدر فيه اخوه بغضب
_ استني بس انت هتعوم على عومه ، هتصدق التخاريف اللي هو بيقولها دي.
اغمض ادم عينيه بألم
_ صدقني انت ما تعرفش الحقيقه ولو عرفت الحقيقة لكونت هتبوس ايدين اختك علشان تسامحك
هدر ماهر بنفاذ صبر
_حقيقه إيه ما تقول بقى وتخلص.
_ للاسف مش هاقدر اعمل ده لاني اديت وعد لرهف اني مش هاقول حاجة .
ليصيح ماهر بغضب
_يعني ايه الكلام ده... ما انا لازم اتاكد أختي كانت خاينه ولا لا.
ليهتف آدم بتهكم وهو يترجل من السيارة
_هو انت كنت اتأكدت في المره الاولى انها خاينه؟... من فضلك يا كابتن ماهر خليني الحق الغلبانه دي قبل ما يجرى لها حاجة ....نبقى نتكلم بعدين زي ما تحب.

___
بعد حوالي ساعة قضوها في الانتظار خارج غرفة العمليات
خرج آدم وهو يزيل الكمامة عن فمه ويزفر بأسى مخلوط بالحزن ويقول لاخواتها
_ منه لله ما سابش في جسمها حته سليمة... رهف عندها كسور في كل منطقه في جسمها لله الامر من قبل ومن بعد. ...عن اذنكم
أجفل ماجد مكانه ب عدم استيعاب ما حدث لاخته وعدم استيعاب الأمر برمته

#ليتك_كنت_سندي
#أسماء_عبد_الهادي

البارت الأخير
حاول ماجد ان يستوقفه
فأشار له آدم بيده وهتف بغضب
-لو سمحت أنا مش فاضي اتكلم في حاجة دلوقتي..بس لازم تعرفوا إني هقاضي زوجها اللي اسمه عامر ده على اللي عمله .. ولو حصل لرهف أي مضاعفات .. انا هحملكم المسئولية كاملة.
قال كلماته الغاضبة وهم ليعود مرة أخرى لغرفة العناية التي ترقد بها رهف .. حاول ماهر أن يرد عليه بغضب لكن ماجد منعه
-سيبه يلحق أختك يا ماهر.. الظاهر اننا اللي ضيعناها فعلا
هتف ماهر باستنكار
-انت بتقول ايه انت كمان ... دي هيه اللي ضيعت نفسها وضيعتنا ... والدكتور اللي عمال يهبد في الفاضي ومحدش فاهم منه حاجة وممكن هو كمان متورط مع أختك.
ليلكمه ماجد في وجهه هادرا بغضب
-كفاااية بقا ... كفاااية .. شكنا فيها هو السبب .. تقدر تجيبلي دليل واحد على أن أختك عملت حاجة غلط .
ليهتف ماهر بسخرية
-أمال حسن رماها ليه ؟.. ها انطق
قال ماجد وقد بدأ يعيد الموضوع في رأسه
-مش يمكن حد اعتدى عليها قبل الفرح ؟ يعني ممكن تكون ضحية وإحنا ظالمنها...في ألف سبب للي حصل بس أحنا كلنا أختارنا السبب ده من غير ما نتحقق منه .. اختارنا نظلمها وندعي عليها بالجُرم ..بدل ما نقف جنبها وندعمها ونفهم منها بالراحة إيه سبب الل يحصل
ليقول ماهر بحنق
-ما انت حاولت معاها كتير انت وأبوك .. النتيجة ايه متكلمتش
-انت قلتها متكلمتش ... يعني ممكن متكونش عملت ده .. ممكن تكون خايفة من تهديد علشان كده سكتت ..فأحنا اخدنا سكوتها ده على أنها بتقر على اللي عملته علشان احنا عايزين نصدق ده... محدش فينا وثق فيها رغم اننا عارفين أخلاقها كويس اوي .. دلوقتي بس عرفت معنى نظراتها ليا .. كانت نظرات كلها لوم وعتاب إني مش واثق فيها ..اني صدقت ان قطتي البريئة ممكن تتخلى عن شرفها وهيه أبعد ما يكون عن ده ... عرفت نظرات الخذلان اللي كانت في عينيها .. رهف كانت منتظرة اننا نثق فيها ننفي أي كلمة وحشة اتقالت في حقها ..لكننا للأسف شجعنا الناس انها تتكلم أكتر في حقها بشكنا فيا
قال كلماته ونظر لآدم الذي كان يستمع لما قاله بغيظ فهو تأخر في فهم الحقيقة كثيرا لذا هتف بغضب
-أخيرا فهمت .. أخيرا فهمتوا ... يا ريتكم كنتم فهمتوا ده من زمان بدل تسرعكم في الحكم عليها ورميها بالباطل ...يا ريتكم كنتم السند والحماية ليها ..مكانش ده كله حصلها وما خفي عنكم كان أعظم.

ليقترب ماجد من آدم والدموع تترقرق في عينيه بندم على شكه في اخته وتخليه عنها بينما وقف ماهر محله لا يستطيع ان يصدق ايهما الصدق
-ارجوك يا دكتور احكيلي الحقيقة .. ايه اللي حصل لاختي وانا معرفوش ...أنا دلوقتي بس أيقنت أني كنت مغيب ..اني غلطت في حق اختي .. اني مستاهلش اني أكون أخ .. بس بالله عليك قولي علشان أقدر أصلح اللي عملته .
كاد آدم ان يخبره بالحقيقة لكنه أراد ان يعاقبه على ما اقترفه في حق اخته بألا يعرف الان فقال
-مش دلوقتي ..في الوقت المناسب لما كلكم تثقوا في رهف
قالها وهو ينظر لماهر الذي يقف بتخبط ولا يعي شيئا وتركهم ورحل مغادرا المشفى بأكمله

-----------------------------------------
علمت سناء بما حدث من الجيران .. فأهل البلدة جميعهم لم يعد لهم حديث سوى رهف وما فعلته ..فانطلقت لاختها لتعلم منها التفاصيل اكثر
لتهتف سوسن بنحيب وهي تحرك جسدها للأمام وللخلف
-والله ما انا عرفة يا سناء يا ختي ولا بقيت فاهمة حاجة ..البت حالفة لتموتنا ناقصين عمر بعمايلها السودا دي اللي محدش عارفها زابط ولا رابط.. يا ميلة بختك في بنتك يا سوسن .. يا ريتك ما خلفتي بنت يا سوسن .. هتفضلي شايلة العار للممات يا سوسن
وضعت يدها على رأسها وبدأت بالنواح لتندب حظها
همت اختها لتخفف عنها فهي قاب قوسين او أدني من الجنون
-بس يا اختي متعمليش في نفسك كدا ليجرالك حاجة
لتنفض سوسن وكأنما أصابها مس من الجنون فعلا
-ابعدي متحطيش ايدك عليا .. محدش يكلمني .. أنا لازم أغسل عاري بأيدي
لطمت سناء على صدرها بصياح
-يالهوتي .. انتي عايزة تودي نفسك في داهية يا سوسن
لتنهض سوسن من مكانها لتتجه للمطبخ عاقدة العزم على فعل ما نوت عليه
------------------------
استغلت ملك فرصة غياب أمها عن المنزل وقررت الهرب لخالها في الاسكندرية تلجأ اليه عله يقنع أمها العدول عن فكرة الزواج بماهر .. فهي كلما تفكر في أمر زواجها من ماهر تشعر وكأنها ستزف للموت لا لإقامة حياة سعيدة .
فتحت خزانة أمها والتي تعرف أنها تحتفظ فيها بالمال واخذت ما ظنت انه سيكفيها للسفر وأرتدت ملابسها وخرجت من المنزل هاربة قبل أن تعود أمها
*************

عاد ماهر للمنزل عاقدا النية على ان يجمع ملابسه ويرحل ولا يعود لهذا البيت ابدا فهذا البيت أصبح أشبه كاللعنة عليهم جميعا ..لذا قرر أن يفر منه متخليا عن الجميع دون رجعة
بمجرد أن دخل من المنزل سمع صرخات خالته سناء
فزفر بضيق ظانا انها علمت بما حدث وما فعلته اخته.. فقرر تجاهل ما يحدث ويذهب لغرفته لكي يجمع ملابسه
بعد ان جمع حاجياته في حقيبة صغيرة وخرج من باب الغرفة , لمح أمه تخرج من المطبخ ويعتلي وجهها أمارات الشر حاملة في يدها سكين وسناء خلفها تحاول أخذها منها لكنها لم تفلح
فعلم ما تحاول أمه فعله فخاف عليها واقترب منها
-هاتي السكينة دي يا ماما.
لتخفي سوسن السكين خلف ظهرها حتى لا يأخذها
-لا أنا لازم أغسل عاري بإيدي .. طالما رجالة البيت مش عارفة تعمل ده
لتنقلب أعين ماهر بنظرات مميتة
-معاكي حق يا ماما .. عارنا كان لازم يتغسل من زمان ..بس متقلقيش ..أنا بنفسي اللي هعمل ده
فهو قد قرر ان يتخلص من أخته التي لم تجلب لبيتهم الهادىء سوى الهم والعار .. ومن ثم يبتعد عن البيت نهائيا دون رجعة
ابتسمت سوسن بشيطانية واعطته السكين ليأخذها ويخبئها في ملابسه وينطلق للمشفى
بينما تلطم سناء على خدها خوفا على عريس ابنتها الذي سيضيع نفسه هباءا.. اما سوسن فجلست بهدوء بوجه خال من الملامح وكأنها ارتاحت لما سيفعله ابنها
-------------------
في المشفى مساءا
تحديدا في غرفة مكتب آدم ..ألح ماجد و أبيه الذين جاءوا اليه ليطلعهم على الحقيقة كاملة فهم لن يستطيعوا الانتظار أكثر فهم أحق من يعلم بما حدث لابنتهم
اضطر آدم ان يقص عليهم الحقيقة كاملة بعدما رأى حبهم الصادق لرهف في عينيهم.
تخشبوا محلهم من الصدمة ولم يستطع ان ينطق أي منهم من هول ما سمعوا وما تعرضت له رهف من أجل حمايتهم فجلسوا فاغرين فيهم وكأن على رؤسهم الطير ..فقط تهطل الدموع أسفا على ما مرت به ابنتهم وحدها دون سند أو ونيس.
لكن ما قطع صدمتهم ليفجعهم بصدمة أخرى أشد وطئة مما سمعوا
دخول ماهر عليهم حاملا في يده سكينا تقطر بالدماء ويصيح بهستيريه فيبدو أنه استمع لما قاله آدم ليعرف حقيقة ما حدث مع أخته وأنها فعلت كل هذا من أجله .. خوفا عليه هو وعلى مستقبله في حين أنه لم يفكر بها يوما ولا ما يهمها .. تحملت أن يخوض الناس في عرضها..ولا ترى مكروها يصيبه
-رهف عملت كل ده علشاني ؟.. خايفة عليا وعلى مستقبلي؟.. ضحت بحياتها ومستقبلها علشاني أنا .. علشان مين ؟ علشان أخوها اللي عمري ما وقفت جنبها في يوم من الايام .. عمري ما كنت بعطيها ريق حلو .. علطول كنت جاف وحاد معاها...اللي ضربتها وذلتها وبهدلتها ... اللي كنت مستعد اقتلها لو مست مستقبلي بسوء
ثم نظر للسكين في يده وبدأ يضحك بجنون –
السكينة أهي...فكرت لما اقتلها هغسل عاري وهقتل واحدة متستحقش الا الموت .. لكني اكتشفت اني ...اني قتلك البراءة والطيبة والطهر اللي لو اتجمعوا واتوزعوا على بنات العالم كلها هيغطي ويفيض ... لاااااا .....رهف ... لا
انتفض الجميع من مقعدهم بس تصريحه ورؤيتهم السكين في يد ماهر والتي كانت تقطر دما..ليقترب منه ماجد يضربه .. غير مصدق ما فعله
-انت عملت ايه؟.... انطق عملت ايه ...لا رهف انت مقتلتهاش صح...
ليجثو ماهر على ركبتيه بندم شديد على ما فعله في أخته
ليصيح ماجد وبعدها آدم ووالدها بقوة تحمل من الوجع والندم والانين والضياع والحزن ما يُسمِع الكرة الأرضية بأكملها من شدة الألم والحسرة
-لاااااااااااااااااااااااااااااااااا
-ررررهف لااااااااااااااااااا

تمت رواية كاملة عبر مدونة دليل الروايات
google-playkhamsatmostaqltradent