رواية أحببتك فخسرتني الفصل الثامن عشر بقلم نرمين محمد
رواية أحببتك فخسرتني الفصل الثامن عشر
فى جناح مراد و هند.....
هذا الجناح الذى شهد هذا الكلام القاسى من مراد و هذا اليوم التى لن تنساه ابدا......عندما تذكرت ذلك اليوم أدمعت عيناها رغماً عنها....ثم مسحت أعينها سريعاً و ذهبت إلى غرفة تغيير الملابس و اخذت حقيبتها ثم بدأت بترتيب ملابسها فى الخزانة....ثم أخذت بيچامة مريحة بيتيه و دخلت الحمام الملحق بالغرفة....ثم دخلت اخذت حماما دافئاً......ثم بعد وقت خرجت تنشف خصلات شعرها السوداء...الذى إذداد طولا.....وجدت مراد دخل الجناح و معالم الحزن بادية على وجهه.....ابتسمت بحزن عليه ثم تركت المنشفه....و ذهبت له و مسكت يده.....نظر لها بتسأول و تقطيبة حاجبيه....ثم ابتسمت هند له و أخذته إلى الأريكة القطنية ثم جلست فى أخرها و شاورت على أرجلها انا يأتى و ينام على أرجلها....ابتسم عليها فهى ستظل هند ذات القلب الأبيض......و اجل نام على أرجلها و دفن وجهه ببطنها....ثم وضعت يداها على شعره الغزير و قبلت رأسه....ثم قالت بصوت حنون:مالك يا حبيبي احكى.
تنهد ثم قال بتعب : هند....مالك انتى عشان خاطرى متبقيش كدا....اصرخى عيطى صوتى اعملى اى حاجة بس بلاش تكونى بالهدوء ده....انا عارف انك جواكى وجع يغرق بلاد.....عشان خاطرى متكتميش يا هند فنفسك.
ابتسمت له بحزن فكل كلمة قالها حقيقة أجل هى بداخلها الام كثيرة تكفى بلاد....تنهدت عالياً ثم قالت بأبتسامة لا تفارقها: مراد انا لو عيطت أو عملت اى حاجة من إلى انت بتقولها ديه مش هلاقى حد يوقفنى مش هلاقى حد يستحمل عياطى الياما ده او صريخى أو أى حاجة....هيزهقوا منى و انت أولهم خلينى كدا لحد ما إن شاء الله ربنا ياخد أمانته و ارتاح من الوجع إلى جوايا ده.
وضع يديه على فمها ليسكتها من هذا الكلام الذى مثل الجمر على قلبه....تجمعت الدموع بعينيه تلقائى و قال بصوت مخنوق: هند بلاش عشان خاطرى بلاش.....سكوتك ده بيقتلنى فى الثانية ألف مرة..ارجعيلى يا هند...عشان خاطرى بلاش والله انا تعبان..
ادمعت هند عيناها ثم قالت بأبتسامة:يا حبيبي انا جمبك اهو روحت فين ارجعلك ازاى ما انا اهو موجودة....اطلب اى حاجة يا سمو الأمير مراد و جاريتك هند تحت امرك..
ثم ضحكت بمرح مع آخر جملة لها نظر لها ثم عدل من نفسه و جلس بجانبها و اخذها بحضنه و هى انغمست فى حضنه أكثر و أكثر....قبل جانب جبينها و قال بعشق حقيقى: انتى مش جارية سمو الأمير مراد انتى أميرة سمو الأمير مراد إلى كان بيدور عليها من فترة كبيرة اوى...و كان عايز يقولها أنه بيحبها اوى........( تنهد ثم قال و هو ينظر إلى عيناها بحب صادق)...هند انا بعشقك والله بعشقك انا بحبك اوى والله بحبك....مفيش واحدة فى قلبى غيرك انتى والله العظيم حبيتك....و ربى و ربك يا هند حبيتك و عشقتك كمان.
نظرت له بنصف ابتسامة ثم هزت رأسها بمعنى نعم و صمتت و لم تجب.......لكن فى الحقيقة هى لا تصدقه بالمرة أجل تحبه و تريد أن تسمعها منه لكن لقد فات الأوان على هذه الكلمة.....هذه الكلمة بدلاً من أن تسعدها لا بل تجرحها و تكسر قلبها......هى متأكدة أنه لا يحبها من أفعاله فى الماضى أيقنت أيضا أنه لن يحبها أبدا...
ثم قالت بمرح : يلا بقا يا جوزى يا عسل انت عشان ننام....ولا اقولك تعالى نشوف عيالنا ناموا ولا لا....بعدين ننام لأنى هموت و انام.
كانت ستذهب لكن مسك يداها و تسأل بحزن: مردتيش عليا ليه انا بحبك يا هند....طب توهتى الكلام ده ليه...مش مصدقانى صح هند ردى عليا.
نظرت فى الأرض ثم له و بأعين دامعة: ايوا يا مراد مش مصدقاك...اصدق ازاى الكلمة ديه منك بعد كل العذاب و وجع القلب إلى شوفته منك...مقدرش اصدق و مش عارفه اصدقك و مش لاقية مبرر لكل أفعالك عشان اصدق الكلمة ديه.....بس انا سامحتك و عايشة معاك عادى اهو يعنى ده مش مكفيك.
نظر لها بدموع و ضعف و هو يهز رأسه ب لا : لا يا هند مش مكفينى مش مكفينى عارف انى غلط كتير و غلطى لا يغتفر بس صدقيني يا روحى صدقينى..... والله بحبك........( تنهد عاليا).....خلاص مش وقته بس فى يوم هتصدقينى.......تعالى يلا نروح لعيالنا .
ابتسمت ثم هزت رأسها.....ثم ذهبت ارتدت اسدالها....ثم اتجهوا إلى غرفة أطفالهم الصغار.
_________________________
فى غرفة مرام و مهيد كانوا مستيقظين يلعبون بهذه الالعاب الطفولية المعلقة فى سريرهم....
وجدهم مراد هكذا ابتسم تلقائي هو و هند....ذهبوا لهم حمل مراد مرام و هند مهيد ثم.....ثم قبل مراد مراد من خدها الناعم الطفولى: واخده عنيا يا هند ملحظتيش.
قال هذه الجملة بفرحة عارمة.... نظرت له هند و ضحكت و قالت: يا حبيبى انا إلى ولدتها و اكيد عارفة.
نظر لها مراد بأبتسامة بلهاء ثم قال بتذكر: تصدقى اه.......و مهيد واخد عنيكى يا هند لا دانا كدا اغير بقاا.
ضحكت هند بعلو صوتها: لا لا لا إلا حبيبى مهيد ده قلب ماما ده ملكش دعوه بيه خليك فى مرام بنتك.
تصنع مراد الغضب: والله حبيب قلب ماما....طب وانا ايه.
نظرت له ثم غمزت بمشاكسة و قالت: انت القلب كله يا مرادى يا عسل أنت... إنما مهيد ده واخد حتة من القلب والله.
أبتسم ابتسامة عريضة ثم قال بعشق: و انتى قلب مراد كله.
ابتسمت بخجل ثم نظرت إلى مهيد تلاعبه....سمعته يقول: اشمعنا الاسماء ديه يا هند مرام و مهيد.
نظرت له بأبتسامة :مرام عشان أوله m حرفك و كمان عشان مقارب لأسمك اوى و عشان هى شبهك اوى عشان كدا سمتها الاسم ده......و مهيد كمان سميته كدا عشان أوله حرف m بردوا بس مقارب لأسمى عشان شبهى بس مش اكتر.
ابتسم لها ثم تذكر شئ و سألها:هما ازاى عرفونى انى ابوهم مع أن صعب فى السن ده يعرفونى و خصوصاً أنهم مشفونيش قبل كدا.
ابتسمت هند و نظرت إلى أطفالها ثم قالت: تعرف هما من اول ما حسيت انهم بدأوا يشوفونى قررت اعمل حاجة....كنت بقعدهم فى حضنى و اجيب صورتك و امسك أيديهم و اشاور بإيديهم عليك و اقول ده بابا اسمه بابا لحد ما حفظوك و كل ما اجبلهم الصورة يقولوا بابا علطول.....عشان لما يكبروا يكونوا عارفينك.
ابتسم لها ثم احتضنها بذراعه اليسرى و قال بسعادة:ربنا يحفظكم ليا يا رب....انا مليش غيركوا يا هند بجد انتوا و محمود.
تذكرت هند و قالت: ايه ده انا ازاى انسى محمود كدا ده واحشنى بشكل.
و كانت ستهم بالمغادرة لكن وجدت يد مراد توقفها: ايه ايه رايحة فين....و اولا تلاقيه نام بكرا الصبح بقا.....طب هو واحشك اوى كدا انا موحشتكيش.
نظرت له ثم للأرض بخجل..... وضع هو مرام على سريرها و اخذ مهيد من هند و وضعه بسريره....ثم ضمها من ظهرها و فك حجابها و دفن وجهه بثنايا عنقها يشتم رائحتها التى ادمنها و اشتاق لها ظل يقبل عنقها طولا و أنفاسها سريعة للغاية و مع كل قبلة يهمس فى أذنها بكلمات عاشقة.....ثم أدارها له و ظل يقبل كل انش بوجهها....عيناها ثم و جنتيها ثم انفها ثم جانب شفتيها ثم شفتيها ظل يقبلها قبل متفرقة و هى بعالم اخر......حملها على يديه و ذهب بها إلى أريكة كبيرة بالغرفة و وضعها عليه و هى مغمضه العينين و قبل جانب شفتيها ثم الجانب الآخر و هو يخلع عنها اسدالها.....هند بأنفاس متتالية:م.مراد كفايا...ك.كفايا يا مراد.
مسكت يديه التى كانت ستخلع باقى ملابسها و قالت: طب مش هنا احنا فى اوضة العيال و ممكن اى حد من الخدم يخوشوا علطول.
اغمض اعينه بصبر نافذ ثم فتحها و قام من أعلى هند و حملها....ثم فتح جر المرأة التى بالغرفة كان ورائها باب صغير فتحه و دخل إلى جناحه..... نعم فهو اختار هذه الغرفة بالاساس لأطفاله حتى لو كانوا فى موقف مثل هذا.....
كان نور جناحهم منطفئ و لا يوجد غير نور خافت فقط.....انزلها من على يديه و امسك وجهها بين يديه و قبل شفتيها قبلة رقيقة ثم ابتعد و قال: لو مش عايزة ده يحصل براحتك انا المهم عندى انتى لو مش مرتاحة معايا و مش عايزانى خلاص براحتك.
ثم جاء ليمشى امسكت يديه و قالت بخجل: انا مش عايزاك تزعل يا مراد.....انت كمان واحشنى علفكرة.
نظر لها بأعين متسعة ثم ضمها له بسعادة و قال بصوت عالى: بحباااك يا بنت الايه.
ضحكت و ضمته هى الأخرى بسعادة ثم أبعدها و قال بوقاحة: كان فيه قميص لونه روز شوفته و انا كنت بغير هدومى عايزك تلبسهولى النهاردة.
اتسعت أعينها من وقاحته و ضربته على صدره : ااه يا سافل يا منحط بردوا لسة سافل.
ضحك بعلو صوته: اااه يا بنتى يلا عشان عايز ادوق المهلبية ديه....و لو مدخلتيش لبستيه دلوقتى هدخلك و اطلعك و بدل ما تكونى بهدوم مش هتكونى بهدوم اصلا.
اشتعلت وجنتيها خجلاً و لم تجد حلاً سوا ان تدخل فهى تعرفه يفعل ما برأسه......
بعد وقت خرجت و هى تردى ذلك القميص بلون روز و كان قصير إلى منتصف فخذيها و شفاف من مكان البطن و الصدر و الظهر أو يكاد كله شفاف تفرد شعرها الغجرى و تضع ملمع شفاه باللون التوت مع تحديد عينيها....كانت خارقة الجمال حقا......و كانت تحاول أن تنزل ذلك القميص الى الاسفل قليلا فهو قصير حقا...
كان مراد يحدق بها و يرمش بأعينه الخضراء....اقترب منها بجسم متخدر ثم مسك وجهها و ظل يفترسه بنظراته ثم قال بهدوء:تعرفى انا معدتش غيابك عنى طول السنتين دول......لكن دلوقتى كله هيطلع عليكى النهاردة يا هند.
اتسعت أعينها و لم يمهلها فرصة و اخذ شفتيها يستزيق منهم الشهد............................
______________________________
فى صباح يوم جديد فى منزل بهجت و سماح...
كانوا يأكلون فى هدوء تام لكن كل واحد منهم يفكر فى ابنتهم التى لن تسامحهم ابدا....كانت تحمل بداخلها الام كثيرة كدا.....و نحن لا ندرى نحن من الاساس لا نصلح أب و أم....نحن أسوأ من اى عدو....كيف نفعل هذا بأبناتنا....كيف..
لاحظت سماح بهجت أنه لا يأكل فقالت: مالك يا بهجت فى ايه كل عشان تلحق تروح شغلك.
نظر لها لوقت ثم تحدث بشرود: تفتكرى يا سماح احنا أب و أم كويسين.
نظرت له سماح و بكت نعم بكت: ه.هى ممكن تسامحنا صح ممكن تسامحنا انا عارفة هند بنتى قلبها طيب و هتسمحنا احنا ابوها و امها بردوا..
نظر لها بدموع ثم تحدث بندم: ربنا معطناش غيرها و احنا بدل ما نشكره و نحمده عليها لا نقول ليه احنا مش عايزنها و كأننا بندهس على النعمة إلى ربنا عطهنا.
بكت سماح أكثر....ثم قالت بحشرجة صوت: بص يا اخويا روح انت شغلك و بعد ما تيجى ناكلنا لقمة كدا و بعدين نروحلها و هنفضل نروحلها لحد ما تسامحنا....يلا يا اخويا يلا.
هو رأسه بتوهان ثم قال: ماشى ماشى.....مع السلامة بقا انا همشى يا سماح و خلى بالك من نفسك مع السلامة.
ثم نزل من بيتهم البسيط....و هو بعالم اخر يؤنب نفسه على ما فعله بأبنته الوحيدة كيف يكون أب هذا........و فى وسط أفكاره و تشتته و هو يعبر الطريق جائت سيارة و خبطته..........
اصوات سيارات إسعاف وأشخاص تصرخ.......
__________________________________
فى جناح مراد و هند...
كانت هند مستيقظة قبله و تتأمل ملامحه الحادة التي تغيرت للأوسم......و تمشى ابهامها على جانب وجهه بأبتسامة على وجهها.....لكن هو كان مستيقظ من الأساس و كان سعيد بحركاتها العفوية تلك ثم وجدها تتنهد ثم تحدثت : تعرف يا حبيبي انا بحبك اوى بحبك اوى اوى اوى.... انت اهلى و ابويا و امى و اخويا و سندى و ضهرى فى الدنيا ديه انا مليش حد غيرك يا مراد بجد انا بعشقك.....مش هقدر استحمل منك كسر تانى أو خذلان مش هقدر.....هموت هتبقى القضية ليا يا مراد......انا جيت معاك عشان....عشان عيالنا مينفعش يكبروا من غير اب....و كمان عشان لما شوفت نظرة الضعف إلى فى عينيك ديه اتقهرت اوى مش بحبك اشوفك ضعيف يا حبيبى ولا حتى قدامى.....بس هفضل احبك و هتفضل جوزى و حبيبى ابوا عيالى.
ثم قبلت رأسه و قامت من على الفراش....و من ثم دخلت الحمام الملحق بالجناح..... أما هو فتح عينيه و سمح لدموعه بالسقوط.......نعم يبكى يشعر أنه خسرها خسر هند تلك الفتاة القديمة ذات الشخصية المرحة.....يحبها حقيقى إنها قطعة من قلبه...
مسح اعينه من الدموع ثم قام هو الآخر يرتدى ملابسه.......
بعد وقت كانوا على طاولة الفطور يأكلون.....ثم رن هاتف هند برقم والدتها فقفلت ثم رنت مرة أخرى فقفلت فرنت ثانية.....قال لها مراد بهدوء: ردى عليها ما دام اتصلت كتير اوى كدا يبقا عايزة حاجة مهمة.
نظرت له بتأفف ثم نظر لها و هو يحرك رأسه ثم مسكت الهاتف و ردت و قبل أن ترد عليها...كانت سماح بدموع: هند بنتى ابوكى عمل حادثة تعالى دلوقتى هو فى العمليات فى مستشفى****.....بسرعة يا هند بالله عليكى انا محتجاكى اوى يا بنتى مش هقدر افضل لوحدى..
سمعت هند هذا و تجمعت الدموع فى عيناها عندما سمعت أن والدها عمل حادثة....نظر لها مراد بتساؤل ثم وقع الهاتف من يداها قالت بهمس باكى: بابا...
________________________________
بعد وقت كانوا يجرون فى ممر المستشفى ليجدوا والدة هند تبكى و تجلس بمفردها رق قلب هند عليها ثم ذهبت لها و هى تبكى و جلست أمامها على ركبتيها و مسكت يداها و قبلتها بدموع: متخافيش يا حبيبتي هيقوملنا بالسلامة أهدى انتى بس بابا متخافيش هيقوم بالسلامة...أهدى يا ماما.
نظرت لها سماح بأبتسامة باكية و قالت: ماما.....هند بنتى انا اسفه س....
وضعت هند يداها على فمها و قالت بدموع و أبتسامة: هششش أهدى يا حبيبتي مش وقته الكلام ده دلوقتي يا روح قلبي بابا يكون كويس و هنتكلم.... و علفكرة يا ماما انا عمرى ما ازعل منكوا هتفضلوا اهلى مهما حصل.
نظرت لها سماح يالا قلبك الابيض يا أبنتى.....ضمتها سماح إلى صدرها بحب اموى كبير و ظلت تمسد على حجابها....
أما مراد نظر لها بأبتسامة جانبية....مهما فعلتى ستظلى هند هند الفتاة الحنونة الرقيقة ذات القلب الأبيض.....مهما حاولتى أن تتصنعى الفتاة القاسية ستتغلب عليكى شخصيتك الحقيقية البريئة...
بعد وقت خرج الطبيب لهم بإرهاق من أثر العملية.....جروا عليه هند و سماح بلهفة: ها يا دكتور بابا عامل ايه دلوقتي.
نظر لهم الطبيب بشفقة ثم قال: متقلقوش يا جماعة هو بس خسر دم ياما و نقلناله دم و فى بس كسر فى دراعه هيروح مع العلاج إن شاء الله...لكن الحادثة كانت بسيطة.....متقلقوش..
هدئوا بعض الشئ.......
بعد وقت كان بهجت فى غرفة عادية......و هم حوليه و بعد لحظات سيستيقظ......بعد وقت كان بهجت يفتح عينيه ببطء.....ثم ظل يرمش عدة مرات حتى يعتاد على نور الغرفة.....أدمعت عيناه عندما رأى صغيرته هند....نعم هى صغيرته ابنته التى لم يعطيها ولا ذرة حنان منذ صغرها.....وجدته هند هكذا بكت أكثر و نزلت قليلا إليه قبلت رأسه و قالت بأبتسامة و دموع:هششش أهدى يا حبيبى الانفعال غلط عليك أهدى اهدى انا جمبك أهدى.
بهجت بدموع و همس: بنتى..
هند بدموع أكثر ثم قالت بمرح: ايوا يا حاجووج انا بنتك امال بنت الجيران يعنى يلا بقا عشان انا وانت و ماما نروح نتمشى و نتفسح مع بعض من زمان و انا نفسى نخرج احنا التلاته مع بعض و تودينى الملاهى زى اى بنت صغيرة لانى بجد نفسى...
ضحك بهجت بخفوت ثم قال بهمس: من عيونى يا حبيبة ابوكى.
هند بدلع محبب للجميع: ادا ادا ادا يا حاج هو الدلع ده ليا و افرض سموحة غارت عليك انا اعمل ايه بقا لا انت تطلقها و تجوزنى انا مليش فيه مش هسمح لواحدة تانية تشاركنى فيك ايوا بقا انا بغير على حبيبى...
ضحكوا جميعاً عليها ثم نظرت إلى سماح وقالت: ولا ايه يا حاجة انا خلاص هاخد جوزك انتى عجزتى بقا و مبقاش ليكى نافعة خلاص روحى شوفى واحد عجوز مكحكح شبهك يلا امشى يا ولية من هنا..
ضحكت سماح بعلو صوتها على ابنتها هذه ثم قالت بمرح: لا بقاا انا مش هسيب جوزى لحد ده ليا و مش لحد.
غمزت هند لبهجت و قالت: كدا يا حجوج يبقا عندك الجمال ده بيحبك و عايزنى انا طب حتى البس نضارة بدل ما بتشوفنى انا الأحلى عندك القمر إلى جنبى ديه ايه مش مالية عينك و لا ايه.
ضحك بهجت بخفوت ثم قال بهدوء و حب : ربنا يحفظكم ليا انتوا الاتنين انا مليش غيركوا.
نظرت لهم هند جميعا و فرحت أنها فى اقل من عشرة دقائق اضحكتهم و أدخلت السرور فى قلبهم و السعادة....
_____________________
كانت فى كافيتريا المستشفى تشترى كوبين من القهوة لها و لمراد عندما ذهب ليرد على مكالمة...
من بعيد.....
....:شايفاها حفظتى شكلها.
.....: ايوا ايوا متخافش.
....: ابوس ايدك متودناش فى دوكة اى غلط هنروح فى داهية.
....: متخافش حضرتك بس المهم تدينى فلوسى كاملة.
.....: ماشى ماشى بس المهم تعملى إلى قولتلك عليه بالحرف الواحد.
.....: تمام.
ذهبت تلك الفتاة إلى هند التى كانت ماذالت تشترى القهوة....و ارتسمت على وجهها الزعر و الخوف....ثم قالت بدموع مصطنعة: يا مدام مدام لو سمحتى ساعدينى عشان خاطرى.
هند برقة: طب أهدى اهدى طب.....فى ايه و عايزانى اساعدك فى ايه.
الفتاة بنفس الزعر المصطنع:ا.ابنى محبوس فى الاوضة ديه و مش عارفة أطلعه.
هند مهدأة إياها: طب أهدى اهدى بس هو فين و فين الاوضة ديه.
الفتاة و هى تشير إلى ممر فى اخر المشفى: تعالى معايا من هنا..
ذهبت معها هند بطيبة و لا تحسب للذى تخطط له تلك الأفعى........بعد وقت وصلوا إلى غرفة فى المستشفى معزولة نهائيا استغربت هند فى الاول لكن دخلت تلك الغرفة و كانت مليئة بالغبار...و كانت ستهم بالاستدار لكى تنادى تلك الفتاة لكى تأتى معها...... أحست هند بخبطة قوية أعلى رأسها افقدتها الوعى....
فأستسلمت للظلام الدامس.....
______________________________
كان مراد يتحدث بالهاتف مع بكر....
مراد بعصبية: انت عايز منى ايه اعمل فيا كل إلى انت عايزه بس ملكش دعوة بعيلتى هما خط احمر.
بكر بخبث: تؤ تؤ تؤ غلط عليك العصبية دلوقتى أجلها لوقت تانى..
مراد بشك: قصدك ايه.
بكر بأستفزاز: بقولك هى مراتك معاك ولا فين..
مراد بعصبية: مطنتقش سيرتها على لسانك القذر.
بكر بأبتسامة خبيثة: طب اقفل المكالمة ديه و افتح واتس هبعتلك حاجة.
و حقا اقفل تلك المكالمة اللعينة كما يلقبها.....و بعد لحظات سمع صوت بوصول رسائل رأى بأنها من بكر و صور تم إرسالها......فتح الصور و يالا الصدمة كانت هند فاقدة الوعى و مربوطة بكرسى مهرتل و عليه غبار فى مكان قديم و غير صالح للعيش...
دمعة فرت منه....لقد أصبحت بين يدى عده الان كيف سيجلبها مرة أخرى بدون أذى كيف......وجدها بعد عناء و ضاعت منه مرة ثانية....هو الآن الأضعف......يشعر أنه لا يستطيع أن ينقذ حياته لا يستطيع....
وقع على الأرض و قال بهمس و ضعف: هند.
يتبع الفصل التاسع عشر والأخير اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية أحببتك فخسرتني" اضغط على اسم الرواية