رواية ولقلب أقدار الفصل العشرون بقلم رانيا الخولي
رواية وللقلب أقدار الفصل العشرون
اومأت له ليلى وهم بالخروج من الغرفه ، لكنه عاد ثانيه وهو يقول : طيب بما إن الفرح الخميس الجاى وخلاص مفيش وقت أيه رأيك لو تيجى معايا نختار الفستان بالمره
لم تستطيع ليلى تحمل تلك السعاده التى تشعر بها لعرضه ذلك
حتى إن قدماها لم تطيعها على الوقوف لكنها أجابته بسعاده غامره وقالت:
ثوانى وهكون جاهزه
ثم أسرعت بالولوج إلى المرحاض بعد إن انتقت فستان زهرى اللون وحجاب مناسب له أظهر لون بشرتها ناصعة البياض وأسرعت إلى الحمام
وبعد وقت قصير خرجت ليلى من الحمام واسرعت إلى المرآة كى ترتدى الحجاب تحت أنظاره العاشقه
وقد أرتدت بطانه أسفله كى تحكم به خصلاتها كى لاتتمرد وتخرج من حجابها
وهمت بالذهاب معه لكنها تراجعت عندما تذكرت سالم أخيها وقالت : سالم أنا نسيت أقوله إننا خارجين
ثم أخرجت هاتفها من الحقيبه وهى تقول : ثوانى هتصل عليه وبعدين نخرج
تناول سليم الهاتف من يدها وأعاده مره أخرى إلى الحقيبه وهو يقول : أكيد حاجه زى دى ماتعديش عليا أنا اتصلت عليه وكلمته حتى عرضت عليه أنه ييجى معانا بس رفض أنه يسبب ورد لوحدها
نظرت إليه ليلى بإمتنان شديد وقالت
: خلاص يلا بينا
خرجت ليلى معه بسعاده غامره لا تصدق ما يحدث معها
*****★******
فعلت فاتن ما أمرها به سليم
وهى بالذهاب إلى منزل عامر الهوارى وطلب يد ليلى منه
وها هى الان واقفه على أعتاب بابه تطرق عليه حتى فتحت لها سمر الباب عندما رأتها سألتها قائله : أهلا وسهلا مين حضرتك ؟
ابتسمت فاتن لها وقالت : إنتى إكيد سمر مش كده ؟
أومأت لها سمر بأستغراب وسألتها قائله : اه سمر مين حضرتك ؟
ردت عليها فاتن قائله : أنا أبقى أم سليم يعنى حمات ليلى
وعند سماع هذا الاسم رحبت بها سمر بترحاب شديد ودعتها إلى الدخول والولوج إلى غرفة الجلوس
جلست فاتن على الأريكة وقالت لها سمر : إتفضلى حضرتك تحبى تشربى أيه ؟
رفضت فاتن وهي تستند إلى ظهر الأريكة وقالت : لأ أنا مش جايه أضايف أنا جايه أقابل والدك الحج وياريت تندهيله
علمت سمر سبب مجيئها وقالت بسعاده : أكيد ثوانى وچايه
أسرعت سمر بالخروج من الغرفه والذهاب إلى والدها فوجدته جالساً مع مراد يراجع معه بعض الأوراق المتعلقه بالعمل فدخلت بسعاده غامره وقالت وهى تقبل رأس والدها : مش هتصدج مين عندينا بره
عقد عامر حاجبيه وسألها قائلاً. : مين ؟
قال مراد بمزاح : ومين ده اللى جاى عندينا وباسطك أوى أكده ؟
ردت سمر بلهفه: إم الدكتور سليم المنياوى وعايزه تجابلك يابوى
عقد مراد حاجبيه وسألها مستغرباً : غريبه يعنى فى حاجه ولا أيه ؟
رد عامر بخبث وقال: أنا خابر جايه ليه ، ضايفيها ياسمر لحد ما جيلها
أومأت له سمر وخرجت من الغرفة
فسأل مراد عمه : تفتكر ياعمى جايه ليه ؟
ضحك عامر قائلاً: دماغك تخين جوى يامراد
ومش واعى ابدأ زى عمك اللى مربيك
خدنى يلا وديني عندها
دخل عامر الغرفه برفقة مراد وعند رؤيته قامت فاتن بالوقوف عندما رحب بها قائلاً : أهلا يا إما سليم نورتى الدار وشرفتيها
ردت أم سليم بإبتسامه صافيه كصفاء قلبها وقالت : منوره بأهلها ياحج ، أخبارك أيه ؟
أشار لها عامر على الكرسى وقال : زى ماإنتى شايفه بجيت قعيد وعلى كرسى
جلست فاتن قريبه منه وقالت : الصحه والعمر الطويل دلوقت للعيال ياحج والحمد لله على كل شئ
رد عامر بصدق: شاكره وحامد فضله والحمد لله على كل شيء
أتفضلى ياأم سليم
ثم أشار على مراد قائلا: أعرفك الأول ده مراد إبن أخويا وجوز بنتى سمر
: أهلا وسهلاً يابنى اتشرفنا
رد مراد قائلا: الله يشرف مقدارك ، إتفضلى
ظهر الحزن على وجه فاتن ، فكم تمنت وجود والد سليم معها الان فى هذا الوقت فقالت : أنا كنت أتمنى إن أبوسليم يكون معايا فى الموقف ده بس إرادة ربنا فوق كل شئ
وأنا جايه انهارده اطلب أيد ليلى بنتك لإبنى سليم قولت أيه
******★*******
ولج سليم المول التجاري مع ليلى التى تكاد تطير فرحاً فمر على قسم المجوهرات فأشار لها بالدخول فرفضت ليلى قائله : احنا داخلين هنا ليه ؟ أنت مش قولتلى نختار الفستان ؟
قال لها سليم وتقدم من المتجر : شبكتك ياليلى
منعته ليلى من الدخول وقالت : ومين قالك إنى عايزه شبكه ؟
: من غير متقولى ده الطبيعى
حاولت ليلى إرجاعه عن ذلك لكنه أصر
فدخلت معه فى صمت وظل ينتقى حتى وقع نظره على أحد الخواتم فأخذه ومد يده لها كى يقيس الخاتم على أصابعها
وبحياء شديد مدت يدها له ووضع سليم الخاتم فى أصابعها برقه متناهيه وقال : على مقاسك
سحبت ليلى يدها من يده وقالت : بس دا شكله غالى اوى
ابتسم لها بحب وقال: مفيش حاجه تغلى عليكى ثوانى بقى أختار .....
أوقفته ليلى قائله بإصرار : مش عايزه حاجه تانى ولو اصريت همشى
وافق سليم تحت إصرارها وقدم الخاتم للبائع كى يقوم بوضعه فى الجراب الخاص به
وبعد خروجهم ذهبوا إلى قسم الفساتين
فتقدمت منهم البائعه وسألتهم عن طلبهم
وإن كانوا يريدون مواصفات معينه بسبب رؤيتها لليلى بالحجاب
فأخبرها سليم عن مواصفاته
فطلبت منهم الولوج خلفها ثم صعدت بهم للأعلى للدور الثانى
ثم أشارت لهم لأختيار أحد الفساتين المعروضه أمامهم
جلس سليم على أحد المقاعد قائلاً : مع نفسك بقى أنا هقعد استناك هنا لإنى مليش فى الشوبنج
ظلت ليلى تائهة بين الفساتين المعروضه أمامها
حتى لفت نظرها فستان زفاف بحملات رفيعه ضيق حتى الخصر ويزداد اتساعاً حتى الأسفل وعندما ظهر عليها الاستياء من حملاته قالت لها البائعه : يوجد لدينا ستره للفساتين التى بدون أكمام
لم تفهم ليلى شيئا من كلامها فأستعانت بسليم الذى ذهب إليها عندما نادته فقالت له بإحراج : أنا مش بعرف انجليزي. كويس وهى بتكلمنى ومش فاهمه منها حاجه
التفت سليم تجاه البائعه وسألها عن قولها فقالت له: لقد اختارت هذا الفستان وبما أنها محجبه أخبرتها عن وجود ستره خاصه تلك الفساتين
نظر سليم إلى حيث تشير البائعه فوجد فستان بدون أكمام وبحمالات رفيعه فقال بعدم أستيعاب: إنتى عايزه تلبسى الفستان ده ؟
رمشت ليلى بعينيها قبل أن تقول بخوف عندما ظهر الغضب واضحاً عليه : ما انت عارف افراحنا مفيهاش أخطلاط والعروسه بتبقى لوحدها مع الحريم جوه ومفيش رجاله بتشوفها
حاول سليم ضبط أعصابه والا ينفعل عليها فقال: طيب وانتى خارجه معايا هتعملى أيه ؟
أسرعت ليلى بالرد قائله : هلبس كاب ومش هيبين حاجه خالص
أسكتها سليم قائلاً : بت
تركت ليلى الفستان من يدها بغيظ شديد منه
وعاد هو إلى المقعد
عادت ليلى الانتقاء حتى وقع نظرها على فستان بأكمام فطلبت منها البائعه بإرتداؤه
دخلت ليلى غرفة التبديل لترتديه بمساعدة البائعه ، وبعد الانتهاء نظرت ليلى فى المرآه بإنبهار شديد من جماله وظهرت ابتسامه خبيثه ومتوعده على وجهها واشارت للبائعه بأن تبعث لسليم كى تعرف رأيه
خرجت البائعه وثوانى قليله وكان سليم يدلف الغرفه وعند رؤيتها بذلك الشكل تسمر مكانه ناظرا إليها بإعجاب شديد فقد أظهر هذا الفستان ما كانت تخفيه تحت ملابسها الفضفاضة ولكنه احبطها عندما قال : وانتى فاكره إنى هسمحلك تلبسى الفستان ده ؟
إزداد غيظها منه وسألته قائله: وماله بقى ؟
رد سليم ببساطه: ضيق ياهانم
قالت ليلى برجاء : ده فستان فرح ياسليم
: ليلى
أغلقت الستار فى وجهه فتوعد لها على تلك الحركه وذهب هو لأنتقاء الفستان بنفسه
فوقع نظره على فستان من الدانتيل ببطانه حريه فنظر إليه بإعجاب شديد لكنه يقارب لمقاس
الفستان الآخر ، وعندما لاحظت البائعه قالت له : إذا أعجبك سيدى يمكننا تعديله كما تريد
وفى ظرف يومين سنكون قد انتهينا منه
زم سليم شفتيه بأسف وقال: للأسف الشديد موعد الطائره مساء اليوم ولن نبقى للغد
إذاً سأطلب منه قياسه ومعرفة التعديلات المطلوبه
وفى المساء يمكنك أخذه قبل السفر
إخذت البائعه الفستان الآخر ودخلت لليلى بعد أن سمحت لها بالدخول وأعطتها الفستان لترتديه
ارتدت ليلى الفستان ونظرت بصورتها فى المرآة وقررت الخروج إليه حتى يراها بهذا الشكل
خرجت ليلى من الغرفه فوجدته واقفاً أمام الغرفه ينتظر انتهائها
فحمحمت ليلى خلفه والتفت على آثارها فرآها أمامه بتلك الهيئه فلم يستطيع لسانه النطق بشئ
بل اكتفى بالصمت المعبر أكثر من الكلمات فقالت هى بدلال عندما لاحظت شروده بها : أيه رأيك؟
نظر سليم داخل عينيها ليرى فيهما ذلك العشق الذى أرهقه ومازال
فقال للبائعه : مش محتاج تعديل
خرجت ليلى من المول التجاري بضيق شديد وهى تقول : يعنى مكنتش قدر تصبر لحد مننزل مصر ، دا الفستان بتمن الشبكه اللى جبتها
رد سليم بنفاذ صبر : ليلى ، قولتلك خلاص بقى
وبعدين دى ليلة العمر ، يعنى أن شاء الله اول واخر مره
ولا ليكى رأى تانى ياقمر
ردت عليه ليلى بدلال : أكيد لأ
: يبقى خلاص أمشى أدامى من سكات
***************
قولت أيه ياحج ؟
رد عامر بصدق : وده شرف كبير لي أنا كمان ياأم سليم ، وإبنك أحق واحد بيها ، هو اللى وقف جامبها وساندها وعمل اللى رفضت أنا أعمله
هى صحيح غلطة ، بس أنا بردو غلطة ودفعت تمنها غالى جوى
أرادت أم سليم التخفيف عنه وقالت : خلاص ياحج اللى فات مات وأحنا ولاد النهارده
وسليم حب ينهى الصفحه القديمه ويبدأ صفحه جديده وطلب منى إنى أجى اطلبها منك
رد مراد قائلا بسعاده غامره: وده يبجى شرف لينا
ردت فاتن بصدق : ربنا يخليك يابنى
قال عامر : وإنشاء الله الفرح يوم الخميس الجاى إهنه فى البلد وأدام الكل
أكدت أن سليم قائله بفرحه : طبعا ياحاج
وأنا فرشتلهم البيت اللى هنا على زوقى
أما البيت اللى فى القاهرة هما حرين بقى يفرشوه زى ماهما عايزين
قالت سمر وهى تقدم لها العصير : أتفضلى
تناولت منها الكوب وقامت بوضعه على الطاوله : تسلميلي يا بنتى ، ولو مفيش مانع تيجوا تتفرجوا على الفرش ولو حاجه مش عجب.....
قاطعها عامر قائلاً: عيب اللى بتجوليه ده ياام سليم ، وبعدين الرأى رأى العرسان
وهما خلاص على وصول
: خلاص بما إنك وافقت هروح أطمئن سليم وأبشره
وهمت بالذهاب لكن سمر منعتها قائله بإصرار : لأ طبعا مستحيل تخرجى قبل ماتتغدى معانا
شعرت فاتن بالسعادة لتلك المقابله اللطيفه وقالت : معلش خليها وقت تانى
أصر عامر قائلاً: انتى شيفانا بخله ولا ايه ، داأحنا حتى عندينا فرح وفرح ابنك الكبير ، خلينا نبدأه بعيش وملح
: معلش يا حاج الجيات كتير
قال مراد بمكر: طيب لو مش عامله خاطر لعمى أعمليه لينا
ضحكت سمر وفاتن التى قالت تحت إصرارهم : خلاص هقعد عشان خاطر الحاج
قال مراد : يلا ياسمر خالى ثنيه تخلص الأكل بسرعه
*****************
انتهى الجميع تجهيز حقائبهم وخرجوا من الفندق بسعاده بالغه لعودتهم لأرض الوطن
ومروا على المشفى لأخذ نور بعد أن هيئتها المشفى للسفر بوضعها فى فراش محمول خاص بالطيارات
ثم أمرهم الطبيب بفتح فمها عند إقلاع الطائره
حتى لا تنزعج من طنين الطائره وتتحمل ذلك الضغط الجوى
جلست ليلى بجوار سليم تتلمس بيدها القلاده الذهبية فى خوف وهذا ما تفعله عندما تشعر بالخوف كأنها تستمد منها العون
ولاحظ سليم خوفها الشديد عند إقلاع الطائره فقال لها بحنان: إنتى بتخافي آوى كده من الطيران ؟
أومأت ليلى برأسها قائله بحزن شديد : اه عندى فوبيا من الارتفاعات عامة
ضحك سليم وقال : متخفيش أنا معاكى
ظلت ليلى تتلوا آيات من كتاب الله حتى هدئت قليلا
وعند سالم وورد
قالت ورد بسعاده : أخيرا هنرجع البلد أنا كنت فقدت الامل
ضحك سالم وقال بثقه: أنا خلاص عرفت قيمتها ومش هسيبها تانى
ظلوا يتسامرون حتى هبطت الطائرة على أرض مصر
وخرج الجميع من المطار بفرحه عامره
وكانت سياره سليم فى انتظارهم أمام المطار
فصعد الجميع إليها بعد أن آخذ سليم المفتاح من الرجل الذى بعثته والدتها لينقلهم فشكره سليم وقام هو بالقيادة
فعرض عليهم سليم الذهاب الى منزله فى القاهره حتى يرتاحوا من تعب السفر
لكن الجميع أصر على ذهابهم إلى البلده
وخاصة ليلى
اقتربت سيارة سليم من وجهتها تحت امتعاض ورد من دخولها لذلك المنزل فقالت بإعتراض : سالم ياريت تنزلنى بيتنا ، أو ودينى عند أبويا
نظر لها سالم الذى علم سبب امتعاضها من دخول المنزل
وأيضاً علامات الحزن الظاهره على ليلى من ذكرياتها السيئه فى هذا المنزل
نظر سالم بعتاب إلى ورد وقال برجاء : بس ياورد أبويا من حجه أنه يشوف حفيدته
مينفعش إنى اغيب كل المده دى وكمان ميشفش بنتى
ردت ورد بضيق شديد: وأنا مش ممانعه
أنا بس رافضه دخول. البيت ده وانت خابر إن ده شرط أبويا وشرطى أنا كمان
خد نور معاك بس سيبنى عند أبويا
أشارت له ليلى الا يضغط عليها ويتركها تبقى فى منزل أبيها
فطلب من سليم أن يوصلها أولاً إلى منزل والدها ثم يعودون إلى البيت الكبير
وبالفعل توقفت السياره أمام منزل صالح
التهامى ، وطلبت ورد من سالم أن ينتظر قليلاً حتى يرى والدها نور
قام سالم بحملها منها وذهب معها إلى المنزل ثم انتظر فى الخارج
وتركها تدخل أولا
فوجدت ورد أبيها يجلس على المقعد منتظرا مجيئها ، فقد كان على علم مسبقاً من عودتها وعند رؤيته لها لاحت ابتسامة رضى على محياه
فأسرعت ورد بالاقتراب منه وقبلت يده ورأسه قائله : وحشتنى جوى يابوى كيفك وكيفها أمى
قال صالح بسعاده : الحمد لله يابنتى
خرجت زوجة أبيها بسعاده من الغرفه عندما سمعت صوتها وقالت : ورد ، بنتى ، حمدالله على السلامه
احتضنتها ورد بحب
وربتت ريحانه على ظهرها وهى تقول : وحشتنى جوى يالورد البلد كانت وحشه جوى من غيرك
بس فينها بنتك
انتبهت ورد على وقوف سالم بالخارج وهو يحمل نور فأشارت له بالولوج
فقال له صالح : أيه ياسالم واقف بره ليه مش عايز تدخل عندينا
دلف سالم المنزل وهو يقول بصدق : لا أنا بس سيبتكم تسلموا على ورد الاول
نظر صالح إلى نور بين يدى سالم ومد يده لأخذها منه بسعاده غامره وقال : بسم الله ماشاءالله تبارك الرحمن ، ربنا يباركلك ياولدى
رد سالم بصدق : ويباركلنا فيك ياعمى
تقدمت منهم ريحانه وأخذت نور من بين يدى صالح بحب خالص وقالت : تبارك الخلاق ، ربنا يخليها لكم وتكون وش السعد عليكم
أمن الجميع معها ، ثم قال سالم : طيب أستأءن أنا بقى عشان أتأخرت جوى على أبوى
لأنه منتظرينى وهاخد نور معايا
اعترضت ريحانه قائله وهى تضم نور إليها : بس أنا لسه مشبعتش منيها ؟
رد صالح قائلاً بلهجة قاطعه : بكره تشيع. منها
بس لازم أبوه يشوفها
فى السياره عند سليم وليلى
نظر سليم إلى مرآة السياره ليرى ليلى تنظر الى البلده بحب جارف
فهو يعلم جيداً مدى أهمية البلد عندها
لكن حياته ليست هنا
حياته ووعمله ودنياه فى القاهره وفى المنزل الذى تربى به
وجامعته التى قرر العوده إليها ، بعدما تركها منذ أن غادرت ليلى حياته طالباً من العميد بأخذ أجازه غير محدده
لن يستطيع البقاء هنا ، فأراد التأكد منها قائلاً بقلق : ليلى انتى عارفه إننا هنرجع القاهره بعد الفرح على طول ؟
شعرت ليلى بما يدور بخلده فأرادت إن تثبت له تمسكها الشديد به على أى حال من الأحوال وقالت بصدق : أنا معاك فى أى مكان سواء هنا او فى القاهره
أراد سليم التأكد أكثر فقال : ليلى احنا هنمشى على طول مش هنطول يعنى
نظرة ليلى إليه بعشق وقالت : سليم كل اللى اقدر أقوله لك إنى مكتفيه بك عن الدنيا كلها
لم يتخيل سليم ذلك الرد يعلم جيداً بعشقها له
لكن لم يتخيل أن تكتفى به من كل شئ حتى عشقها الشديد لتلك البلد التى تعذبت كثيراً فى بعدها عنها
فهم سليم بالاعتراف بحبه الشديد لها لكن منعه خروج سالم من منزل صالح وصعوده السياره
انطلق سليم فى صمت
أخذت ليلى طوال الطريق ، تفكر فى تلك المواجهه
كيف ؟ كيف ستواجهه ؟ كيف سينظر هو داخل عينيها بعد ما فعله ؟
كيف ستعود إليه وتنظر فى عينيه وكأن شيئاً لم يكن؟
كيف ستخطى أعتاب هذا المنزل بعد ما حدث ؟
وقتله لأدم أما عينيها بدم بارد
وتحريضه لحسين على قتلها لولا سالم لكانت الان فى عداد الموتى
تذكرت قسوته عليها ، ومعاملته السيئه لها
ظلت تتذكر الأحداث حتى عادوا إلى المنزل
ترجل سليم وسالم من السياره وأنتظروا نزولها
لكنها ظلت مكانها
فطلب سليم من سالم الولوج إلى المنزل وتركه معها قليلاً
وشعر بالقلق عليها وفتح الباب قائلاً : ليلى انزلى
التزمت الصمت واكتفت بالنظر إليه فعاد كلامه قائلاً : ليلى احنا خلاص وصلنا يلا أنزلى
رفضت ليلى برأسها دون قول شئ
علم سليم سبب رفضها التام من النزول فمد لها يده وقال هاتى ايدك ياليلى وانزلى أنا معاكى متخافيش
قالت ليلى بحزن شديد عندما مد يده إليها : أنا مش خايفه أنا بس مش عايزه أرجع البيت ده تانى ، مليش فيه أى ذكريات حلوه تخلينى ادخله تانى
قال سليم يحاول إقناعها : معلش ياليلى اصبرى بس تلات أيام وبعدها هتكوني فى بيتى
أصرت ليلى قائله بحزن عميق: مش قادره
: اقدرى يا ليلى اقدرى ، واعملى ذكريات جديده يفرحنا
أبوكى ندم ياليلى وعايز يصلح غلطه ، اديله فرصه
وعندما رأي إصرارها على الرفض قرر اخبارها بما سمعه من والدته لعلها بذلك توافق على الدخول فقال بتررد : ليلى أبوكى .......
أغمض سليم عينيه لا يعرف كيف يخبرها
فسألته ليلى بخوف وقد ازدادت ضربات قلبها بعنف شديد
ماله أبويا ؟
يتبع الفصل الواحد والعشرون اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية والقلب أقدار" اضغط على اسم الرواية