Ads by Google X

رواية عشق وليد الصدفة الفصل الفصل الواحد والعشرين21 بقلم اية عبيد

الصفحة الرئيسية

       رواية عشق وليد الصدفة الفصل  الواحد والعشرون بقلم اية عبيد


رواية عشق وليد الصدفة الفصل  الواحد والعشرين

((اشتقت إليك ولكنها ليست المرة الأولى ..بل هي عادتي في كل يوم ..ولكن بصمت - نزار قباني ))

شعرها يتطاير مع الهواء في تناغم مع تلك الاغنيه و التي كانت تستمع لها و هي تقف ي شرفة غرفتها في ذلك الفندق و ترتدي شالا حولها حتى يدفئها فهي تشعر ببعض البرد و كانت تستند على ذلك السور و ترتشف من كوب (النسكافيه) قليلا و لكن ذهنها شارد مع كلمات تلك الاغنيه و التي تفضل هي مغانيها .. و كانت تستمع إلى كلماتها بكل جوارحها ..و كانت تظن معاها و تقول بصوتها العذب ..

حبيبي أنا قلبي واجعني، إنت عامل فيّ إيه
إنت ساحرني ولا إيه ما كل الناس بتقدر تنسى، تنسى
طب أنا مش قادر أنساك ليه

إرجع لي أنا قلبي معك مش قادر أنسى هواك
يا حبيبي يا أحلى ملاك يا روح الروح
إرجع لي أنا قلبي معك مش قادر أنسى هواك
(يا حبيبي يا أحلى ملاك (يا روح الروح

عندي أمل كلي أمل أشوفك تاني في حضني
وإيه العمل، إيه العمل إرجع لي ثاني وخذني

عندي أمل كلي أمل أشوفك ثاني في حضني
وإيه العمل، إيه العمل إرجع لي ثاني وخذني

أنا تعبان من غيرك إسمعني وراضي ضميرك
لو عادي تسيبني لغيرك أنا والله أموت
أنا تعبان إسمعني آه ده أنا والله أموت
(آه، آه، آه، آه، آه (هي، هي

ساكت ليه هتعمل إيه يا مالك روحي وأمري
شفت حصل لي عشانك إيه، فرحني لو يوم في عمري
ساكت ليه هتعمل إيه يا مالك روحي وأمري
شفت حصل لي عشانك إيه، فرحني لو يوم في عمري

فين أيام ليالينا والفرحة اللي في عينينا
لما بنكون لوحدينا وذايبين في غرام

أنا تعبان من غيرك إسمعني وراضي ضميرك
لو عادي تسيبني لغيرك أنا والله أموت
أنا تعبان من غيرك ..

قالت جملتها الأخيرة ب صوت يملؤه الدموع ف هو منذ ما يقارب ب الاسبوع ولم ياتي لها حتى الآن ..كلما تقوم ب سؤال الطبيب عمرو يقول لها أنه بخير ولا داعي أن تقلق عليه ..و لكن قلبها يؤلمها ..يؤلمها من مجرد فكره أنه بعيدًا عنها .. لا تدري ما يفعله هل هو يعاقبها .. ولكن هي لن تقبل ب هذا العقاب ف أن تستمع إلى توبيخه ارحم ب النسبة لها من عدم رؤيته .. ف عدم رؤيته يذكرها دائمًا ب ما عانته ب الماضي ف هي كانت تتمنى فقط أن ترى كيف اصبح و كانت أكبر نفسها على عدم طلب ل رؤية فقط وجهه لأنها تعلم أن ما ستفعل لن يؤذي أحد غيرها و فضلت أن تتحكم ب اشتياقها ل رؤيته و لكن الآن .. الآن هو حبيبها من حقها أن تراه من حقها أن تعاتبه على كل هذه الأيام و كل هذا العذاب الذي تشعر به في غيابه و هو الاحمق يتوقع أنني لا يهمني أمره ..يا الله رده ليه بخير و عافيه يارب لا تُريني فيه ضرارًا ..

تنهدت ب ألم و من ثم استدارت لكي تجلس فوق المقعد الذي يوجد ب شرفتها ف كانت الشرفه كبيرة بعض الشيء و تحتوي على ارجوحه و بعض من المقاعد تلتف حول طاوله متوسطة الحجم .. و ما إن جلست حتى اخذت هاتفها ترى هل قام ب الرد عليها ام ك العاده يرى الرسائل ولا يقوم ب الرد ..اخذت ترفع الشاشه و هي تساعد عدد الرسائل الذي ارسلتها له من بعد رسالته لها و هو يخبرها أنه لن يأتي ..

تنهدت ب قلة حيلة ف هي لم تترك شيء إلا و قامت ب فعله لكي يأتي ف هي لم تكن تشعر ب الغربه الا حين تركها هنا ..

أفاقت من افكارها على دق باب غرفتها ..تنهدت ف هي أصابتها خيبة الأمل في أن تراه أمامها ك عادته و هو يقول لها أن تستعد للذهاب معه .. خاصتًا انها عندما كانت ترتدي حجابها على عجله على أمل أن يكون هو و لكن تكتشف انها ليليان و التي تعلم تمام العلم انها هي من ب الخارج .. قامت ب فتح الباب دون أن تشاهد من هو ب الخارج و تركته و عادت إلى مكانها تحت صوت اسلام و التي كانت تتبعها بعد أن قامت ب اغلاق الباب و هي تقول :- مش كفايه بقا حابسه  انت من ساعه ما بكل يجي و انت عامله لي معسكر في الاوضه ..

وعد و هي تجلس فوق الارجوحه :- عايزاني اعمل اي 

ليليان :- تعملي اي حاجه بدل ما تدخلي في مرحلة اكتئاب و كمان انا هموت و اعرف اي اللي حصل علشان يبقى دا الحال ما بينكم 

وعد ب عدم معرفه :- مش عارفه هل اللي حصل اخر مره دا يستدعي الاسبوع اللي غايبه عني ولا دا شغل زي ما دكتور عمرو بيقول 

ليليان ب انتباهه ل جملة "حصل اخر مره " :- لا لو سمحت هو اي اللي حصل اخر مره انت رجعتي بليل و استغربت انك معدتيش عليا ..؟!

وعد و قد قضت عليها ما حدث بينهم ف قالت ليليان ب لوم :- انت بتتكلمي بجد !!.. هو من امتى احنا بنرمي ودانا لناس زي دول ..انت فيكي حاجه 

وعد ب ضيق من نفسها ف هي يكفيها ألم قلبها الذي تشعر به في غيابه :- ليليان ..ب الله عليك مش عايزة اتكلم 

ليليان :- فعلا والله هو عنده حق انت على طول بتهربي اسلم حل عندك الهروب ..مش في قاموسك حاجه اسمها مواجهه و اعتراف حتى بينك و بين نفسك صعب تعترفي ب سهوله 

وعد :- بهرب من اي ..انت بتلوميني و انا كفايه عليا قلبي اللي واجعني .. كفايه كل دا و انت جايه تزيدِه عليا ..كفايه


ليليان :- لا مش كفايه علشان هو لما يرجع انت عارفه انك لازم تواجهي و تعرفي اي هي غلطتك و انك مينفعش انك تفضلي كده ..انا بطلب لك الاكل و بتكلم ب العافيه يا شيخه شوفي وشك بقا عامل ازاي ..كنت من اسبوع وارده مفتحه الحمد لله بقيتي شبه الملكة نفرتيتي 

ارتسمت ابتسامه على وجه الأخرى بسبب تشبيهها ب المومياء  و لكنها أكملت ب حزن :- انا مش عايزة اخرج انا حاسه ب الغربه في الاوضه ما بالك بره هبقى ازاي ..هو كان اهلي هنا ..انا حبيت البلد اكتر من حبي ليها بسببه ..انا عمري ما فرحا كده من زمان اوي يا ليليان .. هو سعادتي و فرحتي و هنايا و كل منايا 

ليليان :- طيب يا ست معجبه مغرمه الاول اقفلي أم الاغاني الكئيبة اللي انت مشغلاها دي ..دا كويس انك موطيه الصوت لحسن كنت جيت رمتهولك من هنا 

فعلت وعد ما قالته عليه الأخرى و من ثم أكملت ليليان حديثها :- اولا انت عارفه اكيد انك غلطانه ..حضرتك بقا اي سبب انك تصدقي الكلام دا مع إن المفروض انك واثقة أنه ميعرفش الاشكال ال *** دي و دا من كلامك مش كلامي انا 

وعد :- كتير .. اولا أننا كنا خارجين مبسوطين و بعد ما خبطت فيه و هو قلب وشه اول مره اشوفه كده ..و أنه مسك ايدي و هو مش واخد باله اصلا أنه دايس عليها جامد ..للدرجه دي ..

و من ثم اراتها شكل معصمها و ما به من آثار اصابع عليه  و من ثم أكملت :- انت متخيله وليد اللي كان بيخاف عليا و من عياطي زمان هيمسكني كده ..ولا أنه يمشي ب العربيه ب السرعه الجنونيه دي و هو مش واخد باله ل درجه أن كنا هنعمل حدثه و شوفي بقا احنا هنا لا لينا قرايب و لا نيله و غير إن القانون هنا صارم اكتر و ممكن يئذيه و خصوصاً أنه هو اللي غلطان ..قوليلي كده العمل ..كل دا كان يثير الشكوك لوحده و جنني اكتر ..لكره أنه يكون يعرف واحده زي دي جننتي و انا عارفه أنه مش من النوع الرجاله اللي بترايل على اي واحده عارضه جسمها .. قوليلي انت ب كل دا مش هتشكي مش هتبدئي تتخلي عن فكره أنه ميعرفهاش ..

ليليان :- معاك أنه هيثير شكوك اي حد بس انت جيتي في وقت مش وقتك .. في مثل بيقولك "اتقي شر الحليم إذا غضب " و انت جايه تكلميه و هو على اخره ..خاليك عاقله و اعرفي الوقت المناسب اللي تقدري يا هبله تكلميه فيه ..هو بيحبك و هيقدر يفهم موقفك بس لا حضرتك زي الغبيه روحتي تتخانقي و تزعقي في وقت غضبه ..قلقاسه صحيح 

وعد :- انا قلقاسه امشي يا بت اطلعي بره مش نقصاكي هي اساسا 

ليليان و هي تقوم ب الجلوس بجانبها:- و انا اطلع بره ليه و انت مالك انا في اوضة صاحبتي ..اتخري كده كتك القرف رجلي وجعاني و انت قاعده لي و مرتاحه فين كرم الضيافه يا جدع

وعد ب ضحك على طريقتها :- مش آيه بتقولي اوضه صاحبتك ف اكيد مش محتاجه عزومه انك تقعدي ..و كمان انا بقولك بره ..اي البعيده معندهاش دم 

ليليان ب استفزاز :- اه زي جنابك كده عندك ماية ب لون احمر

وعد :- ليليان ..عايزة اي دلوقتي 

ليليان :- ابدا عايزاكي تنزلي يدل ما انت هنا حاسه ب غربه و انا جنبك قاعده زي الضفضعة المطلقه 

وعد ب استغراب :- امل دكتور عمرو فين ؟!

ليليان :- معرفش هو قالي أنه رايح مشوار مهم و مشي من غير ما يقولي كلمه زيادة ..

وعد :- طب م سالتهوش ليه يا هبله 

ليليان :- و أسأله ليه انت هبله كنت مراته انا .. و كمان مش بحاول اسأله هو غامض كده في نفسه 

وعد ب استغراب :- غامض ازاي مش فاهمه 

ليليان :- ولا هتفهمي اصلا ..انا ذات نفسي مش فاهماه ...

قاطع حديثها صوت دق على الباب ف اثار رايبت كلا من وعد و ليليان ..نظروا كلا منهم إلى بعضهم و من ثم قالت وعد ب تساؤل :- انت طلبتي حاجه من ورايا و انا معرفش ..؟!

ليليان :- هو انا مسكت الزفت اللي جوا دا اساسا يا هبله ..قومي اعدلي حجابك و روحي شوفي مين 

اومأت لها ب استغراب و قلبها يدق ب شده و هي لا تعلم لما ؟! ..ايكون هو من يطرق ؟! ازدادت دقات قلبها كلما تقدمت من باب غرفتها و ما إن وصلت إلى الباب و هي تمسك به و هي بداخلها تتمنى أن يكون هن الطارق .. 

قامت ب فتح الباب ب تردد و خوف من أن يخيب ظنها ك كل تارة يقوم أحد ب دق باب غرفتها ..و لكنها ما إن رأت الطارق حتى همسا ب صدمه و هي تقول ب صوت منخفض :- وليد !!

وليد ب جمود :- اجهزي ب سرعه علشان مسافرين 

وعد ب عدم استيعاب :- مسافرين ..مسافرين فين ؟!

وليد ب استهزاء :- هيكون مسافرين فين ..راجعين مصر ولا حضرتك حابه تفضلي هنا 

وعد ب استغراب من معاملته تلك :- لا مش قصدي حاضر بس استغربت أننا هنسافر دلوقتي 

أومأ لها ثم تابع حديثه :- اجهزي بسرعه قدامك ساعه بظبط علشان منتأخرش .. يالا هسيبك انا


و ما كاد أن يذهب حتى نادته وعد ب صوت يدل على حزنها ..و ما إن استدار لها حتى قالت :- ليه بتعملني كده ..انا ...

وليد :- مش وقته لازم ننزل دلوقتي يالا مش فاضي 

و من ثم ذهب و دلف إلى غرفته تحت انظارها ..


تنهدت ب ألم و هي تحاول كبت دموعها من تلك المعامله و لكن قلبها الان سعيد ف اخيرا رأته يكفي هذا الان و هي سوف تقوم ب مصالحته و مرضاته ..

و ما إن دلفت و أغلقت الباب حتى خرجت ليليان من الشرفه و هي تقول :- مين اللي جه 

وعد ب حزن :- وليد 

ليليان ب استغراب :- و مالك زعلانه ليه .. مش المفروض تفرحي مش دا اللي جالسه نفسك علشانه ؟!

وعد :- طريقته اتغيرت بيعاملني ب جمود و جفاف اوي يا ليليان حتى و هو بيقولي أننا مسافرين

ليليان :- مسافرين دلوقتي ..بس عموما دا طبيعي يبقى كده علشان هو مضايق منك بس انت راضيه بس مش دلوقتي 

وعد ب استغراب :- ازاي مش دلوقتي ؟! 

ليليان ب توضيح :- علشان جنابك هو باين أنه مضايق منك ف اهدي شويه و بعد ما توصلوا شوفي هتعملي اي علشان تصالحيه 

اومأت لها و من ثم تابعت الأخرى قائلة :- يالا انا  همسي بقا و هستناكي تحت علشان اسلم عليك قبل ما تمشي 

اومأت لها و من ثم دلفت ليليان خارج الغرفه .. 

أما عن الاخرى ف تنهدت ب ألم و تركت دموعها تنهمر فوق بشرتها ك سيل من الماء يتدفق من عينها .. ف بعد هذا الغباء المؤلم يعاملها ب هذا الشكل .. يبدو أنه ب مثل حنانه معها ب مثل قسوته عليها الآن ..لما ذلك العقاب ..هي لم تفعل هذا إلى من غيرتها عليه ..هي تحبه ب شده تكاد تقسم أنه هو الوحيد الذي تريد أن يختفي من ذاكرة الجميع حتى يكون لها وحدها ..تريد تخبئته من العالم ب أجمعه حتى من تلك التي تدعي حبيبه ف هي لم يخفي عليها نظراتها له و التي تعني الكثير و الكثير و لكن ما يرحمها عنها أنه يحبها هي فقط و لم يدق قلبه الا لها .. ف هي حمدت ربها عندما علمت أنها سوف تذهب معه و ليست تلك الحبيبه .. يكفي عليها ما كانت تشعر به عندما كانت ب فترة الامتحانات ف كانت تشعر أن النيران تتاكلها و تريد أن تخرج و عوضا عن حرق فؤادها من شده الغيره تذهب الى الشركه و تقوم ب ضرب تلك الفتاة ..و لكن كانت تجعل غضبها ب المذاكره .. حتى أنها لم تستطيع أن لا تذهب الى الشركه بعد أن انتهت من اخر امتحاناتها ..

أفاقت من افكارها ف هي يجب عليها أن تجهز و تعد حقائبها .. و ب الفعل ذهب إلى خزانتها و بدات ب جمع اغراضها ..

و بالفعل بعد ساعه كانت ب قاعة الاستقبال تقوم ب توديع ليليان محتضنه ايها و الآخرى تهمس لها قائله :- استحملي جفائه معاك ..دا من زعله بس و انت و شطارتك هتعرفي ترجعيه ازاي ..

اومات لها الأخرى و هي تقول ب بهمس :- مش عارفه اقولك اي بجد انت زي صحابي بتنصحيني ولا ك إنك اختي الكبيرة 

ليليان ب حب :- اكيد اختك ولا اي يا قلقاسه هانم 

وعد و قد خرجت من أحضانها و تقول و هي تحاول استفزازها :- ولا اختى ولا اعرفك ب قلقاسه دي 

اخذوا يضحكوا و لكن استمعوا الى صوت وليد و هو يقول ب سخريه :- مش يالا ولا حلوة وقفتنا كده 

وعد و هي تبتلع تلك الغصة ب حلقها :- لا يالا ..

وليد و هو يرسم ابتسامه رسميه على وجهه و يقول موجه حديثه إلى ليليان :- اتشرفت ب معرفتك يا دكتورة 

ليليان و هي تبادله الابتسامة:- الشرف ليا 

و من ثم ذهبوا الاثنين إلى الخارج متوجهين إلى المطار .. مودعين تلك البلد الرائعه و لكنهم ليس ب نفس الحاله عندما أتوا إليها ..

★★★★★

و في مصر كانت الشمس قد اشرقت ب مصر الحبيبه ..

وقفت أمام المرآة و هي ترى ملابسها و مظهرها قبل أن تذهب ف هي كانت ترتدي ملابس رياضيه واسعه و مريحه للمحجبات و من ثم أخذت سماعات الراس و هاتفها معاها و من ثم دلفت إلى خارج شقتها .. و ما إن أغلقت الباب حتى رأت باب الشقه التي إمامها تفتح و يخرج منه جارها و رفيقها زياد ب طلته الرسميه ف هو قد كان يرتدي ملابس رسميه و ب يده حقيبه عمله و ما إن رآها حتى قال :- صباحو فل يا باشا 

ضحكت سلمي على طريقته قائلة :- انت يابني متأكد انك بتشتغل في شركه محترمه 

زياد :- لا متقلقيش انا فعلا شغال في شركه بس السرسجي اللي جوايا مش راضي يسبني .. المهم انت راحه فين كده ؟!

سلمى :- نازله أجرى شويه ..بدل الملل اللي انا قاعده ليه دا 

زياد :- هي مامتك هترجع امتى ؟! 

سلمى ب سخريه :- مامتى !!.. لا حضرتك مامتي مش بتيجي غير كام يوم كل شهر شهرين كده ف هي تكاد تكون مش في حياتي اصلا ؟! 

زياد :- طب و باباكي ؟! 

سلمى :- شرحه 

زياد :- ازاي معليش ..هما اهلك شغالين ايه انا طول الفتره اللي عرفتك فيها م سالتك عنهم ..

سلمى :- بابايا كابتن طيار و مامتي مضيفه طيران ف شغلهم مع بعض و لما بيجوا بيربولي الرعب بيبقوا عايزيني ابقى معاهم ب حجه انهم مش بيشفوني و ساعتها ربنا يرحمك على كمية المحاضره اللي هتسمعها

زياد :- فهمتك بس خالي بالك دا علشان هي عايزة تشوفك و تقعد معاك اكبر وقت ممكن ..

سلمى :- هي لو كانت عايزة كده كانت تقعد هي من شغلها و تبقى معايا مش تبقى تلت تربع حياتها على شغلها بس و عايزة الربع التاني دا ليا انا بنتها و حقي إن امي تبقى معايا ..فكك من الموضوع مش بحب افتكره و لا بحب افتكر خوفي دا اساسا


زياد و هو لا يفهم ما هو سبب ذلك الخوف الذي تتحدث عنه :- تمام ..انت كده شبه قاعده لوحدك انا فكرت إن كانك مثلا مسافره و راحته تاني حاجه مؤقته يعني 

اومأت له سلمى قائله :- لا هي حاجه شبه دايمه .. و كمان انا اوعودت على كده اصلا ..في الدراسه ببقى مشغوله في المذاكره و ساعات كتيره اوي ببقى عند وعد و في الإجازة وعد ممكن تيجي تبات معايا 

زياد ب تساؤل :- و هي فين ..انتم بقالكم شويه اهو مخلصين و النتيجه كمان ظهرت 

سلمى :- مسافره كندا في شغل علشان كده م جاتش 

اوما لها زياد و من ثم قال :- صحيح ..انا قدمتلك زي ما اتفقنا في الشركه و المفروض تروحي ال interview (مقابله عمل ) و بس 

اومأت له و من ثم قالت :- طب هيبقى امتى ..؟! 

زياد :- بكره إن شاء الله ..تجهزي زي دا قوي و اخدك و نروح 

سلمى :- صحيح انت لسه شغال مع حبيبتك دي

زياد :- لا يا ستي مش مع حبيبتي دي ..هي اساسا سافرت و كمان متلقيش المدير التنفيذي للشركه هو اللي هيعمل معاك المقابله علشان هي مش هتبقى موجوده 

سلمى :- احسن اساسا انا معرفش دي حوله أنها اسيبك و هي بتشوفك كل يوم كده 

ضحك زياد عليها و هو يقول :- كده ازاي مش فاهم 

سلمى :- كده ب القميص الاسود على البنطلون الاسود و البدله السودا على كتفك ..بسم الله ماشاء الله جنازة داخله عليها 

ضحك زياد عليها حتى أدمعت عيناه و هو يقول :- جنازة يا شبر و نص 

سلمى و هي تشاركه الضحك :- طب بالله عليك انت شوفت شكلك في المرتبه و انت خارج ..واحد كول ب عرض و لابس لي اسود في اسود حتى الشنطه سودا يا بعيد ..حد قالك انك شغال في مقابر ..

زياد :- يالا يا بت من هنا روحي شوفي هتعملي اي ولا هتروحي في اي داهيه تاخدك .. إن شاء الله ارتاح منك 

سلمى ب مرح :- لا توها يا زيزو تكون عايز تموتني علشان تاكل عيش و تعملي صوان 

زياد :- ها ها ها خفة اوي يالا يا بنتي مش نقصاكي ولا اسحب الورق اللي قدمته 

سلمى :- لا و على اي اللي يجي منك احسن منك بردو 

ضرب زياد كفه ب الاخر و هو يقول :- بت لسانك المبرد دا يتلم بدل ما اقصه ..ماشي 

اومات له ب تذمر و من ثم ذهبوا كلاهما إلى المصعد و من ثم يذهبون إلى جهتهم 

★★★★★

اخذت تمشي بجانبه و هو يقود عربه الحقائب الخاصه بهم و هم يتوجهون إلى خارج مطار القاهره وسط جو مملؤ ب التوتر و القلق من جهة وعد و من ناحيه وليد ف هو على حالته منذ رأته .. لم يتحدث معاها ولا مناخشتها كما كان ب السابق ..  أصبحت تشتاق الى حديثهم و إلى كلمات غزله الذي كان يفيض فيه عليها لكي تخجل و يحمر وجهها و لكن الان لا شيء سوا الجمود و الجفاف ..و لكن ما ب اليد حيلة ف عليها أن تصمد قليلا و تتحلى ب الصبر حتى تنال مرادها و هي تعلم أنها لن تنال مرادها غير ب الصبر ف هي تعلمه حينما يغضب ف من الصعب مرضاته .. 

توقفت عن التفكير حينما أصبحوا خارج المطار و قد استقل سيارة أجرة و ساعد السائق ب وضع الحقائب في السيارة و من ثم فتح باب السيارة و هو يقول لها ب جموده :- اتفضلي 

أومأت له و من ثم دلفت إلى السيارة و اغلق الباب خالفها و من ثم توجه إلى الناحيه الاخرى لكي يجلس بجانبها و من ثم انطلقت السيارة متوجهه إلى منزلها ..

و أثناء الطريق إرادة أن تبدأ معه الحديث ف قالت ب تساؤل :- وليد كده هنروح الشركه من بكره ..

وليد :- لا انت إجازة علشان سافرتي معايا الاسبوع دا إجازة و إن شاء الله من الاسبوع الجاي 

وعد ب تذمر:- ليه انا عايزة اروح من بكره 

وليد ب غضب:- وعد ..بلاش شغل الاطفال دا هي كلمه مفيش شغل غير بكده اسبوع و خلاص خلصنا

اومأت له و هي لا تشعر ب ارتياحيه من حديثه ..و خاصتًا انها الان علمت أن طريقها ليس ب قصير ابدا ف هي عليها أن تقوم ب اقتباس البارد في بروده حتى تتحمل غضبه هذا ..

و ما إن وصلوا إلى منزلها حتى دلف وليد خارج السيارة و من ثم ساعد السائق ب اخراج حقيبة وعد و من ثم طلب منه أن ينتظر قليلا حتى يأتي ..

و من ثم توجه إلى وعد و التي كانت تراقبه و هي تقف أمام بوابة منزلها و تنظر إليه و هو يتقدم نحوها و يقول :- يالا و لا عجبك وقفتك في الشارع 

وعد :- كنت مستنياك على فكره مش مش عجبني وقفتي في الشارع 

وليد :- طب يالا قدامي 

و من ثم توجهوا إلى الداخل و بعد ما وصلوا إلى الشقه المنشودة و قاموا ب الدق فوق باب الشقه و ما لبثوا سوا ثواني حتى فتح الباب و ظهر منه عبد الله و هو يقول :- حمد الله على السلامه يا حبايبي ادخلوا 

افسح لهم المجال حتى يدلفوا و ما إن دلفوا حتى احتضنت وعد ابيها ب اشتياق و هي تقول :- وحشتني اوي يا بابا 

عبد الله و هو يبادلها العناق ب شده :- و انت اكتر يا حبيبة بابا 

وعد وهي تخرج من أحضانه :- امل ماما فين ؟! 

عبد الله :- عند الست رباب 

وعد ب استغراب :- رباب مين ؟؟ 

عبد الله :- عدي بيقولي أنها ماما زميلتك اسمها حبيبه 

وعد و هي تنظر إلى وليد ب استغراب و صدمه :- و هي مامة حبيبه بتعمل اي هنا اصلا ؟!


وليد و هو يقول ب نفس الجمود :- هما في ازمه ف والدتها قاعده في شقتنا القديمه .. المهم يا عمي انا رايح لهم عن اذنك 

و بالفعل قام ب الدلوف خارج الشقه .. و ما إن دلف خارجًا حتى قال عبد الله ب تساؤل :- مالك يا وعد مضايقه ليه من إن الست قاعده عندهم

وعد و هي تحاول اخفاء غضبها ب أن وليد لم يخبرها :- مفيش يا بابا ..بعد اذنك انا راحه انام علشان تعبانه 

عبد الله ب ابتسامه :- ماشي يا حبيبتي ادخلي نامي بس كلي الاول 

وعد ب ابتسامه :- لا يا حبيبي كلت متقلقش عن اذنك 

و من ثم ذهبت متوجهه إلى غرفتها .. 

أما عن الناحيه الاخرى .. 

بعد أن دلف خارجًا حتى تنهدت ب تعب من تلك الهموم الذي تهلك كحله و من ثم توجهه إلى شقته القديمه و رن جرس الباب حتى فتحت منى و هي تقول ب ابتسامه :- انت جيت يا حبيبي حمد الله على السلامه 

ابتسم وليد لها و قال :- الله يسلمك يا منمن ..اي الاخبار هنا 

منى :- كله تمام يا حبيبي متقلقش .. ادخل يا حبيبي يالا 

و ما إن دلف حتى راى تلك السيده البشوشه و هي تقول :- حمد الله على السلامه يا بني 

وليد و هو يتقدم منها و يجلس أمامها :- الله يسلمك يا ست الكل ..اي اخبارك هنا 

رباب ب ابتسامه :- الحمد لله يا بني الست ام وعد مش مخلياني محتاجه حاجه شايليني من على الارض .. ولاد اصول 

منى ب ابتسامه :- الله يخليك يا حبيبتي يالا بقا انا راحه اشوف البت لحسن وحشاني ..عايزة حاجه يا حبيبتي 

رباب :- سلامتك يا حبيبتي و حمد الله على سلامتها 

منى قبل أن تدل خارج الشقه :- الله يسلمك يا حبيبتي عن أذنك

و ما إن دلفت خارجا حتى قالت رباب :- ايه اللي بيحصل يا وليد و ليه انا هنا ..و حبيبه ليه مش معايا ..فاهمني يا بني و ريح قلبي 

وليد :- متقلقيش يا حاجه حبيبه في امان بس ذياده احتياط من الناس إياهم 

رباب :- هما لسه يا بني بردو ورانا 

وليد :- للاسف يا حاجه 

رباب :- طب و العمل 

وليد :- متقلقيش في اقرب وقت كلهم هيبقوا في السجن و يتعفنوا 

امنت عليه رباب و من ثم أكمل هو :- يالا يا حاجه عايزة حاجه 

رباب :- سلامتك يا بني بس بالله عليك عايزة اشوف بنتي 

وليد ب ابتسامه :- متقلقيش يا حاجه هخليها تشوفك ..يالا استودعتك في رعاية الله

و من ثم دلف خارجا متوجها إلى سيارة الأجرة التي مازالت تنتظره مثلما أمر 

★★★★★

استيقظت من نومها و هي تتثائب و تنظر حولها و ترى ساعتها أمامها و الساعه تشير انها ٨ مساءاً حقا هي قد نامت كل هذا النوم ...

و من ثم نظرت إلى هاتفها و الذي كان يرن يرن دون هواده و ما إن رأت اسم المتصل حتى ردت :- عايزة اي يا وفاه ايه الازعاج دا 

ضحك الطرف الآخر حتى استمعت إلى صوت انورين و هي تقول :- يا بنتي اللي بيصحى من النوم بيقول مساء الخير زي حالتك دي مش عايزة اي ..

وعد :- ملكيش فيه ..تخلصي و قولي عايزة اي 

انورين :- مفيش يا جزمه بس كنت عايزة اقولك انك هتنزلي معايا بكره علشان تحضيرات الحفله 

وعد ب استغراب :- حفلة اي ؟! 

انورين :- انت متعرفيش ؟! 

وعد ب نفاذ صبر :- تنورين قولي كلامك على بعضه فيه اي اخلصي 

انورين :- يا بنتي في حفله يوم الخميس ب مناسبه خطوبتي انا و عدي ..و وليد قال إنه كمان في الحفلة محضر مفاجأة للكل و قالي اني لازم اجهز الحفلة بسرعه و طبعا طبعا مش هجهز حفلة خطوبتي غير معاك 

وعد :- تمام يا انورين اشطا بكره عدي عليا و نمشي 

انورين :- ماشي ياختي كملي نوم يالا باي 

وعد :- باي 

و ما إن أغلقت الهاتف و وضعته بجانب الفراش و جلست فوق فراشها و هي تفكر ماذا يفكر به الآخر ايمكن أن تكون المفاجأة هي اعلان زواجهم ..و لكن لا لا هو غاضب منها ب التأكيد شيءٌ اخر ...



يتبع الفصل الثاني  والعشرين  اضغط هنا 
google-playkhamsatmostaqltradent