رواية بنت القرية الفصل الواحد والعشرون بقلم ملك كريم
رواية بنت القرية الفصل الواحد والعشرون
أن يطعنك أحدهم في ظهرك فهذا أمر طبيعي، ولكن أن تلتفت وتجده أقرب الناس إليك فهذه هي الكارثة
.............................................................
سارت نور والسعاده تغمر قلبها فدخلت الى المكان ونظرت فى الاطراف حولها ولكن لم تجد تميمها وانتظرت بعض الوقت ولكن لم يأتى ولكنها لم تفقد الامل وظلت فى انتظاره
بعد مرور عده ساعات دقت عقارب الساعه والتى تعلن اننا فى منتصف الليل وكانت نور كما هى تجلس فى ذلك المكان ولكن دون فائده فنهضت ومسحت دموعها بيديها وتوجهت الى السياره الأتيه بها وتحدثت الى السائق بصوتها الباكى : لو سمحت روحنى البيت
وبالفعل اتجهت السياره بها الى المنزل ...نزلت نور من السياره وصعدت الى المنزل وامسكت هاتفها وضغطت على رقم تميم ولكن لا توجد اجابه وظلت على ذلك الحال مرات عديده حتى اتتها تلك الرسالة اللعينه
.............................................................
بعد مرور عده ساعات
فى أحدي الفنادق تململ تميم فى فراشه واحتضن تلك النائمة جانبه وتحدث بصوت نعسان : نور حبيبتى قومى الفجر بيأذن يلا علشان نصلى
فردت عليه : تميم انا عايزه انام صلى لوحدك
ركز تميم فى ذلك الصوت وفتح عينيه ببطء ثم نهض فزعا : انتى مين وبتعملى ايه هنا ونور فين ؟
نهضت ماريا بفزع : فى ايه يا تميم مالك انا ماريا انت نسيتنى ولا ايه
تميم بغضب : انتى عبيطه ولا ايه بالظبط انتى بتعملى ايه فى الاوضة اللى انا نايم فيها انطقى
ماريا : فى ايه يا تميم مراتك ونايمه معاك فى الاوضة فين المشكلة
تميم بعدم فهم : مراتى مين معلش انتى مجنونه ولا ايه
ماريا : انا مش مجنونة يا تميم انا فعلا مراتك ونظرت إلى المكتب المجاور لها واخذت عده اوراق وهاتفها أيضا : امسك شوف ده عقد جوازنا ...وقامت بتشغيل فيديو على هاتفها وأعطته لتميم
امسك تميم الورق ثم أمسك الهاتف وكان الصدمه آثارها على وجهه ......فكان الفيديو عباره عن تميم وهو يحتضن ماريا وسط الفندق ويعلن أنها زوجته وسط تصفيق الجميع ... قال تميم متلعثما فى حديثه : انا ...انا مستحيل اعمل كده انا متجوز وبحب مراتى ...مش انا انتى اكيد بتضحكى عليا انا مش فاكر اى حاجه
ماريا : أنا مش بكدب عليك كل ده حصل حقيقي وكمان احنا بعتنا الفيديو لكل اهلنا ولو مش مصدقنى أسأل اى حد من اللى موجودين في الحفله وهو هيقولك
نظر تميم إليها بدون رد وأمسك هاتفه فوجد اسم نور متصل عده مرات فنهض مسرعا واتجه نحو باب الغرفة فأتى صوت ماريا من الخلف : استنى انت رايح فين وسايبنى هنا
تميم بصوت غاضب : ميخصكيش ...وركب تميم سيارته واتجه إلى الساحل
.............................................................
خرجت بسمه من غرفتها مسرعه واتجهت إلى غرفه والديها مسرعه وطرقت الباب عده مرات ....فخرج والديها بفزع : ايه اللى حصل يا بسمه بتخبطى كده ليه
بسمه : انتوا فتحتوا التليفونات بتاعتكم
الوالدين : لا
بسمه وهى تحاول تهدئه أنفاسها المتسارعة : تميم بعت الفيديو ده واكيد بعته ليكم شوفوا ...واعطتهم الهاتف
عصمت بصدمه : هو ده تميم ..ازاى يعمل كده
منير بغضب : ابنك خلاص عياره فلت ..ايه المسخره وقله الأدب اللى هو عاملها دى ..ازاى يتجوز على نور
بسمه : مش عارفه ...ازاى يعمل كده والكارثه أن هو اللى باعت الفيديو أنا هتجنن .. والكارثة الاكبر لو الفيديو ده اتبعت عند عيله الهلالى
عصمت : يارب ميكنش اتبعت عندهم هتبقى مصيبه
.............................................................
بعد مرور عده ساعات ليست بكثيره وصل تميم إلى شاليه الساحل نزل من سيارته ودخل مسرعا الى الداخل وفتح الباب فوجدها جالسه على الأرض بفستان زفافها والهاتف بجانبها وتضم قدميها إلى صدرها وحانيه رأسها اقترب قليلا فرفعت رأسها إليه ونظرت داخل عينيه بعينيها المنتفختين ويشبهان الجمر من كثره البكاء فكانت نظره لن ينساها أبدا ....حاول الاقتراب منها أكثر ولكن أوقفه صوتها الصارم الممزوج بالبكاء : اوعى تقرب انت فاهم ...ثم مسحت دموعها بيديها ونهضت واقفه : انا تعمل فيا كده
تميم بصوت متوتر : انا مستحيل اعمل فيكي حاجه وحشه يا نور وانتى عارفه ده كويس
نور بصوت غاضب مرتفع : مستحيل ايه ..انت هتهزر معايا ..انت خلتنى اكون اكتر واحده سعيده فى الدنيا دى كلها ..وعملتلى مفاجأة وأشارت بيديها على فستانها ...وفى الاخر تنزلنى من سابع سما لسابع ارض وأكون أتعس مخلوقه وبدل ميكون النهاردة فرحنا احنا الاتنين ثم ضحكت بسخريه واكملت : يبقى فرحك انت يا استاذ تميم ..اه صحيح نسيت اقولك ألف مبروك يا حضره العريس
تميم بحزن : انتى فاهمه غلط يا نور
نور بغضب : ايه اللى انا فهماه غلط لما تسبنى وتمشى يوم فرحنا وتروح تتجوز واحده عليا وتبعتلى فيديو ليك وانت بتعلن جوازك على الاموره مراتك وكاتب تحت الفيديو انسينى انا خلاص اتجوزت الأحلى منك ....وجايلى بعد كل ده تقولى انتى فاهمه غلط
تميم : نور انتى عارفه انك اغلى حاجه فى حياتى انتى جوهرتى .. انا معملتش حاجه من الكلام ده ..انا بحبك انتى يا نور ومحبتش فى حياتى غيرك ..انا من غيرك ولا حاجه يا نور والله ولا حاجه ..ثم حاول الإقتراب منها
ولكن أوقفه صوتها الغاضب الصارم الممزوج ببكاءها : إياك تقرب منى يا تميم إياك ...انت عارف انك اكتر واحد انا حبيته يا تميم بس دلوقتي انت اكتر واحد انا كرهته و جوهرتك اللى بتقول عليها دى انت كسرتها بطريقه بشعه قوى ..انت اخر شخص اتوقع انه يعمل فيا كده يا تميم ليه كسرتنى بالشكل ده
تميم بحزن : انتى مستحيل تتكسري يا نور انت قويه وهتفضلى قوية مهما حصل ..و هتفضلى طول عمرى وعمرك جوهرتى الغالية اللى محدش هيكسرها
نور بحزن : بس انت كسرتها يا تميم ... الجوهري اتكسرت والكسر لا يمكن يتصلح ...ثم تابعت بألم : طلقنى يا تميم ..طلقنى وريحنى واستريح وخلى كل واحد يعيش حياته بدل وجع القلب ده
تميم بذهول : انتى بتقولى ايه يا نور
نور : بقول طلقنى بقول الحل الوحيد ..انا مش هقدر اعيش معاك بعد النهاردة ياريت تطلقنى بهدوء علشان لو مطلقتنيش دلوقتى عيلتى هتخليك تطلقنى غصب عنك فعلشان نخلص الموضوع من غير شوشره زى مبدأ وكل واحد يروح لحاله
تميم : انا مش هطلقك يا نور ..مش ممكن استغنى عنك
نور بأصرار : بقولك طلقنى يا تميم ..طلقنى احنا خلاص مينفعش نكمل مع بعض
تميم بهدوء : هو ده اللى هيريحك يا نور
نور : اه
تنهد تميم فى حزن : انتى طالق يا نور ..ونزلت دمعه من عينه فى هذه اللحظة ..فنظرت إليه وتقابلت اعيونهم في نظره طويله وكان الصمت سيد الموقف .فتركها تميم وذهب إلى التراس ...وأخذت هى هاتفها وطلبت سياره تأتى لأخذها
وبعد مرور بعض الوقت وصلت السيارة فأخذت هاتفها وذهبت إليه : انا ماشيه هرجع عند أهلى وادارت ظهرها وهمت بالرحيل ولكن أوقفها صوته : هتروحى ازاى
نور من دون النظر إليه : عادى طلبت عربيه هتروحنى على البيت ..ولمعت الدموع في عينيها وذهبت مسرعه من دون رده وركبت السيارة وانطلقت الى منزلها ...انا هو فكان كالمغيب تمام لا يتذكر شئ مما حدث والسؤال هنا كيف وقع فى تلك الحفرة اللعينه
.............................................................
وبعد مرور عده ساعات وصلت سياره نور إلى منزل عائلة الهلالى ونزلت منها بفستانها كما هى ورن الجرس الذي يعلن وصولها من دقه عقرب الساعه الذي يعلن وصول الساعة السادسة صباحا اضطرب الجميع ويتسألون من سيأتى فى هذا الوقت المبكر ففتح معتز الباب وقال باستغراب : نور !!!
فأتى صوت الجد نوح من الخلف : مين يا معتز اللى جاي دلوقتى
عندما سمعت نور صوت جدها بكت وذهبت إليه مسرعه واحتضنه بشده ..تفاجئ الجميع لمظهرها
ربط الجد نوح على ظهرها بحنان وأمسك وجهها بين كفيه : ايه يا حبيتي اللى حصل وليه لابسه كده وبتعيطى بالشكل ده
نور ببكاء : انا وتميم انفصلنا ..تميم طلقنى
صعق الجميع من كلماتها وقال الجد : انتى بتقولى ايه انا مش فاهم حاجه وازاى تميم طلقك
تنهدت نور : انا هحكيلكوا وذهبت بهم إلى غرفه الجلوس وبدأت فى سرد أحداث ما حدث معها
الجد نوح بغضب : انا مكنتش واثق فيه من الاول بعد م اتجوزك بالطريقة دى انا قولت ليكم ومحدش صدقنى كويس انك خلصتى منه انا هوريه ازاى يلعب بحفيدتى ويكسرها بالشكل ده
ايمن : بقى تميم يطلع منه كل ده ...بعد اللى عمله علشان يرجعك وبعد الحب ده كله يعمل كده ..انسان معندوش دم ولا إحساس وانتى خساره فيه يا نور
معتز بغضب : انا اللى هوريه النجوم فى عز الظهر بقى يبعتلى الفيديو بكل بجاحه وفرحان اوى أنه اتجوز ...ثم نظر إلى نور : متخافيش يا نور انا هجيب حقك منه
تحدثت نور : لا يا جماعه محدش يعمل حاجه حقى انا عرفت اخده منه وكل واحد راح لحاله مش عايزين مشاكل
الجد نوح : انتى لسه بتدافعى عنه رغم كل ده
نور : انا مش بدافع عن حد انا بس مش عايزه مشاكل انا اتطلقت منه وخلاص اللى حصل حصل ..اتمنى تسمعوا كلامى
وتركتهم نور وصعدت إلى غرفتها و استحمت وارتدت منامتها وخلدت إلى النوم بعد بكاء شديد
.............................................................
وصل تميم بسيارته الى منزله ودلف إلى الداخل وكان يصعد أول درجات السلم ولكن أوقفه صوت والده : ايه يا حضره العريس مش هتسلم علينا ولا ايه ولا خلاص نسيت أن ليك أهل
التفت تميم إلى والده وتنهد فى حزن وذهب الى غرفه الجلوس فكانت العائلة مجتمعه : لا يا بابا انا ليا أهل
عصمت بغضب : انت اتجوزت على نور يا تميم
تميم بحزن : مع الاسف اه
منير بغضب : لا وبكل بحاجه بيقولك اه وباعت فيديوهات ليه وبيقولنا أنه اتجوز ما شاء الله اثبت انى فشلت فى تربيتك يا أستاذ تميم
تميم : والله يا بابا انا مش فاكر اى حاجه عن اللى حصل وازاى انا عملت كده ... كل اللى فاكره انى روحت حفله وبعد كده انا كنت هعمل فرح لنور سوا انا وهى وبس هو ده كل الموضوع مش عارف بقا ازاى كل ده حصل
عصمت : وبدل متعمل فرح لنور روحت عملت فرح لنفسك واتجوزت حقيقى انا مبهوره بيك يا تميم
منير : انت عارف انت عملت ايه انت ضيعت نور الملاك اللى مش هتلاقى زيها لو لفيت الدنيا كلها وروحت اتجوزت واحده ولا نعرف أصلها من فصلها ..خساره يا تميم خساره
بسمه : حرام عليك يا تميم اللى عملته فى نور ده والله ...انت ترضى حد يعمل فى اختك كده
تميم : محدش يقدر يعملك حاجه انا كنت قتلته
منير : انت بتقول كنت قتلته اومال أهلها هيعملوا فيك ايه ...انت عارف مهما يعملوا فيك مش هقف قصادهم علشان معاهم حق .
عصمت : ونور فين ..حصل ايه معاها
تنهد تميم بألم وحزن: انا ونور انفصلنا طلقتها وهى حاليا فى بيت اهلها
عصمت بصدمه : طلقتها يا تميم ..وهانت عليك تعمل فيها كده يا اخى حرام عليك بقى نور الملاك يحصل فيها كل ده
منير : تصدك خير ما عملت لأنها متستاهلش واحد زيك هى تستاهل واحد يصونها ويحافظ عليها ويحطها في عنيه مش زيك ..
تميم : ده كان طلبها وانا نفذت ..ولو سمحت سيبونى انا تعبان وهطلع انام بعد اذنكم
تركهم تميم وصعد إلى غرفته وخلد الى النوم
.............................................................
وبعد عده ساعات
استيقظت نور بتعب شديد ونهضت ونزلت الى الاسفل وذهبت إلى غرفه الطعام لتناول الغداء مع العائلة وعندما دلفت إلى الغرفه وجه الجميع نظره إليها ولكنها لم تنتبه لهم وألقت السلام وجلست وظلت تحرك فى الطعام أمامها ولم تتناول شئ
معتز : نور انتى كويسه
انتبهت نور لصوته : بتقول حاجه يا معتز
معتز : بقول انتى كويسه
نور : اه الحمد لله بخير
نهض الجد نوح ووجه حديثه لنور : قومى يا نور تعالى معايا
نور : هنروح فين
الجد نوح : هنروح المكتب عندى عايزك فى حاجه مهمه
نهضت نور مع الجد واتجهوا إلى المكتب
.............................................................
فى منزل عائلة القاسم
رنت أجراس الباب فذهبت بسمه وفتحت الباب وظلت محدقه بمن أمامها عده دقائق ثم : ....
يتبع الفصل الثاني والعشرون اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية بنت القرية" اضغط على اسم الرواية