رواية أزمة منتصف الحب الفصل الثالث والعشرون بقلم رانيا أبو خديجة
رواية أزمة منتصف الحب الفصل الثالث والعشرون
وصل احمد ثم نزل من سيارته سريعا وبعد ان نزل قطب حاجبيه باندهاش يعقبه ملامح الفزع فقد وجد عربة اسعاف بأسفل العيادة فقترب ببطئ مريب وعندما اقترب وجد احد محمول على السرير النقال وغارق بدمائه ولم تكن سوى رغد فقد انزلها طارق اسفل العيادة عند وصول عربة الاسعاف حتى يخلي مسئوليته ومسئولية العيادة .
وعندما رأها احمد وتأكد انها هي شحب وجهه و شعر بأن قدمية لم تعد تحمله فحتما فقدها للأبد .....وبعد ان فاق من صدمته اقترب سريعا تارك سيارته و ركب معها عربة الاسعاف .
****************
بمنزا رغد خاصتا بغرفتها وأخواتها:.
هدى بزهول: انتوا متأكدين من اللي انتوا بتقولوا دة؟!!
فاطمه بتأكيد: اه والله يا هدى ...هو خلص مدرسه وسابنا ومشي ومرحش الدرس عشان رايح يقابله هو و مامته عند ام الزفت امجد في بيتها.
عادل بعجاله: المهم دلوقتي يا هدى اتصلي بسرعة على احمد وقوليله خليه يقول لقريبه الظابط ويروحوا يقبضوا عليه.
هدى بعجاله يتخللها القلق: طيب ...طيب انا هكلمه وربنا يستر.
وقبل ان تبدء بالاتصال به دخلت عليهم والدتها بوجه قلق من تجمعهم وخاصتا بوجود عادل بغرفتهم الخاصه فمن الواضح انهم يتحدثون في شيئا هام وسرا.
مديحه بعد ان دخلت وتقدمت منهم : هدى ...كلمي أختك رغد يا بنتي شوفيها فين...من وقت ما خرجت الصبح وهي مرجعتش لحد دلوقتي ....وانا قلقانه عليها ....دي حتى ما قالتش هي رايحه فين.
هدى بتوتر: حاضر يا ماما هكلمها.... بس يارب هي ترضى ترد عليا.
مديحه وهي تنظر لهم بترقب: هو في ايه مالكوا كدة... من وقت ما جيتي يا فاطمه ومعاكي عادل وانتوا ملمومين حوالين هدى وهاتك يا وشوشه ...هو في ايه بالظبط؟!
صمتوا و نظروا لبعضهما البعض في قلق.
************
بالمشفى التي يعمل بها:.
داخل غرفة رغد(غرفة الافاقه) يجلس بجانبها فمنذ خروجها من غرفة العمليات منذ اكثر من ساعه وقد طمئنوا عليها بأن حالتها على مايرام واخبروا ايضا بفقدانها حملها.
جالس هو بجانبها ينظر لها ...يتأملها وبداخله يشكر ربه ....فعندما رأها بتلك الهيئه محموله غارقه بدمائها أيقن انه حتما سيفقدها.... بينما الان ممسك بيدها يقبلها بحب ويملس على خصلاتها باليد الاخرى بحنان....ثم تنزل يده لوجهها ترسم ملامحها التي يعشقها ويعلم جيدا انه سوف يشتاق اليها ....ظل ينظر لها يتأملها بعشق خالص ومن حين لاخر يقبل يدها الممسك بها بحنان حتى تململت رغد في نومها وفتحت عينيها ورأته جالس بجانبها ينظر لها ...يتأملها
فترك احمد يدها ونهض من جلسته واردف بتوتر وهو ينظر بأرجاء الغرفه حتى يتحاشى النظر اليها: انااا...انا كنت بمر هنا على المرضى.
ثم اردف وهو يهم بالخروج من الغرفه: حمد الله على سلامتك.
كانت تنظر له بعيون دامعه هي الاخرى ولكن عندما هم ان يغادر امسكت يده حتى توقفه واردفت بدموع: احمد!
نظر لها احمد بلوم وحزن ممزوج بعتاب وغضب فأردفت هي بصوت مختنق بالبكاء وهي مازالت ممسكه بيده: انا أسفه.
سحب احمد يدة من يدها بهدوء ثم اردف بجمود وهوينظر امامه و يتحاشى النظر اليها: أسفه على ايه بالظبط.
رغد ببكاء مرير: على كل حاجه....على انك عرفتني في يوم من الايام....اوعدك انك مش هتشوف وشي تاني بعد كدة.
نظر احمد لها ولبكائها وحزنها بحزن اشد ثم اردف بجمود: طب ممكن متعيطيش عشان دة مش كويس عشانك....انتي لسه تعبانه.
لم تزيدها كلماته الا بكاءً اشد .
فأردف هو بنبره جامده: يا رغد قولتلك كفايه....دة غلط عليكي.
ومن وسط شهقاتها وكثرة بكائها انتابتها نوبة سعال فقترب هو منها واجلسها برفق ثم اعطها القليل من الماء وبعد ان وضع الكوب جانبا جلس امامها على الفراش واردف بحنان : احسن دلوقتي؟
نظرت له ثم حركت رأسها يمينا ويسارا دلاله على النفي ثم اردفت بدموع : لا مش كويسه!!
ثم ارتمت بأحضانه واردفت من بين شهقاتها: مكنش نفسي كل دة يحصل ....كان نفسي افرحك زي ماكنت دايما بتحاول تفرحني ...كان نفسي اكون مصدر سعادتك مش حزنك ووجعك.
احتضنها احمد برفق وربت على ظهرها بيده واردف بحنان يتخلله الحزن: يا رغد الوجع دة مكنش منك.... دة كان عشانك.....انا عارف انك ملكيش ذنب في كل اللي حصل .
ثم تابع بحزن وعتاب وهي مازالت بحضنه: بس انا زعلان منك قوي يا رغد ....ازاي تقولي انك مبقتيش عايزاني وانك خلاص نستيني من كتر اللي بيحصل ....للدرجادي مبقتيش تحبيني!
احتضنته رغد اكثر واردفت بدموع غرقت ثيابه المحتضناها : انا بحبك قوي قوي وعمري ما اقدر انساك ابدا....بس انت اللي لازم تسبني وتنساني عشان انت متستهلش كدة .....انت تستاهل احسن واحدة في الدنيا.
احمد وهو يشدد من احتضانها: بس انا مش عايز احسن واحدة في الدنيا ....انا عايزك انتي ....انتي عندي احلى ما في الدنيا.
ثم تابع بحب: انا بحبك وعمري ما حبيت غيرك .
رغد وهي مازالت بأحضانه: وانا عمري ما هنساك.... حتى بعد ما تسبني .
اخرجها احمد من حضنه برفق ثم نظر بعيونها الباكيه ورفع يدة يمسح دموعها بحنان ثم اردف :وانا عمري ما هسيبك ولا هطلقك.
رغد باعتراض: يا احمد كفايه.....
قاطعها احمد واضع يدة على شفاها واردف: رغد ...عشان خاطري كفايه كلام بالشكل دة ....انا قولتلك مش هسيبك.... ومش هطلقك.
ارتمت بحضنه ثانيتا واغمضت عيونها لتزفر دموعها ثم اردفت بحب: انا بحبك قوي يا احمد ....قوي.
احمد وهو مازال محتضنها بحنان : وانا بعشقك يا قلب احمد.
دق رنين هاتفه فخرج من حضنها وامسك بالهاتف واردف بعد ان نظر به: دي أختك هدى.
ثم هم بالرد واردف: الو ...ايوا يا هدى.
استمع قليلا ثم اردف بتفاجأ : ايه!! انتي متأكدة.
ثم تابع بعجاله:...طب اقفلي انتي وانا هتصرف.
ثم استمع لها واردف: لا متقوليش لفارس حاجه....حسابه معايا انا مش مع فارس .
رغد بعد ان اغلق الهاتف: في ايه يااحمد ؟!
احمد وهو ينهض : خلي بالك من نفسك ....انا لازم امشي.
رغد بقلق: رايح فين؟
احمد وهو يتوجه للخروج ويتحدث بشرر: هاروح اجبلك حقك .
ثم تركها وخرج مسرعا
شعرت رغد بالقلق فصاحت بالنداء على التمريض
رغد للممرضه: لو سمحتى انا عايزة تليفون ....دقيقه واحدة بس.
اعطتها الممرضه هاتفها
وبعد ان هاتفت هدى: ايوا يا هدى!
هدى بلهفه: رغد!!!....انتي فين من الصبح عمالين نرن عليكي ...في اخبار جديدة لازم تعرفيها.
رغد: انتي قولتي ايه لاحمد؟!
هدى: قولتله ان احنا عرفنا مكان امجد.
رغد بقلق اشد: ايه!!!
ثم تابعت بعجاله:طب بقولك ايه ....كلمي فارس بسرعه خليه يروحله على هناك ...دة ممكن يعمل حاجة يودي نفسه في داهيه.
*************************
بمكتب فارس جالس هو يباشر عمله باتقان وتركيز كبير وفاجأه وجدها تدخل عليه المكتب .
منه بابتسامه بعد ان دخلت ورأته : اول مرة أشوفك وانت بتشتغل.
انتبه فارس على صوتها ونظر لها ثم نهض واردف وهو يتجه اليها: منه....ايه اللي جابك هنا ....في حاجه ؟!
منه بهدوء: لا مفيش حاجه متقلقش كدة....وبعدين انت مش عايزني أجيلك الشغل ولا ايه.
فارس ببعض الغضب: ايه اللي جابك يا منة....وايه اللي خرجك من البيت اصلا.
منه وهي تتجه لتجلس: كنت رايحة لماما ...رنيت عليك كتير عشان اقولك بس انت مش بترد فقولت أجي اقولك وبعدين اروحلها.
فارس بعد ان جلس بالكرسي مقابلها: انا مش فاهم انتي بتفكري ازاي...انتي يا بنتي مسمعتيش الدكتور بنفسك وهو بيقول ان اليومين دول خطر ولازم ترتاحي عشان الحمل يستقر.
منه بحنق: يا فارس انا بزهق من البيت والقعده فيه لواحدي...ومقدرش مروحش لماما واقعد في البيت لواحدي كل دة.
ثم تابعت وهي تنهض: عشان خاطري هروحلها دلوقتي بس و....
وهنا شعرت بألام حاده بأسفل بطنها فتأوهت بخفوت فأتجه اليها فارس واردف بفزع: ايه مالك....في ايه؟
منه بألم: لا مفيش حاجه.
ثم تابعت وهي تنظر له بتعب: بس الظاهر ان انا فعلا لازم اراوح وافضل في البيت أحسن.
فارس وهو يلتقط أشيائه من مكتبه : طب يلا وانا هاجي معاكي اوصلك وبعد كدة مفيش خروج من البيت على الاقل دلوقتي.
ثم أخذها وركب السياره وهموا بالعودة الي المنزل.
وهنا دق جرس هاتفه وبعد ان رد: الو....ايوا اهلا يا هدى ازيك.
ثم تابع بقلق: خير في ايه؟
استمع لها ثم اردف باندهاش: ايه!!! انتي متأكدة!
ثم نظر بجانبه على تلك المتعبه ويظهر على ملامحها التعب فأردف بحيرة: طب بصي يا هدى...انا مش هقدر أجي دلوقتي...منه تعبانه ومحدش معاها غيري ....اسمعي بس ...اطلعي على القسم هيقبلك هناك ظابط اسمه كريم قوليله على كل التفاصيل وانا كمان هكلمه واقوله يستناكي عشان يبقى فاهم.
وبعد ان اغلق الهاتف معها هم ليهاتف كريم ولكنه نظر بجانبه وجد ملامحها يظهر عليها الالم الشديد
فاردف وهو ينظر لتعبها الواضح بقلق: انتي كويسه صح....ومفيش حاجه تقلق مش كدة؟!
منه بدموع بعينيها: فارس انا حاسه اني مش كويسه ...وعايزة اطمن .
فارس بعد ان وصل امام المنزل: طيب خلاص انا هطلع على اقرب مستشفى ونشوف في ايه .
منه بتعب: لأ انا عايزة اطلع فوق ارتاح في اوضتنا ...حاسه اني لو طلعت هبقى احسن.
نزل فارس من السيارة سريعا واتجه اليها وانزلها وطلع بها للاعلى ثم طلب لها طبيبها الخاص.
**********************
بقسم الشرطة دخلت هدى ومعها فاطمة وعادل
هدى للضابط الجالس بالمكتب: لو سمحت احنا كنا عايزين....
قاطعتها فاطمه سريعا: كنا عايزين قوة من القسم تيجي معانا.
كريم باندهاش: نعم !!! عايزة ايه يا ماما؟!
فاطمة بعجاله: قوة من القسم ...تيجي معانا بسرعة جيش ظباط يعني من اللي هما بيقبضوا على المجرمين وانا اللي هطلع معاهم بقيادتي عشان انا اللي عارفة المكان.
كريم باستغراب: بتقول ايه دي؟!!
هدى بغيظ من تلك البلهاء: الله يخربيتك اسكتي بقى.
ثم توجهت للضابط : معلش يا فندم هي بس غريبه شويه.
قالت جملتها وهي تشير بيدها عند اذنها اشارة الجنون.
ضحك كريم عليهم ثم اردف: امم هي غريبه فعلا.
ثم نظر لهدى من اعلى لأسفل واردف: طب اتكلمي انتي يا عاقله.
كادت هدى ان تتحدث وتشرح ولكن قاطعتها فاطمه : يا فندم مفيش وقت... كدة المتهم هيهرب ...احنا محتاجين قوة تيجي معانا بسرعة عشان تقبض عالمجرم .
وضعت هدى يدها على رأسها بيأس من اختها بينما عادل يحاول التحكم بضحكته عليهم ....بينما ذلك الضابط ينظر لهم باندهاش.
******************
بشقة فارس ومنه خاصتا بغرفتهم وبعد انتهاء الطبيب من فحصها .
فارس بقلق: يعني هي كويسه يا دكتور ولا نزولها دة اثر على حاجه.
الطبيب بتزمر: طبعا نزولها من البيت مش كويس خالص...انا قايلكم ومأكد عليكم أخر مرة كنتوا فيها عندي ...ان الفترة دي لازم فيها الراحة التامه ...لحد ما الحمل يستقر ....بس واضح ان في استهتار واهمال .
نظر فارس لمنة بغضب ثم توجه للطبيب بالحديث: طب من فضلك طمني ....الوضع مستقر ولا ايه.
الطبيب وهو يعطيه ورقه بها بعض الادويه: دي ادويه بديله ..تمشي عليها الفترة دي مع شوية اهتمام براحتها وان شاء الله الوضع يستقر.
وبعد انتهاء الطبيب وخروجه من المنزل توجه اليها فارس واردف بغضب: عجبك اهمالك دة ....اهو كان هيودينا في داهيه وياعالم كان ايه ممكن يحصل.
منه: انا أسفه ...مكنتش اقصد كل دة ...ومكنتش اعرف ان الموضوع كدة.
فارس : يا منة بلاش اهمال بقى واستحملي الفتره دي وبعد كدة يا ستي ابقى اعملي اللي انتي عايزاه .
منه : خلاص بقى ....وأسفه اني عطلتك عن شغلك.
فارس وهو يخبط على جبهته بتذكر: شغلي ...يا نهار ابيض قلقي عليكي نساني خالص اكلم كريم...ثم امسك بالهاتف وقام بمهاتفته وانتظر الرد
******************
كريم بنفاذ صبر: يا أنسه ...يا انسه انتي بترغي بقالك ساعة وانا مش فاهم منك حاجة.
عادل: يا فندم هي قصدها تقولك....
فاطمه وهي تقاطعه: استنى انت يا عادل ...انا هقوله.
وهنا رن هاتف كريم: الو...ايوا يا فارس باشا...تحت امرك.
ثم تابع بلهفه: حقيقي يا فندم ...عرفتوا مكانه.
ثم قطب حاجبيه واردف: بتقول مين يا فندم اللي هييجي...... اسمها هدى..
هدى بلهفه: ايوا حضرتك .....احنا!!!
كريم: تمام يا فندم ...حالا .
وبعد ان اغلق الهاتف توجه لهدى بالحديث: هو حضرتك اخت استاذه رغد؟!
فاطمه بلهفه: ايوا وانا كمان.
كريم بغضب: ينفع تسكتي انتي خالص ....بقالك ساعة بتتكلمي ومش فاهم منك حاجة والدكتور احمد هيروح في داهيه بسببك.
فاطمة بحنق: هو انا عملت حاجة ....انت اللي مش بتفهم بسرعه.
هدى: خلاص بقى يا فاطمة .
ثم توجهت له سريعا: احنا هنقول لحضرتك على مكانه ...بس ارجوك بسرعة انا خايفه على احمد قوي .
كريم : متقلقيش يا انسه احنا هنطلع على هناك حالا.
******************
بمنزل والدة امجد.....جالس هو مع زوجته نهال وابنه محمد بينما والدته فتلك امرأه كبيرة السن ...طريحة الفراش.
جالس معهم مازال يحاول اقناعهم بحديثه الكاذب...فهو معتاد على ذلك معهم ...بينما تلك المرة فالامر ليس هين.
نهال بغضب: بقولك ايه يا امجد ....متدخل احسن تطمن على امك ....الا ما قولت ادخل حتى اطمن على امي من وقت ما جيت يا اخويا.
امجد بقلق: هي امي عرفت حاجه عن الموضوع دة؟!
نهال بتهكم: وهي امك دريانه بالدنيا عشان تعرف ولا متعرفش.
امجد بلا مبالاه: اه طب هبقى ادخلها بعدين ..المهم دلوقتي....
وهنا سمعوا طرقات على الباب بهدوء فأردف هو بقلق: هيكون مين ...احسن يكون حد عرف ان انا هنا.
اتجهت نهال لتفتح واردفت قبل ان تفتح : مين؟
صوت طفل صغير من الخارج: ايوا طنط ام امجد موجودة اصل ماما عايزاها في حاجه.
نهال بهمس له: متخافش دة حد بيسأل على امك.
ثم فتحت الباب وجدت من يدخل باندفاع وقوة ويغلق الباب خلفه.
فأتجهت للداخل بفزع واردفت : الحقني يا امجد...دة اللي خطف مني محمد قبل كدة.
احمد بعد ان دخل ومصوب عينيه بغضب عليه: متخافيش ...انا حسابي دلوقتي مش مع حد غير دة.
ثم اتجه اليه احمد بغضب وشرر يتطاير من عينيه وامسكه بعنف من ملابسه واردف بغضب حارق: اخيرا ....اخيراا لمحت السحنه دي تاني....دانا هخليك تندم على اليوم اللي اتولدت فيه.
وهنا اردف محمد بغضب: انت عايز ايه من ابويا....انت سايب خطيبتك دي دايرة على حل شعرها وفي الاخر جايين تلبسوا مصيبتها لأبويا.
التفت له احمد ومازال ممسك بالاخر واردف بزهول : هو دة اللي هو فهمهولك ....ان خطيبتي عايزة تلبسه مصيبتها .
نهال وهي تحتضن ابنها بخوف: امجد هو اللي قال كدة .
احمد بغضب حارق: ومقلكيش هو كان بيعمل ايه في الشقه اللي جايبها على اسم ابنه وهو مخليها لكل قعداته المشبوهه.....الشقه اللي جوزك اغتصب مراتي فيها.
محمد بعنف: انت كداب.
نهال بخفوت : يا واد اخرس بقى.
احمد: الكداب دة هو اللي راح خاد مراته من هناك بعد ما أبوك بهدلها.
وهنا استغل التفاته و انشغاله بالحديث وقام بدفع احمد بعيدا وقفز من الشباك المطل على الشارع ...وهنا قفز خلفه احمد .... وركض خلفه وظلوا يركضون حتى تمكن منه احمد وامسك به وبدء يسدد له اللكمات بوجهه وجسده ...ظل يلكمه بكل قوته وغضبه وحرقته المختزنه فقط من اجله حتى سقط ارضا فمال عليه احمد وظل يلكمه بكل عنف وغل بداخله ....فتلك هي الفرصه لخروج كل ما بداخله عليه ولكن الاخر مازال بوعيه ويحاول الخلاص منه رغم تراخي جسده وضعفه فأمسك احمد بقطعه من الحجارة الكبيرة بالشارع ونزل بها بعنف على رأسه عدة مرات حتى نزفت الدماء منها بغزاره و فقد الوعي تماما.
واخيرا إنتهى منه و سحبه باهمال وسار به بعض الخطوات حتى وضعه بالسيارة من الخلف واخذ السيارة وغادر.
********************
عند رغد بالمشفى تدخل هدى بلهفه بعدما هاتفتها رغد ثانيتا وسردت لها ما حدث باقتضاب .
هدى وهي تدخل بلهفه: رغد حبيبتي .....ايه اللي انتي قولتيهولي في التليفون دة!!!
رغد بتعب: ايوا يا هدى....تعالي.
هدى بعد ان جلست بجانبها وتتفحصها بعينيها بلهفه: طب طمنيني عليكي ...انتي كويسه يعني .
ثم تابعت بلهفه وهي تهم بالخروج: انا هروح اشوف اي دكتور هنا يطمني عليكي.
امسكت يدها رغد توقفها : اطمني يا هدى انا والله كويسه....المهم دلوقتي طمنيني على احمد عمل ايه وهو فين دلوقتي؟
هدى بتوتر وقلق: الصراحة معرفش....بس انا روحت وبلغت وهناك هما هيروحوله علطول ان شاء الله قبل ما يحصل حاجه.
رغد وهي تحاول مغادرة الفراش: طب خديني من هنا بسرعة يا هدى.
هدى وهي تحاول تثبيتها بالفراش: هتقومي تروحي فين بس ...انتي لسه تعبانه.
رغد وهي تنهض وتتحدث بدموع بعينيها: هروح اشوف احمد فين.....قبل ما يحصله حاجة زي ما حصلة قبل كدة بسببي.
******************
باحد المتاجر الفارغه اسفل العمارة تبعهم ....فقد اخذه احمد على هناك واغلق باب المتجر(المحل) باحكام ثم قام بربطه و ربط زراعيه لاعلى ..
.واقف هو منهك لا يقدر على الوقوف بعدما حدث له بالشارع ولكن.... ذلك لم يكن بنقطه مما يريد احمد ان يفعله به وما يحتاجه لاطفاء ما بداخله من نيران ... يريد ان ينال منه المزيد ويزيقه اشد انواع العذاب قبل ان ينال حدفه على يده.... ذلك ما ينوي فعله.
وبعد ان قام بربط زراعيه باحكام جلس امامه على كرسي واردف بصوت كالفولاز: ايه مالك!!!!!هتموت كدة من اولها ...لا فوق معايا كدة.... لسه قدامنا المشوار طويل.
مازال على حالته فاقد وعيه فقام احمد من جلسته و سار للداخل وخرج ومعه دلو مليئ بالمياه ثم اقترب منه وسكبه عليه دفعه واحده .... فهب الاخر مفزوع ....يلهث بشده ...يحاول التقاط انفاسه.
احمد بهدوء ما قبل العاصفه: ايوا كدة فوقلي ...عشان نعرف ناخد وندي مع بعض.
فقط ينظر له وملامح وجهه تظهر عليها الخوف والرهبه ...فجلس احمد امامة ثانيتا واردف بزهول: اشمعنى رغد....اشمعنى رغد من وسط الدنيا كلها اللي حاططها في دماغك قوي كدة!!!
ليه!!! ......ايه ملقتش غير مراتي اللي تركز معاها قوي كدة!!!
امجد بوهن وتعب ولكنه يتحدث بالاستفزاز: وانت بقى جايبني هنا عشان تاخد حقها مني....مش كدة؟!
قام احمد من جلسته ووقف امامه
فتابع الأخر: دانا لو مكانك مكنتش سبتها على ذمتي لحظه واحدة بعد اللي انا عملته فيها.
وهنا نظر له أحمد بغضب حارق وشرر يتطاير من عينيه.
فتابع الأخر باستفزاز اشد : انا معاك انها جامدة قوي وبصراحه تغري اي حد ....ويمكن دة اللي خلاني اعمل اللي عملته.
كلمات حارقه القاها بوجهه لعله ينجح باقناعه انها لم تكن تناسبه بعدما حدث لها ....فيتركها ويترك حقها ...وبالتالي يتركه هو الاخر ...ولكنه لم يكن يعلم ان تلك الكلمات كانت بمثابة الشرر الذي اشعل الحريق
فنظر له أحمد بشرر وحريق بعينيه .... ثم حمل الكرسي خلفه والقاه عليه بعنف حتى تهالك عليه تماما .
ثم امسك بحزام بنطاله من الجلد واقترب منه في عنف وقسوة واردف بغل وغضب حارق وقد بدء جلده : ليه!!! اشمعنى هي!!!!
وظل يجلده بعنف وقسوة اكتسبهما من قسوة الايام الماضيه عليه وعليها ....فبداخله غضب حارق مختزن منذ شهور واليوم أن اوانه ان يخرجه عليه ....لعله ان يهدء من ثورة غضبه.
******************
وبعد عودة كريم للقسم بالقوة قابله فارس
فارس : ايه يا كريم عملت ايه؟
كريم: روحناله يا باشا على هناك ....بس للاسف الدكتور احمد كان سبقنا و اخده ومشي ....ومش عارفين ممكن يكون أخدة على فين؟
صمت فارس قليلا بتفكير ثم اردف بتذكر: انا عارف ممكن يكون أخده على فين.
كريم باهتمام: فين يا باشا؟
فارس : ممكن يكون نفس المكان اللي كان مخبي فيه محمد قبل كدة.
كريم بعجاله: طب يلا بينا نطلع على هناك.
و هنا دخلت هدى ومعها رغد تسير بتعب واضح.
رغد بلهفه عندما رأت فارس: فارس...احمد فين يا فارس؟
فارس بزهول من حالتها: رغد انتي ايه اللي جابك هنا...ومالك انتي تعبانه ولا ايه؟!
هدى بحزن: ايوا احنا لسه جايين من المستشفى.
فارس بقلق: مستشفى ليه ....مالك؟
رغد بوهن وتعب: مش وقته دلوقتي ...المهم طمني احمد فين؟
فارس وهو يجلسها برفق على اقرب مقعد: متقلقيش انا تقريبا عارف هو فين.
رغد بتعب: هو وصل لأمجد؟
فارس: ايوا ومعاه دلوقتي.
رغد بفزع: ايه.....طب روحله الحقه بسرعه قبل ما يعمل فيه حاجه او يجراله حاجة ...ارجوك يا فارس بسرعه.
فارس: حاضر بس خديها يا هدى دلوقتي ورواحوا.
هدى: يلا يا رغد قعدتنا هنا ملهاش لازمه.
رغد بانهيار: لأ مش همشي غير لما اطمن على احمد .
ثم توجهت لفارس بنظرها واردفت بدموع: الحقه يا فارس ارجوك....الحقه بسرعة.....انا خايفه يجراله حاجه تانيه بسببي.
فارس بعجاله: انا فعلا لازم امشي حالا .....كريم مش هوصيك خد بالك منهم على ما ارجع.
كريم : متقلقش يا باشا في عنيا ....بس مش احسن أجي مع حضرتك؟
فارس وهو يهم بالخروج: لأ انا هروح لواحدي....خليك انت معاهم.
******************
وأخيرا ابتعد عنه احمد وهو يلهث بشده وبيده حزام بنطاله يكاد يكون ممزق بين يده من جلدة لذالك الواقف ولم يقدر على الوقوف فايديه المعلقه هي ما تشدة وتساعدة على بقائه بذلك الوضع وجميع انحاء جسدة تنزف بالدماء ...وهو يكاد يكون فاقد للوعي من شدة اعيائه.
نظر له احمد وجده فاقد وعيه تماما فدخل وخرج ومعه دلو مياه وسكبه فوقه مرة أخرى ...فهب الاخر فزعا يلهث بشدة وأخذ يتأوه ويصرخ من الم جسدة أثر المياه التي لامست جروحه.
تركه احمد بحالته تلك و احضر خزان من البلاستيك مليئ بالوقود الذي يساعد على الاشتعال ووضعه امامه واردف وهو ينظر لهيئته المتعبه الواهنه : عاااارف ...اللي حصلك دلوقتي دة ....ميجيش جزء صغير في اللي حصلها واللي حصلي بعد اللي انت عملته .
ثم تابع بحزن وصوت مختنق: عشان كدة انا مش لاقي حاجه ممكن بيها تدوق اللي احنا دوقنا بسببك ...مش لاقي اذى أئذيك بيه زي الاذى اللي انت سببتهولها.... قولي انت اعمل فيك ايه .... عشان احسسك بيوم واحد من الايام اللي هي عاشتها في وجعها بسببك.
ظل الأخر صامت فقط ينظر له برعب فتابع أحمد وهو يتجه لخزان الوقود: انا اقولك....واضح ان مفيش حاجه ممكن تطفي ناري والحريق اللي جوايا بسببك الا اني أشوفك محروق قدام عيني ....عشان كدة بقى عايزك تتحمل معايا الشويه دول وبعد كدة اوعدك انك هترتاح خاالص .
نظر له امجد برعب و ملامح منكمشه من الخوف ثم اردف بصراخ: حرام عليك ....كفايه كدة....الله يخربيت اليوم اللي شفتك فيه يا رغددد.
لكمه احمد لكمه قويه نزلت على وجهه المتهالك قائلا بغضب: متنطقش اسمها على لسانك يا كلب.
امجد برعب: حااضر...حااضر...انا أسف بس كفايه بقى ...والله مابقيت قادر ....وبعدين ماانت كدة هضيع نفسك معايا....ابوس ايدك كفايه بقى وفوكني .
نظر له احمد وهو يتجاهل كلماته ومازال ممسك بخزان الوقود وهم ليسكبه حوله ولكن
سمعوا طرقات عنيفه على باب المتجر يليها صوت فارس: احمد...افتح يا احمد...انا متأكد انك هنا ...عربيتك بره .
ثم طرق بعنف اكبر واردف: افتح بقولك.
وهنا صرخ امجد بعلو صوته المنهك: الحقني ...ابوس ايدك الحقني منه.... دة عايز يولع فيا.
احمد بقوة: اخرس يا حيوان انت....محدش هيلحقك من ايدي.
ثم توجه للباب ودون ان يفتحه تحدث من خلفه: ملكش دعوة يا فارس ...خد بعضك وأمشي ....الموضوع دة ميخصش حد غيري.
فارس: طب افتح يا احمد ...افتح ونتفاهم جوا.
احمد بقوة: قولتلك خرج نفسك من الموضوع دة ...وسبني انا اتصرف.
فارس بنفس القوة: وانا مش هسيبك تموته وتضيع نفسك ....افتح يا احمد والا والله ابعت أجيب القوة وهتفتح الباب بالعافيه وبردو هناخده ونمشي.
احمد بعصبيه: قولتلك ملكش دعوه ....امشي يا فارس وسبني في حالي.
وبالفعل تركه فارس ورحل ....وصعد للاعلى... لشقة خالته والدة احمد التي لم تعي شيئا مما يحدث بالاسفل وبعد ان فتحت الباب اردف فارس بهدوء: مساء الخير...ازيك يا خالتي.
منال بترحاب: اهلا يا فارس يا حبيبي ...اتفضل.
فارس بعد ان دخل: بقولك يا خال...انا كنت عايز مفاتيح المحلات اللي تحت او بالاخص يعني مفتاح المحل الفاضي اللي تحت.
منال وهي تقطب حاجبيها بأندهاش: اشمعنى يا فارس.
فارس : هقولك بعدين ...بس المهم هاتيه دلوقتي وبسرعه.
منال : هو انت جايبله زبون يأجره؟
فارس بنفاذ صبر: اه يا خالتي معايا ناس تحت....يلا بقى قبل ما يولعوا ....قصدي يزهقوا .
منال : طيب ثواني.
ثم دخلت ثواني معدودة وخرجت معها علبه مليئه بالمفاتيح واردفت: دي فيها مفاتيح العمارة كلها والمحلات كمان.
فارس وهو يبحث: يا نهار ابيض وانا هدور في كل دة!!
منال : لأ استنى ...احمد كان رتبهم قبل كدة وخلا مفاتيح الشقق لواحدها والمحلات لواحدها عشان علطول كان يتلخبط.
ثم بحثت قليلا واردفت: اهو دة مفتاح المحل الفاضي.
اخذه وهم بالخروج فأوقفته : استنى بس...مش كان احسن تستنى احمد لما ييجي.
فارس وهو يهم بالخروج سريعا: لا .... ما اهو احمد عارف متقلقيش.....بعد اذنك .
خرج فارس من المصعد سريعا وتوجه لباب المتجر وفتحه سريعا وبعد ان دخل شهق بفزع واردف بزهول : يا نهارك اسود ...ايه اللي انت عملته دة !!
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية أزمة منتصف الحب" اضغط على اسم الرواية