رواية عشق بين نيران الزهار الفصل السادس والعشرون بقلم سعاد محمد سلامة
رواية عشق بين نيران الزهار الفصل السادس والعشرون
عاد رفعت يُقبل شفاه زينب،ثم ترك شفاها يُوزع قُبلاته على عنقها
لكن
فى تلك اللحظه تحكم عقل زينب لو سلمت له ككل مره لن تخرجه من تلك النيران، وسيُهين أنوثتها لاحقاً، إذن لتوقفه من البدايه.
بالفعل فاقت من تلك السطوه ورفعت يديها تدفعهُ عنها قائله: رفعت إبعد عنى.
لكن هو مسحور مفتون مسك إحدى يديها ومازالت قُبلاته مستمره.
تحدثت زينب قائله بحِده: رفعت إبعد عنى فوق خلاص إحنا هننفصل فى أقرب وقت.
همس رفعت بعقله: عمرى ما هنفصل عنك يا زينب غير بموتى.
بينما مازال يحاول إستمالتها بقُبلاته كالسابق لكن شعر بالرفض منها وعدم الأستجابه حتى من حديثها الجاف حين قالت: رفعت كفايه خلاص أنا مش طايقه لمساتك إبعد عنى أنا بكره تحكمك فيا كفايه مش قادره أغصب على نفسى وأتحملك أكتر من كده، إن كنت غصبت على نفسى قبل كده وإتحملت غطرستك، خلاص كفايه مش هسمحلك تقولى بعد شويه متكيفتش أنا لا سيجاره ولا كاس فى إيدك
قالت هذا وقامت بدفعهُ بيديها بقوه.
رفع رفعت وجهه ونظر لوجه زينب وتلاقت عيناهم، رأى بعين زينب تحدى له وقال:
يعنى أيه؟
ردت زينب بتحدى:
يعنى خلاص يا رفعت زى ما قولتلك قبل كده قصتنا من البدايه غلط، والطلاق هو تصحيح الغلط ده.
ماذا سمع... لاول مره تقول كلمة طلاق صريحه
سابقاً كانت تقول إنفصال... ماذا تعنى بكلمة الطلاق.
تحدث قلبهُ: إعترف لها يا رفعت إنك بتعشقها وأطفى النار اللى جواك....
بينما قال عقلهُ: إعقل يا رفعت وأرجع لرُشدك زينب بتسحبك نحو الميه....
بس هى متعرفش إن الميه هتزيد من إشتعال نيرانك، من إمتى فرضت نفسك على ست قبل كده كلهم كانوا بيتمنوا منك بس إشاره حتى زينب نفسها سلمت لك قبل كده بسهوله، هى بتلعب بيك برفضها وكلامها عن الطلاق.... بلاش تخلى قلبك يتحكم فيك إنهى اللحظه إنت مش هتطلب عطفها..
بالفعل إمتثل رفعت لقرار عقلهُ، وتنحى عن زينب، لكن قبل أن يتنحى عنها قبل جانب عُنقها، ثم قبل كتفها وقام بعضها من كتفها عضة غيظ.
تحدثت له بلذاعه: حيوان وهمجى آخر مره هسمحلك تقرب فيها منى أول حاجه هعملها أما نرجع للشرقيه هسيبلك الحِصن بتاعك وهرجع أعيش فى الملحق بتاع الوحده لحد ما يتم نقلى من الشرقيه.
نظر رفعت لها قائلاً: أوهام يا عزيزتى
اللى بينا مالوش
غير نهايه واحده.... موتى بس مش قبل ما أشعل النار فى اللى حرقوا.. قلبى أنا عارف إللى جدتى قالتلك عليه... إنى رجعت للزهار علشان أنتقم للماضى... لو مفكره بحركاتك دى هتقدرى تمنعينى تبقى غلطانه.
نظرت له زينب قائله: حركات أيه اللى تقصدها؟
رد رفعت: حركات تمنُعك عنى.
سخرت منه زينب قائله: فعلاً همجى وحيوان مش بتفكر غير فى غرايزك الدنيئه
أنا دكتوره يا رفعت مهمتى أقدم للقدامى العلاج على قد ما أقدر، بس لو هو اللى كان عقله مريض ورافض العلاج وبيستسلم للموت مقدرش أنقذه من وهم سهل يقتلهُ
طلاقنا بقى آمر حاتمى يا رفعت وإنسى إنك تقدر تحبسنى جوه أسوار حِصنك العاليه.
نهض رفعت من على الفراش وتوجه للحمام قائلاً:ياريت على ما أخرج من الحمام،تكونى طلبتى لينا فطور،لأنى عندى ميعاد مهم بعد شويه.
قبل أن ترد زينب دخل رفعت للحمام وأغلق خلفه الباب بعصبيه،
بينما زينب نهضت جالسه على الفراش نظرت لكتفها ورأت آثار عضة رفعت سبته،لكن ليست تلك العضه ما أغاظتها من رفعت اغاظها حديثه عن قوله أنها تعتقد أنها قادره على محو فكرة الإنتقام من رأسه،لكن مهلاً..... هو قال أنه علم أن جدته تحدثت لزينب عن سبب عودته للزهار،وسابقاً علم عن وضعها هى ومروه مُلين بطعام ريما،هذا بالتأكيد يعنى أنه يضع كاميرات أو أجهزة تصنت بالسرايا، الأثنان أسوء من بعض عليها مواجهته الآن....
بالفعل بعد قليل خرج رفعت من الحمام نصف عارى،رأى زينب مازالت جالسه على الفراش لكن هندمت ملابسها،تجاهلها وفتح الدولاب أخرج ملابس له أعطى ظهرهُ لها وبدأ فى إرتداء ملابسهُ،لكن توقفت يدهُ عن تزرير أزرار قميصه حين قالت له:إنت زارع كاميرات ولا أجهزة تصنت بالسرايا وأكيد الكاميرات ولا أجهزة التصنت دى فى أوضة نومى وأكيد أوضة نومك.
نظر رفعت لها بذهول قائلاً: شايفانى قذر قوى للدرجه دى علشان أزرع كاميرات مراقبه أو أجهزة تصنت فى أوضة نومى أو أوضة نومك، غباء منك الدكتوره التفكير ده عارفه ليه مستحيل أعمل كده لأنى مش الراجل اللى يفضح نفسه أو مراته بتسجيلات من النوعيه دى،ناسيه إن حصل بينا كذا لقاء حميمى فى أوضة نومى، وكمان فى أوضة نومك،أكيد مش هخاطر واحط كاميرات أو أجهزة تصنت فى الأوض، مش هبقى مبسوط لو تسجيلات زى دى وقعت فى إيد تانيه بالغلط.
ردت زينب بثبات:أمال عرفت منين إن تيتا إتكلمت معايا وكمان إنى أنا ومروه حطينا ملين للبومه ريما فى الزبادى.
رد رفعت: المُلين كان توقع منى لأن بعد ما نمتى ريما بعتت رساله إنها تعبانه وعندها مغض قوى فى بطنها، بس أنا توقعت انك إنتى ومروه حطيتوا لها شئ فى الزبادى، بالذات إنكم متغاظين منها ومن سخريتها الدايمه منكم، قولت مقلب منكم فيها، تستاهله....
أما
جدتى أناعارف إنها عندها يقين إنك الوحيده اللى تقدرى تطفى النيران اللى فى قلبى ومعرفش جايبه اليقين ده منين، لأنى سبق وقولت ليكِ إنك زى أى ست قبلك نامت فى سرير معايا.
رغم شعور زينب بالغيره لكن قالت بسخريه: واضح إنهم كتير... كتير قوى اللى ناموا قبلى معاك فى سرير عالعموم تأكد يا رفعت إنك بالنسبه ليا مش آكتر من تجربه سيئه مرت بحياتى.
قالت زينب هذا ونهضت من على الفراش توجهت الى حمام الغرفه... وقفت خلف باب الحمام، خانتها تلك الدمعه التى سقطت من عينيها كم هو شعور مؤلم بالمهانه،ليس فقط المهانه ذالك الوجع التى تشعر بيه بقلبها الذى ينتفض بداخلها لأول مره بحياتها تندم على شئ مرت بيه، ليتها ما ذهبت الى تلك القريه ليتها نُفيت لأقاصى القُرى أو النجوع فى مصر وإبتعدت عن تلك القريه لكن مهلاً لم ينتهى الوقت، بمجرد عودتها الى الشرقيه ستقدم على طلب نقل لها وتأخذ إجازه حتى يتم نقلها الى أى مكان بعيد عن الزهار وتلك الأجازه ستقضيها مع والدايها بالقاهره بعيد عن رفعت، ذالك الوغد الهمجى.
بينما رفعت بمجرد دخول زينب للحمام جلس على أحد المقاعد يشعر بالغضب من نفسه هو يكذب... زينب ليست كأى إمرأه شاركها الفراش سابقاً..... لام نفسه كيف قال لها هذا أخوف أن يفتضح شعوره أمامها أنها الوحيده التى يضعف أمام إجتياحها لمشاعره بمجرد أن يقترب منها
ندم...ندم على ماذا على إدخالها لحياته عنوه ظناً منه أنه يختطفها من أمام هاشم يشعر بنشوة الظفر بشئ كان هاشم يريدهُ وأخذه هو من أمامه
كم أنت كاذب يا رفعت...أنت عاشق متيم هى تسكن قلبك
لا لا لايوجد مكان بقلبى للعشق قلبى مشتعل لن ينطفئ الآن ولن ينطفئ قبل أن أحقق قصاص للماضى ولو إحترقت معهم بنيران واحده.
خرجت زينب بعد قليل من الحمام وجدت رفعت يجلس على احد المقاعد تجنبت الحديث معه، وصعدت للفراش مره أخرى لا تعرف سبب لذالك الشعورها بالخمول ربما بسبب ذالك الداء الذى صاحبها بحياتها،بالفعل تسطحت على الفراش،سُرعان ما سحبها النوم بعد دقائق من الصمت.
كان رفعت سيتحدث لها لكن حين إستدار ينظر لها وجدها نائمه بالفعل لا تدعى ذالك،تبسم بتعجب منها كيف نامت بهذه السهوله وهو بداخله حرب طاحنه بسبب حديثهما الحاد معاً قبل قليل،وتلك عادت للنوم براحه!
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل
بسوهاج... دوار عمده قرية الهلالى.
على مدخل الدوار
تبسم ذالك الكهل لأحد ابنائه الذى قال:
صباح الخير يا حضرة العمده.
تبسم له بألفه قائلاً:طالما قولت حضرة العمده،يبقى فى طلب بعدها قول من الآخر.
تبسم مُحسن وهو يضع يده حول عنقهُ قائلاً:ميزتك يا بابا إنك فاهمنى.
تبسم له قائلاً: أنا فاهم دماغ كل واحد فيكم بيفكر أزاى يلا قولى عاوز أيه.
تبسم محسن يقول:بنت السلطان.
رد يونس قائلاً:أى واحده فيهم؟
رد محسن:ماما طبعاً رشيده التانيه دى ماليش معها أى صولات إحنا إخوات أنا قصدى ذات الخال وقبل ما تقول أى واحده فيهم هقولك ماما،التانيه دى "شرشر".
تبسم يونس قائلاً:مالها ذات الخال عاوز منها أيه سبق وقولتلك بلاش حركات الحنجله بتاعتك دى قدامها ولا تكون عملت حاجه زعلتها منك.
تبسم محسن:بص يا سيادة العمده عميد الجامعه،أنت عارف إن من صغرى كنت بهوى الخيل وتربيتها ولم كبرت دخلت كلية طب بيطرى علشان كده وبدأت مشروعى الخاص فى تربية الخيول جنب إنى ادرس فى الجامعه.
رد يونس:بلاش اللف والدوران هات المختصر،انا مش مامتك بتحب التفاصيل.
تبسم محسن قائلاً:من الآخر كده أنا جايلى عرض من تاجر من أشهر تجار الخيول فى مصر وشبه إتفقت معاه على بيع فرستين وهو جاي بنفسه النهارده علشان يتمم البيعه دى،بس بقى فى مهره من الفرستين بيضا فى أسود مُهجنه ماما بتحبها قوى خايف تزعل منى لما تعرف إن فى تاجر جاى علشان يشتريها.
تبسم يونس قائلاً: لأ متخافش رشيده عقلها مش صغير كده وتتمنى لك الخير.
تبسم محسن براحه يقول: والله طمنتنى يا أبو الرجال هروح أنا بقى هروح أنتظر ضيفى فى الاستطبل، على فكره ذات الخال الكبيره مع "شرشر" فى الجنينه الورانيه.
تبسم يونس له ونغزه بكتفهُ قائلاً: إياك أسمعك تقول على رشيده الهلالى "شرشر".
ضحك محسن قائلاً: أنا مالى ده الواد حسين اللى طلع عليه الأسم ده.
تبسم يونس يقول: حسين أهبل تمشى وراه
رشيده الهلالى دى ملاك.
نظر له محسن بأستغراب يقول: ملاك!
دى عندها سنتين بس مشرشره كل اللى فى الدوار بهم حتى مامتها.
تبسم يونس يقول:تستحقوا أنتم اللى بتعندوها.
تبسم محسن يقول:كنت عارف هتقول كده هما ذات الخال حد يقدر يقول علي واحده منهم كلمه الإتنين لهم حصانه خاصه عند حضرة العمده
يلا هروح أنا بقى للأستطبل زمان التاجر على وصول.
تبسم يونس وذهب الى الحديقه الخلفيه للدوار
تبسم لتلك الطفله الصغيره التى تَحبى بالحديقه بمجرد أن رآته زحفت إليه سريعاً،
تبسم وإنحنى يحملها بين يديه ينفض بقايا التراب من يد الصغيره يُقبل وجنتيها
تبسمت تلك التى كانت تجلس تقرأ أسفل إحدى الشجرات بالحديقه ونهضت من مكانها واقفه، وتقابلت مع يونس ببسمه قائله:
شايفه ذات الخال الصغيره خدت مكانتى.
تبسم لها وقال: مفيش واحده عمرها خدت جزء من مكانتك بس دى رشيده الهلالى ليها مكانه خاصه ومتنسيش إنها أول حفيده، و البنت الوحيده فى الدوار.
تبسمت رشيده قائله:عقبال ما يبقى عندك عشر أحفاد يا إبن الهلالى ويعجزونا.
تبسم يونس يقول: بنت السلطان عمرها ما هتعجز فى نظرى هتفضل الجنيه اللى طلعتلى من الميه عمرك شوفتى جنيه عجزت.
تبسمت له قائله: خلينا ندخل للدوار علشان شكل رشيده الهلالى بتنعوس،تاخد لها راحه ساعتين وتصحى بنشاط وهمه بقية اليوم.
تبسم يونس وهو يسير لجوار رشيده قائلاً:
على فكره محسن كان عاوزنى واسطه بينه وبينك.
تبسمت رشيده: ليه عاوز أيه؟
رد يونس: جايلهُ تاجر خيول كبير وهيشترى منه فرستين منهم الفرسه الملبطه أبيض فى أسود اللى بتحبيها.
تبسمت رشيده: وعاوزك واسطه علشان كده أنا إتبسط لما أشوفه ناجح بس بصراحه الفرسه دى جميله جداً بس بنتها شبهها يعنى فى عوض بدالها يبقى هزعل ليه لما يبيعها ويكسب تمنها يطور بيه نفسه ويكبر مزرعتهُ قولهُ إنى مش زعلانه بالعكس فرحانه له وكمان قوله يعزم تاجر الخيول ده للغدا عندنا بكره أنا سمعت عن التاجر ده منه قبل كده وانه يتمنى يتعامل معاه وقالى إنه له إسم كبير فى سوق الخيول عاوزه أتعرف عليه و أوصيه عالفرسه دى وأقوله دى فرسه أصيله ولازم يكرمها.
تبسم يونس يقول: طب ليه معزمتهوش النهارده
ردت رشيده! النهارده اليوم اللى بنتجمع فيه عند أمى، وممنوع حد من العيله يكون غايب حتى محسن هيجى على هناك،أنا كنت مستنياك ترچع علشان متعوده نروح سوا.
وقف يونس، ينظر لرشيده بهيام.
تعجبت رشيده قائله: وقفت تبصلى كده ليه؟
رد يونس: مُغرم يا بنت السلطان.
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالأسكندريه.
رد هاشم على هاتفه ساخراً: غريبه كان عندى يقين إنك مش هتتصل عليا الفتره دى، أكيد وصلتلك الأخبار إن البضاعه الشرطه صادرتها فى البحر يا سيادة النايب (نجيب الكفراوى).
رد نجيب:عرفت يا هاشم وصلتنى الأخبار وكمان عرفت إنك قدرت تهرب من الشرطه،بس الله أعلم إن كان حد من الشرطه إتعرف عليك أو لأ، بس عندى يقين لو كانت الشرطه عندها إشتباه فيك كانت كثفت جهودها فىةالقبض عليك
ومتنساش الرقم ده خاص ومش بأسم هاشم الزهار و حتى لو معروف عادي لو أنا إتصلت عليك محدش هيشك فيا ناسى أنا مين... أنا نايب الدايره اللى تابع لها قرية الزهار غير إنى كمان منها وعايش فيها معظم الوقت.. وعادى إنى أتصل على واحد من كُبرات الدايره اللى أنا النائب عنها فى مجلس الشعب.
ضحك هاشم بسخريه:
نايب مجلس الشعب بمساعدتى ليك فاكر زمان لو مش اللى حصل كان زمان رضوان أخد منك كرسى البرلمان ومكنتش فى يوم بقيت وزير سابق وعضو مهم فى البرلمان.
رد نجيب:مالوش لازمه التقليب فى دفاتر الماضى يا هاشم،أنا مش بتصل عليك علشان كده أنا بتصل علشان حاجه تانيه وصلنى خبر إن فابيو نازل لمصر خلال الأسبوع ده نزول فابيو بنفسه لمصر أكيد مش هيعدى بالساهل ده... البركان.
إرتجف هاشم قائلاً:منين جبت معلومة إن فابيو نازل مصر.
رد نجيب: المعلومه من جهة موثوقه.
رد هاشم:أنا عارف سبب نزول فابيو لمصر مش علشان العمليه اللى إتصادرت دى،
لأ علشان السنيوره ريما الزهار اللى سابت اليونان ونزلت الزهار علشان خاطر عيون رفعت، يعنى حسابه مع رفعت.
رد نجيب: ورفعت أيه دخله فى كده،هو متجوز من الدكتوره بتاعة الوحده الصحيه يعنى ريما بالنسبه له كارت محروق معتقدش يقف قدام فابيو علشانها.
رد رفعت بأستهزاء: لأ ممكن يوقف قصاد فابيو ويعمل فيها حامى الحمى وشهم زى المرحوم أبوه ما عمل زمان لما چاكلين طلبت حمايته من باباها اللى كان بيطاردها علشان ترجع اليونان وهى عاجبها مصر وعاوزه تبقى مصريه بأى شكل وإتجوزت من هشام علشان كده، بس للأسف القوانين أيامها كانت ضدها، كانت تاخد حق الإقامه بس لكن الجنسيه لأ، بسبب القانون اللى كان حتى بيمنع اللى أبائهم مش مصريين من الجنسيه، بس للأسف القانون لما إتغير كان رضوان إتحرق وهى سافرت اليونان بعد ما أطلقت من هشام.
رد نجيب: برضو عندى إحساس قوى إن رفعت مش هيقف قصاد فابيو.
رد هاشم:واضح إن هشام نقح عليك هو كمان بيدخل راهنات خسرانه،هتشوف،رفعت على راس جدول أعمال فابيو فى مصر،ناسى إن كان بينهم حرب بارده قبل كده صحيح إنتهت لما ريما سابت رفعت وسافرت لفابيو.
رد نجيب: متنساش رفعت لما كان ضابط فى البحريه صادر أكتر من عمليه ل فابيو ويمكن فابيو نهى الحرب دى بعد رفعت ما ساب الخدمه فى البحريه.
ضحك هاشم ساخراً:مين اللى قالك إن رفعت ساب الخدمه فى البحريه،دى كانت كذبه منه...رفعت لسه فى منصبهُ فى البحريه أنا بنفسى شوفته من ضمن القوات اللى كانت فى البحريه.
تفاجئ نجيب وقال برعب:قصدك أيه أنت متأكد!
رد هاشم بثقه:متأكد جداً...رفعت خدع الجميع وأولهم فابيو.
.........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسوهاج
بعد الظهر...
إستيقظت زينب من النوم
كانت الغرفه شبه مُظلمه تمطئت قائله:هى الساعه كام دلوقتى
مدت يدها آتت بهاتفها وعلمت الوقت، شعرت بجوع قائله:
أما أطلب من الروم سيرڤيس آكل، أهو منه فطور وغدا
بالفعل بعد قليل إنتهت من وجبتها، ألهت نفسها بين الهاتف والتلفاز، إنتظارًا أن يعود رفعت.....
رفعت ذالك الهمجى الطريق بينهم يسير للنهايه ربما أفضل لها هى لن تقدر على رؤيته يشتعل بين النيران التى يريد إشعالها إنتقامً للماضى التى جمعت خيوطه من إنعام ومهره التى تعتبر والداتها
رفعت واهم يعتقد أن تلك الأسوار العاليه قادره على حماية من يُحبهم و....
قطع تفكير زينب رنين هاتفها
جذبت الهاتف ورأت من يتصل
رغم ذالك الشعور الذى ينهش قلبها من ناحية رفعت
كان هذا الإتصال ربما يخرجها من تلك الحاله الرد عليه... بمجرد أن فتحت الخط
سمعت من يقول بإستهزاء مرح:
زوزى أختى المفتريه والله معرفش إزاى هفيتى على بالى وأنا فى وقت الراحه قولت أتصل أغلس عليكِ شويه، أهو أتسلى و أكسر الملل اللى عايش فيه.
ردت عليه بسخط: وأيه سبب الملل اللى عايش فيه، وظيفه فى شركه محترمه بيقبضوك بالدولار.
ضحك مجد قائلاً: كفايه الصحرا اللى عايش فيها وسط أصوات البريمات طول اليوم،بس أنا مش متصل عشان أشكيلك همى،أنا متصل عليكِ علشان أطلب منك فلوسى اللى سبق وقلبتيها منى،دلوقتي إنتى متجوزه مليونير وأنا محتاج كل قرش ليا عليكِ.
ردت زينب:سبق وقولتلك السلف تلف والرد خساره إنسى فلوس رفعت ماليش دعوه بيها،وبعدين محتاج الفلوس دى ليه؟
رد مجد:محتاج الفلوس دى عشان أكون نفسى وأتقدم رسمى للسندريلا بتاعتى خلاص بفكر بعد ما تخلص الثانويه أتقدم لها رسمى،أحجزها قبل ما تطير منى.
ردت زينب بأستهزاء: يارب تطير منك،يأبنى أعقل ده لسه قدامها أقل شئ أربع سنين جامعه.
رد مجد:لأ خمس سنين أصلها عاوزه تدخل هندسه زيي غاويه بريمات.
ضحكت زينب قائله:وعرفت منين إنها غاويه بريمات.
رد مجد:هو أنا مقولتلكيش إنها بقت من الفريندز عندى عالفيسبوك والإنستجرام عقبال الواتس وتدينى رقمها،مع إن سهل أخده من رامى جوز أختها بس خليها واحده واحده كده عالهادى.
ردت زينب:عالهادى وإزاى أصلاً بقيتوا أصحاب؟
رد مجد:أبداً أنا مع رامى فى الفريندز عالفيسبوك فدعبست كده فى أصدقاؤه لقيت مراته دعبست وراها لقيت سندريلا لها صفحه بإسمها....هبه دعبست فى صفحتها لقيت عندها شوية إهتمام بهندسة البترول
قولت دى إشاره ربنا ليا طبعاً كان بينا قبل كده لقاء لما وصلتها وإستغليت إنى أخوكِ أو مره تجيلى مصلحه من وراكِ علقت لها على بوست كانت عامله له شير من صفحه متخصصة فى البترول،جر رِجل،لحد ما بقينا نتكلم فى مواضيع خاصه بالبترول،وتواصلنا خاص بعيد عن الفيسبوك وهى اللى بعتت ليا طلب صداقه أنا مكنتش مصدق فى البدايه بس قبلت الصداقه بسرعه لا تكون عملتها بالغلط وتاخد بالها حطيتها قدام الآمر الواقع.
ردت زينب:طب ما هو سهل تديك بلوك يا فالح،إتقل شويه لا تقول عليك أهبل مدلوق وتركبك وتدلدل رِجليها.
تبسم مجد: ياريت أنا قابل تدلدل رِجليها أيدها مش مهم عندى غير إن سندريلا تكون من نصيبى، مش شايفه هى قد أيه رقيقه مش زيك صبى بواب
ردت زينب:تصدق إنك واد غبى أنا أما ارجع للزهار هقولها ده واد تافهه وبيغل منى ومعندوش ريحة الأخوه،ده مش راجل تعتمدى عليه،ده أخره يغسلك المواعين.
تبسم مجد يقول:لأ وكمان ممكن أخرط ليها الملوخيه زى عبد المنعم إبراهيم فى السكريه وأغنى ليها بس قولوا لأمى بس هى اللى تهز أنا مش بعرف أهز.
ضحكت زينب قائله: إنت عندك هزه فى عقلك أصلاً،قولى عندك أجازه أمتى؟
رد مجد:مش قبل من عشر أيام متقلقيش هاجى أقضى الأجازه فى الزهار أملى عينى بشوفة السندريلا.
ردت زينب: أكيد سندريلا هتقلب غوريلا لما تشوفك فى الزهار، أهو أكون رجعت من سوهاج أتفرج عليك وهى بتوبخك.
ضحك مجد يقول: سندريلا توبخنى زى ما هى عاوزه أنا أقابل.... بس إستنى أنتى فى سوهاج بتعملى أيه لا تكونى إتنقلتى لهناك عملتى أيه تانى، وفين رفعت إزاى.....
قاطعته زينب قائله: لأ إطمن متنقلتش لسه من الزهار، بس مش بعيد أتنقل قريب، بس فكره سوهاج حلوه وبعيده.
تبسم مجد يقول: طالما متنقلتيش طب أيه وداكِ سوهاج، رايحه تشترى زغاليل.
تبسمت زينب: لأ كله من الهمجى رفعت جاى يشترى خيل من سوهاج وخدنى معاه، غصب
صحيت لقيت نفسى فى طياره.
تعجب مجد قائلاً: طياره!
ومجاش ليكِ فوبيا ولا رفعت سبتك.
ردت زينب: لأ خدرنى مره تانيه الهمجى.
ضحك مجد وقال بسخريه: القوى فى اللى أقوى منه، شوفى كنتِ بتفترى وتستقوى عليا،ربنا بعت رفعت يخلص حقي.
ردت زينب:حق أيه يا أبو حق كنت إستقويت عليك أمتى إنت اللى خرع من يومك وهتخرط ملوخيه لسندريلا بتاعتك ومش بعيد تقمع باميه وتخليك إنت اللى تهز على سلك الكهربا العريان اللى هتمسكهولك لو عصيت أمرها بدلقتك دى عليها.
تبسم مجد يقول:أنا هبقى راجل حمش زى رفوعه كده وأكح أرعبها...
سيبك من الهزار مفيش نونو كده جاى فى السكه علشان ألسعهُ على قفاه، أعلملكِ عليه وأقوله برد جزء اللى المفتريه مامتك كانت بتعمله فيا.
ضحكت زينب وسَهمت قليلاً
لكن قال مجد:خلاص البريك خلص هرجع أكلمك مره تانيه تكون ثبتت الرؤيه نفسى أبقى خال يا زوزى،كل زمايلى هنا بيعايرونى بصور ولاد وبنات أخواتهم أنا كنت بنكسف اقول إنى عندى أخت عانس،دلوقتي بغير منهم،إشطرى وإسقى رفعت حاجه أصفره ولا أقولك بلاش عارفك مالكيش فى الأنوثه أصلاً
اغلق مجد الهاتف قبل أن تسبهُ زينب.
لكن زينب وضعت الهاتف على الفراش ونامت على الفراش،تفكر فى قول مجد
طفل...من رفعت،تذكرت ذالك الحلم كانت فتاه وضعت يديها على بطنها تخيلت أن يكون لديها طفل من رفعت
لكن سُرعان ما فاقت من ذالك الحلم...أجل حلم.... طريقها مع رفعت مُلغم.
بعد الظهر
شعرت زينب بملل وهى جالسه طول الوقت بغرفة الفندق،رفعت بعد مشادتهم المُحتده مع بعض خرج ولم يعُد حتى الآن سأمت الجلوس بين حيطان تلك الغرفه،شاور عقلها
لما تحبس نفسها بالغرفه لاول مره تأتي الى سوهاج لما لا تنزل تكتشف بها أماكن جديده عليها،بالفعل بدلت ملابسها وخرجت من الفندق تسير جوار كورنيش النيل تأخذها أقدامها لأول مره تشعر بالتوهه بعقلها.
......
عصرًا
بالفندق.
دخل رفعت الى الجناح الخاص به
نظر به لم يجد زينب، ذهب بإتجاه الحمام طرق أكثر من مره على الباب ، لكن لا رد، فتح الباب ونظر بداخل الحمام هى غير موجوده.
أخرج هاتفه قام بالاتصال عليها، لكن أيضاً لا رد، قام بالاتصال على الأستقبال بالفندق علها تكون طلبت منهم شئ او أخبرتهم بخروجها، لكن كان الرد أنها لم تتصل عليهم أبداً
إنتابه التفكير والقلق مع طول الوقت وعدم عودتها أين تكون ذهبت.
فى حوالى العاشره مساءً.
دخلت زينب الى الجناح.
وجدت رفعت يقف يبدوا على وجهه الضيق والتهجم، تبسمت بخفاء.
لكن هو حين سمع فتح باب الجناح نظر لها بغضب لكن مع ذالك شعر براحه من عودتها بخير
لكن لابد من معرفة لما خرجت من الفندق دون إخبارهُ بذالك ولما لم ترد على إتصالاته عليها؟
تحدث رفعت وهو ينظر فى ساعة يدهُ: الساعه عشره بالليل ممكن أعرف المدام خرجت ومقالتش هى رايحه فين وبتصل عليكى ليه مش بتردى.
ردت زينب ببساطه: فونى عملاه صامت ومسمعتش الرن، وكنت بتمشى، إنت خرجت الصبح وسيبتنى نايمه، وأنا زهقت من القعده فى الاوتيل حسيت إنى محبوسه فخرجت أشم هوا.
نظر رفعت لها وهو يسير بإتجاه وقوفها وقال بتهكم: خرجتى تشمى هوا من قبل العصر والساعه دلوقتي عشره مش ملاحظه إنك رجعتى بدرى.
رد زينب بأستفزاز: فعلاً رجعت بدرى، كنت بفكر أركب باخره فى النيل أسهر عليها بس حسيت بشويه صُداع، يمكن من اللف فى الطُرقات.
ماذا يفعل، ماذا يقول، هو بقمة غيظهُ، يود الفتك بها.
بينما زينب بداخلها تبتسم هى تعلم أنها تستفزه، تنتظر ثورته عليها.
لكن رفعت جذبها من يدها بقوه، ولف يديه حولها يُقيد حركتها وقال:
ممنوع تخرجى بعد كده من باب الجناح.
ردت زينب: ليه هتحبسنى أياك... متقدرش.
تبسم رفعت وقال:أقدر أحبسك وبلاش تستفزينى علشان متشوفيش وشى التانى.
ضحكة سُخريه من زينب
اغاظت رفعت،
فضم جسدها بقوه بين يديه وقام بتقبيل شفاها بقسوه كبيره أدمى شفتاها، وليس هذا فقط، سحبها معه للفراش رغم مقاومتها له.
كان رفعت يُقبلها بنهم وعشق
قاومت زينب فى البدايه وحاولت إبعاده عنها...
لكن فجأه إستكانت لا تُعطى أى ردة فعل
شعر رفعت بأستكانة زينب فتعجب ورفع وجهه ونظر لها وجهها بارد كأنها تقول له لا يهمنى ما تفعل ولا أريدك.
تعصب رفعت من برود زينب وذالك الاسلوب الجديد،بالمرات السابقه كانت سريعاً تتجاوب معه،
ماذا حدث فجأه..
جاوب عقله: هى تتلاعب بيك يا رفعت يكفى هذا.
بالفعل نهض رفعت عنها وترك الفراش ينظر لها بحِده قائلا:
إعملى حسابك بكره عندنا عزومه الغدا،والمسا هنرجع القاهره.
ردت زينب:معزومين عند مين؟ وهنسافر هنرجع للقاهره إزاى؟
رد رفعت:لو قولتلك عند مين يعنى هتعرفيهم وهنسافر طبعاً بالطياره.
إستقامت على الفراش قائله: بس انا مش بحب ركوب الطيارات وعندى فوبيا منها بس عندى حل تانى .
رد رفعت: وأيه الحل التانى ده بقى؟
ردت زينب:أنت سافر بالطيارة،وأنا أرجع فى القطر.
نظر رفعت لها وقال بإستهزاء:غريبه الدكتوره زينب السمراوى اللى دخلت بنفسها تواجه تعبان بشراستها عندها فوبيا ركوب الطيارات،عالعموم متقلقيش لسه محتفظ ببقية إزازة البنج،وليا معارف يقدروا يخدمونى فى أمن المطارات ويسهلوا الآمر عليا زى ما حصل وإحنا جايين.
لم ينتظر رفعت ردها ودخل الى الحمام.
بينما زينب قالت:يارب الطياره توقع وكل اللى فيها ينجوا ماعداك عشان أخلص منك.
تبسم رفعت الذى سمعها وهو بالحمام.
خرج رفعت بعد قليل من الحمام يرتدى مئزر الحمام، تجنب زينب التى تجلس على أحد المقاعد بالغرفه تشاهد أحد الأفلام العربيه القديمه
خلع المئزر الذى عليه وألقاه على أحد المقاعد ونحى غطاء الفراش وتسطح عليه.... صامتاً.
نظرت له زينب قائله: مش هتتعشى.
رد رفعت: لأ مش جعان.
قالت زينب: بس أنا جعانه.
تنهد رفعت قائلاً: ليه مكملتيش سهر ودخلتى أى مطعم إتعشيتى فيه؟
ردت زينب: أنا فعلاً كنت أكلت سندوتشات وأنا راجعه، بس معرفش ليه جوعت تانى، أكيد من السكر، مريض السكر بيجوع بسرعه، أنا طلبت عشا من الروم سيرڤيس وطلبتلك معايا.
رد رفعت وهو يُغمص عيناه.: لأ أنا مش جعان،صحه وهنا على قلبك.
شعرت زينب بنبرة تهكم فى رد رفعت فقالت له:أحسن برضوا توفر أكلك أكله أنا،وكده كده هينضاف تمن العشا فى فاتورة الأوتيل عليك.
رد رفعت:لأ إطمنى الأوتيل ده العشا والفطور مجاني تصبحى على خير،بلاش تتقلى فى العشا لتحلمى بكوابيس.
ردت زينب:هو فى كابوس أسوء من وجودك فى حياتى.
تبسم رفعت لا يعرف أى شعور يطغى عليه مع تلك الشرسه ما بين الشد والجذب...العشق والجنون.
....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.
بظهيرة اليوم التالى
بمنزل صفوان المنسى
وضعت فاديه طعام الغداء على طاوله أرضيه
إلتفت كل من ليلى وجوارها نعمان، وجواره جلست هبه جوار صفوان، قبل أن تجلس فاديه تشاركهم الطعام، سمعوا رنين جرس الباب.
نهضت هبه قائله: هروح أفتح أشوف مين اللى حماتهُ بتحبهُ
فتحت هبه الباب وعادت مره أخرى خلها مروه تبتسمان، قال نعمان بترحيب:
متأكد لو مامت رامى عايشه كانت هتحبك يا مروه، ظابطه وقتك عالغدا يلا أقعدى إتغدى، دى فاديه طول عمرها طعم طبيخها كان يجنن المرحومه أمى كانت تقول عليها فاديه ليها نفس فى الطبيخ حتى الميه من تحت إيدها ليها طعم تانى.
تبسمت مروه وجلست أرضاً جوارهم تتناول الغداء وسط جو من الألفه بين نعمان وبنات أخته كان صفوان شبه منزوى بالحديث، يستمع لأقوالهم بداخله يتحسر كيف لم يدرك تلك النعمة التى بين يديه زوجه وبنات من صُلبه هو ولا يتحدثون معه بتلك الطريقه الرحبه كما يتحدثون مع نعمان الاتى تعرفن عليه من أيام معدوده كأنهن بناته هو حتى فاديه زوجته الجميله التى عادت لصباها مره أخرى ونسيت تعب تلك السنوات الماضيه عادت تتفتح مره أخرى، ماذا وجدوا بنعمان... لم يجدوه معه
أتفكر؟
أنت تعلم ما هو هذا الشئ.... السند
أجل السند يقوى الإنسان
انت لم تكن يوماً سنداً.. لا لبناتك وقبلهم لم تكن سند لزوجتك تركتها تشق معهن الحياه وحدها كانوا يساعدونها منذ صغرهن سواء بأعمال المنزل او حتى تدبير مصاريفهن
أنت مجرد أسم على ورق يخلف إسمهن فقط... لكن السند ظهر لهن برجل كان تائه بالغُربه وعاد لوطنه يبحث عن ذاته ووجدها بسهوله بهولاء الفتيات ومعهن أمهن،
فتياته الاتى تتدللن على نعمان ويضعن الطعام أمامه يطلبن منه رأيه بما فعلن وهن يساعدن أمهن بالطهى قبل قليل
لكن لاحظت ليلى عدم تناوله للطعام وقالت:
بابا ليه مش بتاكل إحنا طبخنا الطبيخ اللى بتحبه ماما قالت إنك بتحب الفراخ البلدى، أهى يا بابا انها اللى أتوليت مسئوليتها من الدبح لحد هنا عالسفره عملتها مخصوص علشانك وكمان الفاصوليا،هى صحيح طريه شويه بس تعدى قولى كلمه حلوه بقى .
قالت ليلى هذا ووضعت الطعام امام صفوان،الذى تبسم لها وقال:تسلم إيدك يا لولا.
تبسمت له ليلى وقالت:صحه وهنا يا بابا.
بعد قليل إنتهوا من تناول الغداء وسط جو أسرى بسيط.
تحدثت فاديه قائله:
يلا يا بنات قومى معايا نشيل السفره وواحده تعمل الشاى.
تبسمن ونهضن معها،لكن ظلت مروه تجلس مع خالها وصفوان الذى صدح صوت هاتفه،فنهض يرى من يتصل عليه ذهب لمكان الهاتف ونظر له تعجب حين رأى إسم من يتصل عليه،لابد أن عيناه لاترى جيداً تمعن بالأسم مره أخرى ليتأكد من الأسم...
هاشم الزهار!
ماذا يريد منه؟
بينما ظلت مروه جالسه مع نعمان الذى تبسم لها قائلاً: فين رامى مجاش ليه معاكِ
تبسمت مروه قائله: رامى فى إستطبل الخيل
بيدرب مُهره، أنا لوحدى فى السرايا حسيت بملل قولت أجى، وإتصلت عليه وهو هيجى المسا ياخدنى.
تبسم نعمان قائلاً:وأخباره معاكِ أيه؟
ردت مروه بتنهيده:رامى بيعاملنى كويس جداً...بس ساعات بحس إن فى شئ هيحصل هينغص علينا السعاده دى؟
تعجب نعمان:وليه تفترضى السوء،أنا عرفت إن رامى بيحبك من زمان وأنتى اللى كنتى مغلباه معاكِ.
تبسمت مروه تقول:ليلى اللى قالتلك صح؟
تبسم نعمان على دخول ليلى بصنيه عليها اكواب الشاى تقول:
قصدك إنى فتانه.
تبسمت مروه لها
وقالت:مش قصدى،بس ليه مروحتيش للجامعه النهارده.
ردت ليلى:مكنش عندى الا محاضره واحده وماليش مزاج أحضرها الدكتور بتاع الماده غلس.
تبسمت مروه وقالت: هو مش وسيم الشامى إبن أخت عمتى مهره بيدرسلك فى الجامعه.
ردت ليلى التى شعرت بنغزه فى قلبها لاتعرف سببها:أيوا،بتسألى عليه ليه؟
ردت مروه دون إنتباه منها:
أصلى سمعت إنه هيخطب أخت البومه ريما،اللى إسمها لمى،بس خالته مش موافقه عالخطوبه دى ومستنيه رجوع رفعت من سوهاج علشان يقنعه أنه يعدل عن خطوبة البت دى،أنا بصراحه موفقاها جداً،أكيد هى نسخه كربون من أختها البومه اللى قاعده عندنا فى السرايا،والله نفسى أطردها بس هى فارضه نفسها إنها واحده من عيلة الزهار
تلاقى أختها زيها رمت شباكها على وسيم،بس تيتا إنعام قالت لعمتى مهره،رفعت الوحيد اللى يقدر يرجع وسيم عن الخطوبه دى،هو إتجوز أختها قبل كده وعارف مساوئهم.
فجأه إختلت يد ليلى ووقع من يدها كوب الشاى التى كانت تناوله ل نعمان،لحسن الحظ أنه وقع منها على الأرض
تحججت ليلى بسبب وقوع الكوب من يدها بأنه كان ساخن جداً على يدها.
وقالت: هدخل أغير هدومى علشان الحق ميعاد ورديتى فى الصيدليه
قالت ليلى هذا ودخلت الى الغرفه سريعاً
حاولت ليلى كبت دموعها و ذالك الشعور الذى يؤلم بقلبها،وبدلت ملابسها.
لكن نعمان لاحظ سأم وجه ليلى شعر بقلبها الذى صُدم،حزن من أجلها،هو رأى نظرات ليلى ووسيم لبعضهم،لمرتان...
المره الاولى وقت أن دافع وسيم عنهم ليلة ذالك المتسكع
المره الثانيه باليوم التالى لتلك الليله أثناء إعطائهم أقوالهم بالقسم
وسيم يبدوا بوصوح لديه مشاعر إتجاه ليلى،
ليلى هى الاخرى كانت تتهرب من النظر إليه فى المرتان،لماذا إنتهت تلك القصه باكرًا.. هنالك جزء مفقود بالقصه جعلها لم تكتمل.
وسيم...إبن صديقهُ القديم وخالته هى مهره
هو توقع أن يُعيد هو وليلى قصة حب أخرى،لكن يبدوا انه كان مخطئ،وربما حدوث هذا من البدايه أفضل للأثنين .
بعد قليل
وخرجت من الغرفه قائله:هروح انا بقى أستلم ورديتى بالصيدليه،أنا أتأخرت.
نهض نعمان يقول:خدينى معاكِ عندى مشوار مهم.
تبسمت مروه قائله: مشوار مهم ولا أكيد مليت من رغيي.
إنحنى نعمان يقبل رأس مره قائلا: أنا أطول اقعد مع أحلى رغايه، حبيبة خالو، هرجعلك تانى، عندى ميعاد مع واحد سمسار قولت له عارض عليا حتة هروح اقابله وأشوفها إن كانت مناسبه هشتريها، وهراجع تانى هنا اوعى تمشى قبل ما أرجع.
تبسمت مروه قائله: ربنا يوفقك يا خالوا، أكيد هستناك.
رسمت ليلى بسمه وخرجت هى ونعمان،يسيران بالبلده
إقترب نعمان من ليلى الذى يشعر بآلم قلبها وقال: لولا هى إمتحانات آخر السنه مش قربت خلاص المفروض تبطلى تشتغلى الفتره دى عالاقل علشان تركزى وكمان تواظبى على حضور المحاضرات النهائيه دى بتبقى زى مراجعه للمنهج.
ردت ليلى:فعلا المحاضرات الأخير بتبقى زى مراجعه للمنهج أنا بحضر معظم المحاضرات دى،بس محاضرة النهارده مكنش ليه لازمه حضورها،زى ما قولت ل مروه دكتور غلس،ومش هستفاد منه،وإن كان على شغلى فى الصيدليه،مش هيعطلنى عن المذاكره أنا باخد الكتب معايا بذاكر فى وقت الفضا.
تبسم نعمان يقول:ولو قولتلك علشان خاطرى تبطلى شغل فى الصيدليه،وأنا هتكفل بكل مصاريفك إنتى وهبه،أنتم بناتى،مش بمِن عليكم،كفايه هاله كانت بتحوش الفلوس اللى كنت بحولها لها علشانها،فوجئت بها بتقولى انها عملت دفتر توفير بأسمى والفلوس اللى كنت ببعتها ليها كانت بتحطها فى الدفتر،فاديه تعبت قوى وهى بتربيكم وأنتم كمان كنتم بتساعدوها،وآن الآوان ترتاحوا كلكم بقى.
تبسمت ليلى قائله:أنا بحبك يا خالى ياريتك كنت رجعت من زمان،فعلاً ماما تعبت قوى فى تربيتنا،والسبب بابا اللى عمره ما ساعدها ولا حتى بكلمه حلوه تهون عليها تعبها.
تبسم نعمان بغصه فى قلبه مع الوقت يندم أكثر على طول مدة غيابه،لكن آن الآوان يستعيد مكانه ومكانتهُ.
......
فى ذالك الأثناء
كان ذالك الوغد هاشم يسير بالسياره وكاد يدهس ليلى، لكن نعمان جذبها سريعاً من أمام السياره ونظر بإحتقار لهاشم ومسك يد ليلى سار معها دون أن يشتبك مع هاشم ُ،ليس خوفاً بل تجنباً لصدام ليس وقته،هو متأكد أن هاشم قصد ذالك عنوه منه لفت إنتباه له لا أكثر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالى عقب الظهر.
دخل رفعت بصُحبة زينب الى السرايا
تبسمت لهم الخادمه وهى ترحب بهما ببهو السرايا وأخذت الحقائب قائله:
رفعت بيه فى ضيف مستنى حضرتك فى الصالون الكبير.
رد رفعت بإستعلام:مين الضيف ده؟
ردت الخادمه:معرفوش اول مره أشوفه،وحتى لغتهُ غريبه،بالعافيه على ما فهمت منه كلمتين.
رد رفعت:والحرس اللى عالبوابه إزاى سابوه يدخل للسرايا،تمام خدى الشنط وأنا هروح أشوف مين الضيف ده،وبعدها ليا حساب مع الحرس اللى عالبوابه.
غادرت الخادمه،لكن بنفس الوقت آتى إتصال هاتفى ل رفعت
أخرج هاتفه ورأى من يتصل عليه
نظر ل زينب قائلاً:دى عمتى مهره هرد عليها فى الجنينه الشبكه أقوى عن هنا.
خرج رفعت الى حديقة السرايا
لكن
... كالعاده تحكم بزينب الفضول وذهبت الى غرفة الصالون تستعلم من ذالك الضيف
تفاجئت بشاب بعمر رفعت أو أكبر قليلاً، يبدوا من ملامحهُ أنه... أجنبى.
نهض من مجلسهُ مبتسماً، ونظر لها بإعجاب فهو توقع أن تكون زوجة رفعت ليست بهذا الجمال، إقترب منها ومد يدهُ كى يُصافحها
قائلاً بلكنه أجنبيه: سيدتى.
شعرت زينب بالحرج من مد يدهُ لها بتلقائيه مدت له يدها، لكن ذُهلت حين أحنى رأسه على يدها وكان سيُقبلها لولا وضع رفعت الذى دخل للتو يده على ظهر يد زينب مما جعل الآخر يُقبل يدهُ بدلاً من يد زينب،
زينب التى شعرت بضغط يد رفعت فوق يدها بقوه وهو ينظر لها بوعيد.. بينما قال باليونانيه: أهلاً بيك سيد.... فابيو تستطيع آخذ أمانتك وترحل عن هنا دون معارضه منى.
نادى رفعت على إحدى الخادمات التى لبت نداؤه سريعاً:
قائله: تحت امرك يا رفعت بيه.
تحدث رفعت: روحى لاوضة مدام ريما قولى لها فى ضيف علشانها بالسرايا.
ردت الخادمه: بس مدام ريما مش فى السرايا، دى خرجت من الصبح وقالت هتروح بيت هاشم بيه عمها، وهترجع المسا.
رد هاشم: تمام روحى إنتى شوفى شغلك.
نظر رفعت ل فابيو وقال باليونانيه:
للأسف ريما ليست هنا.. هى بمنزل هاشم الزهار، سأرسل معك سائق خاص يدلك على المنزل، بإمكانك آخذها من هناك وسأبعث كل ما يخصها هنا الى هناك، تقدر تتفضل معايا لحد باب السرايا.
شعر فابيو بلهجة رفعت الصارمه وأيضاً بنظرة الغيره منه حين كاد يُقبل يد زوجته، فحاول إستفزازه، ومد يده بناحية زينب قائلاً:
تشرفت برؤيتك سيدتى.
نظرت زينب لرفعت أولاً،ثم ليد فابيو الممدوده لها شعرت بإشمئزاز من نظرات ذالك الوقح ووقفت خلف رفعت بتلقائيه منها كأنها تختفى عن نظر ذالك الوغد.
تبسم رفعت، بينما شعر فابيو بالأهانه لعدم مصافحتها له.
.........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تفتكروا زوزى لما قابلت
يونس وبنت السلطان عملت أيه
يتبع الفصل السابع والعشرون اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية عشق بين نيران الزهار" اضغط على اسم الرواية