رواية مقتحمة غيرت حياتي البارت السابع والعشرون 27 بقلم نورهان ناصر
رواية مقتحمة غيرت حياتي الفصل السابع والعشرون 27
كانت ما تزال تبكي بحسرة أمام تلك الحفرة الصغيرة عندما أحست بخطي أقدام تأتي من خلفها
_ كنت عارفه إني هلاقيكي هنا !
رفعت رأسها والتفتت لها وهي تنظر إليها بغل وحقد كبير ومازالت تبكي وتتساقط دموعها كالتماسيح ، نهضت من علي الأرض بتثاقل ثم إقتربت نحوها والغضب والكره يعمي بصيرتها حتي أصبحت تقف أمامها وأمسكت بوجهها بين يديها تضغط بقوة علي فكها بين يديها وهي تصرخ بها بغل
قدرية بكره وحقد : اييييييه اللي جابك هنا جاااايه ليه ؟؟؟؟
ردت عليها بإعياء شديد: عايزة بنتي !
صرخت قدرية بها وهي تضرب علي موضع قلبها بغضب : وانا كمان عايزة بنتي رجعيهالي
عبير بنحيب : انتي كنتي عارفه إني مقصدش إللي حصل
قدرية بغضب وهي تشير إلي تلك الحفرة الصغيرة : ماتت بسببك انتي السبب
عبير بدموع : كان غصب عني والله
قدرية بغضب : دينا !
عبير بفزع : مالها بنتي !
قدرية بكره : دي مش بنتك دي بنتي انا
عبير بدموع: دينا عمرها ما كانت بنتك
قدرية بكره : لأ هي بنتي
عبير بدموع: طب ماشي هي بنتك اللي ربتيها انا عايزة أسماء نفسي أشوفها
قدرية بحقد وخبث : هخليكي تقابليها مش تشوفيها
بس
عبير بلهفه : بتكلمي جد يا قدرية !
قدرية بهدوء وخبث ثعلب: طبعا مش آن الأوان بقا أسماء ترجع لحضن أمها ..... صمتت قليلاً ثم تابعت بسخرية ...... يا ختي
بس يا تري هتقوليلها إيه لما تشوفيها اسفه يابنتي بس انا بحب دينا أكتر منك وعشان كده هسيبك مش دي كلمتك فاكره ولا نسيتي لما خيرتك وقتها قولتي إيه؟
وضعت يدها علي أذنها وهي تبكي وتشهق ثم صرخت بنحيب: باااااااس كفااااايه متكمليش
قدرية بتشفي: مكملش ايه بس أنتي فكرك أنها هتسامحك علي إللي عملتيه وانك اتخليتي عنها وسبتيها لقسوتي مع إنك عارفه أني هنتقم منها عشان حق بنتي اللي ماتت بسببك والظلم اللي اتعرضتلوه بسببكم ده غير مرضي ومع كل ده سيبتي بنتك معايا
و دلوقت راجعه عايزاها
عبير بدموع: عارفه اني غلطت بس كنت هعمل إيه ؟
قدرية بسخرية : هتبرريليها إيه معلش اصل انا عايزة اختك وانتي بقا سبتك مع خالته قدرية اللي هتحطك جوه حبايب عنيها فمتزعليش مني بقا
عبير بدموع: كفاية بقا إنتي عارفه كويس إنه مش بأيدي انتي السبب
اقتربت منها ثم أمسكت برقبتها وهي تصرخ بها
قدرية بغضب : اشششششش أخرسي متقوليش ولا كلمه انتي السبب في كل حاجه حصلت وبتحصل
عبير بدموع صرخت بنحيب : ليييييييه بتعملي كدة ليييييييييه رددددددددي عليا ليييييه؟
قدرية وهي تلتفت لها حيث كانت توليها ظهرها ، نظرت لها بأعين منفرجة علي آخرها وهي تطالعها باستغراب ثم ما لبثت أن انفجرت بها واحتدت نبرة صوتها لتهتف بغضب شديد
قدرية بكره: بتسألي دلوقت أنا بعمل كده ليه ؟ مهو إنتي السبب في كل حاجه ماتعمليش نفسك الملاك البريء وانا شيطان الرواية ها انتي عارفه اني أظلمت اوي منكم انتي السبب فاهمه إنتي اللي قتلتي بنتي قدام عيني فاكره قدام عيني قتلتيها بدم بارد
عبير بدموع وهي تهز رأسها بنفي: لأ مكنش قصدي وانتي عارفه انا عملت كده ليه ...... صمتت قليلاً تلتقط أنفاسها ......ثم تابعت ببكاء ......طب و ذنب ولادي إيه حرام عليكي
أنهت كلمتها ثم جثت علي الأرض وهي تنتحب بقوة ، لم تشفق عليها بل رمقتها باذدراء
عبير بدموع تقطع نياط القلوب: حرام عليكي عايزة أشوفها ولو حتي من بعيد
قدرية بقرف: بنتك ضاعت خلاص !
فتحت عينيها علي آخرها من الصدمة ثم هتفت بحدة وقد علي صوتها
عبير بدموع وصوت حاد : إيه بتقولي ايه ؟ عملتي إيه في بنتي ؟
قدرية بتعجرف: افهميها بقا خلاص بنتك ضاعت
ثم قصت عليها ما حدث وعن المكيدة التي دبرتها لأسماء
كانت تستمع لكلامها وقلبها يتقطع حزنا على ابنتها الصغيرة ، نهضت عن الأرض وهي تقترب منها ثم أمسكت برقبتها وهي تخنقها وتصرخ بها
عبير بصراخ : ليييييييه ؟؟؟؟ تعملي في بنت اختك كدة ليييييييييه ؟ حرام عليكي ازاي قدرتي تعمليها ازاي تفتري عليها وتقولي عنها كلام بطال هو مش كفاية العذاب اللي انا فيه بسببك
قدرية بضيق وهي تزيح يدها عن رقبتها قالت باستهجان وتهكم : عذاب بتقولي عذاب طب وأنا بنتي دينا اللي قتلتيها مكنش وقتها حرام عليكي وازاي تعملي كدة في بنت اختك وتقتليها قدام عيني وجوزي اللي مات بعدها وكلكم جيتوا عليا محدش وقف معايا انتي اخدتي مني كل حاجه أنا إللي عايشه في عذاب انتي مفكره إني مبسوطه بجوازي من جوزك العاجز ده لا أنا بنتقم منه زي ما بنتقم منك لأنكم انتوا السبب في كل حاجه وحشه حصلت معايا
عبير بدموع: هو بقا عاجز انتي عملتي في عيلتي إيه؟
كان الجواب علي سؤالها صفعه مدوية سقطت على وجهها لتقع علي الارض، نظرت قدرية لها بغضب شديد ثم صرخت بها بينما كانت عبير مجثية علي الارض تضع يدها على موضع الصفعة بزهول
قدرية بتعجرف: عيلتك يا شيخة ده أنا مبكرهش في حياتي قدك بتقولي عيلتك طب وانا فين عيلتي اللي دمرتيها هااااا إنطقي !!!!
عبير بدموع: اكرهيني زي مانتي عايزه بس قولي لي بنتي فين عملتي فيها ايه ؟
قدرية بخبث : بنتك ربيتها بطريقتي وخلتها تشتغل شغل بطال
عبير بدموع: انتي مش انسانه عشان تعملي في لحمك كدة اكيد بتكذبي عمها حمدان مش هيسمحلك!
قدرية بضيق وهي تشيح بوجهها عنها قالت بملل : عبير يلا شوفي إنتي رايحه فين؟
عايزة أقعد مع بنتي لوحدي يلا امشي ومترجعيش تاني احسنلك
عبير بدموع: لا مش همشي أما أعرف بنتي فين ؟
قدرية بضيق: مش هقولك
أنهت كلمتها ثم اتجهت تخطو نحو البوابة بعد أن فشلت بالاختلاء ببنتها الصغيرة فاتجهت صوب البوابة لتخرج من المقابر ، دون أن تهتم بحديث أختها ، رأتها عبير تتجه نحو البوابة لتخرج فاتبعتها وهي تسير خلفها
وقفت قدرية عند البوابة ثم التفتت لها وقالت بكره : انتي ماشيه ورايا ليه يلا شوفي إنتي رايحه فين إنتي مش من زمان اخترتي طريقك يلا بقا أمشي ومترجعيش تاني ايه اللي رجعك بعد كل السنيين دي وبأي حق تقولي عايزة بنتي بنتك اللي رمتيها بايدك في نار جهنم وانتي عارفه كويس إني هنتقم منها
عبير بغل : مش هسيبها بردو وبأي حق بحق أنها بنتي وانا امها وهقولها علي الحقيقه كلها وهي اكيد هتقدر اني مكنش في أيدي حل غير كدة لأن للاسف ....صمتت قليلاً ثم تابعت بسخرية ...اختي اللي من لحمي ودمي خيرتني بين ولادي يا كدة يتقتلهم مش كفاية خطفتي دينا لمدة خمس سنيين وحرمتيني من إني اربي بنتي ولما الاقيها اتفاجأ أنها بتقولك انتي يا ماما ومعتبراني انا عدوتها
قدرية بملل: وطول عمرها هتقولي انا وبس يا ماما لأنها بنتي أنا فاهمه
عبير بنحيب: مش هسمحلك !
قدرية بسخرية : وانتي هتمنعيني إزاي بقا ؟
عبير بدموع: هقتلك واخلص منك
قدرية بضحك : هههههههه كنتي عملتيها من زمان
بينما علي صعيد آخر كان يقف يجري اتصالاً هاتفياً وابتسامة خبيثة تعتلي محياه
سيف بهدوء: كنت عارف ومتأكد أن ده هو اللي عايزينه ركز كويس ياجاسر
جاسر بهدوء : متقلقش كله تمام وقرب يوقع بس يا سيف فاضل يومين والمهلة تنتهي وانت معملتش حاجه
رد سيف ببرود : ومين قالك إني هعمل أنا مش هعمل حاجه مراتي و بريئه انا طلبت المهلة دي عشان أمسك عليه دليل قاطع والدليل هو هروب ابو عاصم من سجن المخابرات عشان يعرفوا إن ده هو الهدف الأساسي وانا اتكلمت مع القيادات العلية وكلمت وزير الدفاع الخارجي بخصوص أسماء وكلهم نفوا الاتهامات دي لأنهم عارفين كويس مين هو صقر المخابرات والبلبله اللي عملوها دي ولا ليها اي تلاتين لازمة فاطمن خالص الموضوع اتحل اهم حاجه أننا كشفنا سعاده اللوي مهو أنا مش غبي وهما اغبياء جدا انا حاطت جهاز تتبع في كتف ابو عاصم زرعته من تحت الجلد وعارف هو فين دلوقت كمان ده غير بردو إن سعادة اللوي ليه تسجيل وهو بيتكلم مع اخو ابو عاصم ماهر لما راقبتهم يعني الحوار لابس لابس في اللوي وكمان الواد الخايب رامي قررته واعترف عليهم ده انا حتي كنت عارف بميعاد هروب ابو عاصم ومعايا مدير نجدت بردو كان علي إطلاع بكل حاجه
جاسر بإعجاب: طول عمرك دماغك سم يااااااض يا سيف عارف لو كنت جنبي دلوقت لكن بوستك
سيف بقرف : روح كاتك القرف أمشي يااااض
جاسر بضحك : هههههه واهون عليكي يا بطتي
سيف بهدوء: اه تهزني يلا غوري بقا هروح اشوف مراتي
أغلق سيف معه وتنهد بارتياح وهو يقول : لأجلك يا اسماء اعمل اي حاجه
كانت تسير وهي تحمل بيدها باقة زهور بيضاء اللون ، حتي وصلت للمكان المطلوب ، وقفت أسماء ودموعها تنهمر بشده علي خدها وهي تنظر لذلك القبر الذي يحتوي علي والدتها كما تظن
وضعت باقة الزهور ، ثم جلست أمام القبر وهي تتحدث مع والدتها ببكاء
أسماء بدموع : وحشتيني يا ماما !
أنا تعبت اوي من بعدك يا حبيبتي عارفه كان نفسي اجرب شعور إن في ماما في البيت أمي بجد أرجع من مدرستي الاقيها مجهزالي الاكل وبتهتم بيا مش ....صمتت وهي تجهش في البكاء .....مش اول ما تشوفني تضربني وتسمعني كلام وحش ودايما تقولي إن أمي بتكرهني وعشان كده سابتني لوحدي أعاني من قسوتها وظلمها بس عارفه مع ذلك انا بحبها عشان هي اختك برغم كل اللي هي عملته
كفكفت دموعها بيدها من أسفل بيشة نقابها ثم ابتسمت ونهضت عن الأرض واتجهت لتخرج عندما سمعت أصوات تأتي من مكان قريب في تلك المقابر ، فزعت أسماء بشدة من تلك الأصوات العالية الناجمه عن شجارا ما لتصرخ بفزع
أسماء بفزع : الحقنيييي يا سييييييف
أنهت كلمتها ثم وقعت علي الأرض وهي ترتعش من شدة الخوف
أسماء بدموع : أنا خايفة أوي لطفك يا رب ايه الأصوات دي مين بيزعق كدة
جلست تبكي بخوف من سماع تلك الأصوات التي لم تتوقف بعد
"مرات سيف الكيلاني لازم تكون قوية "
ترددت تلك العبارة علي عقلها ، فمسحت دموعها وتحدثت بقوة واهية
أسماء بقوه : مش هبقي ضعيفة يا سيف هبقي قوية
ربنا معايا
صمتت قليلاً عندما لاحظت أن تلك الأصوات قد خفتت قليلاً ، فتنفست بعمق وأخرجت النفس علي فترات ، ثم هدأت من روعها وهي تقول بتضرع
أسماء بثقة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء
ظلت تردد تلك الآية بيقين وثقة في الله
بينما علي الجانب الآخر كانت ما تزال تسير خلفها والاخري غير مهتمة
حتي وقفت عبير بعد أن تعبت قدميها لتهتف بارهاق: طب استني انتي رايحه فين ؟
ألتفتت لها وهي تقول بسخرية : ده علي أساس اني هقولك مثلاً!
عبير بتعب: طيب دينا دينا فين مجاتش عندك !
كانت تتحدث بصعوبة وتتنفس بصوت مرتفع
قدرية بضيق: لأ وهتاجيني ليه بقا إن شاء الله
تظاهرت قدرية بعدم معرفة دينا للقصة من البداية حتي تبعد الشك عنها
عبير بعد أن أدركت أن اختها لا تدري غيرت مجري الحديث لتقول : طب نكمل كلامنا بعدين سايبه سيف لوحده في البيت
قدرية بتعجرف: مفيش تكمله وياريت مشوفش خلقتك دي تاني
قالت كلمتها ثم همت بالرحيل ، فاستوقفها صوت عبير وهي تقول بحزن
عبير بحزن : انا السبب في حالتك دي يا قدرية بس والله غصباً عني مقصدش إللي حصل زمان
أنهت حديثها لتشرد وهي تتذكر ما حدث منذ زمن بعيد
عودة إلى الوراء
هاااااتيها بقا شوي
هتفت بها بمرح وهي تلاعب ابنت أختها الوحيده
ردت عليها بإعياء شديد: لا يا عبير خليها معايا شوي أصلا جه ميعاد نومها
عبير بتذمر : لأ أنا هاخدها .... أنهت كلمتها ثم اتجهت صوب الفراش الذي ترقض عليه اختها وهي تحملها بين يديها بحب كبير
عبير بحب : جميله قوي يا قدرية ما شاء الله
قدرية بهدوء: شبهك يا عبير لازم تكون جميله
عبير وهي تقبل الصغيرة علي خدها قالت : هي أحلي من خالتها بكتير
قدرية بهدوء: اللي تشوفيه هاتيها بقا عشان انيمها انتي عارفه انها مبتسكتش وهتفضل تعيط طول الليل واختك كدة مش هتنام
عبير بهدوء : وأنا قولت لأ هاخدها
قدرية بهدوء: طيب خديها وامري لله بس متاجيش في نص الليل وترجعيهالي وتصحيني من احلاها نومه !
عبير بنفي : لأ متقلقيش نامي انتي وارتاحي
قدرية بهدوء: طايب!
خرجت عبير وهي تحمل الصغيرة علي يدها وأغلقت الباب خلفها
بداخل غرفة أخري تتواري خلف حديقة المنزل اتجهت عبير وهي تحمل الفتاة الصغيرة لتقابل مجهولاً
جبتيها ........قالها بخفوت
ردت عليه بحزن : اختي صعبانه عليا
أجابها بهدوء: ده عشان مصلحتها
عبير بحزن : مفيش حل غيره طيب
رد عليها وهو يخفض رأسه للأرض بحزن: لأ للاسف
اختك مش مظبوطه عقلياً ومنقدرش نسيب طفله زي دي معاها ممكن تموتها وبعد كده متفتكرش هي عملت إيه ؟ زي ما حصل زمان وقتلت مامتها وبعد ما فاقت مفتكرتش وانتي كنتي صغيرة وشوفتيها وهي بتغرقها ولو سبنا الطفلة دي معاها هتقتلهاووقتها فعلاً هتتجنن ! ده غير أن البنت بردو مش مظبوطة عقليا زيها وهتعيش .... صمت قليلاً وهو يتابع بأسف ... ده لو عاشت أصلا لازم يا عبير الموضوع ده يتم بأسرع وقت هي اصلا المفروض مكنتش تممت الحمل ده لازم تنفذي في اقرب وقت
عبير بحزن وهي تنظر للصغيره بيدها : حظك كدة يا قلبي بس متقلقيش ماما هتخف إن شاء الله
رد عليها وقال : اختك الشيزوفرينيا عندها عالية أوي وتأثير الشخصية التانية سلبي جدا عليها ولازم تتعالج بأسرع وقت ممكن والبنت دي مش لازم تعيش
عبير بدموع وحزن وهي تنظر للصغيرة: حاضر هنفذ
عودة إلى الواقع
قدرية بحقد وقد علي صوتها: أخرسي بقا اللي بعمله فيكي ميجيش نقطة في بحر إللي عملتيه قدام عيني قتلتيها فاكره
عبير بحزن : كفااااايه والله كان عشان مصلحتك
صرخت بها باستهجان وهي تنفي ما قالته بشده : مصلحتي !
عبير بدموع: والله مكنت هقتلها أنا اتراجعت وانتي ....... .....
قاطعتها وهي تصرخ بغضب : أخرسي أنا قولتلك إني هخف ومش هعمل كده تاني بس انتي مرضتيش تسمعيني
عبير بدموع وحزن : قدرية إنتي حالتك كانت صعبة إنتي قتلتي أمي قدام عيني كنت صغيرة ومش فاهمه حاجه انا عارفه إنه غصب عنك بس .....
قدرية بضيق: مش عايزة أسمع صوتك أخرسي أنا مقتلتش أمي ومش فاكره اللي بتقولي عليه ده انتوا كلكم كنتوا بتكرهوني ومعتبرني نحس وشؤم عليكم
عبير بدموع: طيب أسماء بالله عليكي قولي لي أنها كويسه
قدرية بكره: عمرها ما هتكون كويسة وأنا لسه فيا نفس لاني حولت حياة بنتك لجحيم
افتكري خيرتك وقولتلك عايزة مين فيهم عملتي ايه وقتها
عودة إلى الوراء قبل 25 سنه من الآن
بكت وبكت حتي فاض الدمع من عينيها وهي لا تصدق أنها تراها أخيراً بعد فراق دام خمس سنوات ولم تكن تعلم أنها ما تزال علي قيد الحياة فقد اختطفت من حضانة المشفي فقد احتجزت بها نتيجه لفيرس كان منتشر في تلك الآونة يصيب الأطفال حديثي الولادة ولم يعثر عليها أحد بعد أن اختطفت وتوالت السنيين وراء بعضها واقتنع الجميع بان الصغيرة ماتت
عبير بدموع وهي تحمل صغيرتها : مش مصدقة مش مصدقة نفسي بجد
أنهت حديثها ثم وقفت وهي تضع الصغيرة ذات الخمس سنوات علي الأريكة ثم اتجهت نحو اختها
عبير بدموع فرح وهي تعانق اختها هتفت من بين دموعها بسعادة وامتنان : قدرية حبيبتي رجعتيلي روحي اللي ضاعت مني ربنا يخليكي ليا شكرا شكرا ليكي يا احلي أخت في الدنيا
كانت تقف مثل الصنم أمامها لم تبدي أي ردة فعل أو حتي تبادلها العناق، بل علي العكس من ذلك تماماً وقفت صامته مكانها بدون حراك ثم همست بجانب أذنها بخبث شديد
قدرية بخبث ثعلب : ومين قالك إني رجعتهالك!
فتحت عينيها بذهول وعقدت حاجبيها باستغراب ثم ابتعدت عنها ونظرت إليها باستفهام واستغراب شديد من كلامها
عبير بعدم فهم: قصدك ايه ؟
قدرية بخبث : يعني دينا بنتي أنا مش بنتك
عبير بحزن فقد تذكرت ابنت أختها : مهي زي بنتك طبعا !
قدرية بخبث : لأ هي مش زيها هي بنتي فعلاً
عبير بدموع: ايييييه .....صمتت قليلاً ثم تابعت بصدمة .... يعني انتي من زمان عارفه مكانها ومقولتيش!
اجابتها وهي تتجه نحو تلك الصغيرة التي تلعب بدمية في يدها ولا تهتم بما يجري من حولها
قدرية بهدوء وهي توجه حديثها الي دينا : حبيبة قلبي روحي ادخلي جوه
دينا الصغيرة : حاضر يا ماما
ابتسمت قدرية لها ثم اتجهت ببصرها نحو تلك المندهشه مما تراه
عبير بدموع: ماتفهميني انا مش فاهمه حاجه
قدرية بخبث : ها كنتي بتقولي إيه عارفه مكانها من زمان اهاااا طبعا مش انا اللي خطفتها ......أنهت كلمتها ثم جلست بارتياح علي الأريكة وهي تنظر إلي اختها التي جحظت عينيها بشدة من الصدمة لتهتف وهي تعقد حاجبيها باستغراب
عبير بصدمة : ايييييييه خطفتيها!!!
قدرية بتعجرف: أيوة ولسه انا معملتش حاجه
عبير بصدمة نطقت بتلعثم وكلمات متقطعه من صدمتها : از ز ز اي قدرتي ت تعملي فيا كدة ؟
اجابتها بكل البرود الذي يوجد في الدنيا وهي تقول بغل : زي ما قدرتي تقتلي بنتي قدام عيني!
عبير بدموع وهي تهوي علي الأرض : انتي عارفه إني مقصدش و كان حادث
قدرية بتغيير الموضوع: مش موضوعنا دلوقت انتي هاتسمعي عرضي ويا توافقي يا ترفضي وساعتها بقا متلومنيش علي اللي ممكن اعمله متنسيش اني كنت مريضة وليس علي المريض حرج يعني مش هاخد فيكي ولا في عيالك ربع ساعة سجن وعلي فكرة كلامي جد ومش بهزر
عبير بذهول ودموعها تنهمر علي خدها بصدمة : هتستغلي مرضك طب ما الدكتور قالنا إنك خفيتي منها خلاص
قدرية بسخرية : بس ليا ملف فيها وسهل جدا أنها ترجع تاني أو بورقتين والدنيا تظبط الفلوس تعمل أي حاجه يا ..... صمتت قليلاً ثم تابعت بسخرية .....اختي
عبير بحزن : وأي هو عرضك ؟
قدرية وهي تلوي شفتيها تصطنع التفكير قالت: هاخد واحدة من بناتك ..... قالتها ببرود جحيمي
عبير بصدمة : نعم ! تاخدي واحدة من بناتي انتي بتهزري اكيد بتهزري صح ....تبدلت نبرة صوتها للضعف وهي تقترب منها ثم جثت علي الأرض وهي تمسك بيدها وتقول برجاء
عبير بدموع: قدرية انتي اكيد بتهزري طب بصي انا مسمحاكي علي خطفك لدينا مع إنها كانت فترة صعبة عليا وحتي وجود أسماء معوضنيش عن وجود دينا في حياتي رغم إنها مقعدتش معايا كتير كلها ست شهور بس كانت أول فرحتي واتعلقت بيها اوي
دفعتها قدرية بعنف فوقعت عبير علي الارض ، بينما وقفت قدرية وهي تربع ساعديها أمام صدرها وقالت بكره : لا مش بهزر ولو انتي سمحتيني علي خطفي لبنتك فأنا مش مسمحاكي علي قتل دينا بنتي ودلوقت دينا عندها ماما واحدة بس وهي قدرية بس فاهمه ده انا اللي مربياها
عبير بدموع: قلبك بقي قاسي اوي
قدرية بسخرية ضحكت بشدة : ههههههههه اتعلمت القسوة منك من لما قتلتي بنتي قدام عيني فمتاجيش دلوقت وتلوميني
عبير بحزن: مقدرش أختار بيناتهم دول بناتي حرام عليكي اسيب واحدة منهم
قدرية بضيق: مش مشكلتي دي وبعدين استني انا لسه مكملتش انا هاخد واحدة من بناتك وكمان هتجوز عبدالله !
رفعت رأسها تطلع إليها بصدمة كبيرة لتجحظ عينيها بشدة وتفتح فمها بذهول مما تفوهت به شقيقتها
عبير باستهجان: تتجوزي مين عبدالله قالتها بشفاه مرتعشه لتتابع بصدمة .....جوزي ...جّـ وزي!
هزت راسها بتأكيد وهي تقول بتهكم وسخرية: أيوة بس مع تعديل بسيط انا ...
قاطعتها وهي تصرخ بها في حدة : انتي اتجننتي هتتجوزيه إزاي ده ده جوز أختك و .......
اجابتها قدرية بتعجرف: تؤتؤ طليق أختي !
عبير بدموع وصدمة : طليق اختك عايزة تخربي بيتي يا قدرية وتطلقيني من جوزي !
قدرية بتهكم: كما تدين تدان!
عبير بدموع: بس انا مأذتكيش انا عملت كده عشان مصلحتك ومصلحة دينا كان هيبقي عذاب اكبر لو فضلت عايشة كنتي هتستحملي تشوفيها بتتعذب قدام عينك البنت كان صعب تعيش ....
قدرية بضيق : الطب اتطور اوي وكان ممكن يبقي فيه حل بس انتي اختارتي الحل الصعب واللي يسبب لي العذاب طول حياتي والراحه ليكم انتوا ها انتي مش ملاك انتي دمرتيني ده انتي اتفقتي مع الدكتور يوم ولادتي لدينا اللي كلكم كنتوا عايزني أسقطها ومولدهاش بس انا اصريت إني هكمل وهولدها تقومي انتي يا اللي عامله فيها اختي تتطعنيني في ضهري وتخلي الدكتور يقصل ليا الرحم عشان مخلفش تاني عشان ترتاحوا ومتشيلوش هم قدرية جديدة مش كدة
جلست عبير علي الأرض وهي تجهش في البكاء وشهقاتها تعلو وقالت من بين دموعها: موافقتش موافقتش كان صعب عليا أعمل كدة بس بس هما اضطروني انا عمري ما اذيكي!
قدرية بكره : لأ اذيتيني وقتلتيني بسكينة باردة
عبير بدموع نظرت إليها وهي تهز رأسها بنفي: انتي مخفتيش اكيد أيوة إنتي مش اختي صح مش هي إللي بتتكلم دلوقت أكيد دي مش انتي
صدعت ضحكاتها الساخرة وهي تنظر إليها بخبث شديد ونظرة عينيها بحق مرعبه جدا
قدرية بخبث : لا دي قدرية ونص كمان أنا خفيت منها بس مفيش ضرر إني استفاد منها بردو هههههههه
عبير بدموع اقتربت من قدمها وأمسكت بها برجاء وتبدلت نبرة صوتها للضعف وهي تترجي أختها أن تعدل عن ما تطلبه منها فأي أم تستطيع أن تفعل ما تقوله لها كيف يمكن لها أن تتخلي عن قطعه من روحها
تحدثت بنحيب وعينيها قد احمرت من كثرة بكائها الحاد : قدرية بالله عليكي مش هقدر انا أنا صعب عليا. ... كانت تتكلم وهي تضع يدها علي موضع قلبها بقهر ثم تابعت حديثها ....... صعب عليا والله أختار طب ازاي بس انا مقدرش اتخلي عن واحدة منهم دول روحي
قدرية بقرف ابعدت يدها التي تمسك بقدمها ودفعتها علي الأرض وتعتلي شفاهها بسمة خبيثه وتشفي وهي تري أختها تتذلل لها هكذا أحست بانتصار وسعادة كبيرة حقٱ تلك المرأة معدومة الاحساس ومريضة عقليا تتلذذ بقهر اختها واذلال لها
قدرية بسخرية : شوفي معنديش غيره وإلا انتي عارفه أنا ممكن أعمل إيه وليس عليا حرج أنهت كلمتها الأخيرة و أطلقت ضحكة عاليه وهي تضحك بشكل هيستيري يثير الرعب
عبير برجاء : طب عشان خاطر دينا ارجوكي بلاش
قدرية بضيق: بلاش تيجيبي السيرة دي لأن كل ما تذكريها قدامي انا مبيهداش غليلي منك بل العكس ده انا بزيد قسوة فبلاش لانك انتي اللي هتطلعي خسرانه وخسرانه اوي كمان وشوفي بقا عشان ننهي الموضوع ده انا هاخد واحدة من بناتك وانتي هتختاري مع إن انا اختارت خلاص بس بردو هديكي فرصة تختاري ويا توافقي علي عرضي يا .... صمتت ثم نظرت لها بنظرة ذات مغزى تعلمها جيدا ولطالما كانت تنظر بها إليهم عندما تأتيها الحالة
عبير بحزن: هختار ..... صمتت لم يقدر لسانها علي النطق و بكت بشدة ، رمقتها بغضب شديد تنتظر أن تختار إحداهما
قدرية بملل : يلا بقا
دينا !
نطقتها عبير بصعوبة بالغه ثم انهمرت في البكاء
ابتسمت قدرية بانتصار وتلاعبت علي شفتاها ابتسامة خبيثة ثم قالت بخبث شديد: تصدقي بالله كنت عارفه إن ده اختيارك لاني عارفه إنك اتعلقتي بدينا أوي وكنت عارفه إن وجود أسماء مقدرش يخليكي تنسي وجعك علي بنتك الأولي وعلي العموم عشان مطولش عليكي أنا اصلا كنت مختارة أسماء من البداية
عبير بدموع : هي صغيرة و ملهاش ذنب بلاش قسوة عليها
قدرية بخبث: دي في عنيا دي بنت الغالية .....قالتها بسخرية وهي تلوي شفتيها
عبير بدموع: طب و أنا هعيش فين ؟
أخرجت قدرية ورق من أسفل الأريكة وأعطته لها وهي تقول بأمر: وقعي هنا الأول
عقدت حاجبيها باستغراب ونظرت إلي الورق في يدها فقالت قدرية بتعجرف: ده ورق طلاقك وهتلاقي عبدالله موقع عليه بردو
أخذت الورق من يدها بيد ترتعش ودموعها ما تزال تنهمر بشده علي خدها وهي تري ورق الطلاق ، نظرت إلي مكان التوقيع فوجدت امضاة زوجها أسفله يتبقي امضتها هي فقط وينتهي الأمر
قدرية بملل : يلا انجزي بسرعه شوي
عبير بدموع أمسكت القلم ويدها ترتعش ووقع القلم منها علي الأرض وتعالت شهقات بكاءها وهي تقول بضعف كمحاولة لاثناءها عن ما تنتويه: هتقولي لهم ايه هتوريهم وشك ازاي هتبقي في نظرهم الشريرة اللي اخدت الراجل من مراته وعياله مفكرتيش في صورتك قدامهم لما يشوفوني ويشوفوكي اخدتي جوز أختك هيكون شكلك ايه وقتها مفكرتيش
قدرية بسخرية : مراته أممممممم قصدك المرحومه بقا
فتحت عينيها بصدمة وهي تنظر لها لا تستوعب ما قالته توا
عبير بصدمة : المرحومه !
قدرية بضيق: أيوة مهو أنا مخططه لكل حاجه وعامله حسابي ومش مستنيه توجيهاتك انتي هتبقي قدامهم ميته وسايبه طفله محتاجه رعاية واهتمام ..... ثم تابعت بسخرية .....وحنان كمان وطبعاً مفيش أحسن من خالتها اللي في مقام أمها وقبل ما تقاطعيني انا دلوقت قدامكم مفيييش حاجه ومثيرة للشفقة جوزي مات وبنتي هي كمان يعني أنا محتاجه لجو العيلة زي ما أسماء هتبقي محتاجه لوجود أم تهتم بيها وتعوضها عن حنان أمها الميته
عبير بدموع: للدرجة دي بتكرهيني يا قدرية
قدرية بحقد : اكتر مما تتصوري
عبير بحزن: يعني انتي خلاص ناوية علي اللي في دماغك معقوله هتقتلي اختك بالحياه يا قدرية
قدرية بضيق: ولو أطول اقتلك هعملها بس لأ متفكريش اني مفكرتش اقتلك لأ فكرت بس قولت هستفيد ايه هي هتموت وترتاح وانا هنا هفضل في عذابي وحرقة قلبي علي عيلتي اللي ادمرت أما بقي إني اقتلك بالحياه زي ما بتقولي هو ده اللي هيبرد نار انتقامي وكرهي ليكي لما احرمك من وجود قطعه من روحك وتكون تحت سيطرتي انا وبس واشوفك مذلولة كدة ووقتها هكون سعيدة جدا وانا بستمتع بتدمير عيلتك وحتي لو انتي مختارتيش دينا أنا كدة كدة كنت هختار أسماء أيوة أنا اللي ربيت دينا كأنها بنتي بس بردو وجودها معايا طول الخمس سنيين دول معوضنيش عن حضن بنتي اللي حرمتنيني منه واستكتارتي عليا
عبير بحزن: هتعملي إيه اكتر من اللي عملتيه ؟
قدرية بشر : لسه اللي جي هيحرق أكتر وانتقام قدرية مخلصش عند كدة وبس
* عند هنا وللحديث بقية *
عودة إلى الواقع
قطعت رحلة ذكرياتها وهي تصرخ بدموع بعد أن عادت إليها ذكريات ذاك اليوم الذي ابتعدت فيه عن قطعه من روحها ليس لها ذنب في شيء ليكون مصيرها بين براثن أختها القاسية
قدرية بضيق: انتي من زمان اخترتي طريقك ومفيش رجعه منه .....أنهت حديثها وهي تسحبها من يدها بعنف تجرها خلفها والاخري تسير معها جسدا بلا روح ، ظلت تسحبها خلفها بقوة حتي وصلت إلي وجهتها أخيرا ثم جذبتها من يدها بقوة ودفعتها بغضب نحو تلك المقبرة ألقتها عليها بكره ثم قالت بحقد
قدرية بحقد : شايفه القبر ده ده اللي انتي مدفونه فيه ده قبرك انتي قدامهم كلهم ميته عارفه يعني ايه ميته ومفيش ميت بيرجع من الموت فاهمه
كانت مستلقية علي القبر تستمع لكلامها بصمت ودموعها لم تتوقف ، اشتاقت لابنتها وكيف لا تشتاق لها فهي قطعه من روحها حاولت دائماً أن تعرف أية معلومات عنها أو حتي صورة لها ولكن بلا فائدة أغلقت جميع الأبواب في وجهها وتوالت السنيين وراء بعضها وهي تعيش علي ذكريات الأربع سنوات التي عاشتها مع ابنتها الصغيرة
اقتربت قدرية منها ثم نزعت النقاب عن وجهها بغضب كبير وامسكتها من كتفيها تهزها بقوة
قدرية بحقد : زمان اتخليتي عنها وسبتيها ليا وانتهي الموضوع أسماء أمها ميتة فاهمه وهي فعلا ميته عشان تسيب بنتها وتختار أختها وتحرم بنتها الصغيرة من حنان أمها ومحبتها وتخليها تعيش يتيمة وتحت قسوة من لا يرحم ...صمتت قليلاً ثم تابعت بسخرية تحت تصرفي وهي متأكدة مليون في المية اني هعذبها ومش هخليها تشوف ولا يوم سعادة يبقي دي مش أم انتي بتقولي عليا مريضة يا عبير بس الحقيقة هي انك انتي اللي مريضة أسماء كان ذنبها ايه عشان تسيبيها دينا مقعدتش معاكي إلا ست شهور بس أما أسماء تلت سنين ونص ومع ذلك متعلقتيش بيها ومختارتهاش واختارتي التانية اللي بقي عندها خمس سنيين ومش بتقولك حتي يا ماما يبقي تخرسي خالص وملكيش عين توريها وشك فاهمه يا عبير أنسي أسماء خالص انسيها زي ما نسيتيها زمان
وقفت تستمع لكلامها بصمت ودموعها تعمي غشاء عينيها فلا تره أمامها
قدرية بضيق: و دلوقتي ارجعي مطرح ما .......دينا ! قطعت باقي حديثها عندما رأتها تقف خلفهم كالصنم عينيها متحجرة ومتسعه علي آخرهم بوجه شاحب لم تره قدرية ولكنها تعلمه يقيناً
ألتفتت عبير التي شحب وجهها وانتفخت أعينها من شدة بكائها وقالت بصدمة عند رؤيتها لها لتهتف بدهشة وهي تعقد حاجبيها باستغراب
عبير بدهشة : أسماء !
فتحت عينيها علي آخرهما بصدمه وهي توجه نظراتها المصدومة ما بين أختها و ابنتها
وقبل أن تنطق بكلمة واحدة قاطعها صوت عبير التي قالت وهي تكفككف دموعها بيدها
عبير بدموع: أسماء إنتي لسه هنا فكرتك مشيتي !
قدرية بضيق همست لها بخفوت : انتي عارفها منين ؟
عبير بدموع: شوفتها الصبح قبل ما اقابلك
عودة إلى الوراء
كانت تقف عند مدخل المقابر وهي تبكي بعنف وضعت يدها علي صدرها بألم وهي تسعل بشدة وقد كانت شاردة في بحور ذكرياتها المريرة والتي تمنت محوها يوماً عندما قطع عليها شرودها صوت يهتف بهدوء ورقه
_يا امي انتي تعبانه !
فاقت من شرودها ، فالتفتت لمصدر الصوت فوجدتها فتاة في مثل عمر ابنتها الصغيرة تقريباً ترتدي النقاب وفي عينيها نظرة حزن وقلق استشعرته من نبرة صوتها القلقه
عبير بحزن ودموع : لأ يابنتي تعب قلبي وحرقته علي ضنايا اصعب بكتير من أي تعب جسدي تاني
ردت عليها الفتاة بعدم فهم: أنا مش فاهمه بس أقدر اساعدك
عبير بحزن: اللي يقدر يساعدني هو رب العباد شكراً يابنتي علي سؤالك
شعرت بالحزن لأجلها فوضعت يدها على كتفها بحنان وقالت بصوت هادئ : ونعم بالله يا أمي
عبير بلهفه : قوليها تاني !
عقدت حاجبيها باستغراب ونظرت إليها بعدم فهم ، فقالت عبير بتوضيح : أقصد كلمه ماما قوليها تاني بالله !
ابتسمت في وجهها وقالت : ماما
عبير بحزن: انا بنتي في عمرك كدة
أسماء !
قالها سيف بصوت مرتفع غاضب بعض الشيء
نظرت إليها باستغراب ولهفه وتحدثت : إنتي اسمك أسماء يابنتي !
كادت تكمل معها باقي الحديث عندما رأت سيف يقف منزعج ويحمل في يده شنطة مشتريات بها بعض علب العصير و في يده الأخري باقة زهور بيضاء
فالتفتت له وابتسمت في وجهه حتي لا يغضب
أسماء بهدوء : عن إذنك هروح اشوف جوزي
عبير بلهفه لا تدري ما سببها قالت بعدم تفكير : لأ خليكي متمشيش !
نظرت أسماء لها بتعجب من طلبها ولكنها راعت أنها امراءة كبيرة وأيضاً تبدو ضالة الطريق أو تبحث عن أحد فقالت لها مبتسمة : مينفعش يا أمي والله لازم اروح اشوف جوزي يلا مع السلامه وربنا يريح بالك وتلاقي بنتك !
آمنت علي دعاءها ، ورحلت أسماء لتري سيف الذي يكاد ينفجر من الغيظ بينما هي توجهت لمدخل المقابر
كاد سيف يتكلم ولكن أسماء فاجأته وهي تحتضنه بقوة حتي تمتص غضبه ، بقي سيف علي ذهوله منها ولكنه استسلم واحاطها بيده وهو يجذبها له أكثر
سيف بهدوء وهو يحتضنها : بتثبتيني كدة !
أسماء وهي تعقد حاجبيها بتهكم : يعني يا سيف مش عاجبك حاجه خالص !
سيف بهدوء: أنا قولت لك إيه متتحركيش من مكانك وانتي سيادتك بقا كنتي واقفه تعملي ايه مع الست دي
أسماء بحزن: كانت عماله تعيط اوي صعبت عليا وكمان كانت بتتنفس بصوت عالي فروحت أشوفها لو اقدر اساعدها
سيف بحب : كل يوم بعشقك عن اليوم اللي قبله عارفه انا بشكر الظروف اللي حطتك في طريقي كانت احلي ظروف عدت عليا في حياتي كلها بحبك يا مقتحمة حياتي
أسماء بخجل: ياااااه يا سيف أنت لسه فاكر الإسم ده
أبعدها سيف بحنان ثم أخرج هاتفه الخاص وضغط علي بعض الأرقام ثم رفع الهاتف أمامها وقال
سيف بعشق : طب بصي كدة
نظرت أسماء إلي الهاتف بدهشه وامتزجت بالخجل الشديد وقالت بصوت هادئ
أسماء بخجل: مقتحمة غيرت حياتي
سيف بحب : انا مسجلك كدة
أسماء بخجل: دايما بتكسفني ومش بعرف أرد عليك خالص !
سيف بخبث : مش عايز كلام انا بموت في الأفعال !
أسماء بخجل: سيف !
ضحك سيف بشده وهو يراه وجهها يكاد ينفجر من كثرة خجلها، ثم تمالك نفسه ونظر إليها وقال : طايب طايب سِکْتٌ مش هتكلم لينا بيت يلمنا
أسماء بخجل وصوت خافت: مكنتش اعرف أنه قليل الأدب كدة ياربي
انفجر سيف ضاحكاً علي حديثها الذي وصل إلي مسامعه فعلي ما يبدو قد نست أسماء أنها متزوجه من صقر المخابرات الذي يستمع لدبة النمله ولا يفوته شيء وقد تناست أنه هو وقلة الأدب مرتبطين علي كلامه ولا يمكن لأحد أن يفرقهم !
أسماء باستغراب: مالك بتضحك على إيه؟
سيف بخبث : عايزة تعرفي
أسماء بخجل وارتباك من نظراته : لا مش عايزة خلاص
سيف بهدوء: طيب يلا قدامي يا هانم
ابتسمت له وشبكا أيديهما مع بعض وسارا الاثنان تغمرهما سعادة بالغه حتي وصلا معا الي مدخل المقابر وكاد سيف يدخل معها عندما قاطعه صوت ارتفاع نغمة هاتفه الخاص فاستأذن من أسماء
سيف بهدوء: طيب يا أسماء أدخلي انتي وانا هخلص المكالمه وهاجيلك وأكيد بردو عايزة تقعدي براحتك مع والدتك وانا هديكي مساحه اتكلمي معاها براحتك خالص وأنا مستنيكي هنا
أسماء بخجل اقتربت منه وقبلته علي خده و ضمته بحنان ثم أخذت من يده باقة الزهور ودلفت إلي داخل المقابر بينما الآخر كان مغيب تماما عن الوعي ليهتف بعد أن فاق من موجة المشاعر التي غمرته
سيف بخبث : شكلها هتحلو بوسه وحضن كمان اتنين في يوم واحد كتير عليا والله ههههه ربنا يهديكي يا اسماء وتطريها علينا شوي كمان
عودة إلى الواقع
قدرية بصدمة : يعني قابلتيها
عبير بتأكيد: أيوة
كادت تتحدث فقاطعتها عبير وهي تقول باستغراب : وهو انتي تعرفيها ؟
جحظت عينيها بشدة ثم تداركت نفسها وهي تقول محدثة نفسها : يبقي عبير متعرفهاش أيوة طبعاً هتعرفها منين و أسماء بردو هتعرفها ازاي وهي منقبه بس حتي لو معرفتهاش مهم اتقابلوا
قطع عليها حديثها مع نفسها صوت عبير التي اقتربت من اسماء التي ما تزال تقف أمامهم بصدمة كبيرة وهي تفتح عينيها علي آخرهما بينما انهمرت دموعها وهي لا تدري
عبير بحزن: مالك يا بنتي ؟
كلمة واحدة صدرت عن أسماء : مـ ...ا ....مـ ....ا
عبير بصدمة: ايييييه
وقبل أن تنطق بكلمة كانت قدرية قد أخرجت سكين من حقيبتها واقتربت منهما وهي تخفي السكين خلف ظهرها
قدرية بخبث: بما إن اللعب بقا علي المكشوف والمستخبي بان أنهت كلمتها وهي تقف أمامهم و قالت عبير بدموع: انتي بنتي أسماء مش كدة كان قلبي حاسس
قدرية بكره : وعشان اللحظة دي لازم تتختم بنهاية جميلة ....أنهت كلمتها وهي تدخل السكين في جسد المسكينة لتقع علي الارض تغرق في بحر دمائها
تزامن ذلك مع دخول سيف لكي يأخذ أسماء معه عندما دخل وراها تهوي علي الأرض غارقه في دماء تغطي ملابسها وفي أحضانها امرآة أخري
سيف بصراخ وصدمة : اسمااااااااااااااااااء
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية مقتحمة غيرت حياتي" اضغط على أسم الرواية