Ads by Google X

رواية ليتك كنت سندي الفصل الثاني 2 بقلم أسماء عبد الهادي

الصفحة الرئيسية

   رواية ليتك كنت سندي  الفصل الثاني بقلم أسماء عبد الهادي


رواية ليتك كنت سندي  الفصل الثاني

في المساء عاد ماجد من الورشة الخاصة بوالده والذي يساعده بها في الأيام الذي يقضيها معهم بالمنزل،

ذهب إلى غرفة أخته بعد نظف يده ووجهه ،طرق الباب ومن ثم دخل إليها ،لترمقه هي بابتسامتها المحبة المرحة
_ أهلا يا كبير ،جيت إمتا؟

أشار لها إلى ملابسه والتي مازال عليها أثر العمل
_زي ما إنت شايفة لسه حالا يادوب غسلت إيدي، ها قوليلي عملتي إيه مع السمجة هانم

ضحكت رهف فهي تعرف أنه يقصد ملك ابنة خالته
_ولا حاجه زي ما جت زي ما روحت،مساعدتنيش في حاجة

ليقول هو بسخرية
_أقطع دراعي إن مكانتش جاية علشان تشوف الحاجات اللي حسن بعتهالك

لتهتف أخته بإعجاب
_ياحلاوتك إنت يا فاهمهم، هو ده بالظبط اللي حصل

ليقترب منها أخيها مداعباً شعرها
_سيبك منها وقوليلي إنتي ناقصك حاجة؟

لترمقه بإمتنان
_حبيبي متحرمش منك، مش ناقصني حاجة كله تمام الحمد لله

_ربنا يسعدك ياروحي

لتضيق هي عينيها وترمقه بعلامات إستغراب،

فيرفع هو حاجبيه
_مالك بتبصيلي كده ليه يابت إنتي

لتضحك هي بدلال على أخيها
_أصلك فى الفترة الاخيرة دي، كويس معايا ومفيش ضرب كده ولا كده

رفع رأسه إليها ومد ذراعيه يشمر عن أكمامه ويقول بغية إثارة خوفها

_اه قولتيلي وحشك هزاري مش كده ،طب افتكري إنك اللي طلبتي

لبتعد هي خوفا من مزاجه الثقيل
_لا وربنا مش وحشني ولا حاجه أنا بس مستغربة مش أكتر

ليقترب منها ماددا يده على رقبتها من الخلف،لتصيح هي
_عااا، بابا ،ماما

ليكمم هو فمها وينظر تجاه الباب
_اشش ،وطي صوتك يازفتة ،أمك هتيجي تطلعهم علينا دلوقتي

لتبعد هي يده عنها
_طب أحلف إنك مش هتضربني؟
ليضحك هو بقوة
_يا عبيطة ،ده مش ضرب ده تقدري تسميه هزار

لترمقه بإستياء
_ياسلام ،ده هزار أمال لو ضرب هيبقي عامل إزاي ؟

ليقول بجدية
_لا ،الضرب حاجة تانية ،وأتمنى متشوفيهوش مني في يوم من الأيام

لتزدري ريقها بخوف
_ربنا يستر

ليعود هو إلى مزاحه ثانية
_مالك يا هبلة خفتي كده ليه؟, متقلقيش أمك موصياني مجيش جمبك علشان عروسة بقا وكده

فتضحك بارتياح
_طيب الحمد لله ،هترحم من إيدك دي أخيراً

فأردف مازحاً
_لا ياروحي متفرحيش أوي ،يومين كده لبعد الفرح وترجع ريما لعادتها
القديمة

لترمقه بضجر
_على فكرة إسمها حليمة ،مش ريما

أجابها بلا مبالاة
_ياشيخة مش هتفرق.
ليسمعا في هذه اللحظة صوت والدتهما تنادي عليهما لتناول العشاء ،فأنطلقا سريعا ملبيان النداء حتي لا تمطر أمها عليهما بوابل من التوبيخ

جلسا حول المائدة ،بعدما قبلت رهف وجنتي والدها فرحة بعودته من العمل فهي لم تره منذ الصباح
_حمدا لله على سلامتك يا بابا

ليقابلها بوجه وشوش فهي مدللته
_الله يسلمك يا عيون بابا،ها أخبارك إيه يا عروسة؟

ليتخضب وجهها بحمرة الخجل
_الحمد لله يا بابا ،ربنا يخليك ليا إنت وماما

ليمسد هو على شعرها
_ربنا يسعدك،يابنتي

لتزفر الأم بضيق
_مش هنتعشى بقا ولا إيه؟

لتجلس رهف مكانها جوار أخيها_حاضر ياماما

لتقول سوسن بضجر
_وأنت كل ما نادي عليك ألاقيك في أوضة أختك

نظر ماجد لأخته وكاد يرد ،ولكن والده سبقه قائلا
_وفيها إيه يا سوسن مش أخته، وعايز يقضي معاها وقت شوية قبل خلاص ما تتجوز

هتف ماجد ببراءة
_قولها يابابا ،مش عارف سوسو الأيام دي روحها في مناخيرها ليه؟

لتقول رهف بإهتمام فهي أيضا تلاحظ تعكر مزاج أمها
_مالك يا ماما ،في حاجة مضايقة حضرتك!!!

ليتكلم الأب بهدوء وهو ينظر أمامه إلى الطعام
_ماما كويسة يا حبيبتي،بس إنتي عارفة الأمهات،لما بنتهم تقرب تتجوز بتكون زعلانة علشان خلاص هتسيبها

لتهتف رهف بجدية
_ماما حبيبتي أنا مستعدة،متجوزش وأقعد معاكي

لتصيح بها أمها
_نعم ياختي متتجوزيش؟قال تقعد معايا قال بطلي عبط يا رهف

استغربت رهف ردة فعل أمها ونظرت لماجد الذي رد بدفاع عن أخته
_ياماما مش قصدها،هيه بس مش عايزة تشوف حضرتك زعلانة مش أكتر

لتردف هي
_مين قال إني زعلانة ده أنا هطير من الفرحة ،أخيرا بنتي الحيلة هتتجوز وهشوف عدلها

لتتنهد رهف براحة فهي ظنت أن أمها حزينة منها وقالت
_حبيبتي ياماما

ساد الصمت لدقائق معدودة ومن ثم تكلمت سوسن
_بقول إيه يا أبو ماجد،أنا بقول يا خويا ،ننزل بكرة نجيب حاجات الصباحية

ليهتف فهمي بعدم رضا
_صباحية إيه اللي نجيبها من دلوقتي،لسه يومين على الفرح

سوسن بتوضيح وجهة نظرها
_ انا بقول يعني علشان ،يومها هنكون ملبوخين ومش هنلحق

تدخل ماجد في الموضوع مؤيدا رأي والده
_يا أمي ،هنقدر نجهز كل حاجة يومها متقلقيش ،وبعدين الجو حر لو جبنا الحاجة دلوقتي ممكن تبوظ

لتزفر الأم بضيق
_يووه ،محدش فيكم بيوافقني الرأي، فينك يا ماهر يا حبيبي،إنت اللي بتريح أمك

ليهتف ماجد بتبرم
_ياسلام يا ست سوسو ،بقى أنا والنسمة الرهيفة اللي جنبي دي ،بنتعبك ؟؟
عند هذه اللحظة رن جرس الباب
فيقول فهمي رافعا أحد حاجبيه
_وده مين اللي جايلنا في الوقت ده

نهض ماجد من مكانه متوجها نحو الباب _هروح أشوف مين

فتح الباب ومن ثم ابتسم وقال بترحاب محتضنا أخيه التوأم
_كابتن ماهر،دي إيه المفآجأة الحلوة دي،نورت يا كبير

ليبادله أخيه العناق
_ده نورك ياباشا ...وكاد يردف كلامه ويقول شيئا حتي وجد أمه تستقبله بلهفة _ماهر،حبيبي ،وحشتني يا ضي عيني
ومن ثم أمطرته بوابل من القبل
_حبيبتي ،ياماما وإنتي أكتر، عاملة إيه يا غالية
لتقول وهي تنظر لأعينه بفرحة_أحسن كتير لما شوفتك يا نن عين أمك

ليميل ماجد إلى أخته
_شايفة المحن بتاعة أمك، دي عمرها ما عملتها لما برجع من الشغل

لتنظر له أخته بنصف عين
_شايفة ناس غيرانة ،ده توأمك على فكرة المفروض تصفى قلبك من ناحيته

لتصرخ رهف لأن أخيها قد أمسكها من أذنها وقرط عليها بشدة
_بقا أنا قلبي مش صافي من ناحية أخويا ،طب اتحملي بقا اللي هيجرالك

رهف بألم
_بهزر ..بهزر والله ..سيبني بقا

كان ماهر يلقي التحية على والده حتى سمع صوت أخته تصرخ فلوى فمه بامتعاض _بدأنا مش هنخلص،
نادي على أخيه بملل
_إنت يا زفت بطل بقا هزارك الماسخ ده

ثم رمق أخته بنظرة تحذيرية أخافتها
_وأنتي بطلي تعانديه علشان مترجعيش تعيطي

رمق ماجد أخيه بضيق فهو يعرف كم أن توامه شديد ليس بلينا من اخته الصغرى_هو ده ترحيبك بأختك اللى فرحها كمان يومين؟

هتف بلا مبالاة وكأن الأمر غير مهم فعلاقته بأخته تشوبها الجمود والحدة وليست كمثل علاقة ماجد بها فماجد يمازحها ويلاطفها رغم يده الثقيلة معها دائما
_عاملة إيه يا رهف
أجابت رهف بخفوت فهي تتحدث أيضا معه بتحفظ فهي على الرغم من محاولاتها معه حتى تكون تفك جمود علاقتهما إلا أنها بائب بالفشل فشخصية ماهر على عكس توأمه تماما ،يميل للجدية والحزم ويعتبر المزاح أشياء ثانوية لا يراها سوى الأصحاب فحسب
_الحمد لله كويسة،حمدا لله على سلامتك

أردف ماهر متسائلا_ كله تمام ولا لسه محتاجة حاجة؟

كان يقصد بحديثه عن ترتيباات العرس فأجابت
_لا الحمد لله كله تمام
تحدثت سوسن باستياء وهم يهمون للعودة للطعام ثانية
_مش كنت قلت إنك جاي ياماهر كنت عملتك أكله حلوة يابني؟
تحدث وهو يلتهم ما أمامه من خبز فعلى ما يبدو أنه جائعا جدا
_ ما خير ربنا موجود يا ماما الحمد لله.

رفع ماجد حاجبيه باستغراب عودته في هذا الوقت
_بس غريبة يعني كنت بتقول هتيجي يوم الفرح؟

تنهد ماهر براحة لما حدث ممتنا لخاطب رهف الذي كان سببا بعوته باكرا
_كابتن حسن خطيب رهف، أسأذن الكوتش بتاعي علشان أنزل اليومين اللي قبل الفرح و ما صدقنا الحمد لله ،أن الكوتش وافق

نظرت سوسن إلى ابنتها التي تُخفضت رأسها خجلا عندما يتعلق الأمر بخاطبها
_والله ابن حلال وفيه الخير

بادل ماهر أخيه بالسؤال عن سبب وجوده بالمنزل والذي من المفترض في هذه الايام أن يكون في موقع عمله
_وأنت بتعمل إيه هنا ؟المفروض تكون سافرت من امبارح؟

أحاط ماجد أخته الصامتة ب ذراعيه قائلا بحب أخوي صادق
_أخدت أجازة من الشغل ،علشان أقضيها مع القطة دي قبل ما تتجوز

لوى ماهر شفتيه بامتعاض فعلى ما يبدو أن سبب ماجد واهن ولا يروق له و فهو فرح بأجازته ليس ليجلس جوار أخته وإنما ليستريح من عناء التدريبات الشاقة التي يتلقونها بالنادي الرياضي، لكنه لم يعلق

صمت الجميع برهة ،حتى تذكر ماهر شيئا فرفع بصره تجاه أخته ثانية
_أه صحيح ،حسن بيبلغك إنه هيعدي عليكي بكرة علشان تختاروا فستان الفرح
ثم التفت لأبيه الذي يستمع لهم بهدوء فهي عادته دائما الهدوء والرزانة ولا يتدخل في الإمر إلا أذا استحق تدخله
_ده بعد إذنك يا بابا

تحدث فهمي ناظرا لابنته
_مفيش مشكلة ،بس تروحي معاهم يا سوسن

لتهتف سوسن بحماس جلي على عينيها
_أكيد طبعا هروح،بنتي هبلة ومش هتعرف تختار فستان عدل

رمقت رهف أمها باستياء مستنكرة ما قالته بشأنها لكنها لم تُعلق ،لكن ماجد استغل تلك الفرصة كعادته لمشاكسة أخته ،فانخفض قليلا تجاهها هامسا بمزاح
_ياهبلة

لتضيق هي عينيها بغيظ منه ومن ثم تضغط على قدمه بشدة من أسفل المنضدة فهم يجلسان متجاورين ،ليتألم هو بصوت عال فلم يتوقع ما فعلته أخته

فقال ماهر بإستغراب
_في حاجه يابني!! مالك؟

إدعى ماجد الابتسامة وقال رامقا أخته بتوعد
_لا لا مفيش حاجه دي باينها نملة قرصتني في رجلي

أرتشفت رهف من كوب الشاي خاصتها بهدوء وكأنها لم تفعل شيئا وفي داخلها ابتسامة متشفية من أخيها لاحظها هو فهو يعرف كل تفصيلة تصدر عن أخته فقال بغيظ يكتمه_بتمثلي الحمل الوديع ها ؟ ماشي يارهف

مالت ناحيته هامسة
_ علشان تبقى تقول عليا هبلة تاني

إدعي هو الغضب_بقا كده!

هزت رأسها بمرح _أينعم

فابتسم لأخته سعيدا برؤيتها سعيدة وهانئة

يتبع الفصل الثالث اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent