رواية بنك الحظ البارت الثاني 2 بقلم اية حسن
رواية بنك الحظ الفصل الثاني 2
_ خدي يا بت هنا، انتي تعرفي تيّام دة منين!!
«سألت دينا باهتمام، وجاوبت رواء بحيرة»
_ معرفوش غير من دقايق، بس شكله هيعلقني من الكوتشي دلوقتي!
_ ليه عملتي معاه ايه مخليكي خايفة كدة؟
بضيق _ يوووه يا دينا، سيبيني ف همي دلوقتي!
جات عليهم زميلة وقالت "مستر تيام عاوزك ف مكتبه يا رواء"
وسعت عينيها باذبهلال _ أحيه عليا.. روحي قوليله ماتت ولا جالها شلل مؤقت
دينا _ ليه يا بنتي كل دة روحي شوفيه عايز ايه
تمتمت بخفوت ونبرة أشبه للبكاء _ أكيد عايز ينتقم مني بسبب الربع جنيه!.
طلعت السلم ورجلها الاتنين بيخبطوا ف بعض، لغاية ما وصلت قدام باب مكتبه، اتنهدت بقوة وبعدين داست ع المقبض وحركت رجلها لقدام ببطء، ومشيت بالراحة لغاية ما وقفت قصاد المكتب، وبتدور عليه بعينيها
همست لنفسها _ هو مستخبي ليا عشان يخرعني ولا إيه!
عدلت نفسها بسرعة وبصت ف الأرض لما سمعت حمحمته وهو خارج من الحمام.. لما شافها واقفة بصلها للحظة وبعدين اتحرك ناحية المكتب وقعد ع الكرسي
رفعت عينيها لثواني وبصتله وبعدين همست بتمتمة
_ هو ماله عاملي فيها باتمان كدة ومتنأعر ع الفاضي
سألها لما سمع تمتمه منها _ بتقولي حاجة؟
بابتسامة بلهاء _ ياخد عدوينك يا سعادة البيه، دي ابتهالات أصل أنا مؤمنة بالله عكس كل اللي ف البنك
_ ليه هم اللي هنا مش مؤمنين؟
شاورت بنفي _ ولا بيركعوها، دول مش حافظين الفاتحة أساساً.. لكن أنا ابويا شيخ جامع ومحفظني سبع أجزاء الحمد لله وبكمل
قالتها بفخر واعتزاز، وهو هز راسه ووقف وهو ماسك ملف ف ايده وسأل:-
_ اسمك رواء كارم؟
بلعت ريقها بتوتر لما شافته واقف وماسك ملفها وبيبص عليه باهتمام
_ وانت بتسأل عن اسمي ليه! وليه ماسك الملف بتاعي عاوز مني ايه ها!! هتستغل ظروفي وتجبرني ع الجواز منك وبعدين تاخدني تعيشني ف بيتك وتضربني بالكرباج ليل نهار! وتبعدني عن أهلي وناسي واصحابي عشان انت سادي وعندك مرض الغيرة والهوس أكمن أمك كانت بتشتغل رقاصة وكل دة عشان ربع جنيه مخروم !
بصلها باندفاع وكان ع وشه علامات الدهشة والغرابة من كتلة أفكارها الخيالية والعجيبة.. لكن مهلاً هي قالت أمه رقاصة؟!.
خرج من وراه مكتبه واتحرك ناحيتها بغضب _ انتي قولتي ايه دلوقتي! أمي انا رقاصة؟
حطت ايديها قدام وشها استعداد لأي هجوم منه وقالت بهدوء:-
_ لا مش القصد، وبعدين مش يمكن تكتشف فيما بعد انها كانت بتحب الرقص!
_ انتي عبيطة! ايه السيناريو المقرف دة! وبعدين انا اتجوزك ليه أصلاً وانا خاطب؟
شوحت بإيدها _ يا عم ما تخطب ولا تتنيل حتى؛ أنا مالي!! ايش أحشرني ف حياتك الشخصية؟
هتف بحنق _ مش انتي اللي بتقولي اتجوزك وبتاع!
بضيق _ مانت اللي ماسك ملفي وبتقلب فيه بطريقة غريبة وبتسألني كإني ف امتحان!
باستهجان _ أنت؟ هو أنا ابن اختك؟
ربعت ايديها بغيظ _ ممكن أعرف حضرتك عاوز مني ايه! واشمعنى انا اللي طلبتني؟
_ لأني كنت بدرس ملفات أكتر الموظفين نشاطاً ولفت انتباهي ال CV بتاعك؛ عشان كدة طلبتك!
رجع قعد ع الكرسي تاني وكمل _ ازاي حضرتك خريجة سياحة وفنادق وبتشتغلي ف بنك؟
رفعت حواجبها بدهشة _ وانت عرفت منين؟
_ مهو قدامي يا بنتي شهاداتك وكل حاجة عنك
ضيقت عينيها _ مش بقولك ناوي ع انتقام
نفخ بضيق _ وأنتقم ليه! في حاجة بيني وبينك؟
_ أيوة، عشان مرضيتش آخد منك الربع جنيه اللي عرضته عليا يا مرتشي
_ انتي هبلة يا بنتي
باندفاع _ انا مسمحلكش...
انتبهت ع صوتها العالي لما رمقها بحدة وتابعت بتراجع _ قصدي عيب يعني تشتمني وانا ف مكتبك
رفع حواجبه وهتف بنبرة لعوب _ دة انتي متوصي عليكي جامد أوي، أمال ايه بقا حكاية الشعارات الكدابة اللي دخلتي علينا بيها ف الميكروباص دي! وحقوق المواطن والدستور والديمقراطية، دة انتي كان ناقص تعملي انقلاب وف الاخر ألاقيكي متعينة بواسطة!!
رفعت صباعها السبابة _ علمك أنا اتعينت هنا بجدارتي ومجهودي الشخصي، كل الحكاية ان عمي كان عاوز يشغلني ف مكان محترم عشان زي ما قولتلك احنا ناس نعرف ربنا.. مش زيك صبي عالمة
قالت كلمتها الأخيرة من بين أسنانها بصوت خافت
_ والله هنبقى نشوف الجدارة دي لما نعملك اختبار، عشان انا مبحبش شغل الواسطة والمحسوبية.
بصتله بحنق وقالت ف عقلها_ جاتك نصيبة، وانت شبهة نبيلة عبيد ف الراقصة والسياسي
شارولها بإيده _ خلاص اتفضلي
اتنهدت وقعدت بسرعة ع الكرسي_ دلوقتي افتكرت تقوللي اتفضلي! دة رجلي شققت من الوقفة
هتف باستنكار وغيظ _ أنا بقولك تتفضلي ع شغلك مش تقعدي!!!
عقدت حواجبها وقامت عشان تخرج، وتمتمت وهي بتتحرك ناحية الباب
_ دة انت خبيث، يخربيت رموش عينيك
دخلت مكتبها وقعدت مكانها ودينا وقفت وراحت عندها
_ حصل ايه يا بت؟
بحنق _ ابن رجل الغراب فتحي افندي مدير البنك القديم، كان سايب الـ CV بتاعي مع ملفات الموظفين، والبيه الجديد بيتلاوع عليا إلاهي ربنا يحرقهم كلهم بمية نار
ضحكت دينا_ وعملتي ايه، ولا قولتيله ايه؟
_ ولا حاجة عايز يعملي اختبار قدرات فاكرني تلميذة ف معهد سكرتارية، بس ع مين وحياته عندي ما هخليه يتهنى بترقيته
_ بقولك ايه، كلي عيش وبلاش تخربي ع نفسك، انتي شغالة هنا بقالك 4 سنين حاولي تشيليه من دماغك عشان متخسريش شغلك.
رفعت ايديها بالدعاء_ إلهي أشوفه مرفود ولا مطرود يا رب
بضحك_ يا شيخة حرام عليكي، دة الواد قمرين وعنده كاريزما وشكله شاطر ف شغله
_ كاريزما دي تبقى ستك.
رواء حست بالعطش وراحت عند التانك تشرب، وهي بتملى الكباية سمعت بنتين بيتكلموا عن تيام
_ المدير الجديد قمور وموز أوي، دة غير أنه صغير ف السن يعني بنات البنك كلهم هيعجبوا بيه
البنت التانية بهيام_ أه فعلاً، شبه هيريثك روشان أوي
كانت متابعاهم ورفعت شفايفها وهي بتبصلهم ببلاهة وتمتمت لنفسها بحنق:-
_ هتولعوا ف جهنم بسبب كدبكم دة!
تابعت البنت الأولى باعتراض_ لا دة شبه براد بيت
رواء نفذ صبرها وراحتلهم_ هيريثك ايه وبراد ايه! انتوا عميان؟ دة يوم ما يطلعله شبه هيبقى أبو حفيظة أحلى منه!
_ لا طبعاً دة هنسم
بسخرية _ يرحم جدك يختي، فين وسامته دي اللي بتتكلموا عنها، أنا مشوفتوش غير حمار من غير ديل أو بغل أيهما أقرب، قال تيّام قال هه دة فرّان
البنتين وسعوا عيونهم بصدمة وبيحاولوا ينبهوها بعينيهم بس هي مكملة ف حديثها
_ عارفين دة تقريباً كان شغال ع توكتوك، مش لايق عليه خالص لقب مدير...
سكتت فجأة لما حست بصوت نفس بيخرج بغضب من وراها، وفهمت انه هو اللي واقف ابتلعت ريقها.. ضربت جبينها بكف ايدها، ورسمت ملامح باكية وتمتمت بصوت متقطع:-
_ أنـ.. ا بقول أجري صح؟
البنتين هزوا راسهم بموافقة وهي فجأة صرخت بأعلى صوتها
_ الحقيني يماااااااا..
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية بنك الحظ" اضغط على أسم الرواية