رواية عشق وليد الصدفة الفصل الثاني بقلم اية عبيد
رواية عشق وليد الصدفة الفصل الثاني
تطلعتا عليها وعد و سلمي و قد تملكت منهم الصدمة فور تعرفهما عليها ...نعم فهي من يعتقدون أنها حبيبة ذلك الأحمق..
أما عن انورين ف إندهشت أن هذه الفتاة سوف تُدرسُها ولكن لم تعطي لها إهتمام ف من الممكن أن تكون من الذين لا يهتمون بالتعليم ...ومن ثم بدأت في الشرح...
وفي أثناء الشرح تحدثت سلمى و قالت :-" وعد مش دي اللى كانت مع الراجل إياه"
وعد وهي تتطلع على انورين:-" اه هي ياختي "
سلمي بتساؤل :-" بس دي اي اللي هيجبها هنا انا قولت أنها حبيبت الواد ده"
وعد بنرفزة:-" سلمي أبوس إيدك مش ناقصة ممكن علشان يتوصوا بيها هنا ولا انت مش عارفه"
وقبل أن ترد عليها سلمي استمعوا إلى انورين وهي تقول:-" أظن مش هينفع أكون بشرح و في ناس بتتكلم ومن اول مُحاضرة ...اللى عايز يتكلم يتكلم برا السيكشن ده مفهوم يا شباب "
علموا أنها تقول هذا الكلام و توجهه إليهم وأنها لم تريد احراجهم أمام باقية الطلاب المتوجدون...بعدها أخذوا يستمعون إليها و يلقون إليها الأسئلة و الاستفسارات ...
كانت مذهولة من تلك الفتاة التى تتناقش معاها و تلقي لها الأسئلة كانت في مخيلتها أن هذه الفتاة مُشاغبة وأنها ليست من النوع الذي يريد أن يتعلم بل يأتون لكي يصاحبون الشباب و يخرجون معهم ...
بعد أن انتهى من الحديث مع عميد الكلية بعد توصيات منه على أخته وأن لا يزعجها أحد والا سوف يحظون بغضب وليد السويسي ...ومن ثم توجه إلى شركة السويسي..
بعد أن وصل إلى وجهته حتى دلف الي هذا المبنى الشاهق المرتفع ...قدم الرجلان الذين كانوا واقفين أمام بوابة المبني و كل من يراه يستقيم... كان يرى الذي كان يحتسي قهوة يتوقف عن تناولها و يهب من مقعده لتقديم التحية له.... و الذي يُمسك هاتفه و يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي و فور رؤيته يستقيم و يلقي ب هاتفه فوق مكتبه ....و هؤلاء الفتيات الذين يتهامسون ب وسامته و فور أن يروا نظرته الثاقبة لهم ابتلعن كلامهنّ في أجوافهنّ ...
ومن ثم صعد إلى مكتبة و ما إن دلف إليه حتى تابعته مساعدته :-" عدي فين يا إنجي"
انجي برسمية:-" في مكتبة يا فندم و سأل على حضرتك كذا مرة و طلب منى لما حضرتك تيجي اكلمه"
وليد :-" طب تمام ابعتيلي واحد قهوة و ابعتيلي عدي يجي ب أوراق صفقة العربيات"
أومات له انجى و من ثم استأذنت لكي تنجز ما طلبه منها ...وبعد خمسة دقائق كان الباب يدق ثم دلف منه عدي و الذي هو يا سادة شقيق وعد الذي كان يتشاجر معاها منذ قليل ...
و ما إن دلف حتى جلس علي المقعد المجاور مكتب رفيقة و من ثم ألقى ملفًا ما فوق المكتب :-" ده ورق الصفقة إللى طلبتها"
أخذ وليد يتصفحه:-" رجعتها يا عدي"
أومأ عدي و من ثم شرد بعقله إلى خاطفة النوم من عينه...
أخذ وليد يقرا صفحة تلو الأخرى و يسأل عدي بعض الأسئلة وهو في إنتظار إجاباته ولكن لم يأتيه رد ...رفع عينيها عليه رآه ينظر إلى الحائط المقابل له و يبدو عليه الشرود ...ف أخذ يناديه و بلا رد نهائيًا ...هبَّ من مقعده و توجهه للجلوس فوق المقعد المقابل ل عدي :-" مالك يا عدي فيك اي"
عدي و قد أفاق إلى نفسه و استقام في جلسته:-" مفيش يا وليد بس كنت سرحان شوية في أمور الصفقة و مؤمن الباشا"
وليد:-" لا ده م تقلقش منه...تمامُه معايا و كمان ده بيلف يمين و شمال و عايز يوقعنا و انت عارف اننا ماشيين في السليم و مفيش حاجه علينا"
عدي بتفهم:-" عارف بس بردو انت عارف انه ندل و جبان و ممكن يعمل اي حاجة "
وليد وهو يسند ظهرة علي المقعد:-" عدي انت فاهم او عاقل الكلام إللي انت بتقوله ده "
تأفأف عدي لأنه لم يستطع أن يكذب على رفيقهُ :-" أيوا يا عم بتوه عن الموضوع خلصنا بقا"
وليد بهدوء:-" طب ما تحكي يا عم لو انت فاهم و عارف اني حفظك اكتر من نفسك و ان اقل ما يقال عليك كتاب مفتوح بالنسبة ليا "
عدى بتنهبده :-" مش عارف مالي النهاردة أول يوم شغل ليها خايف عليها كل ما أفكر ان في حد ويشوفها ويسمع صوتها بموت بتجنن انت فاهمني"
وليد :-" طب وانت م روحتش توصلولها ليه"
عدى بحزن :-" مش لما تحس بيا الأول يا وليد"
وليد :-" من كلامك بيقول انها فاهمه حقيقة مشاعرك ليها "
عدي بنبرة عاشق :-هههههههه...ياريت كلامك صح ياريت هبقى امتلكت الكون كله"
وليد بضحك:-"ههههههه....ياااههه عدي عبدالله بيحصل فيه كده يا راجل ده احنا كنا سوا في نفس المدرسة و كنت تكرة صنف الحريم كلهم"
عدي بضحك :-" وقعنا يا باشا و محدش سمى علينا"
وليد بضحك..:-" عندك حق..بس صحيح قولي عم عبدالله و منمن عاملين اي "
عدي :-" بيسلموا عليك و بيقول لك يا ندل تعالى انت و انورين و سوسو "
وليد :-" هحاول بس م اوعدكش..بس صحيح ام لسان طويل بقا عندها كام سنه"
عدي:-" هو انت ليه محاسسني انها اصغر مننا بيجي ٢٣ سنه دول حيالله ٦ سنين"
وليد بضحك :-" يابني وعد دي بنتي انا وانت اللي مرابينها ف بالنسبة ليا هي بنتي أم لسان طويل دي... "
عدى بجدية:-" طب يالا يا باشا نتنيل على عنينا نشتغل ....ولا نقضيها نفتكر ايام التشرد ...ههههه"
قال جملته الاخيرة بمسرح و من ثم قاموا بمناقشة بعض أمور في هذه الصفقة
بعد أن انتهت المحاضرة ...اخذت تلملم انورين اشيائها و هي لا ترى هذا الشاب الواقف أمامها:-" بصراحة يا دكتور حضرتك perfect في الشرح "
لم تسترسل من كلامه غير الخوف من ذلك السمج الذي يتغزل بها ولكن تحت ستار انه يمدح شرحها و طريقة تبسيطة لهم... في طبيعة كل فتاة أنها تخافوا من ذلك و لكنها حاولت أن تظهر القوة وان تخفي خوفها منه
انورين بجمود:-" شكرًا ينفع حضرتك بقا تتفضل "
حاول الشاب ان يمسك يدها و لكن أتاه صوت من يمقيتُها:-" هي مش قالتلك اتفضل طرقنا بقا يا باشا ولا عايز تشيل كرامتك من علي الارض بعد شوية"
استدار الشاب إلى مصدر الصوت و ما كان ذلك الصوت غير صوت وعد التي ما إن رأته يحاول أن يقترب منها و الأخرى يظهر عليها تنفر منه حتى قالت هذا الكلام..
الشاب بغضب:-" وانت مالك بقا يا ست وعد جيت جنب جنابك"
وعد باستفزاز:-" ولا تقدر علشان مش هيكون فيك حاجه اصلا تقدر تتكلم بيها...ويالا بقا طرقنا"
رمقها الشاب بنظرة غاضبة و من ثم توجه خارج القاعة المحاضرة ...
اما عن الأخرى الواقفة مثل الذي نزل عليها سهمٌ من الله و هي تتعجب من تلك الفتاة و جرأتها وأنها لم تخف من مواجهته رغم أن من مظهره يوحي بأنه من عائلة ذات شأن في الدولة...لم تخرج من شرودها إلاّ علي صوت وعد :-" م تسكتي له علشان هيفكرك سهلة و صدقيني هيلعب بكِ"
انورين :-" انا اتفاجئت بيه قدامي و متوقعتش إنه هيحاول يمسك ايدي"
وعد بضحك :-" شكلك مش متعودة بس مع العبد لله هتبقي ولا جعفر البلطجي..هههههه"
انورين بضحك:-" على آخر الزمن هبقى جعفر ..هههه"
وعد بمزاح:-" والنبي هتبقي احلي جعفر بعيونك الزرقة دي...هههه"
كادت أن تجاوب ولكن أتاهم صوت سلمى:-" انت مش عاتقه حتى البنت طب الولاد و ماشي و البت كمان"
ومن ثم وجهة حديثها إلى انورين:"- خالي بالك البت دي بتقعد تعاكس في الولاد بس من وراهم... ادامهم الله يجيرك منها وانت شوفتي بنفسك نقطة في بحر"
انورين و كانت عينيها تدمع من كثرة الضحك:-" آه ما انا شوفت فعلا
وعد بمزاح:-" بس اللي يشوفك م يقول انك معيدة ده انت واحد صاحبي...ههه"
انورين وهي تمد يدها :-" وأنا اتشرف ب مصاحبتك اسمي انورين "
وعد بضحك:-" أولا انت لسه معرفانه عليكي في محاضرة كبيرة قبل م تبدء ثانيا انا اسمي وعد"
نظرا إليها انورين وهي تتذكر صديقة طفولتها وعد تلك الشقية سليطة اللسان ...لم تدم كثيرة في دوامة ذكرياتها حتى انها صوت سلمي وهي تقول:-" وأنا يا ستي سلمي "
انورين بابتسامة:-" لا هتبقي عم سلومة...ههه"
وعد بمزاح:-" والله انك تستحج مكرونة بشاميل لإنك والله م كذبت...هههه"
سلمي و انورين في نفسك الوقت :-" انت مصيبة....هههه"
وعد بفخر:-" I know علي فكرة"
اخذت الفتيات يضحكن ولم يشعرون بالوقت إلاّ حين تعالى صوت هاتف سلمي وهو في حقيبتها... أخرجت هاتفها و من ثم جحظت عينيها وهي ترى أن الباقي من الوقت هو 10 دقائق على بدء المُحاضرة و من ثم رفعت عينيها لتواجه وعد:-" وعد يالا علشان نلحق المحاضرة انت عارفة الدكتورة دي بتهزء ازاي يالا "
ثم اخذت تُلملم أشياء ها وهي على عجلة من أمرها ....
كان ينظرون إليها انورين و وعد وهم مستغربين من تحولها ..
وعد بتساؤل:-" طب أهدى بقا كده وانت عماله تتلفتي يمين و شمال...قوليلي فاضل قد اي"
سلمي بسرعة :-" فاضل 10 دقائق"
وعد وهي تنظر إلى انورين بغضب مصتنع:-" يعني اقولها اي دي...انت يا بت ناويه تجبيلي جلطة انا قولت أن المحاضرة ابتدت و كمان المحاضرة في المدرج اللي جنبنا يعني م اتخرناش ف اتعدلي بقا..."
قالت جملتها الأخيرة وهي تنظر إلى سلمي بنظرة سخريه...
وعد وهي تخرج هاتفها و تُعطيه إلى انورين و تغمز لها:-" سجلي رقمك بقا يا نينو علشان نبقا ننم سوا بقا"
انورين بضحك:-" اكيد طبعا....هههه"
و اخذت الهاتف منها و ضغطت علي شاشة الهاتف عدة مرات حتى تعالا صوت هاتفها المُتواجد فوق المكتب أمامهم و لم يستمر صوت الهاتف سوا ثوانٍ قليلة و أعطت انورين وعد هاتفها :-" انا رنيت علي نفسي و هسجلك و نبقى نتكلم بليل اشطا كده يا عيدا ...هههه"
صُدمت وعد من هذا اللقب...هذا اللقب لم يُسميه لها غير جيرانها القدماء أو بمعنى أصح الذي أطلق عليها هذا الاسم هو ابن الجيران الذي هو صديق شقيقها منذُ الصغر ولكن اخرجتها سلمى من دوامة ذكرياتها وهي تسحبُها من ذراعها و تتوجه إلى الخارج بعد أن قالت:-" نستأذن احنا بقا يا نينو علشان هنتعلق بقا انت عارفه رخامة
الدكاترة ربنا م يجعلك منهم يالا بقا سلاموزز"
ومن ثم ألقت لها قبلة عبر الهواء قبل أن تُغلق الباب و يتوجهوا إلى المُحاضرة التاليه....
اما عن صديقتنا ف جلست فوق المقعد و هي تُفكر في تِلك الفتاة التي تُذكرها بصديقة طفولتها التي لم تراها منذُ الصغر بسبب نقلهم من الحي الذي كانوا يعيشون به... ولكن ماهو مختلف في تلك الفتاة أن وعد رفيقتها خجولة ولا تستطيع ان ترد و لا ان تسخر من شخص أمام عينه وإذا م ضايقها احد تذهب الى وليد أو عُدي لكى يسلبوا لها حقها مِن مَن ضايقها....أما عن هذه الوعد فهي جريئة لا تنتظر أحد أن يأخذ حقها بل هي من تسلبه بيدها رغم أنف السمين ولا يستطيع أحد أن يُعارضها...لولا هذا الاختلاف لظنت أن هاتان الفتاتان هنّ شخص واحد ولكن الفرق بينهم كبير مثل فرق السماء و الارض...الاولى خجولة و لا تُحب الاختلاط مع الآخرين ام عن الثانيه فهي اجتماعية و تتحدث مع الجميع و جريئة ولا تخاف من احد مطلقًا....قطعت تفكيرها عندما تذكرت أن عليها أن تستعد ل باقي المُحاضرات ف اليوم شاق و مليء بالعمل...
انتهى اليوم و مر بسلام و عادوا ابطالُنا إلى منازلهم...
عِند قصر وليد السويسي...
كان يجلس في مكتبه منكبًا لكي يدرُس بعض الأوراق الأزمة لشركته قبل أن يَدُق الباب و تَدلُف منهُ شقيقتهُ انورين....وما أن رآها هتى قال لها:-" تعالى يا نينو إقعدِ"
انورين بمُزاح :-" اكيد طبعًا هتفضل ده البيت بيتي و المكان مكانى"
ضحك وليد بصوته كله قبل أن يقول:-" صح يا ستي فعلا البيت بيتك بس اخلصي قولي عايزة ايه "
رسمت ابتسامة علي شفتيها وهي تقول:-" دائمًا قافشني كده يا ليدو"
وليد بابتسامة:-" اه ياختي اتنيلي قولي عايزة اي مش فاضي لجنابك"
انورين بجدية:-" كنت عايزة أسألك عن البنت اللي اتخنقت معاها انهاردة"
وليد بعدم تذكر:-" أني بنت هو أنا اتخانق....."
بتر باقي جملته عندما تذكر تلك الفتاة التي التقى بيها مرتين حتى الآن؛-" آه افتكرت مالها ...واي اللي فكرك بيها"
انورين:-" لا أصلي انا عارفاك يا وليد و عارفة انك عمرك م اتخنقت مع بنت ف استغربت انك بتتخانق معاها"
وليد وهو يهب من مقعده و يجلس بالمقعد أمام شقيقته ف كان المكتب مكون من مكتب ذات تصميم عصري فكان هناك خلف مقعده ارفف كثيرة موضوع عليها بعض الكتب و بجانب تلك الارفف خزانة محكمة الإغلاق لأن يوجد بقا العديد من الملفات المهمة بها
وليد :-" أولًا يا ستي انا مش بتخانق مع بنات و انت عارفة كده كويس بس هى اللي بتتخانق معايا...وكمان انت اي اللي فكرة بالبنت دي"
انورين :-" احم..احم... بصراحة أصل البنت دي طلعت طالبة عندي "
وليد :-" طب ما تلاقيها طالبة مُشاغبة و يتعملك مشاكل لو ضايقتك اعملي معاها الواجب و محدش يقدر يكلمك نص كلمة"
انورين:-" طب تخيل بقا انها طلعت من أوائل دُفعتها و ساعدتني كمان في حاجات كتير و اتصاحبنا"
وليد :-" طب يا حبيبتي خالي بالك من نفسك و م تنسي انت ايه و هي ايه ممكن تكون مصحباكي علشان مصلحتها"
انورين :-" وليد على فكرة أنا عارفة البني ادم بيفكر ازاي انا مش عيلة في اعدادي مش عارفة افرق بين الصح و الغلط"
وليد :-" انا عارف كده كويس بس انت يا حبيبتي طيبة و خايف عليكي "
انورين بحب اخوي:-" عارفة يا حبيبي بس م تخاف عليا و كمان هي بنت طيوبة تخيل اسمها اي...اسمها وعد"
وليد باستغراب :-" وعد ..؟!"
أومات انورين وهي تقول:-" تخيل في الاول تخيلتها عيدا.. بس لما جيت عملت مُقارنه بينهم فرق السما من العمى بصراحه"
وليد بتفهم:-" عيدا اي بس اللى تقولي عليها انها الكائن الغريب ده "
انورين بضحك:-" طب خلاص يا عم انا راحة انام عندي محاضرات و لازم ابقى مركزة"
أومأ لها وليد بتفهم :-" طيب يا حبيبتي...تصبحي علي خير"
ومن ثم استقام و توجهه ناحية شقيقته ثم طبع قبلة فوق جبهتها و عاد اللى موقعه عندما دلفت إليه ...
ذهبت شقيقته بعد أن ردت تمنت له أن يستيقظ وهو من أهل الخير ...سبح هو في ذكرياته مع هذه الفتاة المُلقبة ب عيدا ....
ام عن الجهه الاخرى.....
دلفت خارج المكتب و صعدت إلى غرفتها و ما إن دلفت حتى ارتمت فوق أرجوحة مكورة الشكل ...
و أسندت ظهرها عليها و ذهبت الي دوامة ذكرياتها....
Flash back...🔙📸
كنت هناك فتاتان يجلسان في غرفة صغيرة و يجلسان فوق فراش و كنتا يتثمران في حديث ما... و كانتا في ذلك الوقت تملك وعد و انورين سن 12 و 13 من العمر...
انورين :-" بقولك اي بطلي بقا كسوفك ده في اي ما احنا هنطلع نسلم و بعديها هننزل نلعب و نعمل اللي احنا عايزينه"
وعد بخوف :-" انورين بقولك اي اخوكي لو خرجنا و قولنا الكلام ده ل ماما سناء هيعلقنا و يزعل مننا "
انورين :-" يا بنتي احنا عملنا حاجه احنا جُوعنا و احنا محبوسين في ام الاوضة دي و مش عارفين نعمل اي ف خرجنا استأذنا و نزلنا نجيب اكل فيها اي دي"
وعد:-" لا انا خايفة"
انورين:-" عيدا انا بقولك اي انت لو م خرجتيش معايا انا اللي هنزل و اسيبك محبوسة و ابقي فكرِ بقا ازاي تطلعي من الاوضة دي من غير وليد م يزعقلك"
أومأت وعد وهي تستلم لها لأنها لا ترغب بالجلوس بمفردها و هي بالأساس لديها فوبيا من الجلوس بمفردها ...ومن ثم دلفتا خارج الغرفة و ما إن رأوا وليد حتى دبّ في قلب وعد الخوف من تلك النظرات التي تخافُ منها عندما ينظر لها نظرة وَعِيد بالعِقاب... لكن عن انورين ف أنها استرسلت الوعيد منه بكل برود وهي تلقى السلام علي الجميع و على هؤلاء الغرُبة المُتواجدون أمامهم و من ثم نقلت بصرُها تجاه والدتها و والدها :-" بابا ماما بعد اذنكم انا كنت عايزة اروح انا و وعد نجيب حاجه من تحت و هنقعد عند ماما منه "
ولم تكن تحتاجُ إلى التخمين ف حين يُذكر اسم ماما منه و بابا عبدالله لا يحتاج الأمر سوا ثواني و تستلم الموافقة منهم ...
أما عن تلك التي تقف ك الصنم و هي لا ترى أو تسمع اي شيء من ما يقولون فقط كل تركيزُها على ذلك الفتى الذي يجلس و عيناه تُطلق النيران منها، تقصم أن لو لم يكُن هناك غُرباء لكان قام و قتلها الآن.... قاع ذلك التواصل بالأعيُن انورين وهي تُمسك بياديها :-" يالا يا عيدا"
ومن ثم دلفتا الاثنين إلى الخارج و ذهبنا لكي يشترون الطعام و لكن الفرق انهم توجهوا الي سطح المبني الذي هو مكانهم السري ...اخذت الفتيات بالمرح و اللعب و نسوا أمر أهلهم انهُم لا يعلمون عنهم شيء ولا حتى مكانِهم ...لم يشعُرا بالوقت الا حين استمعوا الى أذان المغرب و علموا أنهم لا محالة سوف ينالون عقاب عسير ..
و ما إن نزلوا إلى شقة انورين حتى وجدوا أن الجميع كانوا قلِقون عليهم ولم يعلموا أين هُم ...تقدم منهم وليد و عدي و أخذ كل منهم ينهرهم على ما فعلوه و أنهم كانوا قلقون عليهم و أن كل واحدًا منهم أخذ عقلهُ يتخيل الآلاف السيناريوهات المتوقعة ل اختفائهم و هم كل هذا الوقت يمرحون و يلعبون ...وبعد أن أفرغ كل واحدًا منهم من نهرهم عقبوهم انهم لم يخرجوا من بيتهم و منعهم من أن يخرجوا معهم في إجازة الاسبوع و أنهم كانوا يخططون أن يأخذ هم إلى مدينة الألعاب...
Back...🔙
تنهدت و هي تتذكر هذه الطفولة التي كانت تجمعهم و كانوا يشاركون كل شيء حتى العقاب كانوا سويًا لم يفترقوا إلا حين انتقلوا من الحي الذي كانوا يسكنون به و قُطع كل ما يُمكن أن تتواصل معاها و لكن هذا الام لم ينطبق على عدي و وليد، ف وليد ظل يتواصل مع عدي و وعد أصبحت تتجنبهم و هي لا تعلم لِما تفعل هذا...
يتبع الفصل الثالث اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية عشق وليد الصدفة" اضغط على اسم الرواية