رواية عشقت مجنونة الجزء الثالث الفصل السبعون 70 بقلم الكاتبة اية يونس
رواية عشقت مجنونة 3 الحلقة السبعون 70
نظر أمامه وعيونه يتطاير بها شرار الغضب ، لا ينوي لهذا المسمي "اسلام السيوفي" إلا الشر ...
فتحت روان عيونها علي السرير المقابل لسريره بتثاؤب بعد كل هذة الضجة من "آدم" ...
روان بتثاؤب وسخرية ....
_ صباح الخير يا ءبو ءدم ... عامل إية انهاردة ...؟!
كان آدم ينظر أمامه عبر النافذة المُطلة علي النهر في نيويورك ، بتركيز شديد لما يفكر فيه وما ينوي عليه وما سيفعله مع إسلام السيوفي ..
روان بإستغراب أنه لم يرد عليها ...
_ بسسس ، بسسس انت يا عم النمر ...؟!
استدار آدم إليها ونظراته لم تكن مطمئنة لها ، ثواني وقام من مكانه بعضلات صدره البارزة إلي المرحاض في الغرفة ...
نظرت له روان بإستغراب ، لا تعلم ما به ولماذا يتصرف هكذا ... بالأمس لم يكن هكذا أبداً ...!
خرج آدم من المرحاض بعد دقائق واتجه الي سترته وقميصه يرتديهم بسرعة وعيونه لا تُنذر بالخير أبداً ...
روان وهي تقوم لتتجه إليه بإستغراب من تصرفاته ...
_ مالك يا آدم ...؟! في حاجه ...؟!
آدم وهو ينظر لها بعيونه الخضراء تلك نظرة حزينة رغم غضبه ...
_ لو جرالي حاجه انهاردة ، خلي بالك علي نفسك يا روان ...
نظرت له روان بصدمة لكلماته تلك وقد شعرت كأن أحدهم غرز سكين في قلبها ...
_ انت قصدك إية ...؟!
آدم وهو يرفع يديه يمسك وجهها ، لم تمنعه روان لأنها ما زالت تنظر إليه بصدمة وعدم فهم لما يحدث ...
آدم بحزن وخوف عليها وعلي أطفاله ...
_ أنا رايح اجيب اختي انهاردة يا روان ، ويا عالم إسلام مخبيلي إيه أنا ورجالتي ، عشان أنا واثق أنه ذكي ومراقبني كويس بس انا هخاطر وهروح عشان ندي اختي ويا قاتل يا مقتول انهاردة يا روان ... عشان كدا خلي بالك علي نفسك وعلي عيالنا ...
قال جملته واتجه الي أطفاله النائمين علي سريره ...
قبّل وإحتضن كل واحد فيهم بخوف عليهم وحزن من ألا يراهم مجدداً ، كل هذا كان يحدث أمام عيون روان والتي بكت بشدة رغماً عنها ، هل هو يمزح معي ، ألن يعود مجدداً ...! بالتأكيد لا فهذا آدم النمر كيف يمكن أن يكون بهذا الضعف وكيف يمكن أن يقول هذا ...؟!
قام آدم من مكانه ووقف أمامها وأمام عيونها ، قدحتي القهوة خاصتها اللذان يُذيبان أعتي الرجال في عشقهما ...
آدم وهو يغمز لها وينظر لها بعشق ...
_ هوحشك علفكرة ....
روان وهي تنظر له بغضب وحزن ...
_ آدم لو سمحت ، متقولش الكلام دا انت قوي علفكرة والمفروض انك نمر ومحدش يقدر يتحداك أو يقرب منك والكلام دا صح ...!
آدم بإبتسامة جانبية وسيمة وهو ينظر لها ...
_ بدون أدني شك صح ... لكن برضة عشان أنا ذكي مش ضامن شّر اللي قدامي وعشان مينفعش اسيب اختي لازم اهجم عليه دلوقتي أنا ورجالتي ، وفي نفس الوقت أنا مش عارف قدري مخبيلي إيه ...!
روان وعيونها مليئة بالدموع ...
_ آدم ... آدم بالله عليك متروحش ... مش عايزة أخسرك بالله عليك متروحش يا آدم أنا بكرهك ومش عايزة ارجعلك بس مش عايزة يحصلك حاجه بالله عليك لا متروحش ...
آدم وهو يبتسم لها بحزن ... فهو يكره بكائها بهذة الطريقة ولكن في نفس الوقت هذا واجبه عليه تنفيذه وإنقاذ أخته قبل أن يفر اسلام هارباً مجدداً ...
اقترب منها وهو ينظر لها علي نفس الوتيرة والنظرة الحزينة ، مد يديه ببطئ وهي تنظر إلي عيونه ببكاء ودموع ، ثواني ووضع يديه خلف رأسها وقرب رأسها من صدره وقلبه واحضانه ... لم تستطع روان هي الإخري مقاومة هذا البُعد لتضع رأسها علي صدره وهي تبكي وتُذرف كل دموعها علي قميصه ببكاء وخوف عليه ... فليذهب البُعد الي الجحيم ، فليذهب كل شيئ وكل مُعضلة بيننا الي قاع المحيط ، ليتوقف العالم من حولنا ولو لدقائق لأعترف لك من داخل قلبي أني " لا اريد الإبتعاد عنك " ...
لف آدم يديه وزراعيه حول رأسها لتبكي هي بشدة في أحضانه ، هو الآخر كان يبكي ودموعة لم تتوقف خوفاً من كل شيئ سيحدث ، ليس به بل لها ولأطفاله ، خوفاً عليها من كل شيئ ... يا إلهي ماذا سيحدث لكِ أن تركتك وأنا ضلعك وسندك احميكي من كل شيئ ... !
لم يستطع آدم الإبتعاد لخمس دقائق متواصله يحتضنها بين ذراعيه ودموعه تنزل من خضرواتيه بشكل جذاب للغاية ...
ابتعدت روان عنه بعد فترة ، ونظرت الي عيونه بإبتسامة باهتة حزينه وخائفة في نفس الوقت ..
_ إر ... إرجع بسرعة يا آدم ... إرجعلي متسبنيش ...
قالها بحزن وهي تنظر إلي عيونه ببكاء وخوف عليه ...
أما هو نظر لها بإبتسامة وهو يمسح دموعه ليردف بإيماء وعشق مع بعض الخبث ...
_ هرجع إن شاء الله بس ساعتها ... غمز لها بوقاحة ليتابع ... بس ساعتها متلوميش إلا نفسك عشان أنا راجع وكلي حنين علي رأي عمرو دياب ...
روان بغضب وهي تضربه ...
_ انت كل تفكيرك قذر زيك بطل بقي ... ارجع عشان الاقي حد ازعق معاه زي توم وجيري كدا ميقدروش يبطلو خناق بس نفس الوقت ميقدروش ... ميقدروش يبعدو عن بعض ...
آدم بإبتسامة وسيمة للغاية لاحت علي وجهه وهو يمسك خدودها ...
_ هرجعلك يا مجنونة ، أنا مقدرش اسيبك لغيري اصلاً يا رووحممك ... قال جملته وضحك ضحكة خفيفة ليتابع ... أنا سبتلك تليفون لو عوزتي حاجه كلميني ومتخرجيش من باب الأوضة لحد ما ارجع فاهمة ... ؟!
قال جملته واتجه ناحية الباب ليخرج ، تابعته روان وهو يتجه ليخرج .... تحرك قلبها بداخلها بشدة منذ فترة طويلة لم تشعر بهذا الشعور بل كانت فقط تُقنع نفسها أن كل شيئ سيكون بخير وأنها ستنساه الي الأبد .... ولكنها اكتشفت للتو أنها لن تستطيع نسيانه ولو للحظة واحدة ...
روان بصوت عالي قبل أن يخرج ...
_ اااادم ...
التفت آدم لينظر إليها بإستغراب ...
أو تعلم شيئاً آدم ...؟! فليذهب الجميع الي الجحيم فلتذهب كرامتي أيضاً الي الجحيم فليذهب كل شيئ الي الجحيم ... جرت روان بأقصي سرعتها إليه وقفزت بكامل جسدها بين أحضانه ولفت زراعيها حول رأسه وهي تقف علي اطراف قدميها تبكي بشدة بين أحضانه ف إلي الآن لم تستوعب روان ما قاله آدم وأنها ربما لن تراه مجدداً ، لم يستطع عقلها استيعاب كل هذا ...
اما آدم كان في حاله ذهول من الذي فعلته روان للتو ....
ابتسم بشدة وعشق ابتسامة واسعة ، ثواني ولف يديه حول خصرها ، حمّلها ورفعها بين زراعيه القويتين وهو يبتسم بعشق شديد ها قد عادت له حبيبته ، ها قد استعاد قلبها حتي لو مؤقتاً هو يعلم أنها عنيدة وأنها تفعل كل هذا بدافع الخوف وأن عاد إليها سالماً لن تعود إليه أبداً ولكن عزيزتي حتي لو سأخطف لحظة من الزمن بين احضانك ، يكفيني هذا يا ملآذي وملجائيِ الوحيد ....
روان ببكاء بين أحضانه يرفعها عالياً حتي تطول رقبته وهو يحتضنها بشدة هو الآخر ...
_ هتوحشني اووي ، ارجعلي عشان خاطري ...
آدم بعشق وهو يغمض عيونه بإبتسامة وسيمة ...
_ روان ... أنا بحبك ...
فتحت روان عيونها بصدمة رغم أن هذة ليست المرة الأولي التي تسمع بها تلك الكلمة منه ، ولكن لماذا شعرت الآن أنها وللمرة الأولي تسمعها منه ...!
صمتت روان وهي ما زالت بين أحضانه تستوعب ما قاله النمر للتو ...
آدم وهو يبتسم بعشق ويُقبل رقبتها أمام وجهه ...
_ هتوحشيني ....
ابعدت روان نفسها عنه ، ليتفهم آدم أنها تُريد النزول أرضاً ....
بالفعل أنزلها آدم أرضاً وهو ينظر إلي عيونها بعشق واشتياق فاق الوصف بعد كل هذا البُعد ...

روان وهي تنظر أرضاً بخجل وكأنها ليست زوجته مثلاً....!
_ تروح وترجع بالسلامة أن شاء الله ...
آدم بضحكة خبيثة ...
_ هرجع إن شاء الله متقلقيش ، بس وعد بقي لو رجعت تنفذي اللي أنا عاوزه ...
روان بغضب وهي تنظر له ..
_ علفكرة أنا صابرة عليك لحد ما ترجع بس عشان مش عايزة أقل أدبي عليك واتكلم دلوقتي ، لما ترجع بالسلامة ومعاك ندي هيبقي لينا كلام تاني مع بعض عشان أنا لسه مصممة علي رأيي أنا بس ، أنا بس خايفة عليك ويلا من هنا ...
آدم بضحك وبعض الخبث اللذيذ ...
_ ماشي يا روان بس برضة لينا كلام تاني مع بعض ....
قال جملته وخرج من الغرفة في الفندق ، بمجرد خروجه برزت عروق رقبته ووجهه بغضب شديد وكأنه تحول لشخصية النمر ... اسودت عيونه بتوعد شديد وإسود معها قلبه بغضب وتوعد لهذا المسمي "اسلام السيوفي" ، انت في خبر كان بلا شك يا إسلام ...

اتجه الي خارج الفندق وفي يديه هاتفه يرن علي رجاله ...
_ استعدووووو كلكككم ومش عاااايز غللللطة ، أي غلطة التمن حيااااتناااا ، فاااهمين ...!
قال جملته بغضب واغلق الخط في وجههم ووجهه لا يبشر بالخير ...
نزل الي الأسفل وركب السيارة التي قام بإستإجارها وهذا لسبب وجيه وهو حتي لا يعرفه أحد أو يشك إسلام بأي شيئ ...
وقف آدم أمام مبني وهو ينظر أمام عينيه ولم يلتفت قدر أُنملة ، نزل من المبني العديد من الرجال المُسلحين يرتدون الأسود علي وجوههم وملابسهم ...
ابتسم آدم وهو يأخذ شهيقاً من أنفه بغضب شديد وتوعد كبير ، ثواني وانطلق في طريقه الي الواجهه المقصوده ...
فماذا سيحدث يا تري ...؟
وعلي الناحية الأخري عند ندي واسلام في كاليفورنيا ...
وصلا أخيراً الي العمل في تلك الشركة التي يعمل بها إسلام السيوفي ...
ندي بخبث وهي تدخل المكتب ...
_ يلا يا باشا ... يلا يا استاذ ، ورينا عرض كتافك عشان أنا مقررة مع نفسي اطلع اتمشي شوية برة الشركة ...
اسلام بضحكة خبيثة وإيماء وهو يشُك بها ...
_ براحتك ، أنا وعدتك وهنفذ وعدي بس اياكي بجد تطلعي برة الشركة يا ندي ... كفاية الجنينة وكدا ...
ندي بإيماء وابتسامة جميلة ...
_ ماشي ... تمام وانا برضة وعدتك وهنفذ ...
اسلام بإستفسار ...
_ اية الشنطة اللي علي كتفك دي ...؟
ندي بثبات رهيب ومرح ..
_ انت عايزني اروح الجنينة من غير عادات المصرين ...؟! اكيد جايبة معايا سندوتشاتي والشاي اللي هشربة ، للأسف كان نفسي اجيب فسيخ ورنجة وبصل زي شم النسيم عندنا في الجناين بس ملقتش في أميركيا ...
ضحك إسلام علي هذة المجنونة ، ليردف بإيماء ...
_ ماشي يا ندي ، هتخلي الأجانب يتريقو علينا بس ماشي براحتك ، يلا سلام عشان الحق الإجتماع ....
قال اسلام جملته واتجه خارج المكتب الي مكتب المدير فهو بالأصل يناقش صفقاته ويعمل هناك ويتركها في مكتبه طيلة اليوم ولكنه الآن حررها مما هي فيه ، وبالطبع كانت ندي تعلم جيداً ما ستفعله ...
خرج اسلام من المكتب وإستدار برأسه تجاه شخص ما ، واومأ برأسه عدة مرات وكأنه يعطي هذا الشخص إشارة حتي يستعد لمراقبتها ... أومأ الشخص الأجنبي الآخر وهو جالس علي الكرسي ينتظرها أن تخرج حتي يبدأ المراقبة ...
وبداخل المكتب ...
استعدت ندي وهي تبتسم بلؤم هي الأخري ، عدت في سرها ...( واحد ، اتين ، تلاتة ) .... لمعت خضراواتيها بخبث ..... وفي ثواني ....
خرجت ندي من المكتب بشكل طبيعي ونظرت بجانبها لتجد شخصاً يجلس علي الكرسي بجانب المكتب الذي يتركها به إسلام السيوفي ...
نظرت له لتجد الشخص ينظر في اللاب توب علي قدمه بشكل طبيعي للغاية ... ابتسمت ندي بضحكة ساخرة ، هل تظن أني لن اعرف انك تراقبني وأن اسلام كلفك بمراقبتي ...؟
نظرت حولها بسرعة وهي تعتقد أن إسلام كلف شخصاً آخر مثلاً بمراقبتها ، نظرت حولها في المكان ولكنها لم تجد في وجوه الأشخاص أي سبب يدعو للمراقبة ، فإطمئنت أنه فرد واحد فقط من يراقبها ...
اتجهت ندي تسير بهدوء في الممر المؤدي للمصعد الذي يؤدي للخارج ، تسير والشخص الجالس علي اللاب توب ينظر إليها عن كثب ، تخيلت ندي نفسها أنجلينا جولي في افلام الجاسوسية وإبتسمت ...
نزلت في المصعد بشكل طبيعي الي الخارج وهي تعلم جيداً أن المصعد سيفتح الآن مجدداً وسيخرج منه هذا الشخص ... وبالفعل القت نظرة سريعة علي المصعد لتجده يُفتح ويخرج منه الشخص الذي كان جالساً بالأعلي ..
اتجهت ندي الي الحديقة الخضراء أمام الشركة وقد كانت الحديقة أكثر من مريحة للأعصاب ورائعة للغاية ...
وجدت ندي العديد من الناس في الحديقة والاطفال أيضاً ، جلست ندي بالفعل علي إحدي الكراسي الموضوعة في الحديقة ، وأخرجت من حقيبتها ساندويشة صغيرة وبدأت الأكل علي مهل وببطئ وكأنها تعطي نفسها فرصة لتراقب ما يفعله هذا الشخص وكيف ستهرب منه لتنفيذ خُطتها ، بدأت تحسب في عقلها كم الوقت الذي تحتاجه للخروج من الشركة جرياً بأقصي سرعة لتنفيذ خُطتها ، وكم الوقت الذي تحتاجه للعودة إلي الشركة ...
بالفعل بدأت ندي تدعو الله في سرها أن يوفقها لما هي مقبلة عليه فهي تريد الإتصال بأخيها تخبره بأن يُحذر آدم الكيلاني وتُخبر أخيها ادهم بمكانها أيضاً ...
قامت من مكانها وهي تدعي أن معدتها تؤلمها ، قامت وهي تمسك بطنها واتجهت الي اقرب مرحاض في الحديقة وقد كان مرحاض في مبني الشركة بالقرب منها ...
اتجهت ندي الي الحمامات وهي تدعو الله في سرها أن يوفقها ...
لمحها الشخص الذي يراقبها وهي تقوم ، ليقوم خلفها بهدوء ويتجه بالقرب من المرحاض ينتظرها أن تخرج ...
دخلت ندي الي الحمام وسارت وسط الفتيات اللآتي يقفن أمام المرآة ، وصلت إلي اقرب مرحاض وأغلقت الباب على نفسها ، بسرعة البرق فتحت الحقيبة وأخرجت ملابس لها كانت قد احضرتها من المنزل الذي خطفها به إسلام ووضعتها في الحقيبة ، حتي يتثني لها تغير ملابسها بسرعة والخروج دون أن يعرفها العامل ...
وبالفعل ارتدت ندي ترنج باللون الأسود ... ووضعت شعرها الطويل بداخل الترنج حتي لا يُكشف أمرها بالإضافة إلي أنها ارتدت كمامة تخفي بها وجهها وأيضاً قُبعة أو "طاقية" تُخفي بها رأسها ووجهها فلا يظهر منها أي شيئ ...
اتجهت ندي لتخرج من مكان المرحاض ومن الحمام كله بشكل عام ، خرجت بسرعة الي الحديقة وسارت بسرعة دون النظر إلي هذا الشخص خوفاً من أن يكشف أمرها وقفت علي مسافة بعيدة من هذا الشخص الذي يراقبها ، ونظرت إليه لتجده ينظر الي الحمام منتظراً إياها تخرج وهو يظن أنها ما زالت بالداخل ...
أخذت ندي نفسها بتوتر فإن كُشف أمرها ، بالتأكيد لن يثق بها إسلام مجدداً ...
خرجت تجري بسرعة وهي تحسب الوقت في ساعتها وهو بالضبط ربع ساعة حتي لا يشك المُراقب بها ...
خرجت من الشركة الي البوابة الرئيسية في الشارع ...
اوقفت ندي أحد المارة بسرعة من الأشخاص العاديين
لتردف بالإنجليزية المتقطعة بعض الشيئ وبلهجة ليست صحيحة ...
_ can i , can i just Borrow ur phone please , i dropped my phone ...
( هل يمكنني استعارة هاتفك من فضلك يا سيدي !! لقد أوقعت هاتفي ...!)
الشخص وقد تفهم الأمر وتفهم أنها أجنبية وغريبة ...
_ you can , but it call ( may I ) , anyway , here's the phone ...
( تفضلي الهاتف ...)
ندي وهي تأخذه منه بغضب بعض الشيئ ...
_ دا انت راجل رغاي ، فايقالك أنا تصححلي الإنجليزي بتاعي ...
بالفعل بحثت ندي علي صفحة أخيها علي فيسبوك لأنه طبيب وقد وضع بالصفحة رقمه ، ولأنها ليست حافظة لرقم أخيها أخذته من علي صفحته علي فيسبوك ، وقامت بالرن عليه وهي تنظر في ساعتها بخوف وتوتر ...
رن الهاتف بالفعل رنات متتالية ....
ثواني وسمعت رداً علي الناحية الأخري ...
_ ألو ...؟! مين ...؟!
ندي بسرعة وقد سمعت صوت أخيها بعد كل هذة المُدة ...
_ الو ... الو يا أدهم ....
صدمة أحاطت بعقل ادهم ليردف بسرعة وصدمة ...
_ ندي ...؟!! معقول أنا سامع صوتك ...؟!!
ندي ببكاء لم تستطع منعه ....
_ وحشتني اوووي اووووي ...
ادهم بسرعة وغضب ....
_ انتي مخطوفة فين وبتكلميني منين انطقي بسرررعة الو*** دا عمل فيكي حاجه ....!!!!.
ندي بنفي وبكاء ....
_ لا لا أنا كويسة يا ادهم ، هو خاطفني بس عشان ينتقم من آدم الكيلاني اخونا أنا وأنت ، احنا طلع لينا أخ و ...
أدهم بإيماء ...
_ عارف وانا وأمك ساكنين في قصره دلوقتي في القاهرة ....
ندي بسرعة وهي تنظر في ساعتها ...
_ بص بسرعة عشان مفيش وقت واسمعني كويس ... آدم الكيلاني اخويا أنا وأنت هيمضي صفقة هتخليه يفلس خالص ويتسجن ، الصفقة دي صفقة عربيات وإسلام المسئول عنها بيدير الصفقة من وراه ، لازم تقول لأخوك يبعد عن الصفقة دي عشان العربيات اللي هتتسلم ليه فيها كوكايين وآدم هيروح السجن بتهمة تهريب مخدرات وفيها رقبته لازم تبعده عن الصفقة دي خااالص ...
ادهم بصدمة لما سمعه وما سيحدث لأخيه ...
_ وانتي عرفتي الكلام دا منين يا ندي ..؟!
ندي بسرعة وهي تنظر في ساعتها ولم يتبقي سوي خمس دقائق فقط ...
_ عرفته من ايميل إسلام السيوفي فتحت اللاب توب بتاعه وعرفت كل الكلام دا بس مكنش ينفع اكلمك اقولك علي الإيميل الكلام دا عشان لو انت بعتت حاجة هو هيشوفها مش انا ، اخر حاجه بسرعة عشان اقفل العنوان اللي خاطفني فيه هو كالفورنيا لوس انجلوس في أمريكا أنا معرفش اسم الشارع أو الحي او اي حاجه معرفش غير أن اسم الشركة اللي هو شغال فيها اسمها ( ****)
وأعطته الأسم بعدما القت نظره علي اسم الشركة من الخارج ...
ندي بحزن وهي تغلق الخط معه ...
_ حذّر اخوك متنساش يا ادهم ، وحشتني اووي انت وماما ، ووحشتني أيامنا سوا ، سلام يا اخويا ...
ادهم بسرعة علي الناحية الأخري ....
_ نددددي نددددي ... !!!
اغلقت ندي الخط مسرعة وشكرت الرجل أمامها ، واتجهت تجري بأقصي سرعة الي داخل الشركة الي المرحاض مجدداً قبل أن يدخل الرجل الذي يراقبها ويسأل عنها ...
وبالفعل وجدت ندي الرجل ينظر في ساعته وينظر يميناً ويساراً في إستعداد أن يسأل عاملة النظافة عنها ... وبالفعل اتجه الرجل الي عاملة النظافة يسألها عن فتاة دخلت منذ ربع ساعة الي المرحاض ولم تخرج ...
دخلت ندي مسرعةً الحمام قبل أن يُنهي الرجل كلامه مع العاملة وأثناء انشغاله أيضاً دخلت مسرعةً الي الحمام ومنها الي المرحاض بأقصى سرعةً وهي تأخذ نفسها بعد كل هذا الركض ...
ثواني وسمعت صوتاً بالخارج يسألها باللغة الإنجليزية الأمريكية ..
_ Heeey , anybo'y ë:re ...!
( هل يوجد شخص هنا ...! )
ندي بسرعة وهي تحاول أن تأخذ نفسها وتظهر بشكل طبيعي ...
_ yeees , I am here ...
( نعم انا هنا ...)
جلست ندي ترتاح بسعادة بعدما أنهت المهمة بنجاح .... ولكنها لا تدري لا هي ولا اسلام السيوفي ما الذي ينتظرهم ....
خرجت ندي من الحمام بعدما بدلت ملابسها مجدداً ، ووضعت الملابس التي ارتدتها في مكانها في الحقيبة ،
خرجت وهي تمثل انها تمسك معدتها من الألم حتي يظهر الموضوع بشكل طبيعي أنها كانت تعاني من ألم في المعدة أخرها في المرحاض ... نظر الرجل لها وقد صدّق خُدعتها واتجه ليجلس في مكانه في الحديقة يراقبها مجدداً ...
اتجهت هي مجدداً لتجلس في الحديقة تنظر في الأجواء حولها قليلاً وهي تُفكر بعمق ، لا تدري ندي لماذا شعرت بهذا الإحساس بالألم وهي تتخيل أخيها قد جاء لإنقاذها وبالفعل تم حبس اسلام السيوفي ، بدأت تتخيل سيناريوهات تحدث لإسلام وأنه تم حبسه وأنها ببساطة لن تراه مجدداً طيلة حياتها ...!
توقف عقلها قليلاً وهي تنظر بعبوس في الأرجاء ...
هل حقاً إذا تم إنقاذي سيُحبس إسلام السيوفي ...!
هي لا تريد له الأذي ولكن في نفس الوقت تريد انقاذ نفسها ايضاً منه .... هل معني إنقاذها أنه سيحبس ولن تراه بحياتها مجدداً ...؟!
لم تفق ندي من شرودها في مخيلتها إلا علي صوت تعرفه جيداً يقف خلف الكرسي الذي تجلس عليه ندي ...
_ بتفكري في إية ...؟!
شهقت ندي بخضة وخوف من هذا الصوت ، ولكن ثواني وبدأت تهدأ عندما رأت أنه اسلام السيوفي ....
اتجه اسلام ليجلس بجانبها وكأنه شخص مختلف تماماً عن هذا الذي خطفها أول مرة ، وكأنه ببساطة وثق بها أو اعتاد علي جنونها وأحبه ... لماذا تُصعب الأمر عليّ ...!
هذا ما قالته ندي لنفسها بحزن وهي تنظر له يضحك ويجلس بجانبها ...
إسلام بإبتسامة وسيمة ...
_ بتفكري في إية ...؟!
ندي بمرح ...
_ بفكر فيك ، ما انت خاطفني بقالك فترة كدا بضحكتك اللي بتعملي قلبان دي ....
إسلام بضحك وهو يرفع حاجبيه ، وقد راقت له كلماتها تلك وغزلها به ...
_ بت يا ندي انا بفكر اخلص انتقامي بسرعة عشان بدأت أقلق منك بصراحة ...
ندي وهي تغازله بحاجبيها وتتجه لتقترب منه بمرح ...
_ جرا اية يا سوسو مكثوفة مني يوغتي قميله ... اوعي يلا ، اوعي يلا ...
قالت جملتها بضحك وهي تقترب منه وتغرس يديها في جانبه "تزغزغه" ، ليضحك اسلام رغماً من هذة المجنونة وأفعالها ...
قام من مكانه بسرعة ونظر لها ....
اسلام بصوت عالي غاضب وهو يبتعد عنها ....
_ بس يا بنت انتي عيب كدا أنا دكتورك في الجامعة وأكبر منك عيب اللي بتعمليه دا ...
ندي بضحك ومرح وهي تقوم من مكانها إليه ...
_ طب ورحمة ابويا ما سايباك إلا لما تضحك تاني ...
قالت جملتها واتجهت له تنغزه مجدداً في جانبيه ، لينظر لها بإبتسامة وهو فاتح عيونه بصدمة منها وغضب يحاول تقمصه حتي تبتعد ، ولكنها ظلت تفعل تلك الحركة له حتي ضحك رغماً عنه ... حاول الابتعاد عنها ولكنها كانت تقترب كلما ابتعد ... ليجري إسلام منها في الحديقة وهو يحاول أن يجعلها تبتعد وتكُف عن حركات الاطفال تلك ولكنه تفاجئ أنها جرت خلفه بضحك ومرح ...
ندي بمرح وهي تجري خلفه ...
_ خددد هنا يا سوووولم هتهرب مني فين يا ابو الصحاب ، وحياه امك نجيّة لهخليك تندم علي اليوم اللي خطفت فيه واحدة إسمها ندي ... قالتها بمرح وهي تُقلد "روجينا" في مسلسل "البرنس" وتجري خلفه بضحك ...
ظلا يمرحان قليلاً في الحديقة وقد وثق بها إسلام أخيراً لأن المُراقب قال له أن كل شيئ مر بشكل عادي .... إطمئن اسلام لها للمرة الأولى في حياته وأنها فعلاً صادقة ...
وعلي الناحية الأخري في منزل اسلام السيوفي ...
اقتحم آدم بغضب ، ورجاله الشقة وهم يظنون أنه بها ولكنهم تفاجئوا أن لا أحد بها ... فتش الرجال الشقة ليجدو بها الملابس والطعام وكل شيئ بشكل طبيعي ، معني هذا أن إسلام لم يأخذها مجدداً الي مكان آخر وأنه بالتأكيد سيعود الي هنا حتماً ...
آدم بغضب وهو يتجه ليجلس علي الأريكة ...
_ عادي هنستناهم لحد ما يوصلوا ، وأكيد هيرجعوا هنا لأن كل حاجه في مكانها متغيرتش .... اياكم حد فيكم يشكك اللي حواليه فيه أنتو هتستنو معايا هنا كلكم يكش نقعد اليوم كله نستناهم لما يرجعوا ، بس اكيد لما يرجعوا ...
سحب آدم مسدسة من جيبه ورفعه وعيونه لا تنذر بالخير أبداً ....
_ بس اكيد لما يرجعوا ، إسلام السيوفي هتستناه مفاجأة حلوة مني ...
نظر آدم بعيونه الي أحد الرجال ليردف بغضب ...
_ انت هتنزل تحت تراقب الأوضاع وتستناهم لما يرجعوا وتبلغنا فوراً ، وتراقب الأوضاع لو في معاه ناس مسلحة أو حاول يهرب تدينا إشارة وتجيبه فوراً ..
أومأ الرجل بسرعة ونزل خارج المبني ينتظر قدوم إسلام السيوفي وندي كما قال له آدم النمر ...
وعلي الناحية الأخري في مصر حيث كان الوقت ليلاً ...
لم يتوقف أدهم عن طلب أخيه علي الهاتف علّه يرد عليه ولكن دون جدوي لم يرد آدم علي الهاتف ...
ادهم بغضب وهو في غرفته ...
_ استر يا رب ، استر يا رب أنا مش عارف آدم فين ....
أنا لازم اتصرف ... أنا بكرة هروح الشركة اشوف موضوع الصفقات دا بنفسي وأديرها وهو مش موجود ...
وعلي الناحية الأخري في الفندق عِند روان ....
أمسكت روان هاتفها وقامت بطلب صديقتها "حبيبة" من مصر ...
ردت حبيبة علي الطرف الآخر وقد كان الوقت ليلاً في مصر ..
حبيبة بتثاؤب وقد كانت نائمة ...
_ يخربيتك انتي مبترنيش غير في الأوقات دي يا روان ...؟!
روان بضحك ....
_ معلش فرق التوقيت نسيت والله ....
حبيبة بغضب وهي تعتدل بسرعة ...
_ قوليلي بقي فيه إيه .... عشان وأقسم بالله أنا من امبارح وانا مش كويسة وبحاول أبان قدام أمجد اني كويسة بس انا خبيت عليه زي ما قولتيلي ... في اية بقي ...؟!
روان بغضب من هذا المُسمي "أمجد" ...
_ كويس انك مقولتيش .... افتحي بقي الواتس كدا واتفرجي يا حلوة وشوفي حبيب القلب كان بيعمل إية في الأهرامات لما روحت مع الدفعة عشان تدريب مستر ويليام ... يلا الفيديوهات اتبعتت في ثانية اهو من تليفوني ما شاء الله النت حلو هنا ... شوفي كدا وقوليلي رأيك يا حبيبة عشان وأقسم بالله هاين عليا امسكك وأدور الضرب فيكي ...
فتحت حبيبة الفيديوهات والصور بخوف وهي تنظر إلي الهاتف ...
ثواني وفتحت عيونها بصدمة وهي تضع يديها علي فمها من الصدمة ، وهي تري أمامها أمجد يحتضن فتاه أجنبية ويُقبلها ، خائن ... معقول بعد كل هذا الحب وهذه السنين ...؟ خائن ...! حبيبي خائن ...؟ هل هذا أمجد أنا عقلي لا يستطيع الإستيعاب ...!!!
ما هذا الذي يحدث ....؟!!!!
روان بغضب .....
_ شوفتي ...!!
صمتت حبيبة لوقت طويل لم ترد علي روان من صدمتها ...
روان بإستغراب وخوف علي حبيبة رغم غضبها منها ومن أمجد ...
_ ألو ...؟! الو ...؟! حبيبة ...؟! انتي فين ...؟!
اغلقت حبيبة الخط في وجه روان ، وهي تنظر إلي الفيديوهات والصور أمامها مجدداً ومجدداً علّه يكون شخص آخر ، علّها تجد ما يُذهب عنها هذة الصدمة تجاه من أحبته ويكون مثلا "شخصاً آخر" وليس هو الذي أحبته ... لماذا لست شخصاً آخر ...! لماذا انت يا أمجد ...؟! لماذا انت ....! ماذا فعلت لك حتي تخونني بهذا الشكل ماذا فعلت غير أني أحبك ...؟!
انفجرت حبيبة في بكاء مرير وعقلها ما زال لا يستوعب بعد أن هذا هو نفس الشخص الذي أحبته من قلبها ....
روان بحزن بعدما أغلقت معها ...
_ أنا اية اللي هببته دا ...؟! البت زمانها منهارة دلوقتي ...؟ يخربيت الدبش اللي فيا بجد أنا غبية أنا ازاي اخليها تعيط كدا واديها فوق دماغها والمفروض أنا صاحبتها ..؟!
رنت روان علي حبيبة مجدداً ومجدداً ولكن الأخري لم ترد عليها ، بل لم تستطع الرد عليها ....
حزنت روان بشدة وجلست تفكر فيما ستفعله مع حبيبه وكيف س تواسي صديقتها .... !
وأخيراً أنهي إسلام السيوفي عمله بعد مدة ...
اتجه اسلام معه ندي الي السيارة بمشاغباتها له وضحكه عليها ، شعر اسلام بشعور غريب منذ فترة يشعر به ولكنه لم يستطع إخفائه تجاه ندي ، ليس حباً بل ، ربما مجرد إعجاب ...!
هذا ما قاله إسلام لنفسه وهو يقود السيارة والمجنونة ندي نائمة علي الكرسي بجانبه ... نظر لها مطولاً بإبتسامة في الإشارة الحمراء والي شعرها الي يغطي وجهها ...
قاد السيارة مجدداً تجاه المنزل ، وبالفعل ركن السيارة في مكانها في جراچ الحّي واتجه سيراً هو وندي الي العِمارة والمنزل الذي يسكنان به ...
ولكن في سيره وضحكاتها ، لاحظ إسلام شيئاً غريباً ...
نظر اسلام بصدمة وعيونه مفتوحة علي آخرها وهو يري أمامه شخصاً يرتدي ملابس سوداء يسير وكأنه يبحث عن شخص ما ...
بسرعة البرق أمسك اسلام ندي التي كانت تتكلم بجواره وتسير بمرح ، امسكها بسرعة وجذبها الي أحضانه وتخبأ بها وراء حوائط العمارة التي يسكن بها تجاه صناديق القمامه بين العمارتين في مخبأ أو شارع صغير ....
اسلام وهو ينظر من خلف الحائط ويكتم بيده فم ندي التي كانت مصدومة مما يحدث وما حدث للتو ، ولا تدري لماذا فعل ذلك ...! ولكنها خافت بشدة وقد ظنت أن هناك مشاجرة بين أحدهم في الشارع ولذلك تخبأ اسلام بها وراء الحائط ...!
نظر إسلام الي حارس الأمن الخاص بآدم الكيلاني ، وعقل إسلام لم يستوعب بعد كيف عرف آدم الكيلاني مكانه كيف ...؟؟
صُدم اسلام عندما رأي حارس الأمن يقترب من المكان الذي هو به ذهاباً وأياً يبحث عنه وعن ندي ، بالطبع هو يعرف شكلهم جيداً ولذلك خاف إسلام من أن يمسكه الحارس ....
نظر إسلام الي ندي نظرة غير مطمئنة بالنسبة إلي ندي ...
اسلام وهو يكتم فم ندي بيديه ...
_ هشيل ايدي بس اياكي تنطقي بكلمة ...
أومأت برأسها عدة مرات ، ليرفع هو يديه من علي فمها ببطئ ...
اسلام وهو ينظر بنصف عين تجاه الحارس ليراه يكاد يقترب منهم ...
نظر اسلام بسرعة الي ندي ليردف بإحراج ...
_ أنا آسف يا ندي ...
ندي بإستغراب ...
_ اسف علي إي .....!!
كتم اسلام آخر كلماتها بين فكيه وفمهُ في قبلة عميقة يُخفي بها وجهه ووجهها حتي لا يراه الحارس أو يشك بهما .... قّبلها إسلام بحرج وخوف في البداية ، ولكن رغماً عنه تحولت تلك القُبلة الي قُبلة عميقة وكأنه ذاب بها عشقاً رغماً عن قلبه تحولت قبلته تلك الي عاشق ولهان يقبل حبيبته رغم أنها ليست حبيبته ولكنه شعر بقلبه يخفق بشدة بين أضلعه لها وكأن قلبه كان ينتظر تلك الفرصة ليتمسك بها بهذا الشكل ...
أما هي كانت مصدومة بشدة مما حدث وظلت تضربه حتي يبتعد عنها ولكنه أمسك بيديها وثبتها خلف رقبته رغماّ عنها حتي لا يُشَك بأمرهم ...
وبالفعل نظر الحارس في طريقه إليهم ولكنه اخفي وجهه عنهم ورحل يبحث عن وجهته المطلوبة دون أن يشك بهم ...
ابتعد الحارس ولكن اسلام لم يبتعد عنها ، بل ظلّ علي وضعيته تلك وكأنه لم يستطع الإبتعاد ، ظل يقبلها ورغماً عنه مشاعره تحركت تجاهها بقوة ، هي الأخري كانت تضربه وتحاول الإبتعاد عنه ولكنه ثبت يديها خلف رقبته وترك يدها بعد فترة ولم تشعر ندي بنفسها إلا وهي تلف يديها حول عنقه وتُقربه منها وكأنها غابت عن الوعي هي الأخري ، حتي الآن هي لا تدري ما السبب الذي جعله يفعل هذا ولكنها غابت معه عن الوعي وعن العالم بأكمله بين قبلته تلك وبين احتجازه لها أمام الحائط وبين أحضانه التي شعرت بها ...
استفاقت ندي من شرودها وأحلامها وما حدث لها ، لتدفعه بعيداً عنها بقوة شديدة وعرقلت قدمه ليقع أرضاً في حركة قتالية ماهرة منها ....
ندي بغضب ...
_ انت إية اللي انت عملته دا ....؟! انت عبييييط في عقلك ...؟!!
اسلام وهو يقوم بتألم وغضب من حركتها تلك هو الآخر ..
_ اخرسي شوية ، محصلش حاجه أنا بس ، أنا بس كنت ، ...
ندي بغضب وهي علي وشك قتله ....
_ كنت إيه ...؟! كنت سااافل ومُنحط ومتربتش ...
اسلام بغضب وهو يتجه ليقف أمامها بهيبته تلك ...
_ اخررررسي يا نددددي احسسنلك ، انا ساكتلك عشان احنا في الشارع ، وبعدين أنا عملت كدا عشان حارس اخوكي ...
ندي بإستغراب ...
_ إية ...؟!
نظر اسلام بصدمة إمامه ... ثواني وأمسك يديها واتجه ليتخبأ خلف صندوق القمامة فقد رآه الحارس من بعيد ، ولكنه إذا جري سيكشف عن هويته ....
اسلام برجاء وهو يخبئ رأسها خلف صندوق القمامة ...
_ ششش ارجوكي يا ندي اسكتي .... اسكتي خالص ...
لم تفهم ندي ما به ، ولكن من رجائه بهذة الطريقة يبدو أن هناك شيئاً بالفعل قد حدث ...
وعلي الناحية الأخري اتجه الحارس إليهم ، بعدما شك بهم وأنه رأي اسلام السيوفي من بعيد ....
نظر الحارس في الشارع ولكنه لم يري شيئاً ولا أحد يقف ...
كان علي وشك الرحيل ولكن لفت نظره قميص بدلة سوداء تظهر من خلف صندوق القمامة ...!
اتجه الحارس وعلي وجهه الشك الي صندوق القمامة ...
ظل اسلام يدعو الله ألا يكشف الحارس هويتهم ...
اقترب الحارس منهم بقوة ، واتجه ليري ما خلف صندوق القمامة وكانت المفاجأة ...!!
نظر الحارس بصدمة إليهم وغضب ، ثواني وفي اقل من دقيقة عّمّر مسدسه في الجو ووجهه ناحية اسلام السيوفي ....
ليردف بغضب وإشارة ...
_ قدااامي ... قووووم يلااا قدااامي ... !!
اسلام بصدمة وهو يقوم بهدوء ...
_ حاضر ... حاضر بهدوء بس ...
وفي اقل من دقيقة وجه اسلام بقدمية ضربة ليد الحارس ليطيح المُسدس بعيداً وبدأ العراك بينهما وندي كانت تقف تتابع بصدمة وخوف من أن يحدث لها أو لإسلام شئ ، خافت عليه بعد كل هذا معقول ...؟
ظل اسلام يضرب الحارس لم يشعر اسلام ولا ندي بنفسها إلا بوجود الكثير من الحراس يحاوطون المكان ، فلقد سمع الحُراس ما حدث عن طريق اللاسلكي واتجهو بسرعة الي الشارع يرون اين هم ...!
صُدم اسلام وندي بشدة ولكن ما كان علي اسلام سوي رفع يديه بخوف وصدمة في نفس الوقت ....
ندي بخوف وهي لا تعلم ما حدث ...
_ مين دول يا اسلام هيعملو فينا إيه ...؟!!
أخذ الحُراس ندي واسلام وصعدو بهم الي الدور العلوي حيث شقتهم ، كل هذا وندي تسير بخوف دون وعي بأي شئ وما يحدث ، فقط تظن أنهم لصوص ويريدون أموال ... ولا تدري أنهم رجال أخيها آدم الكيلاني ...
دخل الحراس وفي يديهم اسلام السيوفي وندي ، ليقفون أمام ادم الكيلاني ...
آدم بخبث وابتسامة شّر وهو ينظر لإسلام السيوفي ...
_ اهلا اهلا ، إسلام السيوفي ... اهلا بالشخص اللي مفكر نفسه هيعرف ينتقم مني ....
رفعت ندي رأسها بصدمة إليه لتكتشف أنه آدم الكيلاني أخيها ...!
وكذلك اسلام الذي رفع رأسه بصدمة إليه ، وغضب شديد حلّ بوجهه وهو يري أمامه ألد أعدائه ...
ندي بصدمة ...
_ آدم ...! انت لحقت ...! قصدي انت جيت ازاي ...!
نظر ادم مطولاً الي ندي ، يراها وللمرة الثانية تقريباً في حياته ... هل هذة هي أختي ...! تشبهين كثيراً ياسمين ولكن الفرق في أن شعر ندي طويل للغاية ....!
معقول اني الآن أري امامي أختي التي لم اتحدث معها ولو لمرة طيلة حياتي ...؟! هل هذة انتي ...؟!
اتجه ادم إليها ووقف أمام ندي وهو ما زال ينظر لها مطولاً ولا يُصدق أنه الآن واخيراً يري أخته ...
وكذلك ندي الي نظرت له ، بالطبع ندي لم تفكر فيه كأخ أبداً ، بل صدمت أنها تري الآن آدم الكيلاني الذي لا تراه إلا علي التلفاز ...
آدم بإبتسامة الي ندي ...
_ أنتي بقي ندي ...!! انتي اختي ...!
ندي وهي تنظر له بإبتسامة علي ابتسامته الوسيمة تلك ...
_ أنا لو اعرف ان ليا اخوات حلوين كدا كنت قولت لبابا ميتجوزش ماما عشان متبقاش اخويا ... يخربيت جمال امممممك ايه الضحكة الحلوووة دي ، والله ما شوفت رجاله حلوة قبل كدا احمررر علي أبوه يا صواريييخ انت ليييه اخووويااااا ليييه ...!
إحم سوري يا آدم باشا مقدرتش امسك نفسي أنا مبشوفش حضرتك غير علي النت بس انا عاملالك فولو في كل مكان والله وبقعد اعلق علي بوستاتك وصورك علي الأنستجرام بس الدنيا مصصمة تتفلي في حياتي لأن الشخص اللي بكراش عليه يطلع اخويا ...؟؟
نظر اسلام بغضب لها وعيونه تكاد تخترقها بغضب يكاد يفلت نفسه من بين يدي حراس الآدم ويذهب لها ليقتلها علي هذا الكلام ... ولكنه ظل يتنفس بغضب دون أن يتكلم ...
بينما آدم نظر إلي ندي بضحك واستغراب من كلامها في نفس الوقت ، لم يتوقع أن تكون أخته بهذا الجنون ...؟!
ندي وهي تعود الي عقلها بغضب من نفسها أن الموقف نفسه لا يسمح بمزاح ...
_ احم ، سوري مخدتش بالي أن المفروض في اكشن يحصل دلوقتي وكدا ، يووووه قصدي مخدتش بالي وخلاص المهم بقي يا آدم يا اخويا ، تسمحلي اقولك يا دومي واحضنك لإني محتاجة حنان الأخ اوووي والحمد لله أنه مش حرام أحضنك ... هات حضن يا آدم ...
آدم وهو يضحك لها رغماً عنه ضحك بشدة علي جنونها ، فهي وزوجته روان سيصيبانه بالتخلف العقلي عما قريب بالتأكيد ...
اتجه إليها آدم وإحتضنها بهدوء وحنان أخوي جميل ... بينما ندي ( ام دماغ برأس ك*لب ) احتضنه بحنان كراشي وليس أخوي ...
ابتعد عنها آدم بعد فترة ليردف لها بإبتسامة ...
_ الحمد لله اني لحقتك وأنك بخير ، مامتك وأدهم خايفين عليكي جامد من بعد اليوم اللي اتخطفتي فيه .. والحمد لله اني لحقتك وأنك بخير يا حبيبتي ...
نظرت له ندي مطولاً بعيون ناعسة أو " سهتنه" ...
لتردف بمرح ...
_ أيوة قولي يا حبيبتي دي تاني كدا .... يااااه يا عبد الصمد ... بقولك اية يا آدم أنا وأنت لازم نعمل تحليل DNA عشان نتأكد هل احنا اخوات ولا ممكن في الآخر نطلع زي المسلسلات التركي كدا مش اخوات وننفع لبعض ...
آدم وهو ينظر بعيداً عنها بضحك وقد إحمر وجهه من كلمات أخته المجنونة تلك ...
_ اقعدي يا ندي ... اقعدي يا حبيبتي عشان انتي طلعتي هبلة بجد ...
قالها آدم بضحك منها وإحراج أيضاً فهو لا يعرفها بعد كل المعرفة هذة اول مرة يتحدث بها معها ...
تذكرت ندي شيئاً قد نسته ... يا إلهي نست اسلام ...!

التفتت ندي الي اسلام الذي كان ينظر لها بغضب شديد ...
وعلي الرغم من خوفها من نظراته إلا أنها خافت عليه من أن يحدث له شيئ علي يد هؤلاء الحُراس ...
التفت آدم الي اسلام بغضب ليردف بقوة وقد تحول وجهه الي الغضب الشديد عندما رآه وتذكر كل شيئ فعله به ...
_ أما انت بقي يا اسلام ... اتشاااااهد علي رووووحك ...
قالها آدم وأخرج مسدسه ووجهه ناحية إسلام بدون رحمة تحت نظرات ندي والتي شهقت بصدمة شديدة ...
ندي بسرعة وهي تتجه لتقف أمام اسلام ...
_ لاااااااااا يا آااادم لاااااااااا ...
ولكن للأسف رغماً عن آدم وقبل أن يستوعب أن أخته تقف أمام اسلام ، خرجت رصاصة من مسدسه تجاه السيوفي ... يا إلهي ماذا حدث ...؟!
صدمة شديدة أحاطت بوجوه الواقفين ...
فمن الذي تلقي الرصاصة يا تري ....؟!
افتكر يا صاحبي أن الشتيمة بتلف وترجع لصاحبها ، أنا عارفة انكم شتمتوني عشان قفلت البارت عند الحته دي بس استنوني كمان يومين نيهاهاااهاااهاااا 😂😂😂
.. يتبع الفصل الواحد والسبعون 71 اضغط هنا