رواية معاناة فتاه الفصل الرابع بقلم ندى ممدوح
رواية معاناة فتاه الفصل الرابع
بعد اليوم الدراسي عادة "وفاء" لمنزلها سيرا وجدت ضجه عاليه وعندما دلفت رآت أبناء عمتها وعمتها .
بلهفه هرولت إليها وفرحه عارمه من أعماق فؤادها وهي تضمها بحب فرآت عمتها لا تضمها ولم تجيبها فقط تجلس بجسد ك الجثه ..
أمسكت وجهها بكلتا يديها قائله :-
ما بكي عمتي؟ هل أنتي بخير؟
فصاح والدها بغضب :-
أذهبي من أمامنا الآن ألا يكفي أنك للآن لا تجدي عمل ، اذهبي لتجهزي لنا الطعام ؟
بأعين دامعه وحرج نظرة لأبناء عمتها وهي تغض بصرها قائله :-
حاضر!
فصاح بها قائلاً :-
وعندما تنتهي رتبي غرفة عمتك لأنها ستقيم معنا !
أؤمأت برأسها وذهبت من أمامه بصمت.، رآت جدتها نائمه فأبدلت ملابسها وجلست تتأوه من ألم قدميها ، فساندت نفسها وذهبت لتجهز لهم الطعام ، فناداها والدها :-
وفاء؟
فردت مسرعه بخوف من نبرته :-
نعم أبي!
وهرولت إليه ، وقفت أمامه قائله :-
نعم يا أبي؟
فرد بقرف :-
خذي عمتك لتستريح بالداخل؟
اقتربت منها واثناء ذلك استمعت لأبناءها يهمسون :-
حينما تعبت وهي لا تتحرك ولا تتكلم وانا لدي بيت واطفال ولم اعد تحمل ان أصرف عليها أو أن اظل جوارها لقد تعبت منها؟
فرد أبنها الآخر :-
وانا أيضاً زوجتي لم تعد تتحملها أكثر من ذلك انها تحتاج لمن يأكلها ويقوم علي خدمتها ويغسل ثيابها يومياً وزوجتي قد قرفت من كل ذلك سنعطي لك مرتب شهري وبالاخير هذا منزل والدها؟
أشار لهم قائلاً بهدوء :-
لا تقلقوا عليها وفاء ستقوم براعيتها!
رفعت "وفاء" بصرها بحزن فوجدت عمتها تبكي بصمت أزاحت لها دموعها وربتت علي كتفيها فأحست أنها تبتسم لها ساندتها مع والدتها للداخل وجاءت بطعام لتطعمها وظلت تطعهما لفتره بسبب أنها تأكل ببطئ بسبب حركة فمها البطيئه
كانت تبكي لحالها فكيف بعدما كبرت أبناءها وتعبت لأجلهم وسهرت لمرضهم كيف القوها هكذا؟
يا له من زمن عجيب؟ لا غرو أننا في زمن كل شخصا يحب نفسه فقط! لقد سرقوا ابناءها فرحتها ، كيف لهم ان يقولوا هكذا إلا يعلمون أن كلماتهم جارحه ، تفطر القلب و اخترقت عميقا بقلبها كما تفعل السكين...
لقد هانوا عليهم ترك والدتهم عليله بالمرض دون ان يرق قلبهم لها! وهي التي كانت أن تألم أحد منهم دارت به إلي الاطباء بقلب ينزف وعين تبكي وروح تنتزع منها...
كانت تصرخ بداخلها من وجع قدميها ، والجوع ينهش بها ، أستمعت لنداء والدها لتترك ما بيدها وتسرع خطاها للخارج فصاح بها قبل أن تتحدث :-
اذهبي فوراً ورتبي غرفة عمتك؟
فهمست بعجز :-
حاضر ولكن سأبدل ملابسي وأكل؟
فصاح ساخرا بها :-
وهل سأنتظر جلالتك لتفعلي كل هذا؟ اذهبي الآن وافعلي ما طلبته!
بأعين فاض بها الدمع وكسرة روح وخاطر :-
عادة أدراجها لتدلف احدي الغرف المليئه بالاتربه وهي ترتبها بأعين تذرف الدمع...
لم احد يشعر بألالم جسدها ولا حتي فؤدها وروحها..
ولج اخوها الصغير هاتفا :-
أيتها العمياء جهزي لي الطعام أني جائع؟
امتلأ الدمع بعينها فما ذنبها ان جاءت علي الحياه بضعف بالنظر؟
لما يدعوها الجميع بالعمياء؟
ولكن لا بأس ف رب الأرباب لا ينسي أحد!
والفرج سيأتي قريباً حتماً!
🌹"رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ* وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ"🌹
مرت الأيام ليل يطويه نهار ونهار يطويه ليل وذاد عبئ وفاء أكثر فأكثر وهي تدير عمتها وجدتها وعملها والبيت وأصبحت منبوذه من جميع أخواتها تأكل وتجلس وتنام وحيده لسبب أنهم يقرفون منها لأنها تراعي عمتها المشلوله في كل شئ ...
واليوم ظهور نتيجتها وقد نجحت بمجموع عال إلا وهو ٩٢ بالمئه كانت فرحتها لا توصف حقاً
وحينئذ ناداها والدها لتجيب علي صديقتها "نورهان"
بلهفه جذبة الهاتف وهرولت بعيداً وهي تهتف بفرحه عارمه :-
كيف حالك نوري لقد نجحت وسأدخل الكليه؟
أبتسمت ضاحكه لقولها وهمست :-
سنكمل سوياً ولن لنفترق!
ظلا يتحدثان سوياً عن مستقبلهم ، أنهت وفاء المكالمه وبفرحه توجهت لوالدها وهي تقفز ك الطفل الصغير،
دنت منه وهي تعطي له الهاتف وبابتسامه وفرحه بصوتها هتفت :-
هذا هاتفك أبي تفضل؟
أنتشله من يدها بتقزز! وأردف قائلاً :-
ما بكي لماذا هذه الفرحه؟
فردت ببراءه وبهجه :-
لقد نجحت ابي وسأدخل الكليه....
قطع حديثها وهو يقول بلهجه ساخره:-
ومن كل عقلك رتبتي لتعليمك ومن سيجعلك تذهبين أحمدي الله أنك اكملتي مدرستك واذهبي من أمامي لا أريد تعكير يومي!
تلاشت فرحتها وهي ترمقه بحزن شديد ينبع من فؤادها !
بخطاه ثقيله وقلب محطم عادة أدراجها لغرفتها منكسره كيف بلحظه كانت تحلق من الفرحه وها هي أكثر شخص حزين يا له من قدر عجيب !
هل سيذهب حلمها أنها قد بنته لتوها هل سيتبخر؟
لن تكمل تعليمها لا لن تقبل هذه المره بالصمت ستتحدث ولن تصمت؟
اندفعت عائده إليه فبغضب يكمن من فؤدها هتفت بدموع حارقه :-
لماذا؟ لماذا لا يمكنني ان أكمل تعليمي؟
أغمضت عيناها فانسالت دمعاتها فكفكفتهم سريعا لتردف بوجع :-
هذا حلمي الوحيد إلا يكفي إنك لم تقبل دخولي السنوي لماذا تفعل بي هكذا؟
أعلم إني لست أبنتك ولكن لماذا تعاملني بكل هذا الكره؟
ماذا فعلت لك؟ أنا أفعل كل ما يرضيك لترضي ولكنك ترد ما أفعله بالشر لماذا؟
سأكمل تعليمي ولن يستطيع أحد منعي؟
صفعه مزلزله تلقتها لتقع من فورها!
ارتجف جسدها وهي تري النار تشع من عينيه!
انحني ممسك بثغرها بحده وهتف بلهجه مخيفه :-
لقد علمتي أنك لست أبنتي هذا جيد!
وصاح بصوت عال :-
لا أريد أن أسمع أي كلمه أخري وعليكي أن تنسي الدراسه فلن اجعلك تكملين ! وستذهبين عما قريب لعمك حتي تعملي هناك !
ابتسم بمكر ودفعها بعيداً ، وهرول خارج المنزل!
هرولت والدتها جذابه إيها باحضانها باكيه وهي تقول :-
سامحيني أبنتي لم أستطع أن أواجه!
تشبثت بها باكيه وهي تهمس بصوت سجي :-
أمي هل لن أكمل دراستي؟ انه حلمي الوحيد! هل سأغادر لأعمل بالقاهره اني اكره المكان هناك ولن أنسي ذاك اليوم وانا اعمل باحدي الشقك وتهجم علي شاباً لن أنسي يا أمي!
رفعت بصرها نحوها وهتفت بوجع :-
لن أري نور مره أخري أن لم أكمل تعليمي؟
هوي الدمع بغزاره وأنشأت تقول :-
لن أرارها هي الوحيده من تشعر بي؟ كيف سنفترق هكذا؟
ربتت والدتها علي ظهرها بحنان، همت بالحديث،
فقطعة كلماتها اندفاع وفاء لغرفتها؟
لتضع سجادتها وتنكب باكيه بسجودها تشكوا وتناجي رب العالمين!
ومن ثم جلست تدعوا للجميع حتي والدها دعت له بالهدايه، لم تنسي أحد!
عن أبي الدرداء قال :-
إنه ليس رجل يدعوا ﻷخيه في الغيب إلا وكل الله به ملكين يقولان "ولك بالمثل" أفلا أرغب أن تدعوا لي الملائكه .
وها هي تناجي ربها تسئل مولاها أن يهدي والدها،
ذاك الوالد الذي دائم ضربها وكرهه،
لقد سامح فؤادها ويدعوا دائماً له لعلها تعلم أنها دنيا فانيه وأن هذه دار أختبار وبلاء ويا حظ من اختباره الله في الدنيا لينول الآخرة،
أن بعد الصبر فرج وها هي تصبر وتحتسب أمرها بيقين أن صبرها وبلأها سيدخلها جنة الرحمن.
يتبع الفصل الخامس والأخير اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية معاناة فتاه" اضغط على اسم الرواية