رواية أبناء الكابر البارت الثامن والخمسون 58 والأخير بقلم روزان مصطفى (خارج قانون الحب الجزء الثالث)
رواية أبناء الكابر الفصل الثامن والخمسون 58 والأخير
كان المشهد لا يوصف ، وكأن الحياة بقُبحها تعتذر عن ماصدر طوال سنوات ، وأخيراً تهبهم السعادة التي ظلوا يركضون لسنوات بحثاً عنها |
#بقلمي
قام كادر وقف وهو بيمسح مناخيره من الدم ، سيا قربتله وهي بتلمس وشه ومرعوبة عليه وقالت : يخرااابي ، إنت كويس يابني ؟؟
بدر وهو بيسحب سيا من دراعها وبيوقفها وراه وجه كلامه لكادر وقال : إنت هتعلقلي حبل المشنقة على أخطائي في الماضي ولا أخطائي دلوقتي ، ما أنا توبت ! وإشتغلت وبدأت من تاني عشانك وعشان أختك ، عشان أبني البيت دا !!
كادر بصراخ : بدأته بأنهي فلوس ؟؟ ما إنت باديء بفلوسك في شغل المافيا ، يعني كل اللي عملته غسيل أموال
كينان بغضب : ولما إنت تعرف ربنا أوي كدا ، محدش قالك إن عقوق الوالدين من الكبائر ! .. وبعدين إيه دليلك إننا شغالين في المافيا !
كادر بعصبية مُبالغ فيها : إنتوا بتحطوا مُبررات لحاجة مينفعش أصلاً يبقالها تبرير ، إنتوا
قاطعه بدر بعصبية : وأنا مش محتاج أبررلك أنا غلطت ليه لإني توبت ! ربنا بس اللي عارف وربنا بس اللي يحاسبني ، عاوز تعيش معانا هنا زي الجزمة وتحت طوعي ماشي مش عاوز غور في داهية لكن تعتبر ملكش أم ولا أب طالما مستعر مننا
بص كادر على الباب وبصلهم ، شاف نظرات أمه ونظرات أبوه ليه ، كانت النظرات على ملامحهم غاضبة ولكن لو تعمقت .. هتشوف حُزن وأسف شديد
إفتكر كادر لما هاجم أمه يوم معرفته لحقيقة جدته ، ودخل أبوه وضربه بالقلم ، بعدها لما هدي عرف إن أبوه مالوش علاقة باللي أمه عملته ، ف إعتذر
لكن شغل والده في المافيا وهو وعمامه مكانش ليه أي مبرر ، ودا مش شيء غصب عنه
قلبه كان بيتقطع وهو واقف وسطهم هما الثلاثة ، مشافة دقيقة كان كادر فتح باب الفيلا ومشي من غير ما يبُص وراه
نزى خط من الدموع على وش بدر وقال بصوت مبحوح : لما أبويا إتسجن إتحرمت منه رغم معرفتي إنه قتل أمي محطيتش لوم عليه وحسيت بإحساسه وقتها رغم سني الصغير ورغم حُزني عليها ، تمنيت لو إن كُل دا محصلش
إبني اللي خرج وإختار ميبقاش ليه أم ولا أب ، لما أموت هيعرف قيمتي وهيتمنى الوقت يرجع عشان يقعد معايا ولو دقيقة وهو ناسي تماماً كُل شيء زعله مني
( ليت الأُمنيات تتحقق ، كُلما أغمض المرء عينه وإنتقل لعالمه الإفتراضي الذي يُريحه من عِبء الماضي ، رأى ما يتمناه ولا يحدُث .. كانت لحظة مواجهه مأساوية ، تخلى الإبن فيها عن والديه بإختياره ، وذهب دون الشعور بالندم أو حتى الإلتفات للمرة الأخيرة )
مرت الليلة على التلاتة زي التعبير دا ( ك مرور شاحنة ثقيلة فوق روحك ) ، تفكير غير مُنقطع ، لكن سيا كانت حريصة على صحة بدر أكتر من أي شيء لدرجة أخفت حُزنها ودفنته في الجزء المظلم من روحها عشان السكر ميعلاش عليه ويتعب ، وتخسره !
أما كينان مقدرش بالفعل يروح الفيلا بتاعته ويشوف سريره فاضي ومادلين مراته مش جنبه ، وأوضة بنته فاضية ويسترجع كل الحوار اللي حصل بينه وبين مادلين في المُستشفى
معترضش إن الحقيقة إنكشفت ! هو كُل تعبه بُعد عيلته عنه ، وإحساسه إنه خسر حُبه للأبد
أما في فيلا قاسم ، كانت أكثر ليلة مأساوية مرت عليه من سنين .. سنين كتير
قاعد على الأرضية وقميصه مفتوح ، قدامه الترابيزة عليها زُجاجة وكاس ، وبينهم دبلة ريما مراته ، طلب مُباشر للطلاق لما قلعت الدبلة من إيديها ، حس بإنقباض سيء في روحه وهو شايف دبلتها قدامه .. وسند راسه على الترابيزة وبكى !
رغم إن بُكاء الراجل عُمره ما كان ضعف لإنه في النهاية بشر ، لكن قاسم كان بيعبر عن غضبه وحُزنه بالعنف أو ممارسة رياضة عنيفة ، لكن إنهاردة هو مش حزين .. هو حاسس إنه ميت
( نظر لأرجاء المنزل والإضاءة الخفيفة التي تكاد تُظهر الأشياء ، وذلك الصفير الذي ينُم على أنه لا يوجد غيره بالمنزل ، ناهيك عن رائحة مُعطر الجو التي لم تتلوث مُنذ الصباح ، أين رائحة المخبوزات والطعام الشهي الذي كان تُعده زوجته ؟ لما المنزل نظيف ومُنظم لتلك الدرجة ؟ وهاديء ! هدوء قاتل .. أين ألعاب أولاده المُبعثرة في كُل مكان وصراخ ريما عليهم أن يجمعوها ويكملوا اللعب في الغُرفة ! ، أين صوت ضحكاتهم وهم يركضون للأعلى مُكملين مهام طفولتهم البريئة .. مهلاً ! أين صوت الصغيرة تيا ! أميرة أبيها وحبيبته التي يعود من الخارج مُهرولاً حتى يحتضنها ! ، المنزل نظيف وقلبي مُبعثر ) * كلام يدور في عقل قاسم *
أما الليلة الأولى في بيت والدة ريما ، فردت لولادها السرير بتاعهم ، وناموا ، ونيمت تيا جنبها .. فتحت الأباجورة وطلعت على سريرها في أوضتها وهي بتدمع ، فراغ كبير حاسة بيه لأول مرة بعد جوازها تنام من غير قاسم ، الليلة اللي كانت في الشاليه هي نسيتها عشان صالحوهم تاني يوم وكانت عارفة إن قاسم هيصالحها وهي هتسامحه ، لكن دلوقتي تسامحه إزاي بعد اللي عرفته ؟ هترتاح في حضنه تاني إزاي بعد ما تخيلت شكله وهو حاطط في شنطة عربيته جثة وبيحاول يخفيها ؟ نفضت الأفكار دي عن راسها وغنضت عنيها عشان الصورة تروح من بالها ، رجعت تاني تحسس على السرير وهي بتعيط وبتعصر الملاية بإيديها
♡ شوف بقينا فين يا قلبي ، وهي راحت فين ! شوف خدتنا لفين يا قلبي وشوف سابتنا فين .. لا جراحنا بتهدى يا قلبي ولا ننسى اللي كان ♡
صوت عبد الحليم العالي في الشارع قومها من على السرير وخافت ولادها يصحوا ، بصت من الشباك لقت قاسم مشغل الأغنية دي تحت بيت أبوها وبيعيط على كبوت العربية وشكله سكران
لبست الإسدال ونزلت جري وهي بتقفل كاسيت العربية وبتبصله بغضب : إيه الفضايح دي !! لو سمحت خُد عربيتك وإمشي
قاسم بعياط : عاوزة تسيبيني !! قلعتيها ليه .. قلعتي الدبلة ليه يا ريما !
ريما بتعيط وباصة الناحية التانية وبتقول : إنت سكران مش في وعيك إطلع إغسل وشك وفوق عشان تقدر تروح
جاية تسيبه وتمشي راح مسك دراعها وهو بيعيط وبيقول : أنا بحبك ! هتسيبيني لوحدي طب أنا . أنا تعبان يا ريما و . و
مكملش كلام راح مال على صندوق الزبالة ورجع فيه
مسكت ريما ظهره وهي بتطبطب عليه وقلقانة ، أول ما إتعدل قالتله بقلق : إطلع معايا من فضلك عشان تغسل وشك وتشرب حاجة تفوقك
بصلها قاسم وهو بيمسح بوقه وبيقول بعياط : إنتي الحاجة اللي هتفوقني .. أنا .. هروح
مسح وشه وركب عربيته وريما بصاله بقلق عشان هيسوق وهو تعبان كدا وسكران ، مشي بالعربية بعيد ف طلعت وأول ما دخلت الشقة لقت أمها واقفة على الباب وأول ما شافتها إترمت في حضنها تعيط بهستيريا
مامتها وهي بتطبطب عليها قالت : معرفش سبب إنفصالكم لكن طالما إنتي مقتنعة ف أكيد مُحتفظة بأسبابك لنفسك ، فترة وهتعدي ..
( لن تمُر يا أمي ، ف أنا لم أتعرض لحادث سيارة وسأتشافى ، أو أعاني من كدمة في وجهي ، الكدمة تلك المرة في قلبي .. تؤلمني ، تجعلني أود البكاء وحتى التنفس يُصبح مُهمة صعبة ، لقد تركت قلبي هُناك وأتيت لكِ . )
* بعد مرور ثلاث أيام على الحال نفسه
كانت واقفة ريما في مطبخ والدتها بتعمل الفطار ، دخل عليها عمر إبنها وهو بيشوفها بتعمل أيه فجأة لوى بوقه وقال : إيه دا يا مامي أنا مبحبش البيض المقلي
ريما وهي بتقلبه : دا مش عشانك دا عشان بابي بيحب ..
سكتت وقطعت كلامها ، رفعت راسها وهي بتقول : عشان تيتة يا حبيبي ، إنت وأخوك عملتلكم توست الجبنة اللي بتحبوه ، يلا إقعد برا لحد ما أخلص ..
خرج عمر جري من المطبخ ووقفت ريما بتمسح دموعها وبتكمل تعمل الفطار
دخل أبوها وهو بيحط العيش على الرخامة وبيقول : عيش بلدي طازة من عند عم حامد بقالك سنين مدوقتيهوش ..
ريما بضحكة خفيفة : مش لدرجة سنين يا بابا ما أنا كُنت بزوركم وساعات بقعد أفطر معاكم كمان ، بعدين عمي حامد الله يرحمه اللي واقف مكانه دلوقتي إبنه سعد
أبوها بهدوء : الله يرحمه ويغفرله
مسحت ريما دموعها تاني وهي بتطلع طبق تحط فيه البيض ف مسك أبوها كتفها وهو بيقول : أنا مش هسألك حصل إيه بينك وبينه عشان واضح إنك مش قادرة تتكلمي ، لكن اأنا عارفك يا ريما لما بتتعلقي بحد سواء صاحبة أو زميلة أو جارة ليكي بتتعبي إزاي على فراقها لو نقلت مدرسة غير مدرستك أو بعدت عنك ، ما بالك بواحد إتجوزتيه عن حُب وبينكم عشرة وأيام حلوة وعيال ، مش هقولك لو خيانة سامحي أو كذب عدي عشان عيالك ، بس هقولك حاجة واحدة إن الله غفور رحيم وباب التوبة مفتوح للجميع ، إحنا كُلنا بشر يا بنتي بنغلط وبنتعلم من أخطائنا ، ف يعني لو حبُكم أكبر من أي شيء يمكن ..
قاطعته ريما وهي بتقول : الثقة أساس الحُب ، الأمان أساس الإستمرار ، وأنا أخدت قرار يساعدني أنا وولادي نعيش عيشة مُستقرة ومش هقدر أرجع فيه ، متقلقش عليا يا بابا هكون بخير .. محدش بيموت من غير التاني
أبوها بإبتسامة باهتة : يمكن إنتي قادرة تتماسكي ، لكن لما جالك تحت بيتنا شوفته من الشباك مرضيتش أتدخل ، هو مش هيقدر يتماسك كتير وهينهار وشغله هيخرب .. الست ورا نجاح جوزها دايماً وخاصة لو ست بيحبها يا بنتي ..
أخد والدها طبق البيض ف قعدت ريما على الترابيزة وهي ساندة راسها على إيديها وبتعيط بضعف ..
* في منزل عزيز القائد
جايدا بتعب : إتصل بيه قوله مياه الولادة نزلت
الحارس : ح حاضر
راح بعيد وإتصل على عزيز
* في فيلا عزيز وسيليا
كان بيظبط دقنه وخرج من الحمام لما لقى فونه بيرن
رد على الحارس وقال : الدنيا إتقلبت في ٣ أيام ولا إيه ؟
الحارس بتنهيدة : شكلها كدا يا قائد ، مدام جايدا بتقولك إن مياه الولادة نزلت
عزيز وهو بيكشر : ولادة إيه يابني دي في الشهر السابع !
رفعت سيليا راسها وهي باصة لعزيز بصدمة
الحارس : مش عارف يا قائد بس هي تعبانة جداً ورافضة تتحرك معانا وتروح مستشفى
عزيز : هو بمزاجها ولا آيه الواد هينزل في السابع ، متتحركوش أنا جاي في الطريق
قفل مع الحارس ورمى الفون على السرير ف قالت سيليا بتعب : هي مراتك التانية بتولد ؟
عزيز وهو بيقلع التيشيرت وبيلبس القميص : أنا أسف والله .. بجد أسف بس هي فعلاً بتولد ورافضة تروح مستشفى دا غير إنها لسه في السابع ف أنا خايف بصراحة
سيليا وهي بتقوم من على السرير وبتخلع الروب بتاعها : هاجي معاك
وقف عزيز عن اللبس وهو بيبصلها بصدمة وقال : تيجي معايا فين ؟
سيليا بتعب : هي أكيد محتاجة بنت معاها تطمنها وأنا هعمل كدا ، متقلقش هيقوموا بخير بس هنحتاج دكتورة
عزيز بص لسيليا بصدمة ف لوت رقبتها وهي بتقوله : في إيه ؟
عزيز وهو بيبلع ريقه : إنتي هتغيري هدومك قدامي ؟
سيليا بإحراج : عادي يا عزيز ، أه إنت لسه ملمستنيش وأنا مقدرة إنك مضغطتش عليا لكن إنت جوزي
عزيز قبل ما يقفل أزرار قميصه قربلها وهو بيمسك دقنها وهلاها تبصله وقال : جوزك بس ؟
عيونها تاهت ورمشت بعدين قالت : وحبيبي
وطى عزيز عشان يطول وشها وهو بيقول بحب : إنت اللي حبيبي ، وملبن حياتي .. وكل حاجة
لسه بيقرب راحت بعدت وهي بتقول : إيه يا عزيز فوق بقولك مراتك بتولد
حرك رقبته يمين وشمال ومسك الفون تاني وإتصل بالحارس ، أول ما رد قاله عزيز : أيوة يابني ، شوفوا أي دكتور أو دكتورة ييجوا البيت لحد ما نيجي ..
خلصت سيليا لبس ونزلت مع عزيز ، ركبوا العربية وإتجهوا لبيته القديم
وهو سايق بص لسيليا اللي باصة للطريق وساكته وبعدها قال : أنا مقدر كل إحساس جواكي دلوقتي ، بس اللي عاوزك تتأكدي منه إني محبيتش في حياتي كلها حد قدك .. وإني فضلتك عن ... عن كل حاجة مهمة في حياتي يا سيليا
سيليا بتعب : بتقول كدا ليه فاكرني متضايقة عشان هي بتولد ؟ أنا لو متضايقة من حملها مكنتش قبلت أتجوزك يا عزيز عوزاك تفهم دا كويس ، بس مقدرة إن دا حصل قبل ما نحب بعض ومش ذنب الطفل اللي في بطنها شيء من كل دا
بصت سيليا لعزيز وهي بتحط إيديها فوق إيديه اللي ساندها على البدال وقالت : ولا ذنبي إني أتحرم من أكتر راجل حبيته في حياتي ..
مسك عزيز إيديها وباسها ، وكمل بوس في إيديها لحد ما وصل لدراعها ف ضحكت وهي بتسحب إيديها وبتقول : ركز هنعمل حادثة
عزيز بيقول : أركز إيه بس حرام عليكي من أول الجواز وأنتي حطاني على نار هادية بتسويني
رجعت ملامح الحُزن لسيليا تاني وهي بتقول : غصب عني يا عزيز .. هحتاج وقت ولو إني عارفة إن حُزني مش بالوقت
أنا إتكسرت
عزيز بغضب : ماعاش ولا كان اللي يكسرك وإنتي على ذمتي ، إوعي تقولي الكلمة دي تاني
طبطبت سيليا على إيده وكمل عزيز سواقة لحد وصل لبيته القديم ، نزل من العربية وفتح الباب لسيليا وهو بيقول للحرس : حد من الدكاترة جه ؟
الحارس : الدكتور جوا ومتعصب جداً يا قائد
دخل عزيز من غير ما يرد على الحارس ودخلت وراه سيليا ، قال عزيز بنبرة قلق غاضبة : لسه مخلصتش ليه يا دكتور !
الدكتور بعصبية : خلصت إيه إنت فاكرها دبيحة ؟ دي لازم تتنقل مستشفى فوراً دي ولادة في السابع لازم معدات طبية وفريق طبي يساعدنا ، أنا كلمت الإسعاف زمانها جاية تاخدها
سيليا بتساؤل : يعني هي كويسة حالياً ؟
الدكتور : أيوة مؤقتاً ..
* في القسم
خبط الظابط بإيده على مكتبه وهو بيقول : إتهجمتي على البنت بدافع السرقة ولا حد قالك تعملي كدا وهيديكي فلوس مقابل تأذيها ؟ ما إنتي كدا كدا هتترمي في الحجز ، ف إتكلمي على طول عشان أنا مش هسيبك هفضل كل شوية أجيبك هنا
الست وهي واقفة : يا باشا الموضوع أكبر مني وأنا ماليش يد فيه أنا مجرد بساعد
الظابط بتنهيدة : أيوووة ، بتساعدي مين ؟؟؟
الست : أنا يا باشا بقرأ الكف للخواجات في شرم والمناطق بتاعة الصيف دي ، يعني دي شغلانتي ، إتعرفت على واحد ووعدني بجواز بس كان بيشتكي من بنته ومن مسؤوليتها . ف قولت أخلصه منها
الظابط : ثانية واحدة بس كدا ! يعني البت اللي إتهجمتي عليها في شقتها دي هي بنته ؟
الست : الله ينور عليك يا باشا ، بس مقدرتش عليها كان لازم أخد معايا راجل
الظابط بعصبية : يا عسكريي !!
دخل العسكري وهو بيقول بطاعة : تمام يافندم
الظابط بقرف : خد الولية دي على الحجز ووصيلي النسوان عليها
العسكري وهو بيسحبها : تمام سعادتك
خرجت معاه وهي بتقول في عقلها ( أديني وفيت بوعدي ومقولتش عن ميراث توفيق وحكاية وليد وكل دا ، وإن بنت الكلب دي إتسببت إننا نخسر الميراث ونتجوز )
* في فيلا بدر الكابر
والدة ماظلين في الفون : ولو على المأذون هنجيبه إحنا ، المهم تيجي تخلصنا أنا بنتي حامل ومش هتقدر على الضغط النفسي دا كله
كينان في الفون : يا حماتي دي مشاكل بيني وبينها أتمنى تسيبيني أحل مشاكلي مع مراتي لوحدنا . وطلاق مش هطلق والله ما هطلق
والدة مادلين : يعني أخرج منها بالذوق ؟ لا بقى إنت لو مطلقتش أنا هقوملها أحسن محامي للخلع ، هو العيشة عافية ولا إيه !
سحبت سيا الفون من إيد كينان وهي بتقول بصريخ عصبي خرجت فيه كل إنفعالاتها : بدل ما إنتي فاضية لخراب البيوت روحي صلي ولا طلعي صدقة ولا كل اللي بتعمليه بتخربي بيت بنتك !! ملكييييش دعوة بيهم خلعوا ضلعك يا بعيدة
رزعت سيا سماعة التليفون وهي بتنهج وبتاخد نفسها بالعافية
كينان كان واقف جنبها وهو مغطي بوقه بإيده مصدوم وقال : يا نهار إسود بتهزقيها ليه !
سيا بعصبية : آسكت بقى عشان أنا زهقت من الولية دي هي بتتشرط على إيه وبتتحشر ليه عاوزة تخرب بيت بنتها وتحرم ميرا وإبنك منك ! ولية بنت ستين في سبعين أنا لو مكان أمك أخد الشبشب وأروحلها طالما مش محترمة سنها ومش بتهدي الأمور عشان العيال
كينان بصدمة : بس مكانش ينفع تشتميها يا سيا ، كدا مش هعرف أرجع مادلين
سيا وهي بتطبطب على كتف كينان : هترجعها غصباً عن عين أي حد دي مراتك ومش هتطلقها .. خراب البيوت مش بالساهل
نزل بدر على السلم وهو بيقفل قميصه وبيقول : إيه الصوت دا
كينان بحزن : مفيش يا زعيم كُنت بتكلم مع حماتي
بدر بهدوء : وعملت إيه ؟
كينان بإبتسامة باهتة : كالعادة مصممين على الطلاق ، والله من كتر خوفي عليها عاوز أطلقها بس مش عاوز أخسرها . مقدرش !
سيا بهدوء : متطلقهاش يا كينان ، هي أكيد هييجي يوم وتتفهم إنك إتغيرت وتوبت ، هي حالياً خايفة ومش مستوعبة وكمان زعلانة آنك خدعتها ودا حقها مفيش لوم عليها .
كينان بهدوء : هروح لأمي تتفاهم معاهم ست لستات
بدر بهدوء : هوصلك
كينان بقلق عليه : خليك يا زعيم مرتاح عشان صحتك
بدر بإبتسامة : أرتاح إيه يابني أنا الزعيم ، إمشي معايا هوصلك
سيا بإبتسامة : وأنا هعملكم الغدا عشان لما تيجوا وعشان عمتي كمان
قربلها بددر وإداها قُبلة وهو بيقول : هو الزعيم من غير حشرية سيا الفضولية إيه ؟
سيا وهي بتميل على صدره : في الأصل سيا المُشردة في الشوارع من غير الزعيم إيه ؟
بدر وهو بيلعب في شعرها : بنت قوية ، وشريفة .. وزي القمر .. حافظت على نفسها عشان تبقى ملكي أنا في الأخر ، وتبقى عوضي الحلو وسندي في الدنيا دي
سيا وهي بتمد إيديها قدام بدر : مش عاوزة أبقى قوية وأنا معاك ، سيا كانت بتهرب منك لكن أناا عوزاك تفضل خاطفني طول العمر ، حتى من نفسي ، ممكن يا زعيم ؟
سحب إيديها اللي هي مقدماها قدامه وحضنها جامد وهو بيرفعها عن الأرض
ضحكت هي ف قال بدر : شوفتي إن السكر مش مأثر على صحتي ولا حاجة
سيا بضحكة وهي بتشم ريحة برفانه : برضو مفيش سجاير وخمرا ولا فيه حلويات
بدر وهو بيبوس خدها : مفيش سجاير ولا خمرا أه ، بس الحلويات في حضني أهي
كينان وهو بيضرب كلاكس بصوت عالي : يا زعيييييم
بدر وهو بيتنهد بعصبية وبينزل سيا من حضنه قال : عشان لما أرميه في الشارع متزعليش
ضحكت سيا وهي بتقول : معلش يا حبيبي ، يلا عشان متتأخروش ♡
رغم لخبطة العلاقات وكل المشاكل اللي حصلت ، حُب سيا وبدر كان الشراع الثابت لمركب الحُب ، مبيتغيرش ، بيزيد وبس
* في المستشفى
سيليا وهي بتطبطب على عزيز : متقلقش يا حبيبي هتخرج بخير متقلقش
عزيز بقلق : الدكتور إبن ال *** قلقني ، قالك الولادة صعبة عشان ناقص شهرين
جم سليم وخديجة جري على عزيز وسيليا ، قرب سليم من عزيز وهو بيقول : إبه الأخبار يا قائد !
عزيز بقلق : مش عارف ومفيش حد في أم المستشفى بني أدم عدل ييجي يكلم اللي جابوني ويطمني
حضنت خديجة سيليا وهي بتقولها : واللي إنتي بنت أصول موقف زي دا كانت سابت جوزها يروح لمراته الأولى لوحده
سيليا بهدوء : الحمدلله على كل حال ، ربنا بس يقومها بالسلامة
خرج الدكتور وهو مكشر وبيقول لعزيز : المولود خرج بالسلامة .. أستأذنك بس خمس دقايق في مكتبي ؟
بعد عزيز إيد الدكتور عنه وهو بيقول : جايدا كويسة ؟ ما ترد ياعم هو فيلم تشويق ولا إيه !!
سليم بمواساة : بالراحة يا عزيز روح مع الدكتور مكتبه شوف عاوز يقولك إيه وهدي أعصابك
عدل عزيز ياقة قميصه وهو بيشاور للدكتور وبيقوله : إتفضل
راح مع الدكتور مكتبه وأول ما قعد قلع الدكتور ماسك الوش وقال : مدام جايدا بخير والطفل بخير هو ضعيف عشان مولود في السابع ، لكن أنا عاوز حضرتك توقع على موافقة إن مرات حضرتك تعمل العملية
عزيز بصدمة : عملية إيه ؟
الدكتور بأسف : لازم نستأصل الرحم
عزيز بخضه : نعم !!
* في سكن الطُلاب
حط كادر شنطته في أوضته وبدأ يرتب وينظم حجاته بما إنه في الأوضة لوحده ، تليفونه رن ف بص على الشاشة من بعيد عشان لو حد منهم ميردش ، لكنه إتفاجيء بصاحبه محمد اللي بيتصل
رد كادر ببرود وقال : أيوة
محمد بضحكة : ليه النذالة يا أخي وليه ما بتسأل ؟
كادر بنفس البرود : مفيش حياتي مخروبة ومتخانق مع عيلتي كلها وخطوبتي إتفسخت رسمي ف عشان مبسوط اوي نسيت أكلمك
محمد بأسف : كُل دا حصل وأنا بعيد ؟
كادر بتكشيرة : الإمتحانات قربت وإنت بتقول أي كلام ومبتحضرش هتعيد السنه
محمد بأسف : عارف يا أخي ، خلاص هعيدها الأمر لله
كادر وهو بيتنهد وبيققعد على السرير : أختي كمان إعتذرت السنة دي وهتعيدها .. عشان إنجوزت ، المهم في أقرب وقت خليني أشوفك عشان محتاجك
محمد : تعالى إنت ؟
كادر بضحكة : أجي فين ياعم خلص اللي معاك وتعالى أنت على الجامعة أو قولي مكان نروح فيه ، سلام دلوقتي
قفل كادر معاه وهو بيبص على خلفية فونه صورته هو وميرا على الحُصان
إتنهد بحُزن وهو بيبصلها بألم ، مش عارف فضل فيه عقل يمتحن ويركز في دراسة ولا هيعيد مع محمد وأخته ..
* في المستشفى
وقع عزيز مضطر على الورقة بتاعة العملية عشان صحة جايدا .. وأول ما خرج من مكتب الدكتور حضن سيليا وعيط بهستيريا .. لولا إحتفاظ جايدا بالحمل كانت هتعيش وتموت بدون ما تخلف بالفعل
سيليا وهي بتواسي عزيز : إنت عملت الصح عشان صحتها ، إوعى تزعل وإدعيلها
عزيز بحُزن في حُضن سيليا : كانت بتترجاني تحتفظ بيه وأنا كُنت ..
طبطبت سيليا عليه وقالت : ربنا عمل كدا وخلاها تحتفظ بيه عشان يكون فرصتها الأخيرة ، هي لما تفوق وتحضن إبنها هتنسى العالم كلُه
سليم بمواساة : مبروك يا عزيز يتربى في عزك وعقبال ولادك من سيليا
شد عزيز على حُضن سيليا أكتر وهو بيقول : ياارب
حست هي بالكسوف عشان طول الفترة دي مدتهوش حقه ، قررت لما الأوضاع تهدى شوية تديله حقوقه الشرعية عشان إستنى كتير وقدرها ♡
الخاتمة
* في منزل والد ريما
حطت الغدا وقعدوا ياكلوا ، بص عمر للطبق وقال : مامي مش دا حمام زي ما كُنا بناكل في بيت بابي ؟
ريما أكلت معلقة رز ووشها بهت وقالت : أيوة ..
عامر بتساؤل : طب بتمسكوه إزاي ؟
إفتكرت ريما وقت ما كان قاسم بيعلمها الصيد
ريما بخوف في حضنه : بلاش أنا قلبي ضعيف
حضنها قاسم من ورا وهو ممسكها سلاح الصيد وبيملس على صوابع إيديها وبيقول : متخافيش من حاجة طول ما إنتي معايا ، إهدي خااالص
نبرة صوت الحنينة طمنتها ، همس تاني عند ودانها وقال : عينك على الهدف
بصتله ريما وقالت بهزار : غيرت رأيي وقررت أخليك إنت الهدف
بصلها قاسم برومانسية وقال : أنا خدت الطلقة اللي وقعتني في حبك من زمان ، من ساعتها مش قادر أفوق
ريما بخضة عليه : بعد الشر عليك يا حبيبي إخص عليك
رمى السلاح على الأرض وشدها لحضنه أكتر وهو بيقول : مش عاوز أأذي حاجة إنهاردة حتى لو حمامة ، حاسس وأنا في حُضنك إني رجعت طفل تاني ، بيخاف ومحتاج يطمن ف بيحضنك زيادة
سندت براسها على صدره وهي بتبصله وبتقول : يعني خربتلك يوم الصيد بتاعك
بعد عنها قاسم وشالها بين إيديه راحت صوتت
ضحك وقالها بثقة : معنديش أيام بتخرب أو خطط يوم إلا لو في خطة أحلى بكتير
ومشي بيها وهي بتضحك
* الوقت الحالي
والدة ريما : الرز معجبكيش صح ؟
نزلت دمعة من عيون ريما في الطبق راحت مسحت وشها وقالت : حلو أوي ، حلو أنا بس .. محتاجة أروح الحمام
قامت من على الترابيزة ودخلت الحمام قفلت على نفسها وبدأت تعيط
أبوها ساب الأكل وبص لأمها وقال : نفسيتها صفر ودا هيأثر على تغذيتها وعلى رضاعة بنتها ، هي بتكابر بس من جواها بتحبه
أمها بتعب : مش عارفة أعمل إيه معاها إتكلمت كتير يابنتي لو بآيدك تسامحي سامحي مصممة على رأيها ومش عاوزة أضغط عليها وأعرف السبب
بص أبوها لعمر وعامر وقال : كُلوا يا جدو متخافوش ماما في الحمام وجاية ..
أما ريما جوة الحمام كانت مُنهارة تماماً
( أتذكر لمسات يده التي تجعلني أرتجف ، صوته الدافيء وهو يغازلني كُل ليلة وكأن شغفه بي يزداد يوماً بعد يوم . وإحتضانه لي قبل ذهابي في نوماً عميق ، ما يحدث الأن ليس إنفصال زوج عن زوجته .. بل إنفصال روح عن جسد شخصاً جعلته يُفارق الحياة ، كان ذلك الشخص بكُل أسف هو أنا )
كانت تتألم في أعمق نقطة من روحها ، ولكن شعور الخوف والغُربة من ذلك الشخص الذي إكتشفته مؤخراً يجعلها تتردد في العودة إليه ..
* في فيلا عزيز وسيليا
دخلوا الفيلا بعد يوم طويل وسيليا بتحط شنطتها والجاكيت بتاعها على طرف الكنبة وبتقول : متقلقش يا حبيبي هنروح بُكرة نطمن عليها
قعد عزيز ورمى مفاتيح عربيته بعشوائية على الترابيزة وفتح أزرار قميصه ، بعدها رمى قميصه بعيد وقعد عاري الصدر وهو بيقول بضيق : أنا ملحقتش أشوف إبني حتى .. قالك بُكرة عشان إنهاردة محتاج رعاية
سيليا بإبتسامة : طيب إنهاردة من بُكرة مفرقتش وبالفعل سمعت إن إبن السابع بيحتاج إهتمام عشان بينزل ضعيف وكدا
قلعت جزمتها الكعب ووقفت على الأرضية الساقعة حافية
بصلها عزيز لشعرها الطويل اللي واصل لأخر ظهرها وجسمها المرسوم وجمالها وغير كدا وقفتها معاه إنهاردة بكُل حُب وخوف على مشاعره
قام من على الكنبة وقربلها وهو بيرجع شعرها لورا وبيملس على شفايفها بصوباعه وقال بسرحان : حبيبي أنا .. ملاكي
بلعت سيليا رقيها وهي بتبصله بعدها قالت بتوتر : هط .. هطلع أغير هدومي و ..
قاطعها إنه سحبها لحضنه و إداها قُبلة رومانسية خلتها نسيت هما فين
بعد عنها ورفعها عن الأرض وهو بيقول : أنا أسف ، أنا جبت أخري بجد في الصبر
إتعلقت سيليا في رقبته وهي بتلمس الوشوم اللي على دراعه وبتقول : طب ممكن أقول حاجة ..
عزيز وهو بيسكتها : إنهاردة مفيش كلام ، إنهاردة مفيش غير أنا وإنتي وبس ، عاوز أنسى الدنيا في حضنك ياعم الملبن إنت
سيليا إفتكرت أول مرة افته فيها راحت ضحكت وقالت : إتلم
عزيز وهو بيبوس خدها : لميني طيب ♡
طلع بيها لفوق ووصل أوضتهم دخلوا وقفل عليهم عزيز الباب ..
* في منزل والدة مادلين
والدة كينان وهي قاعدة حاطة رجل على رجل قالت ليها : على فكرة عوزاكي تعاندي مع إبني وتعامليه وحش وأنا بعون الله هطلع عينك إنتي ، عشان طالما موافقة على خراب بيت بنتك دي حاجة ترجعلك لكن أنا مش زيك وعاملة على نفسية الأولاد
مامة مادلين بإستفزاز : الجوازة دي من الأول مكونتش عوزاها ، لولا دماغ بنتي الناشفة إتحطينا في نقاشات معاكم
عوجت مامة كينان بوقها وهي بتقول : جوازة إيه يا ماما اللي مكونتيش عوزاها ؟ أنا بحب مادلين أه بس إنتوا تطولوا ! شاب طول بعرض وغني ورجل أعمال إسمه يهز سوق العمل وعيون خضرا وشعر أشقر ، كُنتي هتجوزيها نجيب ساويرس ولا إيه ؟ دا تحمدوا ربنا
ميرا بعيون وارمة : بس بابي يا تيتة فسخ خطوبتي من كادر ، من غير ما ياخد رأيي
والدة كينان : يا مرمور يا حبيبة قلبي بيعمل كدا عشان ترجعوله ، المفروض ماما تهدي المواضيع عشان الدنيا تمشي
والدة مادلين بإعتراض : أنا بني حامل إنتوا اللي تنفذولها كل طلباتها عشان تقوم بالسلامة ، الله ! تبقوا غلطانين وتركبونا العيبة ..
والدة كينان بغضب : طلبات إيه يا أم طلبات ! الطلاق ؟ إبني مش هيرمي يمين الطلاق ومعندناش مانع مادلين تفضل معاكي هنا لحد ما أعصابها ترتاح وتقوم بالسلامة غير كدا معنديش كلام
سحبت والدة كينان شنطتها وهي بتقوم وبتقول : سلام عليكم ..
خرجت من البيت ورزعت الباب وراها وهي من جواها هاين عليها تطربق البيت فوق دماغ والدة مادلين المستفزة الحشرية
مرت الأيام ، ومازال الجفاء قائم بين مادلين وريما وأزواجهم
إصرار على الطلاق ورفض تام من قاسم وكينان إنهم يرموا يمين الطلاق ويبعتوا الورق ومحاولات إصلاح بينهم بائت بالفشل
ف حتى ميحسوش بالفراغ من غير زوجاتهم إبتدوا يركزوا في شغلهم أكتر وأكتر ، وإبتدى بدر يلعب رياضة بشكل مُنتظم وياخد أدويته في ميعادها ويهتم بالتغذية ف صحته إتحسنت كتير وجسمه ك شكل إتحسن جداً
وتمت أكبر صفقة خلتهم يربحوا ملايين من وراها وإسمهم بقى في العالي ، وأثناء إحتفاليتهم في برنامج طلع قاسم على الهواء مُباشرة وقال : نجاح الصفقة دي بهديه لشخص عزيز عليا جداً ، ومتأكد إن برغم البُعد بيسمعني .. بهديه لزوجتي وشريكتي من بداية رحلتي لحد دلوقتي ♡
كانت بالفعل ريما بتتفرج ، مفيش إعلان ظهرت فيه شركة قاسم إلا وشافته ، مفيش خبر نزل عنه إلا وقرأته بشغف
لكن عنادها مازال مُستمر
مرت شهور وجه وقت ولادة مادلين ، حضر كينان الولادة لكن بعد الولادة رفضت مادلين تماماً إنه يدخلها الأوضة ، ف إكتفى إنه يشيل إبنه بين إيديه وسماه مازن ♡
عدا سنين ، سنتين بالتحديد
محصلش لحد السنتين دول رجوع بين ريما وقاسم ، ومادلين وكينان
كادر كان بيتواصل مع والدته بدأ قلبه يحن وهو في السكن ف كان بيطمنها عنه وهي بتطمنه عليهم وبتشجعه يهتم بدراسته وميشيلش هم شيء وإنها ك أم مسمحاه لكن لازم يطلب السماح من أبوه بنفسه
ميرا كانت بتتواصل مع كادر من وقت للتاني وبتطمنه عليها لإنها مازالت بتحبه
* في فيلا عزيز وسيليا
سيليا كانت واقفة على أطراف صوابعها بتحاول تجيب حاجة من الرف
جه عزيز جري من وراها وهو بيقول : وإفرضي وقعتي ولا حصلك حاجة ؟
ضحكت سيليا وهي بتقول : في إيه يا حبيبي ؟ إنت مش بتشوف الستات في أميريكا بيلعبوا رياضة صعبة وهما حوامل ؟
عزيز وهو بيبوس خدها : أنا ماليش دعوة بحد أنا بخاف على الملبن بتاعي ، بعدين ضهرك مش مستحمل إنك توقفي على صوابعك كدا إرتاحي خالص وأي حاجة هعملهالك ، او نجيب أكل من برا
سيليا وهي ماسكة ظهرها : لا بجد ، بلااش لأحسن أخر مرة إنت كسرت إيد بتاع الدليفري عشان لمس إيدي ، حرام عليك والله يا عزيز
عزيز برفعة حاجب : وأكسر رقبته كمان ، محدش يلمس مرات القائد غيري
مسك راسها وباس راسها وهو بيقول : معرفش الحرس مستلموش منه ليه ودخلوه على طول بس هي غلطة مش هتتكرر
سيليا بلوية بوز : يا ساتر يا ساتر على العصبية والغيرة ، صحيح مامي بتسلم عليك كانت ببتطمن عليا عشان حكيتلها على الإلتهابات اللي عندي قالتلي ملبسش غير حجات قطن طول فترة الحمل وتكون اوسع من مقاسي عشان متتعبنيش
عزيز وهو بيعمل قهوة : حلو ، وأبوكي لسه مقاطعك برضو ؟
إبتسمت سيليا ببهتان وقالت : أيوة
عزيز وهو بيحضنها وبيبوس كتفها : متضايقيش يا حبيبي هييجي يوم ويسامحك ، صدقيني
سيليا بتعب : مش عارفة ليه كُل شهر التقل بيزيد
عزيز برفعة حاجب : طبيعي إنتي في التاسع ، دا شعور طبيعي ، المهم أعملك حاجة تشربيها ؟
سيليا بتعب وهي سانده على الرخام : أااه
عزيز بتركيز : أعملك إيه ، عصير ولا أعشاب ؟
سيليا : أااااااه
وقع من إيده فنجان القهوه وهو بيشيلها وبيحطها على الكنبه تفرد ظهرها ، فضلت تصوت وعزيز إرتبك راح مزعق للحُراس : حضروا العربية يا بهااااايم
سحب قميصه اللي هو على طول قالعه ولبسه ، شال سيليا بين إيديه وهو خارج جري راح واحد من الحُراس فتحله الباب ، قعد مراته جنبه ولف ركب في الكرسي بتاعه وساق العربية للمستشفى
دخلها بسرعة وهو بيزعق فيهم من توتره ، بدأت الولادة ف بعت رسالة لبدر وكادر وسيا على تليفوناتهم إنها بتولد
سيا وبدر وصلتهم الرسالة لكن مشافوهاش عشان بتجيلهم رسايل كتير ف بيحذفوا من غير ما يقرأوا ..
أما كادر شاف الرسالة وهو في نص المحاضرة راح ناطط فوق البنشات وخرج من غير إذن الدكتور
جري وراه محمد وهو بيقول : هيسقطونا يا أخي !
كادر وهو باصص للتليفون بسعادة : أختي بتولد ، هبقى خالو يالااا
محمد بسعادة لصاحبه : طيب محتاج شيء ؟ أجي معاك ؟
نط كادر في عربيته وهو بيقول : أنا تمام روح إنت
ساق كادر عربيته وإتجه لعنوان المستشفى اللي في الرسالة ♡
* في المُستشفى بالليل
كادر وهو شايل بنت سيليا : بس حاسس مناخيرها مفعصه زيك ؟ وعينيها زايغة زي أبوها
سيليا بضحكة وهي قاعدة على السرير : حبيبة مامي قمر شبهي
عزيز وهو حاطط إيده في جيبه : أكيد محدش يقدر يقول غير كدا ، خلاص تأملتها ؟ هات عشان عاوز أحضنها شوية
كادر وهو بيبعد بالبنت بعيد : ششش أنا خالها ليا حق فيها
سيليا بتعب : مُتأكد إنك بعتت الرسايل لبابي ومامي ؟
عزيز بزعل عليها : أيوة يا حبيبي والله ، بس يمكن مقدروش يحضروا وهييجوا بكرة متقلقيش
باس كادر البنت وهو بيقول : وحتى لو محدش جه سيبك ، وأفرحي ببنتك
دخلت جايدا ومعاها إبنها ملبساه حلو وماسكة ورد وبتقول بإبتسامة : حمد الله على السلامة
سيليا بضحكة : الله يسلمك ، تعالي شوفيهم بيتريقوا على بنتي
مسكت جايدا البنت وهي بتبوسها وبتقول : ماشاء الله ، ليه يتريقوا دي زي القمر أهي
كادر سحب عزيز وهو بيقول : عاوزك برا شوية
خرج معاه عزيز ف قال كادر بهدوء : إنهاردة عرفت من أمي إن قاسم وكينان إتصالحوا مع مراتاتهم ، وهيعملوا يوم شوي الجمعة الجاية يعني بعد ٤ أيام ف رأيي تاخد سيليا وتروحوا عشان أنا شخصياً هحضر وهراضي أبو البداير ، ف فرصة حلوة يشوفوا البت ك مفاجأة وتتصافوا
عزيز بضحكة : أبوك وعمامك لو شافوني هياكلوني ، إنت طيب مش عارف حاجة
كادر وهو حاطط إيده في جيبه : إسمع مني كله هيتحل ، فات سنتين وأنا شخصياً نسيت عان أقدر أعيش ، وعشان أرجع ميرا لإني تعبت من بعدها عني ، إتفقنا يا عم ؟
عزيز وهو بيحط إيده في إيد كادر : إتفقنا يا نسيبي ♡
* يوم الجُمعة ، يوم الشوي
ريما وهي قاعدة على الكُرسي في الجنينة بتاعة فيلا بدر : عمر ، خلي بالك من أختك مبتمشيش كويس متبعدوش عن هنا
سيا بضحكة وهي قاعدة جنبها : قادر معاها متقلقيش
وغمزتلها
ريما بضحكة : والله اللي عاوز يحجز بنتي يعمله حشابه هيدفع كتير أوي عشان دي جاية على ولدين
مادلين وهي بتبص لسيليا : بتحطي في طبقي ليه القشر بتاع الجزر ! ما الزبالة قدامك أهي !!
سيا : بالراحة ياعم المتعصب إنت ! مخدتش بالي عادي ؟ كملي يا ريما صالحك إزاي ؟
ريما بضحك : أخر ما زهق طلع يغنيلي في برنامج عمرو أديب
مادلين سابت السكينه وهي بتقول : نسأل الأسئلة المهمة ، إنتي كُنتي بتتابعيه ليه ؟
ريما بتوتر : عادي يعني عشان ، عشان عادي ظهرلي البرنامج ، ومسؤولية الولاد محتاجين فعلاً أبوهم ف بما إنهم تابوا قررت أنسى وأعيش لولادي
مادلين بتكشيرة : أنا مش هقدر أنسى ، بس الولاد زي ما قولتي فعلاً .. يلا الحمدلله على كُل حال
قرب قاسم منهم وهو بيقول : موتنا من الجوع حضراتكم ؟
مادلين وهي بتشاورله بالسكينة : الأكل كله تحت إيديكم على الشواية !
رفع قاسم إيده نتيجة الإستسلام وقال : خلاص قلبك أبيض ، أنا أناديلك جوزك أحسن
كينان كان بيتكلم في الفون بعيد وقاسم راح يسخن فحم في المطبخ
بدر سمع صوت خطوات وراه ف قال : كويس إنك جيت يا كينان ، ناولني باقي الأسياخ
مسك كادر إيد أبوه وباسها ، سحب بدر إيده وقال بتكشيره : طالما كملتها سنتين أيه اللي جابك ! أنا معزمتكش
كادر بدموع : مييقاش قلبك إسود على إبنك يا زعيم
بدر بغيظ منه : هو أنا يا إبن الكلب اللي سيبت البيت ومشيت ؟ متخلنيش ألسعك بالسيخ !
غطى كادر وشه وهو بيعيط راح سحبه بدر من قميصه وحضنه وهو بيخبط ظهره جامد وبيقول : مفيش راجل بيعيط يالا ، آسحبلك كرسي وتعاللى إقعد هويلي على الفحم
عيط كادر وهو بيشهق وبيقول بندم : أسف طيب ، أسف والله
بدر قلبه حن وراح جاب لكادر كرسي ، قعد كادر على الكرسي ف فتحله بدر كانز كولا وقال : خد إشرب يلا عشان يكون فيك صحة تهوي ، يلا
ضحك كادر وهو بيمسح دموعه وبيبص حواليه ، أمه شافته من بعيد ف شاورلته راح بعتلها كادر بوسه في الهوا
قاسم من المطبخ : حد ييجي يساعدني في الفحم دا
بدر : إجري ساعد عمك قاسم ، وبالمرة تراضيه هو كمان
قام كادر وهو بيرشب من الكانز وقال : أنا جاي أهو
دخل المطبخ وبدر فضل واقف لوحده على الشواية
نزلت سيليا من عربية جوزها عزيز القائد وهي لابسة فستان صيفي أبيض وشعرها البني الناعم بيطير حواليها ، ولابسه سلسلة وخلخال ذهب في رجليها كانت زي الملاك لكن كانت تعبانة من الولاد ف بتمشي بصعوبة ، وكانت شايلة بنتها ومغطياها ، نزل عزيز وراها وهو لابس قميص أبيض وبنطلون إسود والوشم باين على جسمه وكان لابس نظارة شمس سودا
وقفت سيليا ورا أبوها وهو بيشوي وقالت بنبرة صوتها القديمة : بدووري ..
رفع بدر راسه لما سمع صوتها ، لف بهدوء يبُص ليها وعينيه حمرا .. شاف اللي في إيديها ف فتح بوقه ودموعه نزلت
إبتسمت سيليا ودموعها نزلت وعزيز واقف بعيد عشان يسيبلهم مساحة يتكلموا
مدت سيليا إيديها ناحيته وهي بتقول : سيلا ، بنتي يا بدوري ♡
إيد بدر كانت بتترعش وعينيه بتنزل دموع وبس ، حضنته سيليا راح معيط بدر في حضنها راحت معيطه هي كمان
سيليا ببحة صوت : سنتين رافضني ورافض تكلمني ، كان لازم أجيب واسطة خير معايا هههه * بتضحك وهي بتعيط *
شال بدر حفيدته سيلا وميل على ودانها وبدأ يقول : الله أكبر الله أكبر
بصت سيليا لعزيز بسعادة راح مبتسم ليها يعني فرحان إن أبوها وافق يحضنها ويسامحها
قربوا ريما وسيا ومادلين
سيا بصدمة : آنتي ولدتي إمتى ! ليه مقولتيش إنك ولدتي ؟؟
سكتت سيلؤا ف شالت ريما البنت وهي بتقول : يالووح قلبي صغنن خالص يا سيا ، خلاص بقيتي تيتة بقى متقعديش معانا
سيا بعياط : إخرسي ، هاتي كدا
شالتها سيا وهي بتقول : دي نايمة .. أيه دا فتحت عينيها
فضلت سيا تهز فيها فرحانه وهي بتقول : صباح الخير يا تيتة ، هما كل شوية يصحوني من النوم يا تيتة
رجعت سيليا شعرها ورا ودانها وهي بتقول : مبتنامش عزيز مش سايبها في حالها ، وييجي ينام يسيبهالي أنا طول اليوم
خرج قاسم وكادر من المطبخ وهما شايلين الفحم الوالع ف قال قاسم بصوت عالي من بعيد : فيييين الكفتة ؟
راح كادر متريق وقال بصوت تامر حسني : حرق الكفتة
قفل كينان الفون وهو بيقول : يالهووي أنا كنت بكلم أمي مركزتش مع الكفتة
قاسم بضيق : لا ياعم بجد حرام عليك ، إطلبلنا من الحاتي بقى
بدر بضحك : حاتي إيه دا أنا هأكلكم ساندوتشات كفتة محروقة هتاكلوا صوابعكم وراها
سيا بضحك : لا عشان خاطري البنت لسه والدة متخلوهاش ترضع بنتها لبن مسموم هههه
كينان لكادر بهزار : طب مش تركز إنت ؟ لا كدا مش هجوزك البت
كادر بضحكة عالية : موافقة علنية قدامكم أهو
كينان بضحك : أنا قولت حاجة يابني
سيا لسيليا : لازم تاكلي كويس عشان دا هيأثر على الرضاعة ، صاحبتك عاملة إيه في الحمل ؟
سيليا : خديجة ؟ تعبانة أوي يا عيني بس سليم بيهتم بيها
مادلين لكينان : حرقت الكفتة وإنت عارف إني بحبهااا
كينان بأسف : والله غصب عني يا حبيبي دا أنا أعملك صوابعي كفتة
* في عقل بدر ( الجزء الأفضل من حياتي وأتمنى أن تنتهي وهم حولي ، لا خوف ولا ترقُب من أن ينكشف أمراً ما ، تصافت النفوس ، فقدت أمي وحُرمت منها ، عوضني الله بزوجة تحُبني كما لو أني إبنها الثالث ! وصديق لن تعوضه الأيام كان معي في أقسى مراحل حُزني )
بص بدر لكينان وقال بصوت عالي : يا جينيرااال
كينان كان بيضحك مع مادلين راح بص لبدر وقال وهو فارد إيده : يا زعيييييييم ♡
ضحك بدر ف قربتله سيا وباست كتفه وهي بتحط سيلا حفيدته بين إيديه تاني
بصلها بدر وقال : هو أنا قولتلك قبل كدا إني بحبك ؟
رفعت سيا راسها وبصتله وقالت : مرات قليلة أنا دايماً اللي بقول ، بس إنت بتثبتها بأفعالك
بدر بكل مشاعره الصادقة قال : بحبك يا سيا .. بحبك أووي
سيا بإبتسامة متغيرتش مع الأيام : وأنا بحبك أوي يا زعيم والله ! ♡
قاطعهم كينان وهو واقف وراهم وقال : عليا الطلاق زعييييم
ضحكت سيا ف ضحك بدر وهو بيحضنهم بإيديه ♡
سيليا طانت قاعده بترسمهم بما إنها فنون جميلة وعمالة تركز على ملامح كل واحد فيهم عشان ترسمه بدقة ♡
ليس مجرد خطاب عابر ، يمكنك الأن توديع أبناء الكابر
تمت بحمد الله / خارج قانون الحُب 3.. اقرا ايضا رواية المغترب وبنت الصعيد كاملة عبر دليل الروايات للقراءة والتحميل
- لبداية قراءة الرواية من البداية عبر الرابط: "رواية أبناء الكابر" اضغط على أسم الرواية