رواية انذار بالقتل البارت الخامس 5 بقلم نسمة مالك
رواية انذار بالقتل الفصل الخامس5
..
حبايبي النوفيلا دي مهمة جداً بالنسبالي فهطلب منكم كل اللي يقرأ الحلقة وتعجبه يعمل ريفيو وينزله على الجروب علشان اللي لسه مقراش النوفيلا يتشجع ويقراها..
اسبكم مع الحلقة..
وكأن للقدر رأي أخر أو ربما رأف بقلب "عبد الحميد" و زوجته بعد ما فعله بهما وحيدهما، رغم أن تصرفه الخاطئ و عدم احتوائه لابنه في كربه الشديد إحدي الأسباب الرئيسية لما وصل إليه..
الطريق كان خالي و مفتوح أمام "إسلام" الذي يقود بأعلي سرعة ممكنة، يود لو يسبق الرياح أو يعود به الزمن حتي لا يرتكب فعلته الحمقاء هذه بحق والديه،
بعدما قام بحمل والده ووالدته الغارقان بدمائهما بمنتهي الحرص، تجلس بجواره زوجته حاملة صغيرهما النائم و تتحدث بحدة و قوة زائفة تخفي بها خوفها..
"إسلام اسمعني كويس علشان كلامنا يبقي واحد لما يسألونا في المستشفى مين عمل فيهم كده هنقول هجم على البيت حرامي، و أنت كنت بره و أنا كلمتك لما سمعت صريخ آية أختك اللي جريت من الحرامي في الشارع "..
بكي "إسلام" عند ذكر اسم شقيقته و بحسرة يغلفها الندم همس قائلاً..
"آية!!.. هي فين آية يا رقية"..
" هنلاقيها بحول الله وقوته هنلاقيها يا إسلام.. أنت وصلنا للمستشفي و روح دور عليها، و أنا هفضل مع بابا وماما على ما ترجع بيها "..
أردفت بها" رقية" بثقة عمياء ويقين بالله ..
خلال دقائق معدودة كان يقف أمام أقرب مستشفى ، بل خطي بالسيارة حتي توقف أمام باب إستقبال الحوادث مباشرةً، اندفعت "رقية" خارج السيارة تصرخ بعويل شق سكون الليل و أيقظ جميع العالمين الذين تأهبوا حين وصل لسمعهم صرخاتها تردد بتوسل..
"حد يلحقنا ابوس أيديكم"..
لحسن الحظ أن قسم الإستقبال كان خالي من المرضي، لا يوجد سوي الأطباء وطاقم التمريض الذين تجمعوا حولهم بلهفة يفحصون "عبد الحميد" و زوجته أمام أعين "إسلام" الباكية..
"حضروا العمليات بسرعة"..
نطق بها إحدي الأطباء بأمر و هو يدفع السرير المستلقي عليه عبد الحميد، و طبيب أخر توجهه بسرير مني نحو غرفة العمليات..
"يله يا إسلام روح دور على أختك"..
قالتها "رقية" وهي تدفعه برفق للخارج، بينما تحرك "إسلام" على مضض و عينيه معلقة بوالديه حتي اختفوا عن نظره..
نظر لزوجته لبرهةٍ يستجديها بنظرته أن لا تتركه، هو الآن ضائع بكل ما تحمل الكلمة من معني، تفهمت زوجته نظرته هذه فلم تستطيع كبح عبرتها، لهنا ارتمت داخل حضنه هي وصغيرها تضمه لها بكل قوتها وهي تحيط عنقه بذراعها، و انفجرت باكية وقد تحولت شهقاتها إلى نحيب عالِ..
انحني "إسلام" إليها كي يستقبل حضنها الدفيء بينما هي كانت تهمس داخل أذنه بحرارة متعثرة من بين نحيبها..
"مش هسيبك.. والله ما هسيبك يا حبيبي متخفش أنا معاك و في ضهرك لحد ما نعدي من المحنة دي سوا"..
تشبثت أصابع "إسلام" بظهرها بقوة، و أخذ نفس عميق ملأ رئتيه برئحتها مردداً..
"هدور على آية و هرجعلك بيها بعون الله"..
ابتعدت برأسها عنه بضعة انشات حتي تتمكن من النظر بعينيه، و حركت رأسها له بالايجاب..
" هترجع تلاقيني.. اطمن"..
طبع" إسلام " قبلة مطولة فوق جبينها، و هرول راكضًا لخارج المستشفى، استقل سيارته و تحرك بها هذه المرة بسرعة جنونية و عينيه تدور بالطريق بحثًا عن شقيقته الوحيده..
.......................................... سبحان الله 🥀.......
.. "نوح"..
لمح شخص يقف بمنتصف الطريق المظلم، كانت الأمطار تنهمر بغزارة أمام عينيه فلم يتمكن من تحديد هوية ذلك الواقف في الظلام حتي اقترب منه، و ساعده ضوء دراجته على رؤيته..
جحظت عينيه بصدمة عندما وجد فتاة في حالة مزرية ثيابها ملطخة بالوحل دليل على أنها سقطت مرات ومرات، حتي وجهها ملطخ أيضًا أخفي ملامحها الفاتنة..
"متنزلش يا نوح.. دي أكيد حركة من عيال صيع علشان يقلبوا الناس على الطريق"..
قالها "نور" شقيقة الذي صف سيارته بجوار دراجة "نوح"..
لم يستمع "نوح" لحديثه و هبط من فوق دراجته، و سار نحو "آية" و هو يتأمل هيئتها بنظرات منذهلة، كانت "آية" ترتدي إحدي منامتها الشتوية، حافية القدمين،شعرها الأسود تقطر منه المياه مختلطة بدموعها التي تنهمر على وجنتيها..
"أهدي.. متخفيش أنا مش هأذيكي"..
قالها "نوح" و هو يقترب منها خطوة تلو الأخرى بحذر، بينما "آية" تسمرت محلها لا تقوى على فعل أي شيء سوي البكاء بضعف و قلة حيلة..
كان الذعر ظاهر على ملامحها المجهدة بوضوح، جسدها ينتفض بقوة مما دفع "نوح" لخلع معطفه الجلدي على الفور حتي يلبسها إياه، و لكنها ارتعدت أكثر بفعلته هذه، و هرولت بوهن مبتعدة عنه،
فنزلقت قدمها و كادت أن تسقط على وجهها أرضًا للمرة التي لا تعلم عددها، و لكن يده التي قبضت على ذراعها برفق منعتها من السقوط، و تحدث بنبرته الهادئة وهو يضع معطفه حول كتفيها مغمغمًا ..
" أنا عايز أساعدك.. متخفيش مني"..
ضوء سيارة مسرعة تسير عكس إتجاه الطريق الواقفين عليه تقترب منهما جعلت "نوح" يحملها من خصرها بلمح البصر و ركض بها على جانب الطريق، بينما توقفت السيارة على اخر لحظة قبل ان تصتدم بدراجة "نوح" و دوي صوت "إسلام" صارخًا بلهفة حين لمح شقيقته داخل حضن رجل غريب...
"شيل أيدك من عليها "..
صوته جعل "آية" ترتجف بعنف بين ذراعي "نوح" و دون إرادتها تمسكت بكنزته بقبضة يدها و همست بصوت مرتعش قائله..
"خبيني منه.. هيموتني زيهم"..
"متخفيش.. مش هسيبك".. قالها "نوح" وهو ينزلها و يدفعها برفق حتي أصبحت خلف ظهره و وقف أمامها كالسد المنيع، اخذ وضع الهجوم لمعركة دامية..
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية انذار بالقتل" اضغط على أسم الرواية