رواية ولقلب أقدار الفصل السادس بقلم رانيا الخولي
رواية وللقلب أقدار الفصل السادس
عندما أصرت ليلى عدم تناول الطعام قررت ترك الامر لسليم لعلها تستجيب له وخرجت من الغرفه دالفه الى المطبخ فوجدت الشباك مفتوح على مصراعيه فهى لاتتذكر إن تركته مفتوحاً أم لا ، وربما قد فتح بفعل الهواء
وضعت الاطباق فى المبرد وأمسكت هاتفها عندما وجدته يضيئ فقد تركته صامتاً حتى لا يزعج ليلى أثناء غفوتها أمسكت الهاتف فوجدته سليم فردت عليه كى تعرف ماذا حدث وعندما سألها عليها قالت له أنها مازالت ترفض تناول طعامها : خلاص ياأمى أنا جاى فى الطريق دلوقت وهحاول تانى معاها بس أرجوكى متسيبهاش
ردت عليه أمه وهى تدلف غرفتها : حاضر يا............
صدرت منها صرخه عاليه وألقت الهاتف من يدها ، عندما وجدت رجل ممسكاً ليلى من الخلف موجهاً سلاحه فى رأسها وعندما سمع سليم صرخات أمه علم بوجود حسين فى منزله فأسرع بسيارته حتى يستطيع الوصول اليها قبل أن يفعل بها شئ وأتصل بالمركز وأخبرهم بوجوده فى منزله
كانت ليلى واقفه أمامه مستسله له لا تصدر منها أى مقاومه مرحبه بما ينوى فعله معها فهى الان أصبحت تبغض العالم التى لم ترى منه سوى القسوه والحرمان من كل من أحبتهم فصاح بها حسين قائلاً : أخرسى وأما هجتلها أدامك
ترجته فاتن قائله : أرجوك سيبها كفايه اللى عملته فيها
لكنه سب بألفاظ بذيئه عندما سمع طرقات العساكر على المنزل وصوت سياره تقف أمامه محاولين كسر الباب فشدد من لف ذراعه على عنقها وصاح يزمجر بشراسه كذئب غادر : أوعى من جدامى لفرغ الطبنچه فيها
ضغط سليم على مقود السياره حتى إبيضة مفاصله يريد الاسراع والوصول إليها قبل أن يفعل بها شيئاً
وظل يدعوا ربه ان ينجيها من بطشه حتى وصل الى المنزل ووجد الشرطه تحاول كسر الباب
نزل مسرعاً من السياره وأسرع إليهم يحاول معهم
استطاع سليم ومن معه فى كسر الباب ودلفوا منه فوجدوه واضعاً ذراعه على عنقها شاهراً السلاح على رأسها دون أى مقاومه منها فصاح به سليم وهو يقترب من الغرفه : سيبها ياحسين أحسنلك
نفى حسين برأسه قائلاً : أحسنلك أنت تبعد من جدامى لحسن افرغ الطبنجه فيها وفيك
شعرت فاتن بالفزع على إبنها وترجته بعينها أن يبتعد لكنه لن يتركها له فصاح به سليم : ليلى بقت مراتى دلوقت ومينفعش اللى أنت بتعمله ده وكمان المديريه كلها هنا وأنا بلغتهم بمكانك فمتحولش تعمل حاجه تندم عليها
ضحك حسين بتهكم وقال له : أنا ضعت واللى كان كان زى مابتجول المدريه كلها بتدور علي بس الاول أغسل عارى
اشهر أحد العساكر سلاحه على حسين لكن رصاصته كانت اقرب لكتف سليم وسقط على الارض
وأتعاد المنظر أمامها ثانيه وخاصةً عندما أطلق أحد الظباط الذين دخلوا على صوت أطلاق الرصاص مصوباً رصاصته فى يد حسين ليسقط السلاح من يده ويتم القبض عليه
صرخت فاتن لرؤية أبنها ساقطاً على ركبتيه
فأرتمت ليلى على الارض عندما وجدت سليم أمامها والدماء تسيل من كتفه ، نطقت بصوت هامس : آدم
التفتت بجوارها فوجدت كوب ماء على المنضده
وبدون وعى منها أمسكت الكوب وبقوه شديده لا تعرف من أين أتتها ضغطت عليها بيدها حتى تهشمت
وأنتبه سليم على صوت تهشم زجاج فرفع نظره مسرعاً فوجدها قد كسرت كوب الماء وأمسكت بها وضعتها على عنقها
فعلم سليم بما تنوى فعله فصاح بها قائلاً : لأ ياليلى
لكنها لم تنتبه له وامسكت به بإحكام وقربته من عنقها
ناحره إياه بكل قوتها
***********
بعد مرور شهرين على هذا الحادث
دخل أحد الاطباء الغرفه التى تقطن بها ليلى قائلا : عامله أيه أنهارده ياليلى
أومأت برأسها دون قول شئ فهى منذ الحادث الاخير وبعد أن فاقت من تلك الغيبوبه التى ظلت بها عشرون يوماً وبعد أن أطمئن الاطباء من سلامتها تم تحويلها الى مصحه نفسيه بسبب الصدمات التى تعرضت لها ، فهى حتى الان لا تستطيع التحدث فقد أكد الاطباء أن ذلك نفسياً وليس عضوياً
رفض سليم دخولها المصحه وقرر أن يرجع بها الى منزلهم لكن الطبيب نصحه بوجودها فى المشفى فهذا أفضل لها
وبعد عشرة أيام أصر سليم على رجوعها المنزل مع ممرضه تقيم معها حتى تتعافى ، فوالدته قد ذهبت الى إبنتها التى انجبت تؤم وقد سافر زوجها الى عمله بالكويت فطلبت منها ان تظل معها حتى تساعدها فى تربيتهم ، ولذلك أصر على وجود ممرضه تابعه لحالتها
حيث انه لا يعود من الجامعه الا الثالثه عصراً وأحياناً يظل لمغيب الشمس
وبالفعل أخرجها سليم من المصحه وذهبا بها الى منزله الذى يقطن به فى القاهره لم يكن كبيراً كمنزله بالصعيد لكن ما يميزه تلك الحديقه التى تشبه حديقة منزلها
أدخلها سليم غرفتها التى ستبقى بها ، وقد ووضع فراش إضافى للممرضه كى تظل بجوارها ، فقد نبهه الطبيب لعدم تركها بمفردها
فألتفت للممرضه فائلاً : خالى بالك منها ومتسيبهاش لوحدها
أومأت له الممرضه وتركها وغادر
وبعد خروجه جلست ليلى على الفراش ونزعت الحجاب عن رأسها ووضعته بإهمال على الفراش
وعادت اليها الذكريات وكيف ظلت تلك الفتره فى المشفى ولم تجد أحد من أهلها معها
لم ترى غيره ، ولم يقف أحد بجانبها سواه ، فقد صدق آدم عندما أخبارها بالذهاب إليه
انتبهت على صوت الممرضه تقول : ليلى أُومى على الحمام خدى شور لحد مجهزلك الهدوم
أومأت برأسها
دلفت الى الحمام كى تأخذ حماماً دافئاً وتأوى الى الفراش قليلاً
انتبهت ليلى لإنعكاس صورتها فى المرأه المعلقه على الحائط فقد تبدلت ملامحها كثيراً ، وازداد شحوب وجهها
فقد مر على الحادث شهرين وكأنهم عامين
ثم نظرت لأثار الجرح العميق الواضح فى عنقها فعاد اليها ذلك المشهد وظل يتكرر أمامها فى المرأه كأنه يعاد أمامها مره أخرى ، ومشهد آدم وهو يقتل أمام عينيه ويلفظ روحه بين يديها
هزت رأسه بعنف ووضعت يدها على اذنها كى لا تسمع صوت الرصاص حتى صرخت صرخات متتاليه وهى تحطم المرآه بيدها كى ينتهى هذا المشهد
كان سليم قد انتهى من تبديل ملابسه عندما سمع صوت تحطم زجاج وصرخاتها المتتاليه فأسرع اليها دالفاً للحمام فوجد الممرضه تمسك ذراعيها من الخلف تمنعها من مواصلت تحطمها للزجاج الذى سقط على الارض فأمسكها سليم من ذراعيها صائحاً بها كى تفيق : ليلى أهدى انتى معايا متخفيش
ذهل عندما سمعها تردد أسم آدم قائله : متدخلش ياآدم هيجتلوك ابعد هيجتلوك
هزها سليم بلطف شديد كى يجعلها تفيق قائلاً : أهدى ياليلى مفيش حاجه أنا سليم
رفعت نظرها اليه تتأكد من وجوده وقالت بغير وعى : أنت كمان جتلوك ، أنا شفتو وهو بيجتلك
رد عليها يطمئنها : لأ متخفيش أنا كويس مفيش حاجه
وما كاد يكمل جملته حتى تراخ جسدها بين يديه ، فشدد يديه حولها كى لا تسقط منه
وأغمض عينيه حزناً على مصابها
ثم حملها بين يديه وخرجا بها من الحمام واضعاً أياها على الفراش وساعد الممرضه فى أعطاؤها الحقنه ثم صاح بها قائلاً : انتى أزاى تسيبيها لوحدها
ردت الممرضه بتلعثم : أ..أنا سيبتها بس تاخد راحتها فى الحمام متخيلتش أنها ممكن يحصلها كده
انتبه سليم على جروح يديها
فصاح بها قائلاً بحده : وهو حصل ياريت اللى حصل ميتكررش تانى فاهمه وهاتى شاش وقطن عشان أعقم الجروح اللى فى أديها
أومأت له برأسها ثم أمسك يدها واخذ القطن من الممرضه التى طلبت منه أن تعقمه هى لكنه رفض بل اكتفى بمساعدته
شعر سليم أنه أخطأ بأخراجها من المصحه ، لكنه سيظل قلقاً هكذا حتى يتم محاكمة حسين فهو حتى الان لم يتم محاكمته بسبب تأجيل القضيه بتلاعب المحاميين بها
................
دخل سالم منزله الذى أبتاعه كى يسكن به مع ورد زوجته التى لم يتخيل حتى الان أنها أصبحت زوجته ، فاليوم سيذهب ليأخذها من بيت والدها ، رغم أنه لم يتخيل يوماً أنه سيتزوج بتلك الطريقه ، ومر عليه مراد كى يذهب معه لجلبها
وقف مراد وسالم أمام منزل صالح حتى يخرج لهم
فقد رفض والده المجئ معهم واكتفى بحضوره للكتابه ووضع يده فى يد صالح فقد كتب عليه أن يعشق أولاده أولالاد صالح
وعند رؤيته قال صالح : اتفضل ياولدى أدخل واجف عندك ليه
دخل سالم ومعه مراد خلفه حتى دلفوا غرفة الضيوف وأشار لهم بالجلوس قائلا : أنا حابب أجول كلمتين جبل ما تاخد بنتى من بيتها
رد سالم :اتفضل ياعمى
قال صالح بكسرة قلب : متفتكرش إنى وافجت عليك عشان أنهى التار لا ، أنا وافجت بس لشهامتك ورجولتك ووجفتك جانب أختك ، ورفضت تتخلى عنيها
حتى لما طلبت بنتى منى طلبتها وانت رافع راسى وكبرتنى وكبرت بنتى ادام الكل ، وعشان هيك بديك بنتى وانا مطمن عليها معاك ، كل اللى رايده منك إنك تصونها وإن غلطت أنى موجود أحاسبها
سعد سالم بكلامه وقال بصدق : بنتك فى عنيا متجلجش ياعمى
اومأ له صالح ثم قال : تعالى معاي خد عروستك
ولج سالم معه الى الداخل فوجدها واقفه أمامه مغربله بالسواد من حجابها حتى عبائتها والرفض والضيق ظاهرا على ملامحها وضوح الشمس
فقد جرحت منه مرتين
الاولى عندما سمع كلام والده الذى رفضها
والثانيه عندما قُتل أخيها غدر أمام عينه ولم يفعل شئ
واليوم جاء ليأخذها فقط لمنع التار بين العائلتين كانت تتمنى ان تأتيها الفرصه كى ترفضه مرات ومرات حتى ترفع من كبرياؤها الذى أهانه
فأنتبه الاثنين على صوت صالح يقول : اتفضل يابنى خد
مرتك وروح على بيتك ، وزى مجلتلك بنتى متخطيش عتبت البيت اللى اتجتل فيه أخوها
أومأ برأسه دون قول شئ وأخذها وخرج من المنزل
دلف سالم الى منزله الجديد برفقتها فقد ظلت ملتزمه الصمت طوال الطريق ولم يسمع صوتها الا عندما ولجت معه المنزل فقالت بأسلوب جاف : وينها أوضتى ؟
أقترب منها سالم يحاول التحدث معها لكنها أوقفته بحد قائله : خليك عندك متجربش منى ، وعشان تكون خابر زين أنا وافجت بس عشان مصغرش أبويا غير كده مكنتش هوافج واصل ومن هنا ورايح كل واحد يلتزم غرفته ، بس هاعمل بأصلى وهاخد بالى من بيتك وبعد أكده كل واحد فى أوضته ان كنت أنت نسيت ادم أخوى ،فأنا منسيتش ولا هنساه واصل ، دلنى على أوضتى
قرر سالم تركها حتى تهدئ وبعد ذلك سيتحدث معها
فأشار لها على غرفة النوم الوحيده فى المنزل فلم يتخيل أن تقسى عليه وردته التى تمناها كثيراً بتلك الشده
نظر الى ساعته فوجدها الثانيه عشر صباحاً مرت الايام وسالم يحاول الاقتراب من ورد التى تصده دايما وترفض حديثه معها ولكنه سيتحملها ولن ييأس من المحاوله
*************
وعند سليم
كان يستيقظ كل ليله على صرخاتها بسبب الكوابيس التى تراوضها فى منامها
حتى جاء يوم أعتذرت الممرضه له قائله أن والدتها مريضه ولابد من وجودها معها حتى تشفى
أطر سليم الى اخذ أجازه من عمله والمكوث بجوارها فلن يستطيع تركها الان وخاصةً أنه يبقى فى عمله حتى الثالثه عصراً فشعر وقتها انه أخطأ عندما اخرجها من المشفى
دخل سليم غرفتها بعد ذهاب الممرضه فوجدها واقفه فى الشرفه المطله على الحديقه تداعب النسمات الهادئه خصلاتها التى تظهر من الحجاب الموضوع بأهمال على رأسها فإقترب منها قائلاً برزانه : ليلى ، ادخلى جوه لتخدى برد
لم تلتفت ليلى اليه بل ظلت ناظره أمامها
ثم سمعها تتمت ببعض الكلمات فأقترب منها حتى يسمع ماتقوله فسمعها تقول : جلتله مينفعش وهو اللى أصر والاخر سابنى وحدى جلتله هيجتلوك جالى وبعدك عنى أشد جتل لجيت إن بعده هو عنى أشد جتل اتوحشته جوى
لا يعرف لما شعر بالضيق لكلماتها فقال لها :ليلى أنتى كده هتبردى تعالى معايا
التفتت إليه ليلى تنظر اليه بدموع حارقه فأمسك يدها لأول مره
جاذباً اياها وراءه لكن أوقفه صوتها قائله :على وين بدك يجتلوك أنت كمان وتسيبنى وحدى
فضل سليم أن يواجهها بالواقع حتى لا تتمادى بخيالها أكثر من ذلك ، فقرر مواجهتها قائلاً بحده وهو يمسكها من ذراعيها : ليلى فوقى بقى ، قولتلك خلاص الحكايه خلصت وانتى بقيتى فى أمان معايا وآدم بقى فى دار الحق واللى انتى بتعمليه ده مش هيرجع حاجه فوقى بقى
رفضت ليلى برأسها وحاولت وضع يديها على أذنها كى لاتسمعه لكنه أصر على المواجهه أكثر وصاح بها قائلا بقسوه : لازم تفوقى مينفعش تفضلى هربانه كده ، موت آدم انتى ملكيش دنب فيه ده عمره وقدره وخلاص بقى عند اللى خلقه ومتجوزش عليه الا الرحمه
ولم يكمل كلامه حتى أرتخت بين يديه
جذبها لصدره حتى لا
تسقط على الارض ، يعرف جيداً انه كان شديد القسوه عليها ولكنه يفضل ذلك حتى تخرج من قوقعتها تلك فحملها بين يديه ووضعها على الفراش وأخرج الحقنه التى وصته عليها الممرضه إذا تعرضت لتلك الحاله لكنه بعد أن تم تجهيزها القى به فى سلة المهملات وقرر أن يعالجها هو بطريقته وهى المواجهه حتى تخرج من حالتها
وفى المساء دخل غرفتها بعد ان طرق الباب فوجدها جالسه على الفراش فقال لها : يالا العشا جاهز
ادارت وجهها عنه فقال لها : براحتك مفيش أكل هيجيلك الاوضه جعانه تعالى على السفره تحت
وقبل دخوله لغرفة الطعام وجدها تنزل على الدرج لأول مره تخرج من غرفتها وتنزل للأسفل أخفى أبتسامته حتى لا يضايقها وأشار لها على الغرفه فسبقته اليها
وبعد الانتهاء من طعامها تركته وصعدت الى غرفتها تحت أنظاره السعيده بتجاوبها معه
أكمل طعامه وابتسامه مشرقه تزين وجهه ووجود تلك الغمازتين التى بالكاد تظهر بسبب لحيته القصيره التى تزيده وسامه سعيدا بخروجها رويدا رويدا مع مرور الوقت
............………………
عند سالم
عاد سالم من الخارج فلم يجدها فى المنزل بحث عنها بكل مكان لكنه لم يجدها اخرج هاتف كى يعرف مكانها لكنه تذكر أنه لا يعرف رقمها ، إذا فقد خرجت بدون علمه ظل جالساً مكانه ينتظر عودتها فإذا رأت أن معاملته الحانيه هذه ضعف منه فهى واهمه
وبعد مرور ساعتين وجدها دالفه من باب المنزل وعندما وجدته سارت بجواره كى تذهب لغرفتها لكنه أوقفها ممسكاً بذراعها قائلا بغضب : كنتى فين ؟
سحبت ذراعها من يده وقالت بحده : ملكش صالح كنت فين
اشتد غضبه منها وقال : يعنى أيه مليش صالح أمال مين اللى ليه انتى هتسوجى فيها ولا أيه
نظرة له بتحدى وقالت : أيوه مليكش صالح وانت عارف سبب الجوازه دى مش محتاج أعرفك
يتبع الفصل السابع اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية والقلب أقدار" اضغط على اسم الرواية