رواية بنك الحظ البارت السادس 6 بقلم اية حسن
رواية بنك الحظ الفصل السادس 6
رواء خرجت من محل وبتعدي الشارع فجأة عربية كانت هتخبطها بس اللي سايق داس فرامل بسرعة
وقعت ف الأرض وصرخت:
_ ااااه يا عمى يابن الهبلة
نزل من العربية ف كامل غضبه وقالت لما شافته
_ هو انت؟ ، عشان لما أقول بتراقبني تصدق
تيام واقف بيتنفس بغضب بس من غير ما يبص لـ رواء ، وهي استغربت سكوته ، وقفت وسألته
_ مالك مبلم كدة ليه؟
_ مضايق! ايه أول مرة تشوفي حد مضايق !!
قالها وهو بيحاول يظبط أعصابه وردت عليه:
_ لا دي مش ضيقة، دة هطل!
_ من يوم ما عرفتك
_ شكراً
كانت هتمشي بس وقفها بصوت متذمر:
_ انتي هتسيبيني وتمشي! مش المفروض تسأليني فيك ايه وايه اللي مضايقك؟
_ ليه يا عنيا هو انا كنت خطيبتك!
ضرب ايده ف العربية بقوة وهتف بزعيق
_ ما تقوليهاش تاني
رواء اتصدمت لما شافت الدم ف ايده بسبب القزاز
_ يخربيتك انت عملت ايه؟ ايدك انجرحت يا بغـ...
قطمت كلمتها وبسرعة طلعت من الكيس قماشة، قطعت منها جزء تلفها ع ايده عشان توقف النزيف
_ انت لازم تروح الصيدالية عشان يطهرولك الجرح
سحب ايده منها وسند ضهره ع العربية وقال:
_ مش عايز، أنا مرتاح كدة
_ انت حر
كانت لسة هتمشي تليفونها رن وردت
_ ألوو! ... أيوة يا شمياء .. إيه بجد جابت هشام! ألـ..
وقبل ما تكمل كلامها لقت الفون متكسر ع الأرض، رفعت راسها وبصت لتيام اللي واقف جازز ع اسنانه وبيحدق فيها بنظرات كلها شر..
قال بهدوء مميت
_ إياكي تنطقي الاسم دة ع لسانك مرة تانية
صرخت فيه
_ انت عبيط! ازاي ترمي الفون بتاعي كدة! ، حسبنا الله يا بعيد
نزلت خدته من الأرض وهي بتبصله بملامح باكية وأسى ع حاله .. وبعدين رفعت راسها وهي بتبص بغضب لتيام
بصراخ
_ عملت كدة ليه! كان تليفون أهلك هو .. غور والله لأدعي عليك ف صلاة الفجر بس ها
مشيت وهي دمعتها ع خدتها .. تيام كان عايز يوقفها بس ع ما حس بنفسه وفاق من اللي هو فيه كانت اختفت من قدام عينيه
رجعت رواء ودخلت اوضتها وفضلت تبكي بحرقة ع تليفونها اللي اتكسر، هي كانت بتحبه لأنه هدية من أبوها دة غير ان عليه صور وذكريات حلوة مع أمها .. باب اوضتها خبط ودخلت شيماء..
_ مالك يا بت يا رواء ، بنادي عليكي مش بتردي!، وتليفونك اتقفل فجأة ليه؟
اتعدلت والدموع مغرقة وشها .. هتفت بشهقات عالية
_ تليفوني انكسر يا شيماء، ومعادش ينفع تاني
قعدت جنبها بقلق
_ اهدي طيب اهدي، ان شاء الله يتصلح
خدتها ف حضنها وفضلت تبكي، وشيماء بتمسح ع دراعها بحنان لأنها عارفة ان التليفون غالي عندها .. خدت بالها من شنطة محلية ..
_ يا لهوي ايه دة!
_ ف ايه؟
طلعت القميص المقطوع وقالت بفزع
_ الدم دة جه منين! ومال القميص دة مقطوع كدة ليه؟
مسحت دموعها وقالت
_ متخافيش، دة مش دمي ...
رواء راحت البنك بعد يومين وتيام بعت لها ف مكتبه
_ نعم ف ايه! عايز مني ايه تاني؟
قالتها باقتطاب وهو وقف قصادها واتنهد
_ انا آسف ع اللي حصل.
مسك علبة من ع المكتب ومدها ليها
_ اتفضلي
_ ايه دة؟
_ تلفون بدل اللي اتكسر، صدقيني ما كنتش اقصد اعمل كدة
بضيق
_ انا مبقبلش العوض، ومش عايزة اعتذارات، ولو سمحت سيبني ف حالي، اظن انك انتقمت مني كفاية!
كانت ماشية وسايباه بس مسك ايدها بتلقائية، وهي بصتله بدهشة حتى هو ما انتبهش لنفسه، سابها بسرعة واتكلم بتوتر:
_ أنا ما كنتش بنتقم! قولتلك غصب عني ما كنتش ف وعيي!
_ ما يهمنيش تقصد ولا لا، تليفوني خلاص راح وكل ذكرياتي راحت معاه
لمعت عينيها بالدموع، ومشيت بسرعة من قدامه قبل ما تضعف وتخونها الدموع وتنزل ع خدها..
تيام حس بزعل بسبب اللي عمله .. وقف يفكر ازاي يصلح العك اللي عمله بدون قصد وهي ملهاش ذنب تتحمل عصبيته من حاجة ملهاش دخل فيها..
اليوم خلص ف البنك وخرج تيام ولسة هيركب عربيته شافها واقفة مع صحبتها دينا، وراحلهم
_ تحبوا أوصلكم ؟
رواء مبصتش عليه بس دينا ردت بابتسامة
_ مش عايزين نتعب حضرتك!
_ لا طبعاً مفيش تعب
_ تعالي يا رواء، مستر تيام هيوصلنا
بتذمر
_ انا مبركبش مع حد غريب عايزة تروحي اتفضلي
سابتهم ومشيت وهي ف قمة غضبها ودينا استغربت
_أنا آسفة يا مستر تيام، متزعلش من رواء، هي بقالها فترة مش متظبطة
_ يمكن عشان تليفونها باظ
_ وحضرتك عرفت منين
_ ها! لا معرفتش .. عن إذنك
كان بيتحرك ناحية العربية عشان يمشي، لكن وقف وحط ايده تحت دقنه بتفكير والتفت لها
_ بقولك ايه، تعرفي تجيبي الفون بتاعها!
_ هي أصلاً ادتهولي أشوفلها ابن عمي عشان يصلحه ليها
طلعته من شنطتها وخده منها بلهفة
_ متشكر أوي .. يا ريت متقوليش ليها اني أخدته، خليها فاهمة أنه بيتصلح عند ابن عمك
مشي بسرعة وركب عربيته وساقها، وساب دينا بتسأل نفسها بغرابة عن اهتمامه بالتليفون.
بالليل تيام نزل من عربيته قدام شركة إلكترونية ودخل عند مكتب صاحب له اسمه يامن
_ يا أهلاً بالأستاذ تيام، منور مكتبي المتواضع
_ ازيك يا بشمهندس يا عبقري
بضحك
_ طالما مدحت فيا يبقى أكيد عايزة حاجة، حاكم انا عارفك مصلحجي حقير
ضحك بقوة
_ بصراحة أيوة
_ طب اقعد اقعد ... قوللي بقا جاي ليه
طلع شنطة صغيرة وحطها قدامه، وسأل يامن:
_ ايه دة؟
قلب الشنطة وخرج منه بواقي تليفون
_ اوعى تقوللي انك عايز ترجع التليفون دة زي ما كان؟
ببلاهة
_ حصل
_ ودة ازاي بقا ان شاء الله!!
_ بص المهم عندي الفايلات اللي عليه، يعني زي صور، فيديوهات كدة إنما التليفون لو معرفتش تصلحه مش مهم
رفع حواجبه وقال بعد تنهيده
_ ماشي يا عم، هحاول
_ بس بقولك ايه، بلاش وانت بتنقل الصور تفضل تبحلق وتركز فيهم، انقلهم من غير ما تلعب ف حاجة
ضيق عينه وسأل
_ هو التليفون دة بتاع مين؟
بتلعثم
_ بتاعي! بس عليه صور العيلة وكدة
بنظرة خبيثة
_ أه يا كداب
ابتسم ببرود، ويامن رمقه بخبث، ولاحظ ايده المربوطة بشاش ابيض
_ مال ايدك!
تيام بص ع ايده وبص للفراغ بعد ما اتنهد، وسكت شوية ...
رواء كانت بتحفظ الأولاد الورد، لكنها كانت سرحانة ومش مركزة .. خلصت ليهم ومشيوا ودخلت اوضتها تنام
وصل البيت وقابل أخته ريناد اللي كانت مستنياه
_ مالك يا ريناد قاعدة كدة ليه!
_ سما اتصلت بيك وقالت عايزة تكلمك، وكل شوية تتصل وصلت ولا لسة، هو ف ايه انت مش بتكلمها ؟
قلب عينه بضيق ورد بعدم اهتمام
_ لأ، ولو اتصلت تاني مترديش عليها!
قربت منه وسألت باهتمام
_ ليه انت فسخت خطوبتك منها!! قول قول مش هفضح سرك
بحنق
_ انتي عبيطة يا بت؟ سر ايه؟
_ مهو طالما مش عايز تكلمها ومش طايقها وقرفان منها، وهي بتتصل بيا أنا يبقى فيه سر ، وسر خطير كمان
شاور لها تسكت:
_ بس بس بس، برڤنت بيتكلم! روحي نامي وانا كمان هطلع
_ ليه مش هتاكل؟
_ لا انا كنت مع يامن ف الشركة، وطلب أكل من برة.
تمتمت بتعجب
_ شركة! هو ف شركة بعد الساعة 12 يا يامن؟
_ انتي بتبرطمي بتقولي ايه؟
_ مبقولش ... تصبح ع خير
طلعت السلم بضيق وهو قال:
_ البت دي مجنونة ولا ايه!
فات كام يوم وتيام متابع رواء من بعيد لأنها بطلت تحتك بيه، وحتى لو كلمها بترد بجفا كإنها مش طايقاه من ساعة اللي حصل، حاول بكل الطرق يفهمها أنه فعلاً مكانش قاصد يكسر تليفونها لكن بتصده ..
أما عن سما مش بيرد عليها من آخر مرة كان معاها وحتى مش بيفكر فيها، لأن اللي حصل دة كان بسببها.***
الباب خبط وأذن للي برة يدخل وقالت الموظفة:
_ مستر تيام ف واحد عايزك بيقول انه من طرف بشمهندس يامن!
وقف بسرعة
_ دخليه فوراً
دخل الرجل وأداه شنطة صغيرة
_ بشمهندس يامن باعت لحضرتك الامانة دي.
_ متشكر، اتفضل اشرب حاجة
شاور له بإيده
_ الله يخليك يا استاذ تيام .. بعد اذنك
تيام بسرعة فتح العلبة ولقى التليفون رجع جديد زي ما هو .. داس ع زرار الباور عشان يفتحه ظهرله ع الشاشة أنه يكتب الرقم السري .. عقد حواجبه بتجهم، وتليفونه رن ورد..
_ وصلت الأمانة يا باشا؟
بضيق
_ انت حاطط باسوورد للتليفون ليه ياض انت!!
_ وانا مالي يا عم، مهو اللي مقفول بباسوورد!
قال مستنكرًا:
_ دة ع أساس انك محاولتش تفتحه!
ضحك
_ مش هحتاج أفتحه أصلاً عشان اشوف اللي فيه .. وبعدين مش المفروض تشكرني يا بغل انت!!
ضحك تيام بقوة ويامن استغرب
_ بتضحك ليه؟ عجبتك الكلمة؟
_ مالكش دعوة ياض .. سلام
قفل معاه واتنهد براحة .. سمع صوتها من وراه بيقول:
_ مش دة تليفوني !! ...
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية بنك الحظ" اضغط على أسم الرواية