رواية بنك الحظ البارت السابع 7 بقلم اية حسن
رواية بنك الحظ الفصل السابع 7
_ مش دة تليفوني؟
انتبه تيام ع صوتها، وحرك راسه ناحيتها، والتليفون بتاعها ف ايده..
قربت منه وهي بتبصله بعيون مشتعلة، وبعدين بصت ع ايده، ويدوب هتاخد الفون، رفع ايده يبعده عنها
_ ع فكرة دة مش تليفونك، انتي شكلك بدأتي تهلوسي بيه من ساعة ما اتكسر، وبقيتي تشوفيه ف كل التليفونات.
قالها بضحك مصحوب بسخرية عشان يشوف ردة فعلها
_ انا متأكدة أن دة تلفوني، والاستيكرز بتاعتي مطبوعة عليه
بص تيام ع ضهر التليفون وبعدين بص عليها وقال:
_ عادي صدفة، هو يعني الاستيكرز دي انتي اللي اخترعتيها!
زمت شفايفها بحنق، وحاولت ترفع ايدها عشان تمسكه منه بس هو اطول منها، فهي مش واصلة له
عقد حواجبها، وهتفت بتذمر
_ لو سمحت بقا، وبعدين انت جبته منين!!
_ دة تليفوني !!
_ لا كداب دة تليفوني انا، وانت سرقته
_ انا كداب؟ طيب روحي ع مكتبك
قالها بضيق مصطنع، وهي صرخت فيه:
_ مش رايحة، بقولك هات تليفوني يا حرامي
رسم ابتسامة مستفزة ع وشه، عشان يعصبها أكتر .. مش عارف ليه حابب يطلع نرفزتها، ولا حتى فاهم هو بيعمل معاها كدة ليه .. كل اللي فاهمه أنه مستمتع بالحوار اللي بيتخلق ما بينهم ..
بتحاول تنط وهو واقف ثابت مكانه ورافع ايده بالتليفون
_ ما تتعبيش نفسك، مش هتقدري تاخديه
_ خدك ربنا، بقولك هاته
ومرة واحدة ضربته ف صدره من غير وعي! خلت تيام يندهش من عملتها .. لكن دة ممنعهوش يكمل اللي بيعمله، بصلها بتحدي .. وقرب منها باندفاع وهي بتتحرك بسرعة لورا لغاية ما وصلت للحيطة ..
فضل مركز ف عيونها الجميلة وملامح وشها الرقيقة اللي عكس شخصيتها المرحة..
اتوترت من نظراته الجريئة، لكن من غير ما تشعر لقت نفسها هي كمان بتبص لعيونه اللي بتعكس صورتها .. وقد ايه فيهم لمعة، وملامحه الرجولية اللي اول مرة تركز فيهم بقرب كدة،
نسيت نفسها وملاحظتش انها لم تغض بصرها عنه .. لسه هتبعد لقت الباب اتفتح فجأة ..
_ الله الله، بقا انت هنا مقضيها غراميات وعندي انا بتتحجج بالشغل!
دخلت سما بغضب .. وبسرعة رواء هندمت طرحتها وتابعت سما بسخرية:
_ بقا عاملة نفسك محجبة وانتي بتقربي لخطيبي يا خطافة
_ انتي بتقولي ايه!
_ بقول انك واحدة مش متربية، وبتحاولي تاخدي خطيبي مني
تيام بحدة:
_ سما اخرسي
_ انت بتدافع عنها! عشان كدة ما كنتش بترد عليا الفترة اللي فاتت، مهي لفت عليك زي الحية
صرخت رواء فيها:
_ احترمي نفسك، انتي ازاي أصلاً تتجرأي وتكلميني بالطريقة دي، لولا اني محترمة تربيتي كنت رديت عليكي بنفس اسلوبك الزبالة.
_ لا مهو واضح تربيتك .. قاعدة مع واحد ف مكتبه وسايباه يلمسك وبتقولي انك محترمة
عوجت بوقها بسخرية، ورواء وشها اتعقد بتجهم، وبعدين بصت لـ تيام اللي كان واقف بيحاول يسيطر ع غضبه، وهتفت بعصبية:
_ ما تتكلم ساكت ليه! قولها إنه محصلش
تيام مسك دراع سما بقوة وجز أسنانه:
_ بقولك ايه مش عايز اسمع كلمة، واتفضلي امشي
شدت ايدها:
_ كمان بتطردني! طب والله لفضحكم مع بعض ف البنك كله
قالتها بتهديد، وكانت بتتحرك عشان تمشي ، سحبها من ايدها عشان يوقفها:
_ قسماً بالله، لو فكرتي بس تعملي أي مشكلة هنا، ليكون رد فعلي أصعب ما تتخيليه!
وقفت سما وهي زامة شفايفها بغيظ وبصت لـ رواء بحقد، اللي كانت تبادلها نفس نظراتها .. سحبت تليفونها من ايد تيام وخرجت برة مش من المكتب، لكن من البنك كله
_ يا حاجة افهمي، انا أصلاً متعود أسهر ف الشركة،
قالها يامن لـ ردينا اللي بصاله بغضب كإنها عاوزة تاكله
_ بقولك ايه يالا، لو فاكرني كروديا والكلام دة هياكل معايا تبقى مغفل، يا بابا دة انا بكلمة مني أخليك تندم عمرك كله
_ وليه يا بنتي الأذية دي! انا عملت ايه؟
قالت متصنعة الهدوء:
_ ما عملتش، انت ملاك بجناحين ...
ابتسم ببلاهة وكملت بانفعال:
_ هو انا يابن القردة عشان مش بحكمك ولا بحقق معاك زي البنات الممحونة، تضحك عليا! هو انت فاكر عشان اخويا صاحبك هخاف وأكش أحسن تفضحني عنده؟
_ دة انا اللي اخاف منك، وبعدين هو عشان بسهر ف الشركة ابقى بضحك عليكي!
_ لا يا حبيبي، بس غريبة اعرف انك بتسهر فيها من اخويا مش منك انت!
_ مهو يا بنتي احنا مش بنتكلم كتير، ولما ينتقابل بتفضلي ترغي ف حواراتك الغبية والمشاكل اللي بتحليها ف شغلك، اللي هي هي ما بتتغيرش ف كل مقابلة!!
_ بقا انا حواراتي غبية؟ شوفت بقا انك ناوي ع خراب!
_ بصي يا ردينا عشان انا زهقت، لو هتفضلي بالشكل دة كتير يبقى بلاها ارتباط، انا حاسس انك انتي الراجل مش انا!
_ ف ستين داهية
خدت شنطتها ومشيت بزمجرة وهو واقف مش مستوعب ردها كأنها ماصدقت!!
ف أوضة رواء..
ماسكة تليفونها اللي فرحانة أنه اتصلح، محاولتش حتى تعرف أو تفكر ايه اللي جابه ف ايد تيام .. فضلت تقلب ف كل الصور مع أمها وهي مبسوطة .. لغاية ما افتكرت اللي حصل من سما،
كان نفسها تجيبها من شعرها وتفرج عليها البنك كله، لأنها غلطت ف أخلاقها، لكن ما تعرفش ايه اللي منعها!! اتنهدت بحيرة لما افتكرت قرب تيام منها، احساس غريب اول مرة تعرفه سكن جواها ف لحظة واختفى بسرعة ..
لازم تفوق لنفسها لأنها ما ينفعش تفكر فيه ولا حتى تحلم بيه، لازم الشعور دة يتحبس ف مكانه ويتقفل عليه لأنه خطر عليها، وهيسببلها مشاكل..
فاقت من شرودها ع صوت رنة تليفونها، اللي كانت حطت الخط فيه .. ظهر رقم ع الشاشة مش متسجل وردت بعد تفكير ..
_ ألو؟ مين معايا!!
بعد حمحمة
_ انا تيام!
وقفت بضيق
_ انت ازاي تتصل بيا! وجبت رقمي منين أصلاً!
_ انا رئيسك ف الشغل يا رواء، ايه السؤال دة
_ وهو عشان رئيسي تكلمني عادي كدة؟ هو حضرتك ما سمعتش عن حاجة اسمها احترام وأصول ؟
جز أسنانه
_ وايه قلة الاحترام ف اني اتصل بيكي؟
_ وتتصل بيا ليه اصلاً! كفاية اللي حصل ف المكتب!
_ منا بتصل عشان... عشان اعتذرلك!
_ مش عايزة اعتذارات، وخطيبتك دي أنا كنت هطلع عين أهلها عشان هي قليلة الأدب ومش بتحترم حد
_ وايه اللي منعك تعملي كدة؟
قالها بخبث وهي ردت بارتباك:
_ عشان مش أخلاقي طبعاً!
_ عارف، انا زعقتلها وبأكدلك مش هيتكرر اللي حصل تاني
_ ما يهمنيش أصلاً، انا كدة كدة مش راجعة البنك تاني
_ نعم يختي!
هتف معترض وهي شهقت بدهشة من نبرته:
_ قصدي يعني ايه الكلام دة! كل دة عشان سوء فهم
_ مالكش دعوة، وبعدين انا خلاص قررت اتجوز وأقعد ف بيتي...
قفلت السكة وتيام فضل رايح جاي بحيرة وتوتر بيفكر ف كلامها ومش عارف هو اضايق ليه لما جابت سيرة ارتباطها!
عدى كام يوم ورواء مش بتروح البنك، ودة زاد من انزعاج تيام .. ونزل فوراً يسأل دينا..
_ لو سمحتي يا آنسة دينا ممكن ثواني!!
خرجت دينا من مكتبها ووقفوا ع جنب وسأل تيام
_ هي رواء ما بتجيش ليه؟
_ بصراحة مش عارفة، بقالي يومين مش بكلمها، هو ف حاجة!
بتوهان
_ ها! لا أبداً...
فكر يسألها عن حكاية العريس، بس اتحرج وشاور لها تمشي .. وقف شوية وهو مضايق، وبعدين جات ف دماغه فكرة..
تمتم بحماس
_ انا عرفت هعمل ايه!...***
_ مستحيل يا تيام
هتفت ردينا باعتراض وهي نازلة ع السلم
_ ليه يا ردينا، مش انا اخوكي حبيبك!
وقفت وبصتله
_ وانت عايز منها ايه! انت مش خاطب؟
حك ف شعره بحرج وقال:
_ عادي يعني يا ردينا، عايز اطمن عليها وبس
_ وبس!! تمام بس بشرط؟
_ نعم! شرط ايه دة بقا ان شاء الله؟
_ عادي فلوس وكدة
_ مصلحجية حقيرة
_ منكم بنتعلم !
جز أسنانه
_ ماشي يا ستي، هديكي اللي عايزاه، بس المهم اعملي اللي قولتلك عليه!
تاني يوم ردينا وقفت بعربيتها ف الشارع ونزلت منها، وفضلت تبص يمين وشمال .. رواء كانت ماشية وردينا شافتها وسألت ف نفسها اذا كانت دي هي ولا لا، لكن حسب المواصفات هي!!
_ بس بس، يا قمر انتي
رواء اتقدمت ناحيتها
_ ف حاجة ؟
_ عربيتي عطلت ومش عارفة حد هنا يصلحها
_ ف ميكانيكي قريب تحبي اوديكي ؟
_ يا ريت
_ طب تعالي
خدتها رواء واتمشوا لغاية الورشة .. وطلبت من الأسطى يروح يشوف العربية ..
_ شكراً لذوقك يا قمر!
_ حبيبتي احنا ف الخدمة!
بتردد
_ ممكن تجيبي رقمك!!
رواء عقدت حواجبها بغرابة وتابعت ردينا:
_ عشان نبقى نتواصل ع الواتس! ولا انتي مش عايزانا نبقى صحاب!
هزت راسها وعطتها الرقم
_ يلا بقا ع مزدات!
ركبت العربية وتمتمت بحنق
_ الله يخربيتك يا تيام، البت هتقول عليا ايه دلوقتي !...
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية بنك الحظ" اضغط على أسم الرواية