Ads by Google X

رواية ليتك كنت سندي الفصل الثامن 8 بقلم أسماء عبد الهادي

الصفحة الرئيسية

   رواية ليتك كنت سندي  الفصل الثامن بقلم أسماء عبد الهادي


رواية ليتك كنت سندي  الفصل الثامن 

استاء ماهر من مكوث أخته هكذا بالغرفة والطعام يأتيها إلى غرفتها كالملكة

لذا دخل الغرفة بحدته المهعودة لتنتفض هي مكانها كلما يُفتح باب غرفتها

اقترب منها على عجل وسحب يدها بحدة اوجعتها فآلام جسدها لم تشفى بعد لذا أصرت تأوهات عالية نتيجة سحبه لها من فراشها عنوة مما أدى إلى سقوطها من الفراش لترتطم ركبتها بالأرض فتصرخ من الألم
ليقول هو
_قومي هنا انتي مش هتفضلي قاعدة في الأوضة هنا كتير... انتي مكانك مش هنا... مكانك في المطبخ، من هنا ورايح انتي المسؤلة عن البيت كله زيك زي الخدامة بالظبط ...بل كمان احنا ظالمين الخدامة لأنها هتكون أشرف منك

نظرت لأخيها ترمقه بألم على ما يفعله بها
لتنظر لها بشراسة
_بتبصيلي كدا ليه.. اوعي تفكري إنك ممكن تأثري فيها بنظرات اللي المخادعة دي ..خلاص لعبتك انكشفت وظهرتي على حقيقتك ... انجري يلا على المطبخ .

أغمضت رهف أعينها وقررت أن تتحمل ما يحدث لها.. المهم أن تكون وسط عائلتها وأوهمت نفسها أنهم مع الوقت سينسون ما حدث وسيعود كل شىء كما كان وكأن شيئا لم يكن
لكن ترى هل الذي ينكسر سيعود كما كان ...فمهما مر عليه الزمان سنظل نرى أثر تلك التصدعات والتشققات به حتى بعد لحامه.

____أسماء عبد الهادي__

انتظرت رهف إلى أن يعود أخيها في نهاية الاسبوع كي تراه فهي تشتاق اليه كثيرا، لكنه لم يأتي
كانت تقف في المطبخ تعد لهم الغداء كما طلب ماهر منها
فهو قدًم على إجازة لفترة من الوقت ..فهو لا يستطيع أن يواجه الفريق هناك في الوقت الحاضر.

سمعت رهف صوت أخيها يطلب منها احضار كوب القهوة خاصته لكنه كان لا يناديها باسمها بل كان يطلع عليها لقب (بتاعة)

_انتي يا بتاعة إنتي ..فين كوباية النسكافيه

قامت بتجهيزها على الفور حتى لا تطالها يده مما يفعل في كل مرة فهي لا تسلم من بطشه أبدا في كل مرة يطلب منها احضار شيئا له.

قابلت في طريقها أمها التي تتحاشى للنظر لها او الكلام معها من يومها
فنظرت اليها رهف بتودد علّ قلبها يلين وترمقها حتى بنظرة عطف
وقالت بحب صادق
_إزيك يا ماما
لكن أمها تجاهلتها كالعادة وتابعت طريقها لغرفتها ..وضعت رهف كوب النسكافية على الطاولة ولحقت بأمها وتقول ببكاء
_ارجوكي يا ماما ..كلميني..بصي في وشي..أقولك إضربيني ..صرخي فيا ..اعملي فيا اللي انتي عايزاه مش همانع أبدا... بس أرجوكي متتجاهلنيش كدا... إنتي كدا بتكوي قلبي بتوجعيني أوي يا ماما... ماما اقسم بالله انا بحبك ومقدرش على زعلك أبداً .
جثت رهف على ركبتيها
._ماما أبوس ايدك ردي عليا كلميني.. أنا بنتك

أبعدت سوسن يدها بقسوة وقالت بصرامة

_أنا بنتي مامت يوم فرحها خلاص..ومبقاش عندي بنات.
قال كلماتها والتي كانت كالسهام الذي أدمى قلب رهف فأصبح بضربه خفيفة أخرى قابلا للتهشم في أي لحظة.

جثت هيه مفترشة الارض محلها تبكي بوجع لا يضاهيه وجع

خرج ماهر من غرفته غاضبا لتأخرها الى هذا الحد وأن أردنا الحق هو كان ينتهز أي فرصة للبطش بها

وما أن وجدها تفترش الارض وتبكي حتى صدع بها
_انتي يا بتاعة إنتي.. فين قهوتي!!

همت هي على الفور ..وتحاملت على نفسها لتناوله كوب القوة الخاص به والذي يقف هو أساسا جواره
وبيد مرتعشة وجسد من الآلام يئن وقلب على وشك التلاشي ليصبح رماد ..ناولته القهوة
قائلا وهي تهتف بصوت مبحوح من كثرة البكاء
_اتفضل
ليقابلها هو بكلمة شكر تركت أثار يده على صفحة وجهها الذي لم يعد به مكان لتحمل صفعات أخرى بعد.

ارتد وجهها الجهة الأخرى ولم تحاول ارجاعه لوضعه الطبيعي، وشاهدته وهو يدلف غرفته وكأنه لم يفعل شيئا
ظلت على وضعها لبعض الوقت ومن ثم ارتمت مكانها ..تسأل ربها أن يمن عليها بالصبر على ما تعانيه ..علها تتخطاه يوميا.

بعد مرور حوالي شهر على ما حدث وخلال هذا الشهر لم يعد ماجد بعد للمنزل .
كانت سناء تجلس مع أختها لا أن تشد من أزرها وانما لتشمت فيما حدث لهم، فهي وابنتها تجد فيه تسليتهما وشفاء لغليل قلبيهما.
سمعت ملك طرقا على الباب فذهبت لتفتح ظنا منها أن الطارق ماجد.. فاليوم الاجازة الأسبوعية وربما قد يأتي
توجهت لتفتح بحماس، لتجده رجل غريب
فاختفت ابتسامتها تدريجيا
_خير يا حضرت عايز مين ؟
_ أنا معايا جواب ،المفروض أسلمه لأصحاب الشقة دي
ممكن تمضي على اقرار الاستلاء

أمسكت ملك الجواب في يدها باستغراب وهزت كتفيها بعدم معرفة فحواه
ثم مضت على الاستلام ،وأغلقت الباب بعد أن رحل الرجل

نادتها أمها
_مين يا ملك

هتفت تلك التي تفتح المظروف
_ مش عارفة يا ماما استني ،بس.

فتحت لتتسع ابتسامتها وتلَوي ثغرها بشماتة وقررت أن تستغل الفرصة لمضايقة رهف أكثر
لذا شهقت بصوت عالي كي تسمعها خالتها
_الحقي يا خالتي ...يادي المصيبة اللي حطت على البيت

اشرأبت سوسن بعنقها بقلق لترى ماذا هناك
هرولت تجاهها ملك وهي تقول
_المحضر جاب جواب الطلاق بتاع رهف
لتصيح سناء
_يالهوتي، اتفضحنا في الحتة وسيرتنا هتبقى على كل لسان أكتر ...كان مكتوبلك ده كله فين بس يا سوسن ياختي.
أسرعت ملك الخطى وهي تقول
_هروح أوديه لرهف
بينما بقيت سوسن صامتة تتحسر على الوضع الذي هم فيه
طرقت ملك الباب ثم دخلت ، ليفتر وجهها عن ابتسامة عابثة فهي تحب أن ترى رهف تتألم
_رهف الجواب ده جه علشانك

نظرت لها رهف بحماس ظنته من ماجد أخيها، لذا تحاملت على نفسها أن تعتدل في جلستها بعد أن كانت ترقد في إعياء فأعمال المنزل ترهقها مع آلام جسدها التي لن تبرأ بعد
_جواب من ماجد!!

تغيرت ملامح ملك للعبوس لرؤيتها اللهفة في عيني رهف بذكرها أخيها ماجد،لذا ردت بسخرية
_لا جواب من القسم

هتفت رهف بخفوت
_القسم ...جواب إيه؟

_جواب طلاقك يا حلوة
قالتها ملك بشماتة منتظرة أن ترى الصدمة على وجه رهف كما رأتها على وجه أمها سوسن، لكن بدا وجه رهف عاديا وعلى ما يبدو أنها لم تتفاجىء
لذا هتفت ملك
_ ايه مش هتأخديه؟
_لا حطيه عندك أو أرميه في الزبالة.
_غريبة مش شايفاكي زعلانة ...ده انتي اطلقتي بعد فرحك بشهر .. يعني لسه عروسة.

لم تجبها رهف، لذا اغتاظت ملك وصاحت بها
_انتي معندكيش دم يا رهف ..واحدة زيك جوزها رماها يوم فرحها وبعتلها ورقة طلاقها ..المفروض تكون بتموت في اليوم ميت مرة ... لكن رد فعلك ده غريب.. انتي باردة أوي .. ايه البجاحة دي.

أغمضت رهف أعينها مديرة لها ظهرها
_لو خلصتي كلامك يا بنت خالتي من فضلك سيبيني لوحدي.

صاحت ملك بغضب
_وكمان بتطرديني من أوضتك ... لا كده كتير أوي وأنا مش هسكت.

علمت رهف أن ابنة خالتها ستثير المشاكل فتوجس قلبها خيفة
وهذا ما كان، خرجت ملك تدعي البكاء
_شوفتي يا خالتى رهف، روحت أعطيها الجواب اللي المحضر بعته .. زعقت فيا وأهانتني وطردتني برا الاوضة ... طب أنا ذنبي إيه؟

قالت كلامها وهي تنظر لغرفة ماهر تعلم أنه ربما يستمع حديثها
وبالفعل فتح ماهر الغرفة سريعا
فابتسمت ملك بخبث وجلست جوار أمها تبكي أو هكذا تدعي.

أقترب منهم ماهر بوجهه الغاضب
_ عملت فيكي إيه البتاعة دي!!
لتكمل سناء مسرحية ابنتها والتي تعلم تمام العلم أن ابنتها تدعي ورهف لم تفعل شيئا مما قالته
_ لا ...أنا هأخد بنتي وأروح ...فوتكم بعافية ...يخص عليكي يارهف تزعلي ملك دي زي أختك وبتموت فيكي.

أشار لها ماهر بأعينه
_لا خليكي يا خالتي وأنا هجيبهالك لحد عندك تعتذرلك على قلة أدبها معاكي
سناء_ لا ملوش لزوم احنا أصلا ماشين
ماهر بحزم
_ أنا قلت هجيبها تعتذر وحالا.

انطلق نحو غرفة أخته التي فزعت لدخوله المفاجىء، ولم تفق من فزعها بعد حتى وجدته يسحب يدها عنوة ليخرجها خارج الغرفة، تعثرت عدة مرات ولم تجد بد من مضاهاته في السرعة حتى لا تتعثر ثانية.
أوقفها بحدة أمام خالتها وابنتها، لتتأوه رهف بألم وكادت أن تختل توازنها وتسقط على الارض الا انها استندت بيدها على ظهر الكرسي أمامها
صاح بها ماهر بصرامة
_اعتذري لملك حالا.

_ بس أنا معملتش حاجة.
لتجد رهف أخيها يصفعها بشدة على وجنتها،لتصيح هي من الألم
_قلت اعتذري.
أغرورقت عيني رهف بالدمعات ... وضعت يدها تلقائيا مكان الصفعة وهتفت بخفوت لتجنب أذى أخيها
_أسفة
أمسكها أخيها من شعرها بقوة
_ علي صوتك... ولا فالحة بس في قلة الأدب.

لترجفت رهف ببكاء وتضع يدها على شعرها وهتفت بمرارة.
_ أنا أسفة يا ملك
ليفتر وجه ملك عن ابتسامة راضية للحالة التي وصلت إليها رهف من المهانة والانكسار
ترك ماهر شعرها وهو يدفشها ليجعلها تتوجه للمطبخ
_اعملي لخالتك عصير يروق دمها إمشي.
جرّت رهف قدم خلف الاخرى بتعب شديد متوجهة للمطبخ لتنفذ ما قاله أخيها حتى لا تتعرض لعقابه ثانية.

لتقول سناء بمسكنة
_مكانش له لزوم اللي عملته يا ماهر

ماهر_ لا يا خالتي ... حقكم على راسي .
ثم أردف بوجه قاس وهو ينظر لرهف التي ما زالت تعافر حتى تصل للمطبخ
_ اللي مترباش نربيه من جديد

لتقف رهف محلها برهة تغمض عينيها بقوة لتبتلع تلك الإهانة الموجهة إليها بصعوبة ومن ثم تكمل سيرها للمطبخ تجر قلبها قبل قدميها .

______
بعد يومان آخران تعاني فيهما رهف وحدها
عاد ماجد أخيرا من عمله
وأول شىء فعله أنه توجه إلى غرفة أخته فهو مازال لا يصدق أنها قد فعلت شيئا مشينا
لكنه لم يجدها، فاستغرب أين هي، فالمساء قد حل ،وخاصة أن البيت هادئ وعلى ما يبدو أن الجميع نيام رغم أن الوقت ما زال مبكرا
لكن يبدو أن ما حدث قد غير كيان الأسرة بأكملها ، ذهب إلى المطبخ يبحث عنها، فتعرقل في شيئا ما وكاد يسقط على الأرض لكنه حافظ على توازنه في اللحظة الأخيرة ، فهَمَّ هو بفتح الإضاءة ،ليرى ما الذي تعرقل به فهو يظن أنها هي رهف
أبصر ليجدها بالفعل هي تفرتش أرضية المطبخ وتنام بعمق وووجهها يعاني من الارهاق الشديد فهي لا تأكل جيدا ، كما أن جراح وجهها لم تبرأ بالكامل بعد

فدب الحزن في قلبه وتسرب ليظهر جليا على قسمات وجهه .
انحنى بجزعه تجاة أخته وحملها برفق نحو غرفتها ، بسطها على فراشها بحنان بالغ ومسد على شعرها بأسى لما آل إليه حالها ، لا يدري ماذا يفعل بشأنها فهي لا تريد أن تنطق بحرف واحد وهو لا يستطيع الحكم عليها هكذا دون أن يسمع منها ويعرف الحقيقة كاملة .
لم يشأ أن يوقظها فهي تبدو تعبة للغاية لدرجة أنها لم تشعر به عندما حملها .
أمسك بكف يدها بين كفيه ومسد عليهما
_ مش عارف أصدق أبدا إنك تخدعينا وتعملي حاجة تمس شرفك وعرضك.. بس لو كنتي مظلومة ليه مش بتتكلمي ..ليه مش بتدافعي عن نفسك ... سكوتك ده اللي بيقتلني يا رهف ..أنا مبقتش عارف أنام ولا أمارس حياتي بشكل طبيعي ...يارب تكوني مظلومة يارب.

ظل هو على وضعه إلى أن غفى جوار أخته دون أن يشعر، تأرقت رهف في منتصف الليل ،لتنتفض من فراشها بدهشة
كيف جاءت إلى غرفتها ومن الذي يقاسمها فراشها ، دققت النظر به لتجده أخيه الحبيب فينشرح صدرها برؤيته وتهتف بفرحة عودته
ماجد... أخيرا جيت .. وحشتني أوي يا حبيبي .

تململ في الفراش ومن ثم فتح أعينه ليجد أخته تجلس جواره وتبتسم له بسعادة لعودته
هب معتدلا في جلسه
_ ايه ده أنا الظاهر نمت ومأخدتش بالي
ليجد أخته تعانقه بشدة وكأنها تستنجد به، تستمد منه الأمان والقوة التي فقدتهما من بعده بسبب ماحدث

تنهد بعمق ثم سأل بإشفاق على حالة أخته
_عاملة إيه يا رهف... وليه كنتي نايمة في المطبخ
صمتت رهف وهي تزم شفتيها بأسف
ليردف ماجد بألم
_لسه ماهر بيعاملك وحش صح؟؟... واضح جدا من وشك.
لتهتف هي ببكاء
_ ما انت سبتني لوحدي يا ماجد.

_سبتك علشان مأذكيش أنا كمان يارهف .. إنتي متخيلة بعد اللي حصل عايزانا نعاملك إزاي؟

إغرورقت عيني رهف بالدموع وأدارت ظهرها لأخيها بانكسار

لكن ماجد أدارها إليه ثانية عنوة عنها وتحدث بحدة قليلا
_ رهف بصيلي هنا
لكن رهف أخفضت رأسها ولم تستطع أن تنظر له
ليهدر بها بحدة
_قلتلك بصيلي يارهف
نظرت له بخوف من صراخه بها ،لكن عينيها أمتلأت بالدمعات
ليقول هو_ مش همشي غير لما تقوليلي الحقيقة... كل حاجة حصلت بالظبط.. حتى لو انتي الغلطانة ..قوليلي كل حاجة.

أبتلعت رهف غصة تقف في حلقها فتعكر عليها صفو حياتها ..غصة تمنعها من البوح بمكنونات قلبها .. غصة تجعلها تكتفي بالصمت فهو أسلم للجميع لكنه بالتأكيد ليس أسلم لها فهي تتلقى جراء صمتها المزيد والمزيد من الضرب والإهانة والتي سيأتي يوم وتفقد قوتها على التحمل.
لذا هتفت بخفوت وانكسار
_معنديش حاجة أقولها..أنا أسفة يا ماجد أسفة اوي

فقد ماجد كل صبره وقدرته على التحكم في نفسه فمد يده ليهوى بها على وجه رهف والذي تلقته بهدوء دون صراخ هذه المرة وأكتفت فقط بترك دمعاتها تنساب من مقلتيها على وجهها البائس الذي تورم مكان الصفعة

أمسكها ماجد من كتفيها يهزها بعنف وهو يقول بغضب يعصف بقلبه
_ليه يا رهف ليه ... حرام عليكي ...حرام... ليه عملتي فينا كدا.

لم يزد كلماته، رهف سوى بكاء ونحيبا فعلى صوت شهقاتها أكثر
ليهدر بها
_قوليلى مين ده اللي غلطتي معاه...ما هو لإما هقتله لإما هيتجوزك حتى لو كان غصب عنه.

وقع قلب رهف في قدميها وأرتجفت مبتعدة عن أخيها فهي لا تعلم ماذا تجيبه
ليضغط بقبضته يغرز أظافره في كتفيها بقوة ،لتتألم بشدة
_انطقي ..أنا صابر عليكي كتير .. وسبق وقولتيلك اوعي تعملي حاجة تستدعي إنك تشوفي وشي التاني.. وأديكي أهو مصرة تشوفيه .

لتقول بصراخ
_ سيبني يا ماجد أرجوك ... أنا معنديش أي كلام أقوله .. معنديش أي جواب لأسألتك دي... سيبني في حالي بقا

أثارت كلماتها غضبته وأغارت صدره فأحتدم وجهه بشدة
وأمسك بشعرها يجرها خلفه حتى توجه تجاه الحائط وبدأ في دفع رأسها بالحائط عدة مرات وهو يقول وسط صرخاتها المجلجلة
_ليه تعملي كدا ليه... ليه ضيعتي مني قطتي مين هيرجعالي دلوقتي.. قطتي كانت بريئة ... كانت نسمة رقيقة .. كانت فرحة قلبي .. ليه تندسيها كده ليه؟.

كان كل كلمة تخرج منه يقولها بألم ودموعه فشلت في أن تستقر في مقلتيه ... يقولها هو يضربها بالحائط غير مابال أو منتبها لصرخاتها المتألمة ولا للدماء الي بدأت تنساب من رأسها بخيوط رفيعة من اللون الأحمر تنساب لتختلط بدمعاتها فأصبح وجهها بحالة يرثى لها
فليس فقط رأسها من كدم... فقلبها أصابه العديد من الكدمات والشروخ

هرول والداها وأخيها إلى غرفتها ليريا ما الأمر ليتفاجئا بماجد ثائر على أخته كالوحش المنقض على فريسته يشبعها ضربا، فهم لم يكونوا على علم بوجود ماجد في المنزل من الأساس
بسرعة اتجه ماهر إلى أخيه يبعده عن رهف والذي يعرف أنه ليس في حالته الطبيعية ولا حتى في وعيه فهو لم يكن ليفعل هذا بأخته أبدا
_ماجد سيبها فوق .. انت كده هتموتها في إيدك.

أمسك فهمي ابنته يحاول أن يوقف الدماء التي تنزل بغزارة من وجهها ..لكن جسدها لم يستطع التحمل ... فقرر أن يدخل في حالة إغماء... فتلك الخبطات بالحائط عملت على رج المخ وبالتالي فقدان التوازن.

ما ان رأى ماجد أخته تقسط بلا حراك بين يدي أبيه أمامه ،حتى فاق من حالته وصرخ باسمها
_رهف .. رهف ردي عليا.

____
حملها بين يديه ووضعها على الفراش وأخذ يضمد جرح رأسها بنفسه فعلى ما يبدو أنها عندما فاق من ثورته .. أدرك فضاحة ما فعله بأخته ... كان الجميع يراقبونه باستغراب فذلك الذي يضربها بلا رحمة ولو كانوا تأخروا قليلا لأرداها صريعة؛ هو الآن يقوم بإسعافها بكل الطرق التي يقدر عليها حتى انه يقوم بالاتصال بصديقه الطبيب ليخبره كيف يتصرف حيال الأمر .
مكث جوار أخته يتفقد حرارتها بين الفنية والأخرى كما أوصاه صديقه الطبيب، ظل مرابط على الكرسي جوارها بينما الجميع بالخارج ينتظرون إفاقتها في أي وقت .. صحيح أن ما فعلته لا ييغتفر وأنهم غاضبون منها كثيرا إلا أنها مازالت روح لا ينبغي أن تهدر بغير حق

رآها تحرك جفونها بألم شديد وكأنها لا تستطيع فتحهما فالألم يفتك بها ..كررت محاولاتها إلى أن استطاعت ان تفتحهما أخيرا ببطىء شديد
لتهمس بخفوت وهي تشعر بصداع شديد
_ماجد
وقف مكانه وقال بجمود وهو يشير للحبوب على الكومود جوار الفراش
_الدوا ده مسكن للآلام خديه وقت ما تحسي بألم...أنا ماشي ومش راجع هنا تاني.. مبقتش طايق اقعد هنا بعد النهاردة ..ويمكن لو فضلت يوم كمان أقتلك في ساعة غضب

نظر إلى عينيها مطولا بألم وكأنه يلومها على ما فعلت ، يومها على إضاعته اخته الحبيبة التي كانت تملأ عليه حياته بدلالها وبراءتها ، نظر إلى رأسها بأسف و الذي تضرر كثيرا بسبب ما فعله بها.
استدار ليغادر الغرفة بل المنزل بأكمله ..سمع صوتها تناديه بصوت خافت يأن بتوجع، تنسكت عبراتها كالمطر دون توقف _
متسبنيش ارج..وك.

استدمعت أعين ماجد وهو يشاهدها على هذا الوضع المبكي ، لكنه تحلى بالجمود ومسح الدمعة الفارة من عينيه بسرعة قبل أن تلحظها ..ليرحل على عجل قبل أن يرق قلبه لها.

طالعته بتوسل عله يعود لها لكنه رحل بالفعل ، فأغمضت أعينها تعتصرهما من الوجع كما تعتصر قلبها في شجى وغمة.

يتبع الفصل التاسع  اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent