رواية فيروز الفصل الثامن بقلم نسمة مالك
رواية فيروز الفصل الثامن
مر اكثر من أسبوعين..
من اطول واصعب الايام التى مرت على السلطان سليم..
ثمانى عشر يوما غائبه كنز الفيروز الخاص به عن الدنيا بغيبوبتها..
فهى لم تكن معرضه للتخدير فقط..
تم سمها بسم قاتل ايضا..
تاركه سلطانها يحترق ألما وشوقا بنتظرها..
بكل ما يملك من عشق..
ينتظرها..
يعد اللحظات والثوانى قبل الدقائق..
حتى تفيق وتعود له مره اخرى..
ثمانى عشر يوما..
لم يرى ابتسامتها..
عيونها..
يحترق شوقا لعفويتها اثناء حديثها..
شقاوتها..
همسها بأسمه برقتها التى تذيب قلبه..
وايضا..
ثمانى عشر يوما لم تفارق حضنه..
يهتم بنفسه بكل تفاصيلها..
اول أمراءه تقيم بخلوه السلطان اقامه دائمه..
يدير هو البلاد كالساعه..
وحين ينتهى من اعماله..
بسرعه البرق يركض نحو جناحه التى تظل به والدته بنفسها لحين عودته..
لا يؤمن عليها سوا والدته فقط..
واخيرا..انتهى اجتماع الديوان برفقه السلطان..
وهب السلطان واقفا..
ليقف جميع الحضور باحترام وتقدير..
اخذ سليم نفس عميق..
وبصرامته المعهوده القى جمله جعلت اعين الجميع تتسع بزهول وعدم تصديق..
سليم:بعلو صوته..اعلن لكم اليوم نحن السلطان سليم..
هيكون عرسى من السلطانه فيروز بأقرب وقت..صمت قليلا..
واكمل بأمر..عايز تحضير لأفخم عرس يليق بسلطانه..
تنهد بألم حاد يعتصر قلبه..كنز الفيروز..
نهى جملته وسار بخطوات شبه راكضه نحو جناحه..
بلهفه وأشتياق وعيون لامعه بالدموع وانفاس مقطوعه..
خطى لداخل جناحه وبقلبه أمنيه واحده يتمناها مأخرا بألحاح..
ان يرى عيون فيروز تنظر له ببتسامتها نظرتها التى تهز كيانه وتجعل قلبه يكاد ان يغادر صدره من عنف دقاته..
ولكن؟!!.. تنهد بخيبه امل..حين وقعت عينه عليها وجدها غالقه عيونها..ثابته مكانها بلا حراك..
اقترب منها ببطئ حتى وقف بجوار سريرها وحدث والدته بمتنان..
بشكرك يا امى على؟!!..
قطعته جوهره بعتاب..
جوهره:تشكرنى؟؟!!..هبت واقفه واقتربت منه امسكت وجهه بين يديها..انت ابنى حبيب قلبى..التمعت عيونها بالدموع ونظرت لفيروز..وهى حبيبه ابنى..ابتسمت من بين دموعها..
وحبيب حبيبى يبقى حبيبى..
قبل سليم يدها بعمق..وبرجاء وتوسل شديد همس..
سليم:ادعلها تفوق وترجعلى يا امى ارجوكى..
جوهره:بثقه..بأذن الله ستشفى بنى..انا بدعى الله لك ولها كل صلاه..ربطت على كتفه..وهيكون عندى احفاد ليكم فى اقرب وقت ان شاء الله..
سليم:بتمنى..يارب يا امى..نظر لفيروز ببتسامه وعيون لامعه بالدمع..انا عندى يقين بالله انها هتفوق علشان كده اعلنت انى هتجوزها باقرب وقت..
جوهره:بفرحه طفوليه..ان شاء الله زوجه ابنى ستكون بخير حال..وهنقيم زفاف سلطانى عظيم..
قبل سليم جبهة والدته وجلس بجوار فيروز محتضنها بحنان بالغ وحذر شديد وبهيام همس بأذنها..
سليم:هتكونى اجمل عروس يا احلى كنز الفيروز..
نهى جملته وبدأ يقبل وجناتيها قبلات متتاليه..
لتنسحب جوهره للخارج تاركه له بعض الخصوصيه..
يغرقها هو بسيل قبلاته..
يحكى لها عن يومه..وعن احلامه..
يحكى لها عن شبابه وايامه قبلها وكم كان حزين ووحيد من دونها..
يظل يحكى كثيرا كل ما يحمله بقلبه..
ويقبلها اكثر ويحتضنها بعشق العالم اجمع..
بل ويرتمى داخل صدرها يبكى كطفلا صغير اوشك على فقدان والدته ومن بين كم شهقاته يهمس برجاء..
فوقى يا فيروز..ارجوكى ارجعيلى..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
..بجناح اسماعيل الخاص..
تنام خديجه على سريره الخاص..
منفصله هى الأخرى بغيبوبتها عن الدنيا..
فالسم التى اعطته لها قمر لم يكن ابدا بهين..
بجوارها أسماعيل يتأمل ملامحها بعيون هائمه..
فبرغم من شحوب وجهها وتعبها الشديد الظاهر عليها..
الا ان ملامحها رقيقه وبريئه لاقصى حد..
لم تجذبه اى فتاه هكذه من قبل..
هو بعمره الثانى والثلاثون وبرغم علاقاته المتعدده بالكثير من الفتيات بسبب وسامته المثيره..
الا ان هذه الخديجه الشقيه استطاعت تحريك مشاعره الجامده..
بل والاكثر..جعلت قلبه ينقبض من شده خوفه على فقدانها..
يبذل اطباء القصر..ومجموعه من الاطباء اتو خصيصا من الخارج للكشف على فيروز وصديقتها قصارى جهدهم لانقاذهن..
مد يده وامسك كف يدها وهمس بوعيد..
اسماعيل:مستحيل اسيب الجانى يفلت بعملته معاكم يا خديجه..قبل كف يدها..فوقى وقوليلى مين عمل فيكم كده وشوفى هنعمل فيه ايه..
جز على اسنانه بغيظ شديد..حتى الراجل اللى حطوه جنب السلطانه فيروز كان مخبوط على دماغه والخبطه موتته..
سار باصابع يده على وجهها..فوقى يا خديجه ارجوكى..
تنهد بصوتا مسموع واكمل بمزاح..فوقى علشان لما ابوسك..
سار بكف يدها على وجهه ولحيته حتى توقف بها على شفاتيه وقبلها بعمق اكثر من مره..تضربينى..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
..بقصر اخر..
تدوى بأرجائه صوت ضحكه شريره..
وبمكر وخبث شديد تحدثت..
قمر:اللى عملت حسابه هو اللى تم..
السلطان سليم لا يستهان بذكائه وعرف ان الحارس اللى حطناه جنب الخدامه فيروز مجرد مكيده..
جزت على اسنانها بغل..وعلشان كده مقتلهاش..
ضحكت بثقه..هههه علشان كده مكنش ينفع تتخدر بس..
كان لازم اسمها علشان لو السلطان مقتلهاش تموت مسمومه..
نظرت لها وصيفتها بزهول وتحدثت بعدم فهم..
فتون:مولاتى..كان ممكن تقتليها من غير الحارس اللى حطناه جنبها..
قمر:بخبث..تؤ..لو كنت موتها على طول كده كان هيحزن عليها سنين تانيه زى ما حزن على زمن..
لكن لما يلاقيها خاينه هيقول حلال فيها الموت..
نفخت بضيق..عمرى ما شوفت سلطان زى سليم فى اخلاصه..كل الامراء والسلاطين بيكون عندهم اكثر من زوجه وحريم وجوارى وبيخلف من كتير منهم..
ابتسمت ببلاهه..لكن سليم غير اى سلطان..
قلبه بيكتفى بواحده فقط..
التمعت عيونها بأصرار..علشان كده..لازم اكون انا الوحده دى مهما كلفنى الامر..
لتنتبه على صوت جاريه قادمه نحوها وتتحدث بلهفه شديده..
سندس:مولاتى قمر الزمان..وقفت امامها تلتقط انفاسها بصعوبه..عندى خبر كارثى يا مولاتى..
قمر:بفزع:اتكلمى..
الجاريه:بخوف..مولاى السلطان سليم اعلن قرار اليوم انه..
ابتلعت قمر ريقها بصعوبه وتحدثت بقلق..
قمر:انه ايه؟!!..
الجاريه:انه هيتجوز من السلطانه فيروز..
تصنمت قمر بمكانها للحظات..
ومن ثم صرخت بعلو صوتها وتحدثت بوعيد..
قمر:متقوليش سلطانه..صفعتها على وجهها بكل قوتها..دى خدامه..وانا هقتلهااااااااا..اقسم انى هقتلهاااااااااا..
نظرت لوصيفتها..حضريلى جميع ملابسى وبلغى الموكب اننا هنتحرك على قصر السلطان سليم فى زياره..
ابتسمت بصتناع وعيون تتطاير منها الشرار..
زياره طويله اوى..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
..بجناح السلطان..
داخل حضنها..
نائم سليم بعمق..
دافن وجهه بصدرها..
ممسك بيدها ويده الاخرى حول خصرها بأحكام..
بوهن شديد..رمشت بعيونها وأغلقتهم سريعا..
وبضعف اشد..حركت اصابعها بين كف يده..
وبصوت يكاد يكون مسموع همست..
فيروز:س سليم..
كالحلم الجميل صدى صوتها داخل قلبه قبل أذنه..
وبمتعه شديده همهم بستمتاع وهمس بين النوم واليقظه..
سليم:عيون وقلب سليم انتى يا كنز الفيرو؟!!..
قطع همسه وانتفض بفزع شديد ورفع راسه ينظر لها بلهفه..
وجد عيونها مغلقه..
امسك وجهها بين يديه واقترب بوجهه من وجهها وهمس امام شفاتيها بانفاس لاهثه..
سليم:فيروز..لو كدبت ودنى..قلبى ميكدبش عليا..
قبلها قبله رقيقه للغايه من شفاتيها وهمس بعيون تفيض دمعا..حبيبتى فتحى عيونك..
بصعوبه بالغه..جاهدت هى وفتحت عيونها ونظرت له نظره اشتاقها هو كثيرا..
واخيرا التقط انفاسه..وبعلو صوته تأوه..
ااااااااااه يا كنز سليم..يقبل كافه وجهها قبلات عميقه..
وبفرحه عارمه بصوته نادى..يا حراااااااس..احضرو الاطباء حالا..تمعن النظر بملامحها وهمس بعشق..
السلطانه فيروز استعاده وعيها..وضع جبهته على جبهتها وقبل شفاتيها بعمق..واعادت لى قلبى
يتبع الفصل التاسع اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية فيروز" اضغط على اسم الرواية