رواية أزمة منتصف الحب الفصل التاسع بقلم رانيا أبو خديجة
رواية أزمة منتصف الحب الفصل التاسع
حنان بلهفه وصراخ : الحقق يااا عم منصوررر بنتتتك رغددد!!!
منصور بفزع: في ايه يا بنتي مالها رغد ، انتي تعرفي هي فين؟!
حنان بلهفه واندفاع: ايوا .. انا سمعت أمجد وهو بيتكلم في التليفون عنها وبيقول خودوها على شقة محمد ابنه .
مديحه وهي تشهق وتخبط بيدها على صدرها بفزع: يالهوي ، وهو ياخدها على شقة ابنه ليه!!
حنان بتوتر وندم: انا من وقت مأشتغلت عندة وهو مهتم بأخبارها وعلطول يسألني عنها.... بس انا وحيات ولادي ماكنت أعرف ان نيته سودة من ناحيتها كدة.
منصور بعد أن جلس بتعب وهو يشعر ان قدمه لم تعد تحمله: بسرعه... بسرعه يا هدى اتصلي على احمد خليه يروح يلحق أختك.
هدى وهي تهم بالاتصال بتوتر وتتحدث بدموع: حاضر ، حاضر يا بابا.
*********************
قبل ذلك بقليل بشقة امجد الخاصه التي يمتلكها على اسم ابنه ..... جاءوا بها الى هنا من وقت ليس بقليل
رغد بغضب وعصبيه: انتوا مين و جايبني هنا ليه؟!!
ظلوا ينظروا لها في صمت نظرات مخيفه بالنسبة لها فأردفت بخوف : انتوا عايزين مني ايه؟
اقترب منها احدهم واردف وهو ينظر لها بوقاحة : ومستعجلة على ايه ... كلها شويه وهتعرفي دلوقتي انتي هنا ليه ...وعشان ايه
ثم اقترب منها اكثر ممسك بزراعها بطريقه تألمها ونظره مثبت عليها .
كانت تنظر لهم في رعب وخوف شديد وبدءت دموعها بالنزول على وجنتيها واردفت بخوف وصوت مختنق بالبكاء: ابعد عني وشيل ايدك من عليا ..
ثم اكملت وهي تحاول الافلات من قبضته على زراعها: ابعد عني بقولك ... محدش منكم هيقدر يقربلي
اقترب صديقه منه واردف بقلق: ابعد عنها ياابني بقى لو جه دلوقتي وشاف انت بتعمل ايه مش هيحصل كويس خلينا نخلص ونمشي بقى من أم الليله السودة دي.
رغد بصراخ: هو مين دة وعايز مني ايه.
: اسيبها دة ايه .
ثم نظر لها بوقاحه واكمل: انت مش شايفها عاملة ازاي ، وبعدين يعني انت ليه محسسني انه جايبها هنا يديها درس ماهو جايبها عشان كدة بردو ...يبقى خلينا نتسلى احنا كمان شويه .
اقترب منها وبدء يفك حجابها وسط حركاتها الهيستيريا ومقاومتها وهنا دخل هو غالق الباب بعنف
أمجد بغضب: بتعمل ايه يا حيوان انت ... انا مش قولت محدش يقربلها لحد مأجي
: احنا معملناش حاجه يا دكتور وأهي لسه بخيرها.
رغد بزهول حتى وقعت طرحتها من يدها بعد ان جذبتها من الارض: دكتور امجد!!
أمجد بإبتسامه ماكره وهو يقترب منها: خلاص كدة يارجاله انتوا كدة عملتوا اللي عليكوا تقدروا تمشوا .
وبعد ان خرجوا غالقين الباب خلفهم ، نظر لها من اعلى لاسفل حتى استقرت عيناه على سلسالها فجذبه من عنقها بعنف حتي صرخت وامسكه بيده واردف بغضب: وكمان لبسالي سلسله عليها اسمه ... دة ايه الرومانسيه اللي تقرف دي .
رغد ببكاء نابع من خوفها : انت عايز مني ايه يا دكتور أمجد، انا سبت الشغل من عندك من زمان قوي ... عايز مني ايه دلوقتي؟
أمجد: انتي فاكرة عشان سبتي الشغل عندي تبقي كدة خلاص... لاء...انتي مخرجتيش من دماغي من يوم ما مشيتي لا انتي ولا التاني اللي هحصر قلبه عليكي بعد اللي هعمله فيكي... وساعتها بقى هيرميكي زي الكلبه ووقتها مش هتبقي تلزاميه ...ماهو مش معقول يسيبك على ذمته بعد اللي هيحصلك دلوقتي.
ثم تابع بعيون يملئها الشرر: ودة بقى عقاب اللي يزعل أمجد ، ليكي وليه.
رغد ببكاء وخوف: انت هتعمل فيا ايه !!
أمجد وهو يتابع بكائها بأستمتاع ويتحدث بوقاحة : هعمل اللي كان نفسي اعمله من أول يوم شفتك فيه.
رغد بقوة مزيفه: انت مش هتقدر تعمل حاجة ...انا ليه اهل يسألوا عليا ولو قربت مني هيودوك في ستين داهيه.
ضحك هو بسخريه عاليه ثم اردف بتهكم: لا يا شيخه انتي بتخوفيني بأهلك .
ثم تابع بسخريه اشد: ويا ترى بقى هتخوفيني بمين فيهم....... ابوكي عم منصور موظف الحكومه الغلبان ولا امك خلتي مديحه ... انتي ليه محسساني كدة انك بنت وزير.
الجبان..... هو من يرى قوته على الضعيف.....والوقح هو من لا يتعجب الناس افعاله.
فإذا اجتمع الاثنان في شخصا واحد...اصبحنا بين يدي لعييين.
رغد ببكاء مرير وتتحدث برجاء: لو مش خايف من دول خاف من ربنا ..وسبني امشي الله يخليك.
امجد بشر ويتحدث بثقه: انتي مش هتمشي من هنا الا بعد اما اعمل اللي انا عايزة ....واعرف سي بتاع بتاعك دة ان محدش يعلم على امجد ويسقت.
رغد بصراخ : أحمد هييجي دلوقتي ومش هتقدر تعملي حاجه.
وهنا وكأنها اشعلت مابه من نار نشأت منذ ان انقذها احمد من بين يديه بالسابق وسالت دمائه على يديه فألقى ما بيده من سلسالها الذي كان مازال ممسك به بيده بعنف على الارض واقترب منها واردف بغضب حارق وهو يحملها بعنف ويدخل بها احدى الغرف: ابقى وريني هيعملك ايه بعد اللي هعمله فيكي.
ظلت هي تصرخ فيه وتلكمه وتقاومه بكل ما بها من قوة ولكنه...... كأنه لم يسمعها .
**********************
كان يسرع بسيارته وبداخله قلق يكاد يحرق قلبه ... يشعر بأن الدنيا تضيق بعينيه وانفاسه تختنق ... قلبه يدق بشدة مما يزيد قلقه عليها أكثر ... فكيف لها ان تختفي هاكذا الم تعلم ما تفعله به الان بفعلتها هذه ... الم تعلم ان معها روحه فأن اختفت عن ناظريه سحبتهم معها ، هذا ما احس به وهو يتنقل بين منازل زملائها من واحد تلو الاخر يسأل عنها بلهفه وقلق بادى على كافة ملامحة لعله يجدها ولكنه سرعان ما يشعر بالإحباط والقلق يتزايد أكثر كلما سمع الجمله المعتادة( لا والله مشوفتهاش من وقت ما كنا مع بعض الصبح في الجامعه) .
حتى سمع صوت هاتفه يعلن عن اتصال هدى .. التقط الهاتف بلهفه ووضعه على اذنه واردف بلهفه: الو...عرفتي حاجه يا هدى.... جت مش كده.
هدى ببكاء: الحق رغد يأحمد ....أمجد خاطفها!!
احمد بعد ان توقف بالسياره فاجأه بصدمه حتى كاد ان يصتدم: امجد مين؟!!!!
هدى من بين شهقاتها: امجد اللي كانت بتشتغل عنده في الصيدليه ....أخدها على شقة ابنه اللي في........
أحمد وهويتحرك بسيارته بعجالة: طب اقفلي وانا هلحقها .
ثم اردف بغضب وشرر يتطاير من عينيه: اما بقى ابن ال...ده فاموته هيكون على ايدي.
وتوجه بسرعه فائقة حيث العنوان الذي املته عليه هدى ، وهو يتمنى ان السياره تطير به حتى يصل اليها بأسرع وقت وينقذها من بين يدي ذلك اللعين.
*********************
الحياة .....عبارة عن مشوار اختبارات.... وما بين نقطة البداية ونقطة النهاية... انها دائما تختار اغلاهم على قلوبنا وتعيشنا من خلالهم الازمة وتكون هذة....ازمة منتصف الحب .
وصل للعنوان الذي اعطته له هدى .... ونزل من سيارته بِسرعة شديده قبل حتى ان تتوقف السياره وركد بداخل العماره متوجه للشقه المنشودة ... وجدها مغلقه ولم يسمع أي صوت فطرق الباب بقوة وهو يصيح بأعلي صوت له : افتح الباب .... افتح يأبن........ افتح بقولك .
وظل يركل الباب بقدمه و يحاول كسره بيدة وقوة جسده
بينما بالداخل..... نهض مفزوعا يرتدي ملابسه في عجاله ورعب ، ماذا يفعل فقد انكشف أمره سريعا ...فأرتدى بعض ملابسه وأمسك الباقي بيده متوجها لاحد شبابيك الشقه يقفز منه على الشارع مباشرتا فكانت الشقه بالدور الاول ..قفز هاربا تاركها مسكينه في حالة يرثى لها ... حاله يبكي لها الحجر.
و أخيراا نجح في كسر باب الشقه دخل يبحث عنها بعينيه لكنه توقف عن السير عندما رأى سلسالها ملقى على الارض بمدخل الشقه ...فوقع قلبه بقدمة .... فالان تأكد انها بالداخل ولكن لماذا لم يسمع اي صوت فالشقه هادئه وكأن لم يكن أحد بها انحنى يلتقط السلسال بقلق ووجه متجمد... دخل بأقدام متثاقله وصدره يعلو ويهبط بعنف وبداخله يدعو الله انه لم يكن تأخر عليها ..ولكن للقدر رأيًا أخر ... دخل ببطئ مميت له يبحث بالغرف حتى فتح باب الغرفه... الوحيده التي كانت مغلقه بينما باقي الغرف مفتوحه على أخرها.
ففتحها ببطئ وعيونه ترمش بأضطراب وبطئ ...ويدعو برجاء : ياارب مكونش اتأخرت ... ياارب ماكونش اتأخرت
حتى فتح الباب على أخره وأطل برأسه..... وهنا ....الصدمه..... بل الفاجعه جحظت عيناه تكاد تخرج من محجريها ...فرأى مشهدا لن ينساه بحياته ...فوقف متجمدا بعيون جاحظه وانفاس مسموعه يلهث بعنف وصدره يعلو ويهبط بعد سكون دام دقائق كانت انفاسه توقفت خلالها منذ ان فتح الباب ...فوجدها مرميه على الفراش فاقده وعيها ...عاريه فملابسها ممزقه على جسدها تكشف أكثر مما تستر .... شكلها مشعث ... مدمر .. على ملامحها وجسدها أثار عنف وضرب أثر مقاومتها ويسيل من فمها وجسدها الدماء وتغرق بقايا ثيابها الممزقه ، وايضا الفراش من تحتها ملئ بالدماء ، فأقترب منها بعد ان افاق من صدمته سريعا يحتضنها ويتحدث بصدمه وزهول : لاء ..لاء يا رغد ، محصلش ... ده كابوس.. ، ده مجرد كابوس من قلقي عليكي صح!!
يارب افوق بقى ، رغد انتي مش هنا صح؟ ، وبدء يتحسس وجهها ويتحسيها بيده حتى يتأكد من وجودها ، فصرخ فاجأه بعلو صوته بأسمها عدة مرات ثم اكمل ببكاء حارق: لاء يا رغد عشان خاطري قولي ان ده كابوس وان انا مش شايفك كدة
ثم اكمل بعدم استيعاب: رغد...رغد فوقي يا حبيبتي ...فوقي وقوليلي ان احنا بنحلم او في كابوس وان دة كله مش صح ومحصلش
ظل محتضنها يبكي ببكاء حارق وهي مازالت فاقده وعيها بين زراعيه .
ثم فاق من بين موجة بكائه ونحيبه على صوت هاتفه ، فنظر به وجدها هدى أختها،
احمد بعد ان نظر بالهاتف: يبقى مش كابوس ده حقيقه يا رغد حقيقه، طب انا هقولها ايه
ثم تابع ببكاء يقطع نياط القلب: أقول لاهلك ايه...ملحقتكيش ومعرفتش احافظ عليكي ...معرفتش احافظ على وعدي لابوكي ...ملحقتش روحي قبل ما يحصل فيها كده، ملحقتش قلبي قبل ما يتقطع بالمنظر ده ، ظل يحدث نفسه بأمر الكلمات وبكاء حارق.
ثم مسح دموعه بيده وظهر على ملامحه الغضب وعيونه ظهرت عليها الاحمرار من شدة غضبه والشرر الذي يتطاير منها ، ثم نظر للفاقده للوعي بين زراعيه وخلع جاكت بدلته عنه والبسه لها ثم حملها بين زراعيه وخرج بها من باب الشقه متوجها لسيارته ، وضعها برفق بالمقعد المجاور لمقعده ثم توجه للجلوس بجانبها، يسير بالسياره بسرعه كبيره .
*******************
بالمشفى يقف امام غرفة الفحص بوجه متجهم غامض لم يظهر عليه أي مشاعر ، يقف بصمت مخيف ، ينظر امامه بعيون ينطلق منها الشرر فمن ينظر لعيونه يشعر بالفزع والخوف الشديد ، فاق من شروده على خروج طارق زميله بالمشفى ولكنه تخصص نساء وتوليد
تقدم منه احمد بثبات عكس ما بداخله قائلا بجمود: ايه يا طارق؟
طارق بأسف: دي حالة اغتصاب واضحة يااحمد وكمان باين من الكدمات اللي في وشها وجسمها اثار عنف
ثم تابع: بس متقلقش احنا عملنا الازم.
احمد ومازال ملامحة جامدة ونبرة صوته جافة: فاقت ولا لسه؟
طارق: لاء، ومش هتفوق دلوقتي من الادويه والحقن المسكنه اللي اديناهلها
وهنا قطع حديثهم دخول والدها ووالدتها وأختيها يتقدمون منهم بعجاله وعلى وجههم يسود الرعب و القلق ، فااحمد لم يخبرهم بشئ سوى انه بالمشفى بها فقط ولم يخبرهم عن باقي ما حدث.
منصور بلهاث وقلق: فين رغد ، فين رغد يااحمد؟؟؟
ظل صامتا ينظر لهم بصمت وجمود، لا تنبئ ملامحه عن شئ
مديحه ببكاء وصراخ: ماترد يأبني بنتي فين وجرالها ايه؟؟
احمد بجمود وبرود عكس ما بداخله، بعد صمت برهه اردف: الدكتور هيقولكم على كل حاجه ... لكن انا لازم امشي.
ثم تركهم وغادر المشفى بينما هما انصبوا على الطبيب الذي كان في موقف لا يحسد عليه
طارق بتوتر: يا جماعة يااريت تهدوا بس عشان اعرف اقولكم واشرحلكم الحالة.
هدى بعصبيه: ماتنطق بقى يا دكتور وتقولنا أختي فيها ايه بالظبط.
طارق وهو يتحدث بأسف بعد صمت : أختك يأنسه اتعرضت لحادث أغتصاب.
صرخوا جميعا بنفس الوقت
مديحه وهي تخبط بيدها على صدرها بفزع: يالهوي... بنتي!!!
وضعت هدى يدها على فمها بصدمه ولم تتحدث
فاطمه ببكاء: انت كداب يا دكتور ، رغد أختي كويسه
بينما والدها وقع على اقرب كرسي بصدمه وزهول تام يحاول التقاط انفاسه ...رأته زوجته من وسط حالة الزهول والصراخ من بناتها وتوجهت اليه بقلق وبكاء حارق اردفت من بين دموعها: مالك يا منصوررر!!!
منصور بلهاث ويحاول التقاط انفاسه ويحاول يدلك صدره موضع قلبه بيده: مش قادر أخد نفسي، مش قادر اتنفس
هدى بصراخ: الحق بابا ياااا دكتورررر
توجه الطبيب اليه واخذه وسار به بأتجاه غرفة الكشف .
******************
بينما هو فركب سيارته وسار بأقصى سرعه بوجه ملئ بالغضب وعينين يتطاير منهم شرر مخيف ، وأخيرا وصل لوجهته.
بينما هنا بداخل الصيدليه:.
محمد : الو انتي فين يا حنان........مش جايه يعني ايه انا جاي من الدرس تعبان وعايز اراوح وانتي قولتيلي 5 دقايق وراجعه وبقالك أكتر من ساعة ............مش جايه تاني يعني ايه ، طب حتى استني اما بابا ييجي وقوليله الكلام دة ......الو الو
محمد بغضب : مجنونه دي ولا ايه ، يعني ايه مش جايه تاني ومن ورا أبويا كمان.
احمد وهو يدخل الصيدليه بسرعه وعصبيه مخيفه : فين صاحب المخروبه دي؟
محمد بخوف من هيئته: بابا مش هنا
احمد: بابا!! ...اومال هو فين؟
محمد بخوف : معرفش والله
احمد بغضب مخيف : متعرفش امممم، طب وسع كده
ازاحه من طريقه وتوجه للداخل وسط زهول وخوف محمد وظل يبحث بين ارفف الصيدليه عن شئ معين حتى وجده ... مجموعة زجاجات ذات حجم كبير أخذ يسكبهم على كل انشا بالصيدلية حتى انهى كل الزجاجات واغرق الصيدلية بأكملها ثم قام بأشعال الحريق بها .... وظل ينظر له عدة دقائق لعل رؤيت هذا الحريق تطفئ الحريق الذي نشب بداخله منذ ان رأها في حالتها المزريه....ثم سحب محمد الذي خرج من الصيدليه في خوف عندما شاهده يشعل بها الحريق وتوجه به للسيارة واخذه ورحل
وبعد رحيله تجمع الجيران وسكان المنطقه يحاولون اطفاء الحريق ولكن دون فائدة فأستمر حتى احترقت الصيدليه بأكملها وانتهت.
*********************
محمد بخوف وهو جالس بجانبه بالسيارة: هو انت عملت كدة ليه وعايز مني ايه؟
احمد بجمود بعد ان توقف امام العنوان الذي وجهه اليه محمد : هو دة بيتكوا؟
محمد بزعر وخوف: أه هو
ثم اكمل بقلق: انت جاي هنا ليه... انت هتحرق البيت زي ما حرقت الصيدليه؟
احمد بعد ان توقف وهو ينزل من السياره بجمود : انزل.
وبعد ان نزلوا من السيارة توجهوا لمنزل امجد ، وطرق احمد الباب بعنف.
فتحت زوجة أمجد والدة محمد
احمد بعد ان دخل بشكل مفزع: أمجد فين ؟
نهال بعصبيه : انت مين انت وازاي تدخل علينا بالشكل دة.
احمد بغضب وعصبيه أشد: بقولك جوزك فين ... انطقي!!
نهال بخوف وتلعثم: معرفش...تلاقي في الصيدلية
محمد بنحيب: الصيدليه اتحرقت يا ماما
نهال وهي تخبط علي صدرها بفزع: يالهوي اتحرقت ازاي يا ولا؟!!
احمد بغضب: اسمعي...جوزك يجيني ولما يظهر قوليله انه لو مستخبي في المريخ هجيبه بردو ، وابنك ده هيفضل عندي ولو مظهرش اعرفي انك مش هتشوفيه تاني.
نهال بصراخ: يالهوي طب ابني ذنبه ايه في اللي بينك وبين أمجد ، والنبي بلاش ابني ابوس ايدك.
لم ينتبه أحمد لحديثها بل أخذ محمد رغما عنه ...رغم رفضه ومقاومته وتمسك والدته به ولكن غضبه وجموده اقوى منهم ،وما بداخله جعله لا يرى احد ولم يبصر ماذا يفعل .
*****************
دخل المشفى متوجها اليهم ولكنه... سمع صراخ يخرج من غرفتها فتوجه ركضا اليها.
بينما بالداخل رغد بهيستريا وصراخ: اااااااه ،قوليلي يا ماما ان كل دة محصلش... قوليلي ان انا في كابوس وحش قووي ، وهتصحيني دلوقتي عشان مش قادره استحمله.
ثم تابعت ببكاء حارق : ليييييه ، ليييه كدة ياارب ، ظلت تصرخ وتبكي بحرقه وتحاول والدتها وأختيها تهدءتها
مديحه ببكاء : يا بنتي حرام عليكي نفسك كفايه بقى ، انا والله مش قادرة استحمل كل دة
هدى محاوله احتضانها والسيطرة عليها من بين دموعها:عشان خاطري يا رغد اهدي ، اهدي يا حبيبتي كفايه اللي حصلك.
فاطمه ببكاء وعصبيه: والله العظيم يارغد لهنجبلك حقك من الكلب دة.
ظلت تبكي وتصرخ بحرقه وكلماتها وصراخها يقطع نياط القلب
وهنا دخل احمد مسرعا واقترب اليها سريعا واحتضنها
احمد وهو يحتضنها ويحاول تهدءت حركاتها الهيستريا: رغد ،رغد اهدي عشان خاطري ، اهدي يا حبيبتي انا معاكي هنا ، اهدي عشان خاطري.
رغد ببكاء حارق يقطع نياط القلب: احمدددد.... ليه يااحمد كده ... ليه اتأخرت كده ...طول الوقت كنت بقول احمد هييجي ينقذني دلوقتي .
ثم تابعت بنحيب: بس انت مكنتش بتيجي.
ثم اكملت ببكاء مرير: دانت انقذتني من غير ماتعرفني ، ليه معرفتش تنقذني وانا مراتك ... لييييه .. اتأخرت ليييه؟
احمد وهو يشدد من احتضانها وبدءت دموعه تهدد بالنزول: انا أسف حقك عليا .
ثم اكمل ببكاء: أسف اني مقدرتش احميكي زي ما وعدت ابوكي يوم ما بقيتي مراتي وعلى اسمي.
ثم تابع بغضب وعيون حمراء: بس والله ما حد هيجبلك حقك غيري.
رغد وهي تبعده بحركات هيستريا: اوعى سبني انا مبقتش عايزة حاجه ولا عايزة حد سبوني في حاااالي بقيييي
احمد وهو يحاول السيطرة عليها: هدى !!!! اندهي لاي ممرضه برة بسرررعه.
وهنا فاقت هدى من وقفتها فكانت واقفه تضع يدها على فمها تكتم شهقاتها ودموعها تملئ صفحات وجهها ،
الممرضه بعد ان دخلت مهروله:ايوا يا دكتور احمد!!!
احمد بصياح ومازال يحاول السيطرة عليها: هاتيلي حقنه مهدئه بسرعه يا منى.
خرجت مسرعه ، فهي ترى ما يحدث
احمد ببكاء وهو يضع ذقنه على رأسها ويكتف زراعيها بيدة برفق وحنان محاولا السيطره عليها وتهدئتها: عشااان خااطري كفايه ، والله يارغد ما قادر على كل دة، مش قادر أشوفك كدة .
وبأقل من دقائق دخلت الممرضه واعطت الحقنه لاحمد بعجاله .
رغد وهي تقاومه بصراخ: لااااااء انا مش عااااايزة حقن ومش عاااااايزة حااااجه، سبنييييي بقييييييي !!!! سبوووووووني في حااااااااالي !!!!
اعطى هو لها الحقنه بمساعدة الممرضة حتي يستطيع اعطائها لها مع مقاومتها و حركاتها الهيستيريا ، وبعد ثواني هدءت في الحال وسكنت حركاتها وبدءت تغفو في سبات .
احمد وهو يلهث بشده : هي هتنام لحد الصبح ...ياريت تطلعوا وتسيبوها ترتاح.
اقتربت والدتها منها ونظرت لها في حزن و اسى على حالها ثم خرجت بانهيار.....ثم اقتربت منها هدى وانحنت وقبلت جبهتها بحنان ثم خرجت.... تليها فاطمه التي اقتربت منها ونظرت لها بعيون مليئه بالدموع ثم مسكت بطرف طرحتها وظلت تمسح وجه رغد من دموعها المغرقه وجهها ثم خرجت تتبعهم.
بينما هو فا بعد خروج الجميع نظر اليها عدة دقائق بعيون لامعه بالدموع ثم اقترب منها ونظر اليها ثانيتا ورفع يده يمررها بحنان علي كدماتها المغرقه وجهها ثم رفعها علي شعرها المشعث نتيجة حركاتها الهيستيريا ومررها عليه بحنان ثم انحنى مقبلا اعلى رأسها واحكم الغطاء عليها و تركها وخرج من الغرفه عازم على انه لن ولم يترك حقها .
احمد لمديحه بعد ان خرج من الغرفه غالقا الباب خلفه بهدوء: راوحي انتي وفاطمة ياأمي وخلي هدى معاها على بال بس مأروح مشوار وأرجع علطول.
مديحه ببكاء : أراوح ازاي بس يأبني وأسيبهم كدة، مقدرش
احمد وهو يقطب حاجبيه بأستغراب: تسبيهم!!
ثم انتبه لعدم وجود والدهافأردف: صحيح هو فين عمي مشوفتوش من وقت ماجيت.
هدى ببكاء: بابا وقع يأحمد وهو دلوقتي في العنايه وحالته صعبه قوي.
فاطمه ببكاء ايضا: انا كمان مش هقدر أمشي وأسيب بابا ورغد هنا لواحدهم.
احمد بقلق و زهول مما يحدث: طب، طيب خليكم هنا جنبها وانا هروح أطمن على عمي وبعدين هخرج بس شويه وهرجعلكم تاني علطول.
وبعد أن اطمئن على منصور وعلم بأن حالته بدءت ان تستقر نسبيا، توجه للخروج من المشفى ، فهو بداخله حريق لم يهدء ولا ينطفئ ، ويظل يبحث ويبحث لعله يجد ما يريحه ويخمد هذا الحريق الذي نشب بداخله منذ رؤيتها بهذا المنظر .
*******************
داخل مركز الشرطه خاصتا بمكتب فارس:.
احمد بعصبيه : ومين قالك اني عايز أعمل محضر ... انا عايزك بس تساعدني القيه.... انا قلبت عليه الدنيا وملوش أثر.
فارس وهويقف امامه ويحاول تهدئته: اهدى بس يأحمد وبعدين انت عايزني أدور عليه معاك بحكم شغلي واجبهولك وبعدين هتعمل ايه!!
احمد بغضب وهو يكور يده ويضغط عليها بقوة حتى كادت ان تدمي: هتهولي انت بس...وانا بعد كده حسابي معاه تقيل
ثم تابع بشرر يتطاير من عينيه: هخليه يتمنى الموت وميطولوش.
ثم اكمل بصوت مرتفع وعصبيه: يتمنى اني اسلمه ليكوا وتديلوا اعدام ميبقاش طيله.
فارس:اه زي ما حرقت الصيدليه وخطفت ابنه مش كدة.
احمد بلهاث من شدة غضبه: وانت عرفت منين كل دة!
فارس: أم الواد اللي انت خطفته جت وهي منهارة وبتترجاني عشان أساعدها وارجعلها ابنها ، وطلبت انها تعمل محضر بخطف الولد ، جتلي بصفت شغلي أكيد متعرفش ان احنا قرايب ...بس انا قولتلها ان ابنها هيرجع وان هي ملهاش دعوة لحد مأفهم انت عملت كدة ليه... لحد ما جيت وفهمت واتأكدت ان انت فعلا اللي هي تقصدة .
احمد بغضب وعصبيه: هو لسه شاف مني حاجه ، صيدلية ايه وزفت ايه ، دي نقطه في بحر اللي هعمله فيه.
ثم تابع بقسوة بنبرة صوته: بس يظهر ويبطل شغل العيال دة.
فارس بغضب: قولتلك انت مش بلطجي عشان تعمل كدة، انا هجبلها حقها وبالقانون.
احمد بعصبيه أشد وهو يضرب بيدة على المكتب فوقع كل مابه على الارض: قانون ايه وزفت ايه، قولتلك هتهولي و ملكش دعوة بعد كدة.
ثم تابع بغضب حتى احمرت عيناه: انا عايزة يبقى في ايدي عشان اندمه على اليوم اللي فكر بس في رغد فيه.
فارس بهدوء محاولا تهدئته: طب اهدى يااحمد طيب ، اهدى ، انا والله حاسس بيك وجوايا نار متقلش عن اللي جواك.. رغد من وقت ما بقت مراتك بقت أختي انا كمان ، انا عارف ان اللي حصل دة مصيبه، بس الامور مبتتخدش كدة ، كل حاجه بالعقل ، انت كدة هضيع نفسك.
احمد بعد ان جلس بأرهاق شديد: مش مهم نفسي، مش مهم أي حاجه، المهم اني اجبلها حقها واشوف الكلب ده قدامي ندمان على الي عمله من كتر اللي هيشوفه مني، ممكن ساعتها بس النار اللي جوايا دي تهدى.
ثم اكمل بحزن وتعب: انا تعبان قوي يا فارس... من وقت ما شفتها كدة وانا جوايا ألم مش قادر اتحمله ... مش قادر ، نفسي في اللحظه دي أموت يمكن ارتاح من اللي جوايا .
ربط فارس على كتفه محاولا احتواء حزنه والمه واردف بتأثر من حالة صديقه ورفيق دربه: والله ما هرتاح الا لما اجبلها حقها واطفي نارك واريحك بس انت اهدى وهون على نفسك شويه ، انت كدة فعلا هتموت.
ظل يهدئه ويحتوي غضبه ، حتى خرجوا سويا متوجهين للمشفى ، ولكن قبل خروجهم هاتفت منه فارس وعلمت منه بعض ما حدث بشكل سطحي فأصرت على الحضور ومجئ المشفى فأرسل اليها فارس عسكري من رجاله الذين يثق بهم لان الوقت تأخر كثيرا.
*******************
داخل المشفى ، دخل احمد وفارس وجدوهم جالسين امام غرفةرغد بحالة يرثى لها
احمد بقلق بعد ان تقدم منهم: عامله ايه هي دلوقتي، حصل حاجه وانا مش موجود؟!
هدى بحزن ودموع بعينيها: لاء مفقتش وبابا كمان قالولنا حالته مستقرة في العنايه .
فاطمة بعد ان تقدمت من فارس وتتحدث بغضب: انت مش ظابط ؛ هات بقى حق أختي ، انا عايزة حق أختي بعد اللي حصل فيها دة.
فارس وهو يربط على رأسها بحنان أخوي: حاضر يا حبيبتي ، اوعدك اني هجيلك حقها .
نظر احمد لمديحة وجدها جالسه صامته دموعها على صفحات وجهها وعلامات الحزن تكسو وجهها، فتقدم منها وجلس امامها على ركبتيه ومسك يدها وقبلهم بحنان واردف: مالك ياأمي ساكته كدة ليه؟
رفعت له وجهها والدموع بعينيها واردفت بإنكسار: مش هتسيب رغد بعد اللي حصلها.... مش كدة؟
احمد بلهفه: قبل مأسيبها أسيب روحي .
ثم تابع بحزن وندم: وبعدين اللي حصل لرغد لو كان حد لو ذنب فيه.... فيبقى انا ... انا اللي معرفتش احافظ عليها وأحميها زي ما وعدتكوا يوم ما دخلت بيتكم وبقت مراتي .
نظرت له بإمتنان على كلماته ورفعت يدها على رأسه بحنان .
وهنا دخلت منه بلهفه واتجهت نحوهم وتحدثت بقلق: فارس، احمد ...اللي سمعته دة صحيح ... رد يا فارس اللي قولته دة بجد؟
فارس بحزن: ايوا يا منة حصل..... ممكن تهدي بقى عشان الجو مش ناقص .
منة بحزن وزهول ممزوج بندم وهى تحدث نفسها: انا السبب، انا السبب!!
رفع أحمد رأسه فاجأه ونظر لها في زهول وتوجة الباقي لها بنظرهم .
احمد بعدان توجه اليها ووقف امامها يتحدث بتسأل وزهول: انتي السبب ازاي يا منة؟!
يتبع الفصل العاشر اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية أزمة منتصف الحب" اضغط على اسم الرواية