رواية بحر اسيا البارت التاسع 9 بقلم منة العدوي
رواية بحر اسيا الفصل التاسع 9
مفيش طلاق هيحصل يا حازم
نظر له الجميع فمنهم الغاضب ومنهم المصدوم ومنهم الحزين..
ليزفر حازم بضيق مردفا..اي الكلام ده يا جدي..انت عارف كويس اوي احنا اتجوزنا ليه
ولكن الجد لم يهتم لحديثة واردف بنبرة هادئة..وانا قولت مفيش طلاق
وقف حازم وهو ينطق بغضب..از..
لكنه لم يكمل حديثة عندما وقف الجد وضرب بعكازه الارض قائلا بصراحه..بطل كلام فاضي وتعالي ورايا علي اوضتي عايز اتكلم معاك شويه لوحدنا..ولم يترك له الفرصه للرد وتركه وذهب
نظر في اثره وزفر بضيق ونظر الي حبيبه التي كانت شاردة ومن ثم تركها وذهب خلف جده
-كانت حبيبه تجلس شاردة والدموع متلألئة في عيناها..هو للدرجادي انا وحشة عايز يسبني..دا لما جدوا قال مفيش طلاق اضايق..ياااه للدرجادي انا حمل كبير عليه..بس لا انا مش هبقي حمل علي حد اكتر من كدا وطلاقي منه هيحصل
اما في الداخل كان الجد يجلس علي فراشه وهو يسند بيده علي العكاز الي ان سمع طرقات علي الباب ليردف بهدوء وهو لم يتحرك..تعالي يا حازم ادخل
فتح حازم الباب ودخل وهو ينظر لجده دون اي تعبيرات..
ولكن قطع ذلك الصمت حديث جده عندما رفع وجهه ونظر له وهو يقول بابتسامه..اقفل الباب يا حازم وتعالي اقعد جنبي
دون اي حديث اغلق الباب وذهب واخذ كرسي موضوع في الغرفة ووضعه امام الجد وجلس عليه لينظر لعينه عن كثب وهو صامت..
ابتسم الجد بلطف واردف بنبرة حنونه..ساكت ليه
دقق النظر في وجهه واردف بحيرة..والله انا مش عارف انت بتفكر في اي..صمت لحظه لياخذ نفس عميق ويكمل بهدوء..ممكن اعرف رافض ليه اننا نطلق
بتحبها
عقد حاجبيه باستغراب من سؤاله لينطق ب..اي اللي انت بتقوله دا يا جدي..احب مين
اردف الجد ساخرا..دا علي اساس انك مش عارف يعني..ولا هتستعبط عليا
ظل صامتا قليلا ليعتدل في جلسته و يتحدث قائلا..حبيبه..حبيبه انا بحبها بس زي اختي
ابتسم وهو ينظر له بطرف عينه..يا واد عليا انا الكلام ده
توتر حازم قائلا بتلعثم..في اي يا جدي انت محسسني اني عيل صغير
طيب عينك في عيني كدا وقولي انك مش بتحبها
يا جدي ا
هاا قولت بص في عيني..انتظر القليل من الوقت لكن مازال لم ينظر في عينه ليبتسم وهو يكمل..مفكر اني مش عارفك..انت لو الحاجة دي مش بتحبها ولا علي هواك كنت هتفضل رافض تعملها..بس عشان انت بتحبها فوافقت
هز كتفيه وهو يقول بابتسامه..عادي ممكن حب اخوات..خايف ان حياتها تدمر فقولت انقذها
كان عندك كذا حل تاني تنقذها بيه غير الجواز..لكن انت عشان بتحبها فقبلت علي طول بالجواز
ليضحك قائلا بسخرية..واي يعني بحبها وهي مش بتحبني..هي معتبراني اخوها بس
ربط علي ظهره بحنان مردفا بابتسامه..وانت اي عرفك انها مش بتحبك..يمكن مكسوفه او يمكن خايفة تجرحها او الظروف اجبرتها متعترفش..ممكن اعرف برضه ليه انت مثلا مش اعترفت
عشان خايف تجرحني او تبعد عني وتكون مش بتحبني..ليتنهد مكملا..وفرق السن..انت ناسي ان بيني
وبينها ١٣ سنه
وزي ما بينت لنفسك الاسباب هي كمان ليها اسباب..حيائها..كسوفها..خوفها انك تكسرها..والظروف
دخل بعض الامل له ليبتسم وهو يقول بسعادة..يعني ممكن تكون بتحبني بجد
هز الجد راسه في ايماءه بسيطة وعلي وجهه ابتسامه
ساد الصمت بينهم دقائق الي ان نطق الجد ب..انت هتستني خمس شهور..بكدا انت هتتاكد منهم انها بتحبك..وعشان كمان كلام الناس نخلص منه
حازم بابتسامه..تمام يا جدي
بعد مرور وقت..
-كانت تتحدث بصراخ وهي تقول..ممكن تفهمني هنستني ليه الفترة دي كلها
كان يجلس علي الاريكة بكل راحة وهو يضع قدم فوق الاخري ويسند ظهره للخلف ليردف بنبرة باردة..والله زي ما جدي قال هنستني خمس شهور كمان عشان كلام الناس
-تحدثت حبيبه وهي علي وشك البكاء..وانت من امتي بيهمك كلام الناس..هاا من امتي..بس ماشي يا حازم هستني خمس شهور..لكن بعدها هتطلقني علي طول
القت بتلك الكلمات وركضت سريعا الي غرفتها حتي تترك لدموعها العنان بعد ان اغلقت باب الغرفة
..........................................................
"كانت جالسة امام شرفة غرفتها وهي تنظر للخارج وتري قطرات الماء تتساقط من السماء..فهما في فصل الشتاء..لتنظر الي الجيتار الذي تمسكه في يدها بابتسامه حزينه..لتعود وتنظر من النافذة وهي تضم الجيتار الي صدرها وتترك لدموعها العنان
"شددت من احتضان الجيتار لتقبله وهي تردف من بين دموعها..وحشتني اوي..هفضل كدا لحد امتي مستنيه..للدرجادي هونت عليك انك تسبني..انا موقفة حياتي عشانك..بقيت كئيبة دايما مبقتش بتكلم مع حد..كنت دايما بضحك دلوقتي ابتسامتي اختفت..هفضل مستنياك لامتي
"هل لكل شئ نِهايَه
بالطبع..الجميع يعرِفُ هذا
اذا اين نِهايَة الفُراقْ حتي انتظركَ هُناك"
"اسندت راسها علي زجاج النافذة ومازالت الدموع تهبط علي وجنتها..يارب انا بعد دا كله لسه عندي ثقة انك هتجمعني بيه في الحلال..يارب انا تعبت
"اغمضت عيناها لتضحك ضحكة بسيطة ساخرة وهي تتذكر ذلك اليوم عندما عادت الي منزلها..
فلاش باك
-بعض الطرقات الخفيفة علي الباب..لتنظر الي الامراة الطيبة التي تجلس امامها نظرة استغراب..مين ده يا خالتوا اللي بيخبط دلوقتي
نظرت لها مردفة بحيرة..والله مش عارفة يا ليل خليكي هنا هروح اشوف مين
وقفت تلك الامراة ذات الوجه البشوش لتضع الحجاب علي راسها وتذهب حتي تري من الطارق
لحظات حتي فتحت الباب لتقف مكانها وهي تنظر للطارق بصدمه..ا..اسيا بنتي..لتاخذها في احضانها وهي مشتاقة لها والدموع تنهمر من حدقتيها معبرة عن سعادتها
"احتضنتها اسيا بابتسامه باهتة حزينه وهي تردف ب..ماما وحشتيني اوي
وانتي اكتر يا بنتي..اخرجتها من احضانها وهي تسحبها من يدها واغلقت الباب وهي تقول..تعالي يا حبيبتي ادخلي زمانك تعبانه من السفر
-دخلت مع والدتها لتري ابنه خالتها ليل..التي فور ان راتها ذهبت لها سريعا حتي تحتضنها وهي تردف بسعادة عارمه..عااا اسيا وحشتيني يا كلبه البحر
بعد مرور وقت من السلامات وتعويض بعض الشوق لبعضهم
-نظرت ليل الي ابنه خالتها وهي تردف بفرحة..بت يا اسيا عارفة..عندي خبر هيطيرك من الفرحة
"حاولت اسيا رسم الابتسامه علي وجهها حتي لا تعرفهم شئ..اي هو يختي قولي
-صرخت ليل وهي فرحه من اجل ابنه خالتها..عاا..مفيش خطوبه من حازم..حازم اجي لحد هنا واعتزر مننا وقال ان كل شئ قسمه ونصيب وانه هو اتجوز بنت عمته..غمزت لها قائلة..ايوا يا عم يعني كدا حبيب القلب يقدر يتجوزك
"ظلت تنظر لها دون اي كلمه لتضع وجهها بين راحتي كفيها وهي تبكي قائلة..اااه يارب بعد اي..خلاص بحر مفيش..بحر خلاص كدا انتهي..بحر مش بيحبني ولا هيحبني
-انتفضت ليل علي بكاء اسيا وذهبت لها سريعا واحتضنتها وهي تربط علي ظهرها قائلة بحنان..هش اهدي يا روحي حصل اي طيب
"بحر خلاص انتهي من حياتي يا ليل بحر طلع مش بيحبني كنت كل الفترة دي مجرد تسليه لوقته..القت بتلك الكلمات وركضت سريعا الي غرفتها مغلقة علي نفسها باب الغرفة
باك
"خرجت من افكارها علي طرقات الباب لتاذن للطارق بالدخول وهي مازالت علي وضعها
-هتفضلي كدا لحد امتي يا اسيا..يا حبيبتي ارحمي نفسك..كانت تلك الكلمات تخرج من ليل التي تظهر علي وجهها علامات الحزن الجليل علي حزن ابنه خالتها
"تحدثت اسيا وهي مازالت علي وضعها..لحد لما يجي اليوم اللي ربنا يجمعني بيه
-يا بنتي حرام عليكي ا..
لم تكمل حديثها عندما قاطعتها خالتها وهي تردف بهدوء..اه وبعدين
"فتحت عيناها ونظرت الي مصدر الصوت وهي تقول..ماما انا..
قاطعتها والدتها التي تردف بنبرة صارمه غير قابلة للنقاش..وانا مش هفضل كدا ببص علي دمار بنتي وافضل ساكته.. وعشان يكون في علمك في عريس جاي يتقدملك انهاردة وهتوافقي عليه غصب عنك
"يا ماما..
صرخت بها بغضب..بلا ماما بلا زفت..انا مش هفضل كدا اتفرج علي دمار حياة بنتي..انتي اتقدملك عرسان كتير وكلهم رفضتيهم وكنت بسكت عشان مش عايزة ازعلك..لكن دلوقتي لا..دا عريس كويس يبقي جارنا راجل طيب وعارف ربنا وهيقدر يحافظ عليكي وهتوافقي عليه..لتخرج من الغرفه ولم تدع لها فرصه للرد
-ولكن فجاة صرخت ليل بفزع...اسياااا..لاااا
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية بحر اسيا" اضغط على أسم الرواية