رواية أقبلني كما أنا الفصل العاشر بقلم فاطمة الزهراء عرفات
رواية أقبلني كما أنا الفصل العاشر
لم تستوعب مكية مالسبب الذي حدث ليحيى وتراه يتشنج الي أن أستكان جسده، رمشت بعينيها وهتفت بقلق: آآ.. يا دكتور
ثم مالت على ركبتيها وأدركت ماذا تفعل كأسعافات أولية لحالات التشنج بدأت في فرد جسده ثم فكت زرين من أزرار قميصه وخلعت نظارته الطبية وساعته والحظاظة الدائم أرتدائها
لتحرك جسده بلطف على جانب واحد لمساعدته على التنفس، وبدأت تربت على كتفه برفق كأنها تطمأنه، همست لنفسها: طب أنا دلوقتي أمشي ولا أقعد لحد مايفوق
تنهدت بهدوء بعد أن حسمت أمرها بالبقاء فربعت ساقيها وجلست تنظر له، خلف كل البرود والأستفزاز هذا الضعف لم تدري بالربع ساعة التيمرت علمت بأنه نائم من أنتظام أنفاسه نهضت
وتوجهت بقدميها الى غرفة نومها فأمسكت بزجاجة عطر ثم خرجت من الغرفة ورشت القليل على راحة
كفها وقربته من أنف يحيى ولكن لم يستجيب لها أو يحدث اي حركة فوضعت الزجاجة جانبا وقربت
أصبعيها وضغط عظمة أنفه ولكنه لم يفق أيضا فهمست لنفسها بقلق: يارب أعمل ايه؟.. يا دكتور فوق
أعادت مكية جسد يحيى نائم على ظهره ونهضت ثم أمسكته من قدميه بصعوبة، أردفت بنبرة جدية: لازم أفوقك
حاولت رفع قدميه وجاهدت بصعوبة بالغة لتصعد على الأريكة وهى مستمرة بالأمساك بقدميه لتكون وضعية يحيى بأن ساقيه مرفوعة لأعلى ومن
صدره الى رأسه في الأرض ثم ثبتت ساقيه على الأريكة وعادت لتجلس على الأرض
نظرت له مكية وحول رأسها علامات أستفهام كثيرة، رفعت كف يدها لتنظر بالساعة وجدتها قد أوشكت على العاشرة والنصف غمغمت بقلق: اهلى زمانهم قلقانين عليا
شعر يحيى بثقل برأسه ليفتح عينيه ويغلقهما بألم لاحظته مكية فأمسكت بزطاجة العطر ورشت مجددا على أصبعها وقربته من أنفه
فأبعد رأسه بألم وفتح مقلتيه لتظهر رماديتها همست مكية بتوتر : آآ.. حضرتك كويس؟
حاول يحيى تذكر ما حدث ولكنه فشل فرك في مقلتيه وقال بتساؤل عندما رأى ساقيه موضوعة على الأريكة: انتي ايه اللي عملتيه ده؟
فأعتدل وجلس بالأرض متكأ على طرف الأريكة، واصلت مكية الحديث بخجل ممزوج بجدية: لما أغمى عليك كنت بحاول أفوقك.. وكل الطرق فشلت فأضطريت ان أرفع رجليك عشان الدم ينزل على راسك وتفوق
مسح يحيى على ذقنه ثم قال بنبرة جادة: طب قبل ما يغمى عليا عملتلك حاجة؟
رمقته بعدم فهم وردت عليه بحيرة: حاجة زي ايه؟
حدق بوجهها وقال بنفاذ صبر: يعني انا لما دخلت البيت كنت بهلفط في كلام وبتهز وبعدين أتشنجت وأغمى عليا.. في حاجة تانية عملتها فيكي انتي عشان انا مش فاكر حاجة خالص
هزت مكية رأسه بحيرة أكبر من ذلك الحديث فقالت بنفي قاطع: لأ مافيش حاجة تانية غير اللي قولته
ضم يحيى ساق واحدة لصدره والأخرى مفرودة على الأرضة وهز رأسه ثم قال بهدوء: متشكر لتعبك بس كان مفروض انك تمشي.. النوبة لما
بتجيلي بعد ما يغمى عليا بتقلب بنوم.. كنت هفوق بعدين.. أتفضلي امشي زمان أهلك قلقانين عليكي انا هبقا أخلي طلباتي كلها في النهار
أومأت مكية برأسها وأردفت بجدية: انا عملتلك كل اللي قولت عليه
رد يحيى عليها بنبرة فاترة: انتي بتدرسي في طب؟
أبتسمت مكية وهزت رأسها بنفي وقالت بهدوء: تمريض.. مجموعي ماجبش طب
أستنشق يحيى هواء وزفره على مهل ثم قال بشرود: هتخلي الواحد يشتهي المرض
لم تستوعب مكية جملته فهتفت بأبتسامة: نعم!
تدارك يحيى ما قاله ليتابع بجدية مغيرا للموضوع: أمشي عشان اهلك ميقلقوش عليكي اكتر من كده.. ومحدش يرمي عليكي بالكلام انك جاية بيتك متأخر
نهضت مكية من الأرض والأبتسامة لم تفارق وجهها لتلتقط حقيبتها وأدارت جسدها ولكن ألتفت له وقالت بهشاشة: حمد لله على سلامتك
أشار يحيى على الوردة الموضوعة أسفل أذنها بغيظ: مابحبش حد يقطف الورد بس عشان حلوة عليكي انا مسامح فيها
وكأن مكية اول مرة لها في الحياة تسمع كلام جميل لها مما سبب لها الصدمة فتابع يحيى برفع أصبعه وأشار على الباب بسخرية: أهلك هيولعوا فيكي
أقتربت مكية من الباب وفتحته بهدوء وخرجت بعد أن أغلقته بسعادة جلية حتى أنها لم تدلف بالمصعد وركضت على السلالم بفرحة وعندما فتحت باب شقتها أمتعض وجهها وتوقفت بجمود
صرخت بها هالة بغضب: كنتي فين؟ هو مش الكورس يخلص الساعة تمنية كنتي فين كل الوقت ده
أبتلعت لعابها بتوتر فردت بتعلثم: آآ.. كانت أخر محاضرة عشان كده الدكتور أخرنا
تابع أشرف الصراخ بصرامة: أسمعي يا مكية.. مافيش كورسات تنمية بشرية تاني.. ركزي في كليتك وبس
أومأت رأسها بموافقة ولم تق بأي كلمة أخرى تجنبا لسؤالها، ثم أكملت مودة بأستفزاز: امال جاية منشكحة والأبتسامة من الودن للودن ليه؟
أبتسمت مكية مجددا بعد أن تذكرت اليوم وقالت بفرحة: أصل الدكتور أدانا positive energy (طاقة ايجابية) كانت حصة جميلة بشكل.. عن أذنكم بقا هروح أحضر حالي لأوى يوم ليا بجامعة الإسكندرية بكرة.. تصبحوا على خييير
أوقفتها هالة بأمر: أستني كلي حاجة طيب
أردفت مكية بفرحة وقالت بحماس: هغير هدومي وانا هحضر بيض وجبنة
ثم توجهت لغرفتها تحت نظرات التعجب من أسرتها بعد فترة خرجت بيبجامة جميلة وأعدت الطعام وتناولته مع شقيقتها مريم التي أصرت على أنتظارها وبعد أنتهائها كانت ستدلف لغرفتها
أوقفتها مودة وأرادت أستفزازها كما أعتادت بقول: بقولك
لمست مكية على وجنة شقيقتها وقاطعتها بأبتسامة: انا فرحانة يا مودة ومعوزاش حاجة تعكنن عليا مودي.. يلا تصبحوا على خير
نبشت مودة الوردة من رأس أختها بسخرية: مين جبهالك دي
حدجتها مكية بغضب ثم قالت بضيق: كلامك بيلمح لحاجة يا مودة وأنا مش عاوزة أتعصب عليكي.. هاتي الوردة
أخذتها منا ثم دلفت لغرفتها وأغلقت الباب خلفها بأبتسامة ونظرت لنفسها بالمرآة وضعت الزهرة مكانها ثم تذكرت جملته: هتخلي الواحد يشتهي المرض
همست لنفسها بالمرآة: اول مرة في حياتي كلها حد يقولي كده.. يالهوي.. بس.. بس يا مكية عيب كده ماينفعش
فبدأت بالرقص والقفز على الأرضية بسعادة
...................
كان يحيى ممدد على الفراش مستمع لصوت القفز من مكية فنطق بسخرية ناظرا للسقف: انا اللي جبته لنفسي اني اسكن تحت.. بس كل ده الصبح هيطلع عليكي
أدار جسده ووضع الوسادة فوق رأسه وحاول النوم.
..................
في الصباح أستيقظ يحيى على صوت هاتفه ألتقطته من فوق الكوميدينو وأجاب بحشرجة: نعم يا بابا
هتف عاصم بنبرة غاضبة: انا مش قولتلك لازم تبات في الڤيلا
أعتدل يحيى ثم فرك في عينيه وتابع بضيق: يا بابا انا لسة صاحي من النوم ومش مظبط الكلام لما أفوق هبقا أكلمك سلام
أغلق هاتفه وألقاه على الفراش ثم توجه للحمام ولكن لاحظ بأن السقف يقطر قطرات مياه، جز على أسنانه بوعيد: الله عليكي يا مكية وعلى اللي هيحصلك مني.. كان نفسي أكون محترم معاكي بس بتصرفاتك دي بتستفزي البلطجي اللي جوايا
ثم أغتسل وخرج من شقته بملابسه المنزلية بنطال وتيشرت أخضر ليقوم بشراء شيء ويعود مجددا الى شقته
...................
بالشقة التي فوقه أستعدت الفتاتين بالذهاب الى مدرستهن وسبقهم أشرف، اما مكية عندما أيقظتها والدتها تحدثت بنوم: المحاضرة الساعة ١٢ يا ماما لسة قدامي كتير ودلوقتي الساعة ٧ ونص.. هنام شوية
ربتت على شعرها وردت عليها بنبرة جدية: أبقي حضري الفطار مع نفسك يا مكية.. أنا رايحة بيت جدك
فتحت مكية مقلتيها وقالت بقلق: دلوقتي.. في حاجة حصلت؟
أومأت هالة رأسها ونطقت بحزن خفيف: جدك تعبان وجدتك مشحتفة نفسها من العياط هروح أشوفهم
فركت مكية في عينيها وهمست بهدوء: سلميلي عليهم.. والف سلامة عليه
عاودت هالة النظر لها بتوجس ثم أستطردت بحذر: ايه رأيك تيجي معايا وبالمرة أبقي أمشي مع ندى بنت خالك
رمقتها مكية بضيق وقالت لها بهدوء قاتم: لأ يا ماما انا هنام شوية وبعد كده هروح الجامعة أنا وتسنيم صحبتي ومن فضلك ماتضغطيش عليا
أومأت برأسها وخرجت من غرفتها ومن الشقة بالكامل، نهضت مكية لأنها علمت بذهاب النوم من عينيها أغتسلت وتوضأت وصلت وهمت بتناول فطورها سمعت رنين الجرس أعتقدت بأن والدتها
نست شيء فتحت الباب لتتفاجأ بيحيى ينظر لها ببرود رمشت مكية وأردفت بدهشة: في حاجة؟
رفع يحيى حاجبه ثم ربع ذراعيه وأستأنف بسخرية: الأتفاق
لوت فمها بضيق ثم نطقت بعدم صبر: أفندم.. أحضرلك الفطار؟
أبتسم بسخط ورد عليها بنفس نبرتها: العفو.. الحمام بتاعكم بينقط مية على الحمام بتاعي
رمقته بحدة وكانت سترد عليه ولكنه كان الأسرع بالهتاف بحدة: مش مصدقاني صح؟.. انا هوريكي اذا كنت كداب ولا لأ.. تعالي
ثم أمسكها من رسغها وجذبها، هتفت به بغضب: أستنى.. أنت بتعمل ايه.. الباب هيتقفل ومش هعرف أدخل
ترك يحيى رسغها وقام بخلع التيشرت خاصته لتشهق مكية وتضع كفيها على وجهها عندما رأته عاري الصدر تابع يحيى وضعه عند الباب وأغلق عليه فيسهل لها فتحه عند عودتها
أمسكها مجددا ونزل بها الى طابقه ودلف للداخل وهى تعترض ولكن لم تستطع الفرار رفع رأسها لسقف الحمام وقال بغضب: انا كده كداب.. لا بقولك ايه فتحي عيونك دي
صاحت مكية بخجل وحدة في آن واحد: ألبس اي حاجة عيب كده
ألتقط بيده البورنس وأرتداه وقال بأمر: شايفة السلم ده والرولة دي والجردل ده
نظرت مكية لترى فعلا بسلم حديدي وفرشة وجردل محتوي بالدهان فعاودت النظر له بتساؤل ليرد عليها ببرود: هتدهني السقف حاجة ساهلة يلا بسرعة
وهم بالخروج أمسكت رسغه وقالت بحدة خفيفة: ليه أن شاء الله.. انا هبقا أقول لبابا يجيب سباك لكن ماليش في حمامك
أفلت يدها وخرج ثم قال بأستفزاز عندما قلدها: موافقة يا دكتور على الأتفاق .. وده وعد مني.. أشربي بقا
توجه يحيى لغرفته وقام بأرتداء ملابس للعمل لم يتأخر في الوقت وعندما أنتهى عاد إليها ليجدها
واقفة على السلم بحرص شديد ويد ممسكة به واليد الأخرى تقوم بطلاء السقف لم يمنع هذا من بعض القطرات التي على وجهها سمعت بتصفيق
يحيى وصوته الساخر: براڤو أنتي كده شاطرة كملي باقي السقف عشان أنا خارج للشغل
نظرت له من الأعلى ورأته مرتدي ملابسه الأنيقة وعيناه الرمادية فقالت بتهكم: يعني أنت عندك شغل وأنا اللي ماعنديش جامعة مثلا؟!
مد لها يده الممسكة بالمفتاح ووضعه على الحوض ثم أجابها بأستفزاز: انا لسة مافطرتش ممكن أأمرك بكده.. بس كفاية عليكي ده.. سلام يا بازوريكسيا
أمتعض وجهها بعدم فهم ثم قالت بحيرة: بازوريكسيا!! يعني ايه؟ انت بتشتمني؟
رفع يديه للأعلى بسخرية وأردف بتهكم: انا ماشي واياكي ثم اياكي تفتحي نت هعرف
خرج أمام أعينها لتهتف بحنق: مســـتـــفـــز هو فاكر نفسه اشتراني عشان حتة اتفاق.. بس انا الغبية
ثم أستأنفت عملها بدهان السقف حتى أنتهت ونظفت المكان وقبل أن تخرج رأت الزهور الكثيرة
الجميلة قطفت واحدة وهمست باستخفاف: سوري بقا يا يحيى
وخرجت وأغلقت الباب خلفها بالمفتاح وصعدت مجددا للشقة أبتسمت عند رؤية تيشرته ففتحت الباب وأخذته ودلفت للداخل وتابعت حتى غرفتها طبقته ووضعته بجانب القميص الأول
أردفت مكية بسعادة: جنب أخوك يا حبيبي
أغلقت الدرج أسفل الدولاب ونظرت لنفسها بالمرآة وهمست بعشم: هو ممكن يعني انه يحبني؟
ثم هزت رأسها وأيقظت نفسها من الأحلام الوردية قائلة بتنهيدة: فوقي يا مكية الفرق بينكم كبيير اوي.. ايه اللي يجبره انه يحب ويتجوز واحدة زيي.. ده عيونه ملونة وشكله حلو لازم ياخد واحدة شبهه
أبتسمت بشرود ثم تذكرت أثر حرق نار على صدره فرأته المرة الأولى عندما خلع قميصه وغير لجرحه مطت شفتيها بفضول كأنها تريد معرفة السبب ثم أستعدت لتغير ثيابها لتذهب لجامعتها ثم ذهبت مع رفيقتها الوحيدة
.....................
في مزرعة (عاصم القاضي)
عندما وصل يحيى وبخه والده لعدم مبيته في الڤيلا ولكنه لم يعبأ وغير مجرى الحديث على لطفي ليتفقوا جميعهم على الأكتفاء بطرده من
المزرعة وأمروا الحراس بعدم دخوله ثم أكمل كل منهم عمله بالمزرعة والتفقد بها
صف في سيارته وترجل منها مستعدا لدخول ولكن منعه أفراد الأمن قائل بجدية: ممنوع حضرتك تدخل دي أوامر عاصم باشا
رمقه لطفي بغضب ثم هدر به بإنكار: أنت أتجننت ازاي تكلمني كده.. ده انا هخرب بيتكم
تكلم الأخر بلهجة حادة نسبيا وأعاق حركته: زي ماسمعت.. عاصم بيه امرني بكده وأحنا كلنا بنشتغل عند عاصم بيه
صرخ لطفي بحنق ثم لكز الشاب بحدة لكي يدخل ولم يزيدهم الا أصرارا على منعه بادر لطفي بالصراخ والسب واللعن عليهم ليخرج عاصم ويحيى وفارس على أثر الصوت العالي، هتف
عاصم بغضب: ايه الصوت العالي ده
ركض في إليه وقال بحزن مصطنع: رجالتك عاوزين يمنعوني يا عاصم يا أخويا
تكلم يحيى بنبرة برود: دي حقيقة يا عمي.. انت مش هتدخل هنا تاني.. بعد ما عرفنا المواد المسرطنة اللي بتدخلها على الزرع من ورانا
تابع عاصم بتأيد للرأي: انا عملت حساب لعضم التربة ومابلغتش عنك أكتفيت بطردك من المزارع بس
أستمع لطفي لهم والشرر يتطاير من مقلتيه وكان سكمل صياحه، أوقفه يحيى بأمر: نورت يا عمي.. بـــرااا
جز على أسنانه وكان سيرد فأسرع عاصم بالحديث: سلام يا لطفي
أبتسم لهم بأستفزاز ثم أستقل سيارته وأنطلق مسرعا ليضرب بيديه على مقود السيارة وصاح بغضب ممزوج بوعيد: والله فلوسك يا عاصم لأخدها منك ومن يحيى.. والله لقتلكم
....................
أردف فارس بأبتسامة عريضة: وقطعنا جذور الشر
جلس يحيى بجواره وتابع بتساؤل: نتائج التحليل اللي خدتهم الشرطة لسة ماظهرتش؟
أومأ فارس بأبتسامته الراضية: شوية انا هروح بنفسي وأشوفها.. خف أنت على الدكتور
رمقه يحيى بغضب وأستعد لسبه فأوقفه عاصم بحدة: أنا عاوز أعرف أنت ليه مُصر تبات برا الڤيلا.. يابني انا خايف عليك لاحسن النوبة تجيلك وتكون لوحدك
أبتسم يحيى وشرد قليلا بليلة أمس ثم قال: بتدبر يا بابا.. ماتشلش انت هم
نظر لفارس بضيق ثم خبط كف على أخر وخرج من المكتب وتمتم على مضض: أنا ماشي
خبط فارس على كتف يحيى بمزاح: ايه الحكاية
هز يحيى رأسه بشرود ثم قال بعزم: انا اللي هروح أشوف التقارير.. سلام يا فارس
ثم سار في خطوات أمام أعين فارس المندهش، أسرع يحيى بأستقلال سيارته ثم شرد قليلا
*فـــــلاش بـــــــاك*
بعد انتهاء يحيى من القاء المحاضرة توجه الى المكان الذي يؤلمه ويعمل شرخ بقلبه المكان الذي تربى ونشأ على كره، جلس على سيارته وأستمر بالنظر على الأرض بتركيز منذ خمسة عشر سنة
دائم الذهاب إليه لا يذهب أسبوع إلا وكان قد زاره شرد يحيى بثقل ثم أحس بصداع رهيب في رأسه أدرك بأنه سيخوض بالنوبة فأدار سيارته وتوجه بصعوبة الى بيته وأ٦شى عليه لتكمل مكية أفاقته
*بــــــــاك*
زفر يحيى بثقل وهمس لنفسه بكره: ربنا ينتقم منكم
........................
وصلت مكية بالجامعة وسط أستقبال حافل بينها وبين الطلاب وطميعهم مهللين لها ومبتسمين الكثير طلب ألتقاط صورة معها بعد السلام والتهاني جلست مكية هي ورفيقتها تسنيم
التي حدثتها بدهشة: ياسمين صبري يا ناس
أبتسمت مكية بحزن ثم قالت بهدوء: أنا فين وياسمين صبري فين وآآ
قاطعت مكية فتاة أخرى بأبتسامة مشرقة: أنا بعشقك جدا ونفسي أتصور معاكي
أعتدلت مكية وردت عليعا بحبور: ده شرف ليا يا حبيبتي.. أنتي أسمك ايه بقا
أجابتها الفتاة بمثل أبتسامتها: ماريا ألكسندر ومعاكي في الدفعة
ثم أخرجت هاتفها وألتقطت معها صور لتتحدث تسنيم بأبتسامة: الحمد لله ربنا بعتك لينا.. أحنا بقا مانعرفش حاجة خالص هنا
جلست بجوارهم ماريا وردت بابتهاج: ماتقلقوش هقولكم على كل حاجة
دققت مكية النظر بها ثم قالت بتلقائية: انتي قمر يا ماريا
أراحت ظهرها للخلف لتقول بمزاح: عشان ماما اسبانية
حدقت الفتاتين بعا بصدمة لتكمل ماريا بجدية: أتصدمتوا ليه بابا مصري أتجوز ماما وهى اسبانية بس عاوزين الحق أنا عمري ماروحت أسبانية ولا حتى أعرف اتكلم اسباني غير بسيط جدا.. يلا بقا نتصور اصل انا مجنونة سيلفي
...................
في الطريق توقف يحيى عن القيادة عندما رأى طفل تخطى العامان جالس يبكي ترجل من سيارته وأقترب من الطفل لينحني له ويطمأنه بهدوء: أهدى يا حبيبي.. هجبلك ماما وبابا؟
آجهش الطفل بالبكاء وظل يردد بصياح: بابا
حمله يحيى وتساؤل بفضول وهو يحرك رأسه للجانبين: ايوة يعني بابا سابك هنا وراح مكان مثلا يشتري حاجة؟
ثم عاود النظر عليه وبدأ يفتش بجيوبه وقال بضيق: مافيش رقم موبايل ولا اي حاجة اعرف اتواصل مع اهلك بيها حطوها في جيبك.. ازاي
يسبوك كده هما فاكرين العيال لعبة ولا حاجة منتهية الصلاحية عشان يرموك بالشكل ده وآآ... ايه ده؟
لمح يحيى بحظاظة رمادية ملتفة مرتين حول رسغ الطفل قرب يده الصغيرة ليتأكد مما جعله ينصدم
وزادت صدمته عندما سمع صوت يصرخ خلفه بحدة: بدر.. يا بدر
تلقائيا ألتفت يحيى لذلك الصوت كان سيف يهرول لهم ثم أخذ أبنه وقال وهو يلهث: بدر حبيبي.. كنت فين وجيت آآ...
لاحظ يحيى للتو فهتف بإنكار: أنت!
يتبع الفصل الحادي عشر اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية أقبلني كما أنا" اضغط على اسم