رواية في عصمت صعيدي الفصل العاشر 10 - بقلم إسراء محمد أمين
رواية في عصمت صعيدي الفصل العاشر
في فيلا عبد الحميد
تستيقظ و هى تشعر بالام يكاد يفتك براسها بسبب بكائها طوال الليل عيناها حمراء و منتفخة لتحرك عنقها يمين و يسار في حركة لفك تشنج الرقبة و هى تتاؤه بخفوت و تمسك رأسها و تمسدها بخفة تنهض من السرير موجهه الى الحمام تؤدي روتينها اليومي ثم تخرج لترتدي ثيابها لتتذكر حديثه لها أمس لتدمع عيناه و لكن سرعان ما نفضت راسها لتختار رغما عنها اكثر ثيابها احتشاما بلوزة خضراء باكمام طويله و بنطال جينز طويل و واسع تبعا للموضة لا تعلم أهي تريد أن تثبت له خطاه و خطا حديثه ام تريد أن يراها هكذا لتتغير أفكاره عنها ثم ترفع شعرها على شكل كعكة فوضوية ثم نزلت للاسفل تسال الخادمة عن والدها فاخبرتها انه بمكتبه لتتوجه إليه و تدق على الباب ثم تفتحه و هي ترسم ابتسامة على وجهها و وتصنع المرح : حبيبي بيعمل ايه في المكتب مش احنا في إجازة و لا ايه
ليضحك عبد الحميد : لا يا حبيبتي متخافيش انا بس كنت بعمل مكالمة مهمه ليكمل بعدها مقترحا : ايه رايك نخلى سعدية تجهز الفطار و نخده و تفطر برا في الارض بتاعتنا
دانة قائلة بحماس: ايه ده واوو احنا عندنا ارض
عبد الحميد متسائلا: اه يا حبيبتي هو بدر مورهالكيش و انتوا بتتفسحوا و لا ايه
تتبدل ملامحه للحزن و. الغضب عن ذكر اسمه لتغير مجرى الحديث قائلة : لا ..تكمل بابتسامة لم تطل عيناها : طيب يلا بينا بقا
ليبتسم والدها لها و هو ينهض و يلا يا حبيبتي و يضع ذراعه على كتفيها و يخرجوا
*************************
في منزل الحاج محمدين كانوا يجلسون لتناول الإفطار وسط مشاغبة حنين لمصطفى و غيظه لها و خناقتهم الطفولية و ضحك الوالدين محمدين و جليلة كان يجلس هو شارد الذهن متجهم الملامح ليلاحظه والده فيساله : مالك يا بدر
ليختطفه من افكاره فيجيبه : مفيش يا حاج لينهض واقفا مكملا : انا رايح الارض بقا عايزين حاجة
حنين بسرعة و لهفه. : ثواني يا بدر
ليلتفت لها متسائلا بعينه فتكمل بتوتر : ااي عبدد الرحمن هيجي انهاردة عشان في حاججات ممش فاهماها لينظر لها فترة بتقييم ملامحها و يحاول ثبر اغوارها في نظرات غامضة ليقول بعدها : ماشي بس يكون حد قاعد معاكوا مصطفى أو امى
لتومأ له سريعا بفرحة : حاضر فتنهض و تقبل وجنته قائلة : شكرا
ليبتسم لها و يذهب مكملا طريقه ليقاطعه هذه المرة والده قائلا: بدر انت مش خارج انهاردة مع دانه
لتعود ملامحه لتتجهم و الغضب مرة أخرى و يخرج حديثه غاضب دون إرادته : لا هو انا شغال عند الهانم و انا معرفش انا ورايا شغل و مش فاضي الدلع الماسخ ده
لتحتد نظرات والده و هو يصيح : ولد احترم نفسك و انت بتتكلم
لبخفض رأسه خجلا و يذهب لوالده و يقبل رأسه قائلا باعتذار : انا اسف يا بابا مكنش قصدي انا بس عندي ضغط في الشغل عشان بقالي يومين. مروحتش و كده
ثم يقبل يده فيربت والده على كتفه بحنان قائلا : ربنا يقويك يا بني يبتسم له و يلقي التحية و يغادر تحت نظرات والده الغامضة
*************************
كانت تقف في الحمام تحاول غسل الملابس كما علمتها صباح على الغسالة العادية كانت حالتها تبدو مزرية فكانت ترتدي عباءة منزلية من والدة احمد الواسعة جدا عليها فهي لم تجلب معاها ملابسها ذات الماركات العالمية و الموضة و احمد لم يستطع أن يجلب لها اكثر من قميص منزلي جميل و بيجامة بيتية رائعة لكنه وعدها انه عندما يقبض مرتبه سيحضر لها المزيد و كانت العباءة مبللة بل غارقة بالماء بسبب الغسالة و شعرها الذي لم تتمكن من عمله في تسريحة جميلة كعادتها بسبب انشغالها الشديد في أعمال المنزل التي القته صباح على عاتقها بعد أن كانت اميرة في منزل والدها لا تقم باحضار كوب الماء حتى لنفسها
ترفع يدها لتزيح حبات العرق عنها و صباح جالسة في الخارج امام التلفاز لتصيح بصوتها العالي المزعج: يا رغد يارغد فين الشاي
لتخرج لها رغد و الإرهاق و التعب واضح على معالمها : حاضر بس ثواني اشيل الغسيل
لتصدر صباح صوت من بين شفتيها يدل على تهكمها و سخريتها : كل ده لسه مطلعتيهوش......طب يلا يختي خلصي
لتومأ لها رغد بخنوع فهي امام احمد تعاملها بحب و حنان شديد اما عندما يخرج من الباب تظل تامرها باشياء كثيرة فلا تستطيع أن ترتاح و لو قليل
عند ذهابها للمطبخ مرة أخرى يقطع عليها طريقها صوت خبطات على الباب لتذهب تفتح الباب لتصدم و تتسمر مكانها عندما ترى والدها و والدتها و معهم ضابط لتجحظ عيناها من المفاجأة
******************************
دلف الحجرة الجلوس مع زوجة خالها جلس ينتظر نزول معشوقته التى أسرت قلبه فهو يود لو يقبل الرياضيات و المواد كلها لأجل لحظاته مع حبيبته الصغيرة ذهبت السيدة جليلة لتحضر له مشروب حينما دخلت حنين الحجرة و هى تحتضن الكتاب و تنظر للاسفل بخجل فتهلل ملامحه فرحا و عينيه تلمع لمعتها الخاصة بها وحدها يتكلم بابتسامته الأسرة : تعالي يا حنين
لتذهب و تجلس على الكرسي المجاور له فيبدأ بالحديث : عاملة ايه
تجيب بخجل و توتر من قربه منها : احم الحمدلله وانت
ليبتسم ابتسامة واسعة: دلوقتي في أفضل حال الحمدلله
لتبتسم بخجل و تقول : طب يلا مش احم هتشرحلي ليومأ بتأكيد و يأخذ منها الكتاب و يبدأ في الشرح فتاتي. والدتها بالقهوة و تضعها أمامه و بعض الفطائر قائلة بابتسامتها الودودة : يلا بقا عشان تركزوا و فطاير جليلة هتنور مخكم
ليضحك عليها عبدالرحمن و هو يقول بابتسامة: تسلم ايدك يا مرات خالي
بينما تضحك حنين بخفوت ليعود للشرح مرة أخري بينما جليلة ذهبت للمطبخ مرة أخرى بعد فترة لتنظر للطعام الموجود على شعلة النار كي يطهى وبعد فترة من الشرح هي كم بدت فاتنة و هى غبية هذا ما اتي في بال عبد الرحمن عند رويته لنظرة الغباء الطفولية الموجودة بعينها و هي تفتح فمها فتحة صغيرة ببلاهه و ذهول ود لو ينفجر ضاحكا على مظهرها و لكنه خسر جرحها أو حزنها فاكتفى بإبتسامة تذهب الباقي من عقل تلك الحنين المذهولة من معلوماته و لباقته قائلا : ايه يا حنين مش فاهمه ايه بالظبط
لتنظر له بذهول هل افتضحت أمامه لتقول كاذبة بطفولية و كبرياء لذيذين و انف مرفوع : احم لا طبعا انا فاهمه كل حاجة
لم يستطع كبت ضحكاته عليها و يقول : طب اشرحي لي المسائلة دي تاني
لتنظر له بغيظ لما دائما يحارب كي يحرجها فتقول من بين أسنانها و ابتسامة صفراء : مش انت فاهمها
عبدالرحمن بابتسامة. و تسلية : طبعا.
لتكمل بنفس نبرتها : خلاص افهمهالك ليه
ليحاول عبد الرحمن التحدث بجدية و صرامة زائفة : عارفة يا حنين لو مبتطلتيش دلع و ركزتي هتتعاقبي ده غير اني هقول لبدر على فشلك
تنظر له بحقد و غيظ طفولي ثم تحاول جذب عطفه فتقول ببراءة زائفة و عيون متسعة : اهون عليك يا عبد الرحمن انا والله ذكية بس هي المادة اللي وحشة
يتنهد بعشق فتكاد تذهب عقله هذه الجميلة البريئة قائلا بصوت خافت بعد الشىء : لا يا تعبة قلبي
لتنظر له بصدمة و خجل قائلة في نفسها : اكيد مش قصده حاجة أو انا سمعت غلط
*************************
كانت دانه جالسة مع والدها و الخادمة في الارض و هي تنظر حولها و لكنها شاردة في أفكارها ليربت والدها على كتفها برفق : مالك يا حبيبتي سرحانة في ايه
تلتفت له بابتسامة مغتصبه : و لا حاجة الجو حلو
ليقطع حديثهم محمدين و هى آتى من بعيد بابتسامة : يا مرحب يا مرحب و انا تقول الأراضي كلتها منورة ليه
ليضحك عبد الحميد و هو ينهض : اهلا بيك يا عجوز ..اكيد اللي منور الارض دانه مش انا
لتبتسم لهم دانه و تنهض لتحيي محمدين فيقول محمدين و هو يربت على يدها : طبعا نورها هي حد قالك أن انت
ليضحكوا جميعا و يجلس بجانبهم محمدين يتصل به بدر فيجيب : ايوا يا ولدى ....لا انا قاعد مع عمك عبد الحميد في أرضه .....طب تعالى و هات الورق
كانت دانه تستمع الي الحوار و عندما علمت بقدومه نهضت لترحل يوقفها والدها : رايحة فين يا دانه
دانه : عادي يا بابا هتمشى شوية
عبد الحميد: استنى يا حبيبتي لما تيجي سعدية عشان متهويش
لتضحك دانه : ايه يا بابا هو انا طفلة متقلقش عليا يا حبيبي ثم تلتفت لتذهب لتصطدم بيد القادم من خلفها الذي تفاجئ بوجودها فكان يعتقد أنه والده و عبد الحميد فقط لينظروا لبعض دقائق هي تنظر له بحزن و غضب و عتاب و هو بغضب مماثل و بعض الندم و الاشتياق ثم تلقي التحية و ترحل دون أن تلتفت له ثانية لينظر في أثرها ثوانى ثم يلتفت لهم يلقي التحية بابتسامة مجاملة ثم يجلس بجانبهم بعد فترة يقول عبد الحميد:. متعرفش يا بدر ايه اللي حصل لدانه من ساعة اخر مرة خرجتوا مع بعض و هي بتعيط و سرحانه علطول
ليشعر بغصة في حلقة عند معرفته ببكاءها ليقول منهي الحوار : لا يا عمي
عبد الحميد مبتسما : تعرف يا بدر انا عارفة أن دانه دلوعة زيادة عن اللزوم بس ده أنا السبب فيه لم كانت مع والدتها في الحادثة الحمدلله ربنا كتبلها عمر جديد بس دخلت في صدمة طفله في سنها شافت حادثة مروعة زي دي و كمان خسرت امها فوديتها عن دكاترة كتير و قعدت فترة كبيرة تتعالج و بعد كده وعدتها اني تعوضها عن كل حاجة و خسارتها لامها فكنت بدلعها جدا ما هي وحيدتي و حبيبتي و مفيش حاجة اهم منها في حياتي. كانت كل حاجة تعوزها اجبها تشاور عليها بس تبقى عندها لغاية ما بقت دلوعة و حساسة اوي اي حاجة ممكن تجرحها و تزعلها كانت عيناه تدمع و هو يتحدث أما بدر فكان بداخله بركان فهو جرحها و احزنها أشفق عليها كثير كل هذا يحدث لطفلة في عمرها و هو كان يزيد الطين بلة كما يقولون بداخله ندم و حزن يكفي العالم إن توزع لكنه اكتفى بايماء صغيرة و اخذ الاوراق من والده و ذهب كان والد دانه ينظر في أثره مطولا بغموض و تفكير
كان يسرع في خطاه و ينظر حوله عسى أن يراها و لكنه لم يراها حزن بشدة و اسرع خطواته بغضب و هو يدخل الي مكتبه
يتـبـــــــــــــــــــــــع الفصل الحادي عشر اضغــــــــط هنا
الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية " رواية في عصمت صعيدي " اضغط على اسم الرواية