رواية المهندسة نور البارت العاشر 10 بقلم وفاء الغرباوي
رواية المهندسة نور الفصل العاشر 10
انت عارف انك جواك نور وظلمة..بس انت بتختار الأقرب ليك فيهم
اخترت النور ..هتلاقى النور فى حياتك كلها
بس لو اخترت تعيش مظلوم وان الدنيا جت عليك
الظلمة هتلازم حياتك
فتش عن نور قلبك لان ببساطة قلبك دليلك
رجع كريم والده محمود البيت.. محمود بيفكر
يا ترى كريم هيقول له ايه؟
او هيكون رايه ايه في اللي حصل معاه؟
هيتعامل معاه ازاي ؟
هيسامحه ؟
ولا هيرفض وجوده فى حياته ؟
كل الأسئلة دى بتدور فى عقله،
هو اختار طريق بدايته كانت صعبه ونهايته شوك مع ابنه.
قرر انه يستنى وما بيفتحش كلام مع كريم لحد ما يشوف رد فعله، دخل محمود وقعد بس كريم فضل ساكت وما تكلمش..
كريم اتحرك من مكانه قال له
: عن اذنك يا بابا هاطلع أغير عشان ارتاح عشان عندي شغل بالليل.+
سكت سكت محمود وما يعرفش يرد وقال له
: اقعد شويه كريم انت مش عايز تسال عن حاجه؟
وقف كريم لحظتها وقال له
: انا عمري ما اقدر احاسبك يا بابا ولا افتح محكمه أكون قاضي فيها، انا متاكد ان اللي حصل زمان كان له اسبابه ، وظروفه، او ما كانش في الوعي الكامل او تلاقي واحد صاحبك او حد قريب ليك ينصحك رغم ان الموضوع مش محتاج نصيحه ، محتاج اللي اتعلمنا في الدين نطبقه في حياتنا.
كمل كريم كلامه وهو واقف بحزن
: انا مش هلوم عليك ولا اقدر ااوم عليك حضرتك والدي وانا سندك، دائما اللي بيغلط ويكون عنده الشجاعه اللي يعترف بغلطه ويطلب من الناس تسامحه وربنا يسامحك بتغير للاحسن اتمنى انك تكون كده يا بابا .
عرفت ان اللي حياتك قبل كده كان فيها حاجات غلط ودلوقت بتفكر تخليها الافضل.
وقتها تكلم محمود وقال له
: يا ابني ما تبقاش اكرم مني، صحيح انا سميتك كريم لان وقت ما ربنا يعوض علي بيك ربنا كان كارمني جدا بكل حاجه وعشان كده ما حسيتش ان باعمل غلط.
وسكت شويه وقاله
: يعني انت مش زعلان مني يا كريم ؟
رد كريم بضعف وحزن
: والله يا بابا انا حتى لو زعلان هاعمل ايه؟
كفايه الصوره اللي انت بقيت فيها قدام نفسك مش قدامنا ، دي كفايه عليك ، والندم هو اللي بيغسل الذنوب . ربنا هو اللي بيغفر مش احنا البشر ما حدش عارف مين هيموت قبل مين يا بابا ، بس وقت الموت يا رب يكون عملنا صالح ، ويارب احنا نموت على على خير وعمل طيب ، افتكر دلوقتي يا بابا بتعمل لي اخرتك رجع الحقوق لاصحابها ، وانصر المظلوم
خلص كريم كلامه وساب والده ويتحرك ناحيه غرفته، دخل قعد وحط راسه بين يديه، قلب حزين ،مكسور الاب دائما مش ولي امر بس، ده مثل اعلى كان شايفاه .
ودلوقت فجاه ما بقاش في مثل أعلى، الصوره اللي كان رسمها في خياله لوالده كان شايفها حلوه، جميله
لكن الصوره دي كانت ستار لحاجه اسوء، رفع ايده الى السماء، ودعا
:يا رب يا رب قويني على اللي جاي
و راجع بضهره نام على السرير في دنيا ودوامه ثانيه
*****
دخلت نور وياسمين البيت ، لاول مره تفتح البيت تحس انه ظلمه رغم النور قايد في كل مكان بس ظلمه.
باباها مش موجود .. لما كان بيقول لها يا نور وينادي عليها كان بيملى البيت بصوته نور ودفا.
من يوم وفاة مامتها وهي حاسه ان باباها كل دنياتها ، النهارده لاول مرة تحس بطعم الوحدة..
نادت ياسمين بصوتها العالي فوقتها من أفكارها
: واحنا مش هنتعشى النهارده يا بنتي؟
رديت عليها نور من غير نفس
:يا ست المطبخ عندك شوفي الاكل اللي تحبيه جهزيه
: طب وانت يا نور مش هتيجي معي ولا اى
ردت نور وهى بتشاور بايدها وفى طريق المطبخ
: لا انا ما بعرفش اجهز عشاء ، بابا اللي كان بيعمل كل حاجه عارفه يا زغلول عارفه
شخطت فيها ياسمين وصرخت بصوت عالى
: ما تبطلي تقولي زغلول بقى احنا لوحدنا
انا ياسمين فاهمة ...بنت ولا مش شايفة
استغربت نور همومها المفاجى وكملت ياسمين
: عايزه اقول لك حاجه بقى يا ستي نور لو ناديت على زغلول ثاني هاقول لك يا بكيزه زي الدكتور ما بيقول عليك
تجاهلت نور كلامها وبدات تحكى لها
: انا كنت بقف جنب بابا وهو كان هنا يطلع الاكل بيعمل لي الاكل
بتلف في المطبخ بتوري زغلول باباها كان بيعمل عشانها ايه بس وقفت فجاة
بس بابا مش موجود يا ياسمين ،انا هاعمل اللي وبقيت لوحدي؟
ساعتها عنيها دمعت لاول مرة قدام ياسمين تشوف دموعها وياسمين كمان دمعت عشان ده قالت لها
: يا حبيبتي احنا جنبك انا استحاله اسيبك احنا مع بعض لاخر العمر وكل العمر يا نور انت بس اوعى تسيبيني، لان لو سبتيني انا اللي حموت مش هيبقى لي احد في الدنيا ، هارجع لحياه انا مش حابه ان اعيشها فى بيتنا.
البنات الاثنين حضنوا بعض، قعدوا يعيطوا، كل واحده بتعيط على اللي فيها، على حياتها اللي فاتت وحياتها اللى جايه بس ما يعرفوش ان دي أقدار و مكتوبه علينا لازم نشوفها
رجعت نور لاصلها لو دقيقه وقالت لى زغلول
:انت جاية تنكدي علي ولا جاية تفرحيني
ضحكت زغلول بالدموع
: والله انا ما انا فاكره انا جاي ليه، انا كل اللي انا باعمله من يوم ما شفتك وانت شفتيني عشر مرات تضربيني ومره تطبطب علي، ارسي لك على حل يا ست
ضحكوا والبنات و جهزوا العشاء واتعشوا حان وقت النوم كل لوحده راحت على غرفة
******
دخلت نور غرفتها وكانها فتحت المغاره ،دخلت جوه بير مالوش قرار ، وبدات نور تبكي على اللي فات وعلى اللي جاي وراحت فتحت مذكرات مامتها بدات تكتب فيها ، كانها بتكلم مامتها وتحكى معاها
: يعني يا ماما ابقى من غير امه وكمان من غير اب؟
انا تعبت يا نور تعبت من اني اكون نور
انا نفسي ابقى نورسين البنت الجميله الشقيه الرقيقه بس للاسف من يوم ما قريت مذكراتك وانا قررت ابقى نور... نور جواها نور والله حاسه ان بقى ظلمة
والامتر احساسي ان الناس بقت تكرهني، او فعلا بتكرهني من الصوره اللي انا رسمها لها
سكتت نور مش عارفة تكتب اى او تعبر عن اللى جواها
وزى ما يكون مامتها بتسالها
:مالك يا نورسين سكت فجاة ليه؟
اترددت ان تتكلم وبعدين قالت
:انا عايزه اقول لك سر يا نور
فاكره يا نور لما كتبت في مذكرات عن اول مره شفتى فيها صلاح حصل لك وقتها اى
خليه سر بيني وبينك يا نور انا لما شفت كريم النهارده حصل لي كده ويا ريتني اقدر اقول
انا خايفة اوى يا ماما، خايفة أتوجع قوي يا نور
انا مش قد الوجع ..
نور توجع اه ..لكن تتوجع لا لا
وقفلت نور المذكرات وراح في نوم عميق جدا
*****
في وسط جنينه مليانه ورد لقيت نور نفسها لبسه فستان جميل لونه موف ، واسع وبتلف حوالين نفسها، وعلى راسها تاج ورد بتلف على كل الورد تمسك الورده دي وتسيب دى ،عجبتها وردة حمراء، مسكتها جرحت ايديها، قعدت تعيط فجاه لقيت واحد واقف قدامها بيديها منديل، اخذت المنديل من غير ما تشوفه وبتمسح دموعها، لفت المنديل على ايديها ، قدم لها ورده ثانيه لونها ابيض وقال لها
:تعرفي انت اجمل من الورده البيضاء وكمان الورده الحمراء اللي في يدك
انت احلى من كل الورد اللي في الجنينه ...انت احلى ورده انا شفتها في حياتي.
نور مش مصدقه الكلام اللي بتسمعه، فتحت عينيها لقيت كريم واقف قدامها
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية المهندسة نور" اضغط على أسم الرواية