رواية أحببت خادمتي الفصل العاشر بقلم ندى محمود
رواية أحببت خادمتي الفصل العاشر
" لا تدمن التفكير لأن الله وليُّ التدبير ، ولا تقلق من المجهول وكل شئ عند الله معلوم ، طمئن قلبك المؤمن فأنت في عين الله الحفيظ الذي عطاياه لا تمنعها السدود.♥️
دلف الي القصر بوجهه الخالي من التعبيرات وبخطوته الهادئه الي بعض الشئ .. اخذ يبحث بعينيه عنها حتي وقع نظره عليها وهي تختبئ خلف انتصار وعلامات الذعر علي وجهها .. اقترب منها وسرعان ما امسك يديها مما جعلها تضع يدها الاخري علي وجهها كمحاوله ان تدافع عن نفسها ... شدها برفق وابتعد عن والدته وظل ممسك بيدها وهو يقول بهدوء مخيف ..
_" كنتي فين .. "
ترقرقت عينيها بالدموع وحولت نظرها الي احمد الذي كان يتابع الامر من مكانه واخذ ينقل إليها الاطمئنان بنظره .. فأغمضت عينيها وهي تتنفس سريعا ودموعها تتسابق علي من يهبط فيهم اولا .. ولكن افاقت من غفلتها علي صوته العالي نسبيا وهو يقول ...
_" اييه .. مسمعتيش .. بقولككك كنتيي فييييننن .. "
اردفت بتلعثم وهي تقول ..
_" هقولك بس عشان خاطري متضربنيش .. "
اجابها باندفاع وهو يتحدث بضحكه خبيثه قائلا .
_" انااا ... انا برئ والله يا بنتي .. "
هدأت قليلا من بسمته واردفت وهي تجمع شجاعتها وسرعان ما اخذت تقص عليه جميع ما حدث ..
فأردف الاخر بهدوء مخيف قائلا ..
_" طيب .. نفترض ان احمد مكنش موجود .. واخوكي مسكك .. وطبعا كنتي لما هتروحي هتاخدي علقه محترمه .. وكده او كده .. هتتجوزي جدنا الكبير اللي قد ابوكي .. وياعيني شبابك هيضيع معاه صح ولا لأ .. "
ابتعدت قليلا ولكن كانت قبضته علي يديها بشده تمنعها من الابتعاد وهي تقول ..
_" صح .. "
كاد ان يضربها ولكن كانت قبضة احمد تمنعه من ذلك وهو يقول بحده ..
_" ادهم .. كل شئ بالعقل يتحل .. وافتكر انك ملكش الحق انك تضربها .. "
ابعد يدهِ من يدهُ بعنف وهو يقول بسخرية
_" صححح .. مااليش حقق اني اضربهااا .. " فتابع بصوت عالي قائلا ..
_" بسس هيي لييهاا الحق انهاا تهرب. .. مشش كدههه . .. وانا اللي بحاول اوفرلها طرق الحمايه من كلل ناحيه .. مع ان قعادها في القصر هناااا .. ده في حد ذاته مصيبه لوحدهاا. .. صحح ولاا لأ .. "
_" اهدي يا ادهم .. انا فهمتها والله وزعقتلها وهي خلااص مش هتعمل كده تاانيي .. '
ولكن قطع حديثهم صوت احد الحراس وهو يقترب من "ادهم" قائلا ..
_" استاذ ادهم ... في حد سلم لينا الورقه ديه ومشي .. وقالي اجيبها للأنسه عشق .. "
_" مقالكش هو مين . "
اجابه الاخر بنفي ..
_" لا يا باشا .. "
اومأ له بالموافقه وانصرف الاخر .. بينما هو قام بفتح الورقه واخذ يقرأ مضمونها الذي كان ينص علي ..
_"كنتي مفكرة انك لما تهربي مش هنعرف نجيبك صح. .. طب عايزة اقولك يا حلوة ان بالكتير اوي .. حبيب القلب هيكون في السجن وهتشرفي انتي جمب عريسك في الكوشه .. بس ساعتها .. محدش هيرحمك من ايدينا .. " ( اخوكي ذياد .. )
احتقن وجهه بالدماء وسرعان ما امسكها من شعرها وهو يصرخ في وجهها قائلا ..
_" شوفتي غبائك ده وصلناا لفيينن ... هااااه .. شوفتي .. "
ابعده احمد عنها وهو يصرخ في وجهه هو الاخر قائلا ..
_" قولتلك اهديي بقييي مش كل حاجه ضرببب .. "،ّ
ثم اخذ يلتقط أنفاسه وهو يقول بهدوء ..
_" اهدي بس وخلينا نفكر بالعقل .. ايه اللي المكتوب في الورقه .. "
مد يديه بغضب قائلا ..
_" اتفضل شووف .. "
وبالفعل اخذ منه الورقه واخذ يقرأ ما فيها وسرعان ما وضع يديه علي جبهته وهو يتنهد بيأس واخذ يرمق ذالك العشق بنظرات ناريه تكاد تقتلها من حدتها مما جعلها تدخل في نوبة بكاء مرة اخري "
تنهد بغضب وسرعان ما انطلق الي الخارج ولكن قبل ان يخرج اردف قائلا ..
_" خليك هنا يا احمد معاهم متتحركش لحد ما ارجع " ثم انطلق الي الخارج بعد ان امر احد الحراس بتزويد احد اطقم الحراسه علي القصر ..
بينما بالداخل ..
اردف احمد بعصبيه قائلا ..
_" عاجبك انتي كده يا ست هاانم صح .. "
وضعت أظافرها في فااها وهي تقول بدموع قائله ..
_" انا اسفه .. "
_" وهيفيد بإييه اسفك ان شااء الله .. "
ازداد بكائها فأردفت انتصار وهي مشفقه علي حالها قائله ..
_" خلاص بقي يا احمد .. مش انتَ وادهم عليها .. هي بس دماغها ديه مودياها في دهيه .. "
ثم قامت بالنداء علي " ندي " وسرعان ما تقدمت نحوها قائله .
_" أيوة حضرتك .. "
_" عايزاكي تاخدي عشق وتخليها تاخد حمام حلو وتنام .. " ثم وضعت يدها علي صدرها بمعني ...
_" عشان خاطري "
اومأت لها بالموافقه وجاءت لتمسك عشق ولكنها نفضت يدها منها قائلا ..
_" اوعي .. ماتمسكينيش .. كل اللي بيحصل ده بسببك .. "
ولكنها ذعرت عندما سمعت صراخ احمد قائلا ..
_" برضوو ماافيشش فاايدهه ... اتفضليي اعتذريي .. "
اخذت تصرخ هي الاخري قائله ..
_" يووووههه ... اناا اسفه .. يلااا. . "
وامسكت يدها وانطلقا الاثنان الي الاعلي ..
***
بالجانب الاخر لدي شيرين
كانت تجلس علي فراشها ... تضم قدمها الي صدرها وذقنها علي ركبها .. دموعها تنساب دون اي تعبيرات علي وجهها .. عيناها تتحرك في كل انش بالغرفه .. كأنها تراه يقف امامها .. وابتسامته الساحرة بالنسبه لها علي وجهه .. ابتسامه حلت وجهها هي الاخري ..
ولكن سرعان ما عبست عندما وجدت ملامح وجهه تنكمش رويدا رويدا حتي اصبح الغضب هو ثياب وجهه ... اغمضت عيناها سريعا عندما رأته يتجه اليها وسرعان ما اخذت بالصراخ الحاد كأنه يضربها الي حد الموت ..
دلفت سريعا الي الغرفه والدتها عندما استمعت الي صراخها وسرعان ماقتربت منها واخذتها داخل أحضانها ... .. ولكنها استمرت بالصراخ في صوت اعلي ..
دلف أبيها هو الاخر بفزع وكان سيقترب منها ولكن توقف عندما سمع صياح زوجته وهي تقول ..
_" رووح هاات حقنه مهدأه بسرعه ياا محمود .. "
وبالفعل انصاع اليها ودلف الي غرفتهم وفتح صندوق صغير معلق بالحائط به كل الادويه والكثير من الحقن ودلف إلي زوجته اللتي كانت سابقا تحمل لقب المشرفه علي الممرضات ..
امسكها والدها واخذ يتحكم فيها جيدا وسرعان ما قامت والداها بفرد زراعها وبدأت بقول" بسم الله" واعطتها إليها حتي سكنت بين ذراع ابيها .. واخذت بالبكاء الخفيف وسرعان ما غطت في ثبات عميق اثر مفعولها .. نهض الاثنان واتجهوا الي الخارج .. بينما تحدث "محمود" بعصبيه شديده قائلا ..
_" كل ده عشان سابته .. مش فاهم انا هو عامل فيها ايه والواد ده .. '
اردفت سحر بهدوء وحزن امومي ..
_" بتحبه يا محمود .. هنعمل ايه يعني .. ربنا بس يعديها علي خير لإن الايام الجايه شكلها هتبقي تعب اوي .. "
_" ولا تعب ولا حاجه .. مع الوقت هتنساه .. بس عايزك تجمعيلي حاجته عشان نوديهاله .. ليكش نخلص منه .. "
ثم اكمل بسخريه وهو يتجه للي غرفته قائلا ...
_" قال بتحبه قال .. حبها برص .. "
واتجه الي الغرفه وهو يكلم نفسه ..
***
بينما بغرفه عشق ..
قامت ندي بفتح الخزانه وأخرجت منها ملابس مناسبه لعشق ثم قامت بتوجه ناحيتها وهي تقول ..
_"يلا يا عشق .. ممكن تقومي تاخدي دش عقبال ماحضرلك الاكل .. "
أجابتها ببرود ..
_" مش عايزة اطفح .. "
تحدثت بابتسامه قائله
_" بس انتي مكلتيش حاجه من الصبح .. "
هبت من مكانها وتحدثت بحده قائله .
_" وانتي ماالكك .. اكل ولا ماكلش .. مالكيش دعوه بياا ... ثم انا عايزة اعرف .. انتي جايبه ريحة العقارب ده منين .. عماله تتمايعي وتضحكي .. وبتستعبطي .. وفي الاخر بتتكلمي ببرود كإن مافيش اي حاجه حصلت .. "
ثم اكملت ..
_" عايزة اعرفك انك خدااامهه .. هااه .. خدااامهه .. متجيش جنبنا اي حاجه .. "
ترقرقت الدموع في عينيها من اهانتها الشديده لها فتحدثت بهدوء مختنق بالبكاء قائله ..
_" انا مش خدامه يا ست عشق .. انا واحده كنت عايشه عااديه جداا .. ابويا بيصرف علينا وامي ربة منزل .. وانا لسه بدرس .. وفجأة .. ابويا مات وامي اضطرت تنزل تشتغل في البيوت بما انها معهاش شهاده .. جيت واتخطبت من ابن خالي اللي هو اسر اللي بيشتغل بواب للقصر ده هو وأبوه .. والظروف برضو اضطرتني اني اسيب دراستي و انزل اشتغل عشان اجمع فلوس جهازي .. واشتغلت في بيت قبل كده وبعديها اشتغلت هنا .. يعني انا مش جايه اتمايص ولا اضحك ولا استعبط زي مابتقولي .. وربنا يسهلها وننزل نجيب جهازنا وهتجوز وبعديها مش هتشوفي وشي تاني .. ولو انتي مفكرة اني بحب استاذ ادهم فتبقي غلطانه .. لاني مخطوبه لواحد لو قعدت من هنا للسنه الجايه امدح فيه ما هيكفي .. "
ثم مسحت دموعها واردفت
_" هحضرلك الاكل واخلي حد يطلعهولك واتمني تاكلي وتنامي عشان تعبتي النهارده .. "
وانطلقت سريعا الي الخارج ..
بينما هي .. لعنت نفسها بشده علي ما فعلته .. اعماها الحب ووضعها من الاناس الذين يظلمون .. نعم تحبه ومثل ما نقول " الحب من اول نظره .. "،
نعم ايضا .. ماهو شاب. .. وسيم .. يمتلك اكثر ما تتخيل .. ولكن ليس شأنها الان الماديات .. تنهدت بحزن وجلست علي الفراش بتعب .. وجدت بعينيه الغضب والكره اتجاهها .. ويكأنها عدوته الذي يحارب لتبتعد عنه. .. تعلم أنها اخطأت .. في اسلوبها .. ونظرت "لندي" نظره مبالغه فيها .. وهي بالاصل .. لم تفعل شئ .. او فعلت شئ بالنسبه لها ولكن لم يدَّعي لكل ما حدث ..
قرَرَت الابتعاد .. ليس بشكل كامل .. ولكنها قررت التجاهل ومحاوله نسيان هذه الفكرة .. هي بالاخير طفله ذات الخامسه عشر من عمرها .. وهو في اواخر العقد الثاني من عمره .. عزمت علي محاوله الابتعاد .. بقدر ما تحاول هي ..
****
اذن آذان الفجر معلننا بدايه جديده ليوم جديد .. عاد هو من الخارج وجد الجميع ذهب الي النوم ..
وهو ايضا صعد الي غرفته بتعب .. واخذ حماما دافئا لعله يهدأ من سير هذه الافكار .. لم تكمل لها يومان بالقصر .. وفعلت كل هذا .. ولكن ما ذا تفعل ان جلست مده اطوَل .. وبالنهايه .. عزم علي حلْ ولا يوجد غيره ... لكي يحميها من والدها واخيها .. نعم يعلم انه قد يكون به بعض الظلم في البدايه .. ولكن بالنهايه .. يوجد حرية الاختيار ..
ولكن ياتري ما هذا الحل الذي وجده ادهم ؟؟
****
أشرقت الشمس بنورها الساطع علي قصر الحسيني .. مداعبه بمواقف عديدة ستفاجئ البعض ..
كان الجميع حول المائده .. يتناولون طعام الافطار .. ولكن انتبهوا جميعا الي صوت ادهم الحاد وهو موجه حديثه الي عشق قائلا ..
_" خلصي فطارك وقومي إلبسي عقبال ما اروح مشوار وراجع .." ثم اكمل بتحذير ..
_" وانتي حرة لو رجعت وملقتكيش جاهزة .. "
ثم وجه حديثه الي احمد قائلا ..
_" وانت خد مكاني في الشركه لحد مارجع .. "
ألقي كلامه .. بل اوامره واتجه الي الخارج ..
بينما هي .. ترقرت الدموع بعينيها واردفت وهي علي وشك البكاء قائله ..
_" هو بيعاملني كده ليه .. "
حاوطتها انتصار بذراعها قائله ..
_" معلش يا حببتي .. بس برضو اللي انتي عملتيه ده ميصحش .. "
اردفت وهي تبكي قائله ..
_" طب ما انا اتأسفت اعمل ايه تاني .. "
_" معلش هو شويه وهيفك بإذن الله يلا روحي اجهزي عشان ميزعقش .. "
هزت رأسها بالموافقه وهي تمسح دموعها ثم نظرت الي احمد وهي تقول بتساؤل ..
_" هو انت متعرفش هيوديني فين .. "
نظر لها وهو بفاهه الطعام وسرعان ما وضع ظهر يديه علي انفه قائلا ..
_" أما ابقي اشم من علي ظهر ايدي هقولك حاضر من عينيا .. "
ابتسمت له ونهضت من مكانها واتجهت الي غرفتها سريعا لكي تبدل ملابسها ..
مرت برهه من الوقت وكانت انتهت من ملابسها وفتحت الباب واتجهت الي الخارج ..
كانت ستذهب الي المطبخ ولكن اوقفها صوت احمد وهو يقول بصراخ ..
_"عشششششقق .. استنييي .. "
استدرات اليه بفزع وهي تقول
_" حرااام عليك خضتني .. ايه فيه اييه ... "
_" سلامتك من الخضه ياا بيضهه .. "
نظرت اليه باشمئزاز وهي تقول ..
_" اللي يشوفك دلوقتي . ميشوفكش وانت كنت جنتل امبارح .. "
ثم امسكت يديه وهي تقلده ..
_" خلاص .. متزعليش .. ان شاء الله خير .. وبعدين يا بنتي اللي عايزه ربنا هيكون .. وصدقيني .. انا هفضل جنبك لاخر العمر .. "،
ثم اكلمت وهي تهز بيدها الاثنان وهي تقلده .. ..
_".خلاص متزعليش بقا "
وفي هنا انطلق احمد من الضحك عليها حتي ادمعت عينيه .. ثم توقف فجأه عندما نظرت له بفزع قائله ..
_" احمد .. انا مسحت دموعك .. "
ثم قامت بمسح يدها في قميصه قائله باشمئزاز مصطنع ..
_" يعععع ... ايه القرف دهه دلوقتي .. .. .. "
ثم اكملت بخيبه امل ..
_" انا لازم احط فيها ديتول لما اروح .. "
( رجعوا البارت التاسع ياجماعه هتلاقوا نفس الكلام 😂😂)
انطلق مرة اخري بالضحك حتي أتت انتصار وهي مبتسمه قائله ..
_" ربنا بسعدكم يارب .. كنتم بتضحكوا علي ايه .. ضحكوني معاكم .. '
_" لا مافيش يا طنط كنت بحكيله انجازاته مش اكتر .. " ثم اكملت وهي تتجه الي المطبخ ..
_" هروح اشوف ندي واجيلكم .. "
رفع احمد حاجبيه واردف بتساؤل ..
_" ايه اللي لم الشام علي المغربي يعني .. "
نظرت اليه واردفت قائله ..
_" وانتَ مالك .. "
واتجهت سريعا الي المطبخ ...
بينما بالحديقه ..
كان الاثنان يجلسان علي مقعد كبير امام بوابة القصر وامامه براد المياه وكوبان فارغان.. ثم اخذ يميل البراد لكي يصب الشاي .. واخذ يقلبه جيدا .. .. فتحدث اسر بابتسامه وهو يعطي الكوب قائلا ..
_" اتفضلي .. "
اخذته منه بابتسامة بحب قائله ..
_" شكرا .. "
اخذ الكوب الخاص به واستند علي ظهر المقعد وهو يقول بابتسامه قائلا ..
_" العفو يا ندوش . "
ثم ارتشف القليل منه واردف بتساؤل قائلا ..
_" عينك حزينه ليه .. ؟ "
نظرت له ثم اكمل هو قائلا ..
_" أو بمعني اصح .. كنت بتعيطي ليه ..؟ "
تحدثت بمرح وهي تقول ..
_" متخافش الشغل ماشي تمام .. "
ابتسم قليلا ثم ارتشف من الشاي وهو يقول ..
_" مش عايزة تقوليلي عشان متمشيش من الشغل مش كده... " القي اخر كلماته وهو ينظر اليها بطرف عينه ..
استندت بجبتها علي يديها وهي تتنهد قائله ..
_" صدقني مافيش حاجه ... "
وضع الكوب بجانبه وحوَّل جسده اليها وهو يقول بصوت عالي قليلا ..
_" طب بالله عليكي كده مافيش حاجه .. انتي مش شايفه منظرك ولا حتي عينك اللي فضحاكي .. "
ثم هدأ قليلا وأردف بهدوء ..
_" ليه يا ندي .. ليه مش بتحكيلي حاجه .. ليه مبشاركينيش همك .. انا والله بعمل كل ده عشان مصلحتك وعشان مش عايز حد يهينك او يقل منك ... وافتكري اني مش باخد اي قرار يخصك قبل مارجعلك. .. بس فعلا بزعل عليكي ومنك .. عليكي عشان بتقبلي اهانتك مقابل الفلوس في الاخر .. عارف انك هتقولي وانا بعمل كل ده ليه .. بس انا هقولك اني مطلبتش مساعده منك .. انا او عليا اتجوزك دلوقتي ومش مهم الشقه باللي فيها .. بس هرجع واقولك انك هتبقي عروسه ونفسك في حاجات زيك زي غيرك .. بس صدقيني والله .. انا بعمل اللي اقدر عليه عشان احاول اجمع فلوس .. " ثم سكت قليلا واردف بتساؤل ..
_" هو انتي بتحبيني ياندي .. "
نظرت له بصدمه من هذا السؤال .. ايعقل انه لم يعرف انها تحبه .. لا بل تعشقه .. احبت اهتمامه .. احبت حنانه .. احبت كل شئ فيه .. تدعو الله في كل سجده .. ان يبارك له ويوفقه .. ولكن افاقت علي صوته وهو يقول بسخريه ..
_" يااه يا ندي .. لدرجاتي اجابة السؤال صعبه كده .. "
ترقرقت الدموع بعينيها وهي وتقول ..
_" تعرف .. انا اول مرة اعرف انك غبي اوي كده .. "
نظر اليها بصدمة فأكملت ودموعها تنساب علي وجنتيها قائله ..
_" أيوة غبي .. عشان لما تسألني سؤال زي ... اا .. انت حب عمري يا اسر .. "
ثم ضحكت بخفه وهي تقول ..
_" ولا نسيت الجوابات اللي كانت بتتبعت وأبويا كان بيقفشها .. "
ضحك هو الاخر عندما تذكر هذه الايام وماذا كان يفعل لكي يكلمها .. "
الذهاب إلى الماضي ..
....
مثل كل يوم تقف ابنة الرابعه عشر من عمرها في الشرفه الخاصه بغرفتها وبيدها شعرها البني علي كتفها تقوم بعمله ضفيرة وهي تغني نشيدها المفضل وهي تقول ..
_" اللهم صل وسلم وبارك على احمد محمد نبى الهدى
اللهم صل وسلم وبارك على احمد محمد نبى الهدى
صلاة نفوز بها فى غد ونسعد بها ونكيد العدا بعد الحصا
والرمال بعد البحور
وقطر الندى بعد الملائكة
الأكرمين كذا الراكعين مع السجدا
اللهم صل وسلم وبارك على احمد محمد نبى الهدى .."
توقفت عندما وجدت جواب لونه ابيض علي الارض بعدما رُميَ عليها بالتأكيد من هذا المشاكس ..
اخذت تجول انظارها وتتأكد ان احد لن يراها .. ثم استندت بمرفقها علي السور و قامت بفتحه واخذت تقرأ ما فيه ..
_" لو مدخلتيش وقفلتي البلكونه دلوقتي اقسم بالله ماهعمل حاجه غير اني هزعل منك .. اومال انتي مفكرة اني هزعقلك واضربك والحوار ده .. انتي عايزة ابوكي يموتني .. انا لسه باقي علي الدنيا وعايز اعيش حياتي .. أيوة كده اضحكي خلي الشمس تطلع .. بس بجد ادخلي جوه عشان في عيل غلس عمال يبص عليكي .. وادعيلي ان ينجحني عشان ورايا امتحانات ... (بحبك ) اه وعلي فكرة صوتك وحش ..
"
وجهة نظرها الي الشارع وجدته يقف وهو ويشاور لها ان تدخل الي الداخل .. اخذت تأفف منه وهي تدخل الي الداخل تقول بغيظ ..
_" يابااي .. مبيكملش الحلو للأخر ابدا .. عيل غتت .. " ثم اكملت بتوهان ..
_" بس ايه . اجمل غتت في الدنيا .. "
وقامت برفع يدها الي السماء بدعاء قائله ..
_" ربنا ينجحك يا اسر يا ابن ام اسر ياارب .. "
ولكن استمعت الي صراخ اسر من الخارج وسرعان ما خرجت من الغرفه وجدت ابيها يمسكه من قميصه وهو يقول ..
:_" هتبطل امتي يااض الشغل ده هااه .. "،
ثم قام بضربه علي اعلي ظهره وتحدث مرة ثانيه قائلا ..
_" كام مرة اقفشك وانت بتبعتلها جوابات واطلعك هنا قودامها واضربك عشان تحس علي دمك وبرضو مافيش فايده .. "،
وضربه مرة أخرى .. بينما الاخر تحدث بألم من ضربه وهو يقول ..
_" مم .. ماهي يا جوز عمتي اللي واقفه في البلكونه بشعرها والواد حمدي بيبص عليها .. وقبل كده حذرتها من الموضوع ده .. "
_" ما انا شايفها وهي واقفه .. انت ايش حشرك انا عايزه افهم .. "
وضربه مرة اخري .. بينما الثانيه كانت تضحك بشده وصوتها يعلو رويدا رويدا ..
....
عوده الي الحاضر ..
...
أطلق ضحكه علي حركاته الذي كان يفعلها وأردف قائلا ..
_" ربنا يرحمه يارب .. "
ثم نظر اليها وهو يقول بمرح ..
_" عشان تعرفي بس اني كنت بضرب وبضحي عشانك .. "
اردفت هي الاخري بضحك قائله ..
_" اااه .. انت هتقولي .. "
وتعالي صوت ضحكاتهما معا ..
ثم اردف برجاء قائلا ..
_" عشان خاطري يا ندي .. ابقي شاركيني همك وتعبك .. انا هعدي المرادي ايه سبب حزنك .. بس هستني المرة الجايه تيجي تشكيلي من قبل اما اقولك .. اتفقنا .. "
نظرت اليه بابتسامه قائله ..
_" اتفقنا .. "
_" يلا اشربي الشاي بتاعك عشان برد .. "
جائت اليهم عشق ووقفت امامها وهي منكسه الرأس قائله بحزن وخجل من نفسها ..
_" تسمحيلي اتكلم معاكي شويه .. "
نهض اسر من مكانه وهو يقول ..
_" انا ماشي اصلا .. اتفضلي اقعدي براحتك .. "
وسرعان ما اختفي من امامهم ..
جلست بجانبها بحزن ووضعت يدها علي يد ندي وهي تقول ..
_" انا اسفه يا ندي .. انا عارفه اني افورت معاكي اوي امبارح .. ويمكن ربنا جابلك حقك لما اخويا لاقاني واتقابلت بمعامله وحشه من الكل .. بس صدقيني والله اخر مرة هتحصل ومش هتكرر تاني .. وتعالي نبدأ صفحه جديده ونكون صحاب .. "
ابتسمت لها الاخري وسرعان ما عانقوا بعض وبالفعل .. عناق يبين لها انها مخطئه ..
فأردفت عشق قائله
_" ادعيلي ربنا يعدي الايام ديه علي خير .. لان ادهم شكله مش طايقني خالص ..
_" متقلقيش .. سيبي كل حاجه علي ربنا .. وان شاء الله خير .. "
_' ونعم بالله .. "
ولكن وجدوا ادهم يخرج من سيارته ويقترب منهم وهو ينظر الي عشق من اعلاها الي اسفلها وهو يقول بحده ....
_" خلصتي .. "
هزت رأسها بنعم .. وسرعان ما حوَّل نظره الي ندي بابتسامه وهو يقول ..
_" ازيك يا ندي .."
قابلته هي الاخري بابتسامه قائله ..
_" الحمدلله .. "
نظر اليها قليلا مما زاد توترها وسرعان ما استأذنت وفرت من امامهم .. بينما امسك بيد عشق بحده وهو يقول .. _" يلاا .. "
وبالفعل اخذها وركب الاثنان السيارة وانطلقوا الي مصير لا يعلمه الي ادهم ..
***
كان يسير بالسيارة وهو يتخيَّل ردَّ فعل ذالك المجهول بهذا الخبر الشنيع .. اسيرفض .. او سيهرب .. ام ماذا سيفعل ..
ولكن افاق من شروده علي صوت عشق وهي تقول ..
_" هو انتَ زعلان مني ... "
نظر إليها بطرف عينه ولكنه لم يعلق وسرعان ما حوَّل نظره الي الطريق مرة اخري
_" عارفه اللي عملته امبارح مكنش ينفع واني عرضت نفسي للخطر بس صدقني واللهِ انا امبارح كنت اكتفيت من الكل ... والبركه برضو في احمد ماهو مسكني امبارح وهزقني جامد .. "
اردف ببرود قائلا ..
_" واللهِ ديه اقــــل حاجه يعملها "
نظرت إليه بدموع من معاملته الجافه وسرعان ما مسحت دموعها وبكفيها وهي تنظر له باعتذار قائله ..
_" انا اسفه .." ولكنه لم يعلِّق بعد ..
فأردفت بملل من وضعه قائله ببرود ...
_" انا عملت اللي عليا .. "
ولكن فزعت عندما وجدته يصفق بيده ويتحدث بسخريه ..
_" لا بجد عجبتيني .. برافو واللهِ... بذلتي اقصي جهد بأمانه .."
نظرت له بألم من فعلته ودموعها تنساب وسرعان ما نظرت الي الطريق بصمت ..
بعد مده من الوقت وقفت السيارة بمكان يشبه الحي الشعبي نظر لها وجدها تغط في سبات عميق ..
اخذ يهزها برفق وهو يهتف بإسمها قائلا ..
_" عـــــــــشــــــــــــق .. ياا ... عـــــــــــشــــــــــق "
تمللت من مكانها وهي تقول بنعاس ..
_" ايه .. في ايه .. "
نظر لها بسخريه قائلا ..
_" ايه في ايه .. في ان وصلنا ياختاي ...يلا انزلي .. "
لم تتفوه بحرف واعتدلت بجلستها ونظرت إلي المكان وسرعان ما فزعت من المنظر وهي تقول ..
_" لا بالله عليك .. بلاش ابويا لو شافني مش بعيد يموتني .. "
واخذت تنهار في البكاء ... نعم هو توقعكم .. فكان ذالك المكان ماهو إلا مكان منزلها .. مما جعلها بحاله من الفزع والهلع ..
فأردف هو بحده قائلا ..
_" يلا انزلي ومش عايز دلع .."
صرخت بوجهه وهي تقول ..
_" دلـــــــع ايه اللي بتتكلم فيه .. انت جايبني عند ابويا اللي عايز يرميني لواحد قده وعايزني اسكت .. ثم هدأت قليلا وتحدثت قائله ..
،_" عشان خاطري نمشي من هنا .. وبعديها اعمل اللي انت عايزه .. "
لا يمنع ان بكائها أثَّر به بشكل مبالغ .. فمن الصعب ان تجد فتاه تخشي من ابيها لهذه الدرجه .. ولكن سرعان ما نفض هذا الافكار وخرج من السيارة وسرعان ما فتح الباب الخاص بها وشدها بعنف وسار بها الي العمار الذي يقطن بها ابيها ..
وصل الي الشقه الخاصه بهم وسرعان ما اخرج من حلته منديل ورقي ومدَّ يده اليها وهو يقول بهدوء وكأنه ليس الشحص الذي كان من قبل ..
_" امسحي دموعك وبطلي عياط .. عايزك تتأكدي اني عمري ما هضرك .. "
وبالفعل مسحت دموعها ونظرت له بأمل قائله ..
_" يعني هروَّح معاك .. "
اردف بابتسامه قائلا ..
_" وهتفضلي لآخر العمر .. "
وسرعان ما ضغط علي الزر وماهي إلا ثواني ووجد ابيها يفتح الباب ..
_" السلام عليكم .. '
_" وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اؤمر .. "
_" الامر لله ياسيدي .. بس استسمحك ندخل جوه ونتكلم .. "
_" اه طبعا .. اتفضل .. "
اردف الاخر بابتسامه ..
_" يزيذ فضلك .. " ثم وجه نظره الي عشق اللتي كانت تقف خلفه خشيه من ان يراها .. واردف قائلا ..
_" يلا ياعشق .. سلِّمي على بابا
يتبع الفصل الحادي عشر اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"أحببت خادمتي" اضغط على اسم الرواية