رواية مات زوجها وتزوجت أخيه سيلا ومازن البارت الحادي عشر 11 بقلم نجلاء ناجي ورشا مجدي
رواية مات زوجها وتزوجت أخيه الفصل الحادي عشر 11
فى سيارة اسلام ...
الحاج رشدى بجمود : عايز اقعد معاك فى حته اعرف اتكلم فيها معاك براحتى .
اسلام بهدوء : تحب نروح البيت عندى ولا الشركة ولا النادى .
الحاج رشدى ينظر له بغضب مكبوت : بقولك عايز اتكلم براحتى يا اسلام .
اسلام متفهما : خلاص يا حاج ..
يتجه اسلام الى الشركة ويدخلوا الى غرفة الاجتماعات ذات الجدران العازلة للصوت ،ويطلب اسلام من السيكرتيرة عدم مقاطعته لاى سبب مهما كان .
اسلام : الحدران هنا عازله للصوت يا حاج ؛يعنى تقدر تتكلم براحتك يا حاج فى إيه بقى؟
الحاج رشدى وقد اطلق غضبه من مكبته :
-فى إنى أمنتك على أمانة ،وانت مش قدها .
يرفع اسلام حاجباه دهشة ولا يتحدث ،يكمل الحاج
رشدى فى غضب : فى إن الاستاذ نسي مراته ،نسي إنه متجوز ، وده ...
اسلام مقاطعا : والله يا حاج مخدتش بالى و...
قاطعه الحاج رشدى بصوت حاد واستنكار :مخدتش بالك انك متجوز سيلا!...عذر اقبح من ذنب يا اسلام ..
يهدر بصوته ويسأله : إيه طبيعة العلاقة بينكم؟
يصدم اسلام من السؤال ويبلع ريقة فى محاوله منه لايجاد اجابه عن سؤاله لا تزيد من غضبه : مراتى يا حاج .
قال تلك الكلمات فى محاوله منه ان تكون الاجابة سطحية قدر الامكان وفى ذات الوقت يرضى والده
الحاج رشدى : ولما هى مراتك ازاى تنساها ... ازاى متخصصش عربية بسواق ليها ؟ليه تسيبها تروح وتيجى الشركه فى مواصلات؟ هى مش مراتك برده
قال المقطع الاخير بصوت يدل على تهكمه وسخريته منه .
اسلام مندهشا : هى بتيجى مواصلات!
الحاج رشدى بسخريه اكثر وهو يشير له بيديه :
-شفت ازاى انت متعرفش حاجة عن مراتك . دا يدل انك مفيش يوم روحت الشركة معاها من بيتها . يعنى مفيش كلام بينكم.
اسلام غاضبا وقد ظن ان سيلا اشتكت للحاج رشدى : طب هى مقلتش ليه ؟ جت واشتكت لك ليه ؟
الحاج رشدى وهو لا يصدق ما يقوله اسلام الهذه الدرجه هناك فجوه بينهما ،يحاول تمالك اعصابه :
هى لا اشتكت ،ولا حتى اتكلمت ؛انا اللى سألتها واللى حسبته لقيته فعلا . ناسيها ومأهملها ويا عالم فى ايه تانى ؟
اسلام وهو يحاول امتصاص غضب والده عليه ،يدرك ان لديه كل الحق فيما قاله، وحقا لا يوجد حديث بينهما ،بل هو يتجنب الحديث معها ؛لا يعلم ماذا يرد عليه ،ايخبره بحقيقة ما يحدث ؟ ام يصمت ؟ايخبره بحقيقة ما يشعر به ؟ام يصمت ؟
العديد من التساؤلات والتى لايعرف لها اجابه دارت فى ذهنه فى لحظات سريعة ،ثم قرر ان يحتفظ بها لنفسه ويحاول ان يمتص غضب والده ..
اسلام : خلاص يا حاج زعلك على راسى ،اوعدك هخلى بالى من كل شىء ،بس متزعلش نفسك علشان صحتك . ماشى
الحاج رشدى وهو يتأمل وجهه اسلام ،يعلم ان هناك شيئا ما يؤرقه ؛يعلم ابنه جيدا ولكنه يعلم ايضا انه لن يخبره بشىء ،فهو عنيد جدا ولا يخرج سره لاحد ،وهو لا يريد الضغط عليه اكثر من ذلك .يحاول لفت نظره بشىء من الحده ولكنه فى قرارة نفسه اتخذها كخطوة اولى نحو لفت انتباهه .
- لما اشوف ،يلا رجعنى تانى عند سيلا .
اثناء الطريق. . كلا منهما يفكر فى شىء واحد سيلا وابنائها؛ الحاج رشدى لا يعلم هل بزواج سيلا من اسلام كانت خطوة جيده ام لا ؟ فها هو ذا اسلام نسي زوجته ،وهذا يدل على اشياء كثيرة جدا ،ينظر الى اسلام وهو يقود السيارة ويفكر ،هل ما توصلت اليه يا اسلام حقيقة وان كان ذلك فلن يكون هناك سبيلا من اصلاح ذلك الخطأ الذى ارتكبته فى حق سيلا غير الطلاق .
اما اسلام فكان يقود السيارة ويفكر فى كل ما قاله والده ؛فهو محق فعلا فى كل كلمة ،يعترف انه يبتعد عنها كلما شعر بقربه منها ،يعترف انه كان يتعمد ان لا يراها حتى لا يتأثر بها ،يعترف انه حاول كثيرا البعد عنها والابقاء عليها فى منزله زوجه الاخ ولكنها تسللت له رغما عنه ،اعترف لنفسه وواجها بالامس القريب انه حقا أحبها، وحان وقت اعترافة لها بذلك ،ولكن هل ستتقبله ؟ لا يعلم ولا يعرف كيف يعبر لها عن ذلك ؟ ولكن هناك بادرة امل لاحت له فى الافق من حديثة معها امس فى الفرح عندك تلك النقطه وعندما تذكر حديثهما امام شرفة الفندق ابتسم اسلام بسعادة
ودهش والده من هذه الابسامة وتمنى له السعادة من كل قلبه ...
يصلا الى منزل سيلا ويتغدى الجميع ويقضون اليوم عندها ،لا تعلم سيلا سبب نظرات اسلام لها المتأرجحه بسن الغاضبة والسعيده .ولا يعلم اسلام سبب نظرات والدته الغاضبة ،وارجع السبب لنفس سبب غضب الحاج رشدى منه. وتظل نشوى مترقبة للجميع بنظراتهم و افعالهم .
يسافر الحاج رشدى و رمزى الى البلدة فى المساء . وبعد عودتهم تنقل نشوى كل ما حدث لشيماء عبر الهاتف ؛ والتى غضبت من قضاء اسلام اليوم عند سيلا ،حتى وان كان بصحبتهم جميعا .
فى منزل الحاج رشدى. ..
تجلس صفية حزينه تفكر فيما سمعته وفيما عرفته ، تشعر بإنقباض قلبها على اسلام وسيلا و كانت تريد التحدث معه ولكن لم يتسنى لها الحديث معه بمفردهما ،تشعر بالغضب منه وعليه من تصرفاته تلك .
يراها الحاج رشدى ويتقدم منها ويسألها عن السبب .
الحاجة صفية : زعلانه على اسلام وعلى اسلوبه مع سيلا ،وخايفة يسيبوا بعض .
الحاج رشدى مهدأ اياها : انا اتكلمت معاه وفهمته انه يهتم بيها .
الحاجة صفية بحسره وألم وهى تتنهد : يهتم ايه بس .. دا .. دا مش بيبات هناك خالص ؛بيروح يودى ولاده يلعبوا هناك وبس و....
الحاج رشدى بصدمه : كملى يا صفية وإيه كمان .
صفية بتردد : و... وليد اخو شيماء بيكلم الولاد وبيفسحهم ،وجايب لهم لعب ،وبيكلم سيلا يكمن عليها مجتش الشركة ليه ؟ انا بصراحة قلبى مقبوض اوى يا رشدى .
الحاج رشدى غاضبا : كل دا عرفتيه ..طب مقلتيش ليه ؟
صفية وهى تبكى : اقول ايه واحنا معانا نشوى ورمزى .
الحاج رشدى مكفكفا دمعها : خلاص انا هعرف اتصرف معاه .
وقام بالاتصال على اسلام
يجلس اسلام فى غرفة مكتبة بالشركة يفكر فى كل ما حدث اليوم ويجد اتصالا من والده ،فيجيب بسرعة
اسلام :الو السلام عليكم يا حاج
الحاج رشدى بحزم : وعليكم اسلام. .. تجيب مراتك وولادك وتيجى ...هنا... عندى...
اسلام يتوتر : خير يا حاج ...في ايه ؟ انت كويس ؟ الحاجة كويسة ؟
الحاج رشدى : هى مسافة السكة وتبقوا عندى .. ..وانا هبعت عربية تجيب سيلا والعيال .ويغلق الخط وسط دهشة اسلام .
ينظر اسلام للهاتف وهو مندهش لا يعلم سبب،يهب من مكانه ويذهب لمكتب سيلا ولكنه لا يراها جالسة عليه ،يقترب للدخول إلى المكتب ويستمع الى وليد وهو يحدثها فى الهاتف .
وليد : يعنى مش هتيجى النهاردة كمان !! انتى كويسة يا سيلا ؟العيال كويسين ؟ ... طب يا سيلا هتيجى بكره ان شاء الله؟ طب هبقى اكلمك اطمن عليكى واسمع صوت الولاد ..مع السلامه. .
اسلام وهو يقف خلفه : كنت بتكلم مين ؟
وليد وهو يلتفت له منتفضا : دى سيلا ... بشوف مجتش ليه الشركة النهاردة كمان؛ فقالت هتقعد كام يوم وهتسافر البلد للحاج .
اسلام وهو ينظر له بغيره حاول اخفائها : ماشى .. انا كنت جاى اقولك اصلا ..مكنش فى داعى انك تكلمها ... ابقى اسألنى انا
يتركه ويخرج، ويتصل يشيماء ؛لتجهز هى وابنائها للسفر ولكنها تتعلل بالصداع والمرض و لاتذهب معه تتركه مع ابنائها بفردهم .
يصل اسلام مع ابنائه الى منزل الحاج رشدى ويدخل اسلام بسرعة ولهفة الى المندرة ،ويظل عز الدين ورنا فى انتظار سيف نوران وسيلا الذين يصلون بعدهم بوقت قصير .
تسلم سيلا عليهم وتصعد الى شقتها ويلعب الاطفال فى الحديقة و يجلس اسلام مع والديه .
الحاج رشدى يأمر اسلام بغلق الباب وبخروج صفية من المندرة .
تخرج الحاجه صفية ويغلق اسلام الباب خلف والدته ويتجه الى الحاج رشدى الذى وقف امامه ،وبمنتهى الغضب يصفع الحاج رشدى اسلام على وجهه صفعة مدوية ،يذهل اسلام منها وتجحظ عيناه من شدة الصدمة ... احقا والده يضربه ؟ ما السبب ؟
اسلام بصدمه وبصوت متحشرج : ليه يا جاج كدا ؟
الحاج رشدى بغضب هادر :
- علشان انا مخلفتش رااجل ؛كنت فاكرك راجل وهتعرف تحافظ على مرات اخوك ؛ لقيتك مأهملها وسايبها ،وسايب وليد بيه ياخد باله منها و من ولاد اخووك . يشتد هديره ويكمل :
- وليد قايم بدورك يا بيه ..بصفه إيه ؟
يصدم اسلام من الكلمات وتتسع عيناه من الدهشة والغضب وذهنه يردد كلمات والده .
ليردف الحاج رشدى صارخا :
- ثلاث شهور وانت مش بتبات هناك ... 3 شهور جواز على الورق ..ليه ؟
3 شهور وسايب وليد يقرب من مراتك وولاد اخووك ويخرجهم ويفسحهم ،ويجيب لهم لعب وهدايا، ويقرب منهم ليه؟
وانت كنت فين ؟
اسلام بغضب من كل مما سمعه فهو يسمعه للمرة الاولى لم يكن يعلم هذا كله ،فيرد فى غضب :
- معرفش حاجة والله ..معرفش
الحاج رشدى صارخا : عذر اقبح من ذنب ،لو كنت موجود معاهم مكنش حد قدر يقرب منهم ويشغل غيبتك عنهم .
يمسك بتلابيت ملابسه ويهدر بغضب : جوازك لسه على الورق ليه ؟
هنا لم يعد هناك قدرة اوطاقه لاسلام على التحمل ،يريد ان ينفض ذاك الحمل الثقيل عن كاهله يصرخ بعلو صوته ليس دفاعا عن نفسه بل طلبا للمساعده ، صدمات تلو الاخرى تلحق به ،وهو إنسان بدأ يحب ،وبدأ يدق قلبه ويخاف من الرفض
إسلام وهو يصيح بصوت عالى ويخرج غضبه وخوفه :
- علشان مش قادر ... يخفض صوته ويخفض رأسه ويكمل ..
مش قادر أجى جنبها ؛حاولت ومقدرتش ،كل حته فيها صور ماذن ،اول لما بشوفه وابص فى عينيه مبقدرش أجى جنبها .
ترتعش يد الحاج رشدى ويترك ملابس اسلام فيجلس اسلام امامه على المقعد ويكمل
- حاسس انها مرات ماذن مش أنا . حاولت بس هنا شقة ماذن وهناك شقة ماذن وفيها حاجته .بحس إنى متكتف قدامها .. منكرش انى فعلا بدأت أااا .. أحبها بس مش قادر. .
قال الجمله الاخيره بمذيد من الهمس والخجل .
يجلس الحاج رشدى بجواره ويقول بهدوء :
- يبقى لازم تطلقها .. دا الحل الوحيد .
اسلام منتقضا بغضب : مش هطلق ... ولو هي اللى طلبت دا انا برده مش هطلق ،وهعرف اتصرف معاها كويس .
الحاج رشدى ناهضا امامه : هى مقلتش حاجة ولا حتى تعرف أننا نعرف حاجة؛ أمك هى اللى بالصدفة عرفت من سيف موضوع وليد والهدايا وانك مش بتبات هناك . مش عايزة نباهه اننا نعرف في إيه ؟
لم يتمالك اسلام نفسه فخرج بسرعة من امام والده والشر يتطاير منه كما تتطاير حمم البركان من فوهته .
يبحث عن سيلا بعينيه فى ارجاء المنزل ،وسأل حسنات عليها فأخبرته بأنها فى شقتها وسأل على الاولاد وعلم انهم بالحديقة .
صعد اسلام درجات السلم بسرعة وغضب كانه نيران تنتشر فى الهشيم حتى وصل الى شقة سيلا ،دخلها وذهب يفتش عنها فى أنحاء الشقة ولكنه لم يجدها ..وقف مطولا أمام باب غرفة النوم المغلقة وهو يتنفس بسرعة ،وتردد ان يفتح الباب ،يمد يده ولكنه يتردد فيرجعها ثانية .ولكنه يتذكر كلمات والده جعلت الدماء تتصاعد إلى رأسة وتحسن تردده ويفتح الباب ويدخل بسرعة ولكنه يفاجىء بعدم وجود سيلا؛ كل ما وجده هو ملابس بها موضوعة على طرف السرير ،ويستمع لصوت شهقه مكتومه صادره من خلفه يلتفت لها بسرعة. .
فيجد سيلا وهى تقف أمام باب الحمام تلف نفسها بمنشفة قطنية كبيره وكذلك تلف شعرها بأخرى صغيره . يقف الإتنان أمام بعضهما فى صدمة وكل منهما ينظر للاخر .
يتقدم إسلام من سيلا وهو مسلط أنظاره على عينيها ،لتجفل سيلا من حركته، وتبتعد عنه ولكن ذراع إسلام تكون سابقة لها ويمسكها من ذراعها ويشدها إليه فى عنف لتنفتح منشفة رأسها وتقع أرضا وينسدل شعر سيلا على كتفيها وهى ترتعش منه وتمسك منشفتها .
إسلام بصوت صارم : وليد بيكلمك ليه ؟ بيفسح ولادك ليه ؟ بينك وبينه إيه ؟
نطق اخر جملة بكل ما أوتى من غضب وهو يشد من قبضته على ذراع سيلا .
تنظر له سيلا وهى جاحظه العينين ؛غير مصدقة لما تفوه به ،يذداد ارتعاشة سيلا بين يديه وتقول بصوت متحشرج : اناا..مش هسمح لك انك تجيب سيرتى او حتى تظن فيا ظن سوء ... وليد مين دا اللى بينى وبينه حاجة .
يزيد إسلام من ضغط يده عليها ليؤلمها أكثر كما هى آلمته وهو يلفح وجهها بأنفاسه الهادره يقول بغضب : ليه مرحتوش النادى سوا ؟ مرحتوش الملاهى سوا ؟ مش بيكلمك فى التليفون ... حصل ولا محصلش ؟
سيلا وهى تزداد تمسكها بمنشفتها وقد تناثر شعرها على وجهها واكتافها ويزداد ارتعاشها الذى يمتد إلى شفاها :
- حصل ... بس صدفة والله والعظيم ..
اسلام بدهشة مصطنعه : نعععم ..صدفة !!! كل مره صدفة ،إنتى فاكرانى إيه عبيط ... ولا ....
تقاطعه سيلا ببكاء وصراخ وقد انهارت من حديثة ومن تهمته لها : كفاايه بقى ... كفايه سوء ظن ... ايوة قابلته صدفة عايز تصدق صدق ،مش عايز انت حر .. انا مش عارفة هلاقيها منك ولا من مراتك ولا من وليد ... ابعدوا عنى وعن ولادى بقى ...
اسلام وهو لايزال ممسكا بها من ذراعها : وهى شيماء مالها ؟
سيلا بحده وهى تلوح بيدها والاخرى ممسكه بمنشفتها :
إسألها مالها ؛ بتعرف أخبارنا من فين ؟ دايره تقول فى كل حته إنى خطافة رجاله ليه ؟ ... بينا إيه علشان تقول كدا ..
وتبكى بإنهيار
اسلام وهو يحاول ان يتمالك اعصابه ويخف من قبضته على سيلا : ووليد يخرج معاكم ليه ؟
تنزع ذراعه من يده وهى تقول بحنق :
- إسأله بيعرف منين إننا خارجين وكل مرة نتقابل صدفة . المفروض أعمل إيه يعنى لما الاقيه قدامى وبقولى صدفة . اضربه !.
تبتعد سيلا عدة خطواط ليجذبها إسلام من ذراعها بحده لتصطدم بصدره ويحوطها بذراعة فينظر على وجهها وقد تناثرت بعض خصلات شعرها المبلل عليه ، تلين قبضته عليها ويبعد تلك الخصلات بيده ويلاحظ إرتجافتها بين ذراعة ،يتحسس وجنتيها ويقترب منها فتبتعد سيلا فى خوف ، ويسمعون صراخا من الخارج ينادى عليه ..
ينزل إسلام مسرعا على صوت صراخ الحاجة صفية ويترك سيلا تجلس فى إنهيار على الارض وهى تبكى مما حدث ....
يتبع ... عرض أقلالحلقة الحادية عشر
فى سيارة اسلام ...
الحاج رشدى بجمود : عايز اقعد معاك فى حته اعرف اتكلم فيها معاك براحتى .
اسلام بهدوء : تحب نروح البيت عندى ولا الشركة ولا النادى .
الحاج رشدى ينظر له بغضب مكبوت : بقولك عايز اتكلم براحتى يا اسلام .
اسلام متفهما : خلاص يا حاج ..
يتجه اسلام الى الشركة ويدخلوا الى غرفة الاجتماعات ذات الجدران العازلة للصوت ،ويطلب اسلام من السيكرتيرة عدم مقاطعته لاى سبب مهما كان .
اسلام : الحدران هنا عازله للصوت يا حاج ؛يعنى تقدر تتكلم براحتك يا حاج فى إيه بقى؟
الحاج رشدى وقد اطلق غضبه من مكبته :
-فى إنى أمنتك على أمانة ،وانت مش قدها .
يرفع اسلام حاجباه دهشة ولا يتحدث ،يكمل الحاج
رشدى فى غضب : فى إن الاستاذ نسي مراته ،نسي إنه متجوز ، وده ...
اسلام مقاطعا : والله يا حاج مخدتش بالى و...
قاطعه الحاج رشدى بصوت حاد واستنكار :مخدتش بالك انك متجوز سيلا!...عذر اقبح من ذنب يا اسلام ..
يهدر بصوته ويسأله : إيه طبيعة العلاقة بينكم؟
يصدم اسلام من السؤال ويبلع ريقة فى محاوله منه لايجاد اجابه عن سؤاله لا تزيد من غضبه : مراتى يا حاج .
قال تلك الكلمات فى محاوله منه ان تكون الاجابة سطحية قدر الامكان وفى ذات الوقت يرضى والده
الحاج رشدى : ولما هى مراتك ازاى تنساها ... ازاى متخصصش عربية بسواق ليها ؟ليه تسيبها تروح وتيجى الشركه فى مواصلات؟ هى مش مراتك برده
قال المقطع الاخير بصوت يدل على تهكمه وسخريته منه .
اسلام مندهشا : هى بتيجى مواصلات!
الحاج رشدى بسخريه اكثر وهو يشير له بيديه :
-شفت ازاى انت متعرفش حاجة عن مراتك . دا يدل انك مفيش يوم روحت الشركة معاها من بيتها . يعنى مفيش كلام بينكم.
اسلام غاضبا وقد ظن ان سيلا اشتكت للحاج رشدى : طب هى مقلتش ليه ؟ جت واشتكت لك ليه ؟
الحاج رشدى وهو لا يصدق ما يقوله اسلام الهذه الدرجه هناك فجوه بينهما ،يحاول تمالك اعصابه :
هى لا اشتكت ،ولا حتى اتكلمت ؛انا اللى سألتها واللى حسبته لقيته فعلا . ناسيها ومأهملها ويا عالم فى ايه تانى ؟
اسلام وهو يحاول امتصاص غضب والده عليه ،يدرك ان لديه كل الحق فيما قاله، وحقا لا يوجد حديث بينهما ،بل هو يتجنب الحديث معها ؛لا يعلم ماذا يرد عليه ،ايخبره بحقيقة ما يحدث ؟ ام يصمت ؟ايخبره بحقيقة ما يشعر به ؟ام يصمت ؟
العديد من التساؤلات والتى لايعرف لها اجابه دارت فى ذهنه فى لحظات سريعة ،ثم قرر ان يحتفظ بها لنفسه ويحاول ان يمتص غضب والده ..
اسلام : خلاص يا حاج زعلك على راسى ،اوعدك هخلى بالى من كل شىء ،بس متزعلش نفسك علشان صحتك . ماشى
الحاج رشدى وهو يتأمل وجهه اسلام ،يعلم ان هناك شيئا ما يؤرقه ؛يعلم ابنه جيدا ولكنه يعلم ايضا انه لن يخبره بشىء ،فهو عنيد جدا ولا يخرج سره لاحد ،وهو لا يريد الضغط عليه اكثر من ذلك .يحاول لفت نظره بشىء من الحده ولكنه فى قرارة نفسه اتخذها كخطوة اولى نحو لفت انتباهه .
- لما اشوف ،يلا رجعنى تانى عند سيلا .
اثناء الطريق. . كلا منهما يفكر فى شىء واحد سيلا وابنائها؛ الحاج رشدى لا يعلم هل بزواج سيلا من اسلام كانت خطوة جيده ام لا ؟ فها هو ذا اسلام نسي زوجته ،وهذا يدل على اشياء كثيرة جدا ،ينظر الى اسلام وهو يقود السيارة ويفكر ،هل ما توصلت اليه يا اسلام حقيقة وان كان ذلك فلن يكون هناك سبيلا من اصلاح ذلك الخطأ الذى ارتكبته فى حق سيلا غير الطلاق .
اما اسلام فكان يقود السيارة ويفكر فى كل ما قاله والده ؛فهو محق فعلا فى كل كلمة ،يعترف انه يبتعد عنها كلما شعر بقربه منها ،يعترف انه كان يتعمد ان لا يراها حتى لا يتأثر بها ،يعترف انه حاول كثيرا البعد عنها والابقاء عليها فى منزله زوجه الاخ ولكنها تسللت له رغما عنه ،اعترف لنفسه وواجها بالامس القريب انه حقا أحبها، وحان وقت اعترافة لها بذلك ،ولكن هل ستتقبله ؟ لا يعلم ولا يعرف كيف يعبر لها عن ذلك ؟ ولكن هناك بادرة امل لاحت له فى الافق من حديثة معها امس فى الفرح عندك تلك النقطه وعندما تذكر حديثهما امام شرفة الفندق ابتسم اسلام بسعادة
ودهش والده من هذه الابسامة وتمنى له السعادة من كل قلبه ...
يصلا الى منزل سيلا ويتغدى الجميع ويقضون اليوم عندها ،لا تعلم سيلا سبب نظرات اسلام لها المتأرجحه بسن الغاضبة والسعيده .ولا يعلم اسلام سبب نظرات والدته الغاضبة ،وارجع السبب لنفس سبب غضب الحاج رشدى منه. وتظل نشوى مترقبة للجميع بنظراتهم و افعالهم .
يسافر الحاج رشدى و رمزى الى البلدة فى المساء . وبعد عودتهم تنقل نشوى كل ما حدث لشيماء عبر الهاتف ؛ والتى غضبت من قضاء اسلام اليوم عند سيلا ،حتى وان كان بصحبتهم جميعا .
فى منزل الحاج رشدى. ..
تجلس صفية حزينه تفكر فيما سمعته وفيما عرفته ، تشعر بإنقباض قلبها على اسلام وسيلا و كانت تريد التحدث معه ولكن لم يتسنى لها الحديث معه بمفردهما ،تشعر بالغضب منه وعليه من تصرفاته تلك .
يراها الحاج رشدى ويتقدم منها ويسألها عن السبب .
الحاجة صفية : زعلانه على اسلام وعلى اسلوبه مع سيلا ،وخايفة يسيبوا بعض .
الحاج رشدى مهدأ اياها : انا اتكلمت معاه وفهمته انه يهتم بيها .
الحاجة صفية بحسره وألم وهى تتنهد : يهتم ايه بس .. دا .. دا مش بيبات هناك خالص ؛بيروح يودى ولاده يلعبوا هناك وبس و....
الحاج رشدى بصدمه : كملى يا صفية وإيه كمان .
صفية بتردد : و... وليد اخو شيماء بيكلم الولاد وبيفسحهم ،وجايب لهم لعب ،وبيكلم سيلا يكمن عليها مجتش الشركة ليه ؟ انا بصراحة قلبى مقبوض اوى يا رشدى .
الحاج رشدى غاضبا : كل دا عرفتيه ..طب مقلتيش ليه ؟
صفية وهى تبكى : اقول ايه واحنا معانا نشوى ورمزى .
الحاج رشدى مكفكفا دمعها : خلاص انا هعرف اتصرف معاه .
وقام بالاتصال على اسلام
يجلس اسلام فى غرفة مكتبة بالشركة يفكر فى كل ما حدث اليوم ويجد اتصالا من والده ،فيجيب بسرعة
اسلام :الو السلام عليكم يا حاج
الحاج رشدى بحزم : وعليكم اسلام. .. تجيب مراتك وولادك وتيجى ...هنا... عندى...
اسلام يتوتر : خير يا حاج ...في ايه ؟ انت كويس ؟ الحاجة كويسة ؟
الحاج رشدى : هى مسافة السكة وتبقوا عندى .. ..وانا هبعت عربية تجيب سيلا والعيال .ويغلق الخط وسط دهشة اسلام .
ينظر اسلام للهاتف وهو مندهش لا يعلم سبب،يهب من مكانه ويذهب لمكتب سيلا ولكنه لا يراها جالسة عليه ،يقترب للدخول إلى المكتب ويستمع الى وليد وهو يحدثها فى الهاتف .
وليد : يعنى مش هتيجى النهاردة كمان !! انتى كويسة يا سيلا ؟العيال كويسين ؟ ... طب يا سيلا هتيجى بكره ان شاء الله؟ طب هبقى اكلمك اطمن عليكى واسمع صوت الولاد ..مع السلامه. .
اسلام وهو يقف خلفه : كنت بتكلم مين ؟
وليد وهو يلتفت له منتفضا : دى سيلا ... بشوف مجتش ليه الشركة النهاردة كمان؛ فقالت هتقعد كام يوم وهتسافر البلد للحاج .
اسلام وهو ينظر له بغيره حاول اخفائها : ماشى .. انا كنت جاى اقولك اصلا ..مكنش فى داعى انك تكلمها ... ابقى اسألنى انا
يتركه ويخرج، ويتصل يشيماء ؛لتجهز هى وابنائها للسفر ولكنها تتعلل بالصداع والمرض و لا
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية مات زوجها وتزوجت اخيه" اضغط على أسم الرواية