رواية لو كنت أعرف الفصل الثالث عشر بقلم ميمي عوالي
رواية لو كنت أعرف الفصل الثالث عشر
ايمان بصت ليوسف وقالتله : وايه بقى اللى مفرحك ومطمنك من مقابلتي لسليم واللى حصل مابينا يوم الخميس
يوسف : عرفت انك قفلتى بابه تماما ، وانه فعلا مابقاش فارق معاكى فى حاجة ، واللا كنتى على الاقل وافقتى انك تتغدى معاه
ايمان بمكر : ومش يمكن بتقل عليه عشان يعرف قيمتى
يوسف بصلها بابتسامة وقال : ايمان اللى اتربيت معاها و حبيتها مافيهاش الطبع ده ، طول عمرها صريحة وتصرفاتها كلها بتعكس اللى جواها بمنتهى الشفافية
ايمان : ومش يمكن اتغيرت فى السنين اللى فاتت دى كلها
يوسف : ارجوكى يا ايمان ، بلاش نضيع وقتنا فى الكلام عن حاجات مش هناخد منها حاجة غير اننا ندوس بيها على وجعنا وجروحنا بزيادة ، خلينا نتكلم فى مستقبلنا ، حياتنا .. وبناتنا ، خلينا نعيش ونحاول نعوض اللى احنا ما عيشناهوش ، ياللا نتجوز بقى ، وبلاش نضيع وقت اكتر من كده
ايمان سكتت شوية وهى بتراقب ملامح يوسف اللى ابتدى يبان عليه الارهاق الشديد جدا من قلة نومه وبعدين اتنهدت وقالت بقلة حيلة : يعنى انت عاوز ايه دلوقتى
يوسف بحب : نتجوز الاسبوع اللى جاى ، هتكون التعديلات اللى طلبتيها فى الفيلا خلصت وتكونى اختارتى العفش واتفرشت
ايمان كانت بصالة طول ماهو بيتكلم و زى ماتكون عاوزة تضحك وكاتمة الضحك وبعد ماخلص كلامه قالتله بدلال : الكلام ده مايبقاش معايا يا ابن عمتى ، الكلام ده مع خالك ، وقامت عشان ترجع لترابيزة باباها بس قبل ماتمشى قالت له : وتعمل حسابك مافيش جواز قبل شهرين
يوسف قام بسرعة والسعادة مرسومة على وشه وقال لها : ماشى الجواز بعد شهرين ، بس هنكتب كتابنا الخميس اللى جاى
ايمان : وهتفرق ايه يعنى ، مانعمل كله مع بعضه وخلاص
يوسف : تفرق كتير ، احنا الفترة دى هنشوف بعض كتير وهنخرج سوا كتير ، يبقى لازم تبقى على ذمتى عشان ماحدش يقدر يتكلم عليكى ولا يضايقك بنص كلمة
ايمان بتفكير : تقصد سليم
يوسف : اقصد اى حد يا ايمان ، لو سمحتى اسمعى الكلام
ايمان اتنهدت وبعدين قالت له بابتسامة عذبة : اللى تشوفه
……………………..
مصطفى وفاطمة فرحوا جدا ان ايمان ويوسف اتفقوا مع بعض و حددوا معاد سوا
قضوا اليوم مع بعض لكن على الساعة ستة ايمان الكبيرة قالتلهم كفاية كده وصممت ان يوسف يروح عشان يرتاح ، وكمان صممت انه يرجع فى عربية خاله ومايسوقش وهو بالاجهاد ده
يوسف كان هيطير من السعادة وهو حاسس بحب ايمان بتاع زمان بيرجعله من تانى ، وقغلا ساب عربيته عند النادى ورجع البيت مع خاله
ايمان لما رجعت البيت كانت حاسة ان زى ما يكون .. كان فى حاجة ضايعة منها وفجأة لقيتها ، بقت مبسوطة جدا رغم انها كانت خجلانة تبين انبساطها ده قدام البنات اللى عرفت انهم كانوا متفقين مع يوسف على حاجات كتير اوى عشان بجمعوهم سوا ، و ده فى حد ذاته كان مديها راحة نفسية وسعادة داخلية انهم موافقين ومبسوطين كمان
ايمان قررت تكلم محمود ، فمسكت التليفون عشان تتصل بيه ، ولسه هتكلمه لقته هو بيتصل بيها قردت وقالت : السلام عليكم ، ازيك ياعمو
محمود : وعليكم السلام ورحمة الله ياحبيبتى ، ازيك وازى امنية ، اخباركم ايه ، ااوعى تقوليلى ان امنية لسه زعلانة ومتأثرة من اللى عمله ابوها ، ربنا اللى يعلم انا عملت فيه ايه عشان خاطرها
ايمان : والله ياعمو انا حاولت انى مااكلمهاش تانى فى الموضوع ده عشان ما افكرهاش باللى حصل واضايقها تانى
محمود : خير ماعملتى ، ربنا يهدى الاحوال
ايمان : وحضرتك عملت ايه فى موضوعك
محمود : عرفت سليم
ايمان : و كان رد فعله ايه
محمود : حاول يقنعنى انى ارد امه طبعا لكن انا قفلت على الكلام
ايمان : طب وسامية
محمود : اهى سامية دى اللى كانت مفاجأة ، لقيتها جايالى النهاردة وبتقوللى انها مقدرة وحدتى واحتياجى لحد يبقى ونس معايا ، وانها ماعندهاش مانع لو اتجوزت من تانى
ايمان بفرحة : يعنى اقدر اقول لك مبروك بقلب جامد
محمود بضحك : ايوة ، واتفقت مع صفا انى هروح اقابل اخوها كمان يومين باذن الله وهنتفق على كل حاجة
ايمان : المهم انها تكون معرفة اخوها ظروفك كلها عشان مايرجعش يبقى فيها كلام كتير
محمود : لا .. من الناحية دى ماتقلقيش ، انا قابلت اخوها قبل كده وشرحت له كل حاجة بنفسى ، وطلبتها منه بس بشكل غير رسمى ، انما القاعدة اللى بعد يومين دى بقى هتبقى زيارة رسمى وهنقرا الفاتحة ونحدد معاد كتب الكتاب
ايمان : الف مبروك ياعمو ، ربنا يتمم بكل خير ، وان شاء الله ربنا يسعدكم ويبعد عنكم كل شر
محمود : ويسعدك يابنتى يارب
ايمان بتردد : الحقيقة ياعمو لما حضرتك كلمتنى دلوقتى ، انا كنت ماسكة تليفونى وكنت بفكر اكلمك بس حضرتك سبقتنى
محمود : القلوب عند بعضها بابنتى ، بس كان فى حاجة واللا بتكلمينى عادى
ايمان بحمحمة : الحقيقة ياعمو ، هو فعلا فى موضوع عاوزة اقوللك عليه
محمود : خير يابنتى انا تحت امرك ، محتاجة فلوس واللا حاجة
ايمان بسرعة : لا ياعمو الحمدلله مستورة ، الحكاية غير كده خالص
محمود : طب اتكلمى انا سامعك
ايمان بتردد : ااانا … اانا هتجوز
لتسود فترة من الصمت ، كان وقتها محمود بيحاول يتغلب على حزنه عشان يقدر يتكلم ، وايمان لما لقت سكاته طول قالت : عمو محمود ، حضرتك لسه معابا
محمود : معاكى يابنتى وسامعك
ايمان بحذر : حضرتك زعلان منى
محمود بتنهيدة : شرع ربنا مايزعلش حد يابنتى ، انا بس حزين على ابنى والخير اللى ضيعه من بين ايديه
ايمان : النصيب … الحمدلله
محمود بتساؤل : قريبك اللى جه من برة
ايمان : ايوة .. يوسف ابن عمتى ، طول عمرنا كنا متربيين سوا ، لولا بس الغربة هى اللى فرقتنا
محمود : مبروك يابنتى ، ربنا يسعدكم
ايمان ، احنا هنكتب الكتاب يوم الخميس اللى جاى فى السيدة نفيسة ان شاء الله
محمود بابتسامة : مبارك عليكم ، وعقبالى
ايمان بهزار : طب ماتيجى تكتب كتابك معانا ، حتى المأذون يعمللنا خصم كويس
محمود بضحك : تصدقى فكرة برضة ، بس معلش بقى ، افرحى انتى وانبسطى
ايمان : لو حضرت معايا هبقى فى منتهى السعادة
محمود : ما قدرش يا ايمان ، مهما ان كان سليم غلطان ، لكن ما اقدرش اكسره بايدى بالشكل ده خصوصا انه …..
ايمان : انه ايه ياعمو ، فى حاجة واللا ايه
محمود : لا يا بنتى ماتشغليش بالك ، افرحى انتى وانبسطى ، ولو يوم الجمعة مش هتبقى موجودة وهتنشغلى مع عريسك ابقى عرفينى قبلها
ايمان : حاضر ياعمو ، ماتقلقش …. تصبح على خير
محمود : وانتى من اهل الخير يابنتى
محمود قفل التليفون وهو حزين جدا ، وقال : عاوزانى اقوللك ايه يا ايمان ، اقوللك ان ابنى اتجنن لمجرد انه شك انك هتتجوزى ، اومال بقى لما يعرف انك هتتجوزى بجد هيعمل ايه ، لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، ربنا يهديلك حالك ياسليم يا ابنى ويبعد عنك الشيطان وامك
……………..
عند ايمان اول ماقفلت مع محمود لقت تليفونها بيرن بالرقم اللى يوسف كلمها منه الصبح فردت وقالت : هو انت لسه مانمتش ، هو انا مش قلتلك روح نام عشان ماتتعبش
يوسف وصوته نايم خالص : كنتى عاوزانى بعد العمر ده كله انام من غير ما اسمع صوتك واقوللك تصبحى على خير
ايمان بضحك : طب ياسيدى وانت من اهله … روح نام بقى
بوسف بصوت عالى : هو انتى ايه حكايتك ، روح نام ، روح نام ، ليه محسسانى انى طابق على نفسك كده ، ده حتى مش كويس على الحالة النفسية فى يوم زى ده
ايمان بضحك : طب عاوز ايه
يوسف : قوليلى الاول كنتى بترغى مع مين ، تليفونك كان مشغول
ايمان : اهلا … احنا هنبتدى فى شغل التحقيقات من دلوقتى ، لا ياعم مش لاعبه
يوسف بضحك : انتى تعرفى عنى كده
اينان : ده انا كنت نسيت انك ابو كده كمان
يوسف باصرار : برضة كنتى بتكلمى مين
ايمان اتنهدت بقلة حيلة وقالت : كنت بكلم جد امنية
يوسف بتركيز : ليه ، فى حاجة واللا ايه
ايمان : بص يا يوسف عشان تبقى فاهم الموضوع ده كويس من البداية وارجو ان مايحصلش اى مشاكل بسببه فى يوم من الايام ، جد امنية هو الانسان الوحيد اللى من عيلة سليم اللى يعتبر كان واقف جنبى السنين اللى فاتت دى كلها ، انا بعز الراجل ده جدا وبقدره وبحترمه ، وكمان امنية ، ولحد النهاردة لازم بييجى يقضى معانا يوم فى الاسبوع
يوسف : عاوز اعرف الرغى ده كله وراه ايه
ايمان : وراه انى مش عاوزاك في اى يوم مهما كانت الاسباب تيجى تطالبنى انى اقطع علاقتى بيه ، ممكن يا يوسف
يوسف : برضة ماقولتيليش كنتى بتكلميه ليه
ايمان : هو اللى كلمنى عشان يقوللى على موضوع خاص بيه كان حكالى عليه قبل كده وكان بيكلمنى يقوللى على التطورات ، رغم انى كنت برضة هكلمه عشان اقول له على موضوعنا
يوسف : وقولتيله
ايمان ،: ايوة
يوسف : وكان رد فعله ايه
ايمان : باركلى ودعالى واتمنالى الخير و بس
يوسف : عموما ردا على كل الكلام اللى انتى قلتيه ، انا عارف انه راجل محترم وبيخاف ربنا ، وعارف كمان ان اللى حصل بينك وبين سليم كان السبب الاساسى فى طلاقه لمراته ، فمش هعترض على صلتك بيه عشان توصلى رحم بنتك باهل ابوها ، لكن يوم ما الصلة دى تعمل مشاكل يا ايمان ، هسيبك انتى من نفسك تقررى التصرف اللى المفروض تتصرفيه ، لكن لو اضطرتينى اتدخل ….
ايمان قاطعته وقالت : ان شاء الله مايحصلش اى حاجة وحشة ولا اى مشاكل ، والمهم انك تفهمت علاقتى بالراجل ده شكلها ايه
يوسف : طيب … هو انتى بتبقى فى البنك الساعة كام
ايمان : تمانية و نص ، ليه خير
يوسف : اصلى عاوز اعدى عليكى الصبح
ليلى : فى حاجة واللا ايه
يوسف : هسيبلك بيانات الحوالة اللى المفروض تنضم على الحساب اللى بالدولار وانتى تابعيهالى ولما الفلوس تتبعت بس وتنضاف ادينى التمام
ايمان : ايوة .. بس مايصحش يايوسف ، دى فلوسك ، ومايصحش انى اتطلع علي تفاصيلها كده
يوسف بحب : انا كلى وما املك ملكك انتى وبنتى ، ولازم تفهمى الكلام ده كويس ، وبعدين بالعقل يا اذكى اخواتك ، لو انا مش عاوزك تعرفى تفاصيل حاجة هسيب كل البنوك اللى فى البلد دى واجى اتعامل مع البنك بتاعك ، لا وكمان الفرع اللى انت فيه
ايمان بابتسامة : عموما حاضر ، وياللا بقى ماتجهدش نفسك اكتر من كده
يوسف : تصدقى رغم انى هموت من التعب ، الا انى مش جايلى نوم من كتر الفرحة
ايمان : انت بس حط نفسك فى السرير وغمض عينك وهتلاقى نفسك روحت فى النوم
يوسف : شكلك انتى اللى عاوزة تنامى وعشان كده عمالة بتزحولينى كل شوية
ايمان بضحك : ااه ، بصراحة بقى ، انا كمان ، لسه ماصليتش العشا وعاوزة انام عشان بصحى بدرى للشغل
يوسف بتريقة : وماصليتيش ليه بدل ما ترغى مع عمك الحاج جد امنية
ايمان باعتراض : يااااااختتتتتاااى ، روح يايوسف نام الله لا يسيئك
يوسف بحب : طب مش هتقوليلى كلمة حلوة كده قبل ما انام
ايمان بزعيق : روح نام يا يوسف احسنلك ، انت عارف ان ده مش هيحصل دلوقتى
يوسف باحباط : ماشى يا ايمان مش عاوز منك حاجة … تصبحى على خير
ايمان بابتسامة : وانت من اهله
وقبل ماتقفل يوسف قال بلهفة : بقوللك
ايمان : خير .. فى ايه تانى
يوسف بابتسامة : بحبك يا بنت خالى
ايمان بابتسامة : وانت من اهله يا ابن عمتى ، وقفلت الخط بسرعة قبل مايتكلم تانى
ايمان ضحكت جامد جدا وهى بتقول : يخرب عقلك يا يوسف ، ده انت رجعتنى اكترمن عشرين سنة ورا
………………….
تانى يوم فى البنك يوسف عدى على ايمان وادالها رقم الحوالة اللى قاللها عليها واتفاجئت انها بمبلغ هو كمان بملايين الدولارات ويوسف قاللها انه كده خلاص باع اخر تلت محلات كانوا ليه برة مصر ، وطلب منها انها تخرج معاه بعد الشغل هى والبنات يوم الاتنين عشان ينزلوا يختاروا فساتين جديدة ليهم يحضروا بيها كتب الكتاب
عدى يوم ورا التانى وجه يوم الاربع ، وكانت ايمان اخدت اجازة من الشغل الاربع والخميس ، صحيت من النوم لقت امنية ماسكة تليفونها وقاعدة فى البلكونة ، وتليفونها عمال يرن وهى مش بترد
سليم كان بيحاول يكلم امنية وامنية كانت رافضة ترد عليه تماما
ولما ايمان لاحظت قالت لها : صباح الخير، ما ينفعش كده ياحبيبتى ، بصى انتى بقالك فترة اهوه مش بتكلميه ، كفاية كده عشان مايبقاش حرام عليكى ، وعشان كمان مايعتقدش ان انا اللى مانعاكى عنه ، ردى عليه عادى بس حذارى تقولي له اى اخبار عننا
امنية : صباح الخير يا ماما ، طب ماهو هيطلب منى اخرج معاه بكرة وانا عاوزة بكرة ابقى معاكى
ايمان : عادى اعتذريله وقوليله بلاش الاسبوع ده وسيبنى للاسبوع اللى جاى ، واعتقد انه مش هيمانع
امنية : يعنى اتصل بيه واللا استناه يكلمنى
وقبل ما ايمان ترد عليها لقت سليم بيتصل بيها هى المرة دى ، فايمان ناولت تليفونها لامنية وقالت لها : اهو باباكى ، ردى عليه
امنية فتحت تليفون مامتها وقالت : الو
سليم : امنية ، اومال مابترديش على تليفونك ليه ، انا كلمتك كذا مرة
امنية : معلش ، ماقدرتش ارد
سليم : امنية ، انتى مابقيتيش صغيرة ، والمفروض تقدرى ظروف باباكى وتقفى جنبه ، انا ابوكى والمفروض انى اهمك واللا ايه
امنية بعدم فهم : يعنى حضرتك عاوز ايه
سليم : عاوزك تكبرى دماغك وتعدى الحكاية اللى حصلت يوم الخميس اللى فات ، ماحصلش حاجة تستاهل يعنى لكل ده
امنية بذهول : ولما حضرتك شايف ان ماحصلش حاجة . كنت بتحاول تكلمنى ليه طول الايام اللى فاتت
سليم : عشان الكلام الخايب اللى قلتيه لجدك ، ليه يعنى كل ده ، ايه .. يعنى مامتك عمرها ما انشغلت عنك قبل كده
امنية بدفاع : ياريت لما تقارن الحاجات اللى حضرتك بتعملها بحد تانى ، ماتبقاش تقارن نفسك بمامتى
مامتى … مامتى عمرها ماحطت لقمة فى بوقها غير لما تتاكد الاول انى اكلت ، ولما اتطمنت انى هاكل وانا معاك ، روحت البيت مشى وانا جعانة من غير ما اكل .. مامتى عمرها مانامت قبل ما تتطمن انى نمت قبلها ، والمرة الوحيدة اللى عملتها ونامت وسابتنى يوم ماسابتنى مع حضرتك وكانت النتيجة انى نمت فى الصالة وعييت
حضرتك مشيت وسيبتنى ونسيت انى كنت موجودة معاك من اصله ، نسيت بنتك فى مكان بعيد عن بيتها ومشيت ولما افتكرت كان تانى يوم الفجر .. ده وقت ما لقيت اول مكالمة منك
ولما انا مارديتش حضرتك حتى ماكلفتش نفسك تيجى تطمن انى بخير ، او انى لسه موجودة من الاساس
وبعد ده كله بدل حتى ماتعتذرلى او حتى تقول لى ماتزعليش ، جاى تقولى كبرى دماغك وبتقول ان الكلام اللى قلته لجدى كلام خايب …. بس حضرتك عندك حق … حاضر يا بابا ، انا هكبر دماغى من هنا ورايح زى ما حضرتك قلت
سليم : يعنى ايه الكلام ده
امنية : يعنى عادى
سليم : يعنى هتتغدى معايا بكرة
امنية : لا معلش يا بابا ، بلاش بكرة ، عندى مناسبة مهمة معزومة عليها بكرة وعاوزة احضر معاهم اليوم من اوله
سليم : ومين الناس دى
امنية : كفاية اقول لحضرتك انهم ناس بحبهم وبيحبونى
سليم : ماشى ، براحتك ، انا هسيبك الاسبوع ده ، وهبقى اكلمك اتفق معاكى على الاسبوع الجاى
امنية : ان شاء الله يا بابا ، ان شاء الله
امنية قفلت التليفون ورجعته لايمان اللى كانت متابعة كل كلمة قالتها وكانت متنرفزة جدا من اسلوب سليم اللى هيخلى بنته تكرهه وتبعد عنه هى كمان
ومابقتش عارفة تتكلم معاها تقول لها ايه ، بس اتعمدت تتكلم فى حاجة بعيدة تماما عن الموضوع عشان تنسيها ، فقالت لها : نسيت اقول لك ان جدو محمود هيتجوز
امنية بدهشة : بجد ، هيتجوز غير تيتا عزيزة
ايمان بابتسامة : ايوة ، واحدة شكلها بنت حلال ولما تشوفيها هتحبيها
امنية : واسمها ايه
ايمان : اسمها صفا ، انا وايمان شفناها الاسبوع اللى فات لما روحناله
امنية : بمناسبة ايمان ، هى مش ناوية تصحى بقى ، انا جوعت
ايمان : روحى صحيها ياللا على ما احضر لكم الفطار
ايمان كلمت محمود وعرفت منه انه اتفق مع اخو صفا انه حجز قاعة يوم الجمعة فى مشيخة الازهر ..هيكتبوا فبها كتابهم وهيروحوا بعد كده على البيت على طول ، و ده كان بناء على طلب صفا ، لكن محمود صمم بجيبلها فستان فرح عشان تلبسه وتفرح بيه لانها ما اتجوزتش قبل كده ، وكمان هيبعتلها ناس فى البيت يوم الخميس يعملولها حاجتها كلها ويساعدوها لان مامتها مش موجودة
ايمان قالت له .. ان لولا حساسية الموقف كانت راحت بنفسها ساعدتها فى كل اللى تحتاجه ، فمحمود شكرها وقاللها انه نفسه امنية تحضر ، فوعدته انها هتبعتها مع مصطفى ، وحكتله اللى دار بين امنية وسليم ، فزعل جدا ودعى له بالهداية
يوم الخميس كان يوسف كل خمس دقايق يتصل بايمان يسألها على حاجة ويأكد عليها المعاد اللى هيعدى عليها فيه ، وعلى اد سعادة يوسف اللى كان بيعبر عنها فى كل مكالمة على اد سعادة ايمان اللى كانت بتحاول تسيطر على كسوفها عشان تحسس يوسف بيها
الساعة خمسة بالظبط يوسف كلمها وقاللها انه واقف تحت
ايمان بدهشة : انا نفسى اعرف انت مصمم تنزلنا بدرى اوى كده ليه عن معادنا ، احنا معادنا هناك الساعة تمانية يا يوسف
يوسف : معلش ، انزلوا بس ياللا وانتى هتفهمى كل حاجة
ايمان والبنات نزلوا ركبوا مع يوسف العربية اللى انبهر بشكل ايمان وهى لابسة الفستان السوارية اللى اختارهولها واللى كان باللون الازرق ، اللون المحبب لايمان من زمان وكانت طرحتها بالوان درجات البحر وكان مكياچها رقيق وبسيط لكن كان منور وشها بزيادة لانها فى الطبيعى مابتحطش مكياچ
لما فضل يبصلها بحب وهو مسهم ، ايمان الصغيرة قالت بمرح : ماتسوقى انتى يا ماما ، احسن بابا مش هنا خالص
كانت اول مرة ايمان الصغيرة تقوللها يا ماما قدام يوسف اللى الكلمة فرحته جدا فابتسملهم وقال بمرح : ماهو انتو الاتنين ياجزم اول ماتجيبوا السن القانونى ، لازم تتعلموا السواقة واطلعلكم رخص ، عشان اسرح بعد كده براحتى من غير ماحد يبصلى فى دى كمان
ومد ايده شغل العربية ومشيوا ، ايمان لقته وصل عند مول مشهور جدا وقاللهم : ياللا انزلوا
ايمان باستغراب : هو احنا جايين هنا ليه
يوسف : ياللا بس وهتعرفوا حالا وشاور لها تمشى قدامه ، لحد ماوصلوا عند محل مجوهرات معروف ، ويوسف فتح الباب ودخل وشاورلهم فدخلوا وراه ، واول ما دخل صاحب المحل رحب بيه جدا فيوسف سأله : ياترى الحاجات اللى طلبتها جهزت
صاحب المحل : جهزت من بدرى وكله تمام ومد ايده خرج كذا علبة قطيفة حطهم قدام يوسف اللى مد ايده وابتدى يفتحهم علبة ورا علبة ، وبعدين خد علبتين فيها طقمين زى بعض بالظبط ادى علبة لامنية وعلبة لايمان الصغيرة وقاللهم : كل واحدة ياللا تلبس الطقم بتاعها وتورينى شكله عليها
البنات فرحوا جدا وبعد ماكل واحدة لبست الطقم بتاعها اكتشفوا ان الفرق الوحيد بين الطقمين ان منقوش اسم كل واحدة فيهم على قفل الكوليه وقفل الاسورة ، ولون فص الخاتم مختلف
بعد ما البنات شكروه ، ابتسم بسعادة وقاللهم : مبروك عليكم ، دى هديتى ليكم بمناسبة كتب الكتاب
ايمان الصغيرة بمكر وهى بتبص لباقى العلب : ولما دى تبقى هديتنا احنا اومال بقى هدية العروسة شكلها ايه
يوسف غمزلها و قال لصاحب المحل عاوز الدبلة عشان اعرف المقاس مظبوط واللا ايه
فصاحب المحل ناول يوسف دبلة الماظ توينز عشان تقيسها ، ولما ايمان قاسيتها طلعت مقاسها بالظبط فيوسف قاللها : طب اقلعيها واديهاله تانى ، ولما ايمان اديتها لصاحب المحل تانى ، لقته ركب حاجة فيها وبعد كده وراها ليوسف فيوسف ابتسم واخدها حطها فى علبة قدامه واخدها هى وعلبتين تانيين منهم علبة شكلها ضخم عن الطبيعى ، وصاحب المحل حطهم له فى شنطة شيك جدا وقاللهم : الف مبروك … شرفتونا
يوسف : شكرا ، وشاورلهم وقال .. ياللا بينا
فمشيوا وهم عندهم فضول كبير جدا انهم يعرفوا شكل الهدية بتاعة ايمان الكبيرة والبنات فضلوا يتحايلوا على يوسف انهم يتفرجوا عليها بس هو مارضيش ابدا وفضلوا يهزروا مع بعض طول الطريق بسبب الحكاية دى لحد ما وصلوا السيدة نفيسة ، ولما وصلوا القاعة اللى حاجزينها ، ايمان اتفاجئت بزمايلها فى البنك كلهم تقريبا موجودين ، وعرفت ان يوسف ومصطفى استغلوا اجازتها يوم الاربع وراحوا البنك هم الاتنين مع بعض وعزموا الناس بنفسهم
بقت مكسوفة على فرحانة ، لغاية ما انشغلت عن خجلها فى مراسم كتب الكتاب ، واول ما الكتاب انكتب يوسف قام وطلب من الناس بصوت عالى انهم يفضلوا مكانهم وراح اخد ايمان فى حضنه وباسها فى جبينها وهو بيقول لها بسعادة : مبروك علينا ياحبيبتى
ايمان بخجل : الله يبارك فيك
يوسف مد ايده فتح الشنطة وطلع منها اول علبة ، واللى كان فيها الدبل ، فسحب دبلتها لبسهالها وباس ايدها ، ولقت ان الدبلة التوينز بتاعتها انشبكوا ببعض بمجموعة فصوص صغيرة متشكلة على شكل اسم يوسف بطريقة تخطف العين ، وسحب دبلته ادهالها فلبستهاله ، كانت دبلة فضة عريضة منقوش عليها اسم ايمان بوضوح ، وبعدين مد ايده سحب العلبة التانية وكان فيها كوليه ولا اروع على شكل قلبين متعشقين فى بعض والاسورة على نفس الشكل وكمان الحلق بس حط الحلق فى جيبة وقاللها بهمس وخبث: هبقى البسهولك فى البيت وهى ضحكت على طريقة كلامه وقالت له : ده بعينك
فضحك ومد ايده سحب العلية التالتة واللى كانت ضخمة ومش شكل علب المجوهرات اصلا ، واتفاجئت انه لما فتحها طلع منها حاجة زى البالطو معمول من خيوط الدهب ومتطعمه بفصوص الماظ ، واللى خطف عيون كل اللى موجودين ، وايمان قالت له بذهول : ليه كل ده يا يوسف ده تلاقيه اتكلف ثروة لوحدة
يوسف بحب : انا لو اطول اجيبلك النجوم كنت جبتهالك
وقتها كان كل الموجودين بيتوزع على كل واحد فيهم علبة شيك جدا فيها شيكولاتة
بعد كتب الكتاب وانصراف كل المعازيم بعد ماباركولهم ، يوسف عزمهم على العشا وقاللهم : انا عازمكم على العشا فى اخر مكان تتوقعوا انكم تتعشوا فيه
فاطمة : روحوا انتو يابنى اتعشوا وانبسطوا وسيبونا احنا نروح وخلوا معانا البنات
يوسف : لا يمكن ، هنتعشا كلنا مع بعض
ايمان الكبيرة : طب هتودينا فين
يوسف : مفاجأة ، وان شاء الله تعجبكم
مشى بالعربية هو وايمان الكبيرة بس ، والبنات ركبوا مع مصطفى وفاطمة زى ما فاطمة قالتلهم
طول الطريق يوسف كان ماسك ايد ايمان بايد وسايق بالايد التانية وماكانش بيتكلم نهائى ، كان بس كل شوية يبصلها ويبتسم ويرجع يلتفت على الطريق تانى
ايمان لاحظت انهم ماشيين فى طريق بيت باباها فقالت له : انت مودينا فين
يوسف بابتسامة : هتعرفى دلوقتى
وبعدين لقته وقف قدام بيت باباها وابتسم وقاللها .. استنى , ونزل من العربية فتحلها الباب ومسك ايدها وقاللها اتفضلى
ايمان بضحك : تصدق فعلا اخر مكان ييجى على بالى هو البيت
يوسف بخبث : ماتسبقيش الاحداث
يتبع الفصل الرابع عشر اضغط هنا
•الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية لو كنت أعرف" اضغط على اسم الرواية