رواية لو كنت أعرف الفصل الرابع عشر بقلم ميمي عوالي
رواية لو كنت أعرف الفصل الرابع عشر
كان مصطفى والباقيين وصلوا ونزلوا من العربية وهم مستغربين ، وايمان
الصغيرة قالت له بهزار : انت غيرت رأيك وقررت انك تبات خفيف من غير عشا واللا ايه
يوسف ضحك وقاللهم : ياللا بس وبلاش لماضة
طلعوا كلهم ، لقوا يوسف راح ناحية شقة مامته وفتحها وشغل النور وقاللهم : ياللا تعالوا
لما دخلوا ، لقوا يوسف محضر سفرة عليها كل ما لذ وطاب محطوطين كلهم فى حوافظ حرارية ، وجايب فاكهة وحلويات وقاللهم : انا قلت يمكن روح امى الله يرحمها تبقى حوالينا وتفرح لنا ، الاكل ده جاى من فندق خمس نجوم مخصوص عشانكم
فاطمة : الله يرحمها يابنى ، اكيد حاسة بيكم وفرحانة لكم طبعا
يوسف : يارب يامراة خالى ... طب ياللا ناكل بقى واللا ايه
وفعلا كلهم قعدوا سوا اكلوا وضحكوا وهزروا وفى الاخر فاطمة قالت للبنات : تعالوا يا بنات بقى نقعد براحتنا فى الشقة تانية عشان عاوزة اغير هدومى ونقعد حبة كده من غير مانبقى متكتفين
يوسف بهزار : وخدى خالى كمان معاكى يامراة خالى ، خليه يغير برضة هدومه عشان يبقى براحته
مصطفى بهزار مد ايده شد ايمان بنته وقال : فكرة برضة وتعالى ياللا يا ايمان معايا عشان تبقى زى ما اسمه ايه ده قال كده وتبقى براحتك
يوسف وقف بسرعة وشد ايمان من ايده وقال : لا ، احنا ما اتفقناش على كده ، مراتى هتفضل زى ماهى كده لغاية اما اروحها هى والبنات
مصطفى بتوعد : بقى كده ، اوام استغليت صفتك القانونية وبتمشى كلامك
يوسف بتذلل وهو بيبوس خاله من راسه : انا اقدر برضة اعمل حاجة من دى معاك ، انا بس بستسمحك .. انى اقعد مع بنت حضرتك اللى هى مراتى شوية صغننين اد كده ورفع ايده وهو بيضم السبابة على الابهام .. ممكن
فاطمة شدت مصطفى وقالت له : ياللا بقى ، هو هيتحايل عليك يقعد مع مراته واللا ايه
مصطفى بمرح : لولا بس عشان خاطر مراة خالك .. ماشى يا ابن اختى ، ادينى ياعم ماشى وفايتهالك
بعد ماخرجوا كلهم يوسف التفت لايمان لقاها موطية وشها وباصة فى الارض وواضح جدا على وشها انه احمر جدا من الكسوف اكنها بنت سبعتاشر سنة ، يوسف اتنهد وراح وقف قدامها ومد ايده سحبها من ايدها قومها وقاللها : عاوز اوريكى حاجة
ايمان بصوت طالع بالعافية : حاجة ايه
يوسف وهو بيشدها ناحية اوضة مامته : تعالى معايا وانتى تعرفى
دخل الاوضة وشغل النور وشاورلها على دولاب مامته ، لقت متعلق على الدولاب فستان فرح يخطف العين ، محطوط فى كيس حفظ ملابس ، يوسف راح فتح الكيس وطلع الفستان ورفعه فى ايده وقال لها : ده الفستان اللى اشتريتهولك من اكتر من ستاشر سنة فاتوا ، الركنة خلت طروفه اصفرت ، بس انا وديته اللاندرى رجعهولى اكنى لسه مشتريه امبارح
ايمان بدموع وصوت مبحوح : يجنن يا يوسف … يجنن
الفستان رغم انه كان يبان بسيط و كان نازل كله على ضيق لكن من نص الرجل من ورا بيبتدى يبقى فيه طبقات مزدوجة مسحوبة بذيل طويل حوالى تلاتة متر او اكتر ومعاه طرحة بنفس طول الفستان والديل بتاعه
الا ان ايمان انبهرت بشكله وسرحت بحزن اكنها بتتخيل نفسها جواه ، يوسف ساب الفستان على السرير وقرب من ايمان قاللها ، رغم ان فستان فرحنا هيبقى اغلى واقيم منه بكتير ، الا ان الفستان ده هيفضل له قيمة عندى اغلى بكتير ، لانه الحاجة الوحيدة اللى فضلت مشاركانى وجعى السنين دى كلها ، ياما نام فى حضنى وياما شرب دموعى وانا بجلد روحى كل ليلة على بعدى عنك وخسارتى ليكى ، وعشان كده عاوزك تحتفظى بيه مع فستان فرحنا وماتفرطيش فيه ابدا
ايمان : طب وليه يبقى فى فستان غيره ، مانا ممكن ……
يوسف بضحك : ممكن ايه بقى ، دى المقاسات اختلفت خالص يا ايمو
ايمان بنرفزة : بطل وقاحة
يوسف قرب من ايمان وشدها من خصرها قربها منه بزيادة وقاللها : وقاحة ، مش عيب زوجة محترمة توصف جوزها بالوقاحة فى يوم مبروك زى ده
ايمان بتهديد وهى بتحاول تبعد عنه : ابعد يايوسف احسنلك ، احسن اعلى صوتى وتلاقى بابا فوق دماغك دلوقتى
يوسف بمرح : عارفة لو جابولى الامن المركزى ذات نفسه بقواته الخاصة ، ماحدش له عندى حاجة ، واحد ومراته ، مالهم ومالنا بقى
ايمان بخجل وهى لسه بتحاول تخرج من حضنه : طب وسع بس شوية
يوسف : حاضر هوسع بس بعد ما اباركلك ، ومال على وشها وباسها من جبينها بعمق ، لدرجة انها استرخت فى وقفتها قدامه وهى مستمتعة بلمست شايفة على جبينها ، حست بحبه اوى فعلا فى بوسته دى
اول مايوسف رفع شفايفه ببطء من على جبينها ضمها فى حضنه بشده خلت ايمان ترفع ايدها وتبادله حضن بحضن
ايمان لحظتها حست ان جسمه بيتنفض او بيترعش ، مابقتش فاهمة هو ماله ، لكن وقتها اكتشفت انه بيبكى ، وكل ماكان يبكى اكتر كل ماكان حضنه ليها بيشد اكتر ، ايمان بدل ما تحاول تهديه لقت نفسها بتبكى معاه
يمكن كل واحد كان بيبكى على وجعه هو ، لكن فى الاخر كان بيجمعهم وجعهم المشترك .. الفراق
بعد ما هم الاتنين ابتدوا يسيطروا على انفعالهم ، يوسف قال بمرح : هو المصرى المصرى مافيش فايدة ، نفرح نعيط ، نزعل نعيط
وبعدين سحب نفسه بعيد عنها وقاللها وهو بينشف دموعها و دموعه ، اوريكى بقى حاجة تانية
ايمان ولسه العياط مأثر على صوتها : هتورينى ايه تانى ، ايه كنت جايب بدلة مع الفستان
يوسف بضحك : الصراحة ااه ، بس لبستها و دوبتها من زمان
ايمان وكان واضح على صوتها الغيرة : ايه لبستها لما اتجوزت روفيدة
يوسف ضحك جامد وقاللها : تصدقى انى اصلا ماكنتش لابس بدلة لما اتجوزت روفيدة ، كنت لابس بنطلون وقميص
ايمان : اومال لبستها ودوبتها كمان فى ايه
يوسف : فى الشغل يا حبيبتى ، وسهرات الشغل
ايمان : اومال هتورينى ايه
يوسف شدها من ايدها وراح بيها ناحية اوضته واول ما دخلت لقت على دولابه متعلق فستان فرح تانى وجنبه بدلة سودا ليه
ايمان بشهقة : انت مجنون ، ايه يابنى ده
يوسف : الفستان ده انا جبتهولك من اشهر مصمم ازياء محجبات فى تركيا
وفتح كيس الفستان وخرجه وراهولها ، برضة الفستان كان ضيق بس كان بقصة من الوسط ، و كان ضيقه بيزيد كل ما ينزل لتحت وكان فيه من ورا فتحة كبيرة جدا طولها مايقلش عن خمسين سم ، فايمان قالت له بسخرية : اومال لو ماكانش للمحجبات
يوسف بضحك : اصبرى بس ، وطلع من كيس تانى قطعة ملحقة بالفستان بتتثبت عليه من الوسط بحزام بينزل منه من قدام شبكة من السلاسل الالماظ ومن ورا ديل للفستان منفوش بشكل رائع شبيه بفاساتين سندريلا
وطرحة الفستان ماكانتش طويلة كانت طبقتين بيوصلوا فوق وسط الفستان بحاجة بسيطة
ايمان كانت بتتفرج على الفستان وعيونها بتطلع قلوب من كتر ماهو عاجبها ، وقالت له بهمس : يخطف العقل .. عمرى ماتخيلت انى ممكن البس حاجة بالروعة دى
يوسف حط الفستان من ايده وقرب منها لحد مابقى الفاصل بينهم كام سم وبص فى عيونها بعشق وقاللها : بحبك . وهفضل احبك طول ماقلبى حاسس بالحياة وخطف شفايفها بشوق السنين والبعاد اللى اتحرموا فيه من بعض لحد ما فى الاخر ضمها فى حضنه وقال لها : الفيلا هتخلص على اخر الاسبوع اللى جاى ، واول ماتخلص ، نبتدى ننزل عشان تنقى الفرش بتاعها على ذوقك ، وكمان تقررى هنعمل فرحنا فين ، نفسى اغمض وافتح الاقيكى مابتغيبيش عن حضنى
ايمان بتردد : و هو لازم فرح يا يوسف ، ماتخلينا نحتفل بينا وبين بعض وخلاص ، انا حاسة انى اتكسف حد يشوفنى بفستان الفرح وانا فى العمر ده
يوسف : و ماله العمر ده ، وبعدين ده انا بحلم بفرحنا ده من وانا فى اولى جامعة ، واللا انتى مانفسكيش امسك ايدك وسط الناس كلها ويعرفوا انك بقيتى مرانى انا وعلى اسمى
ايمان : طب ما هو الكلام ده حصل النهاردة
يوسف : لااااا ، كتب الكتاب ده كان حاجة على الضيق كده ، لكن فرحنا … فرحنا هيحضروا ناس من جوة مصر وبراها ، ياحبيبتى انتى لسه ماتعرفيش علاقات جوزك واصلة لحد فين
ايمان وهى بتستطعم الكلمة : جوزى
يوسف اخد سفايفها تانى برقة وهو بيقول : ايوة … جوزك يا ايمو
ايمان وهى بتحاول تجمع كلامها : طب ياللا بقى نروح عند بابا ، احسن اتأخرنا عليهم اوى
عند مصطفى ….
دخل يوسف وهو ماسك ايمان من ايدها وملامح السعادة بترفرف عليهم ، اول ما فاطمة شافتهم قالتلهم : الله اكبر عليكم ، بسم الله ماشاءا لله اقعدوا يا اولاد عشان ارقيكم
وفعلا صممت ترقيهم ، وبعدها ، ايمان الكبيرة قالت لمصطفى : كنت محتاجة حضرتك فى مشوار كده بكرة يا بابا ان شاء الله
مصطفى : مشوار ايه ده … خير
ايمان : اصل بكرة ان شاء الله عمو محمود هيتجوز وكان عاوز امنية تحضر كتب كتابه ، وعاوزة حضرتك توديهاله
فاطمة بدهشة : معقولة … هيتجوز فى السن ده
مصطفى : الراجل ممكن يتجوز فى اى سن يا فاطمة ، وهو فعلا محتاج ده
ايمان : كتب الكتاب بكرة فى مشيخة الأزهر بعد الصلاة ، انا لولا عارفة ان ولاده ممكن يبقوا موجودين كنت وديتها انا ، بس انت عارف انى لو عملت كده مرواحى هيتفسر غلط
فاطمة : ايوة يابنتى عملتى طيب ، مش ناقصين ، هيقعدوا يقولوا شمتانة ومش شمتانة ، مالهاش لزمة
مصطفى : ماشى ياحبيبتى ، اوديها واجيبها
ايمان الصغيرة بصت لباباها وقالت له : ممكن اروح مع امنية يا بابا
يوسف التفت لايمان الكبيرة بتساؤل فقالت له : عمو محمود يعرفها على فكرة وهيرحب بيها جدا لو راحت مع امنية
يوسف : وهو يعرفها منين
ايمان الكبيرة : زارنا فى البيت وايمان كانت موجودة واتعرف عليها
يوسف : خلاص روحوا يا بنات وانبسطوا
………………..
تانى يوم مصطفى اخد البنات وداهم يحضروا كتب كتاب محمود ، ومحمود رحب بيهم اوى وفرح جدا بامنية واخدها عرفها على صفا واللى حبوا بعض فورا من اول تعارف
وكانت المفاجأة الحقيقية لامنية ان سامية لما شافتها ورغم ان ملامح وشها مرسوم عليها الزعل ، الا انها قربت منها واخدتها فى حضنها اللى تعتبر اول مرة تدخله وقالت لها : حبيبتى يا امنية ، وحشتينى
امنية : ازيك يا عمتو وازى عمو جمال
سامية : بخير ياحبيبتى ، ماشاء الله كبرتى يا امنية ، وبصت لايمان وقالت : ومين القمر اللى معاكى دى
امنية : دى ايمان اختى وصاحبتى
سامية سلمت على ايمان الصغيرة ورحبت بيهم وسلمت على مصطفى وجابتلهم عصير
و سليم لما شاف امنية وايمان مع جدهم ، راح سلم عليهم كلهم، وبعدين خد امنية بعيد عن مصطفى شوية وقاللها وهو عينه مركزة على طقم الكولية والاسورة اللى يوسف جابهملها واللى كانت لابساهم : ازيك ياحبيبتى .. عاملة ايه
امنية وهى بتتفرج على محمود وصفا وبصالهم بابتسامة : الحمدلله يا بابا .. بخير
سليم : انبسطتى فى الفرح امبارح
امنية بابتسامة : اوى ، مش هتتخيل ابدا درجة سعادتى كانت ازاى
سليم : للدرجة دى
امنية : واكتر كمان
سليم : حلو اوى الكولية والاسورة اللى لابساهم دول ، عاملين زى الالماظ الحر
امنية بنبرة تحدى : طب ماهم الماظ حر
سليم كشر حواجبه وقاللها : و دول بتوع مين
امنية : بتوعى
سليم : جيبتيهم منين
امنية بصت لابوها وقالت بنبرة جمود : عمو يوسف جابهم لى هدية
سليم بغضب : وايه المناسبة اللى تخليه يهاديكى بحاجة غالية بالشكل ده
امنية بابتسامة سخرية : بمناسبة جوازه …… هو .. وماما
سليم زى مايكون ما استوعبش كلام امنية اللى واقفة قدامه بنظرة مليانة سخرية على شماتة ولا اكن اللى قدامها ده يبقى ابوها لكن فجأة سليم استوعب كل حرف نطقته امنية فمسكها بعنف من دراعها و قال لها واكن شياطين العالم كلها راكبة فوق كتافه : امتى حصل الكلام ده انطقى
امنية بخوف وهى بتبص ناحية جدودها اكنها بتستنجد بحد فيهم : امبارح
سليم بغل وهو عمال بيهزها بعنف : وهو ده يامحترمة فرح حبايبك اللى رفضتى تخرجى مع ابوكى عشان تحضريه ، فرحانة اوى ان امك هتبقى مع راجل غريب عنك وفضلته على ابوكى
امنية كانت حاسة ان قلبها هيقف من الخوف ، لكن فجأة لقت حد بيشدها من ايد سليم وبيخبيها وراه ، ولما انتبهت عرفت ان جدها مصطفى هو اللى شاف اللى حصل وجه يلحقها ، ولقته كلم سليم بحدة وهو بيحاول يسيطر على صوته عشان مايبوظش كتب الكتاب بتاع محمود وقال له : انت عاوز ايه من البنت ، ماسكها كده ليه
سليم بانفعال : انت ماليكش انك تتدخل بينى وبين بنتى
مصطفى سحبه بسرعة برة القاعة وقال له : انا ليا كل الحق انى اتدخل ، انا جدها ، وانا اللى مربيها السنين اللى فاتت دى كلها ، انت بقى عاوز منها ايه
سليم بغل : لا ونعم التربية ، الهانم اللى فرحنالى اوى بجواز امها من راجل تانى ضحك على عقلها بحتة هدية ، طب انا بقى بنتى دى ... عاوزها ، وهاخدها ، هضمها لحضانتى ، مش الهانم راحت اتجوزت ، وطبعا اتجوزت السيناتور اللى راجع من برة وعامل له خميرة حلوة ، ااه ماهى ماعرفتش تطول منى مليم راحت لفت على المغفل التانى اللى اول مارجع ريل عليها واتجوزها
مصطفى وهو بيفتعل البرود : لو على انك عاوز تضمها لحضانتك ابقى ورينى شطارتك ، وعرفنى هتضمها ازاى ، رغم انى بقولهالك اهو من دلوقتى … ان ده بعيد عن شواربك ، اما بقى حكاية انها ماعرفتش تطول منك حاجة ، فده للاسف حصل ، بس ده لان بنتى للاسف حظها خلاها ترتبط ببنى ادم لا يمت للرجولة غير بالعوامل الفسيولوجية بس ، وكان عايش عالة عليها خمستاشر سنة ، لكن عشان ربك كريم عوضها عن كل ده بابوك اللى بيتقى الله ومابيقبلش ابدا الظلم ، اما بقى حتة ان الراجل وحط تحت كلمة راجل دى الف خط انه ريل عليها بغض النظر عن قصدك القذر ، لكن هقولك ان ده حصل لان بنتى اى راجل فى الدنيا دى يتمناها والدليل اهوه انك مقهور انها اتجوزت غيرك
لكن انا احب اعرفك ان لسه قهرتك الحقيقية جاية فى السكة ، فماتستعجلش
ويكون فى معلومك ، بنتك مش هتشوفها تانى الا لما هى تقرر انها عاوزة تشوفك ، رغم انى اشك ان ده ممكن يحصل تانى
مصطفى زقه جامد لدرجة انه كان هيقع ، ورجع على القاعة لقى كتب الكتاب خلص فاخد البنات وراح بارك لمحمود واخد البنات ومشى
سليم خرج وراهم بغل واضح جدا عليه وقال بزعيق وهم بيركبوا العربية : هاخدها غصب عنكم كلكم ، وعرف العروسة انى مش هسيبها تتهنى ابدا مع عريسها
امنية كانت منهارة من العياط فى حضن ايمان الصغيرة واول ما سمعت سليم قال كده رفعت راسها من حضن ايمان وقالت له ودموعها مغرقة وشها : وياترى لما تاخدنى ناوى تنسانى فين المرة دى ، اعمل حسابك ان يوم ماهيحصل حاجة زى دى هتبقى واخدنى عشان تدفننى مش عشان اعيش معاك
مصطفى طلع بالعربية وساب سليم واقف بيبص عليهم بوجوم لحد ما غابوا عن عينيه وفجأة لقى ايد بتتحط على كتفه ، التفت لقاه جمال بيقول له : انا مارضيتش اتدخل ، بس انت غلطت ياسليم ، انت كده بتخسر بنتك كمان
سليم بحزن : اتجوزت يا جمال ، اتجوزت راجل تانى
جمال بتنهيدة : مسيرها كانت هتعمل كده ، من حقها تعيش حياتها
سليم بغضب : و انا
جمال بلوم : انت بعت من زمان ياسليم ، بلاش تعيش فى دور المظلوم لانه مش هيليق عليك ، فوق بقى والتفت لروحك انت كمان ، خلاص .. اللى راح عمره ماهيرجع تانى
…………………..
سليم رجع البيت والحزن والوجع مرسومين على ملامحه ، عزيزة اول ماشافته قالت له بقهرة : روحت حضرت جواز ابوك عليا ، بزمتك مانتش مكسوف من روحك ، ده بدل ماتقاطعه واللا تحجر عليه ، رايح تحضر المسخرة دى انت واختك المعدلة التانية وتقفوا معاه وتباركوله ، اختك اللى ماشوفتهاش دلوقتى بقالى اكتر من سنة
خلاص ، للدرجة دى ماعرفتش اربيكم ، للدرجة دى ماعندكمش دم ولا احساس
سليم فضل يسمع وهو ساكت ومابيتكلمش لحد ما فجأة انفجر بغضب وقاللها وهو مش قادر يسيطر على انفاسه : انتى فعلا ماعرفتيش تربى ، ربيتى ايه فينا غير الانانية والعنجهية ، قدمتيلنا ايه غير الخراب والغدر ، خربتى بيتى وخليتينى طلقت مراتى لمجرد انك كنتى بتغيرى منها
عزيزة بصدمة : بقى انا كنت بغير من مراتك يا سليم
سليم بعنف : ايوة .. كنتى بتغيرى منها وبتحقدى عليها كمان ، وكنتى دايما تتعمدى تهينيها وتجرحيها ، وهى لانها كانت متربية ومحترمة عمرها ماردت عليكى بنص كلمة ، ولا عمرها غلطت فى حقك ، والمصيبة انى كنت عارف وفاهم كل ده كويس جدا ورغم ذلك .. كنتى مغميانى وممشيانى وراكى زى التور اللى متعلق فى ساقية ، وياريتنى كنت زى التور ، ده حتى التور بيغموه عشان مايدوخش ويقع ، انما انا … انا كنتى مغميانى وانتى مفكرة انى كده مش هحس بطمعك
اوعى تعرفها حاجة عن فلوسك لاتقصقصك وماتخليش حيلتك حاجة
، اوعى تبعتلها فلوس ، مش هى قالتلك حوش ، خلاص … سيبها تصرف هى يعنى هتعمل ايه بالفلوس اللى بتقبضها دى كلها ، سيبها تصرف فلوسها اول باول عشان تفضل على طول محتاجاك
اكسر مناخيرها عشان ماتقدرش تفتح فيك ، اوعى تحسسها انها بتعمل حاجة عليها القيمة ، اوعى تحسسها انك بتحبها ومدلوق عليها لا تركبك ، دايما انتقدها فى اى حاجة تعملها ، اوعى تعمل زى الرجالة الخايبة اللى على طول مضيعين فلوسهم على هداياهم لمراتاتهم ، اوعاك تبقى دلدول
اوعى … اوعى … اوعى ، فضلتى تزنى تزنى وانا زى الاهبل سمعت كلامك ، وحتى لما طلبت منى الطلاق وقلت ألحق نفسى ... خيرتينى بينها وبين غضبك عليا ، حرمتينى من الانسانة الوحيدة اللى حبيتها فى حياتى كلها
عزيزة فضلت تسمع وهى متغاظة جدا واول مالقته سكت قالت له : هو انت نظام خدوهم بالصوت عشان تنسينى اللى عملته
سليم بصلها وقاللها بجمود : ايمان اتجوزت
عزيزة بدهشة : و دى مين بقى اللى رمت بلاها عليه المرة دى هى وبنتها
سليم بثورة : بنتها دى تبقى بنتى لو كنتى نسيتى
عزيزة بعدم مبالاة : اهى تلاقيها شافت لها نطع يبقى ماشى فى ديلها وخلاص ، هى دى بتاعة جواز واللا بيعيش لها جواز بلا خيبة عليك وعليها فى ساعة واحدة
فجأة سليم انفجر فى الضحك وعزيزة بقت بصالة بذهول لدرجة انها شكت انه يكون اتجنن بس بعد شوية قاللها بسخرية ممزوجة بقلة الحيلة : تصدقى صح ، بدليل انها انجوزت وانتى اهوه معايا هنا ، بس تعرفى ، انتى مش غلطانة ، انا الغلطان الوحيد فى القصة دى كلها ، ماكانش لازم ابدا امشى وراكى بالشكل ده
عزيزة بتهكم : وهو لو ماكونتش مشيت ورايا كان زمان معاك الملايين دى كلها ، ده بدل ماتبوس ايدى وش وضهر انى كنت خايفة عليك وعلى فلوسك بدل ماكانت تضحك عليك وتخليك على الحديدة
سليم وهو بيبصلها بسخرية : ده بامارة ايه بقى ، بامارة شقة المهندسين ، واللا الارض اللى اتشاركتى فيها مع خالى
عزيزة بغضب : انت جبت الكلام ده منين
سليم بسخرية : من كاتمة اسرارك ، واللى لما عرفت حقيقتك هربت منك وربنا كفاها شرك ، وقدرت تلحق بيتها قبل مايتخرب هو راخر يا امنا الغالية
عزيزة بمكابرة : وافرض ، يبجى ايه ده كله جنب تربيتى ليكم و تعبى معاكم السنين دى كلها
سليم بتنهبدة : ماتجيش حاجة ، بس ياريت كفاية لغاية كده
عزيزة بفضول : تقصد ايه
سليم : اقصد انك تختاري لك شقة من الشقق اللى عندك وهفرشهالك زى ما انتى عاوزة وتروحى تقعدى فيها
عزيزة بشهقة : انت بتطردنى من بيتك يا سليم
سليم بغضب : انا مابطردكيش ، انا بحاول احميكى من غضبى منك بعد ما اتسببتى فى انك ضيعتى منى كل حاجة حلوة ، طول ما انتى قدامى هفضل فاكر كل اللى عملتيه ، وعشان كده عاوزك تبعدى ، عشان اقدر افتكر انك امى وبس
عزيزة بغل : ماشى يا سليم … ماشى ، تفرش لى شقة المهندسين ، بس بعد شهرين ، مش دلوقتى لانى مأجراها مفروش
سليم باستغراب : ولما هى مفروشة عاوزانى افرشلك ايه تانى
عزيزة : انا ما اقعدش على عفش حد استعمله قبلى
سليم برضوخ : حاضر ، بس على ما الشهرين دول يعدوا انا هروح اقعد عند ابويا فى شقة سامية ، مش هقدر افضل هنا
عزيزة بخبث : ااه طبعا ، بيت ابوك .. حقك ، لا السنيورة الجديدة تضحك على عقله وتخليه يكتبهولها
وبعدين سكتت شوية وبصتله وسألته بفضول : الا هى مراة ابوك الجديدة دى عجوزة زيه كده واللا شكلها ايه
ولاول مرة سليم يحس انه عاوز يكيد عزيزة فقال لها : لا عجوزة ايه ده احنا اللى عواجيز ، دى بنت بنوت و زى القمر ، ووشها الضحكة مابتغيبش عنه ، وشكل ابويا واقع فيها لشوسته
عزيزة بصرخة غضب : اسكت ، بقى هو ده اللى ربنا قدرك عليه ، ده بدل ما تقوللى مافيش زيك ولا فى حد ممكن ياخد مكانك
سليم بحزن ساخر : الكلام ده كلام افلام ، انما الحقيقة .. مكانى ومكانك اتاخدوا وخلاص ، ولا انا ولا انتى بقى لنا مكان فى حياة حد
يتبع الفصل الخامس عشر اضغط هنا
•الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية لو كنت أعرف" اضغط على اسم الرواية