رواية أقبلني كما أنا الفصل الخامس عشر بقلم فاطمة الزهراء عرفات
رواية أقبلني كما أنا الفصل الخامس عشر
بعد مشاجرة ورحيل يوسف جلس سيف على المقعد بغضب ظل ينفث أنفاسه بعدم أتزان فهمس لنفسه بشرود: أنا كنت فاكر لما هبعد عن علوية والضرب اللي بيحصل في الدار هرتاح بس ازاي ارتاح وصاحبي بعيد عني
وضع سيف كفيه فوق رأسه وتابع بتأكيد: مستحيل مايكونش بدر .. كل الصفات اللي كانت في بدر دلوقتي موجودة في يحيى.. طب ليه رافض انه حتى يسلم عليا.. معقول يكون زعلان مني
نفض سيف رأسه عند سماعه صوت ممرض يطرق على للباب أردف بجدية: أدخل
فتح الممرض الباب وتحدث بهدوء ناظرا إليه: دكتور سيف.. حضرتك في مرضى منتظرينك برا
أومأ رأسه ورد عليه بنبرة جدية: أنا جاي أهو
نهض سيف ليذهب ويعمل لمهنته التي أقسم أن ينجح بها
....................
(بداخل المبنى)
أستقصى يحيى قليلا عندما رأى مكية أقترب منها بقلق ولكن هتفت بألم: آآه لو سمحتوا أخرجوا برا.. انا هتصرف
لم يهتم بحديثها فأقترب منها مجددا ولكن تابعت برفض: انا كويسة.. ديما بتحصلي.. لو سمحتوا أطلعوا برا
أمرهم يحيى بالخروج ثم نظر لها نظرة أخيرة وخرج صافقا الباب خلفه بهدوء، لم يتوقع بأن ذلك المزاح الغير مقصود سيسبب لها الألم المبرح، تنهد بقلق لها، تناسى الشباب أمر مكية وبدأوا بالحديث
والصياح بالمرح، خرجت مكية تجفف وجهها المبلل بكمها توجهت الى الغرفة التي تنام بها هى
والفتيات، أختلس يحيى النظر إليها وتسلل بدون معرفة الشباب ودلف لغرفتها وجدها ممددة على الفراش بألم بسيط لم تلاحظ به حتى وجدته جالس بجوارها أنتفضت مكية وأردفت بقلق: أنت دخلت هنا ازاي؟
رفع يحيى حاجبيه بدهشة وقال بنبرة ساخرة: دخلت من الباب
لم يدع لها الفرصة للحديث ليتابع القول بتنهيدة أسفة: أنا ماكنتش فاكر اني لما اغصب عليكي تاكلي بطنك هتوجعك؟.. انتي دلوقتي عاملة ايه؟ لسة حاسة بوجع؟
أتكأت مكية على الحائط وردت بهدوء مصطنع: أنا كويسة.. معدتي مابتحملش العك في الأكل
أستهزأ يحيى في لهجته: وهو في حد بيطبخ خيار ببصل.. طبيعي يحصلك تلبك معوي
رمقته مكية بحنق ثم أشاحت وجهها الجانب الأخر قرب كفه منها وأدار وجهها إليه، أمتدت أصابعه لمس بأصابعه الغليظة على وحمتها، خجلت مكية
وشعرت بأنه سيشمأز منها لتتجمع العبرات بمقلتيها ثم ابعدت أصابعه وقالت بحزن: بلاش لاحسن.. لاحسن تقرف
فك يحيى أزرار قميصه الأمر الذي سبب لمكية الخجل ووضعت كفيها على عينيها ونطقت بتعلثم: ايه اللي أنت بتعملوا ده
أبعد يدها ووضعها على اثر حرق النار الذي على صدره وهمس لها: أنتي في يوم هتقرفي من ده؟
هزت مكية رأسها فورا بالنفي ليغمز لها، بينما هى حدقت في أعينه الرمادية بأبتسامة خجولة وقالت بتوتر ملحوظ: ممكن أسألك سؤال تاني وشخصي برضو
أغلق أزرار قميصه وتحدث بمزاح: سؤال شخصي أكتر من كده ازاي
تنهدت مكية ونطقت بتريث كبير: حرق النار ده من ايه؟
تجمد وجه يحيى وأختفت أبتسامته فأسرعت مكية بالقول: بلاش.. مش لازم أعرف.. انا أستــ
بتر حديثها بالأسراع بقول: أبويا وأمي كانوا هيحرقوني.. تخيلي الكلاب تطلع أحن منهم عليا
حدق بعينيها وتابع قوله: المكان اللي أبويا وأمي رموني فيه والكلاب اللي دفتني من البرد.. مديرة الملجأ قالتلي عليه.. أنا ديما بروحه وديما بتجيلي النوبة لما أروحه.. أول مرة شوفتيني في البيت لما جاتلي النوبة كنت في المكان ده.. ظروفك أنتي يا مكية أحسن من ظروفي
حدجته مكية بأسف وتابعت بحزن: لأ يا يحيى ظروفك انت اللي أحسن.. أنت ماعشتش انا كان يتقالي ايه؟ ولا نظرة القرف اللي كنت بشوفها في عيونهم.. دي وحمة مش حرق نار!.. أختي ديما تتريق عليا وأمي سلبية اوي مابتعملش حاجة.. حتى لما قلعت الحجاب كان ردها سلبي
كتمت باقي جملتها بالتنهيدة وقالت بحزن: قلعت الحجاب وكنت منتظرة منهم نصيحة مش شتيمة.. أنت عارف أنا أسمي مكية ليه؟ زمان كان بابا بيشتغل وعايش في السعودية هو وماما.. كانت
حامل فيا وهما في العمرة وولدتني في مكة وسموني مكية.. الناس أتريقت عليا وقالوا أسم مكية جميل بس انا مش جميلة
عاود وضع أصابعه اسفل عينها ورد بنبرة صادقة: انتي جميلة اوي يا مكية.. انتي ممكن ماتكونيش شايفة ده.. بس أنا شايف
تجمدت مكية مكانها لا تعرف هل تصدقه؟ ام لا هل هو حقيقي محب لها؟ ام لا.. أكتفت بالصمت وبداخل قلبها ستنفجر من الفرحة، نهض يحيى وقال بنبرة هامسة: مستنيكي برا يا بازوريكسيا
خجلت أكثر وخصوصا عند علمها بأسم المرض هذا أغلق يحيى الباب خلفه بهدوء، لوحت مكية بذراعيها للأعلى بسعادة ثم أنحنت قليلا للألم الذي ببطنها
....................
في منزل (ألسكندر اسحاق الخواجة)
مجتمعين على مائدة الطعام يتناولون الغداء تحدث ألسكندر بنبرة هادئة لأبنته: جيتي بدري من الجامعة النهاردة يا ماريا
رفعت ماريا رأسها وأجابته بفتور: في محاضرة أتلغت يا بابا
نفض رفائيل يديه وقال بعزم: أنا شبعت.. هنزل اقعد في المطعم.. ماتتأخرش يا جايدن
لم ينتظر رفائيل منهم الكلام وخرج من المنزل ليتابع عمله الذي ورثه من والده وهو المطعم للمأكولات البحرية، نظر جايدن لڤيكتوريا وقال بهدوء لوالده: بابا أنا كنت عاوز أتكلم معاك في موضوع وياريت تسمعني للأخر أنت وأمي
حدق ألسكندر بأبنه الكبير ليحثه على الحديث تنهد جايدن وأردف بتوجس: الأوضة بتاعة آآ
قاطعته ڤيكتوريا بغضب: من قبل ما تكمل جايدن.. أوضة أخوك مش هتاخدها
جز جايدن على أسنانه وأبتلع غضبه ثم نظر لوالده بجمود: ها يا بابا قولت ايه؟
تريث ألسكندر في قوله: طيب.. انت عاوز تاخدها تعمل بيها ايه؟
سأله جايدن بنفس نبرة والده: قولوا أنتوا هتعملوا بيها ايه؟ طالما هو ميت.. مابتعملوش حاجة غير التنضيف وتغير النظام اللي فيها بس
نهرته ڤيكتوريا بعتاب قاسي: عيب تتكلم على أخوك
صاح بها جايدن بغضب مماثل ولوح بيديه: ده ميت
أختلست ماريا النظر وأردفت بهدوء مصطنع: براحة يا جايدن مش بالعصبية
نهضت ڤيكتوريا وصاحت بجايدن: أنت قليل الأدب أحترم نفسك وأنت بتكلمني
أدارت ڤيكتوريا جسدها لتدلف لغرفة أبنها المتوفي وأغلقت خلفها الباب حدقت بها، دائمة التنظيف لها حتى أنها تجلب له الثياب في كل مراحل عمره
ألتفت لمصدر صوت فتح الباب وكان ألسكندر أغلق مجددا الباب وتنهد متكأ عليه ثم قال بحزن: وأخرتها يا ڤيكتوريا
أحتضنت الوسادة مجيبة بنبرة أسى: صدقني ماقدرش.. زي ما جايدن أبني.. ستيڤن أبني برضو وصعبان عليا.. وحشني اوي
........................
لم يتحمل جايدن رفض والديه فذهب مغادرا المنزل وتوجه الي المطعم (الماريسكو) دلف لداخل مكتب أخيه بغضب شديد
أنتفض رفائيل وقال بدهشة: ايه يا ابني في ايه لكل ده؟ أنت محسسني أنهم أول مرة يرفضوا؟
جلس جايدن على المقعد وهدر به: ماهو ده اللي هيجنني يا رفاييل.. ليه بيرفضوا؟
وضع رفائيل كفه على وجنته وأجابه بتلقائية: عشان دي أوضة ستيڤن
جز على أسنانه كأنه يمتص غضبه وقال بحدة خفيفة: مات.. ستيڤن مات.. ليه مش مصدقين انه مااااات
نظر رفائيل لأخيه عن كثب وردد بجدية: أنت عاوز تعمل ايه بالأوضة يا جايدن؟
بلل شفتاه ونطق بنبرة هدوء غاضبة: عاوز أفوقهم.. بابا وماما عايشين على ذكرى ميت.. لازم أبعد عنهم كل حاجة بتفكرهم بيه.. أنت مش شايف ماما لما بتفتكر الحادثة بيكون شكلها ايه؟ طب بابا اللي ستيڤن مات على أيده.. كل ده لازم يتحل وأنت هتساعدني غصب عنك
شرد رفائيل بعد حديثه أخيه ليقول وهو يومأ رأسه: موافق يا جايدن بس هنعمل ايه؟
أبتسم له وأردف بعزم: هقولك على كل حاجة.. بس مش دلوقتي عشان الشغل.. محتاجة قعدة كبيرة
.......................
في المساء عند يحيى تحسنت حالة مكية للأفضل تجمعوا بجانب بعضهم البعض يتحدثون في أمور التنمية البشرية، تحدث شاب بيأس: انا ديما بحاول أنجح في حياتي بس لسة مافيش اي مؤشر لكده
أردف يحيى بنبرة ساخرة: وأنت مستعجل على ايه؟ ده انت لسة عيل.. ايامك جاية بس الصبر
سمع الشاب همهمات ضحك عليه فتابع بنفس نبرته: انا مش عيل انا عندي ٢٣ سنة.. هحق احلامي أمتى؟
تنهد يحيى ثم أجابه بهدوء: أنت أسمك ايه؟
أبتلع الشاب لعابه وقال بتريث: عبد ربه
أبتسم يحيى وثم واصل قوله بجدية: عارف يا عبد ربه ايه اللي مخليك انت وباقي الناس مش محققين اهدافكم واحلامكم؟
أنكم مابتصبروش عاوزين كل حاجة النجاح والفلوس والشهرة والحبيبة في وقت واحد وكمان الشرط الاول والاساسي لازم يحصل وأنتو صغيرين
تعجب الجميع من حديث يحيى فسألته فتاة بنبرة ساخرة: ما ده طبيعي يا دكتور يحيى لازم ده يحصل وأحنا صغيرين.. امال يحصل لما نكبر ونعجز
رمقها بسخرية مماثلة لقولها ثم أردف بتلقائية: أعظم أنسان في الكون سيدنا محمد صل الله عليه وسلم الوحي نزل عليه وهو عنده أربعين سنة قعد ١٣ سنة بيدعي للناس هاجر من مكة كان عنده ٥٣ سنة.. حقق كل النجاح لما كبر.. كل حاجة بتنجح بس في وقتها وشوية صبر مع ثقة في ربنا
تابع يحيى بالشرح لهم جميعا وطرق ثقتهم بنفسهم ثم أستأذن الجميع بالخروج امام المبنى في الهواء الطلق تحدثت مكية وهى تقول بهدوء للفتيات: هجيب موبايلي ومش هتأخر يا بنات
دلفت للداخل ثم أقتربت من الفراش وألتقطت هاتفها وجدت عائلتها قامت بالرنين كثيرا عليها والأن والدها أمتعض وجهها ولم تفعل شيء حتى توقف الرنين بمفرده أستدارت لتغادر
تفاجأت بيحيى جالس على فراش أخر شهقت بفزع ثم أردفت بريبة: أنت بتدخل هنا كتير ليه؟ لو البنات عرفوا هيفضحوني
ربع ذراعيه الى صدره ورد عليها بتوجس: محتاج مساعدتك في موضوع وآآ
صاحت فتاة بالخارج بمرح: مكية أنتي لسة قاعدة جوا.. أحنا بنلعب
توترت مكية وتلفتت على جانبيها ثم أمسكت برسغ يحيى وأقتربت به لداخل الحمام، أبعد يده وقال بعصبية هامسة: أنتي أتجننتي عوزاني أتخبى في الحمام زي العيال الخاينة
تابعت مكية دفعه للداخل الحمام وردت عليه بقلق: أحسن من اللي هيحصل لو البنات شافوك معايا
أمسكت بستارة المغطس وأبعدتها وأمرته: أدخل هنا بسرعة يا يحيى
حدجها بغضب فدفعته ليدخل بالمغطس وعاودت أرجاع الستارة شهقت بصدمة عندما رأت الفتاة ممسكة بوعاء كبير محتوي به مياه نظرت لها مكية وللأناء عدة مرات لتقول بتعجب ممزوج بتعلثم: ايه ده؟
لاحظت الفتاة أرتباك مكية وتلفتها للستارة فنطقت ببرود: هتلعبي معانا بالمية
وضعت مكية كفها على كتفها لتخرجها من الحمام: تعالي نلعب برا يا رحاب
ألتفت رحاب مجددا ورجعت للخلف ثم قالت ببرود: ولا أقولك احنا كبار على لعب الصغيرين انا هكب المية
ثم قامت بفتح الستارة بسرعة وسكبته فوق يحيى الجالس على حافة المغطس، أصطنعت رحاب الصدمة لتقول بحزن مكذوب: سوري يا دكتور يحيى.. انا ماعرفش ان حضرتك هنا
نهض يحيى ورد عليها بأبتسامة مزيفة: أنا كنت هستحما أصلا
خرج يحيى من المغطس وكأن شيء لم يحدث رمقت مكية زميلتها بحدة وخرجت دون أن تبرر لها موقفها الأمر الذي جعل رحاب تفكر بخبث ثم خرجت لزملائها وجلست بجوارهم سألتها فتاة أخرى: هى مكية مش هتيجي
نظرت للسماء بشماتة ولم ترد عليها
.......................
خلع يحيى ثيابه ثم نظر للمرآة على أثر حرق النار الذي على صدره بغضب تذكر حديث مديرة الدار
علوية عندما كانت دائمة الشماتة به: أنت مشوه يا بدر.. مافيش بنت هتقبل تتجوزك.. عشان حرق النار وعشان ابن حرام
كور قبضة يده وضربها بالمرآة لتتهشم وتجرح أصابعه أستمر بالضرب عليها بعنف وردد بغضب هامس: أنا مش أبن حرام.. ولا مشوه.. ومش يتيم.. أنا ماليش ذنب في اللي حصلي.. أنا بكرهم كلهم
أسرعت مكية بالدخول لغرفته لتقول بسرعة: انا لازم أمشي يا يحيى.. جامعتي أهم وعشان ابعد عن رحاب ممكن تهبل في الكلام وآآ.. مالك يا يحيى في ايه؟
لم يلتفت لها وواصل ضرب يده فى الزجاج المحطم بالحائط قائلاً بغضب: أنا مش يحيى انا بدر.. أسمي بدر الدين.. أنا مش أبن حرام
أقتربت منه ومحاولة أفلات ضربه المستمر ولكن لم تستطيع علمت مكية بأنه ليس بوعيه وسيدخل في نوبة الصرع لتقول بهدوء قلق: أبعد ايدك بتنزف دم كتير
دفعها يحيى بيده الملطخة بالدماء وهدر بها: مالكيش فيه
أقتربت مكية بتريث ثم نظرت له عن كثب وقالت بقلق ظاهر: لأ ليا فيك.. أنت مش حاسس بنفسك.. النوبة بتجيلك.. بلاش تفكر في حاجة هتتعبك.. وأسمحلي أشوف جرحك
وضع يديه على رأسه لتختلط بالدماء وقال بألم وأهتياج: مش حاسس بالوجع اللي في أيدي.. الوجع في قلبي من جوا
سيارته مكية في القول ونبرة صوتها ترتجف بذعر: عشان خاطري تعالي أغير لجرحك
صاح بها بحدة خفيفة ممزوجة بتوهان وجثى على ركبتيه: أبعدي عني
أقتربت مكية تجاه يحيى ووضعت كفها على وجهه لتزيل الدماء بيدها قائلة بقلق: مالك يا يحيى بس.. هات ايدك
أعتدل يحيى على قدميه ونطق بغضب شبه فاقد للوعي: بقولك أنا مش يحيى.. أنا اسمي بدر أخرجي برا وسبيني في حالي مش محتاج مساعدة ولا نظرة شفقة من حد
ردت عليه بخفوت: طيب براحة على نفسك.. عشان خاطري.. أنا محتاجاك في حياتي
وضع يديه على وجهه وتلطخت أكثر بالدماء وهدر بها: أنا مش بتاع حب ولا جواز.. أنا واخد عهد على نفسي اني مش هتجوز ابدا
تراجعت مكية للخلف وحدقت به بصدمة عندما شاهدت جسده يهتز بسرعة ويطرح أرضاً ويفرك بجسده حتى يتشنج مرة واحدة ويغشى عليه
صاحت مكية بحدة متوجسة: يحيى
أقتربت منه وبدأت في ضربه على وجنته ولم يبدي اي رد فعل فصرخت بصوتها العالي لزمايلها بالخراج الذين لم يتأخروا عليها بالقدوم صدم الجميع عند رؤية يحيى فاقد للوعي وجسده العلوي عاري والدماء على رأسه ويده
أكملت مكية الصراخ ببكاء: ألحقوني يحيى أغمى عليه
أقترب شابان ودنا الى يحيى ليحملاه ويضعاه على الفراش خاصته أحرجت الفتايات فأنسحبوا بالتدريج، نطق شاب بجدية: أنا دكتور
بدأ في تطهير جرح يده البسيط وساعده على أرتداء تيشرت خفيف ثم تركه لمعرفته بأنه قد غط في سبات كانت مكية تتابعه عبراتها تنهمر على وجنتيها أقترب منها الشاب قائلا بهدوء: هو نايم دلوقتي بكرة هيصحى ويرجع زي ما كان.. يلا انتي كمان روحي نامي.. عشان أحنا هنمشي بكره
ألقت نظرة أخيرة على يحيى وخرجت من غرفته لتدلف للغرفة التي بها الفتايات لم تنظر أو تحدثهن غير انها تمددت على السرير وتدثرت جيدا لكي تسمح بعبراتها النزول، تلفتت الفتايات لبعضهن ثم شرعوا بالنوم مثلها
شردت مكية بكلام يحيى هل حقا لا يفكر بالزواج ولكن لماذا أعترف بحبه لها؟ ألتمست الصدق في حديثه نفثت الهواء من رئتيها وكشفت الغطاء ثم خرجت تتمشى في الرواق الهادئ والمظلم نسبيا
لم يمنعها فضولها من ألقاء النظر على باب غرفة يحيى فتحته بهدوء ونظرت له لتجده نائم أغلقت الباب وتابعت طريقها لتجلس على مقعد خشبي وتنظر لنجوم السماء تذكرت حديثه عندما قال
لها بأنه يحبها أبتسمت بأسى وقالت لنفسها: مافيش حاجة حلوة بتكمل.. بس لما بتجيله النوبة هو قالي انه بيهلفط بالكلام ومش بيكون في وعيه
تنهدت بحزن وشعرت بملمس أصابع على كتفها ألتفت للخلف لتجد رحاب تجلس بجوارها
تفاجأت مكية فأبتسمت رحاب قائلة بهدوء تأكيد: انتي بتحبيه يا مكية وهو بيحبك
قربت أبهامها من عينها لتجفف عبراتها وردت بحزن: لأ أحنا مش بنحب بعض.. أنا بس زعلت عليه
أردفت رحاب بهدوء ناظرة للسماء: من أول يوم في الكورس لما أحرجك قدام الكل ولما أتخطفتوا سوا وحصل الأتفاق بينكم.. وأنا قولت ان هتحصل قصة حب بينكم.. أنا مش عاوزة أعرف ايه اللي حصل بس كل اللي أقدر أقوله ماتستلموش بسرعة
تعجبت مكية من قول رحاب بشدة فتابعت كلامها: أنا عارفة اللي هقوله وقته فات.. بس انتي طيبة يا مكية وتستاهلي اللي يحبك زي دكتور يحيى القاضي.. يلا ننام عشان هنصحى بدري ونمشي
وقفت بجانبها ثم عاودوا الرجوع للغرفة
..............................
في صباح اليوم التالي تململ يحيى بثقل ثم أغمض فتح عينيه وأغمضهما عدة مرات لاحظ يده المربوطة وأنه مرتدي تيشرت أعتدل ثم فرك في رأسه بتذكر: هو حصل ايه أمبارح؟ انا مش فاكر حاجة غير لما.. لما كنت هنا
أشار بأصبعه على المرآة المهشمة والزجاج موضوع بجانب الحائط تذكر القليل ماحدث معه ومع مكية ثم تنهد وحدث نفسه: كفاية عليها وعليا لحد كده
نهض من فراشه ودلف للحمام ليغتسل ثم أخبر الجميع بأنهم سيذهبون الأن بنبرة جادة قاتمة وكأن لم يحدث شيء، كانت مكية تستمع له فتأكدت بأن حديثه كان صادق حزن وغلبها الاسى لفرحته الغير مكتلمة في خلال ساعة كان الأتوبيس أمام المبنى أستقل الجميع للذهاب والعودة لمنزلهم
.....................
وصل الأتوبيس امام (سنتر يحيى القاضي)
ترجل الجميع منه وتفرقوا للعودة لمنازلهم أقترب يحيى من سيارته وقبل أن يستقلها لمح بمكية تنظر له شزرا أغلق باب سيارته بعصبية وأقترب منها
تراجعت مكية للخلف وهدر بها بحدة خفيفة: مستنية ايه؟ ماتمشي زي اللي مشيو
رمشت عدة مرات وقالت بتعلثم خفيف محاولة أخفائه بالعصبية: أنت بتزعق ليه؟ هو أنت عندك أنفصام في الشخصية.. ليه بتعلقني في السما وبعدين بترميني في الأرض
رمقها بتهكم ورد عليها بنبرة استخفاف: دماغي فيها مليون حاجة وانا مش فاضيلك.. قبل ما أنسى الأربع ايام اللي فاضلين.. انتي حرة مش هطلب منك حاجة تانية وأتمنى أنك تنسي اي حاجة قولتهالك
ثم أستدار بجسده وتحرك بضع خطوات أغتاظت مكية من حديثه ولم تعرف ماذا تفعل ليشفي غليلها سوى ان تقترب من أصيص الزرع الكبير الموضوع
بجانب السنتر ونبشت بعض من التراب المبلل المنغمسة به الورود وألقته على ظهره توقف يحيى بجمود ثم أستدار برأسه لينظر على كتفه المتسخ وألقاها نظرة غضب فقال بوعيد: أنتي كمان بتحدفي عليا طين.. أنسي اللي قولتهولك من ثواني.. الأربع ايام اللي فاضلين هخليهم اربع سنين جحيم ليكي
ثم أقترب منها وأمسك معصمها وهزه بعصبية: أستعدي للي هيحصلك
ترك يدها بعنف لترتد خلفها وكلتا أعينها تحدجه بحنق وعاودت أبعاد الزهور وحدفه بالطين وهى تردد بتهكم: أنت بتعمل كده ليه؟
وضع يحيى يديه أمام وجه وأوشك على أنش حركة أخرى أنه سيقتلها، فعل مثلها وبدأ في أمساك حفنة من التراب وألقائه عليها قائلا بوعيد: انتي مش هتجبيها البر
هتفت مكية بغضب محاولة ابعاد نفسها: أبعد هنتفضح.. الناس هتتلم علينا
لم يرد عليها ليحمل الأصيص ويفرغ بعض من التراب عليها طرحت مكية على الأرض وهو يردد بسخرية: على اساس من شوية الناس كانت هتسقفلنا
أستفز مكية من حديثه لتمسك بالتراب بيديها وتحدفه في وجهه ثم أردفت بعصبية: هدومي أتوسخت
أغمض عينيه وجثى على ركبتيه ثم فرك بها أعتدلت مكية وحدثته بضيق متلفتة للجانبين: نهار اسود لو حد شافنا.. أنت ازاي تعمل كده.. أنا برستيجي ضاع
نهض يحيى من الأرض وألتقط بالأزهار الملقية بأهمال وحدفها على رأسها قائلا بسخرية: شوية ورد عليكي.. قومي عشان لسة الشغل كتير اوي
أبعدت الزهور جانبا ونهضت تنفض ثيابها كانت ستتحدث لولا أقتراب فتاة منهم وصاحت بإنكار: دكتور يحيى؟! ايه اللي عمل فيك كده؟
ثم ألتفت لترى مكية علمت بأنها الفتاة المشهورة ولكن قالت بضيق مدعية عدم معرفتها: مين دي؟
لم يرد عليها وشرع في ازالة التراب من ثيابه فتابعت الفتاة بنبرة فخر: كويس اني قابلت حضرتك.. انا كنت عاوزاك في موضوع
رمقته مكية بغيظ فتابع يحيى بجدية: أنا ماعرفش أسمك حتى
أحرجت الفتاة ولكن لم تسمح لمكية بالسخرية منها فتابعت بأستفزاز لمكية: من سنة كنت باخد كورس تنمية بشرية عند حضرتك كنت محتاجة أستشريك في حاجة .. بس مش عاوزة رد من بنات بايرة وخصوصا البتاعة دي
شددت على أخر جزء من جملتها لتهين مكية مما سبب ليحيى الغضب في قوله: بنات بايرة؟! على اساس ان الرجالة مقطعة بعضها عليكي يا بايرة
أبتسمت مكية أبتسامة عريضة فتابعت الفتاة بحرج قليل ولكن نطقت بحدة خفيفة: نعم؟
أردف بغضب حاول التحكم به: أنا مش دكتور نفسي
أردفت مكية بسخرية كبيرة: بالسلامة يا ملبسة
عضت الفتاة على شفتيها بغضب كبير ثم أبتعدت من أمام وجههم وهى تغمغم بكلمات حانقة
أبتسمت مكية له ولكن أختفت أبتسامتها عندما رأت وجهه الغاضب لها خلع سترته وحدفها على وجهها بعصبية: أغسليها وأبقي حضريلي عشا.. عارفة يا مكية لو رجعت ومالقيتش من اللي قولته أتنفذ هرتكب فيكي جناية.. وياريت تخلصي وتمشي
عاود الأقتراب من سيارته ثم أدخل جسده العلوي وألتقط من تابلوه السيارة مفتاح وألقاه عليها بحنق: أمسكي.. دي أخر نسخة حافظي عليها
ثم أستقل سيارته وأبتعد بها ليسمع صوت رنين هاتفه ألتقطته وأجاب بنبرة جادة: نعم يا بابا
أردف عاصم بهدوء: أنت مش هتيجي يا يحيى.. في موضوع مهم عاوزك فيه
نظر يخيى لجسده المتسخ وقال بضيق خفيف: حاضر هجيلك دلوقتي.. سلام
أغلق الهاتف وتوجه لوالده وهو سيب ويلعن مكية
.................
وصلت مكية أمام شقته ترددت في الدلوف اولا أم تذهب الى شقتها وعائلتها حسمت أمرها بفتح باب شقة يحيى أغلقت الباب خلفها بهدوء وأقتربت من الحمام وغسلت وجهها ثم بللت ثيابها لتنظيفها
أمسكت بجاكت يحيى بغضب وكورته بحنق: أنت مستفز يا يحيى.. وعندك أنفصام في الشخصية ازاي بتحبني وازاي مش بتاع حب وجواز.. شكلك معقد
وضعته بالمغطس وفتحت صنبور المياه لتغسله بعد أنتهائها دلفت لغرفة نومه وعلقته بالبلكونة ثم أغلقت باب الشرفة بهدوء وجلست على الفراش بنفاذ صبر: أحضرله يطفح ايه ده كمان؟ ماهو أصل انا الشغالة
خرجت من الغرفة وتوجهت للمطبخ تعبث به، أعدت له مكرونة بالبشاميل وأخذ منها وقت بعد أنتهائها أخرجتها من الفرن ووضعتها على رخامة بالمطبخ ثم خرجت منه بملل، جلست على الأريكة وحدثت نفسها بتفكير: هو ليه بيعمل كده؟ ساعات بحسه بيحبني وساعات بحسه انه بيتهرب مني وآآ
فتح يحيى باب شقته فأسرعت هى بدلوف غرغته بقلق: يالهوي ده قالي لو لقيتك هيرتكب فيا جناية
ألقى نظرة للصالة ولم يسمع صوتها ليتأكد بأنها ليست موجودة فك أزرار قميصه وخلعه ثم توجه للحمام ليغتسل بعد أنتهائه لف منشفة حول خصره وخرج وهو يجفف شعره بفوطة أصغر
سمعت مكية دندنته لتلطم على وجهها بقلق: يالهوي ده هيعلقني في السقف
فتحت خزانة ثيابه وأختبأت بها، فتح يحيى باب غرفته وأغلقه خلفه بهدوء استمر بالغناء وهو يركض في سيره ليقرب كفه من مقبض الدولاب
وعندما فتحه صرخت مكية من منظر يحيى وضعت أصابع يدها على وجهها فهدر بها بغضب: يخربيتك ده انا كنت هقلع.. أخرجي برا
أردفت مكية بتعلثم: آآه.. طب أبعد من سكتي.. ايه قلة الأدب دي
رد عليها بسخرية أكبر: عوزاني أستحمى بهدومي؟.. انتي بتبصي على ايه يا متحرشة.. اخرجي عاوز ألبس
أفسح لها الطريق بينما مكية أستعدت للخروج بحرج ونطقت بحدة قليلة من نعته لها: أحترم نفسك انا مش متحرشة يا قليل الأدب يا خريج كلية البجاحة والوقاحة
رفع يحيى حاجبه للأعلى وأردف بسخرية: أنتي هتعيشي في الدور يا ممثلة.. أخرجي برا ولا عوزاني أغير هدومي قدامك كمان
خرجت مكية من الخزانة بحنق وخجل في آن واحد قبل غلق الباب غرفته ثم همست: قليل ادب
أتاها الرد من خلفها بسخرية: بس محترم
أغلقت مكية الباب وأخذت حقيبتها الكبيرة وجرتها خلفها وحملت حقيبتها الأخرى الصغيرة على كتفها ثم خرجت من الشقة متوجهه للطابق الأعلى، أرتدى يحيى ثيابه وخرج ليعلم بأن مكية غادرت الشقة
أقترب من المطبخ ونظر لصنية المعكرونة وأخذ قليل منها في طبق وجلس على المقعد ليأكل
في غضون دقائق قليلة سمع طرق على بابه نهض على مضض وفتح الباب معتقدا بأن مكية تريد منه شيء، خيب ظنه وقال بضيق: عاوز ايه؟
دفعه للداخل وأغلق الباب خلفه ليتابع يحيى بسخرية: أنا كده خوفت يعني!
أقترب من يحيى ولم يرد عليه بكلمة سوى أمساك التيشرت وخلعه منه، أحتقن وجه يحيى فهدر به: نهار اهلك اسود.. ده أنا هقتلك
يتبع الفصل السادس عشر اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية أقبلني كما أنا" اضغط على اسم الرواية