رواية في غيابة الجُب الفصل السادس عشر بقلم نعمة حسن
رواية في غيابة الجُب الفصل السادس عشر
ده يبقا إبن الشيخ بلال.....خالك!
ألجمتها الصدمه،أخرستها،أفقدتها النطق علي مايبدو.
نظر إليها يتبيّن ردة فعلها فوجدها تنظر له و الصدمه تكسو عيناها و ملامحها أجمع.
=خالي؟!!
قالتها بتمهل و كأنها تستشعر وقع تلك الكلمه لأول مرة علي مسامعها ثم تابعت:
=أنا مش فاهمه حاجه..!
عَلِم أن مهمّته صعبه إن لم تكن مستحيله و لكنه تحلّي ببعض من الشجاعه و قال:
_الشيخ بلال السيد الشيخ يبقا أخو مامتك "هند السيد الشيخ".
=متقولش مامتي..إسمها"هند"وبس!
برز صوتها حاداً غليظاً مستنكراً فلم يُجِبها و أشاح بوجهه للجهة الأخري يحاول إستجماع قوته و رباطة جأشه.
إستدار إليها مرة أخري و إعتدل بمجلسه ليقابل وجهها الشاحب ثم أمسك بيديها بين يديه و قال:
_لينا...بصيلي.
فعلت كما طلب منها و نظرت إليه فقال:بتثقي فيا؟!
أومأت أن نعم فقال:إنتي لازم تعرفي كل حاجه بتدور حوالي منك..إنتي مش صغيرة ولا ضعيفه..إنتي قويه و قدها و قدود كمان.
ثم تسائل:إنتي مش قولتي قبل كده إنك كنتي تتمني إنه يكونلك أهل و قرايب؟!
نظرت له بأعين مشتته و قالت:مش عارفه..يمكن كنت بقول كده عشان مكنتش أتخيل إن ده هيحصل فعلاً.
_لأ..إنتي كنتي بتقولي كده لأنك كنتي محتاجه لكده بجد..ولحد دلوقتي إنتي محتاجه إنك تتعرفي علي أهلك و يكونلك عزوة و سند.
=عزوة و سند؟!!
رددت كلماته بإستنكار شديد و سألته:
=و كانوا فين العزوة و السند و أنا مرميه في مؤسسه للأطفال اللقيطه و مجهولة النسب؟!مكانوش سند ليه وقتها؟!
_كل واحد بيغلط يا لينا..كل الناس بتغلط..وبعدين وقتها الموضوع كان صعب و الصدمه كانت مأثرة عليهم فـ أكيد التصرف ده كان من غير تفكير.
=إنت بتدافع عنهم!!هو إنت عايزني أرجعلهم مثلاً و أسيب بابي و مامي؟!
_أولاً..أنا مش بدافع عنهم ولا حاجه..الشخص الوحيد اللي يهمني في الليله دي كلها هي إنتي..أنا نفسي أشوفك مبسوطه و وسط أهلك و ليكي قرايب كتير و أصحاب و لمه..لينا إنتي من بعد"حنين"الله يرحمها و إنتي متعرفيش حاجه عند حد..ولا بتخرجي و لا بتكلمي صحابك..رجعتي إنطوائيه كما كنتي قبل ما تتعرفي علي حنين.
تنهدت وقلبها يعتصر ألماً فقالت:الله يرحمها.
تابع حديثه قائلاً:ثانياً بقا و الأهم..أنا مش عايزك تسيبي جمال بيه و بسمه هانم أكيد..بس مهما عاشوا مش باقيينلك..لما بعد عمر طويل يموتوا هتعيشوا لوحدك؟!
شددت من ضمها لـ يديه و قالت:إنت معايا.
لم يجيب،ظل ينظر إلي عينيها التي إمتلأت بدموع عجز هو عن تفسير سببها.
توقف عقله عن التفكير و هداه إلي حل واحد....عنااق.
جذبها إلي صدره يعتصرها بين أضلاعه ففعلت هي المثل و جاء صوتها مهزوزاً تقول:
_رزق أنا مليش غيرك..لو إنت كمان سيبتني أنا هموت.
رقّ قلبه لرؤية ضعفها و إنكسارها..
كم أنتِ فقيرة حظ يا لينا!....
ربت علي ظهرها بحنان بالغ و قال:أنا عمري ما هسيبك يا فله..إنتي حته مني..أنا عايز أتجوزك النهارده قبل بكرة بس خايف.
إبتعدت عنه و نظرت له بـ حيرة وقالت:
_خايف من إيه؟!
=من أبوكي..لو إتقدمتلك و عرف إننا بنحب بعض وهو رفض إستحاله هيسيبني أقعد في الفيـلا..هيبعدني عنك.
_ليه؟!
تسائلت بتعجب و لكنه حاول أن يتملّص من إجابة سؤالها و لكنها ألحت عليه إلحاحاً بالغاً.
_ليه يا رزق؟!أكيد إنت تعرف حاجه هو مش عايزك تقولهالي عشان كده لو عرف إننا بنحب بعض هيمشيك.
حكّ أنفه،حكّ عنقه،ثم لمس أذنه و قال:
=مش قصـ........
قاطعته بحده قائلة:متكملش..من قبل ما تتكلم بتكدب.
زفر رزق وقد أصابه التوتر الشديد فأمسكت لينا بوجهه تديره إليها ليواجهها و قالت:
_رزق..أنا بثق فيك..بلاش تخبي عليا عشان لو عرفت إن إنت مخبي عني حاجه هتخسرني صدقني.
نظر إليها وعينيه تفيض باللوم و الغضب في آنٍ واحد..
قال:أخسرك؟!عندك إستعداد يعني؟!
_رزق بلاش كده..إنت عارف إن أنا بحبك..عشان خطري بلاش تخبي عليا حاجه.
=عايزة تعرفي إيه يا لينا؟!
_كل حاجه إنت تعرفها.
قرر التخلص من إلحاحها و إخبارها بنصف الحقيقه الأقل تأثيراً عليها _أو هكذا ظن_و إخفاء البقية..
=اللي أعرفه هو اللي مكتوب في الورق بس..معرفش حاجه زيادة.
_و إيه هو اللي مكتوب في الورق و خصوصاً في محضر العثور؟!إشمعنا الورق ده بالذات بابي كان حريص أوي إني مشوفوش ولا أعرف حاجه عنه.
=اللي مكتوب في محضر العثور..المكان و الوقت اللي لقيوكي فيه....
بتر حديثه وهو لا يستطيع الإسترسال فـ حثته علي أن يستكمل كلامه و قالت:
_هاا..كمل...لقيوني فين؟؛
=في بير.
نظرت له وكأنه يهذي ثم صدرت منها ضحكه متهكمه و قالت:بير؟!إنت بتتكلم جد؟!
أومأ أن نعم،فنظرت له و بدأت إبتسامتها في التلاشي شيئاً فشيئاً و قالت:
_و هي اللي رمتني في البير؟!
=معرفش..اللي أعرفه إنها ماتت يومها كمان..و بعدها إنتي روحتي مركز صحي..ده كل اللي أعرفه.
_و عرفت منين إنه عبدالرحمن ده يبقا إبن خالي؟!
=لما تعبتي أيام "بابسي"و جه الشيخ بلال عشان يرقيكي يومها وهو ماشي ساب الكارت بتاعه لجمال بيه و لما شاف الإسم شك و خلاني سالت حد في السجل المدني و من هنا عرفت إن بلال أخو هند.
كانت تستمع له بشرود و تيه و قد صعقتها الصدمة فقالت:
_يعني الشيخ بلال ده يبقا خالي؟!!و اللي يساعدني يوم المولد دونً عن الناس كلها يطلع إبن خالي!!
أومأ رزق بنعم وهو يترقّب رد فعلها الحاد،صراخها،بكائها ولكنها فاجئته بقولها:
_أنا عايزة أزورهم!
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
تململت في فراشها،نظرت له فوجدته ينام نوماً عميقاً،إبتسمت بتهكم وهي تنهض من جانبه ثم تذهب و ترتدي ملابسها ثم أمسكت بورقة و قلم و بدأت بكتابة رسالتها إليه:-
"أنا ماشيه يا جمال..ماشيه و متدورش عليا لأنك مش هتعرف توصللي..مهانش عليا أختفي فجأه من غير ما أسيبلك رساله و مهانش عليا بردو أفضل بعد ما إكتشفت الحقيقه و قد إيه أنا كنت مخدوعه فيك...طبعاً إنت مش محتاج إني أقوللك خلي بالك من لينا..أعتقد محدش هيخلي باله منها قد أبوها!..متستغربش..انا سمعتك و إنت بتتكلم مع رزق و عرفت كل حاجه و عملتDNAو إتأكدت إنك بابا لينا الحقيقي..ذنب مشيرة في رقبتك ليوم الدين..ولسه ياما هتشوف..ربنا يعينك علي اللي جاي".
وضعت بسمة القلم من يدها و طوت الورقه ثم وضعتها بجانبه علي الكومود بجانب الفراش ثم أخذت حقيبتها و غادرت.
بعدها إستيقظ هو من نومه، لم يجدها بجانبه فلم يهتم ظناً منه أنها بالخارج و لكن جذب إنتباهه ورقه مطوية بجانبه فإلتقطها و إعتدل جالساً ثم بدا بقرائتها.
إتسعت عيناه بصدمة و للمرة الأولي يبكي، بسمة حياته كما كان يناديها، سعادة أيامه و حب عمره غادرت.
كان يخشي لحظة المواجهه ولكنها كعادتها تعفيه من كل ماهو شاق.
إلتقط هاتفه و بدأ بالإتصال بها فوجد الهاتف مغلقاً، قام بالإتصال بـ رزق الذي تعجب إتصاله بذلك الوقت فقال:
_خير يا جمال بيه؟!
=بسمة عرفت كل حاجه و سابت البيت..تروح شقة باباها تشوفها هناك ولو مكانتش هناك تقلب الدنيا لحد ما تلاقيها.
جاهد رزق كي يخفي توتره وقال:حاضر يا جمال بيه.
نهض جمال من مرقده و بدّل ملابسه ثم صعد إلي غرفة لينا فوجدها مازالت غارقه بالنوم.
نزل إلي الأسفل وجلس ينتظر مجئ رزق قرابة الساعه حتي أتي فسأله جمال متلهفاً:
_ها..لقيتها؟!
هز رزق رأسه بنفي و قال:روحت بصيت لقيت القفل علي الشقه و سألت البواب قاللي مجتش.
ضرب جمال جبهته بيده مغتاظاً و قال:تقب و تغطس يا رزق و تعرف مكانها فين..سامعني؟!
أومأ رزق موافقاً وقال:تحت أمرك يا جمال بيه.
••••••••••••••••••••••••
أفاقت لينا من نومها و بدلت ملابسها ثم نزلت لتناول فطورها فوجدت والدها يقف بصحبة رزق،ذهبت إليهم قائلة:
_صباح الخير..
أجاب جمال و رزق:صباح النور.
_إيه متوترين كده ليه علي الصبح؟!في حاجه؟!
أجاب جمال:لا يا حبيبتي مفيش..رزق بس كان بيوصل مامي المنصورة عشان في حالة وفاه هناك و أنا كنت بسأله عليها.
إقتربت منه اكثر و سألته:المنصورة!!اول مره أعرف إن مامي كان ليها قرايب هناك.
إتجه بؤبؤ عينه إلي اليمين وهو يقول:
_لا ما هو مش قرايب أوي يعني..هي اللي ماتت تبقا بنت عم باباها وهي أصرّت تروح تعزي.
تبيّنت مراوغته و إخفاءه للحقيقه فسألته مجدداً:
_بس مامي عمرها ما سافرت من غير ما تقوللي..دي كانت بتبقا عاوزاني أروح معاها!
أنقذه رنين هاتف رزق و الذي قال:عم بكري!!
قالت لينا متلهفه:رد بسرررعه.
أجاب رزق قائلاً:أيوة يا عم بكري..وعليكم السلام ورحمة الله.
_عامل إيه يبني و لينا عامله إيه؟!
=الحمدلله يا عم بكري كلنا بخير.
أخذت لينا منه الهاتف و تحدثت إلي "بكري" وقالت:
_ألو..إزيك يا عمو بكري؟!
=يا ندله..هو أنا لو مسألتش إنتي متسأليش؟!
_معلش والله أنا آسفه..متزعلش مني..
=ماشي ياستي مش زعلان..كنت بكلمك بقا عشان أعزمكوا علي خطوبة "خالد"إبني..بكرة بإذن الله.
_ألف مبروك يا عمو..عقبال حنان و حنيـ.......
بترت كلمتها بألم عندما ادركت ما تفوهت به فإبتسم هو و قال:عقبال ما أفرح بيكي يا بنتي..خليني بقا أكلم جمال بيه و أعزمه.
ناولت أبيها الهاتف ثم إبتعدت عنهم و جلست علي أرجوحتها تهز نفسها بخفه وهي تتذكر جلوس حنين معها علي تلك الأرجوحه و حديثهم سوياً.
سالت عبراتها عندما تذكرت إبتسامتها العذبه و ضحكتها اللطيفه فتمتمت:
_الله يرحمك يا حنين يا حبيبتي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالي ذهب كلاً من جمال و رزق و لينا لحضور خطبة"خالد"الإبن الأكبر لـ "بكري".
رحب الجميع بيهم و خاصةً بكري و زوجته التي كانت تحتضن لينا بشدة و مشاعر صادقة.
جلس جمال و رزق بالجانب المخصص للرجال بينما إنضمت لينا للنساء.
جلست إلي جانب"سماح"زوجة بكري و"حنان"إبنتها و نسوة أخريات لا تعرفهم هي.
كانت تتحدث إلي"سماح"التي كانت تتساءل عن أحوالها و آخر أخبارها بينما كانت ترمقها"حنان"بنظرات مغتاظه لم تدرك لها تفسيراً.
أستأذن رزق من جمال بأنه سيذهب و يعود فوراً.
كانت عينا"حنان"تتبعه فقالت لوالدتها:
_ماما أنا رايحه الحمام أظبط هدومي و جايه.
ذهبت إلي حيث يقف رزق يستند إلي حائط رخامي من خلفه و يدخن سيجارته،إقتحمت المكان بإبتسامتها السمجه وهي تقول:
_إزيك يا أستاذ رزق..مش رزق بردو؟!
إنتصب بموقفه و أجاب بجديه:
=تؤمري بحاجه يا آنسه حنان؟!
إقتربت منه أكثر وهي تقول بخبث:
_الله..إسمي طالع زي العسل من بين شفايفك يا رزق.
أصابه التوللحظه و إبتعد خطوة للخلف فإقتربت أكثر وهي تقول بنبرة صوت ناعمه مثيرة:
_إيه مالك؟!خوفت ولا ضعفت!
قال بنبرة متلعثمه:ميصحش كده يا آنسه حنان..بعد إذنك إخرجي.
_علي فكره عمرها ما هتحبك..شوف إنت فين وهي فين؟!إختار اللي شبهك و إنت شبهها و متبصش لفوق اوي عشان متقعش علي جدور رقبتك.
-رزق!
تفاجئ رزق بدخول لينا وهي تنظر لهما نظرات مصدومه و قالت:
-يلا عشان هنمشي.
رمقت حنان بنظرات متهكمه فبادلتها الأخري بنظرات متحديه ثم خرجوا منصرفين.
إستقل الجميع السيارة في طريقهم إلي الڤيلا حتي وصلوا فقال جمال:
_هتنامي يا لينا؟!
أجابت لينا بشرود:شويه و هطلع.
_طيب يا حبيبتي أنا طلع أنام لأني مش قادر.
بمجرد غياب والدها عن نظرها حتي إستدارت إلي رزق بحدة و إلتصقت به وهي تمسك بتلابيبه و تقول:
_إيه اللي كان بيحصل بينك وبين حنان؟!
أمسك بيدها وهو يقول:ولا أي حاجة..نزلي إيدك.
إستفزتها طريقته و إقتربت منه أكثر وهي تنظر داخل عينيه بثبات وتقول:
_ولا أي حاجة إزاي يعني؟!أومال كنتوا واقفين سوا ليه و بتتكلموا في إيه؟!
=في إيه يا لينا مالك؟!هو أنا هكدب عليكي؟!بقولك مفيش حاجه.. هي جت تعمل شويتين بس أنا صديتها.
_يعني كانت بتقولك إيه؟!
=كانت بتقوللي سيبك منها هي عمرها ما هتبصلك!..إرتحتي؟!
_وإنت قولتلها إيه؟!
=مقولتش حاجه..ملحقتش أقول أساساً.
_يسلام وكنت هتقول إيه لو لحقت؟!
زفر بغضب ثم سحب يديها اللتان تمسكان بتلابيبه و أنزلهما عنه ثم تكلم بحدة و قال:
=لينااا..اول و آخر مرة تعملي العبط ده..أنا مش عيل صغير قدامك ولا أنا برياله عشان تقوليلي قولت و مقولتش..إنتي عارفاني كويس مليش في الجو ده و عارفه كمان إني بحبك بس مش معني كده تتمادي !
تركها و إنصرف و إستقل سيارته فـ جلست هي علي أرجوحتها وقد إنهمرت دمعاتها بشدة.
لأول مرة يقسو عليها هكذا،لقد إعتادته حنوناً هادئاً،ظنت أنه سيتفهم أنها تغار!!سيحتويها و يطمئنها بأنه ملكيه خاصه لها!!
ولكن بالنهاية خابت آمالها كالعادة....!
بقيت جالسه بمكانها فترة طويله وهي تتذكر كل ما مرّت به من حزن،فقد،آلام،تشتت،ضياع.
تفاجئت به يجلس بجوارها مرة أخري و يمد يده يربت علي كتفها بحنو و يقول:
_أنا آسف يا فله..عشان خاطري متزعليش مني.
نظرت له بعتاب شديد و إنهالت دمعاتها مرة أخري ثم أسرعت و إحتضنته بشدة فضمها إليه بأسف وهو يقول:
_خلاص والنبي ما تعيطي..أنا كنت مضايق بس و جت فيكي إنتي حقك عليا.
طوّقت عنقه بيداها بتملك رهيب وهي تحك أنفها بلطف برقبته فإبتسم هو قائلاً:
_إنتي بتتمسحي فيا شبه القطه كده ليه؟!
ثم تابع ممازحاً:بتموتي فيا إنتي..ها؟!
اومأت بموافقه وهي لازالت تحتضنه فقال:
_لينا..أنا عايز أتجوزك..مش قادر أفضل بعيد عنك أكتر من كده.
نظرت له بسعادة ثم طبعت قبلة رقيقه بجانب ثغره مما جعله ينظر لها بـ وله و يقول:
_كده كتييير والله..كتير اللي بتعمليه فيا ده..الرحمة حلوة.
ضحكت بـفرحة مما أسعده كثيراً فقال:
_عندي ليكي خبر حلو.
قالت بلهفة:عرفت مكان مامي؟!
أومأ موافقاً و قال:هي كلمتني النهارده و طلبت مني إني أخدك بكره تقابليها..بس علي شرط..جمال بيه ميعرفش!
_أنا نفسي أعرف إيه اللي حصل بينهم يوصلها لأنها تسيب البيت؟! و بابي لحد دلوقتي بيقوللي في المنصوره..مش راضي يقوللي الحقيقه.
=معلش يا حبيبي بكرة كل حاجه هتتحل و هترجع البيت إن شاءالله..أهم حاجه بس متعرفيش جمال بيه حاجه و قوليله هتخرجي تشتري أي حاجة.
_أوكي ماشي..إنت هتروح؟!
=آااه خلاص هموت وأنام..و إنتي يلا إطلعي نامي.
هزت رأسها بموافقه فإستوقفها قائلاً:لينا..
نظرت له فباغتها هو بقبلة عاشقه علي وجنتها وهو يبتسم لها بحب واضح و صادق فإبتسمت بسعادة و من ثَم إنصرفت.
ظل ينظر في أثرها وهو يتمتم بحيرة:
_هتطلعي من اللي إنتي فيه ده كله إزاي يا لينا!!..آااه..ربنا يلطف بيكي.
يتبع الفصل السابع عشر اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية في غيابة الجُب" اضغط على اسم الرواية