رواية بحر اسيا البارت السادس عشر 16 بقلم منة العدوي
رواية بحر اسيا الفصل السادس عشر 16
يا بت دا جمال جاركم اللي ساكن في البيت اللي قصاد عمارتكم
-فتحت عيناها علي مصرعيها من الصدمه وهي تقول..تقصدي جمال اللي كان خاطب اسيا
اردفت بهدوء وهي تهز راسها..ايوا هو
-استمرت في النظر اليها للحظات وهي تحاول استيعاب ما يحدث وفجاة هبت من مكانها وهي تصرخ عليها بغضب متفوه ب..انتي مهز*ئة يا بت ازاي تقبلي بيه وهو كان خاطب اسيا واعترف لاسيا بحبه ليها..ها انتي ازاي كدا ما انتي كنتي قدامه علي طول جاي يتقدملك دلوقتي بعد ما اسيا فسخت معاه الخطوبه
يا بت اتهدي شويه واقعدي خليني افهمك
-تفهميني اي تفهميني انك اتخليتي عن كرامتك بالسهوله دي
ليل اهدي وانا هفهمك
زفرت ليل بضيق لتاخذ نفس عميق وتعود للجلوس مرة اخري وهي تنظر لها بابتسامه غيظ..اهو قعدت ممكن افهم بقي اي الكلام دا
تنهدت ملك لتنطق ب..وافقت عشان قلبي المهزء يا ليل..قلبي اللي بيحبه..لتسكت بعض اللحظات لتكمل بنبرة ساخرة..او زي ما تقولي كدا حب من كلام اتزرع في عقلي وبقي في قلبي حاليا وبقيت بحبه
عقدت حاجبيها في دهشة مردفة ب..نعم دا اللي هو ازاي ده
اخذت شهيق وزفير لتاخذ كوب القهوة الخاص بها وترتشف منه بعض القهوة لتردف بحزن..من وانا صغيرة وماما دايما بتفضل تكلمني عن جمال وعن جمال وحلاوة جمال..وان جمال مفيش زيه اتنين..فضلت تزرع فيا الكلام دا من صغري وكل حاجة في تعليمي كانت تقولي جمال..انا الطب دا وصلتله بسبب جمال..بعد ربنا طبعا...كان حلمي اني ادخل كليه فنون وابقي رسامه..بس ماما احبتطني وفضلت تقولي شوفي جمال وشطارة جمال وانه دخل كليه هندسه وانتي عايزة رسم هيفيدك باي الرسم
صمتت لحظة لتغمض عيناها وتفتحها وهي تقول..كبرت علي الافكار دي في راسي..بقي جمال محتل حياتي بقي هو بمثابه مثلي الاعلي..مع مرور الوقت قلبي اتعلق بيه..بقي يومي مش بيعدي الا لما اشوفه واتكلم معاه..بمعني اصح حبيته من كلام ماما
عارفة يا ليل..لدرجة جيت في يوم اتخانقت معاها لما جمال خطب عشان هي السبب اني اتعلقت بيه وحبيته ردت عليا برد منتهي البرود عادي مجرد فترة وهيفسخ معاها ويرجع ليا عشان هو بيحبني انا بس
مكنش هاممها اني بعيط وبدمر اني كرامتي تتداس في الارض..يوم لما اتقدملي كنت رافضة بس بسبب كلام ماما وافقت..كنت رافضة عشان كرامتي فوق اي شئ كرامتي اهم من اي حاجة..بس يلا الحمد لله لعله خير
-كانت ترمقها نظرات دهشة واستغراب..اهل حقا توجد ام مثل تلك..لتهز كتفها قائلة بحيرة..والله مش عارفة اقولك اي بس دا غلط..بس يلا صح لعله خير
-لتتنهد وتقف وهي تردف بابتسامه..يلا بقي انا لازم امشي اشوفك الاسبوع الجاي
ماشي يا حبي مع السلامه
-حضنتها وودعتها وبعدين اخدت شنطتي وخرجت وفضلت امشي في الممر وانا ببص للناس اللي حواليا لحد فجاة وانا مش واخدة بالي خبط في حد..ااه انا اسفة م..هو انت
=كانت وجهه غاضب وكاد ان يصرخ عليها لكنه صمت عندما راها تقف امامه ليرمقها نظرة غيظ قائلا..هذة انتي..لماذا اتيتي الي هنا
-نظرت له بطرف عيناها لتردف بغيظ..والله وانت مالك
=زفر بضيق فهو لا يفهم عليها لينطق ب.. انتي تحدثي بلغة افهمها
-رمقته نظرة غيظ لتتمت ببعض الكلمات بصوت هامس..وانت بسم الله ما شاء الله بتفهم لغه البق...
=نظر لها باستغراب من همسها متفوها ب..م..ماذا..ماذا تقولي
-رفعت وجهها تنظر له بابتسامه سمجه وهي تقول ببرود باللغة الانجليزية..لا شئ..انظر لا افهم حديثك لكني غير متقنه للغتك..فانا اسفة عما حدث الان والان علي الذهاب
=كانت قد اوشكت علي الذهاب لكنها توقفت عندما اوقفها بحديثة وهو يضع يده امامها مانع اياها من الذهاب..انتي..انتظري..لم تقولي لي لماذا اتيتي الي هنا
-ابعدت يده عن طريقها مردفة بسماجة..هذا شئ خاص بي فابتعد عني
=اذا هل انتي ذاهبة للمنزل الان
-زفرت بضيق..نعم ذاهبة للمنزل..ها انت قد عرفت والان اتركني وشأني
=لكنه اوقفها بحديثة وهو يقول ببرود..اذا انتظري دقيقة ساحضر اشيائي وسوف اوصلك معي للمنزل
-استغفر الله العظيم..وانا لا اريد منك شيئا
=ابتسم لها قائلا ببرود..وانا لا اعرض عليكي انا اقول لكي ما سوف يحدث
باك
-بس يا ستي ووصلني يومها للبيت..وطبعا اتقابلنا كتير بعدها..لتقوم وهي تقول بابتسامه..هسيبك انا بقي دلوقتي عشان اروح اساعد خالتوا
"هزت راسها بهدوء لتسند راسها علي الحائط بعد خروج ليل من الغرفة وترجع بذاكرتها الي ذلك اليوم عندما قاموا بفسخ الخطوبه
فلاش باك
اسيا..اطلعي يا بنتي جمال برا عايز يتكلم معاكي..ووافقي المرادي يا اسيا جمال بقاله فترة بيجي وانتي بترفضي قابليه يا بنتي المرادي
"تنهدت اسيا في حزن لترتدي ملابسها وتضع حجابها لتنظر الي نفسها نظرة اخيرة في المراة.. وبعدها خرجت
وقف جمال عندما راها لتبتسم هي له قائلا..خليك زي ما انت اقعد
ابتسم جمال بلطف ليعود للجلوس مرة اخري وتجلس اسيا علي الاريكه المقابلة له
ساد الصمت بينهم لبعض الوقت ليقاطعة صوت جمال..اسيا..ممكن اعرف ليه فسختي الخطوبه وعايزة تسبيني
"اخفضت اسيا راسها بتوتر وهي تطقطق اصابع يدها مردفة..جمال انا..ا..انا
نظر لها بلهفة مردفا..انتي اي يا اسيا..طيب انا زعلتلك في حاجة..لو زعلتك فدا من غير قصدي..وبصي كمان جبتل..
"لم تدعه يكمل حديثة لتقاطعة وهي تتحدث برفق ناظرة والدموع تكاد تسقط من مقلتيها..جمال الحكاية مش كدا
طيب مالك في اي
"اخفضت راسها مرة أخرى وهي تطقطق اطابع يدها لتردف بحزن وهي تعض علي شفتيها..جمال..بص انا اسفة باللي هقوله..بس انت لازم تعرف
دقق النظر لها وهو يردف..دا الموضوع طلع كبير بقي
"بدات الدموع تتساقط من عيناها وهي تردف ب..جمال انا مش هقدر اكمل معاك حقيقي..انا لو كملت معاك يبقي انا كدا برتكب جريمه في حقك..انا كدا خاينه ليك
نظر لها بدهشة..ليظل صامت لحظات من الوقت ليتحدث بعدها قائلا برفق بعد ان راي دموعها..طيب اهدي يا اسيا وفهميني في اي
"اسندت بمرفقها علي قدمها واضعة راسها بين كفيها وهي تبكي قائلة بحزن..انا اسفة..بس اللي انا بعمله دا غلط لو كملت..لترفع وجهها ناظرة له وهي تقول..جمال انا بحب واحد تاني..قلبي للاسف مع حد تاني..حاولت والله كتير انساه بس مقدرتش
ظل ينظر لها دون اي ردة فعل ووجهه لا تظهر عليه اي تعبيرات فقط صامت وهو ينظر لها..ظل هكذا برهة من الوقت الي ان اردف ب..ببساطه كدا بتقوليها
"مسحت دموعها لتردف بحزن واسي..جمال افهمني..انا عارفة انك بتحبني بس للاسف انا مش بحبك..قلبي للاسف متعلق بحد تاني..حاولت كتير انساه وادي نفسي فرصه ووافقت عليك وقولت يمكن انساه..ب..بس مقدرتش..انا لو كملت معاك فكدا انا برتكب جريمه في حقك
ابتسم بسخرية قائلا..وبالنسبه للي بتعلميه دلوقتي دا مش جريمه في حقي
"ارجوك يا جمال متصعبش عليا الموضوع..اوعي تفكر اني لما اسيبك الحياة معايا هتبقي وردي انا يعلم ربنا اني بتعذب قد اي ومازلت..انا اسفة
وقف وذهب ناحيتها ووقف امامها ومد يده لها بعلبه صغيرة ووضعها في يدها ووقف بشموخ قائلا ببرود..اه اظاهر كدا اني سليبك تجرحي مشاعري وتستهاني بيا..دي هدية بسيطة كنت جايبها ليكي علي اساس انك زعلانه مني وقولت هقدر اراضيكي بس اظاهر كدا اني غلط..عن اذنك
باك
"تنهدت في حزن وهمست ب..انا اسفة..بس بتمنالك حياة سعيدة مع ملك..لانك فعلا تستاهل واحدة احسن مني..يارب هون عليا يارب
................................................
-اخذت تفتح عيناها ببطء لتجد انها نائمه على فراش في غرفة غير غرفتها..نظرت حولها باستغراب تحاول تذكر ما حدث باليوم وهي تشعر بالم في راسها
-جاءت لتحرك يدها للقيام لكن شعرت بثقل علي يدها.. لتنظر لذلك الشئ فتجده نائم جانبها علي كرسي وهو يضع راسه علي الفراش وممسك بيدها بقوة
-ابتسمت بتلقائية وحركت يدها الاخري في اتجاهه..تتلمس خصلات شعره الطويلة بعض الشئ وتبعدها عن وجهه..وفجاة توقفت يدها عن الحركه وابعدتها عنه عندما تذكرت ما حدث بالامس
-حاولت ابعاد يدها من يده الممسكه بها بقوة..لكنها فشلت..لتشعر به يتململ في نومه
لحظات مرت لتجده فتح عينه ورفع وجهه ينظر لها بابتسامه وهو يردف بلهفة..حبيبه انتي فوقتي..انتي كويسة
-هزت له راسها بهدوء..لتسحب يدها منه بهدوء وهي تعتدل حتي تجلس دون اي حديث
شعر بما يدور في افكارها لياخذ نفس عميق مردفا د..حبيبه انا عارف ان اللي قولته امبارح كان صدمه ليكي..بس
-لتمنعه من استكمال حديثة عندما اردف هي بهدوء..فين ماما
نظر لها بحزن وهو يقول..حبيبه اسمعيني
-وضعت يدها امام وجهه قائلة بهدوء وهي لا تنظر له..معلش يا حازم مش عايزة اتكلم في حاجة دلوقتي
حاضر يا حبيبه افطري دلوقتي وبعد الفطار نتكلم
-اوماءت له بهدوء دون اي حديث
مر الوقت وقد انتهوا من تناول الفطور..وها هي جالسة امامه تنظر للاسفل
كان الصمت يسود بينهم قاطعة صوت حازم وهو يقول..حبيبه..ساكته ليه
-هقول اي يعني..سكتت قليلا مردفة بعد ان رفعت راسها تنظر في عينه العسلية..ممكن اعرف اي الكلام دا وازاي انا لحد دلوقتي مراتك..احنا مش كنا اتطلقنا
اخفض راسه للاسف وشبك يديده في بعضهم وظل هكذا لحظات الي ان رفع وجهه قليلا وهو ينظر لها قائلا..مقدرتش اطلقك
-ليه مش انت اللي كنت عايز الطلاق من الاول..ليه مطلقتنيش بعد ما الفرصه كانت في ايدك
هز كتفيه متفوها بحيرة..انتي اي رايك..من رايك انا ليه مطلقتكيش لحد دلوقتي
رفعت كتفها مردفة بحيرة وهي تمط شفتيها للامام..مش يمكن عندك حاجة اسمها حب التملك..يمكن انت عشان ربتني مش حابب اني اكون لغيرك..مش حابب حاجة انت تعبت فيها تروح لغيرك
انتي شايفة كدا
-نظرت له دون اي حديث فهي لا تعرف ماذا تقول
ليكمل حازم حديثة عندما لم يري منها اي رده فعل او حديث..حبيبه انتي عايزة تطلقي
-مش عارفة
تنهد حازم مرددا..مفيش حاجة اسمها مش عارفه يا حبيبه..لو عايزة تطلقي فقولي وانا علي استعداد لده والمرادي هطلقك بجد..بس عايز اسمعها منك انك عايزة تطلقي
صمت حتي يسمع الي ردها لكنه لم يجد رد..
-اما حبيبه كانت فقط تنظر الي عينه العسليه والعديد من الافكار تدور في راسها ..خرجت من افكارها علي صوته وهو يقول..
تمام شكلك فعلا عايزة تطلقي..لياخذ شهيق وزفير ونظر لها نظر اخيرة ليقف وهو يقول..علي انهاردة هتكون ورقة الطلاق في ايدك
ليخطوا بعض الخطوات تجاه الخارج لكنه فجاة توقف متصنما مما حدث..
كان الظلام سيد المكان..وهو جالس في وسط ذلك الظلام وفقط شعاع نور بسيط يوجه ناحيه
'كان جالسا بكل اريحة علي الاريكه ويديه موضوعه علي جانبيه وهو ممسك في يده زجاجة من الخم*ر
'لا يدري باي شئ من حوله ينظر الي الاشئ وهو يتمتم ببعض الكلمات غير المفهومه
=ما هذا لما كل هذا الظلام..بحر..هل انت هنا
'استمع الي صوته ولكنه غير مدرك لما يفعله وظل صامتا لم يجيبه..
=اقترب دانيل من شعاع النور المسلط عليه..ففرك في عينه من اثر النوم وهو ينظر له باستغراب قائلا..بحر لماذا تجلس هكذا في الظلام
'واخيرا شعر بشئ حوله لينظر الي دانيل الواقف امامه ليبتسم له بسخرية ويعود الي وضعه مرة اخري وهو يحتسي الخم*ر
=طالعة بدهشة من امره ليفكر قليلا فيعلم ان الامر متعلق بتلك الفتاة التي احبها..ليزفر بضيق ويقترب منه وفجاة اخذ منه الزجاجة والقاها ارضا وهو يطالعه بنظرة باردة
'اوه دانيل الحق*ر ماذا فعلت..كان صوته وهو يرمقه نظرة غضب
=عقد دانيل يديه امام صدره وهو يردف ببرود..ماذا..انا فقط اخرجك مما انت فيه..لتتحول نبرة البرود تلك الي الغضب وهو يكمل حديثة قائلا..بحر..افق مما انت فيه..انت لم تكن هكذا من قبل..انت كنت تمقت الشرب..ماذا حدث لك واللعنه
'ظل ينظر له دون حديث وفجاة بدا في البكاء وهو يردف بالم..هي رفضت حبي لها دانيل..لقد اعترفت لها بحبي..وهي بكل بساطة رفضت لان ديانتنا مختلفة..ليصرخ بالم مكملا..تريد مني ان اسلم من اجل اكتمال ذلك الحب..حتي اتزوجها يجب ان اسلم
=نظر له دانيل بدهشة من بكاءه..لهذة الدرجة يحبها..هو لم يبكي في حياته الا عندما قام باتهامه بقتل زوجته وتركه..والمرة الاخري التي بكي فيها عندما توفيت والدته ووالده..ليقترب منه ويجلس بجانبه وهو يربط عليه مردفا برفق..اهدا بحر الامور لن تحل بهذة الطريقة
=ليتنهد عندما وجده مازال يبكي ليردف برفق..قف الان معي واغسل وجهك ونام وعندما تستيقظ سنجد حل للموضوع
ساعده دانيل علي النهوض وتوجه به الي المرحاض ليجعله يغسل وجهه واخذه وذهب به الي غرفه بحر
=ربط علي كتفه وهو يقول بابتسامه..نام الان وعندما تستيقظ سنجد حلا
ساعده علي الاستلقاء علي فراشه ليخرج من الغرفه ويغلق الباب خلفه تاركا اياه حتي ينعم بالنوم والهدوء
'لكنه ظل هكذا ينظر للاشئ وهو يفكر ولم ياتي له النوم..وفجاة اعتدل وجلس ساندا ظهره للخلف بعد ان تناول الاب الخاص به ليفتحه ويقوم بالدخول علي موقع جوجل
'ظل ينظر للشاشة بعض الوقت وهو يفكر في امرا ما الي ان عزم امره وبدا في كتابه..
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية بحر اسيا" اضغط على أسم الرواية