Ads by Google X

رواية مات زوجها وتزوجت أخيه الفصل السادس عشر 16

الصفحة الرئيسية

رواية مات زوجها وتزوجت أخيه سيلا ومازن البارت السادس عشر 16 بقلم نجلاء ناجي ورشا مجدي

رواية مات زوجها وتزوجت أخيه الفصل السادس عشر 16

عدة اسابيع تمضى واسلام فى عمله بالشركة يتابع المشاريع ، وسيلا فى عملها بالمستشفى، وشيماء تتابع اخبار الجميع عن كثب.
أثناء العمل يأتى اتصال هاتفى لسيلا يخبرها ان نوران قد أصيب فى الحضانه ،ترتجف سيلا وتنهض تلملم متعلقاتها بسرعة ،يقع ما يقع وتأخذ ما يتبقى معها فى الحقيبة، يراها الدكتور أحمد فيتقدم منها بسرعة يسأل فى لهفة
- أحمد : مالك فى إيه ؟
سيلا ببكاء وهى ترتعش : نوران. ..بنتى الحضانه كلمتنى وقالت انها وقعت واتعورت
انا راحه لها حالا
احمد بلهفة انا جاى معاكى
سيلا وهى تسير : شكرا ليك ،ملوش لازمه
احمد بإصرار وهو يراها ترتعش امامه :
- متخافيش ان شاء الله خير .. انا جاى معاكى .هتسوقى ازاى كدا. .
سيلا مستسلمة : ماشى
تركب سيلا سيارتها بجوار أحمد وهو يقود ، وهى تفكر فى نوران وما قد يكون حدث لها ، واحمد ينظر لها وللطريق وهو يشعر بالحزن عليها .يصلان للمستشفى ويصعدان معا بسرعة ، تبحث سيلا بأعينها عن ابنتها، ويسال احمد الاستقبال ويعرفهم بنفسه فتخبرة بأن الحاله فى غرفة الطوارىء . ينطلقان لغرفة الطوارئ ويدخلان بسرعة فيجدان اسلام جالسا بجوار نوران، يقف اسلام وينظر لهما معا نظرة بدهشة؛ مغاداها انتما الاثنان معا لماذا؟ يدخل الطبيب ويتحدث معه احمد وسط نظرات اسلام الغاضبة، ومتابعته للحديث بينهما ،ونظرات سيلا الزائغة وهى تنظر الى نوران واسلام واحمد والطبيب. ..
الحمد بهدوء : هما هيعملوا لها اشعه على المخ لانهم شاكين فى ارتجاج بالمخ. بس ان شاء الله خير ..دا مجرد شك .. والجرح خلاص اتخيط تجميلى ..متخافوش
تشهق سيلا وينهار اخر قوة لها وهى تردد :
ارتجاج بالمخ !!
يتقدم منها اسلام ويربت عليها وسط انظار احمد المرتبكه ..
احمد بسرعة : طب انا هروح معاهم فى الاشعة واتابعها عن اذنكم .
تجلس سيلا بإنهيار تبكى وتسرى فى جسدها ارتعاشة كلما فكرت انه كان من الممكن ان تفقد ابنتها ،تحاوط نفسها بزراعيها لطمئنه نفسها وتهدئه ارتعاشها ،يراها إسلام وهو يجلس بجوارها فيحاوطها بزراعيه ،فتستسلم له سيلا وتستكين بينهما وتبكى خوفا .
اسلام هامسا :
- خير .. ان شاء الله خير متخافيش يا سيلا
لحظه ضعف منها واستسلام لقلبها له اشعره بمدى قريه منها واحتياجها له .اسعد هذا قلبه كثيرا .
استكانتها معه جعل غضبه يهدأ قليلا من حضور احمد معها ،اعترف لنفسه وهى بين ذراعيه انه لا يريد شيئا اخر من هذه الدنيا سوى ان تبقى سيلا بين ذراعيه .. ومعه فقط ...وهى فقط دون سواها .
يمر الوقت ويأتى الدكتور احمد مع نوران وهما يتحدثان معا وتضحك نوران ليرى احمد من بعيد إسلام وهو يحتوى سيلا، للحظة شعر بالغضب او الغيرة ،ولكنه ذكر نفسه انه زوجها . لا يزال هناك بقايا حب لها نعم، ولكنه لم يكن ليصرح لها او حتى ان يشير لها من قريب او بعيد بهذا إحترامها لنفسه، ولها ايضا . يكفيه ان ينعم بقربها كصديق ،إلتجأت له وقت حاجتها .
أحمد بمشاكسة لنوران : يلا يا سيتى تعبتينا وخضتينا عليكى بس .
تنتفض سيلا من جلستها وتنظر الى نوران وتجرى عليها تحملها وتقبلها بلهفة وتنظر له بعينيها تسأله . واسلام ينظر لها مستمعا
احمد بهدوء وابتسامة : الحمد لله مفيش حاجه كله تمام وتقدروا تروحوا كمان .
اسلام : يعنى كله تمام يا دكتور ؟
احمد : تمام .. هى تستريح النهارده وبلاش لعب وشقاوة.
يقول هذا وهو ينظر الى نوران مشاكسا لها ،فتضحك له بسعادة .
اسلام شاكرا له : شكرا يا دكتور احمد ، واسفين على اذعاجك
احمد مبتسما له ليطمئنه فعيناى اسلام تفضحه بغيرته عليها وقد قرأها احمد جيدا :
- تعبك راحه ،المهم اننا اطمنا على نوران .
سيلا كانت هتقع من طولها لما جالها الخبر علشان كدا خفت عليها تسوق فقلت اوصلها .
اراد احمد طمئنه اسلام ،ولكنه لم يكن يدرى ان بذكره لسيلا مجردا من اى ألقاب قد اثار غيرته أكثر واكثر ،فتلمع عيناى اسلام بغيرة ولكنه يحاول ان يخفيها .
اسلام بإبتسامة جاهد فى رسمها :
- فيك الخير ، والف شكر ليك مرة تانية .
ثم يلتفت الى سيلا ويحمل نوران ويقول لهما :
- مش يلا بينا ؟
تومىء سيلا برأسها موافقة وتخرج معه ، تقف اما م سيارتها ولكن اسلام يصر ان تترك سيارتها ويرسل من يأتى بها للمنزل ،وتركب معه هى ونوران ...
تجلس سيلا بجوار اسلام ، ونوران تجلس فى الخلف، ويتجهان الى شقة سيلا ..
اثناء الطريق كان اسلام ينظر الى سيلا نظرات معاتبه ،قلق ، .بينما سيلا كانت شارده تنظر على نوران فى مرآه السيارة تارة ،وتشرد فى الطريق الجانبى تارة اخرى ،وتختلس النظرات الى اسلام فى خوف من ردة فعله من رؤية احمد تارة ثالثه .
تعلم من نظراته لها انه غاضبا منها ، ولكنها حاولت اثناء احمد عن الحضور ولكنه اصر .. ..
فى شقى سيلا ...
تتوقع سيلا ان يصب اسلام جام غضبه عليها ، ولكنها لا تعلم متى ؟ يضع اسلام نوران فى سريرها بعد ان نامت من اثار الدواء . ويتجه لخارج الغرفة مع سيلا ؛ التى كانت تبتعد عنه وتتلاشاه .
يلحق بها اسلام بسرعة ويلفتها له بحده ويسألها :
- إيه اللى جابك مع أحمد ؟.
سيلا بتوتر فقد آن اوان المواجهه :
- زى ...ما قال لك ... خاف اسوق وأنا متوترة .
تحول عيناه عليها فى غضب ،سرعان ما تحول الى شوق جارف لها ، يقاطع كلامها ،ويتهدج صوته :
- سييلا .... ليه يتعملى كدا ؟
سيلا بتوتر وبدون فهم : ب..بعمل إيه ؟ مش فاهمه ..
يقترب منها اسلام حد الالتصاق ويهمس لها :
- كفايه بعاد بقى ... فعلا خلاص ..صبرى نفد ،مش قادر ابقى فى مكان وانتى فى مكان.
ينظر لها فى عينيها وانفاسهما تختلط معا ، تتلمس سيلا قى كلماته ونبره صوته صدقه ، وصدق إحساسه ،تشعر بمدى تأثرها بكلامه، ويرى اسلام مدى تأثرها بكلامه فيتابع :
- أنا جبت شقة كبيرة لينا كلنا .
يتنهد بتعب ويتابع ...
- أنا تعبت .. تعبت من الشد والجذب ...عايز نبدأ حياتنا بقى يا سيلا.... أنا .. أنا محتاجك اوى ...اوى .
تغمض سيلا عيناها عنه ؛تحاول ان تخفى مدى تأثرها بحديثه ،ولكن سرعه انفاسها تكشفها له .
تجلى صوتها ولكنه يخرج واهن متأثرا بوضوح :
- تشرب شاى ؟
اسلام مبتسما ومشاكسا لها وهو يحرك انفه على انفها : لا... انا عايز اتغدى .
سيلا وهى تبتعد عنه لتتمالك نفسها :
- إنت جاى على طمع بقى .
اسلام وهو يزيح خصله من شعرها وراء أذنها ويتأمل وجهها ويقول : أنا لحد دلوقتى ،طمعان فى غدا بس ... فى شقتنا هطمع فى حاجه اكبر ..
سيلا بخجل تنظر له ولا ترد ،ولكنها تبتعد عنه وتتحه للمطبخ بسرعة ..وسط ضحكات اسلام المعجبه بها وبخجلها هذا ؛ الذى يزيده تعلقا بها وحبا لها .
يأتى سيف ويأكل الجميع وسط سعادة ترفرف عليهم .فى المساء يرفض اسلام ان ينام بجانب الاولاد ، وينام على الاريكه فى الصاله حتى الصباح ،وعيناه معلقتان بباب غرفة سيلا . بينما تنام سيلا بملىء جفنيها لشعورها بالامان فى وجود اسلام بالمنزل .
فى الصباح ...
يتجه اسلام مع سيلا والاطفال الى الشقة الجديدة ،ورفض أن يحضروا اى شيئا معهم من متعلقاتهم . وجد الاطفال كل ما يحتاجون اليه من لعب وهدايا وملابس ...
كما طلب اسلام وشدد فى طلبة عدم احضار سيلا لاى شىء من متعلقاتها معها ..
انصاعت سيلا لرغبته دون فهم منها ،ودون تفسير منه ..
فى المنزل سيلا بدهشة وهى تقف فى غرفة نومها تتفقد كل شىء بها بدهشة بالغه ،وسط ابتسامه اسلام الاهيه والمستمتع بدهشتها لحد الثماله.
سيلا : الشقة فيها كل حاجه! حتى الاكل ... إنت جبت دا كله امتى ؟
وحتى حاجاتى ..جبتها امتى ؟
اسلام وهو يتقدم منها ،وفى كل خطوه يخطوها قريا لها تتسع ابتسامته ، ويقول وهو يقف امامها ولم يفصل بينهما سوى سنتيمترات قليلة .
- كنت كل يوم بعد ما اشوفكم مروحين البيت ؛ أجى هنا اوضب واشوف إيه اللى ناقص وأجيبه ، حتى حاجتك دى ؛ انا اللى مختارها بنفسى ، كل حاجه شفتك فيها جبتها.
يظل ينظر لها ويتأملها ،وتنظرلها وتتأمله ؛متأثره بكلامه و بمشاعره ،يمد اسلام يده ويمسك يدها ، ويضع دبلته فى أصبعها مرة اخرى ،وسط صمت سيلا ،وتعلق عيناها به ، وهو يقبل باطن يدها ،وينظر لها ،لتلفحه انفاسها على وجهه ،يقترب منها ويقبلها بإشتياق بالغ .
يبتعد عنها ويهمس :
- دلوقتى بس اقدر اقرب منك .
سيلا وهى تنظر له بعدم فهم ؛فيوضح لها اسلام حديثة ..
- طبعا كنتى بتسألى نفسك ليه نمت فى الصاله ؟ وليه مبقربش منك فى شقتك ؟
يجول بعينيه على وجهها ويزيح جانب من شعرها خلف اذنها ، ويجول بيده على وجنتها هامسا:
- علشان دى كانت مش شقتى ..لكن هنا شقتى ؛ وكل حاجه هنا انا اللى جايبها ، هنا مفيش حاجز بينى وبينك يا سيلا .
يقترب ،فتبتعد سيلا بخجل :
- هاااا ... هروح احضر الغدا .. وتفر من امامه مسرعة متجه الى المطبخ ،وإسلام يضحك بملىء فاهه ، ويتجه ليجلس فى الردهه ويتابعها بشغف وهى فى المطبخ ..
يلعب اسلام مع سيف ونوران ويظلوا يلعبوا حتى موعد الغذاء ، وبعد ذلك ينام الصغار ...
اسلام وهو يقترب من سيلا : من بكرة فى واحده هتيجى تشتغل فى البيت الصبح ، وتمسى الضهر .
سيلا يإعتراض : ملهاش لازمة ..أنا....
اسلام مقاطعا لها وهو يضع يده على فمها :
- ششششش .... انا اللى عايز كدا .
لا تنكر سيلا تأثرها بلمساته لها ، ولا ينكر هو تأثره بقربها منه ، يتمعن اسلام فى النظر فى قسمات وجهه سيلا ،يقترب منها ويستنشق أنفاسها ويهمس :
- وحشتينى ... بجد وحشتينى ... شهرين بعيده عنى .. موحشتكيش .؟
سيلا وهى تغمض عيناها خجلا منه ولا ترد ؛بينما يذداد وجهها إحمرارا ؛ وتتسارع أنفاسها ..
فيقول اسلام بهمس :
- متقوليش حاجه ؛ سكوتك ،ونفسك قالى كل حاجه .
يقترب منها ويقبلها ويذهبان معا فى بحر من الحب ...
عند نشوى وهند ....
قامت نشوى بزيارة هند للاطمئنان عليها وعلى صحتها ..
نشوى بإبتسامة : اخباركم إيه ؟
هند بهدوء : الحمد لله بخير .
نشوى :واخبار البت خطيبة صادق دى إيه ؟ بتكلمك ؟
هند : آه بتكلمنى بس مش كتير ..
نشوى بقلق : وانا كمان برده مش بتكلمنى كتير ،خايفة تكون شايفة نفسها علينا ..
هند ببراءه : يمكن مكسوفة مننا وليه مخدتش علينا .
نشوى متنميه ذلك : يا ريت تكون كدا ،ومتكونش ناوية تبلف الواد وتضحك عليه ؛أصل صادق ده طيب ويضحك عليه .
هند بإستنكار : ليه هو عيل ... دا راجل يا نشوى .
نشوى : هم كلهم عيال صغيرة ..
هند تشعر يالدوار وهى تتحدث مع نشوى .
هند : فطرتى ولا تفطرى تانى معايا
نشوى : لا فطرت مع رمزى . بس عايزة قهوة.
هند بتعب : طب نشوى معلش ، إعمليها انتى ؛ اصلى مش طايقة ريحتها
نشوى بتساؤل : ليه ؟
هند بتعب واضح : باين إنى واخده برد .وعايزة انام ،وريحة القهوة بتجزع نفسى .
نشوى : خلاص أعملك معايا شاى .
هند وهى تهز رأسها نفيا : لا ... مش عايزة .
يقدم خالد من الخارج
خالد مرحبا بنشوى : نشوى هنا .. دا البيت منور .اوعى تكونى عامله مصيبه ..
نشوى وهى تلوح بيدها رافضة : لا والله ؛ جاية زيارة وبس وماشية اهه ..
خالد وهو يضحك : طب خليكى نتغدى سوا .
نشوى وهى تتهض : لا.. انا كنت جايه اشوف هند واقعد معاها حبه ،ويا دوب اروح اعمل الغدا لرمزى .يلا سلام عليكم .
تخرج نشوى ليفاجئ خالد بهند وهى تحرى للحمام .
خالد بخوف وهو يمشى ورائها : مالك يا هند ، إنتى تعبانه .
هند بعدما فرغت من القىء ،وبوجه شاحب :
- باين التكييف جابلى برد ،ثوانى أجهز الغدا
خالد مانعا لها : لا... استريحى انتى وأنا أحضر الغدا
هند بدهشة : تحضر إيه !! ليه يعنى ،أنا طابخه يعنى أغرف بس .
خالد وهو يتجه بها بعيدا عن المطبخ :
- طب وماله ... هجهز الاكل انا واناديبك .. روحى ارتاحى .. روحى بقى انتى مفكرانى صغير ولا معرفش اعمل يعنى ... يلا روحى .
تذهب هند لتنام ويجهز خالد الطعام ،ويضعه على صينيه ويأخذها الى غرفة النوم . يظل ينظر على هند النائمه ووجهها شاحب .. يضع الصينيه على المنضده ويقترب منها ويهمس :
- اصحى يا هند ... الغدا جاهز ..
هند وهى تفتح عيناها بإرهاق : انا قايمه اهه ..
تجد هند جالس بجوارها وصينيه الطعام على المنضدة صغيرة بجوارها ...
هند يدهشة وهى تشير الى الطعام :
- إيه دا ... الغدا هنا !!
خالد بحنان : هو انا عندى كام هند علشان اخاف عليها دى واحده بس .يلا بقى كلى أصلى جعان اوى .
تشعر هند بالامتنان لخالد ولرقة قلبة عليها ،وتشكر الله فى سرها على نعمه الزوج الصالح . نعم فالزوج الصالح نعمه من الله ..
عند سيلا فى منزلها ...
يعود اسلام للمنزل ،يجد الاطفال نائمين ،فيتجه الى سيلا فى حجرة نومها ...
يجدها تجلس امام المرآه، تنظر له وهو يقف على الباب ساندا عليه يراها ويتأملها وهى تنشط شعرها ،فيعتظل فى وقفته ويتقدم لها فى خطواط ثابته وعيناه ومثبتتان عليها ،وعيناها معلقتان به ، حتى يصل لها وينحنى يقبل رقبتها ويستنشق عطرها :
اسلام هامسا : سيلا ..ممكن بقى ترجعى للشركه وبلاش تروحى المستشفى عند أحمد .
هو فى قراره نفسه يشعر بالغيره القاتله من تواجدها مع احمد فى نفس المكان ،بل من مجرد رؤية احمد لها فى عدم وجوده ، يرديدها امامه هو فقط ،لا عين تراها سواه ،لا ينطق اسمها احدا سواه .
سيلا بدهشة وهى تنظر له فى المرآه ،ليه كدا يعنى !!
اسلام وهو يتظر لها فى المرآه :
- متنسيش انه كان متقدم لك قبل كدا ، والوضع دا مضايقنى جدا ...
للمرة الاولى التى يشعر فيها اسلام بأنه يكشف نفسة وغيرته امامها ولكن لا يهمه ذلك فى مقابل ان تبقى سيلا له ..
سيلا بأسف ؛ هى لا تريد ان تبقى فى سيطرة اسلام وشيماء عليها ،لا تريد ان يتحكما فيها ،تريد الشعور بالاستقلال عنه فى عملها . تشعر بغيرته عليها ،ولكنها تعلم جديا انها لا تفعل ما قد يثير غيرته فهى تحفظه فى وجوده وغيابه. ..
- معلش يا اسلام ؛ أنا مستريحه فى الشغل هناك ،وبعدين مش كل حاجه انا بعملها علشان راحتك ،إعمل انت دى علشان راحتى أنا ...
اسلام وهو يشعر بالغضب من رفضها واصرارها على العمل فى المستشفى ولكنه يتحامل على نفسه من أجل راحتها فقد طلبت ذلك بنفسها وهذا اول طلب لها منه ، فأصبح مجبرا على القبول .
اسلام مستسلما ومتنهدا : ماشى
يبتعد ويجلس على طرف السرير ،تنهض سيلا وتتجه له وتجلس بجوارها : يا ريت تبقى تجيب عز الدين ورنا هنا ؛سيف ونوران مفتقدينهم اوى ..
اسلام وقد شعر انها تريد لم شملهم جميعا فيبتسم وينسى غضبة ويمسد على شعرها ويقول:
- أنا بفكر اجيبهم هنا على طول والله، بس مش عايز مشاكل مع شيماء . ولو إن الهانم مش فاضية ليهم . ولادها ومش فارقين معاها اساسا .
سيلا بدهشة : انت ازاى تقول كدا ! مفيش ام ولادها مش فارقين معاها .بلاش تيجى عليها كدا .
قال آخر جملته بسخرية لازعة ...
اسلام بدهشة اكثر منها ومن تفكيرها الطفولى،يجذبها نحوه لكى تجلس على قدميه ،وهو لا يذال يمسد غلى شعرها ويشملها بنظراته ويقول :
- شوفى انتى بتدافعى عنها اوى ازاى ..! إنما هى بقى لو تطول تموتك والله تعملها .
يستطرد قائلا : عارفة لما كنتى فى البلد عند الحاج وكنتى بتنامى كتير ... كان من إيه ؟
سيلا ببراءة : إرهاق.
اسلام نافيا : لا... كانت الهانم بتخلى واحده من الخدم تحط ليكى حبوب منومه فى الاكل ...ها لسه هتدافعى عنها ؟
هنا يريد اسلام ان يصل لها فكره، ان لا تنظر للجميع ببراءة وتعلم ان هناك من يتمنى الأزى لها .
تشعر سيلا بمدى كرهه شيماء لها ؛ وخافت ..نعم خافت من الاتى ،فشيماء بشخصيتها التملكية ؛ لن ترضى بوجود سيلا منافسا لها عند اسلام ،إذا ستحاول التخلص منها أو حتى من ابنائها ...
سيلا بخوف : رينا يهديها ... ويهدينا جميعا ..
يقترب اسلام منها لمى يقبلها ،فتبتعد سيلا عنه بسرعة وتنهض ،ينظهش اسلام من رده فعلها تلك ،يظل ينظر لها فى محاوله لتفسير تصرفها ؛ فسره انه خوف من الحوار عن شيماء ،أو ربما يسبب خجلها الدائم منه ..نعم هو يعلم كم هى خجوله ولكن تلك المرة ابتعاد ونفور .. نعم نفور ..
هنا تتحدث سيلا وتضع لفكره السبب ..
سيلا بتعب ونفور : إنت ريحتك ايه يا اسلام ؟
اسلام مندهشا فقد صدق تخليلة ..نفور ولكن لماذا وما السبب ؟
اسلام بدهشة : ريحتى ايه يعنى ؟ مش فاهم !!
سيلا وهى تبتعد اكثر : مش عارفة ؛ريحه البرفان بتاعك دى خنقانى اوى ... يا ريت لو تغيرها
اسلام بدهشة أكثر وهو يفكر : ماشى اغيرها ...بس أنا كول عمرى بستخدمها ؛ إيه جد يعنى ؟
سيلا وهى نفسها لا تدرك السبب فهى فعلا اصبحت لا طيق رائحتها :
- جدد ... غير يا سيدى .. ماشى
اسلام وهو ينهض : ماشى
سيلا وهى تراه ذاهبا للحمام ، انت رايح فين؟
اسلام وهو يتجه للحمام : هشيل الريحه اللى مضياقى يا سيلا ... خمس دقايق وراجع لك ..
وأه ..ابقى هاتى لى البرفان اللى يعجبك وميخنقكيش ..
سيلا ببراءه وحزن : إنت زعلت يا اسلام ؟
اسلام وهو يلتفت لها : لا طبعا. .. دا حقك على فكرة
سيلا بإبتسامة : طب روح هات العيال بقى على ما اعمل لكم حاجه حلوه ..
اسلام مقاطعا : هجيبهم بعدين .
يغمز لها ويبتسم ويذهب للحمام ...
بعد فترة من الوقت يذهب اسلام الى شقته ليحضر ابنائه ..
فى شقة اسلام ....
يدخل اسلام وييحث عن ابنائه ،ويجدهما يحلسان فى ملل فى غرفتهما ، يطلب اسلام منهما ان يتجهزان للخروج معه ...
يسأل اسلام عن شيماء ويجدها فى الخارج ،كالعادة. .. كلمه نطق بها اسلام بسخرية ..
على باب المنزل يتأهب اسلام للخروج ومعه عز الدين ورانا وهما ينظران بلهفه للخروج لسيف ونوران ،ما ان يفتح اسلام الباب حتى يفاجىء بشيماء امامه تتأهب لتفتح الباب وتدخل وهى تتحدق عبر الهاتف ...
نظرات مندهشة منها وهى تتطلع لهم وهم يتأهبون للخروج ؛تجول بنظرها على اسلام وابنائها وهى تفكر بسرعة اين يذهبون الان ؟ وبخاصة وجود اسلام فى المنزل ،بعد هجره لها قرابه الشهرين.
ونظرات مصاحبه بخيبة امل للابناء ؛وهم يرون ضياع ذهابهم الى سيلا بوجود شيماء .
اما اسلام فكانت نظراته تجمع بين السخرية والغضب ؛ السخرية من حديثها فى الهاتف واهمالها للجميع ،والغضب من وصولها فى تلك اللحظه بالذات ،ومعنى ذلك مواجهه بينهما حتى يخرج مع الاولاد ....
سيماء بلهفة : اسلام ..حمد الله على السلامة . اخيرا جيت على بالك .
اسلام بإبتسامة ساخره : مهو واضح انك كنتى قاعدة مستنيانى ..
شيماء : لو اعرف انك جاى كنت استنيتك ،بس معرفش .
تعال وتضع يدها على كتفه ، فيبعد اسلام يدها، شيماء بصدمة وغضب مكبوت :
- مالك يا اسلام ... للدرجه دى .
اسلام وهو بنظر فى ساعته : معلش أصلنا خارجين ..
شيماء : طب خلاص اخرج معاكم ونتغدى سوا ..
عز الدين معترضا : إحنا رايحين عند سيف ونوران يا ماما ...
اسلام فى نفسه غضب من عز الدين مما قاله فيهذا اصبح من المستحيل ان تتركهم شيماء يذهبوا لسيلا ..
شيماء بحده وهى تنظر لهم : عند سيلا ... لاء .
اسلام بحده : لاء ليه ...؟ ولاد عمهم ومن حقهم يشوفوا بعض ..
شيماء بكره شديد : ولادى ميرحوش عند سيلا يا إسلام.
تدخل المنزل ويغلق اسلام الباب ويلتفت لها وعى تقف فى الردهه تستعد لمعركه كبيرة معهم ..
اسلام بحده : دول ولادى انا كمان ،ورايحين بيت ابوهم برده مش بيت حد غريب .
عند كلمه بيت ابوهم تلك فقدت شيماء الجزء الباقى من عقلها فجحظت عيناها بشده ؛فمعنى ذلك ان اسلام اصبح يعتبر منزل سيلا منزلا له هو ايضا ،وهذا يدل على شدة قريها منه وهذا خطر كبير عليها. ..
شيماء وهى تخطف الاولاد من يده : ولادى معايا ... اللى عايزهم، يقعد معاهم ، وبعدين مش دا بيتك برده ،ملوش حق عليك ولا بيت سيلا بس اللى ليه حق عليك .؟
ينظر اسلام لها مفكرا فى كلماتها ،يحاول ان يحد لها تفسيرا ، ثم يسألها :
- يعنى إيه بقى ؟
شيماء مفسره له وهى تتخصر له :
- يعنى انت كمان مش هتخرج .
اسلام ينظر لها بمنتهى الغضب والعند فتلحق نفسها بسرعة وتكمل :
- أظن دا حقى ولا إيه ؟ ولا للزم أقول للحاج رشدى؛ يعنى علشان يعرفك تعدل بينا .
اسلام بغضب شديد : وإيه دخل بابا فى الكلام ده؟
شيماء بمكر شديد : علشان يعرفك تعدل يينا ؛مش هو اللى جوزهالك ،يبقى يخليك تعدل بينا . زى ما قعدت عندها شهرين ومجتش ، هتقعد هنا شهرين ومش هتروح لها ..
اسلام بصرامه : أنا مكنتش عندها الشهرين دول ، واعتقد ان خط سيرى كان عندك أول بأول ؛سواء كان هناك فى الشركة او فى البلد.
ترتبك شيماء من حديثة ان أخباره تصل لها من البلد ولل تعلم هل يقصد هدى ام نشوى ...
ولكنها تتمالك نفسها : مليش فيه ، هتقعد معايا ،يعنى هتقعد معايا .
ينظر اسلام لها ويفكر فى حديثها، يريد ان يتركها ويأخذ الاولاد ويخرج ،ولكن حديثها عن العدل بينهما يحجمه ، اصبح لا يريد البقاء معها ولكنه يجب عليه ان ان يعدل بينهما فهو حقا قضى لدى سيلا أسبوعا، ومن حق شيماء ان يعدل ..
تنهد اسلام وهو يشعر بالضيق منها واراد ان يضايقها هى ايضا :
- طب خلاص ... خشى اطبخى لنا الغدا .
شيماء بسرعة : هطلب دليفرى
اسلام بحدة وغضب وهو يتحدث من بين اسنانه :
- وأنا عايزك تطبخى لنا يا شيماء. .. يا إما همشى .
شيماء مستسلمه له : ماشى .. هدخل اطبخ وانتم كلكم خشوا جوا ...
يدخل عز الدين ورنا الى حجرتهم وهما يشعران بالاحباط لعدم ذهابهم الى سيف ونوران .
كذلك اسلام يشعر بالاحراج من سيلا ،فما كان منه إلا أن دخل غرفة مكتبه واتصل بسيلا وشرح لها ما حدث ،وتفهمت سيلا الموقف ،أو بالاصح تظاهرت انها تفهمت الوضع واغلقت الخط بسرعة حتى لايشعر اسلام بمدى ضيقها وحزنها ...
تغلق سيلا الهاتف وهى تشعر بغصة فى حلقها ،تريد البكاء ولكنها تتماسك امام نفسها ؛لا تعلم لماذا شعرت بالحزن او الغضب ،هذا حقه ايضا ؛ان يبقى مع شيماء حقا لها وله ،إذا لماذا شعرت الحزن او بالاصح بالغيرة ...
هنا لم تصدق سيلا نفسها انها تشعر بالغيرة ،ينتشبها من دهشتها وتوترها دخول سيف اليها
سيف : مالك يا ماما زعلانه ليه؟
سيلا وهى تحاول ان تبتسم له : مفيش يا حبيبى
نوران : هو عز الدين ورنا لسه عليهم كتير بما يجوا ؟
سيلا : مش هيجوا النهاردة ؛عندهم واجب كتير ولسه مخلصوش . يلا احنا بقى نتغدى ونعمل واجبنا إحنا كمان ....
يغلق اسلام الهاتف ،ويجلس على الاريكه فى مكتبه وهو يشعر بالاختناق الشديد ،يشعر ان سيلا حزنت من عدم ذهابه اليها ..لم تصرح له ؛ولكنه شعر بذلك .
يتنهد بقوة ويشعل لفافة تبغه ،يزفرها فى قوة وغضب ، قلبه يخبره بحزنها ، يريد أن يذهب لها فهو فى قراره نفسه يشعر انه ينتمى لها لا لشيماء، ولكن شيماء امسكته من ناحيه الشرع والعدل بينهما ...
يتنتهى لفافته ويشعل غيرها ثانيه وثالثا ورابعا ،حتى اصبح يجلس وسط سحابه من الدخان ينفث فيها غضبه .
بعد وقت لا يعلم هل كثر ام قل ،تدخل عليه شيماء وتخبره ان الغذاء اصبح جاهزا. . ينهض اسلام بتكاسل شديد .
يأكل الجميع ....
وشيماء تنظر لاسلام بين الحين والاخر ،وهى تشعر يالانتصار عليه وعلى سيلا ؛ لبقائه معها وليس مع سيلا . أما اسلام فكان يأكل بدون نفس وعقله عند سيلا ؛يفكر بها ،هل تناولت طعامها ام لا ،بالطبع لا فهى حزينه وهو من تسبب لها فى ذلك الحزن بعد ان وعد نفسه ان لا يكون مصدرا لحزنها اصبح الان من يحزنها بأفعاله ،شعور بالغضب من نفسه جعله لا يكمل طعامه .
تنظر شيماء على ابنائها حتى انتهوا من تناول غذائهم ..وهى تشعر براحة كبيرة لبقائهم معها ..
تأمر الابناء بدخولهم للنوم بسرعه وتأمر المربية بأن تبقى معهم فى غرفتهم ..
يدخل اسلام للجلوس فى عرفة مكتبه ، بعد مرور بعض الوقت يفاجىء اسلام بشيماء تدخل عليه المكتب ، ترتدى مئزرها ...
ظل اسلام ينظر لها مشدوها ، فقد فهم ما تريده منه . ولكنه آثر الصمت ..
تتقدم منه شيماء وبأعين قويه تنظر له وتجلس ملاصقة له وتهمس له : هتفضل فى المكتب كتير ،
تلمس شعره ووجهه وتكمل : طالما مش بتشتغل استريح شوية ..
ينظر اسلام لها ولا يتحدث يظل صامتا ،وتظل شيماءصامته ايضا ،ولكنها تمد يدها وتمسك يده وتقف، فيقف معها اسلام ويسيران معا الى غرفتهما ....
فى ذلك الوقت كانت سيلا تجلس فى غرفتها ،تحاول ان تنام ولكن بدون فائده ، تظل تسير فى غرفتها وهى تشعر بالتوتر، تمسك هاتفها للمرة المائه لترى هل اتصل بها اسلام ام لا ،فتجد انه لا يوجد اى اتصال منه . تترك الهاتف وتذهب لتصلى قيام الليل. ..
وبعد انتهاءها ، يأتى اتصال اخيرا بها ،تجرى للهاتف بسرعه وما ان رأت الشاشة مضاءة بإسمه حتى ردت بسرعه ...
اسلام بهمس : لسه صاحيه ؟.
سيلا وهى تجلس على السرير : أيوة... انت مش قلت لى هتتكلم تانى ..
اسلام متأسفا : معلش معرفتش اكلمك غير دلوقتى ...
سيلا وهى تغمض عينيها بألم وتشعر بغصة فى حلقها ولكنها تتماسك والدموع فى عينيها وتظل طامته .
اسلام بقلق : سيلا ..
سيلا بهمس مختنق : أيوة
اسلام : انتى نمتى ؟
سيلا بإقتضاب : لاء
اسلام : زعلانه ؟
سيلا والدموع انهمرت فى صمت ولكنها قالت بتماسك : لاء
اسلام : بس أنا حاسس انك زعلانه و ..
سيلا مقاطعة بهدوء مصطنع :
- انا مش زعلانه ،دا بيتك وليه حق عليك زى ما هنا بيتك برده ..
اسلام : أنا ...
سيلا مقاطعه له : تصبح على خير يا اسلام
اسلام بدهشة منها : هتنامى دلوقتى !
سيلا بسرعة وقد اختنق صوتها : ايوة
اسلام وهو يشعر بأنها حزينه جدا ولم يرد ان يغضبها اكثر من ذلك : تصبحى على خير .
سيلا بسرعة : وانت من اهلة مع السلامه .
تغلق سيلا الهاتف بسرعة فقد انهارت مقاومتها، ورمت الهاتف واخذت تبكى غاضبه من نفسها ومن شعورها الذى تشعر به الان .
اما عند اسلام فقد شعر يمدى حزنها، وغضب من نفسه كثيرا ،ألقى الهاتف على منضدة بجواره وهو يزفر فى قوة وغضب، فتح نافذة غرفة المكتب واخذ هواء البحر على صدره ؛ لعله يطفىء تلك النار التى يجيش بها صدره الان .. يريد ان يذهب لها الان ،ينظر فى الساعة ليجدها الثالثة فجرا يشعل لفافة تبغه ،ويظل ينفث هوائها للخارج وكأنه يرسل لها انفاسه لتحيط بها لحين ذهابه اليها فى الصباح ..
ظل هكذا حتى شروق الشمس فقد عزم ان لا ينام الا لديها .. ولديها هى فقط. ..
يتبع .... عرض أقل
google-playkhamsatmostaqltradent