رواية جنة أميري الفصل السادس عشر بقلم دعاء عبدالحميد
رواية جنة أميري الفصل السادس عشر
لا تذهب بعيدا...فقد بدأ الشتاء.. ومعه بدأ قلبي يشعر بالبرودة...♥️
ظلت الفتيات تصرخ بشدة حتى كادت أن تنقطع أحبالهن الصوتية....فهنا يظهر ثعبان فجأة...وهنا فئران...وهنا قطط سوداء...وهنا أشباح...غير الصراصير التي تملأ الغرفة في جميع نواحيها...وأيضا ذبْح الأشباح بعضهم بعضا أمام أعينهن...كل ذلك جعل أعصابهن ترتخي شيئا فشيئا وأغمى عليهم جميعا من الصدمة والخوف...فما عدن قادرات على الصمود أكثر من ذلك أمام تلك الأشياء القادرة أن تذهب بأرواحهن...
وفجأة اشتعل النور
أرون: يا عم قولتلك هيخافوا ومش هيستحملوا اللى هنعمله فيهم
أحمد: بصراحة بقااا هما مش صعبانين عليا انا بطني لسة بتوجعني من الشطة بتاعتهم
كريم: انا لو مكانهم اقسم بالله كنت عملت حمام على نفسي
أحمد بصريخ: كريييم اوعاااا الفاااار
كريم: اعااااااا ياااماااامااااا...
أحمد: هههههههه خوااااف
كريم: بتستغفلني يا بارد؟
أمير: عشان يعرفوا بعد كدا هما بيتعاملوا مع مين
فؤاد: عالرغم ان اوسخ مقلب اتعمل فيا بس لأ انا مكنتش عايز ابدا نردهالهم بالطريقة دى...منك لله يا احمد انت اللى اقترحت...أمير مكنش موافق بس انت اللى خليته يفكر في الموضوع ويجيب الخطة المخيفة دى
ذهب أمير وأتى بزجاجة مياه كبيرة وبدأ بالرش عليهم
فاقوا كلهم مرة واحدة بفزع
كارما: اعااااا لا لا فيران وقطط لأ
هنا بعياط: انتوا دخلتوا هنا ازاى؟ احنا مكناش عارفين نفتح الباب واتقفل علينا
أما ورد بمجرد ما رأت أمير ذهبت إليه بسرعة وتشبثت به وظلت تبكي على صدره....نعم فحتى لو هي تكرهه فهي تشعر معه بالأمان
ورد ببكاء: اتأخرت ليه؟ أنا بخاف من الضلمة...اهئ اهئ...كان في أشباح وعفاريت...انا كنت خايفة اوووى...اهئ نديت عليك بس انت مجتش...وكان في تعابين وحشرات كتير...انا..انا..خايفة...
شعر بالذنب نحوها ثم ما لبث أن عاد إلى بروده فهي من بدأت ولتتحمل النتائج...فمن يقوى على فعل ما فعلته هي؟...
وفجأة شعرت ورد بقدم أحدهم تحتها..
نظرت فإذا به شبح مذبوووح ويسيل منه الدماء
ورد بصريخ: اععاااااااااااا...لااااااا
وصرخت معها الفتيات عندما رأون ما رأت هي...ولكن مهلا...فبالتدقيق..رأون أن كل هذه بلاستيكات..وأوهام
صدمة....صدمة احتلت وجوههن جميعا...ثانية...ثانية...ما هذا؟ ....ثعبان لعبة؟...فأر لعبة؟...وأيضا الصراصير التى تملأ الغرفة...كلها فيك؟ ووشوش أشباح ملقاة هنا وهناك...ألم يكن ما عشناه الآن حقيقة؟ بل خُطة؟ بالتأكيد لم يكن غير ذلك...وإلا فكيف اجتمع هؤلاء بعد انتهاء مخططهم؟
كارمن بصدمة: إيه دا؟ دا كله بلاستيك وأوهام...هي دى خطة منكم صح؟
أحمد: برافوا عليييييكي
أمير بتوعد: انتوا بقاا بتتفقوا علينا...مين فيكوا اللى عمل الخطة الزبالة دى
ولكن لا يوجد رد
أمير بصوت عالى: قووووولت مييييين اللى عممممل كدااااااا
كارما: ااا...اص...هو
أمير: احنا هنتهته....قولي يا هنا بالتفصيل وإلا اعمل كلاكيت للى حصل دلوقتي
هنا: اح..احنا ك..كنا..عايزين نعمل فيكم مقلب ..بس والله كنا بنهزر...وكل واحدة فينا عملت ف..في حد فيكم...
أحمد: ومين بقااا اللى حطتلي الشطة في الزلابية
هنا بتوتر: كا..كارمن
كارمن بخوف وهي تعود للخلف: بص..هو كان هزار..وكمان انتو رديتوه أضعاف
أرون: ومين عمل في وشي كدا وبهدلني
هنا: كارما
أرون بصدمة: بقا انتى يطلع منك كدا
نظرت كارما إلى الأرض بخزى
كريم: ومين بقا اللى حطتلي الفار...يك فار لما يقرقض ودانها
هنا: هيام
هيام بتبرير: والله انا كنت جاية اقعد معاهم هما اللى وزوني
كريم: وعملالي فيها بريئة وهادية وانت بتطلعلي منين في كل حتة...وانتى ما شاء الله بتخططي عليا
أمير: ومين اللى حط الحاجات في أوضتي
هنا بتوتر كبير من أمير: و..ورر..ورد
أمير بتوعد: كنت واثق ...استلقي وعدك مني
فؤاد: اومال مين اللى حطتلي القرف دا في جيب الجاكيت
هنا: حبيبة
ولكن لم يكن هناك حبيبة لتدافع عن حالها
ورد باستغراب: ايه دا اومال حبيبة فين؟ دى داخلة معانا
هيام: كانت واقفة جمبي وماسكة فيا راحت فين دى....؟
فضلوا يدوروا عليها ومستغربين من اختفائها
والآخر لقوها قاعدة ورا كرسي وساندة ضهرها عليه وضامة رجليها الاتنين وايديها جامد وبتترعش ومثبتة عينيها قدامها
ورد بخضة: حبيباااة....مالك يا حبيبة قومى...حاولوا يقوموها بس هي مش بتنطق ولا بتتكلم حاولت البنات تشيلها بس بالعافية لما حركوها وساعدوها انها ترجع اوضتها
ورد: مالك يا حبيبة ردى عليا..متزعلنيش عليكي
حبيبة بضعف: قولتلكم بلاش...
ورد ببكاء: انا اسفة...والله اسفة انا السبب...استاهل ضرب الصرمة القديمة
حبيبة بوهن: ههه صرمة؟ لسة في حد بيقول ألفاظك دى؟
احتضنتها ورد: حبيبتي ربنا ما يحرمني منك يارب...انتى اللى باقيالي مليش غيرك...وأكملت بوعيد..بسببه هو كان ممكن تروحي فيها...مش هسيبك يا أمير يا حمزاوى...وخرجت
حبيبة بضعف: استني بس يا ورد...
ذهبت ورد إلى غرفة أمير بغضب وفضلت تخبط جاااامد
ورد بزعيق: افتح يا حييييلتها....افتح عشان مش هعديلك اللى عملتوا بالسااااهل....يا راااس الأفعى انت...افتااااااح بقوولككككك...وفجأة فتح أمير الباب بغضب وعيون مظلمة يرتدي ترنج باللون الأسود ومن الواضح أنه خارج من الحمام للتو فالمياه تتساقط من شعره الأسود الغزير...
أمير بغضب: في ايه...أهلك معلموكيش لما تخبطي على حد تخبطي باحترام....
ورد: أهلى دول أحسن منك ومن عيلتك كلها...فووووق لنفسك...
أمير: بت انتى احترمي نفسك...
ورد: تقدر تقول لي ايه اللى عملته دا
أمير: انتى اللى بدأتي...وبطلي تنرفزيني و Keep your nose clean شوية
ورد باستغراب: أخلى مناخيري نضيفة؟
صدم أمير وفجأة دخل في نوبة ضحك: هههههه لأ مترجيميهاش حرفيا يا غبية....معناها ابعدي عن المشاكل
ومن كثرة تساقط المياه على وجهه حرك رأسه يمينا ويسارا بحركة عشوائية لينشف شعره مما جعلها تغرق في جمال هذا المنظر ويأتي بعض القطرات على وجهها...
أمير: وبعدين انا عايز أفهم أبوكي ميت بقاله ميكملش أسبوعين وانتي بتعملي مقالب وبتضحكي وتهزرى ولا كأن في حاجة...
ورد وقد نرفزها كلامه جدا وبزعيق: لاااااء ما هو مش عشان بضحك وبحاول أخبي زعلى وأحتوى أختي يبقا مش زعلانة....أنا بعمل كل دا عشان هى الوحيدة اللى باقيالي ولازم أكون قوية قدامها عشان متحسش أن بابا مات يبقا ملهاش ضهر....ما هو مش عشان انت ابوك مات ومش فارق معاك يبقاا الكل زيك
صفعة....تلتها صفعة...ثم أخرى....اخرسييييييييييييي
أمير بغضب وعيوووون حمرااااء بشدة: مسمحلكيييييش انتي واحدة متسااااااويش وسيرة ابويا اوعي تيجي على لسانك تاااااااني...ثم خرج بكل غضب الدنيا وصفع الباب خلفه...
أما هي...تركها طريحة في الأرض تمسك وجهها إثر صفعاته وتنزل دموعها بشدة...وقد أقسمت أنها لا تترك حقها أبدا...
★★★★
في غرفة حبيبة والتي لم يذهب عن عقلها صور ما رأت منذ قليل حتى دق الباب ودخلت هنا...
هنا: بقاا كدا تخضينا عليكي
حبيبة: يعني انتى مشوفتيش عملوا فينا ايه....؟ دا انا بخاف من خيالي...انا لو لقيت نملة في الأوضة بخرج منها وبخاف جدا...ما بالك باللي حصل...؟
هنا: عندك حق والله ... الموضوع مرعب...انا لو كنت اعرف أن دى هتبقااا ردت فعلهم مكنتش دخلت معاكم في اللعبة دى...انا قولت هيزعقوا شوية وخلاص والموضوع يعدي...بس بعد اللى حصل دا.. لو شوفت واحد منهم معدي هضربله تعظيم سلام....اه كله إلا صحتي يا اختشي...
حبيبة: ههه طب يا اختي..
هنا: إيه دا كارما بتنادي ثواني وجاية...
وخرجت وتركت الباب مفتوح وبعد لحظات دخل شخص إلى الغرفة وكانت حبيبة تعطي ظهرها للباب
الشخص: أنا آسف
حبيبة بخضة ولفت بسرعة: ااا...ف..فؤاد انت دخلت هنا ازاى
فؤاد: ايه يا بنتي براحة مالك اتوترتي كدا ليه..وبعدين دخلت من الباب كان مفتوح... يعني هكون دخلت من الشباك مثلا
حبيبة: وكمان بتتريأ...عايز ايه
فؤاد: جاي اقولك اسف على اللى حصلك بسببنا ...انا والله ما كنت عايز اشترك في لعبة سخيفة زى دى...
حبيبة: تمام اسفك مقبول
فؤاد: طب خدى دى بقااا مني
حبيبة باستغراب: اي دى
فؤاد: دى علبة شوكولا عربون الصلح..هههه
حبيبة: لأ مش هقدر أخدها....
فؤاد: بقاا انا نزلت اشتريتها مخصوص...وكمان لو مخدتيهاش هعتبرك لسة مسامحتنيش...
حبيبة: ألا...ما قولت سامحتك... مش لازم يعني اخدها
فؤاد وهو يقلد أحمد حلمي في فيلم ذكي شان: ولو...ولو بردو لازم تخديها
أخدتها ورد بخجل وضحك على طريقته ووضعتها على السرير: ميرسي
فؤاد في نفسه: يا لهههههوى على ميرسي منها...هييييييح...ايه البت دى...
حبيبة وهي تشاور بإيديها قدام وجهه: أستاذ فؤااااااد....ايه روحت فين
فؤاد: هااا
حبيبة: ها ايه..بقولك معلش بس مفيش حد معايا في الأوضة ولازم تخرج...انا اسفة
فؤاد: اه تمام ولا يهمك...تعرفي ان أوضتك جمب أوضتي
حبيبة بتسرع: اه ما انا دخلتها النها... ولكن قطعت كلامها بصدمة من اعترافها
فؤاااد بضحك: هههههههه ااااااه.. دخلتيها تعملي جريمتك....وانا اللى بقول عليكي هادية وميطلعش منك كدا
حبيبة وقد أوشكت على البكاء: انا والله فضلت أقولهم بلاش ..وخرجوني من اللعبة دى بس هما اللى أصروا..
فؤاد: خلاص يا بنتي في ايه....متعيطيش انا بهزر والله...ويا ستي انا اطول القمر دا يدخل أوضتي..
حبيبة بخجل: لو سمحت يا أستاذ فؤاد مينفعش كدا
فؤاد بمرح: لا أستاذ ايه بقااا...انتى تقوليلي يا فؤش
حبيبة بصدمة: ....امشطلعبرة...انا غلطانة اصلا انى بكلم معاك...امشي..
فؤاد بضحك وهو يخرج: هههههه براحة طيب متزوقيش...
بينما دخلت حبيبة وأغلقت الباب وجلست على السرير...أمسكت علبة الشوكولا وفتحتها..وجدت بها معظم أنواع الشوكولا...وغالبها من النوع الغالي..أمسكت بإحداهم وفتحتها وقضمت منها وأغمضت عينيها بتلذذ..
★★★★
أشعر بالراحة عندما أرتب أحداث الخيال حسب مرادي لأرى فيها سعادة يصعب علىّ رؤيتها بالواقع...💛
بينما أرى علامات السخافة والسخرية واضحة على ملامحي من حماقة أحدهم لظنه أن الخيال أخف وقعا من الواقع...✨
#الصغيرة الحسناء
في صباح اليوم الثاني في الجامعة بالتحديد...تجلس ورد وصديقتها هيام كالعادة...
هيام بصدمة: يعني انا بجد مش مصدقة....؟ بقا انتى قولتيلو كل دا...
ورد: وانتى سيبتي كل اللى عمله فيا وماسكة في اللى انا عملته...
هيام: أيوة طبعا عشان انتى الغلطانة...ما هو مكنش ينفع اللى عملتيه دا
ورد: انا نفسي بس افهم انتى معايا انا ولا معاه هو...
هيام: انا مع اللى شايفاه صح...يعني انتى مكنش ينفع ابدا تخبطي بالطريقة دى..ولا تعلي صوتك عليه...ولا تشتميه...وفي الاخر فكرتيه بابوه وزعلتيه مهما عمل هو جوزك وربنا أمرنا نطيعهم يعني لو عمل ايه كدا تسمعي كلامه...دا لو منع الواحدة تزور أهلها..ولا منعها تروح شغلها...ولا لو شغلها خدامة عنده طول النهار...في الاخر لازم ترضيه وتسمع كلامه...إلا لو أمرها تشرك بالله والعياذ بالله...بس هو في المقابل لازم يراعي سلوك النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع زوجاته..وياخد بقوله رفقا بالقوارير...ويعاملهم معاملة كويسة... يبقا في ود ورحمة في التعامل بينهم...عايشين بالمحبة والمساعدة لبعضهم...كل واحد يراعي التاني..يعني الواحدة تراعي أن هو بيشتغل طول النهار وبيتعب وبيتحمل ولازم يجي يلاقي كل حاجة جاهزة..وفي نفس الوقت هو يراعي ان هي تعبت في ترويق وطبيخ وغيره ميجيش في الاخر يقولها أكلك وحش مثلا...كدا هيكسر بخاطرها ..وغيره وغيره
ورد وهي متنحة وفاتحة بؤها بطريقة مضحكة وساندة راسها على ايدها: بت يا هياااام...انتى من امتا وانتى عاقلة كدا وبتقولي كلام كبار
هيام بغرور مصطنع: طول عمرى يا حببتي
وجاء في هذا الوقت شخص من الخلف (أنا زهقت من الشخص اللى بيجي من الخلف كل شوية دا 😂)
الشخص: لو سمحتي يا آنسة ورد ممكن دقيقة
نظرت ورد وقد صدمت: دكتور إي..إيهاب..انا كدة سقطت رسمي...
الدكتور: ممكن دقيقة بعد إذنك
ورد بعفوية: طب ما حضرتك لابس ساعة كاملة...حبكت الدقيقة اللى معايا..
ضربتها هيام في جمبها وبهمس: يخربيتك ايه اللى بتقوليه دا
ورد: ا..اا..قصدي اتفضل يا دكتور...هيام مننا وعلينا..
الدكتور: لأ معلش عايزك انتى..
هيام: خلاص يا ورد هعمل مكالمة عبال ما تخلصي..وذهبت هيام
ورد: خير يا دكتور
الدكتور إيهاب: بصراحة بقااا يا ورد واسمحيلي اقولك باسمك علطول...انا معجب بيكي وسألت عليكي وعرفت انك محترمة وكويسة ويشرفني اتعرف عليكي...
ورد بمرح: سألت عليا مرة واحدة...وعرفت كمان انى محترمة ..يا ابني دا انا مشهورة في الجامعة بورد أم لسان...
وبعدين اللى سألتهم ما قالوش لحضرتك انى متجوزة
الدكتور: لأ للأسف أنا عارف...وعارف جوزك كمان وصاحبي بس اللى اعرفه انه مبيحبكيش وانتى تستاهلي كل الخير
ورد باستغراب: صاحبك؟ وعادي كدا تيجي تقول لمراته انك معجب بيها هي دى ثقة صاحبك فيك؟
الدكتور: هو صاحبي على عيني وعلى راسي بس طالما مش مقدر النعمة اللى معاه فيسيبها للى يقدرها...وانا موجود
ورد بعصبية: الظاهر انك اتجننت رسمي...ومش انا يا دكتور اللى تخون ثقة جوزها فيها عن إذنك...
الدكتور: استني بس...مش تشوفي الاول اللى انتى محموقة على ثقته فيكي خان ثقتك فيه ازاى؟
ورد باستغراب: قصدك ايه؟
الدكتور: أمير الحمزاوى...مش هو اسمه كدا بردو...؟ هو اللى رن عليا وخلاني جبتلك اصعب امتحان والباقي كله امتحان سهل عشان يقلل ثقتك بنفسك..ويكسرك..
ورد بصدمة:.
يتبع الفصل السابع عشر اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية جنة أميري" اضغط على اسم الرواية