رواية مات زوجها وتزوجت أخيه سيلا ومازن البارت السابع عشر 17 بقلم نجلاء ناجي ورشا مجدي
رواية مات زوجها وتزوجت أخيه الفصل السابع عشر 17
الحلقة السابعة عشر. ...
فى الصباح الباكر يركب سيف ونوران حافلة الروضة، و يخرج اسلام مبكرا متجها الى منزل سيلا ،يدور فى ذهنه آلاف الاسئله ؛ يعلم انها ربما تكن حزينه منه ،لا بل من المؤكد انها حزينه منه . فهو نفسه غاضبا من نفسه، ولكن ما باليد حيلة .
يفكر ماذا سيقول لها ؟ ماذا ستقول له ؟ ولكنه يستقر على شىء واحد وهو ؛ أنه يجب ان يصالحها ويطيب خاطرها .
يصل اسلام الى المنزل ، يدخل متلهفا وهو يجول ببصره باحثا عن سيلاه ، يجدها فى غرفة الاطفال ترتبها .
اسلام بلهفه ،وهو يتقدم فى اتجاهها :
- صباح الخير ، مقدرتش اروح الشركه قبل ما أجى أصبح عليكى ،وأفطر معاكى. .
تنظر له سيلا قليلا ، لا تعلم ما الشعور الذى تشعر بيه الان ؛تريد ان تلقى بنفسها بين ذراعيه ،وتريد ان تصرخ عليه غاضبه منه ، تظل تنظر له بجمود ولا تتحرك او ترد عليه ،حتى يصل اسلام ويصبح يقف امامها. تظل تنظر له ولا تستطيع ان تفعل شيئا ،وهل يحق لها ان تفعل شيئا ،هو لم يخطىء، كان فى بيته الاخر مع زوجته وابنائه، و.. وتركها ..هنا تماسكت سيلا جيدا ؛ حتى لاتظر له ضعفها تجاهه او حتى تأثرها من مبيته عند شيماء .
سيلا بجمود : صباح الخير، ثوانى والفطار يبقى جاهز. .
يحاوط اسلام خصر سيلا بذراعيه ويهمس لها فى أذنيها :
- وحشتينى اوى ..
سيلا وهى تبتعد عنه فى ضيق ، تعلم انه يقول هذا لانه شعر بغضبها ،غضبت من نفسها كثيرا لانها اصبحت امامه مثل الكتاب المقروأ ؛اصبح يعلم انها غاضبه من ذهابه الى شيماء . تعلم انه يطيب خاطرها فقط ،وربما يكون لا يحبها ،وما يحدث بينهما مجرد واجب ..لا حب . عند تلك النقطة بالذات لم تتحمل سيلا نفسها ابتعدت عنه وكأنها تعاقب نفسها لا تعاقبه هو :
- هحضر الفطار ؛ علشان متتاخرش على الشركة ،وانا كمان متأخرش على المستشفى. .
اسلام قاطبا حاجباه بغضب : بلاش الشغل فى المستشفى بقى يا سيلا .
سيلا بغضب شديد وبنفاذ صبر ؛ لا تعلم ماذا حدث لها تريد ان تتشاجر معه ام انها تريد ان تتشاجر مع نفسها فقط .
- اتكلمنا فى الموضوع دا قبل كدا ، ومش هسيب الشغل يا اسلام .
يحاول اسلام ان يمتص غضبها فيقول : طب لو قلت لك علشان ....
تقاطعة سيلا وهى تبتعد عنه واضعه يدها على انفها :
- ابعد يا اسلام ؛ مش قادرة اسم ريحه البرفان بتاعك ده .
اسلام بدهشة ؛هل كل هذا يسبب البرفان ام هناك سببا اخر لهذا الغضب ؛ ربما للنه تركها انس ولم يحضر على الغذاء .
لم يدرى اسلام ان سيلا تشعر بالغيرة عليه ، هى كأنثى تغار على زوجها ،تعلم انها زوجه تانيه ولكنها ماذا تفعل فى هذا الشعور المسيطر عليها ..
انا اسلام بشعر بالغضب والدهشة من تصرف ونفور سيلا منه .
اسلام بدهشة : ماله البرفان. .
يستنشقه من على ملابسه ويكمل : ما هو حلو اهه
سيلا بحده : بيخنقنى يا اسلام معلش ..انا اسفة يس فعلا مش طايقة ريحته .
اسلام معللا : ما دا اللى عندى فى الشقة هناك ،و...
يقطع كلامه عندما جحظت عيناى سيلا وهى تنظر له ؛ فقد فهمت ما يريد قوله وآلمها كثيرا .
شعر بألمها وصمت ،لم يكمل حديثة ،كان يريد ان يضمها اليه ولكنه تذكر رائحته ،أخذ يسب نفسه فى سره لانه نسى انها ذكرت له ان يغيره .
اذهب سيلا بسرعه لاعداد الفطار وهى تشعر بغضه فى حلقها ،تتظاهر بان كل شىء على ما يرام فى حين انها تفر منها دمعه لئيمه بين الحين والاخر ،فتسرع سيلا بمسحها بسرعة ؛حتى لا يراها اسلام . وتحاول ان تتماسك امامه ..
يتناولا الفطور بدون اى كلمه ،فقط نظرات متبادلة بينهما ؛نظرات تحمل الكثير الكثير من الحديث والمعانى ، تعاتبه ؛ فيهدهدها ،تؤنب نفسها ،فيحامى لها . تشعر بالضعف ،فيحاول ان يسندها بقوة . يلوم نفسه ، فتخفف عنه ،يخبرها بمدى عشقه ،تفرح لذلك ولمنهة تخاف ان يخدعها .
حوار كبير بين العيون، بلغه لم تنطقها الحناجر ،ولكن نطقتها الجفون ...
يخرجا معا ،فتركب سيلا سيارتها
وتذهب للمستشفى مبارشة ، ويركب اسلام سيارته للشركه وهو غاضبا من نفسه . اراد ان يصالحها ولكنه اغضبها اكثر ؛لا يعرف ماذا يحدث بينهما ، كلا منهما بداخله شىء ولا يريد ان يقح عنه للاخر .. او بالاصح هو لا يعلم ما فى داخل سيلا ؛فهى لم تفصح عنه بعد ،يريدها ان تتحدث ان تنفض غضبها هذا وتخبره عن سره ،فهو زوجها وهى حبيبته. ...
تذكر نسيانه لرائحته وغضب اكثر من نفسه ، اخذ يوبخ نفسه كيف ينسى أنها ومنذ ساعات قليلة طلبت منه ان لا يضع هذا البرفان ،ثم يأتى يعدها ويضعه لها ومن اين من عند زوحته الاولى ؟
اعتقد اسلام انها غاضبة منه لذلك ،او ربما لبقائه عند شيماء ، او ربما لسبب اخر هو لا يعبمه وهى بم تفصح عنه ...
زفر اسلام فى قوة وضرب مقود سيارته بيده ؛يتفس عن غضبه :
- طب وانا اعرف اللى مضايقها ازاى وهى مش بتتكلم ، لو اتكلمت بس تريحنى ...
يتلقى اسلام اتصالا هاتفيا ويجده من شيماء ،يرد عليها بفتور ...
شيماء وهى تشعر بالغيظ من ذهابه مبكرا هكذا ،ولكنها تماسكت وتصنعت الهدوء :
- صباح الخير يا حبيبى .
اسلام بإقتضاب : صباح الخير
شيماء بتساؤل : انت فى الشركه ؟
اسلام :لسة فى الطريق
شيماء بسرعة : طب انا اللى هعمل الغدا النهاردة سا اسلام متتأخرش على الغدا ..
اسلام :احتمال معرفش و...
شيماء نقاطعة له بسرعة حتى لا يعطى لها حججا واههيه ويذهب للغذاء عن سيلا :
- الولاد مش هياكلوا غير لما تيجى تتغدى معاهم ،وبراحتك بقى تجوعهم او تشبعهم ..
يتنهد اسلام فى غضب منها ؛ فهو يعلم انها تحاول ان تبعده عن سيلا وتستخدم ابنائه كورقة للضغط عليه ،ويعلم انها من الممكن ان تمنعهم عن الطعام فى سبيل تحقيق ما تريده واشعاره بالذنب تجاه ابنائه ،فيرد بغيظ منها :
- طب خلاص ،هحاول أجى على الغدا ..
تغلق شيماء الهاتف وهى تشعر بالانتصار والفرحة . تتجه الى الخدم وتطلب منهم الاصناف التى تريدها على الغذاء وان لا احد منهم يقول انهم من صنعوا الطعام ..لانها ستخبر الجميع انها من صنعته لهم ...
فى سياره سيلا وبعد ان شعرتوانها ابتعدث عن اسلام ،اطلقت لدموعها العنان ،فقد جاهدت كثيرا لتتحكم فى دموعها ...
انها تشعر يالغيرة عليه ! تغار عليه من زوحته الاولى ؛أم ابنائه. .. اصبحت تحب وتغار ولا تستطيع ان تتكلم، يجب عليها التماسك امامه ، حتى لايشعر بهذا ..
أيا قلبى المسكين
ماذا يحدث لك ؟
هل أحببت ؟
هل عشقت ؟
أتغار الآن على الحبيب!!
بلى ..إنه لطريق طويل
ملىء بالاشواك
والشوق والحنين
والغيرة القاتله
فرفقا بي ...
رفقا بس يا قلبي
فأنا إنسانة ضعيفة ..
#نجلاءناجى.
تصل سيلا الى المستشفى ،تعمل بجد إجتهاد ،تفرغ ألمها وغضبها فى العمل . يلاحظ أحمد الارهاق البادىء علي محياها ، ومكابرتها فى العمل ؛تريد انهاء كل شىء ولا ترفع وجهها عن الارواق والكمبيوتر، مكابرتها على نفسها تلك بالاضافة الى مسحة الحزن التى تعلوا وجهها ..
يعلم ان هناك شيئا بداخلها يضايقها ؛وكيف لا وهو طبيبها النفسى .
يقترب منها ويقف امام مكتبها وهى لا تشعر بوجوده حتى ، وبصوت هادىء يقول لها :
- كفايه شغل كدا يا سيلا ؛ إنتى تعبتى النهاردة، روحى على البيت .
سيلا وقد حفلت منه فرفعت عيناها له، ثم وضعتها ثانية وبسرعة فى جهاز الكمبيوتر، وتحدثت معه بدون النظر له . فهى لا تريد لاحد ان ينفذ الى داخلها، لا تريد لاحد ان يشعر بما تشعر به ،لا تريد لاحد ان يراها فى لحظات ضعفها. .
- لسه ورايا شوية حاجات اخلصها وهمشى .
يضع احمد يده على الاوراق التى تنظر فيها وتتطابقها بما على الجهاز بحده :
- أنا بقول كفايه كدا .. روحى بقى ؛باين عليكى التعب .
سيلا بإعتراض : هراجع البيانات و....
احمد مقاطعا : حالا يا سيلا .. روحى حالا ؛ باين عليكى الارهاق جدا .
ارفع سيلا عيناها له تجده ينظر لها فى عطف شديد وتأثر بحالها ،فتخفضهما ثانيه وتهز رأسها موافقة وبإستسلام : حاضر .
يتابعها احمد وهى تغلق الجهاز ،وتلم اشيائها ،وتنهض من على مكتبها وعندما بدات فى السير متحهه للخروج من المكتب ومرت بجواره، همس لها :
- انتى كويسة
سيلا وهى لا تنظر له وتكتفت ان تهز رأسها بنعم
احمد وهو غير مقتنع بما قالته :
- لو فى حاجة مضيقاكى هتقول لى ؟
نظرت له وفكرت هل حقا من الممكن ان اخبره ام سيظل ما اشعر يه حبسا بداخلى ؟وهل انت من يجب ان اخبرك ام اسلام ؟ ولكنها تذكرت انه طبيبها ويمكنها الاعتماد عليه . فهزت رأسهاموافقة ايضا ..
احمد وقد شعر ببعض الطمأنينه : تمام يا سيلا، وانا منتظر الوقت اللى تحسى فيه انك عايزة تتكلمى .. انا موجود فى اى وقت ..
شبة ابتسامه ظهرت على وجهها وانصرفت وتابعها بعينيه حتى اختفت ،فذهب للنافذة يراها وهى تركب سيارتها وتختفى وسط الزحام وهو قلق عليها ، ولا يعرف سر حزنها .
طوال الطريق كانت سيلا تفكر فى شىء واحد؛ هل سيأتى اسلام على الغداء كنا وعدها ،أم سيذهب الى شيماء ؟
تجهز سيلا الطعام ،ويأتى الاطفال ،ولكنهما يرفضان الطعام الا فى حضور إسلام، فى ذلك الوقت كان اسلام يعمل فى شركتى وذهنه مشغول، ماذا سيقول لسيلا ، بالطبع سوف تغضب ومعها حق فى ذلك ، ولكن ابنائه ما ذنبهما فى عدم حصولهما على الطعام ؛ يعلم ان شيماء قد تمنع عنهما الطعام كن ع من العقاب له وليس لهما ،لن يأخذها رحمة بهما. ..
ذهب اسلام الى شقتة شيماء مجبرا ، كان يجلس على المائدة يدعى تناول طعامه ولكنه لم يأكل شيئا ،كانت شيماء فى داخلها فرحة الانتصار لقدومه لها وتفضيلها على سيلا ،ولكنها ما ان وجدت انه لا يأكل ،حتى ازداد الغضب فى داخلها ، وكرهت سيلا كثيرا، بل فرحت انها جعلت اسلام يعانى الحرمان فى بعده عن سيلا ،كما تعانى هى فى بعده عنها .
نظراتها له كانت نظرات تشفى منه ،ونظراته الزائغة ،كانت لبعده عن سيلا وتوقعه ان يزداد غضبها منه ..مما جعله يشعر بغصة فى قلبه .
فى ذلك الوقت كانت سيلا وابنائها ينتظرون اسلام ،وانتظروا طويلا، حتى تأكدت سيلا من انه لن يحضر لهم ،كانت تريد ان تهاتفة ولكن كرامتها وكبريائها منعها من ذلك ...
بعد انتهاء الغداء اتجه اسلام الى المكتب بسرعة ،يشعر بالاختناق من وجوده واستسلامه لشيماء ، وضغطها عليه بأبنائه .
يجد اتصالا من سيف بدون علم سيلا
سيف ببراءه : عموا مش هتيجى تتغدى معانا ؟ أنا مستنيك .
اسلام وهو يتألم من صوت سيف ومن معاناتهم معه :
- معلش يا سيف يا حبيبى ،عندى شغل ؛اتغدى انت ونوران وماما ،وأنا إن شاء الله هتعشى معاكم .
سيف بخيبة أمل : طب ماشى .. مع السلامه
يشعر اسلام بمدى حزن سيف وانكساره ، يشعر بالالم لانه كسر بخاطر طفل صغير يريدة معه ، طفل يتيم وهو فى نفس الوقت ابن اخيه ...
يلقى اسلام هاتفة على الاريكه فى غضب، وهو يزفر بقوة ،يريد ان يزيح ذاك الجبل الجاثم على صدرة ويجعله يشعر انه لا يستنشق الهواء . .
فى خارج الغرفة كانت شيماء تقف وتتصنت على إسلام وهى فرحه لعدم خروج اسلام لهم ،بل جعلها ذلك تخطط لعدم خروج اسلام اليوم وبقاؤه لديها ...
فى ذلك الوقت. ..
يذهب سيف الى سيلا ويقول لها ببراءه
سيف بحزن : يلا يا ماما ناكل .
سيلا بدهشة : اخيرا رضيت تاكل !
سيف : عموا اسلام مش هيجى يتغدى معانا . هيجى فى العشا .
سيلا بتساؤل : عرفت منين ؟
سيف ببراءه : منا كلمته يا ماما .
سيلا بجده وغضب : ليه ؟ ليه تطلبه؟ معتش تطلبه تانى ؟ هو عنده شغل لما يفضى هيجى. . فاهم ؟
لا تعلم سيلا لماذا ظهر كل هذا الغضب ،هل نفثت عن غضبها من اسلام فى سيف ؟ كل ما علمته انها ندمت اشد الندم لأنها صرخت على سيف هكذا ولكنها اصرت على عدم الاتصال به ابدا . فى داخلها لا تريد ان يظن انها تستخدم الابناء من اجل ان يأتى لها ،كان ذلك مسأله كرامة فإن ارادها اتى هو لها ، لن تطلب منه المجىء مهما يحدث لن تطلبه ...
سيف بأسف : ماشى يا ماما مش هطلب عموا تانى.
تطعم سيلا الصغيران ولا تأكل شىء لالام معدتها ...
عند شيماء ....
تنجح شيماء فى جعل عز الدين ورنا يخبران والدهما بإصطحابهما الى الملاهى والعشاء بالخارج، يستسلم اسلام لهم ،كان معهم جسدا بلا عقل، يضحك مع اطفاله وعقلة يفكر فى سيلا وابنائها ،يفكر فى سيف ونبره صوته، ويشعر انه خذله يعلم انه لم يفى بوعده له . أمام نفسه هو غاضب من نفسه كثيرا . يعود متأخرا ،فيبيت عند شيماء ؛ التى كانت فى منهتى السعادة لتنفيذ مخططها ،كانت مدركه انها بهذا الشىء قد وضعت بذور الفراق والشجار بينهما . كانت تعلم انه معها رجلا بلا عقل .. جسدا بلا روح ... انسان بلا قلب .
تعلم تمام العلم انها لا مكان لها لديه ، ولكنها كانت تدافع عن مكانها ووضعها امام المجتمع حتى لا تصبح زوجه منبوذه ،ولا تفرح فيها صديقاتها او اى احد من اعدائها ..
عند سيلا ...
تظل تنتظره طوال الليل ؛ على أمل أن يأتى أو حتى ان يهاتفها. . ولكن لم يأتى ولم يهاتفها، فتشعر بالسأم والاحباط منه وبالحنق من نفسها ، معاقبتها لتصديقه تظل تفكر حتى تنام والغيرة وللغضب يأكل قلبها . وإسلام يظل يفكر بها وكيف مصالحتها .
فى الصباح يذهب اليها بسرعة ويقابل سيف ويعتذر منه ويوعده بأن يقضى اليوم معه . يحاول ان يتحدث مع سيلا ولكنها لا تعطى له وجه وتذهب لعملها .
يظل اسلام واقفا اما البناية وهو غاضبا من نفسه ،يشوط الحصى امامه وهو يشعر بالغضب الشديد .
وتبتسم شيماء بإنتصار فقد شاهدت كل شىء من بعيد بعد ان خرجت وراؤه ، وتابعته ورأت نفور سيلا منه ..
ركب اسلام سيارته وذهب الى شركته وهو فى غضب شديد .. وسارت وراؤه شيماء حتى اطمأنت انه دخل الشركه ثم عادت الى المنزل ..
فى الشركه كان.اسلام غاضبا من نفسه اشد الغضب ،يصرخ على الجميع ، لاتفه الاسباب ، خرج بنفسه يتابع العمل فى المواقع كى يفرغ غضبة فى العمل ولكن دون جدوى
يجد اتصالا من عز الدين يخبره انه ينتظرة على الغذاء ويضطر ان يذهب له ...
تستمر شيماء فى الضغط على إسلام بأبنائه، ويستسلم اسلام لها ؛فقط حتى لا يرى ابنائه يعانون معها ، استمر الوضع سبعة ايام يخرج فى كل يوم من الفجر ليذهب الى سيلا يخل الشقة ويرى سيف ونوران نائمين فى غرفتهم . يذهب لغرفة سيلا ،يقترب منها وهى نائمة، ويجد دموعها تسيل بجانب عينيها .
يهمس لها بألم : غصب عنى والله؛ بعمل كدا علشان خاطر ولادى ، شيماء وخداهم ورقة ضعط عليا .. سامحينى يا سيلا لانى مش قادر اسامح نفسى ...
لا يقدر اسلام على البقاء وموجهتها ورؤية دموعها التى هو سببا فى وجودها . يخرج بسرعه من الشقة ويقف امام البحر فى جو بارد ،لعله يطفىء بعضا من اللهيب المشتعل بداخله ، يشعر بالسخط من نفسه ؛ يحبها ويعشقها ولكنه فى نفس الوقت يضحى بها من أجل ابنائه .ويكون السبب فى تعاستها ،يعلم انه جرحها بسلبيته تلك ولكنهم ابنائه ..
اى انسان هذا ،اى حب هذا ؟ لايشعر اسلام بنفسه الا وهو فى البحر يحاول ان يغسل نفسه من ذنوبه، لا يشعر ببروده الماء ولابرودة الجو كل مايشعربه هو تلك البراكين الغاضبة المشتعلة بداخله . ولكنه ابدا ما هدأ وما شعر بالراحه قط.
يذهب اسلام الى الشركه ويسير وسط دهشة العاملين فى البوفية فلم يأتى الموظفون بعد . يدخل اسلام مكتبه ويستحم ويبدل ثيابه بأخرى ،ويشرب قهوته يليها العديد والعديد من فناجين القهوة و السجائر.
عند سيلا فى المستشفى ...
يأتى لها اتصالا هاتفيا من اخيها محمد ؛يخبرها بمرض والدتها وذهابها الى المستشفى فى حاله خطرة وانها بين الحياة والموت، تخرج سيلا بسرعة للمستشفى. .
فى حجره هناء بالمستشفى ...
تدخل سيلا للغرفة وهى ترعش بشدة ،ترى والدتها و تبكى ،ترتمى عليها وهى تجثوا على ركبتيها : الف سلامه عليكى يا ماما
هناء وهى تحاول ان تطمئنها تربت عليها ،وتقول فى وهن :
- أنا كويسه يا سيلا ، متخافيش .. فين اسلام
اسلام وهو يصل للغرفة بعد ان اتصل عليه محمد :
- أنا هنا يا ماما .
هناء وهى تشير له بان يتقدم ،يقترب منها اسلام ،وتهمس له بعض المهسات واسلام يهز رأسة بالموافقة ،ثم يبتعد
سيلا متسائلة : عايزة حاجه يا ماما
هناك وهى توجه حديثها لمحمد :
- خلى بالك من اختك يا محمد ... شقتى إنت عارف انا كاتبها باسم سيلا ...
وكل حاجه انتم عارفينها
سيلا وهى تبكى بشدة : ربنا يخليكى ليا يا ماما
محمد معترضا : ليه بس الكلام دة يا ماما
هناء وهى تحاول ان تبتسم لهم :
- بأكد بس عليكم، واسلام وايمان واللى فى القوضه دى شهود علينا ...
تغمض جفنيها وتتشهد وتصمت .
لم تتحمل سيلا الصدمه ،ظلت جاحظه العينين غير مصدقه لما حدث امامها يحوطها اسلام بزراعيه وهى تنتفض غير مصدقة ،ثم تطلق صرخة تفقد الوعى. ..
يمر اسبوع على وفاه هناء ؛ وسيلا فى منزل محمد اخيها تتلقى واجب العزاء ،وهى فى عالم اخر ، لا ترى احدا امامها ،جسدا بلا روح اوعقل ،لا تعلم من يتحدث او من يسلم عليها ..
واسلام كان فى الشركه نهارا ، ويخرج على سيلا ويذهب لشيماء عند النوم ، ثم يعود صباحا لها ، وسيلا لا تراه بل يخيل لها ان شبح اسلام تراه امامها ، فى حين ترى كل من اطياف هناء وماذن حولها، يتحدثون لها ..
يأتى أحمد ليقدم واحب العزاء لسيلا ومحمد ويرى حاله سيلا ،يجفل من رؤيتها وهى بعالم الاموات لا تعلم شىء مما حولها ،خرج بسرعة وأتى ببعض الادوية المنومه ..واعطاها لها وظل يجوارها حتى نامت وطلب من محمد ان يتابعها او يرسلها للمستشفى، يخبر محمد اسلام بالامر ،فيرفض رفضا باتا ذهابها لمستشفى أحمد ويخبرهم انه سيكمل علاجها فى منزلها ..
يأخذ اسلام سيلا الى شقته ويحضر ممرضة لتتابعها وخادمه للمنزل ...
يتابع اسلام سيلا بالهاتف ، يتصل عليها ولكنها لا تجيب ، يتصل ثانية ،يرد عليه سيف الذى يخبره انها نائمه ... تمر عدة ساعات ويتصل اسلام مرة اخرى بعد اربعة ساعات ويجدونفس الإجابة. .نائمة
يشعر اسلام بالقلق عليها ،يترك الشركة ويذهب لها بسرعة ومعه طبيب ..
اسلام ومعه الطبيب بعدوالكشف على سيلا التى كانت وكأنها فى غيبوبه ..
الطبيب : هبوط حاد من قله الاكل والحزن
يا ريت تغير جو وتسافر علشان حالتها النفسية .
اسلام شاكرا الطبيب : الف شكر ليك يا دكتور .
يذهب الطبيب وينادى اسلام الخادمه والممرضة للمكتب ، يصرخ فيهما
- يعنى شفتوها مش بتاكل ونايمه مش تتصلوا بيا ، يلتفت الى سيف معاتبا ولكن بصوت منخفض
- وانت يا سيف ،ليه مكلمتنيش تقولى ؟
سيف بحزن : ماما قالت لى مكلمكش تانى ابدا ابدا علشان انت مشغول ومش اعطلك...
اسلام وكلمات سيف تنزل عليه كالصاعقة ؛ألهذا الحد يصل غضب سيلا منه ؟ ألهذا الحد لم يعد لها رغبة فى الحياة ،ألهذة ا?
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية مات زوجها وتزوجت اخيه" اضغط على أسم الرواية