رواية نار وهدان البارت السابع عشر 17 بقلم ام فاطمة
رواية نار وهدان الفصل السابع عشر 17
نام جميع من في الجبل ليستيقظوا على فاجعة إطلاق النار من قبل قوات الأمن .
فقفزوا جميعا من أماكنهم وحصنوا أنفسهم بالسلاح .
وسمعوا صياح منصور ...كله يچف فى المكان اللي بحدده كل مرة لما بتيچي تعمل علينا الحكومة غارة .
ثم صاح في محروس ...شهل بالقنابل المسيلة للدموع ، خليهم يمشوا بدري بدري من غير دم كتير .
محروس ...أمرك يا سي منصور .
ارتجفت قمر وبكت من صوت إطلاق النار ، فأسرع لها وهدان وضمها لصدره مردفا...متخفيش جمدي چلبك إكده ، وهنمشيهم چفاهم يچمر عيش دلوك .
قمر...أنا خايفة چوي ، ونفسي نعيش في حتة تانية غير الچبل ده .
نعيش زي الناس في البلد ، هيناموا من غير چلچ وخوف زينا .
وهدان ...بكرة تشوفي وهدان هيعمل إيه ؟
وهيحچچلك أمنيتك الغالية دي.
قمر...ياريت يا أخوي.
ثم تركها وانطلق مع الرجال وهم يتصدون لقوات الشرطة
كما ساعد أباه في إطلاق القنابل .
ليحتدم القتال بين رجال الشرطة والچبل .
العقيد أدهم للعساكر...اضربوا النار في كل إتجاه ، هما متعششين في كل مكان .
العسكري رضا...أنا مش شايف حاچة يا فندم ، وهضرب عشوائي.
أدهم بخيبة أمل ...مش عارف مين بيوصلهم السلاح والقنابل دي؟؟
كده مش هنعرف نسيطر عليهم ونفضي المكان .
رضا...أهو هنحاول يا فندم وربنا كريم عشان نقضي على سلسلة الإجرام بتعهم اللي مش عايز ينتهي ده .
أدهم ...ياريت ،عشان شكلنا قدام الحكمدار وحش جدا .
ثم أمر أدهم بالهجوم وتبادلوا إطلاق النار .
حتى أصيب منصور بطلقة طائشة فوقع مكانه ، فتجمع حوله الرجال وأسرع إليه زين يبكي ...ابوي ابوي ...لا متموتش أنا مليش غيرك في الدنيا .
محروس باكيا...سلامتك يا سي منصور .
شد حيلك بس عچبال ميمشوا ولود الغبرة دول ، وهبعت عچيب الواد سلامة الحلاق هيطلع الرصاصة وهتبقى فل الفل .
منصور وهو يلتقط أنفاسه الأخيرة...إظاهر خلاص ، وراح عمري على إكده ، وياريت راح على حاچة كويسة ، راح على الفاضي.
وعارف إنّ ربنا هيحاسبني واعر چوي .
ثم نظر لوهدان قائلا بصوت ضعيف ...خلّي بالك من زين.
ليسلم الروح لبارئها بعد نطقه تلك الكلمة .
فبكى الرجال وبكى زين .
أما وهدان فانسحب سريعا لغرفة منصور ، وأخذ حقيبة أمواله جراء صفقة المخدرات ، التي لم يسعفه الوقت في تهريبها .
ثم أسرع بها وهدان لمكان نائيّ خلف الجبل وحفرة حفرة عميقة وضع بها الحقيبة مع عقد الألماس والكردان الذهبي وبعض الأموال التي كان يخبئها من قبل .
فهو رغم صغر سنه الأول أنه كان يتمتع بذكاء خارق .
ثم عاد ليجد رجال الجبل قد تصدوا لقوات الشرطة ، فتراجعوا وفشلت مهمتهم في تطهير الجبل .
تبدلت تعابير محروس من الحزن للفرحة عندما تراجعت قولت الشرطة فأردف...الحمد لله خلصنا منهم بسلام ، بس للأسف راح فيها الكبير بتعنا .
ثم جثى على ركبتيه مواسيا زين...متچلچش واصل يا ولدي طول ما أنا عايش ، أنا كيف أبوك ووهدان أخوك .
عطوة والد يونس وجميلة...لا چلبك حنين چوي، أنا خابرك كويس هتعمل إكده عشان عايز تعمل فيها ريس علينا .
لكن لا عمره مهيوحصل ، وأنا اللي هكون كبير مطرح منصور .
تلون وجه محروس وضم شفتيه بغضب ثم هدر في وجهه ...أنا كبير غصبا عنك يا عطوة ، سواء خدت مكان منصور أو لا .
ومحدش أصلا هيكون الكبير إلا لما نشاور بقية الرچالة.
عطوة...ماشي أنا موافج، يلا يا رچالة چولوا رأيكم .
محروس بنفور ...خلي في عينك حصوة ملح الأول وخلينا ندفن منصور الأول ده الراجل اللي كنا عايشين في رعايته .
وبالفعل تم دفن منصور واجتمع الرجال ليختاروا بالفعل محروس لأنه طيب القلب ولن يأخذ منهم الكثير جراء قيامهم بأعمالهم الخارجة عن القانون .
............
تكرر نزول وهدان إلى القرية للعب مع الأطفال ولرؤية حبيبته الصغيرة التي دوما تشفق عليه ، عند نبذ الأطفال له ، لأنهم لا يعرفون هويته .
كذلك لم يحب وهدان أيًّا من الأطفال في النچع إلا وردة وهيام وطفل آخر معهم من النچع يدعى مجدي .
ثم قامت وردة بالنداء على هيام ( أخت وهدان التوأم ) ...تعالي يا هيومة إلعبي معانا استغامية.
وعندما جاءت هيام للعب معهم ، أطال لها النظر وهدان وكأن قلبه حن لها ، فهي توأمه التي لا يعرفها بوجودها بعد .
فمتى سيعرف وهدان أنها أخته ؟؟
ولكن ذلك أثار غيرة وردة فنهرت وهدان بقولها ...أنت چي عشان تبحلچ ولا تلعب ؟.
فابتسم وهدان ثم التفت لها وأطال النظر إليها ولكن بنظرة مختلفة مردفا بمكر...چي ابحلچ .
فضربته وردة بكفها الصغير على كتفه مردفة...أكده عيب ولو ولت أكده تاني ، مش هلعب معاك.
وهدان...لا خلاص ، أنا مچدرش ، ده أنتوا النسمة الحلوة اللي في حياتي.
وردة والفضول يسيطر عليها ...لساك مش عايز تچولي أنت بتيچي من وين ؟وابن مين ؟
أغمض وهدان عينه حزنا ثم أردف بخفوت ...مسيرك تعرفي ، وساعتها مش خابر هترضي تكلميني تاني ولا هتهمليني؟؟
وردة...ليه عتچول أكده ؟
وأنا مش ههملك واصل .
وهدان........وعد ؟
وردة ..........وعد .
ولكن هل ستفي وردة بهذا الوعد الذي قطعته على نفسها ؟؟؟؟
ثم بدؤوا باللعب لبعض الوقت لتستأذن هيام بعد ذلك معللة ذلك بقولها ....طيب أنا هروح عشان أمي بعافية شوية وابوي لوحده يمكن يحتاچني أعمله حاچة .
وردة...ألف سلامة عليها ، هي لساها تعبانة ؟
هيام وقد تملكها الحزن ...أيوه ، وخايفة يچرلها حاجة ، ابوي يموت وراها وأنا ابچا وحيدة ومليش حد زي أبوي وأمي الحچيچيين .
وهدان مندهشا ...كيف ده ، أنتِ عندك اتنين أبو واتنين أمو؟
هيام...أيوه الأوليين ماتوا ورباني ابوي عزيز وأمي سميحة.
وهما حنيين عليه چوي چوي وخايفة يهملوني لحالي .
فربتت وردة على كتفها بحنو مردفة .......لا إن شاء الله ، هتخف وتبچا زي الفل .
هيام ...يارب .
أنا ماشية سلام .
أسرعت هيام في طريقها للمنزل ، فاصطدمت بطفل آخر ( يونس ) الذي جاء من الجبل ليضيق الخناق على وهدان كعادته .
هيام بتذمر ....مش تحاسب يا أنت ؟
يونس بتكبر......إيه أنت دي ؟.
وأنتِ اللي ماشية كيف العامية .
ثم تابع بلسان حاله المعجب بملامحها البريئة...بس تصوري أحلى عامية شوفتها في حياتي .
أطبقت هيام على شفتيها بغيظ مردفة ...أنت چليل الأدب .
ثم تركته وفرت من أمامه .
يونس ...أنا چليل الأدب ، طيب ، هتشوفي مني الأدب صوح ، بعدين لما أفضالك مش دلوك .
ثم سار إلى وهدان الذي رآه فاشتعل غضبا وأمسكه من يده بقوة ثم ابتعد خطوات عن وردة والأطفال مردفا ...إيه اللي چابك أهنه يا يونس ؟
يونس بسخرية...چي أشوفك هتعلب يا كبير الناس .
ثم ضحك بسخرية .
تلون وجه وهدان غضبا قائلا ...والله أما غورت من چدامي دلوك ، هوريك مين هو وهدان ؟؟
يونس بتحدى ...طيب جربلى أكده وأنا هچول للعيال الحلوة دي، أنت مين وچي منين ؟؟
فوضع يده على فمه هامسا...أسكت خلاص .
يونس...هسكت ، بس تسربلي ورجة بعشرة اشتري شوية بمب افرچعهم وحلويات .
وهدان بغيظ...طيب بس تروح على طول .
يونس ... ماشي ، يلا هات .
فأعطاه وهدان ورقة بفئة عشرة جنيه ، ففرح يونس ولكن عندما تقدمت إليهم ورده زاغ بعينيه إليها وأردف...إيه بنات النچع كلهم چمرات ولا إيه ؟؟
فضربه على صدره مردفا بحنق...والله لو ممشتيش ، لهرچعك جثة ومش هيهمني حد .
يونس بذعر...لا على إيه أنا ماشي، ثم أردف بمكر سلام يا حلوة .
غضبت وردة من طريقة حديثة فتساءلت ...مين الواد العفش ده يا وهدان أنت تعرفه ؟
وهدان...لا ، چصدي، ده عيل مش متربي وعايزني ألعب معاه وأنا مش رايد .
وردة ...أيوه مهتلعبش معاه تاني .
ثم سمعوا صراخا وعويلا يأتي من بيت عزيز .
فتجمع الناس ، ليعلموا أن سميحة قد انتقلت إلى رحمة الله بعد صراعها الطويل مع المرض .
وكان عزيز يحتضن هيام بقوة مردفا...ماتت الغالية بس سبتلي الأغلى أنتِ يا بتي .
متخفيش ومتچلچيش واصل طول منا عايش .
..........
بينما كانت تراعي بدور أولادها من عبد الجواد ، شعرت بنغصة في قلبها ، فوضعت يدها على قلبها .
بدور...خير يارب .
ثم جاء بمخيلتها أولادها الصغار من سالم .
ياترى عاملين كيف دلوك ؟؟.
رأى عبد الجواد على وجهها الألم فتقدم منها قائلا...إيه مالك يا چلبي ؟
فوضعت بدور يدها على فمه برفق مردفة ...متچولش أكده وإحنا في صحن الدار إلا ست سامية تسمعك .
متچولش أكده إلا لما نكون لحالنا في أوضتنا ومچفول علينا الباب .
فابتسم عبدالجواد لتلك الدرة المصونة التي رزقه الله بها ، فكم تحافظ على مشاعر زوجته الأولى منذ أن تزوجته ، لذا كلما مر يوم أحبها هو أكثر ، كما زاد إحترام زوجته الأولى لها وأصبحت لها أختا .
عبدالجواد مداعبا لها ...طيب ،مالك يا چلبي لما ندخل ؟؟؟
فضحكت بدور مردفة...مفيش افتكرت بس عيالي وچالي أكده نغزة في چلبي ، ياما نفسي أطمن عليهم ولو من بعيد وعينى تشبع بيهم .
عبد الجواد ...غالى والطلب رخيص ، ألبسي دلوك آخدك هناك تشوفيهم .
شعرت بدور برجفة شديدة عند قول عبد الجواد هذا فبادرته سريعا .........لا لا أخاف ، يموتوهم ويموتوني ويموتوا ابوي اللي وحشني چوي ، ويعالم حاله كيف دلوك ؟؟
عبد الجواد...طيب أنا عندي فكرة ،أنا هروح لحالي أسأل من اللي مدري كده وأطمن على والدك .
وأهو أنا محدش يعرفني هناك .
وهاخد معايا كاميرا أصورلهم ليكي ، ويمكن ألاقي ربنا هداهم وآخدك معايا النوبة الچية.
تنفست بدور الصعداء قائلة ...ياريت ، يارب أنت عالم بحالي .
وبالفعل ذهب عبد الجواد للسؤال .
وكانت صدمته الأولى في والداها الذي توفاه الله منذ سنوات حزنا عليها .
أما الصدمة الثانية حين أبلغوه أن ليس للعمدة سوى ابنة واحدة .
وأنّ زوجته الثانية قد هربت بإبنتها منذ زمن بعيد .
حدث نفسه عبد الجواد ...إيه التخاريف دي ؟
هربت كيف وبنت ازاي؟ وهي عتجول مخلفة بنت وواد .
الموضوع ده غريب ، أنا حاسس إن مرت العمدة وراه ، تكونش عملت حاچة في العيال من كتر الغيرة .
بس دلوك أعمل إيه وأروح أقولها إيه بس ؟؟
يارتنى ما كنت جيت ، على الأچل كان عندها أمل أنهم عايشين مرتاحين ، لكن أكده چلبها هيولع نار .
عچول إيه دبرني يارب ؟؟
ثم عاد منكسرا إلى البيت .
فأسرعت إليه والقلق على وجهها ...ها إيه الأخبار طمني؟.
فصمت عبدالجواد للحظة ثم نطق...البقاء لله في أبوكِ الله يرحمه .
فانهارت بدور وافترشت الأرض تولول وتبكي بمرارة ، فجلس عبد الجواد بجانبها وربت عليها بحنو...عارف أنها واعرة عليكى چوي ، بس افتكري قول الله سبحانه وتعالى{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}
فرددت بدور بقهر ....إنا لله وإنا اليه راجعون .
ثم تساءلت ...طيب وعيالي شوفتهم اطمنت عليهم ، كبروا صوح ، حلوين مش إكده ؟
فصمت عبدالجواد ولم يدري ما يقول فنهرته بدور...متكلم ساكت ليه ؟؟
اوعى تچول أنهم حصلهم حاچة !
عبد الجواد...والله ما عارف حاچة ولا شوفتهم ، يمكن مهيطلعهمش من البيت .
ثم حدث نفسه قائلا...سامحني يارب ، مش خابر كنت هچولها إيه بس ؟
يكفي صدمتها في أبوها.
....................
ثم توالت السنون سنة تلو الأخرى كبر فيها وهدان وهيام وقمر ويونس وزين وجميلة ووردة ..
وطعن في السن سالم ونچية ونعيمة .
وقد سلم العمودية لزوج ابنته مثلما فعل معه والد نچية واكتفى بمصاحبة أحفاده من ابنته زهرة وقد رزقها الله طفلين أحمد ومحمد .
فغضبت نچية من فعله هذا فهدرت في وجهه...كيف يعني تتنازل عن العمودية ، وأكده مبچتش مرت العمدة وليه أسمي وشأني كيف الأول ؟؟
والناس كانت هتهاب مني وهيچوا عندي يتوسطولي ليك .
دلوك مبچاش حد هيعبرني وهيروحوا لبتك .
وأنا إيه إكده مت يعني بالحيا ؟
لا ده لا عاش ولا مات اللي يعاملني أكده .
نظر لها سالم بإنكسار مرددا ...كفياكِ بچه غرور يا نچية ، العمر مبچاش فيه ، ويلا حسن الختام .
عملنا كتير لدنيتنا ، خلينا نعمل لآخرتنا شوية .
نچية بزمجرة ...أنت هتموتني وأنا لسه حية ولا إيه ؟
ومن ميتى الإستشياخ ده ، ده أحنا دفيننه سوا .
سالم...ربك غفور رحيم.
وأنا طمعان في عشمه .
نچية ...لا أنت خلاص العيشة معاك بچت صعبة ، معندكش غير اللوم والندم وأنا مش ناچصة، أنا هروح لبتي أچعد معها يومين في العظمة اللي بچت فيها ، بعد ما راحت عليه .
حرك سالم رأسه بلا مبالاة مردفا ...براحتك ، بس اوعي تچسي چلبها زيك إكده ، وخليها زي مهي چلبها طيب هي وچوزها .
نچية...والله هتوصيني على بتي ، مش بچولك ، أنتَ شكلك كبرت وخرفت .
ابتلع سالم ريقه بمرارة ...إكده يا نچية ،هي دي أخرتها كتر خيرك .
لتنظر له نچية بلا مبالاة ثم تتركه بمفرده .
عندما تأكدت نعيمة أنّ خروج نجية من البيت ، ذهبت لغرفة سالم .
وولجت إليه لتجد الدموع قد حفرت نفقا على وجنتيه ، فشعرت بالشفقة عليه ، فمهما دار الزمن ورغبة الإنتقام كانت مسيطرة عليها ، إلا إنها مازلت تنظر له بعين المحبة .
فاقتربت منه وجلست على ركبتيها أمامه مردفة ...سي سالم ،معچول هتبكي؟؟
نظر لها سالم بعدم إكتراث ثم دار بوجهه عنها ، لتستشيط غضبا مردفة...لساك برده زعلان مني؟؟
سالم...هو اللي عملتيه شوية يا نعيمة ، إن كنت غلطت أنا مرة ، وأنتِ غلطتي مية مرة .
وبچيتي زي الشبح ، لما أچي أبص ليك هخاف.
نعيمة...ما أنت عارف غصبا عني من اللي شوفته ، وچلة الجيمة ، بس اتصور كل السنين دي واللي عملته ، لساني عحبك يا سالم .
اندهش سالم من قولها فوقف هاتفا ...أنتِ عتچولي إيه بس يا نعيمة ؟
أظن خلاص كبرنا على الحچات دي، وأنا معايزش خلاص من الدنيا غير رضا ربنا عشان يغفر لي اللي عملته معاكِ ومع بدور .
شعرت نعيمة بالغيرة فأردفت ...لساك هتفكر في بنت السايس مغارت وغار معها ...؟
فقاطعها سالم ...أيوه مين اللي غار معاها ؟
سنين وأنا بتحايل عليكِ تچوليلي إيه حوصل وچولتي أنها مش بنت بس ، وفيه تاني ؟
صارحينى يا نعيمة ، أبوس يدك .
نعيمة بمكر...هصارحك بس ليه شرط ؟
سالم ...إيه الشرط ؟
اقتربت منه نجية بدلال حتى كادت تلتصق به ولكنه تراجع للوراء ، فهمست ....ليه هتبعد عني؟
أنا عحبك وريداك ، ورايدة نچوز .
شهق سالم ...إيه نچوز ؟
في السن ده ، ده خلاص حسن الختام .
وأنا مش ناچص مشاكل تاني مع نچية ، أنا عايز أعيش اللي فاضل من عمري بسلام .
نعيمة ...مشاكل ليه ، مش لازم تعرف ، وهي دلوك مش زي زمان وهتسيبك لحالك كتير .
سالم ...چصدك نچوز في السر؟
لمعت عينا نجية حين شعرت ببصيص أمل يعوض ما فاتها.
نچية...أيون .
عبث سالم بخصلات شعره البيضاء ثم نظر لها مرة أخرى فهي مازالت تحتفظ بجسد متناسق رغم تقدم عمرها بالعكس من نچية التي ترامى وزنها وأصبحت تمشي بثقل ، ومع الوقت امتنعت عنه كزوجة .
فابتلع سالم ريقه ببعض التوتر والخوف لو علمت نچية بالأمر .
ولكنه كأي رجل مهما بلغ به العمر يحتاج للإهتمام والارتواء .
نعيمة بتغنج ...ها يا سالم لسّاك هتفكر كتير ؟
ولا مش رايد ، ثم اصطنعت الحزن وأدرات له وجهها وهمت بالخروج بخطوات متثاقلة .
وهي تحدث نفسها ...هيتكلم أكيد ، أنا ضربت على الحديد وهو سخن .
وبالفعل سمعت صوته...استني يا بت ، أدينا بنتحدت .
فابتسمت نعيمة ابتسامة النصر .
واستدارت له
سالم مبتسما ...موافچ بس هتچولي الحچيچة ؟؟؟
نعيمة هچول ، بس نچوز الأول .
سالم ...نچوز .
روحى يلا بيتك وأنا هاچي وراكِ بس عرفي لأن المأذون هيسرب الخبر ويوصل لنچية .
ترددت نعيمة قبل أن تقول...عرفي وإيه هيضمن حچي ؟
سالم ...هكتبلك ورچة بمية ألف ، وهچبلك دوار بعيد عن النچع .
كادت تقفز نعيمة من الفرحة وزينت الإبتسامة ثغرها مردفة ...ماشي ، متغيبش عليا .
وبالفعل تزوج سالم من نعيمة .
وبعد جلسة صفا .
ها يا نعنع _ چوليلي اللي حوصل عاد .
توترت نعيمة بعض الشيء ، وحاولت إلهاءه لكنه صمم معرفة ما حدث .
فآثرت أن تقول له ما حدث ولكن بتلفيق ما فعلت لـ نچية ولن يستطيع هو مواجهتها بالحقيقة ، حتى لا أكشف لها زواجه مني .
تصنعت نعيمة دموع التماسيح وهي تشرح له ما حدث وتبدي الندم المختلق ، كما طلبت منه السماح والرضا وألا يغضب لأنه لم يكن برضاها .
نعيمة بتلعثم وتوتر ....الصراحة يا سالم بدور مخلفتش بت بس ، چابت معاها واد كومان .
فانتفض سالم من الصدمة وجحظت عينيه وفتح فاه ثم أردف ...إيه عتچولي إيه ؟
واد ؟
نعيمة ...أيوه .
سالم ...يعني أنا عندي ولد معچول ، وهو دلوك مع أمه ، هربت بيه ؟
نعيمة بلعثمة...لا مش مع أمهم ، خدتهم نچية وسربتهم في مكان وسبتهم ويعالم حد غاتهم ولا ماتوا .
فكاد قلب سالم أن يقف من هول الصدمة...نچية خدت ولدي ورمته للديابة ، ولدي اللي كنت هنتظره من سنين .
ليه وعشان إيه ؟
ثم وضع كفيه على وجهه وبكى بكاءً شديدًا .
حاولت نعيمة التخفيف عنه ولكنه دفعها قائلا بغلظة...وأنتِ كنتِ خابرة ومچولتيش ،مكنتيش عايزة ليه ولد زيها بالظبط صوح .
أنتِ وهي زرع شيطاني.
...................
يونس في الجبل ...معدتش چادر يا رجالة الحريم في النچع عاملين زي حتة السكر ، عايزين يتاكلوا.
وهدان ...متلم نفسك شوية يا يونس .
زين........سيبك يا وهدان بس اتصور عنده حچ.
حاچة أكده ، عسل بصحيح .
مبچولك ما تيچي نخطف منهم وحدة عندينا إهنه .
وهدان ...خلاص يعني هتموتوا على النسوان ؟.
يونس ...آه صراحة بدل عيشة الچشف دي .
وهدان ...ماشي بس بلاش النچع بتعنا ، برده خليكوا عندكوا نظر .
نچيب من نچع تاني .
فسقف يونس بيديه قائلا ...ماشي الكلام .
هغطس أنا وزين وأچبلك موزة أكده زي حتة الچشطة ؟
فيا ترى من تلك التي سيخطفها يونس ، وكيف سيكون الحال معها مع وهدان .
هل ستكون شرارة أمل أم شرارة نهاية له ؟؟؟؟
ومن ستكون البنت أو البنات التي سيخطفنها؟
هل سينفجر سالم في نجية ويبحث عن بدور وأطفالها أو أنه سيسكت كعادته؟
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية نار وهدان" اضغط على أسم الرواية