Ads by Google X

رواية كأس من الألم الفصل الثامن عشر 18 بقلم وتين قطامين

الصفحة الرئيسية

   رواية كأس من الألم الفصل  الثامن عشر بقلم  وتين قطامين


رواية كأس من الألم الفصل الثامن عشر

اخذ ريان مفاتيحه و هاتفه و قال وهو يهم بالرحيل : اذا افعلي ما تريدين يا نارة انا انسحب وذهب و هي بقيت تحدق به حتى اختفى من امامها
اعتادت دائما على البقاء وحدها و بالاصل لم ترد تدخل احد و الان هو ينسحب و يتركها أليس هذا ما ارادت ولكن لما هي غير سعيدة ؟ لما تشعر بالفراغ الكبير ؟ وكانه خذلها بتركه لها بالطريق وحدها
زجرت نفسها و اعادت تلك الطبقة الجليدية على وجهها وملامحها فهي لا تريد ان تضعف ابدا
ريان كان يشعر بخنق شديد منها ومن عنادها الكبير و ايضا من نفسه على تخليه عنها هكذا ولكن ماذا يفعل فحتى اليوم لم تقبل بقدومه معها لمواجهة عز و ايضا اخفت انه من ساعدها بالخروج من هناك هو يريد حمايتها فحسب ولكن ألم يحاول بما فيه الكفاية؟ لما هو قلق عليها الان و يشعر بالندم على ما فعل
ضرب مقود السيارة ضربات متكررة بغضب و بدا يصرخ حتى ادمت يداه و دعست قدمه على البنزين اكثر و استمر الغضب يعصف برأسه اكثر

(تعيلق سريع)
عندما يتملكنا الالم و الغضب يصبح من الصعب علينا الشعور بمشاعر مختلفة او حتى رؤية الامور من زاوية اخرى
ريان و نارة كلاً منهما يمتلك وجعه الخاص الذي يرغب بشدة التخلص منه و اطفاء لهبه ولكن لا يريدان البوح فيه ابدا فتلك العنيدة المتمردة كما وصفها، هي لم تعتد يوما تلقي الاوامر من احد فلذلك تجد صعوبة كبيرة حقا بتنفيذ ما يطلبه هكذا وحسب وتلك العنيدة لم يكن يوجد شخص بحياتها يسألها ما بك او ما الذي يؤلمك فكأنها فقدت قدرتها على التكلم هي بمثابة طفل اخرس اغلق الباب على يده ولكنه لم يستطع الصراخ تظن انها ان تكلمت وعبرت عن المها تخسر جزء من كبريائها وهي يصعب عليها التنازل اما هو فغامض جدا، كل شيء حوله يخنقه بشدة شعور انه ربما لا يكون موجود بالوقت المناسب يسبب له الرعب فهو تأخر مرة واحدة بحياته و دفع الثمن غاليا لا يريد اعادة نفس التجربة ما زال اسير تلك اللحظة التي تاخر فيها يخشى الشعور بها مجددا ولكنه ما زال يعاني منها بالفعل هو لم يتخطاها من الاصل احساسه بالذنب يقتله شعوره ان الامر قد يحدث مجددا يجعله عاجزا خائفا كطفل يبحث عن امه هنا و هنالك و يتخبط بالجميع يريد فقط الاحتماء بها قلت سابقا ان هذان الاثنان غريبات جمعهما الكره في حين ان الجميع يجمعهم الحب و الحقيقة ان الاثنان جمعهما السجن نفسه ولكن بتهم مختلفة
الالم و العذاب ذاته ولكن بمنظور كل منهما فهي عنيدة ذات كبرياء يمنعها حتى من عيش المها كأي احد وهو يجرحه رفضها يرعبه فكرة موتها يخنقه شعوره بالذنب الهبت تلك المشاعر قلب كل منهما فهل يمكن للمريض ان يصبح طبيبا لغيره يوما ؟

نارة كانت حالتها لا تختلف كثيرا عن ريان فهي غاضبه ترغب معاتبته على تخليه هكذا ولكنها لن تفعل ارادت منعه من الرحيل ولكن الكلام لم يخرج معها، جرأتها المعهودة خذلتها ايضا جمعت اشيائها و ذهبت لسيارتها و قادتها بجنون لا تعلم اين سيأخذها هذا الطريق ابدا بقيت تقود سيارتها بدون هدف حتى وصلت على قمة جرف عالي نزلت من سيارتها ووقفت عند ذلك الجرف تستنشق الهواء لعلها تهدأ قليلا ولكنها لم تنتبه لتلك الصخور كانت ملساء و انها ترتدي حذاء عالي تعثرت خطواتها و سقطت من الجرف ولكنها امسكت بغصن شجرة هناك وحاولت الصعود قدر استطاعتها ولكنها لم تقدر وبدأت تحس بالام بيديها و انهما تنزلقان ولكنها بقيت تتشبث و تحاول
فكلما ارادت الاستسلام و الرضا بالموت يبعث عقلها صورا برأسها صورة لاخويها وانها وعدتهما باحضار هدية جميلة لهما عند عودتها وذكريات جميلة جمعتها بوالديها و لحظة موتهما و انها اقسمت على اخذ حقهما و هنا صرخت تطلب النجدة ووجدت يدا قوية تمد لها اجل كان هو ريان نظرت له بعدم تصديق انه هو بالفعل
و ما ايقظها هو صوته وهو يقول : اعطني يدك
ردت بضعف لا اقدر ان افلتت يدي ساقع
رد عليها بقوة : لن يحصل اعدك بانني سامسك بك بقيت مترددة قليلا ولكنه صرخ بها ثقي بي هيا عندها اغمضت عيناها و جمعت شجاعتها و افلت يدها و مدتها له وهو بالفعل امسكها و ضغظ عليها بقوة و رفعها و اخذها و ابتعدا عن حافة الجرف وذهله الشيء الذي بعده فقد رمت نفسها بحضنه و كانها تحتمي من شيء ما و شدد على احتضانها و بدا يهمس لها كي يجعلها تهدأ : لا تقلقي انتهى انت بخير الان انا هنا , جمدته الجملة الثانية : لا تذهب مجددا ، جمدته ماذا بل كانت بمثابة صاعقة كهربائية اصابته لم يدري ما يفعل سوا انه وجد نفسه بتلقائية يمسح على شعرها بهدوء ويقول : لن افعل اعدك بذلك لن افعل ابدا فقط اهدأي انا اسف
و بقيا هكذا مدة طويلة لم يشعر بها احدهم او يعلمها حتى خرجت بهدوء من حضنه وقال : انا اسف
ردت نارة : لا تعتذر ارجوك انا انا اشكرك على انقاذي
ريان : لا داعي للشكر هذا واجبي المهم انك بخير وضع يده على قلبه كاد قلبي يتوقف من القلق عندما عدت ولم اجدك بالكافيه ألا تعرفين البقاء بمكان واحد ؟
شعرة نارة بفرحة غريبة وقالت : كنت قلقا علي ؟
ريان وهو يضع اصابعه بشعره : اجل اعتذر لنرفزتي عليك و غضبي انت لا تفهمين ولكن في يوم يا نارة كان من الواجب علي حماية احدهم وانا تأخرت عليه خسرته للابد وانا لم استطع مسامحة نفسي على ذلك ابدا أخشى من تكرار ذلك معك لذلك ربما ضغطت عليك زيادة انا اعتذر منك انا لم اقصد ذلك حقا ولكن ارجو ان تتفهمي موقفي
نارة بهدوء : انا موافقة يا ريان غدا نوقع عقد الزواج
نظر لها ريان : أانت واثقة ؟
ضحكت نارة بعذوبة وقالت : أتعلم انني اغير كلام اقوله ؟
ضحك ريان وقال : ابدا
وركبا السيارة سويا على رغم من وجود سيارتها ولكن لا تعلم لماذا فعلت ذلك استغرب ريان ايضا ولكنه لم يعلق على الامر وهذه المرة كان الامر مختلفا فهي لم تكن تنظر من النافذة بالالم ولا يطبق الصمت حزنا واخترق صمتهما ضحكة ريان استغربتها نارة و سالته : لما تضحك ؟
زاد ضحكة وقال : لو كنت اعلم ان الامر كان يحتاج ان انقذك من الجرف لكي توافقي لكنت اختصرت الموضوع على نفسي و رميتك اناا بيدي
ضحكت نارة بغيض : تعلم لقد غيرت رأيي لا اريد
اتسعت عيناه بدهشة ثم حدق بمكر وقلد صوتها : أتعلم انني اغير كلام اقوله ؟
ضحكت نارة وهو تاه بتلك الضحكة الجميلة حقا وقالت : أشفق عليك ان كان فعلا صوتي هكذا
ريان : لي الجنة على تحملك لا تقلقي
نارة بتفكير : صحيح كيف وجدتني ؟
ريان : شعرت بالذنب لاني تركتك هكذا لذلك قررت العودة ولكنني لم اجدك بالكافية الذي كنا فيه وسألت عنك وقال لي احدهم انك ذهبتي من الطريق الغربي لذلك سرت خلفك بسرعة حتى رايت سيارتك واقفة عند ذلك الجرف نزلت ابحث عنك ولكن لم اجدك الا عندما طلبتي المساعدة
نارة : اعتذر منك
ريان شعر من خلال صوتها بانها تتالم فعلا كما انه يعلم ان الاعتذار شيء بعيد عنها لذلك اراد تحويل مجرى الحديث : عفوا انزلي من السيارة ؟
نظرت به باستغراب : ماذا تقول ؟
ريان :اظن ان هنالك خطأ ما انا ابحث عن فتاة عنيدة متمردة لئيمة احيانا اما انت فتاة لطيفة و مهذبة لذلك اظن انه هنالك خطأ بالتاكيد انت لست هي ولكنني لا امانع ابدا استبدالها بك
نارة ضربته على كتفة وقالت : انصحك بالتزام الصمت
ريان يدعي الالم و يضع يده على كتفه :حسنا الان تاكدت من عدم وجود خطأ
ابتسمت نارة ولكنها دارتها سريعا ولكنه لحظها واوصلها للفندق وودعا بعضهما في طريق عودته رأى نفسه يبتسم بشكل كبير وهذا ليس طبعه ولكنه بالفعل سعيد وضع يده على قلبه ووجده ينبض بسرعة كبيرة وهي لم تكن تختلف كثيرا عنه فقد كانت تشعر بقلبها يسابقها و ينبض بشكل كبير وتنظر ليدها التي امسكها و رفعها منها بسعادة و ابتسامة غريبة على وجهها ونامت بسعادة كبيرة حتى دون ان تغير ملابسها نامت براحة وطمأنينة كبيرة لم تشعر بها منذ زمن و لاول مرة منذ سنوات لم تراودها الكوابيس
و نجح ذلك الشعور الصغير بالتسرب لقلبيهما ولكن هل سيكبر يا ترى ام سينتهي ويموت ؟ هل سيترك القدر لهما السعادة بسهولة هكذا ام ان له رأي اخر 


يتبع الفصل التاسع عشر اضغط هنا 
google-playkhamsatmostaqltradent