رواية مات زوجها وتزوجت أخيه سيلا ومازن البارت الثامن عشر 18 بقلم نجلاء ناجي ورشا مجدي
رواية مات زوجها وتزوجت أخيه الفصل الثامن عشر 18
يشغل اسلام السى دي ،ويشاهد ماعليه ...
خطف قلبه ،نزعت روحه من جسده ،أخذ ينظر لمحتوى الفيدوا غير مصدق ما يراه ، انفاسا وكانها ساحة حرب ضروس ،نبض يكاد يحرق العروق و...
غضب .غضب شديد ، يكاد يتحول الى نيران، لهيب مشتعل يخرق الاخضر واليابس ..
هذة سيلا مع أخر ! يتمعن فيما ترتديه جيدا، ويدرك انه هو من احضره لها .
صدمة ...نعم ... ألم ..أكيد ...غدر ...شىء مؤكد .
يرفع وجهه عن ما يراه ،وغضب الدنيا بصدمته تتجسد به ، تكاد النيران تخرج منه .
يضع اسلام بسرعة المظروف كله فى خزينه شركته ،و يهرول مسرعا لايرى امامه ، يركب سيارته متجها الى منزل سيلا والشر يتطاير من عينيه . يقود سيارته بسرعة جنونيه ،لا يعلم كيف وصل ،كل ما يعلمه هو تلك الصور والمشاهد التى رآها ،والتى تتكرر امام عينيه مما جعله يضرب مقود سيارته فى غضب وجنون . يندفع اسلام الى داخل الشقة بحده ،يدخل فرفة نوم سيلا بسرعة ويتجه الى دولاب ملابسها ،بيحث عن ذاك القميص بجنون ،يبعثر كل شىء ارضا ،يده تلتقط ملابسها بسرعه عينيه تجولان بسرعة بين مقتنياتها ثم ...
ثم يبتعد وكانه قد لدغ من ثعبان كيير اسمه الغدر .
يقف ويكاد نفسه يقف ؛ لم يجد ذاك القميص بين ملابسها، هو من احضره لها .
يصرخ اسلام على الخادمه يسألها عن سيلا فتبلغه انها فى عملها ولم تحضر بعد . يخرج اسلام كالمجنون عيناه ناريتان ، شعره مبعثر ،قميصه مفتوحه بعض ازراره ،وجهه وكانه قطعه من جهنم بارز العروق .. يقود سيارته غير آبه بالطريق او بالبشر ،حتى يصل المستشفى ،ومنها الى غرفة سيلا ...
ما ان رآها حتى انقض عليها كالاسد الجريح على فريسته ؛انقض عليها بالصفعات والركلات، وسيلا فى حاله صدمه من فعله ،تتلقى الصفعات ،الصفعاة تلو الاخرى و تحاول الابتعاد عنه ،ان تخفى وجهها بيديها ولا تستطيع لا تعبم سبب كل هذا الغضب والإهانة ،واسلام يضربها ويردد صارخا
- خاينه .. كدابه ... خاينه ... ليه خونتينى ...ليه؟
سيلا ببكاء وهى تتلقى الضربات :
- والله ما خنتك ... مظلومه يا ...اسلام ...أاااه ..والله مظلومه .
اسلام وهو يركلها ينظر لها والدموع متحجرة فى عيناه يتهدج صوته ألما ويقول :
- أنا حبيتك ... حبيتك ...وانتى خونتينى .
إنتى طالق .. طالق ... طالق
أنا ميشرفنيش إنك تبقى على زمتى .
يبصق عليها ،وهى تكاد لا تشعر بنفسها بين يديه ،تستمع لصوت كلماته من بعيد ،غير مصدقة لكلماته ،وانه طلقها. عيناها ذائغتان ،تستمع لصوت احمد وهو يجرى عليهما ويبعد اسلام عنها بسرعه ويرى وجهها يغطيه الدماء
احمد بشده وغضب : اهدى مش بالشكل دا
اسلام بألم يعتصر قلبه :
- وانت كمان تلاقيك كنت ماشى معاها ... منا المغفل اللى الكلبة دى متجوزاه ... بس انا سايبهالك ... اهه معدش تلزمنى
يتركها اسلام من يده ؛ فتسقط سيلا مغمى عليها ، ويخرج اسلام وهو لا يرى امامه ،
ويصرخ احمد : بسرعه هاتوا الدكاترة هنا طوارىء ..
يخرج اسلام ويركب سيارته وهو لا يرى أمامه، يسير بسيارته فى اتجاه البلد لوالده ،يقف على حانب الطريق، ويخرج من سيارته يركلها ،ثم يقف ويضرخ صرخه شديدة وينهار جالسه بجانب سيارته يبكى بحرقة ،يفاجىء بانه كان يبكى طول الطريق ولم يكن يشعر بذلك ...
ألم شديد يجتاح جسده ، اختناق شديد، يقتح جميع ازرار قميصه ،يخلع جاكيت بدلته ويلقيه بجواره ويظل يبكى مده لا يعلم هل طولت أم قصرت ولكنه كان يبكى ..
يبكى غير مصدقا لنفسه ؛ومما حدث ،تتشكل الصور و مشاهد الفيديوا امامه وصورة سيلا وهى مستكينه بين يديه والدماء تغطى وجهها ، يتذكر صراخه عليها وتطليقها. أااااااه مكبوته تكوى انفاسه تخرج منه ،يقف ويلقى جاكيته فى السيارة ويكمل طريقة الى منزل الحاج رشدى. .
فى منزل الحاج رشدى. ..
يدخل اسلام بهيئته تلك ،يجفل له كل من يراه ،الحاج رشدى بلهفة وسؤال :
- امال سيلا والولاد فين ؟
اسلام بصوت هادر وبغضب شديد :
- محدش يجيب سيرة زفته قدامى ...انا طلقها خلاص. .
يلقى كلماته مثل الرصاص ويتركهم فى دهشتهم ،وصدمتهم ويدخل حجرته ويغلقها عليه .
يدخل اسلام حجرته ويغلق بابها ويقف خلفه ،يسند رأسه عليه ويبكى ،يلتفت الى حجرته وينظر لها ،يجد طيف سيلا قى كل مكان بها ،يبدأ فى تحطيم كل شىء بشراسة ،كسر كل شىء بها ،كل شىء جمعه معها ، كل شىء شهد على حبه وضعفه لها ؛ كان يحطم الاشياء وكأنه يحطم قلبه ،يحطم حبه ، يحطم نفسه ، لا يرى أمامهغير سيلا التى كانت فى الصور والفيدوا .
يخرج من الغرفة بعد ان حطم كل ما بها ،ويطلب ان يرمى كل شىء بها خارجا ويصعد لشقته .
الحاجة صفية بدهشة كبيرة : طلق سيلا ..ليه ! إيه اللى حصل ؟
ينزل رمزى ونشوى على صوت اسلام الهادر ويعلموا بالخبر .تنصدم نشوى ويهوى قلبها بين اقدامها و تتوجه بالحديث الى رمزى
نشوى مرتعبه وببكاء :
- وعزة جلال الله ماليش دعوة بالموضوع ده ،أنا حاطه لسانى جو بقى ولا اتكلمت ولا شفت حد . اوعى تطلقنى انت كمان ،تبقى ظالمنى .
رمزى وهو يلوح لها بيده :
- أنا فى إيه ولا إيه ؟ خلاص يا نشوى اطلغى فوق دلوقتى
يحاول الحاج رشدى الاتصال بسيلا ولكن لا مجيب .يبحث عنها فى كل مكان ولا يعلم مكانها وتعلم شيماء بما حدث وتسعد كثيرا ....
فى تلك الاثناء كانت سيلا تحت تأثير المهدىء، وغافية فى ثبات عميق ، وأحمد معها وبجواره سيف ونوران ؛ بعد ان ءهب وأخذهما من الحضانه .
تتحرك سيلا فى نومها وكانها تشاهد اسلام امهامها وهو يضربها تنتفض فى نومها ،تبكى وهى لاتزال نائمه ،همهمات تصدر منها وانين مكتوم يقطع فى ثنايا قلب احمد وهو يراها هكذا. شعور بالحزن ام بالشفقة ام الغضب لما أصابها؛ مشاعر كثيره تختلط عليه يقطعها صوت سيف
الباكى :
- هى ماما بتعيط ليه يا اونكل ؟ فى حاجه وجعاها
احمد وهو يربت عليه : ايوة يا حبيبى ..ماما تعبانه شوية.
تذداد همهمات سيلا وانينها وتنتفض مرة واحده صارخه ،فيجفل الاولاد ويخافون ويبدأوا فى البكاء ، يتركهم احمد بسرعه ويتجه الى سيلا بسرعه يريت عليها، ويحاول ان يعيدها للنوم ثانيه ثم يعطيها جرعه مخففة من المنوم فتنام سيلا ثانيه بين يديه وهى لاترى احد ولا تشعر بأحد .
استمرت سيلا بالمشفى اسبوعا ،واسلام بالبلد ،جالسه فى شقته وكأنه اتخذها محبسا له ،لايرتدى سوى سرواله وينام عارى الصدر على سريرة ناظرا للسقف ،لولا حركه صدرة صعودا وهبوطا لظننت انه قد فارق الحياه ...
بهت لونه كثيرا وفقد وزنه ايضا ، عقلة بفكر وهو فى عالم اخر غير عالمنا ...
يدخل علية الحاج رشدى ،ويرى حال الغرفة، وملابسة التى تغطى ارض الغرفة ،وكمية السجائر التى شربها .
تتألم الحاجة صفية وهى ترى حال اسلام وما وصل لها ، تحاول ان تعرف سبب الطلاق ولكن دون جدوى ،تتحدث وكانه لا وجود له معها ؛فى عالم اخر.
يشير لها الحاج رشدى ان تخرج وتتركهما بمفرهما
بصوت رخيم يتحدث الحاج رشدى مع اسلام :
- عايز اعرف حالا طلقتها ليه ؟ ومتقلش محدش له دعوه ... انطق وقول ..
اسلام بهدوء وكانه مغيب ،او اراد ان يزيح ذاك الجبل من على صدرة : إسألها .. وهى تقول لك علمت إيه؟
الحاج رشدى بقله حيلة : مش لاقيها ، دورت عليها فى كل حته ،لا هى ولا والولاد باينين .
اسلام بجده : تلاقيها مع حبيب القلب
الحاج رشدى بدهشة : حبيب القلب مين ؟ مترد عليا ؟
اسلام بعنف وغضب : الهانم .. خاينه .. خاينه ... خانتنى ... يضعف صوته ليتحول للبكاء :
- خانتنى وانا .. انا حبيتها. .. طب ليه ؟ قصرت معاها فى إيه؟ ..ليه ؟
الحاج رشدى مصدوما :
استحاله سيلا تخون ، مش ممكن .
اسلام بألم : لما تشوف الصوى والفيديوا يتاع الهانم هتصدق .
الحاج رشدى بعدم تصديق : استحالة سيلا تعمل كدا ... انا عارفها كويس ،مش ممكن تعمل كدا ... كانت اطلقت منك... لو مش عايزاك إيه يخليها تعمل حاجه فى الحرام ؟!.
اسلام وقد جن جنونه وبصراخ : مدافعش عنها ... مدافعش عن واحده خاينه ، متجبش سيرتها قدامى .
الحاج رشدى بخوف : مش باينه لا هى ولا ولاد اخوك ..
اسلام بحده وغل يريد ان يأذيها ان يؤلمها بأى طريقة وليس هناك افضل من حرمانها من ابنائها :
العيال انا هاخدهم منها ،وهى تفور فى ستين داهيه ...
تحضر شيماء مع اولادها وتحاول كسب رضا اسلام والجميع . يستسلم لها اسلام فى كل شىء، لكى يغفى لنفسه تهاونه فى حقها من أجل سيلا.
بل كان كعقاب لنفسه من نفسه لانه أحب سيلا ،وعشقها ،وخالفت عهد قلبه ...
فهل يوجد بالحب عهود ؟ نعم .. يوجد عهد بالحب ،ووعد بالقلب ، ونبض ينبض لها وحدها ؛أعطى لها قلبه وحبه ،أعطى لها ما يملكه ،وصدق بالحب ،لا بل آمن به . عشقها حين كان يبتعد عنها ، ولكن ماذا جنى غير وجع القلب والغدر . لذلك جمد قلبه ،ودفنه بين ضلوعه ،وإستسلم لشيماء هيكل رجل ، بدون قلب ، بدون حب ، بدون احساس ، فقط هيكل رجل ...
يعود مع شيماء الى الاسكندرية، وهناك يبحث عن سيلا هو والحاج رشدى، ولم يجدوها، يبعث لها اسلام ورقة طلاقها على مقر عملها بالمستشفى، ويتسلمها أحمد ....
ارسلها على مقر عملها كنوع من الاخذ بثأر قلبه منها ،اراد ان يجرحها ،ويثأر لكرامته ولرجولته ، وهو فى نفس الوقت ينهش الاسكندرية شبرا شبرا فى البحث عنها ،يخدع الجميع وربما نفسه بأنه يبحث عنها من أجل ابناء اخيه فقط، ولكنه كان يريد ان يسقيها من نفس كأس الغدر ،يريد ان يثأر لنفسه منها بأى طريقة. .
بخطى ضعيفة متهالكه ، تخطوا سيلا ومعها سيف ونوران متجهين الى شقة ماذن .يقوم يتوصيلها أحمد . عند باب الشقة ..
أحمد وهو يمد لها يده بالمظروف : سيلا ، الظرف دا جالك المستشفى وانتي تعبانه .
سيلا وهى تاخذ منه المظروف :شكرا يا دكتور احمد ..
احمد بسرعه : خليكى الاسبوع دا ،متجيش المستشفى؛ إنتى تعبانه ،وكمان علشان الحمل .
سيلا وهى تهز رأسها موافقة لكلامه : .
- حاضر يا كتور ..
أحمد بتردد : لو سمحتى ،هبقى أتصل أطمن عليكى ،ولو احتاجتى اى حاجة كلمينى ...
سيلا : شكرا ليك يا دكتور ...
يمضى الدكتور احمد وتدخل سيلا الى الشقة وتتكلع الى كل ركن بها وتذرف الدموع وهى تتذكر حياتها مع ماذن ؛وكم كانت سعيدة ،وتتذكر حياتها مع اسلام ومدى الالم الذى لحق بها منه .
تفتح المظروف وتشاهد مابه ،وتجده قسيمة طلاقها من اسلام ..
سيلا وهى تغمض عيناها فى الم وبكاء : الحمد لله على كل شىء ..
ليست اول طعنه تتلقاها من اسلام ،واحتمال لن تكون اخر الطعنات منه ، تؤنب نفسها على حبها له ،ولكن لن يجدى الندم بشىء ...
عند الحاج رشدى، يرن الهاتف الخاص به ويجيب الحاج رشدى.
الحاج رشدى : الو ..السلام عليكم
البواب : وعليكم السلام، ايوة يا حاج انا البواببتاع شقة الست سيلا وماذن بيه الله يرحمه .
الحاج رشدى بإنتباه : خير فى حاجة
البواب بسرعة : الست سيلا جت امبارح بالليل مع ولادهاالشقة وقاعدة فيها ..
الحاج رشدى بإهتمام : طب الف شكر ليك ،وواجبك عندى ...
البواب فى سعادة : الله يخليك يا حاج احنا نخب نخدم بس ..
بعد فترة ....
طرقات على بابا منزل سيلا ،تفتح سيلا الباب فى وهن شديد ،وتجد الحاج رشدى أمامها .
سيلا وهى تنظر له وكأنه اب لها ، عيناها تمتلئان بالدموع، يتهدج صوتها وهى تقول :
- اتفضل يا بابا الحاج
الحاج رشدى وهو يدخل : إذيك يا سيلا يا بنتى ،أخبارك إيه انتى والولاد
سيلا وهى تتجه الى الصاله وتحلس أمام الحاج رشدى بتعب : الحمد لله ،كويسين
الحاج رشدى بتساؤل : أمال العيال فين ؟
سيلا : فى الحضانه
الحاج رشدى وقد اطمئن انه لا يوجد أحد بالمنزل؛ حتى يستطيع الحديث معها بأريحيه :
- ايه اللى حصل بينك وبين اسلام ؟
تسقط دموع سيلا على وجنتيها : مش عارفة والله، انا كنت فى المستشفى بشتغل ،فوجئت بيه داخل عليا وبيضربنى ويشتمنى ، ويوقلى خاينه وكذابه ،وطلقنى ومشى ..
تشهق وهى تبكى، فيربت الحاج رشدى عليها ويأخذها فى حضنه ، فتكمل :
- معرفش ايه اللى خصل ولا فى ايه ؟ ولسه خاجة من المستشفى امبارح .
الحاج رشدى : يعنى انتى طول المده اللى فاتت دى كنتى فى المستشفى ؟.
سيلا :ايوة
الحاج رشدى : طب وسيف ونوران كانوا فين ؟
سيلا بهدوء وهى تشهق من البكاء : كانوا معايا ؛ الدكتور احمد جابهم من الحضانه ، وخدلهم غرفة جنبى ،وكان معاهم طول الفترة اللى فاتت دى .
يشعر الحاج رشدى بالغضب من بقائها بمفردها مع اولادها ولم يكم احدا منهم بجوارها سوى الدكتور احمد.
الحاج رشدى متسائلا : طب ليه مكلمتنيش ؟ أنا دورت عليكى كتير إنتى والعيال .
سيلا بقلة حيلة : أكلمك اقول لك ايه ؟ أقولك اسلام بيتهمنى تهمة ميمحهاش غير الدم ، أقول لك إن المستشفى عملت تقرير وقالوا لى ممكن اقدم بيه بلاغ ضد اسلام ،وانا مردتش .
أقول لك أنا لحد دلوقتى مش عارفة ايه اللى حصل لكل دا . وليه الضرب والاهانه؟
تمسح دموعها وتكمل وهى تنظر له بأسى :
- سمعت كلامك يا بابا وإديته وإديت لنفسى فرصة معاه ،وياريتنى ما سمعت كلامك ... تشير لنفسها وتقول : أدى النتيجه ،
وتبكى بحرقة .
يربت الحاج رشدى عليها ويقول :
- انا لازم اصلح بينكم .
لم يرد الحاج رشدى ان يعلمها بما قاله اسلام عن الصور والفيديوا .كان يريد ان يتأكد اولا ثم يخبرها بكل شىء ..
سيلا بإستسلام : معدش منه لازمه خلاص يا بابا ،واتفصل ؛دى مفاتيح العربية والشقة ،وهناك كل حاجه هو جابها ليا وللولاد .ياخدهم مش عايزة منه حاجة. مش عايزة حاجه تفكرنى بيه تانى ، كفايه اللى معايا وربنا يقدرنى بقى .
يظن الحاج رشدى بالجملة الاخيرة ما تركه اسلام من الم فى قلب سيلا ولم يأتى فى ذهنه أن تكون سيلا حامل .
يأخذ المفاتيح ويخرج متوجها الى شركة اسلام ..
يجلس اسلام على مكتبه يطالع الاوراق ،ويتابع العمل الذى توقف فى فتره غيابه ،يدخل عليه الحاج رشدى فيرفع اسلام وجهه له مندهشا
اسلام بإندهاش : بابا !! خير فى حاجة . ماما بخير ؟.
الحاج رشدى وهو يجلس على مقعد امام المكتب :
كلنا بخير ، قلت اجى اشوفك واعرف منك بقى كدا كل حاجه ... اه صحيح نسيت ، يمد له يده ويضع مفاتيح السقة والسيارة ويقول :
سيلا بعتت لك مفاتيح الشقة والعربية ،وبتقول لك مش عايزة حاجة تفكرها بيك . والشقة فيها كل حاجة انت جبتها ليها ولولادها ..
ينظر اسلام للمفاتيح ،وتشعل كلمات الحاج رشدى الغضب به ،يذداد شعورة بالحنق عليها .
يهتف واقفا بغضب : هى ظهرت ؟ طبعا تلاقي البيه الجديد هيجيب لها اضعاف اللى حبته
الحاج رشدى بغضب : انا عايز اعرف بقى الحكايه كلها ،وليه بتقول كدا انا مش مصدق حاجة من اللى بتقوله ده .
يلتفت اسلام بكل غضب له ويقول : حتى لو شفت بعنيك ؛برده مش هتصدق ..
الحاج رشدى : اشوف الاول وأحكم
ينهض اسلام مهرولا الى الخزنة ويفتحها ،ويخرج المظروف منه ويتجه به ةيخرج الصور قائلا :
- اتفضل ،شوف بنفسك للصور بتاعة الست هانم ،لو مش مصدق اوريلك الفيديوا بتاعها كمان اهه .
يتحه الى مشغل السى دى وييشغله ويردى الحاج رشدى الصور بدهشة واعين محدقه ،ويقول :
- مش مصدق ، أنا مش مصدق ،وبعدين وشها مش باين اوى .
يقذف الصور على المكتب امام اسلام الذى يكاد يخرج من عينيه نارا ،ويقول : دا مش دليل .
اسلام وهو يشير بغضب الى السى دي وما يعرض :
وده برده مش دليل !
الحاج رشدى لم يقدر على رؤية ما فى الفيدوا :
- بس اقفل .
يغلق اسلام الفيدوا وينظر له وكانه ينتظر منه ان يتحدث بانه يصدق ما رأى ..
الحاج رشدى : برده مش دليل مفيش اى صورة لوشها من قريب كله من بعيد ..
اسلام وهو يستشيط غضبا ،يصرخ قائلا : فى دليل ؛ قميص النوم ده ويشير إليه فى الصور ويكمل :
انا اللى جايبه وشارية
الحاج رشدى : يعنى المصنع معملش غيره
اسلام بعصبية، وهو يلوح بيده فى الهواء :
- انا روحت الشقة ،ودورت عليه فى هدومها ،ملقتش حاجه يبقى ايه ؟ .... رد انت يقى ؟ ولا لسه هتدافع عنها.
الحاج رشدى وهو يحاول ان يستخدم معه العقل والاقناع :
- لو واحده عايزة تخون ،هتاخد قميص نومها وتروح بيه !دا كلام. .. طب كانت جابت حاجه جديده .
اسلام بانفعال زائد وقد ظهرت عروق رقبته ووجهه :
- إنت بتبرر لها برده ، أكدب الصور ، اكدب الفيديوا واصدق إيه ؟ ... اصدق واحده خاينه .!
الحاج رشدى بغضب : صدق قلبك ... إنت عارفها ومعاشرها قبل ما تبقى مراتك ،وبعد ما بقت مراتك ... دى اخلاقها ؟ سيلا تعمل كدا ليه ؟
طبعا انت مش مصدقنى بس براحتك .. وبعدين إنت متأكد إن الصور دى مش متفبركه ... يعنى حقيقيه
اسلام وهو ينظر له بتردد : لا متأكدتش .
ينهض الحاج رشدى ويقول : يبقى كان لازم تتأكد الاول قبل ما تعمل اللى عملته دا معاها . دا قذف محصنات يا اسلام .
يتنهد ويكمل : على فكرة هى كانت فى المستشفى مع عيلها الفترة اللى فاتت . وكان ممكن تعمل لك قضية بسبب ضربك ليها والمستشفى كانت هتعمل كدا فعلا وسيلا رفضت .وبعتت لك حاجتك اهى ،يبقى دى تصرفات واحدة خاينة ولا بايعة ،طب كانت رجعت الشقة والعربية ليه وهم بإسمها ،لما هى بتدور على الفلوس واللى معاه اكتر .؟
فكر كويس يا اسلام ...فكر كويس يا ابنى.
يخرج الحاج رشدى تاركا اسلام فى حاله من التخبط والتشتت .
اسلام لنفسه : يعنى إيه ؟ يعنى ممكن تكون مظلومة ! بس الصور والفيدوا وقميص النوم ...
يقف ويمسى فى حجرة مكتبه ،يقف امام الشباك.
- يعنى ممكن الصور تكون متفبركة ... طب ليه ؟ ومين يكون له مصلحه فى كدا ؟ طب انا ليه متأكدتش الاول .يرد على نفسه : اى حد فى مكانى وشاف الصور دى اكيد هيعمل اللى عملته دا واكتر كمان ،اكيد مش هيبقى فيه عقل يفكر ويتأكد الاول ... بس مين له مصلحه فى كدا ؟ شيماء!!
لا مش ممكن ؛هى ممكن تبعت جواسيس ليها تجيب لها اخبارنا ،لكن خيانه وصور ،لاء معتقدش .
يخبره عقله بالمنوم التى كانت تضعها هدى لها فى الطعام. .
اسلام لنفسة : لا هى اه كانت السبب فى ان هدى تحط لها المنوم فى الاكل بس علشان تنام ومعرفش اشوفها واصالحها .. لكن هى مش شريرة للدرجه دى .
طب مين ؟ مين اللى عايز يوجعنى اوى بيها كدا؟ ولم يجد اجابه عن هذا السؤال
لثوان معدوده يفكر فى صحه كلام والده ويشهق :
- حقى لو طلع كلام الحاج صح ؛ والحاجات دى طلعت متفبركة ،أبقى غلطت غلطة عمرى مع سيلا . وأبقى فعلا خسرت سيلا للأبد. أنا لازم أتأكد الاول ..
يخرج اسلام من الشركة ومعه المظروف واتجه الى احد اصدقائه ؛لكى يعرف من إذا كانت هذه الصور حقيقية أم مفبركة ...
يتبع .. تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية مات زوجها وتزوجت اخيه" اضغط على أسم الرواية