رواية صدمة فرح البارت الأول 1 بقلم سيد داود المطعني
رواية صدمة فرح الفصل الأول 1
تقول فرح:
خطيبي كان شغال «جرسون» في قرية سياحية كبيرة في شرم الشيخ، وكنت الدنيا ماشية معاها حلو، وكان يعمل في الشهر حوالي عشرة آلاف جنيه بالمرتب والحوافز والحاجات دي..
وكان بيشطب في شقته وكان فاضل على فرحنا شهرين خلاص.
وفجأة حصلت ضربة إرهابية للطيارة الروسية في مصر، ودي أثرت على شغل السياحة خالص، وبدأت القرية السياحية تستغنى عن عمالة كتير عندها، ومنهم خطيبي..
كانت فترة صعبة أوي، لأنه للأسف مش بيعرف يشتغل أي حاجة غير السياحة، ومش هيسلك في أي شغلانة علشان مش هيلاقي دخل غير السياحة..
وفي يوم كده قال لي إنه عايز يبيع توينس كان اشتراه لي هدية علشان يخلص بيه سفر للخارج وكده..
قلت له هتسافر فين وهتشتغل ايه؟ وازاي لاقيت شغل بالسرعة دي؟
قال لي ملكيش دعوة انتي، هاتي بس التوينس والفاتورة أبيعه بيهم..
وبما إنه هدية منه، قمت على طول بدون تردد عملت له اللي عايزه، وباع التوينس، وفي خلال شهرين كان سافر بسرعة رهيبة، خلت أهلي وأهله يستغربوا.
سنة كاملة مفيش أي أخبار عنه، وأهله نفسهم ميعرفوش هو فين، بس دايما يقولوا هو بخير وكويس وزي الفل وبيبعت فلوس للبيت، مساعدة في المصاريف..
وبعد السنة لاقيت أخته الصغيرة «١٧ سنة» جايبة لي توينس مغلف في علبة هدايا، وبيقول لي هدية من خطيبك، وبيطمنك أنه لسة على العهد وهيرجع يتمم إجراءات الجواز..
طيب هو فين؟ بيشتغل ايه؟ جاي امتى؟
مفيش حد يعرف..
شهر ورا شهر، وأمه جات تقول لي إن عادل لما طلب منها يبيع التوينس، مكانش عايز يقول لها إنه قرر يتجوز واحدة ألمانية عرفها في القرية السياحية اللي كان شغال فيها، والست عرضت عليه الزواج أكتر من مرة، وقدمت له كل المغريات، لكن هو كان ميسور الحال وقتها ورفض كل مغرياتها..
وفي يوم أمها قالت له إن بنتها عندها «كانسر» وعملت جراحة، ومع ذلك لسة بتعاني وبتاخد علاج صعب، وأول مرة في حياتها تتعلق بحد كده، ولو ارتبطت بيه ممكن ظروفها النفسية تتحسن، و ده في حد ذاته هيساعدها في العلاج..
وقالت له كمان إن البنت يتمتلك شركة أساس في ميونيخ، وممكن تنفذ له كل طلباته، وتأمن له مستقبله لو ارتبط بيها..
ومع ذلك عادل رفض للمرة الثانية، لان حوار الكانسر خلاه يخاف أكتر..
وبعد تدهور حركة السياحة، اتصل بيهم عادل يبلغهم أنه موافق، وسافر ميونيخ، ووصى أهله إنهم ميعرفونيش حاجة..
أنا في اللحظة دي اتلخبطت، ومعرفتش أزعل ولا افرح..
معرفتش اتعاطف مع بنت عندها كانسر، ولا ازعل على خطيبي اللي كنت اتمنى اكون اول زوجة ليه؟ ولا أفرح أنه متمسك بيا لآخر لحظة، وكمان بقى ميسور ماليا، خصوصا أنه خلى مراته تبني له خمس أبراج في منطقة جديدة عندنا في القاهرة، البرج الواحد عشرين دور، وفي كل دور أربع شقق، ومكتوبين باسمه..
المهم..
أنا سلمت للي حصل، وصدقته، لأن طنط مامت عادل عمرها ما هتكدب عليا في حاجة زي كده..
واستنيت عادل ينزل من السفر وجهزت كل حاجة، وطبعت دعوات فرح زي ما قال لي، وحجزت قاعة كبيرة، وبصراحة باباه ومامته كان معايا في كل حاجة..
لكن للأسف الحلو ميكملش، والكارثة حصلت في يوم وصول عادل..
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية صدمة فرح" اضغط على أسم الرواية