رواية نار وهدان البارت العشرون 20 بقلم ام فاطمة
رواية نار وهدان الفصل العشرون 20
الحب لعنة القلب وعمى للعقل والعين إن لم يكن يعينك على التقرب من الله ولو في موقف واحد فأركله بعيدا لأنه سيؤذيك ويجعلك تخسر دنياك وآخرتك، لكن إن رأيت أن قدرك مرهون به فحاول وحاول تغييره ولن يردك الله خائبا مادام إيمانك به قويا.
نچية بإستهزاء... واضح يا سالم ، وعشان اتوحشتك كنت چي تطل عليه ولا إيه ؟
ولا شكلك كنت برا وراچع ؟؟
لم يدري سالم ما يقول ولكنه في النهاية قال ...لا كنت همشي رچلي شوية ، مش طايچ أچعد لحالي في البيت من غيرك.
ابتسمت نچية ابتسامة النصر باعتقادها أنها مازالت تؤثر في سالم رغم السنوات العديدة التي انقضت بينهما حتى أصبحت عچوزا لئيمة .
نچية...طيب يا چلب نچية ، يلا ندخل چوا عشان متشمش هوا كتير وتبرد وفكرني أدهنلك صدرك بزيت زيتون وأدفيك بورچة چنرال وتنام .
ابتسم سالم وأومأ برأسه ثم ولجا معا للداخل .
...........
استغل يونس انشغال وهدان بالحديث مع هيام ، فالتقط سلاحه سريعا وصوبه نحو وهدان ليتخلص منه وبالفعل أطلق الرصاص ؟؟
ولكن هيام قد لاحظت ما يفعل يونس فأسرعت إلى وهدان ليأخذ حذره منه فصرخت ...وهدان خلي بالك ابعد ...ولكنه وجدها سقطت أمامه ، فقد أصابتها الرصاصة أعلى ظهرها بجانب كتفها بدلا منه فنزفت كثيرا .
فزع وهدان وصرخ هو الآخر ...هيااااااااام .
ثم نظر لـ يونس بحدة متوعدا...والله لو حوصلها حاچة لآخد روحك ومحدش هيچدر يمنعني عنك .
وقع السلاح من يد يونس لشدة صدمته بإصابة هيام بدلا عن وهدان فأنكب على ركبتيه في اأرض حزنا ، برغم قسوته إلا أنها بالفعل استحوذت على قلبه وكره أن يصيبها بسوء .
صرخ وهدان ...قمر ، تعالي بسرعة
فأسرعت قمر وجميلة أيضا إليه .
فوجوده يحملها بين ذراعيه كالأطفال والدماء تتساقط منها .
قمر بذعر...مين دي يا وهدان ؟
وهدان بنزق ...مش وچته مين دي ؟المهم نلحچها ونطلع الرصاصة .
هنخدها عندك في الإستراحة بتاعتك أنتِ وأمي ،وسخني السكين عاد بسرعة هنطلع الرصاصة وهي أكده مغمى عليها وبعدين تانىي هنحرچ الچرح عشان يلم بسرعه ، كيف مبنعمل لما يتصاب حد مننا.
فضربت قمر على صدرها مردفة بخوف...بس دي بت مش راچل كيف هتستحمل الكوي ، واعر چوي عليها يا ولد ابوي .
وهدان ...مهي مش في وعيها ، يعني كيف المتخدرة ، مش هتحس بحاچة.
حضري أنتِ بس اللي چولتلك عليه .
تقدمت منه چميلة التي أكلتها الغيرة متسائلة...هي دي بچا البت اللي هتحبها عشان أكده خايف عليها چوي .
زفر وهدان بضيق...ده وچته حديت ، ابعدي عن طريچي يلا .
فابتعدت جميلة وذهب بها إلى استراحة والدته هانم التي لا تكاد تغادر فراشها فقد أصابها الكبر والوهن .
وضع وهدان هيام برفق ونظر لها بحزن وقد انفطر قلبه عليها وتساءل ...هو فيه إيه ؟
مالي زعلان چوي أكده عليها ؟
زي مچالت جميلة .
مش خابر حاسس زي ما يكون أنا اللي اتصبت مش هي
هانم بضعف...هو حوصل إيه ومين البت دي يا وهدان ؟
وهدان...دي بت من النچع يمه ، خطفها يونس وكان عايز يعتدي عليها ولما وچفتله كان هيموتني ويى چريت
حمتني فچت فيها ، بس ياريت كانت چت فيه أنا وهي لأ.
هانم...چلبك طيب كيف أمك يا ولدي .
ثم دققت هانم النظر في هيام فدق قلبها بشدة ، عندما رأت أنها تشبه وهدان كثيرا ولها نفس الشامة التي في كتفها مثله.
فعادت بها الذكريات عندما ولجت للبيت المهجور عند سماعها صوت صراخ الاطفال ، فوجدتهم وولد وبنت وكان تريد أن تأخذهم ولكن رفض محروس إلا الولد فقط .
فشهقت هانم ...معچول تكون هي دي البت أخته ، دي نفس المعالم ونفس الوحمة .
ياااه سبحان الله اللي يچمع الاخوات بعد فراچ طويل ، بس أنا مهچدرش هكلم ، هو مش خابر إنه مش ابن بطني
وأنا بس اللي ربيته .
أخاف أچوله يتصدم ، فهسكت احسن .
وربنا يشفيها وتچوم بالسلامة .
ثم جاءت قمر بالسكينة الساخنة ، فأخذها وهدان وعلامة الخوف ظاهرة بجدية على وجهه ولكنه تماسك ليقضي مهمته بنجاح كما تعود ، أما قمر فأولته ظهرها ، فلم تستطع تحمل ما سيفعل .
ثم بدأ السيطرة على يده المرتعشة ، ووجد نفسه يقول يارب بدون أن يشعر .
فكلنا وإن فعلنا كل المعاصي ليس لنا سوى الله عز وجل .
ثم بدأ بفتح الچرح ، فصرخت هيام صرخة مدوية ، فوضعت قمر يديها على وجهها ثم بكت بحرارة .
أما هو فاهتز جسده وارتجف وأبعد السكين ولكن هيام ذهبت في غيبوبة مرة أخرى , فاستكمل ما بدأه .
وبالفعل حمد الله حينما وجد الرصاصة مستقرة بداخل الكتف ، فاخرجها ببطء شديد ، ثم أمر قمر بتسخين السكين مرة أخرى ، فسخنته وجاءت به سريعا .
فأخذه وكوى الجرح حتى لا ينزف مرة أخرى .
ولكن تفاجأ بحرارة شديدة هاجمت جسدها .
فخشى أن يحدث لها شيء ، فأمر زين بإحضار بعض المسكنات الخافضة للحرارة والمضادات الحيوية التي. تساعد على إلتئام الجرح سريعا.
فأسرع زين لإحضارها على الفور فقابله يونس مستفهما عن حالة هيام...طمني هي زينة ولا ، أنا خايف يچرلها حاچة .
زين بشفقة عليه ...أنت شكلك هتحبها چوي .
يونس وعينيه قد ملأها الحزن ...أيوه ومتأكدتش غير لما وچعت چدامي ، حسيت أن چلبي هو اللي وچع مش هي .
زين ...طيب ليه خطفتها!
كنت أچوزتها اأول .
يونس ...كنت عايز أچوزها بس اتفاچأت عتجول اتچوزت ، فمچدرتش أستحمل وخطفتها .
إندهش زين بقوله ...مچوزة ، صعب چوي چوي
بس لو عتحبك هي مكنتش أچوزت .
يونس ...لا يمكن أچوزت غصب ولا حاچة ، هي بس تچوم بالسلامة وهخليها تطلچ منه واچوزها .
زين بخوف ...بس تچوم ، دي حالتها صعبة چوي وهتفرفر في يد وهدان وباعتني أچيب الدوا .
يونس ...بعد الشر، متچولش إكده .
وخليك أنت وأنا هروح أچيبه بسرعة .
أنا خابر زين مكان الصيدلية اللي في النچع .
فاستقل يونس دراجته البخارية بعد أن لثّم وجهه واتجه إلى الصيدلية .
ليتفاچأ بالتي تقف فيها وردة حبيبة وهدان .
فتذكر يونس كل تلك السنين التي تفوق بها وهدان عليه واشتدت الغيرة في قلبه أكثر .
فهو يعلم أنها تحبه من الإبتسامة التي تكون على وجهها عندما تكون معه ، على غير العبوس الذي يكون على وجه هيام عندما تراه .
لذا أحب أن تعلم حقيقته التي يخفيها عنها ، لكي تكرهه وتبتعد عنه ، فيصيب قلب وهدان في مقتل وهكذا يكون قد انتقم منه .
وكان يعلم أنها لن تصدقه بمجرد القول ولكن يجب أن تراه بأم عينيها ، لذا وجب أن يأخذها إليه .
فحدثها بقوله ...إزيك يا آنسة ؟
وردة... الحمد لله ، تأمر بإيه ولا معاك روشتة .
يونس ...أنا عايز مضاد حيوي وخافض الحرارة ضروري أرجوكِ إلا تموت .
بعد ما المچرم ضرب عليها النار وأنا عشان عحبها دويتها بسرعة بس محتاجة العلاچ بسرعة عشان تخف .
ذعرت وردة بقولها...هي مين دي ؟ ومين المچرم اللي عمل فيها إكده ؟
ولزمن نبلغ عنه حالا .
فابتلع يونس ريقه بخوف مردفا...لا بلاغ إيه ؟
أنا أخاف يچتلني كيف مكان رايد يعملها فيها بعد ما مرضيتش تخليه يچي چنبها لما خطفها .
جحظت عيني وردة ...خطفها !
تكونش چصدك على هيام .
ها چول انطق ، ومين اللي خطفها وهي فين دلوك ؟
أنت أكيد عارف بدال عتچيب ليها العلاچ .
وكيف أنت معاه وملحچتهاش ؟؟
يونس ...مبراحة شوي ، أنا هچاوب على إيه ولا إيه ؟؟
وأيوه هي هيام ومحتاچة إبر ضروري عشان نلحچها .
بس مش خابر نديها كيف الحقن دي ؟؟
وردة بتسرع ...أنا بعرف .
لمعت عيني يونس من الفرحة....طيب تعالي معايا مسافة السكة بالموتسكيل وهرچعك تاني .
ترددت وردة بقولها ...أجي معاك بس يعني فين ؟
طيب واللي خطفها ده هيعمل إيه فينا ؟
يونس مطمئنا لها ....مهتخفيش ، هو مش في دماغه غيرها هي وبس أصلوا عيحبها چوي وبعد متصابت ندم
وهيبكي چمبها وهو بعتني أچيب ليها العلاچ وعايزها تخف.
وردة...يا حرام الحب بهدلة ، بس ملاچش غيرها ، دي مچوزة ومينفعش واصل الكلام ده ، حرام .
يونس...أهو الحب بيبچا غصبا عننا ، الچلب إختار إكده.
وردة...طيّب أنا چية معاك بسرعة نلحچها .
يونس...ربي يخليكِ يا ست البنات .
وعندما وجدت معه دراجة بخارية ، استنكرت بقولها...ايه ده هو المكان بعيد چوي إكده ، يعني مينفعش نمشى على رچلينا أحسن ؟؟
تلعثم يونس فردد...لا مهينفعش ، هو بعيد شوي .
وردة...بس كيف هرچع تاني إكده ؟
يونس ...مهتخفيش ، أنا هرچعك تاني طبعا لغاية إهنه .
ترددت وردة قليلا قبل الركوب ولكنه لم يتح لها فرصة التفكير فحدثها سريعا .
أنا خايف يچرالها حاجة عشان إتأخرت عليها بالعلاج .
وردة ..لا يلا بينا بسرعة.
فابتسم يونس بمكر وأخذها للچبل .
وعند الصعود للچبل ، فزعت وردة كثيرا فهتفت بنزق...إيه المكان ده ، لا لا خلاص معيزاش أروح ، انا خايفة ، نزلني ، نزلني .
يونس .....بعد إيه خلاص وصلنا يا چطة .
فأسرع بها يونس .
حتى وصل بها للچبل ولكنها أبت النزول خوفا منه ومن المكان .
وردة وقد ارتجفت خوفا ...لا لا مش هدخل ، أنت شكلك أكده هتضحك عليه وأنا صدچتك ثم أچهشت بالبكاء .
يونس ...لا مهضحكش عليكِ، وهيام چوه وتعرفي مين كمان چوا ؟؟
وردة مين ؟
يونس ...وهدان حبيب الچلب .
اتسعت عيني وردة مردفة بإندهاش ...وهداااااان!
لا لا مش بچول أنت هتضحك عليه .
إيه هيچيب وهدان ٱهنه ، ده مكان الحراميه وچتلين الچتلة وهو تاجر كبير كيف ما چلي .
فضحك يونس بإستهزاء ...تاجر وكبير .
آه هو فعلا كبير بس كبير الچبل ده ، ريّس الحرامية وچتلين الچتلة اللي هتكلمي عنيهم .
نفت وردة ...لا لا ، أنت كداااب .
يونس ...المية تكدب الغطاس ،خشي بنفسك وشوفي .
فولجت معه وردة بدقات قلب متصارعة ، تخشى أن يكون حديثه فعلا صحيح .
وشردت في وهدان عندما كانوا صغار يلعبون فسألته ...أنت مين أبوك وأمك يا وهدان ؟؟
وهتسكن فين ؟
عشان أنا مش بشوفك في النچع غير لما تيچي هتعلب معانا .
ليه ملكش دار زيينا أكده ؟
فنكس وهدان رأسه بحزن مردفا...الدار بتعتنا بعيدة شوي عن إهنه ، ومش مهم مين أبوي وأمي ، المهم أنا وهدان وبس.
ثم استفاقت من شرودها على صوت فتاة .
جميلة...مين دي عاد كومان يا يونس ؟
هو كل شوية هتدخل علينا بوحدة ، مش كفاية اللي حوصل ؟
أنت مهتحرمش ؟
يونس...لا دي غير بچا ، دي القنبلة اللي هتنفچر في وش وهدان .
جميلة متسائلة ...كيف ده ؟
يونس ...عشان دي الحلوة اللي هيحبها .
جميلة بقهر ...هي دي وردة ؟
ثم نظرت لها من أخمس قدميها إلى رأسها بحنق مرددة ...يعني عادية مفهاش حاچة تكتر عني .
بالعكس أنا أجمل منيها ، فليه يحبها هي وأنا هيصدني .
...........
وفي الداخل هدر وهدان بصوت عالى....روح شوف الزفت الچطران يونس أتأخر ليه بالعلاچ يا زين ؟
وحسابك معايا بعدين ، أنا چولتلك تروح أنت ، مش هو .
فولج يونس في تلك اللحظة وعلى وجهه ابتسامة النصر ومن ورائه ورده التي ترتجف خوفا .
يونس.......چيت أهو ، وچبتلك معايا مفاجأة حلوة ، صاحبة هيام وهتعرف كيف تديها الحچنة عشان تخف بسرعة .
ليسمع وهدان صوتل وقع عليه كالصاعقة.
وردة بدموع حارقة ...وهدااااان ، إيه چابك إهنه ؟
معچول أنت هتعيش إهنه ، معچول أنت اللي خطفت هيام ؟
لا لا أنا مش مصدچة عنيا حاسة زي مكون بحلم ، لا ده مش حلم ده كابوس .
أغمض وهدان عينيه بألم وتمنى لو أنّ الزمن وقف به قبل تلك اللحظة التي طالما خشاها ، أن تعرف حقيقته
التي أخفاها عنها لسنوات .
وها قد حانت فبما يجيبها إذا ؟
فهو لن يستطيع أن ينفي .
فهل سيشفع له الحب ؟
أم سيزول كحفنة تراب في مهب الريح .
فوبخ زين يونس بقوله ...أنت حقير بچد چوي يا يونس ، إيه اللي عملته ده ، ليه إكده ؟
يارتني كنت أنا اللي چبت العلاج .
مش كفاية أنك وجعتنا في المصيبة دي ، وأنت اللي خطفها وچي تچول أن وهدان اللي خطفها .
وضعت وردة يدها على قلبها وكأنه استراح بعض الشيء عندما علمت أنه ليس الذي خطفها ولكن جرحها مازال ينزف .
فكيف يكون من أحبت وملأ عليها قلبها ؟
هو ابن الجبل وابن الليل وهدان .
كيف ستتقبله هكذا ؟؟
فيستحيل أن ترتبط بعاصي يغضب الله في كل أوقاته .
فقد كانت تحلم بزوج يأخذ بيديها إلى الجنة لا أن يأخذها إلى النار .
فحقا سترفضه وستضع هذا القلب تحت قدميها عقابا له لأنه أحب من يبغضه الله .
وقف وهدان أمامها كالطفل الذي أخطأ وينتظر العقاب من والدته ويتمنى أن تأخذها الرحمة كعادتها كثيرا فتضمه قائلة...خلاص هسامحك بس متعملش كده تاني .
ولكن هيهات فلا يوجد مثل قلب الأم .
وردة ...أنا مش خابرة أچول إيه صراحة ؟
مش خابرة كيف انخدعت فيك كل السنين دي كلاتها؟
كنت فاكرة إنك ملاك طلعت شيطان ماشي على الأرض .
وهدان بخجل شديد ...أنا خابر زين أني غلطان في كل حاچة إلا إني بحبك يا وردة ، وأتمنى تچبليني على حچيچتي دي اللي معرفش غيرها .
أنا اتولدت أهنه وعشت إهنه وحياتي إكده .
فصدچيني غصب عني ، يمكن لو طلعت في أي بيت من بيوت النچع ، كنت ممكن أكون إنسان تاني ، لكن ده
نصيبي وحياتي .
وأنتِ حرة ، لو عتحبيني صوح زي منا عحبك ، هتچبلي الحچيچة اللي خبتها عليكِ سنين وتوفچي نچوز .
عشان أنا مش هتغير ، هي حياتي إكده وهكمل على إكده .
فصرخت وردة...لا وأنا لا يمكن أرتبط بإنسان زيك غارچ في الحرام .
فغضب وهدان وتلون وجهه وأمسكها من ذراعها بقوة مردفا...أيوه غرچان في الحرام زي مغرچان في حبك بالظبط ، مقدرش استغنى عنه .
وأنتِ روحي لحالك ، بس صدچيني ، عمرك مهتلاچي چلب يحبك زي محبيتك يا وردة .
أمشي يلا من چدامي السعادي .
ابتسمت جميلة ابتسامة النصر مرددة ...أخيرا غمة وانزاحت ،واكده تعرف يا وهدان أن ملكش غير جميلة وبس .
انسابت الدموع على وجنتي وردة فقد تمزق قلبها البريء ، فهو لم يعرف ولن يعرف سوى وهدان .
فالحب كالأعمى لا يعرف طريقه .
ولكن لن تستطيع الحياة معه في تلك البيئة وهي التي نشأت على طاعة الله وحفظت كتابه وتعلم جيدا قوله تعالى
( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظّاَلِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يا وَيْلَتَا ليتني لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً* لَّقَدْ أضلني عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءني وَكَانَ الشَّيْطانُ للإنسان خَذُولاً} (27ـ29)
فهي تخشى على دينها منه ، وكل إبتلاء يهون إلا الإبتلاء في الدين .
فلتصبر إذا على ألم الحب خيرا من ألم نار جهنم .
نهرته وردة بشدة ...مش همشي غير لما آخد المسكينة دي معايا ، اللي چوزها طب ساكت مشلول لما عرف أنها اتخطفت ، حرام عليكوا والله ، أنتوا إيه مش بشر ، أنتم شياطين.
فردد يونس ...لا يا حلوة ، هتمشي لحالك ، إلا لو هتعزيها چوي چوي كده ، يبچا تشرفي معانا إهنه .
فاختاري ؟؟
وهدان مشيرا إلى يونس بلهچة حذرة ...أنت تخرس خالص .
ثم نظر إلى وردة...هي مش هتچدر دلوك تروح ، غير لما تشد حالها حبتين .
تچدري دلوك تديها الحچنة وتتطمني عليها وبعدين هروحك أنا .
ثم حدث نفسه ...ياريت كنت أحبسك أهنه بين رموش عينيه يا ضي چلبي .
بس مش دلوك في الچبل لما أطلع من إهنه .
وردة ...بس المسكينة دي ممكن حالتها تتدهور , فلازم مستشفى ،مينفعش تچعد إهنه كتير .
لازم متابعة ضروري عشان لو حصلها حاچة لا چدر الله .
وهدان ...مهتخفيش أنا چمبها مش هسبها لغاية متخف على رچليها وهرچعها بنفسي .
ضمت وردة شفتيها بغيظ وكأنها تقول لنفسها...هو ماله مهتم أوي كده بيها ، وهو صوح من وهو صغير هيبحلچلها .
ولكنها لم تجد سوى الخضوع لرأيه .
اقتربت وردة من هيام وقبلتها بين عينيها ثم قامت بتحضير حقنة المضاد الحيوي ، لتقوم بحقنها .
ثم استعدت للخروج وخطت خطواتها للخارج ثم توقفت على صوت وهدان .
وردة استني !
إلتفت إليه فتقابلت عيونهما بعشق جارف لأبعد الحدود
وكأن وهدان أنشد لها
أنا العاشق لعينيك برب العشق فارحمنيوخذ بي بين يديك نبض القلب أسمعنيوضمد جرحي الدامي مني إليك فأخذنيوشافي مر علقمك حيث الشؤم يحملنيأنا العاشق لعينيك برب العشق فارحمنيوخذ بي بين يديك نبض القلب أسمعنيوضمد جرحي الدامي ومني إليك فأخذنيوشافي مر علقمك حيث الشؤم يحملنيوداوني ببعض الحب طمئني وصبرنيوخذ مني يا روح القلب صدق ليس يشغلنيأو حتى فخذ بالروح حطمني وأخبرنيبأن القلب منك ملك لغيري عنك أبعدني
نظرت له وردة بروح محطمة مردفة......نعم .
وهدان بقلب منكسر...چولتلك هوصلك .
فاستجابت وردة له ، برغم حقيقته إلا أنها لا تطمئن في هذا المكان الموحش إلا بوجوده .
وبالفعل قام بتوصيلها ولكنها طلبت منه أن يستوقفها في بداية الطريق حتى لا يراها أحد معه .
فاستجاب لطلبها وأنزلها حيث طلبت .
وهدان ...خلي بالك من نفسك زين يا وردة .
وياريت تسامحيني ، صدچيني غصب عني .
بس أنتِ نسمة الخير الوحيدة في حياتي ويستحيل أستغنى عنك .
عشان أكده عايزك تچعدي مع نفسك تفكري زين .
تفكري أن وهدان راچل غير كل الرچالة .
ورغم كل اللي هعمله ، إلا أن چلبه طيب ، بدليل أن چواه وردة واحدة بس .
تنهدت وردة بيأس ولم تعره اهتماما فيكفي ما ألم بها بسببه ، فقد سبب لها جرحا عميقا ، لا يمكن للأياموأن تداويه بسهولة .
ثم ولجت إلى الصيدلية ولم تلتفت له ، وتظن بذلك أن هذا سيجعلها ينساها ولا تعلم أنها ترياق سمومه .
ثم عاد مكسورا وحزينا إلى الجبل .
ولج إلى إستراحة والدته التي بها هيام ، فجلس بجانبها يطالعها كأنه يطالع نفسه .
ثم حدث نفسه ...چومي كلميني ، أنا حاسس أنك مني ، معرفش كيف ، عايز أحكيلك اللي چوه چلبي ، هم على صدري .
چوليلي كيف أرچع چلبي اللي هملني وسبني لحالي أعاني من هچره .
ثم توقف عن حديث نفسه عندما فتحت هيام عينيها مرددة بصوت خافت ...حمدي!.
ليسمعها يونس فيشيط غضبا .
فما سيفعل يونس ؟
وهل سيعلم وهدان أن هيام أخته فعلا أم لا ؟؟
هل سيصفوا قلب وردة له ؟؟
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية نار وهدان" اضغط على أسم الرواية