رواية توليب الفصل الثاني والعشرون بقلم سلمي سعيد
رواية توليب الفصل الثاني والعشرون
يربطني بِك شيءٌ أعمق مِن المحبة، أعجز عن شرح الأمر لك لكنني بطريقةٍ ما أشعر أنك أنا“
جالسه بجواره علي الفراش، متمسكة بيده بقوة كما كان يفعل عندما يستشعر خوفها،ها هي الآن تفعل نفس الشئ تحتضن يده تريد أن تشعره بلطمانينه في سباته هذا، بل بالحقيقة تريد أن تطمئن قلبها انه هنا بجانبها وقلبه ينبض وبخير
دائما ما كانت تخاف أن يظهر هذا المجنون بطريقها يوماً لذلك كانت تخاف الناس والخروج ، حتى بالجامعة ومن شدة خوفها كان الحرس يدلف معها لقاعة المحاضرات
لكن عندما وجدت نفسها بين يدي فهد كابوس حياتها وملك خوفها، لا تعلم كيف لم تخف منه، بل لا تعلم كيف استطاعت أن تصرخ به وتركله بقدمها، كان فقد الخوف الوحيد الذي كان يسيطر عليها هو فقدان سيد قلبها ومن ترعرعت على عشقه لسنوات،هذا هو ما كان يجعل كل خليه بجسدها تنتفض فزعا
دمعة حارقة سقطت من عينها الخضراء الباهتة،تنتظره بالهفة ان يفتح عينيه البنيه الحادة المليئة بالثقة والأمان تريد أن تسمع صوته القوي يناديها ، ها هي مستيقظة منذ أكثر من ٧ساعات، تنتظره بلهفة ولكن هو لا يستيقظ
نظرت لماهر الجالس على المقعد بجوار الفراش، وجدته يقرأ بكتاب الله بخشوع واعين مليئة بالحزن
نعم وكيف لم تفكر بهذا ، بهدوء تركت يد أسر على الفراش ، و نهضت سريعا ليرفع ماهر عيناه ينظر لها باستغراب، اقتربت توليب منه وبهمس تحدثت وهي تدني منه
_ بابا، انا عايزة إسدال ضروري
نظر لها ماهر بابتسامة حنونه وقد علم ما تريد فعله.. أومأ برأسه وبنفس الهمس تحدث : حاضر يا روحي ، اتوضي علي ما اجبهولك
ذهبت توليب بخطوات هادئه للمرحاض فهي مازلت مرهقه وتلك الأدوية تجعل جسدها يترنح وغير متزن
بعد قليل من الوقت وبعدما أمر ماهر احد رجاله بشراء إسدال صلاة سريعاً بالإضافة لسجادة صلاة ، ها هي توليب تقف بين يدي الله تصلي وتدعي من صميم قلبها أن يصبح أسر بخير، فيالا غبائها جلست بجواره كل هذا الوقت وهي بيدها الحل لاستيقاظة بخير..الدعاء والصلاة والتضرع إلى الله بقلب خاشع متوسل
ببكاء وحزن رفعت يديها تناجي الله أن يستيقظ ، ليطمئن عليه قلبها الملتاع الماً الآن
التفت سريعا وهب ماهر من جلسته وهم يستمعون لصوته يأن بألم حاد
اقتربت توليب منه وبلهفة تحدثت : أسر
بالكاد استطاع فتح عيناه وهو يشعر بالألم يفتك صدره وراسه ستنفجر من شدة ثقلها،بتشوش نظر لتوليب التي نادت باسمه بلهفة، توليب مهلكته هذا صوتها ، نظر لها ليجدها تبكي وتضحك بأن واحد لا تص.ق انه استيقظ ، هرول ماهر للخارج ينادي الأطباء بينما توليب أخذت يده وقبلتها بعمق ، بينما هو تأملها بلهفة وهي هكذا بخير أمامه جذبها من يدها رغم تعبه وآلامه، جابرها أن تقترب منه وبالفعل دنت منه حتى أصبح يتشاركوا الأنفاس ، وضع يده خلف راسها جاذبها تستند علي جبينه ، لتغمض توليب عيناها وهي مازالت تبكي
بهمس وتعب تحدث أسر بعدما اغلق عيناه بقوة : انتي كويسه!!
أومات توليب سريعا وقد شقت ابتسامة جميلة ثغرها ، ليبتلع تلك الغصه المؤلمه مع الم جسده ، تحدث بصوت مبحوح : انا مفيش حاجة تهمني غير انك كويسه ، والله اي حاجة تانية مش هماني
فتحت عيناها و نظرت له باستغراب لحديثه ، لتشهق بخفوت وهي ترى تلك الدمعة تسيل على وجنتيه ، وضعت يدها على وجنته وبلهفة تحدثت: أسر، مالك انت للدرجة دي تعبان ، انا هجبلك الدكتور بسرعة
كادت تبتعد ولكن جذب يدها مجدد، قبل يدها بعمق وبنبرة مبحوح متألمه تحدث : انا مش عايز دكتور، انا عايزك انتي يا توليب.
وضعت يدها على وجنته بحنان وبسعادة غامرة تحدثت : انا هنا معاك ، وجنبك علطول
دلف ماهر بالهفة وخلفه ثلاث أطباء رجال وطقم كامل من الممرضات، اقترب من أسر بعدما نهضت توليب
اخذ يدها وأعين دامعة تحدث : الف سلامه عليك يا أسد
ابتسم أسر ببهوت قائلا : الله يسلمك يا ماهر باشا ، متخفش ابنك راجل ويستحمل
بعد مرور ساعتين من فحص الأطباء لأسر تحت أعين ماهر وتوليب التي أخذت تفرك يدها بتوتر وخوف وأخذت تدعي الله وهي تراه أمامها متللم هكذا، استطاع الاعتدال بجلسته بعدما أخذت حقنة كبيرة من المسكنات، التفت توليب سريعا عندما بدأت الممرضه باذله الضمادة علي ذلك الجرح، نظر أسر لها ليجدها ملتفه ، بالتأكيد لن تتحمل ذلك المنظر البشع
التفت بلهفه عندما سمعت صوته يأن بألم ، تحدثت سريعا للممرضه بلهفة: براحة شوية
تحدثت الممرضة بصوت ناعم وهي تناظر أسر باعجاب: متخفيش حضرتك ، الباشا في عنيا
رفعت توليب حاجبها و بوادر الغضب علي وجهها ، لتكمل تلك الممرضه حديثها باعجاب واضح لأسر
الممرضه بمياعة و وقاحة : حضرتك مشاء الله شكلك رياضي اوي ، عضلات صدرك شديدة وحلوة
_ نعم ياااختتتي
التف الجميع ينظر لتوليب الذي صرخت بتلك الكلمة ، نظر لها اسر باستغراب فهو كان يتأملها ويتامل هيئتها بذلك الاسدال ولم يسمع حديث تلك الممرضة ابدا
اقتربت توليب وجذبت تلك الممرضة من يدها أمام دهشة الجميع واولهم أسر الذي تحدث بتعب : في ايه يا تولي
نظرت توليب للممرضة بغضب وغيره تتأجج بقلبها : عضلاته ايه دي اللي مشدودة يا حجة انتي
ردت الممرضة بمياعة وهي تنظر لأسر: ااه..سيبي ايدي ، قول حاجة يا أسر باشا
قطب أسر حاجبيه و بتساؤل تحدث : هو في ايه
صرت توليب علي أسنانها و بغضب عارم تحدثت : دي بتقولك انت عضلاتك مشدودة وحلوة
أسر بذهول : ايه!!
أقترب احد الأطباء و تحدث لتوليب محاولا أن ينهي الموقف : احنا اسفين اوي يا انسه ، اكيد هي متقصدش
الممرضه سريعا : ايوا ايوا انا مقصدش حاجة حضرتك
تركت توليب يد الممرضه وهي تتنفس بغضب ، نظر لها أسر بابتسامه باهته لفعلتها ، لكن لم تطل الابتسامه كثيرا لتتحول بعدها لنظرات تقتل وهو يرا ذلك الطبيبه يتحدث لتوليب بود شديد وإعجاب
الطبيب : انسه توليب، شكل شخصيتك انفاعليه اوي ، بس ده ميبنش خالص علي ملامح حضرتك العاديه والرقيقة
عضت توليب شفتيها ونظرت أرضا من شدة خجاها وارتباك، انتفضت من مكانها وهي تستمع لصوت أسر يرج أنحاء الغرفة فازعا الجميع
_ كلووو طيلع برااا
نطق بها أسر وعيناه علي ذلك الطبيب ، وقد بدائت عروقه تصبح زرقاء من شدة الانفعال والغضب ، لو كان بكامل صحته الآن لكان لقن ذلك الطبيب درسا لن ينساه ابدا
بالفعل خرج الجميع من فزعهم ولكن ظل طبيب واحد كبير بالعمر يقف بجانب ماهر ، كان يضحك علي فعلت أسر
اقترب من أسر وبابتسامه تحدث : اهدا يا ابني انت تعبان لسه
تنفس أسر بغضب شديد، نظر لتوليب ليجدها تناظره بخوف من غضبه، اغمض عيناه وتنفس بهدوء حسناً سيخاول اخماد نار غيرته الهوجاء ، مد يده السليمه لتوليب لتمسكها سريعا ، قربها منه وتحدث بجديه ونبرة حاول أن يجعلها هادئة
_ تعالي اقعدي جنبي
اومات توليب بطاعة، وذهبت لتلجس لجانبه فوق الفراش رغم خجلها بوجود ماهر والطبيب ، تقدم ماهر وبابتسامع خبيثة تحدث
_ براحة يا اسر ، متبقاش حمقي كده
اسر بغضب مكبوت : انت شوفت قالها ايه يا بابا
تحدثت توليب باندفاع : خالص يا اسر هو مكنش يقصد حاجة
ناظرها أسر بنظرة جعلتها تنكش علي نفسها ، كيف لم يفعل شئ لقد كان يتغزل بها ، هل تلك الفتاة حمقاء
تحدث ماهر كي يخفف الأجواء: المهظ يا اسر انت عامل ايه دلوقتي يا حبيبي ، حاسس بايه
أجاب أسر ونزلت عيناه علي توليب : الحمد الله احسن ، بس اخد شاور عشان جسمي يفك شويه يا بابا
توليب بلهفة : بس انت لسه تعبان
اي.عا الطبيب وهو يقول : فعلا أن لسه تعبان والحركة هتخلي الألم قوي اوي غير ان المايه غلط علي الجرح
اوماء لهم ثم نظر لماهر وتحدث بجديه : بابا ممكن تسبني مع توليب شويه ، عايزها لوحدها
تفهم ماهر ، ليحدث الطبيب باحترام : طب لو سمحت ممكن نكمل كلام برا
اوماء الطبيب وخرج مع ماهر ، وما ان اغلق الباب حتي شهقت توليب بفزع عندما جذبها أسر اليه بيده السليمه لتقع باحضانه ، لم يسهلها وقت ليتخذها في قبل ممحومه بمشاعر خوفه وعشقه وادمانه عليها ، كان يبث عشقه بتلك القبله
ابتعد عنها عندما وجدها يكاد يغمى عليها من ضيق التنفس، شهقت توليب وتأخذ نفسها بقوة و وجهها أصبح قاتم الاحمرار
تفرس أسر ملامحها تلك وبهيام وعشق تحدث : توليب ، انا بعشقك
توليب أين توليب ، فقد تصنمت بل صعقت عندما استمعت لتلك الكلمة ، قلبها أصبح يقرع كالطبول بينما كانت انفاسها بعدم تصديق ، أسر..نعم نعم أسر، اعترف بعشقه توا لها ، رغم ان أسر كان يخطط لأن يخبرها بتلك السهرة التي لم تبداء حتي ، ولكن فمرة انه كاد يخصرها حتي دون الإفصاح لها عن مشاعرة جعل ألمه مضاعف
استفادت توليب من صدمتها عليه وهو يكمل حديثه ، أخذ يمرر يده علي حجاب الاسدال حتي ازله و اخذ يغلغل اصابعه بخصلاتها الحراريه التي انسابت بسلاسة حول وجهها جعلها مهلكة أكثر مما هي
أسر بهيام : انا بحبك ، لا انت بعشقك وانا اسف جدا عشان مقولتش ده قبل كده بس كنت عايز اعمل حاجة مميزة وانا بعترفلك بحبي يا توليب ، كنت عايز اعمل حاجة مميزة زيك كده يا قلب اسر
التمعت عيناها بالدموع ، اغتدل أسر بتعب وبالهفة تحدث : في ايه يا تولي ، مالك يا حبيبتي
ارتمت توليب بحضنه وبكت بشدة ، بل انهارت من البكاء ،حاوطها أسر سريعا بيده السليمة وأخذ يقبل راسها بحنان تاركها تبكي وتخرج كل ما بقلبها، دقائق وهي تبكي وهو يقبل راسها مرارا وتكرارا
ابتعدت توليب عنه قليلا، نظرت له ليتامل هو عيناها الخضراء المليئة بالألم والخوف
تحدثت توليب بشهقات وتقطع وهي تنظر لعيناه : انا..اانا كنت خايفة اوي يا اسر..كنت فكرة ان في حاجة وحشه حصلتلك، انا كنت متأكدة انك عايش...بس هو..هو فضل يقولي انك موت..بس انا كنت بق له أن كداب أسر عمره ما هيسبني...واديك اهو قدامي بخير وبتقولي انك بتحبني...أسر انا...انا بحبك اوي بجد مكنتش هعرف اعيش لو كان في حاجة وحشه بجد حصلتلك
ازال أسر دموعها بانامله وهو يتحدث بحنان شديد: اششش اهدي يا روحي اهدي يا قلب اسر..
جذبها لاحضانه، يسمعها نبضات قلبه التي تنبض باسمها، اغمضت هي عيناها براحة بعدما اخرجت تلك الطاقة المؤلمه من فوق صدرها
قبل أسر راسها ثم رفع راسها تنظر له ، نظرت له توليب ببراءة وعشق تأمل هو بعيناها الخضراء نزولا لشفتيها، ليدني منها ببطء و يعود تقبيلها بهدوء وتروي ، لا تعلم كيف فعلت ذلك ولكن بادلته قبلته وقلبها يكاد يتوقف من شدة نبضاته، لا تشعر بشئ سوا ان اسر هنا أسر هنا وبجانبها معترفا بعشقه لها وها هو يقبلها وهي بين احضانه
قاصدا هو ان يتهرب او ينسيها تلك الليله المريعة مع ذلك الحقير فهد ، يقسم بداخله سيأتي به وسيقتله دون أن يرمش له جفن ، فذلك المجنون كاد يقتله هو وياخذ توليب منه توليب التي أصبحت جزء لا يتجزأ منه، والتي لا يستطيع التنفس الا وهي معه،
_______________________________
" لولا عيُونك,ما أدركت حُب العيون "
تململت في نومها باريحيه، تشعر براحة شديد ل تعلم لها مصدر، أخذت نفس عميق قبل أن تفتح عيناها ، لحظة ما هذا انها رائحته..رائحته تملأ راتيها انها تعلمها جيدا ، فهو ذات عطر مميز
انتفضت من فوق الفراش وعيناها مذالت ناعسه بالكاد ترا بها ، رمشت عدت مرات حتي وضحت الروئيه أمامها سارت بعيناها بجميع أنحاء الغرفة لتجدها فارغة، لا لا بالتأكيد هو هنا تشعر برائحته تملاء المكان بل لحظة
أخذت حرف الكنزة واستشقته، ياا الله حتي الكنزة بها رائحته وليست قديمة بل جديد ونفاذة للغايه
نبض قلبها بقوة وتعالا صوت أنفاسها، سريعا أخذت إسدالها وارتدته علي عجل ، كادت ترفع حجابها لولا سماعها لصوته..نعم صوته
ركضت للنافذة، يا الله انه هو باسم جالس بالحديقة ويحدث الخادمة بصوت عالي آن تحضر له قهوة
لم تفكر مرتين وأخذت تركض للخارج سريعا وقلبها ينبض بجنون وحماس ، مشتاقه للغايه لاحضانه
وصلت الحديقه وهي تلهث ، لتجده جالس بهيبته مرتدي كنزة سوداء وبنطال جينز..كان مرتي و وسيم كعادته
نظر باسم لها ليجدها تقف وتتامله بل تتفرس ملامحة باعين غير مصدقة،نهض من جلسته وهو ينظر لها هكذا ، بخصلاتها الحرة وهيناها السوداء تناظرة وهي تلمع باشراق ، جميله ملاكه الصغير بل قاتله هي بعيناها السوداء، لم تشعر هي بنفسه لا وهي تركض له قافلة باحضانه بقوة ارتد جسده علي اثرها، حاولت عنقه بقوة ليضم هو خصرها بقوة أكبر اليه
لحظة الكمال، خذا ما شعر به كل منهم..اغمض باسم عيناه مستمتع بذلك القرب يالله كم اشتاق لها تلك الصغيرة واشتاق لاحتضانها ولرائحتها ، بينما هي اخذت ابكي وهي تحتضنه بقوة متعلقة به فهي كم اشتاقت هي الآخرة وكم تمنت أن تعود لاحضانه الدافئة
ربت علي ظهرها بحنان عندما سمع صوت بكائها الحاد ، تحدث هي ببكاء وعدم تصديق : انت هنا...انت رجعت
باسم بهمس : ايوا.. انا رجعت
اشتد من احتضانه لها ، لتقول هي باشتياق شديد : وحشتني ، وحشتني أوي يا باسم
فتح عيناه بعدم تصديق ، ليبعدها عنه قليلا حتي ؤائة وجهها : انتي قولتي ايه
صبا ببكاء : بقولك وحشاني اوي
عاد واخذها باحضانه يغمرها بقوة وتحدث دون وعي : وانتي يا روح باسم وحشتيني اوي
ابتعدت عنه وتحدثت بفرحة غامرة : بجد ، يعني سامحتني
كاد يقول نعم ولكن ، عفوا فقد سيطر شيطان باسم علي عقله وبدأ عقله يفكر بخبث شديد ، ابعدها عن ببطء حتي لمست قدميها الأرض، نظرت له بتأمل ان يكون سامحها لكن وجدت ملامحة متهجمة عكس ما كان عليه منذ ثواني
باسم بجمود : لا..مسمحتكيش
ثم تركها ودلف للداخل وهو يبتسم بخبث ، تاركها لا تفهم شئ..ألم يكن يحتضنعا بقوة الآن ألم يخبرها أنه اشتاق لها ، ما هذا الآن
التفت سريعا لتجده دلف، حسناً يبدو أنه يريد ان يسمعها اعتزارها بعدما هداء ، تنفست بعمق والله دموعها..نظرت لطريقة ذهابه وتحدثت باصرار وعزيمه
_ متخافيش يا صبا..انتي قدها وتقدري تصلحيه بس اهدي وخدي نفس وفكري
وضعت يدها علي قلبها تحاول أن تهداء من ضرباته، لا تصدق حتي الآن انه عاد وانها ارتمت باحضانه الدافئة
دلفت سريعا للداخل ، لتسمع صوت ضحكاته العاليه بحثت عن مصدر الصوت حتي وجدته قادم من غرفة الطعام لتذهب لهناك سريعا
دلفت للداخل بهدوء فهي تعلم أن بكر واسعاد بالداخل ، وجدته يجلس بجانب بكر ويمزح مع والدته
نظر لها بجانب عيناه وعلي وجهه ابتسامه خبيثه للغايه ، التقطها بكر سريعا ، بينما اسعاد نظرت لها لتجدها واقفة وتفرك بيدها لتقول بلهفة : تعالي يا صبا...تعالي يا ضنايا اقعدي افطري
ذهب صبا وجلست جوار اسعاد تحدثت اسعاد بسعادة : شوفني يا صبا اهو باسم رجع اهو
تحدث باسم بخبث مبطن: ما عي عارفة يا أمي من امبارح من ساعت ما جيت
ماذا هل عاد من امس ، فتحت عيناها علي وسعهما وكتمت شهقتها سريعا قبل أن يسمعها احد ، اللعنه هي لم تكن تحلم انه يقبلها..بل هو حقا كان يقبلها، ابتسم لها باسم بخبث وهز رأسه يأكد ما تفكر به..لتعض شفتيها سريعا بخجل وجنون، يا الله
تحدث بكر وهو يوزع نظراته بينهم : هتفطرو ولا هتقعدو تبدو لبعض كده كتير
خفضت صبا راسها سريعا ، بينما باسم نهض وتحدث قائلا : انا هطلع اجيب حاجة من الاوضه يا حج عشان نتحرك علي شركة السياحة في ورق عايز امضتك
اوماء.له بكر ، بينما باسم ذهب وعلي وجهه ابتسامته الخبيثه تلك ، يعلم إنها ستاتي خلفه
كانت تريد النهوض لكن ، لا تعلم ماذا تقول لينظر لها بكر و بابتسامه ماكرة تحدث: صبا..ممكن تقوللهم في المطبخ يعملولي فنجان قهوة مظبوط
اومات صبا س يعا وكادت تقف ولكن تحدثت اسعاد سريعا : اقعدي يا بنتي ، انا هروح اقلهم
تحدثت صبا سريعا بارتباك توقفها : لا لا...انا هقلهم وارجع بسرعة
ثم ذهبت سريعا صاعده للاعلي، كان باسم يقف ونظرها بفارغ الصبر، حسنا لقد قرر اللعب معها قليلا تلك الصغيرة
وجدها تدلف للداخل ليمثل انه يبحث عن شي علي مكتبه ، تقدمت منه صبا و وقفت بجانبه وبالهفة ونظرات متوسله تحدثت : باسم ارجوك..كفايه زعل و بعد..انا اسفة
نظر لها و ببرود تحدث : اسفة كده وبس
تقدمت منه أكثر حتي أصبحت أمامه مباشرتا : اطلب اللي انت عايزة وانا هعملو بس سامحني وحياتي عندك
باسم بخبث : اي حاجة اي حاجة
صبا سريعا : اي حاجة..بس تسامحني ونبي
جلس علي المقعد القريب منه وضعا قدم فوق الأخرى، وبثبات وجديه تحدث : عايزك ترقصيلي
صبا بذهول : نعم...ارقصلك
باسم ببرود : ايوا..انتي عيزاني اسامحك وانا عايزك ترقصيلي..و وعد لو عملتي كده اسامحك
عضت صبا شفتيها بخجل شديد : بس ازاي ، انا مش هعرف اعمل كده ابدا
هب باسم واقفا، اقترب منها للغايه مال علي ازنها وتحدث بهمس، جعلها تغمض عيناها بقوة
_ لا هتعرفي..وكله عشان تصلحيني يا صبا ، فكري كويس
طبع قبله عميقة بجانب ثغرها ، ثم تحرك سريعا للخارج تاركها مغمضه الأعين وقلبها يكاد يهرب من بين اضلعها
_______________________________
بمزرعة أغنام ملك عوني..
دلف باسم لمكتب عوني بوجه متهجم ، هب عوني واقفا تراكا جميع الأوراق من يده ما ان راى باسم..بترحيب حار تحدث
_ اهلا اهلا يا باسم يا ابني نورت الدنيا ، انت رجعت امتى
وضع باسم يده أمام وجه عوني عيناه تناظره بغضب مكبوت ، ليبلع عوني لعابه بتوتر شديد
قطع باسم الصمت وهو يتحدث بجدية شديده : مفيش داعي السلامات دي يا حج عوني انا جيلك في حاج خاصة ومهمة تخص مراتي
عوني بتسرع وتوتر: مت قبل ما تتكلم يا باسم، انا متت هموتها البت دي علي عملتها، انا مش عايزك تزعل منها..ومتخفش لو عملت حاجة تاني انا هكسرلك رقبتها
ضرب باسم المكتب بغضب شديد وهدر بقوة وغضب : حج عوني
صُدم عوني من غضب باسم ،زفر باسم ليهدأ قليلا ، نظر لعوني وبجديه وهو يقصد كل حرف بداء يتحدث : حج عوني ، انا جايلك عشان مراتي اللي انت ضربتها وكنت هتموتها ، وجاي أقولك أن ضربك ليها ده اهانه ليا انا شخصيا وانا مسمحش بيها ، وبعدين صبا مغلتطش، الغلط الحقيقي هو جاي مني ومنك عشان معرفناش نحميها كويس ، لو سمحت يا حج عوني انا مش هسمحلك تمد ايدك غلي مراتي تاني ، انا لما حسيت نفسي مش عارف اتحكم في غضبي سبت البلد كلها ومشيت عشان ماذيهاش بالكلام بس ، بس انا اتفاجئ أنك ضربتها وكنت هتموتها لولا تدخل اهلي ، ف لا انا مش هسمح بكده ابدا يا حج عوني ابدا
عوني بتبرير: أن مكنتش اقد…
قطع حديثه باسم وهو يقول بضيق : حج عوني ، أنا مكنتش حابب اتكلم في الموضوع ده ، بس اكيد انت عارف احنا موافقين على مشروع السفنُ انا وبابا ليه ، عشان خاطر صبا مش اكتر و عشان الجوازة تكمل من غير مشاكل ، وانت عارف كده كويس ، وبالنسبة للمشروع انت اكتر واحد كسبان فيه واحنا معندناش مشكله في ده كل حاجة عشان صبا انا متنازل عنها ، انت حاطط فلوس في المشروع ده متجيش نص فلوس المشروع و هتاخد ٣ أضعفها في الأرباح السنوية، ف لوسمحت زي ما انا ساكت أنت كمان احترم مراتي لو سمحت ، وكمان عايز اقولك ان صبا هتفضل قعدة عندنا لحد ما الامتحانات تخلص بعد كده هنعمل الفرح علطول
ابتلع عوني تذلك الحديث الذي مثل السم ، تحدث بجدية هو الأخر : ازاي يعني هتفضل عندكم..اكيد مينفعش
باسم بجديه : لا ينفع ، انا جوزها ومش عيب تعيش معايا تحت سقف واحد ، وكمان انا عايزها تركز في مذاكرتها وتبعد عن أي ضغط ، وياريت يا حج عوني تفكر كمان مرة كده في علاقتك مع بنتك وافعالك، انا كنت ساكت قبل كده بس دلوقتي وبعد ما ضربت مراتي ، انا مش هسكت تاني واي حاجه تخص صبا هتبقي مسؤليتي انا
أنهى حديثه ثم استدار وذهب ، رغم أن غضبه لم يتلاشى،يانبه قلبه وبقوة لانه تركها بمفردها ولم يكن درعا حامي لها عندما تعرضت للضرب من قبل والدها قاسي القلب
جلس عوني علي مكتبه وهو يتأمل الفراغ، يا الله هل هو بشع هكذا ، الجميع يمقته ويلومه، هل فعلا أصبح عبد للمال كما قالت منال زوجته ، تنهد بضيق واضعا يديه فوق رأسه مستندا على المكتب واخذ يفكر ويفكر
_______________________________
ذهب ماهر للقصر تحت أسرار أسى أن يذهب ويرتاح، وطمأنه ان حوله الحرس وايضا توليب معه وتعتني به
ارسل ملابس لتوليب وأسر، لتأخذ توليب ملابس رياضيه سوداء اللون وترتديها و جمعت شعرها علي هيئة كعكة عشوائية ، بينما أسر جالس بنطال اسود رياضي ولا يرتدي كنزة بسبب الجرح
كان معتدل بجلسته وتوليب بجواره ، شابكه يدها بيده ، ويتحدث بكل شئ ..غير تلك الليلة المشؤومة، وكل هذا وأسر يحتضنها بقوة يشعرها باحضانه الدافئة
طرق باب الجناح ، تلاه دلوف الممرضه وبيدها باقه كبيرة من الورود
ذهبت توليب وأخذت منها الباقة ، لتذهب الممرضة وتقف توليب أمام الفراش، وتحدثت بمرح وهي تنظر للباقة بانبهار
_ اسر...ده توليب احمر..يا ترى من الشخص الزوق والشيك ده
قهقه أسر وتحدث بمرح هو الآخر: هو عشان الورد توليب يبقى شخص زوق وشيك يا تولي
توليب بغرور مصطنع : طبعا ، هز في اشيك واحلى من التوليب
أسر بهيام : لا الصراحة مفيش زي توليب ، او زي شفايف توليب
عضت توليب شفتيها في خجل بينما توردت وجنتيها، وجدت ظرف كبير بمنتصف الباقة لتاخذها وهي تقول بفضول : ده معاه ظرف كبير يا اسر
أسر: ظرف..طب افتحيه كده
فتحت توليب الظرف ، لتخرج منه حفنة من الصور ، لتهرب الدماء من وجهها فجأة، ليناظرها أسر باستغراب ، تحول استغراب بفزع وهو يرى أعين توليب بدأت في ذرف الدموع بصدمه و وجهها أصبح اصفر للغاية وكأن الدماء هربت من وجهها
تحدث بحدة وقلق : توليب في ايه ، تعالي وريني
لم تجيبه بل لم تسمعه من الأساس، بل كل حواسها بتلك الصور ، صور لها وهي عارية، فقد ملاءة تستر جسدها وفهد نائم بجوارها
لحظة واثنين حتى صرخ أسر باسم توليب التي ترنحت فجأة لتسقط أرضا
يتبع الفصل الثالث والعشرون اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية توليب" اضغط على اسم الرواية