رواية توليب الفصل الثالث والعشرون بقلم سلمي سعيد
رواية توليب الفصل الثالث والعشرون
في ذلك المبنى المهجور وخصوصاً بشقه عادل القديمة
صوت صرخاته تملاء المكان ، يضرب علي ذلك الباب بقوة وينادي علي والده بغضب عارم
_ يا باااباااا افتح الباااب ، باااباااااا
وقف عادل امام بابا الغرفة الذي يحتجز بها ابنه، حسناً هو لن يجعله يقتل نفسه ويضيع من أجل تلك الفتاة ، خصوصا وهو يعلم أنها تحت حمايه ماهر وزوجة ابنه الوحيد ، وهو ليس بغبي ليلقي بأبنه في التهلكة من أجل تلك التوليب
اه كم يكره تلك الفتاة ، وكم كان يكره والدها سابقاً
تحدث من خلف الباب بجمود : مفيش خروج يافهد ، انا مش مستعد اخسرك عشان البنت دي
جن جنون الآخر، وأخذ يلعن ولده دون خجل، فهو من ذهب واخذه بعيدا عن توليب وجعل رجاله ياخذوه للشقة
أكمل فهد ينادي بصوت عالي دون كلل، يريد أن يخرج من ذلك المكان ويذهب لتوليب
اخرج عادل الهاتف من جيب بنطاله ، وطلب احد الأرقام وهو يبتعد عن غرفة ابنه
تحدث بترقب : الو..جيلان
اتاه الصوت الذي يريده : امممم..عادل انت فين، راسئ وجعاني جدا تعالا بسرعة
عادل بخبث : معلش يا روحي انا في مشوار مهم ، المهم انا بكلمك عشان عرفت ان توليب في المستشفي
انتفضت جيلان عن فراشها وبقلق شديد تحدثت : ايه..ليه ايه اللي حصل
عادل ببراءة مصطنعة : معرفش يا روحي ، انا عرفت صدفة
جيلان بقلق : طب هات...هات عنوان المستشفي
اعطها عادل العنوان واغلق الهاتف بعدها وهو يبتسم بخبث، حسناً ستذهب جيلان الآن وترا ابنتها منهارة وجسد بلا روح كما فعلت في وحيده الذي أصبح مجنون بها
جلس علي أقرب مقعد وهو يذكر كيف جعل الرجال يخدرون ابنه، واخذ هو توليب وجعلها عاريه بالفراش وكيف صورها
بالتأكيد وصلت الصور الآن لأسر واليها، حسناً سيكون أكثر من سعيد وهو يرا اسر يلقي بتوليب في الشارع بعد تلك الصور ويراقب انهيار توليب التام
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
بين احضانه غافيه، وقسمات وجهها تدل علي الألم الشديد بينما وجهها قاتم الاحمرار
يحتضنها بقوة ليبث لها الطمأنينه، لا يصدق انها سقطت هكذا أمامه وهو لم يستطع الالحاق بها بسبب اصابته ، اغلق عيناه بقوة وألم وهو يتذكر ماذا حدث عندما ايقظوها الممرضات بعدما وضعوها علي الفراش بجانبه
كانت تصرخ بجنون ، كانت في قمه انهيارها وهو لم يستطع فعل شئ لها سوا احتضانها بقوة رغم جرحة الذي اخذ ينزف بغزارة ، لتعطيها الطبيبه مهداء قوي للغايه ، لتهداء بعدها باحضانه، ولكن فاجأته وهي تقول ببكاء صامت وهدوء شديد ، انها تريد طبيبه لفحصها
وبالفعل اخذوها الممرضات لغرفة اخرا وأتت الطبيبه لفحصها، كان هو يضع يده فوق قلبه وهو يشعر به يتمزق ألما وخوفا بنفس اللحظة لا يعلم كيف وصل بهم الحال لتلك النقطة
اعدوها بعد وقت قصير ولكن مر عليه كالدهر، لتستكين باحضانه وتسقط بالنوم بينما طمأنته الطبيبة عليها وانها بخير وليس بها شئ
وكم سعد بهذا الحديث ، ولكن لم ينسيه هذا انتقامه من ذلك الحقير وابنه،فمهما حدث فهم حاولوا إيذاء حبيبته وحرق روحه
غرز رأسه بعنقها وأخذ نفس قوي ساحبا رائحتها معه ، ابتسم بألم وهو صوت ضحكاتها ترن باذنه ، غمازتيها وعيونها الخضراء الواسعة ونظراتها المملؤة بالعشق الخالص له هو فقط
يقسم بداخله أنه سيعوضها عن كل تلك الأشياء سيجعلها تعيش في سعادة لم تعدها من قبل ويغمرها عشقا حتى آخر نفس بروحه
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
وقفت امام المرآة تهندم فستانها زهري اللون وعليه نقوش بيضاء، مناسب علي جسدها بسلاسه جاعلها فاتنه للغايه مع ذلك الحجاب الأبيض
ألقت نظرة أخيرا علي نفسها وتنهدت بابتسامه راضيه ، حسناً لقد وجدت طريقة لمصالحة باسم
تدعي من داخلها ان تنجح ، لقد جلست منذ زهابه تفكر كيف ستفعل طلبه ، فشلت فشل زريع في تشجيع نفسها علي تلك الخطوة، ولكنها حقا لا تستطيع رغم محاولاتها،فخجلها مسيطر عليها بالكامل، لتأمين ان يسامحها باسم دون ذلك الطلب الذي من الاستحالة أن تنفذه
أخذت إذن إسعاد ، التي رحبت كثير بذهاب صبا لباسم بل واخرتها أنه في هذا الوقت يكون بالاستراحة، مكان مخصص لاستراحة الأجانب أمام النيل ، وهو يكون هناك في ذلك الوقت من العصر
فأخذها السائق، وقفت امام احد المحلات واشترت باقة كبيرة من الورود الحمراء ، فقد رأت هذا في احد الافلام وستفعل مثلهم، ستاخذ له الباقة وتدلل عليه قليلا كي يسامحها
كان باسم جالس بالاستراحة مع وفد كبير من السياح ، نساء منهم ورجال ، كان يمازحهم ويسرد لهم معلومات عن البلد، كانت هناك امرأة من الوفد تنظر إليه بإعجاب واضح، وقد لاحظ هو هذا ولكن لم يبدي اي اهتمام فهذا يحدث كثيرا معه وهو يتعامل ببرود تام
اقتربت المرأة منه وبدأت الحديث معه بدلع مقصود، وهي تمزح تضع يدها علي كتفه تارا وترمي بنفسها عليه تارة ، كان هو يعاملها بجمود عندما رأى الإصرار بعينها ويبدو أنها لن تتراجع
بنفس الوقت وصلت صبا وبين يديها الباقة وعلي وجهها تلم الابتسامة البريئة جالت في المكان بعينيها باحثه عنه
زادت ابتسامتها عندما رأت ضحكته تلك وهو يتحدث مع السياح ، ولكن تلاشت ابتسامتها تدريجيا وهي ترى تلك المرأة الملتصقة به
تأملتها بجبين مقتضب، ترتدي ملابس فاضحة للغاية عبارة عن توب قصير وشورت قصير جدا جدا ، عيناها زرقاء وشعرها اشقر قصير وهي ذات طويل وقوامه جذاب
لم تشعر لا وتلك النيران تنهش بقلبها ، تقدمت منهم سريعا ومعالم وجهها غاضبه حتي ان وجنتيها اشتعلو بحمرة الغضب تلك المرة
وضعت يدها على كتف باسم الذ استدار سريعا عندما شعر بيدها الصغيرة ، نظر لها بدهشة على وجودها هنا والآن ، نظر لها ليجدها تناظره بغضب وبيدها تلك الباقة الحمراء من الورود
تحدث بذهول : صبا !!
نظرت المرأة لتلك الفتاة و بتساؤل قالت بالانجليزيه: عزيزي باسم ماذا هناك.
ابعدها باسم عنه واقترب من صبا وتحدث بهدوء : مقولتيش ليه انك جايه
كاد يضع يده علي كتفها ولكنها ابتعدت عنه بعنف وغضب مما جعله يقطب حاجبيه بتعجب ، لتذيد تلك المرأة التوتر وهي تناظر صبا من فوق لأسفل
_ عزيزي باسم ، من تلك الصغيرة
نظر أسر لها ليجد الباقي ينظر له ، ابتسم بهدوء واجاب : انها صغيرتي واا…
كاد يعرفهم انها زوجت ولكن قطعه شهقة صبا ، نظر لها ليجدها تكتم دموعها بصعوبة
اقترب منها بلهفة قائلا : صبا مالك يا روحي
تحدثت المرأة من خلفه : ااو باسم ، هل تلك الفتاة ابنتك
ماذا ، ماذا تقول تلك المرأة، التفت باسم وكاد ينفي حديثها ولكن، استدار علي صوت باقي الورد تسقط أرضا، لينظر ليجد صبا تركض بعيدا عنه
تركهم سريعا وركض خلفها ، كادت تخرج من المكان وهي تبكي لا تصدق أنه يخبرهم انها ابنته ، حسنا حديثه يدل علي ذلك ، هي تعلم جيدا الانجليزيه فهي بمدرسه خاصه وايضا هنا يهتمون كثيرا باللغة الأجنبية من أجل التعامل مع السياح
وجدت نفسها فجأة معلقة بالهواء ، لتشهق بخضه لتجد باسم حاملها من خصرها ويسير بها نحو مكتبه ، حاولت التملص من بين يديه ولكنه كان حاكم ذراعيه على خصرها
ما ان دلف للكتب حتى ابتعدت صبا عنه بعنف وغضب ، وقفت أمامه وما زالت الدموع تاخذ مجراها على وجهها
تحدث باسم بذهول وغضب : ايه الي انتي عملتيه ده ، تجري كده انتي اتجننتي
لم تجيبه بل ظلت تبكي بصمت ،زفر هو كي يهداء فهو لم يفهم لما تفعل كل هذا أو ماذا أتى بها هنا
اقترب منها وتحاول كتفيها : ممكن افهم انتي بتعملي ايه هنا
ردت عليه بغضب وهي تنفض يديه : ايه مش عايزني اجي اشوفك وانت بتخوني
باسم بذهول : انا بخونك
اقتربت منه سريعا وقبض علي مقدمه كنزته لتقول بغضب : ايوا يا خاين يا بتاع الخواجات
نظر ليدها الصغيرة الممسكة به وتحدث بذهول اكبر : صبا انتي اتجننتي ولا ايه
تركت ملابسه ، و وقفت امامه وهي تنظر له ببراءة تسلب عقله، تحدثت بخوف وبكاء: ماشي انا عارفة انك زعلان مني و اوي ، بس مش لدرجة انك تقولهم اني بنتك ، وكمان الست اللي كانت لزقه فيك دي ازاي تسبها تقرب منك كده
أنهت الحديث واجهشت في بكاء مرير ، نظر لها باسم قليلا لهذا ركضت وبكت
اقترب منها سريعا واخذها من خصرها وجلس على الاريكة و اجلسها فوق قدمه
رفع راسها بانامله ، وجدها تبكي بشدة تحدث بحنان مردفا : ممكن تبطلى عياط
نظرت له وبحزن تحدثت : انت بقيت تكرهني، صح
نظر لها بذهول ، ماذا تقول تلك المجنونه، أخذها سريعا باحضانه، وتحدث بلهفة : انتي مجنونه يا صبا ، انا لو كرهت الدنيا كلها مقدرش اكرهك انتي ، انتي اغلى حاجة عندي
حاولت عنقه بيدها تحدثت بعتاب : اومال لسه زعلان مني ليه ، وكمان بتقول اني بنتك
ابعدها عنه قليلا ، نظر في عيناها السوداء وتحدث بصديق وعشق : انا مقولتش كده ، انا كنت لسه هقول انك بنتي ومراتي اللي بموت فيها ، بس هي قاطعتني، وكمان انا مش زعلان منك
ردت بعتاب : انت ليه سايبها تلزق فيك كده
تحدث بخبث : غرتي عليا
كان ينتظر الرد على احر من جمر ، نظرت له قليلا لا تعلم ماذا تقول هل تخبره أنها كانت تحترق وهي ترا تلك المرأة ملتصق بها هكذا
ارتمت في احضانه متعلقة به بقوة : ايوا غيرت
ابتسامة أكثر من سعيدة ظهرت على ثغره، ولكن ثمن فجأة وهو يستمع لباقي حديثها
_ انا بحبك يا باسم ، بحبك اوي ، وأما اسفة عل كل حاجة انا عملتها واسفة عشان خبيت عليك
ابتعدت عنه شبر واحد ، نظرت في عيناه المصدومة وأكملت بحب شديد : أن بحبك اوي ارجوك سامحني وكفايه كده ونبي
كاد يشعر بقلبه يتوقف ، ماذا نطقت تلك الصغيرة ، هل اعترفت توا بعشقها ، يا الله كم كان ينتظر تلك اللحظة كان يظن انه سيأخذ وقت طويل للغايه من أجل أن تخبره بهذا ، وها هي ترأف بقلبه وتخبره بحبها له وهي تنظر في عينيه مباشرة
احتضنها بلهفة وبعدما تصديق تحدث : صبا ، انتي بتتكلمي بجد.
صبا بخفوت : ونبي خلاص بلاش زعل ، كفايه كده
ابتعدت ونظرت داخل عيناه التي تطالعها بصدمه ، تحدثت بمرح مردفه : وبلاش موضوع الرقص ده ونبي ، لحسن الموضوع صعب اوي اوي ، خليها حاجة تانية
تحدث دون وعي وهو مازال مصدوم : هسامحك على شرط واحد ، افضلي قولي انك بتحبيني كده علطول
حضنت وجهه بين يديها الصغيرة ، وتحدثت ببطء وعي تنظر داخل عيناه : بحبك ، بحبك يا باسم اوي ، بحبك
باسم بهيام : وأنا بموت فيكي يا روح قلب باسم
لم يسمح لها بالحديث لياخذها سريعا في قبله متلهفة عاشقة يعبر بها عن مدى عشقه وفرحته بحديثها هذا
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
بالمشفى بأسوان..
دلفت الممرضه لعزيز
_ صباح الخير
أجاب عزيز بابتسامه خبيثه : صباح النور
تقدمت منه شروق وب.ات في تغيير ضمادات جرحة ، ليستغل عزيز الفرصة
عزيز بتساؤل : انتي بتشتغل هنا بقالك كتير
اومات هي دون رد، مما جعله يغتاظ ولمن لم ييأس: ويا ترا مبسوطة في الشغل
شروق بخفوت : الحمد الله
زفر بضيق منها، واحدة اخري كانت استغلت الوضع وفتحت حديث معه خصوصا ان الجميع يعلم من يكون ، ف عائله عوني من اكبر عائلات أسوان واشهرها
ابتعدت شروق عنه وبجديه تحدثت : انا خلصت ، حضرتك عايز اي حاجة قبل ما امشي
عزيز بابتسامه سامجة : اه عايز...رقم تليفونك لو ينفع
شروق : افندم
عزيز بوقاحة : ايه..ما انتي اكيد ختي بالك اني معجب بيكي ، فياريت نقصر الطريق علي بعض
طالعته شروق بذهول ، ماذا يقول ذلك المجنون
شروق بغضب : انت بتقول ايه يا بتاع انت احترم نفسك
غضب عزيز من نبرت صوتها : وطي صوتك يا بت انتي ، وقولي عايزة كام انجزي
لم تفكر مرتين لتهوي على وجهه بصفعة عنيفة وهي تطالعه باحتقار
عزيز بغضب : اه يا بنت ال
أشارت اليه بسبابتها، وبتهديد وغضب ساحق تحدثت : احترم نفسك يا حيوان انت ، اقسم بالله كلمه كمان ونعمل فيك محضر واسجنك، واضح ان الأفلام وكله دماغك وفاكر اني سهله لواحد زيك
طالعته باستحقار وأكملت: بجد تسلم ليد اللي عمل فيك كده ، انت حيوان وتستاهل اكتر كمان
أنهت حديثها وذهبت سريعا وعيناها يغرقها الدمع بسبب حديث ذلك العزيز ، بينما هو يصر على أسنانه بغضب ساحق وهو يشعر بالإهانة برفض تلك الفتاة له
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
مستكينه باحضانه صامته ، وكم هذا الصمت يعذب روحه وهي تعلم ذلك جيدا ولكن، هي حقا لا تقدر علي فعل شئ له أو لها
هناك جزء تهشم بداخلها بعدما رأت تلك الصور، رغم ان الطبيبه أخبرته أنها بخير ولم يقترب منها احد ، ولا لكن ٧ي لا تستطيع تجاوز هذا ابدا
دنا أسر من أذنها وبحنان شديد تحدث : تولي..مش عايزة تقولي اي حاجة يا روحي
يريدها ان تتحدث ان تبكي او تفعل اي شئ ولكنها ثابتة لا تفعل اي شئ فقد شاردة ، هزت راسها ب لا ، ليتنهد هو بحزن شديد
اعتدل على صوت فتح الباب ودلوقتي ماهر، اقترب ماهر منهم وهو يتأمل توليب مستندا على كتف اسر وصامته وعينها متجمدة بالدموع
وقف أمام الفراش ناظرا لأسر، ليجد عيناه تطلق نيران، يعلم هو ابنه جيدا صامت وهادئ ولكن بباطنه ليخطط لشئ ما يفكر كيف يخفي عادل وابنه
تحدث بنبرة لينة لتوليب : عامله ايه دلوقتي يا روح بابا
اومات توليب وهي تقول بصوت خافت مبحوح : الحمد الله
مسد أسر علي شعرها ولحنان اردف : تحبي تنزلي تتمشى شويه في الجنينه مع بابا يا تولي
انكمشت باحضانه مخبأ وجهها بعنقه لتتحدث بصوت مكتوم : لا مش عايزة
نظر أسر لولده وعيناه تزداد حدة وغضب ، لينظر له ماهر وهو يشير له بأن يهداء مؤاقتاً
طرق باب الغرفة لتدلف الممرضة للداخل وهي تقول باحترام : ماهر باشا ، في واحدة بىا عايزة تزور الهانم
قطب أسر حاجبيه وسأل باستغراب : اسمها ايه
الممرضة : معرفش بس بتقول انها والدت توليب هانم
رفعت توليب رأسها سريعا وعي نظر الممرضة بذهول ، ماذا والدتها بالخارج !!
ارتجف جسدها بقوة ، ليذيد أسر من احتضانها ، تحدث ماهر بصوت حاد : خليها برا وانا جيلها
اومات الممرضة ثم ذهبت ، بينما توليب زرفت عيناها الدموع سريعا ، يا الله لم ترى والدتها منذ ٦ سنوات ترى هل أتت للاطمئنان عليها أم من أجل زوجها
نظر أسر لتوليب ليجدها تبكي ، شدد يده علي خصرها وتحدث بنبرة حاول جعلها هادئة خلف غضبه الشديد: توليب ، مالك يا روحي ، متخافيش انا مش هخليها تدخل
تحدث ماهر بصرامة مردفاً : لا يا آسر ، توليب لازم تقابل جيلان
نظر أسر لولده وبذهول تحدث : انت بتقول ايه يا بابا ، انا مستحيل اخلي توليب تقعد مع الست دي لوحدها
ماهر : لا..لازم تقابلها ، ومتخفش هبقي انا معاها
أسر برفض قاطع : لا مستحيل ، مستحيل يا بابا
لا يعلم لماذا ولكن الخوف ينهش قلبه ، ماذا لو أثرت تلك المرأة على توليب ، وفعلت ما كانت تخطط له وهو أنت تأخذ توليب معها ، لا لا لن يسمح بشيء كهذا ابدا
اتاه صوتها وهي تقول بخفوت : أنا عايزة اقبلها.
ماذا !!!
نظر لها وبذهول وحدة تحدث : توليب ، انتي بتقولي ايه لا طبعا انا مش هسمح بكده
اعتدلت توليب علي الفراش مبتعدا عنه ، نظرت له وعيناها أصبحت حمراء من شدة البكاء : بس انا عايزة اتكلم معاها
نظرت لماهر وتحدثت بصوت مبحوح: انا هاجي معاك نقابلها يا بابا
قبض أسر علي يدها ، لتنظر له سريعا ، تحدث من أسفل أسنانه : انا هخرج معاكي
كادت تعترض ليقول هو بحسم : لو ان مخرجتش معاكي مش هتخرجي يا توليب ، مستحيل اسيبك تقعدي معاها لوحدك
وبالفعل ارتداء أسر كنزة سوداء ، وازل ألم المحاليل من يده، ليقف بثباتورغم الالمه ، ولكن الخوف والألم بقلبه اكبر بكثير
التقط يدها تحت أعين ماهر الذي يتابع ابنه بنظرات غير راضيه علي قلقه الشديد هذا
قبل أن يخرج أسر من الغرفه نظر لتوليب وتحدث بخفوت وهو يضغط علي يدها برفق: انتي متأكدة يا توليب
نظرت له توليب بحيرة ، ولكن هناك احساس ملح بداخلها يخبرها ان تذهب وتراها ، أجابت بخفوت : ايوا ، انا عايزة اشوفها يا اسر!!
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
بعد مرور شهر..
حدث بذلك الشهر الكثير..
ف باسم أصبح منشغل كثيرا مع صبا بسبب ان اختباراتها أصبحت قريبة وهي تزداد خوف وتوتر ، حتى أصبحت تبكي وهي تستذكر دروسها، ليترك هو كل شئ وأصبح ملازم لها ويعتني بها وبمذاكرتها وكأنه هو من سيمتحن وليس هي
فهد أصبح شبح بما تحمل الكلمة من معنى ، بسبب والده الذي يعطيه المعدات بصفة مستمرة حتى يستطيع السيطرة عليه ، بينما عادل يجمع جميع أمواله وهو يخطط للضرب من البلاد مع ابنه ، ولكن ليخلص من جيلان اولا ولكن هذا يأخذ وقت
بينما أسر وتوليب ، أصبح أسر بخير وخرج من المشفى مع توليب وماهر ، ولكن أصبح مهوس بتكل التوليب حقا ويخاف عليها من الهواء ، لا يتركها لثواني حتى ، أينما يكون تكون هي حتى أنه أجبرها على المكوث معه بغرفته وكم جعلها هذا تجن حرفياً ، لكنه كان يقطع أتعراضها بطريقته وكم يعجبه هذا وكثيرها
هو لم ينسى ان فهد مازال حر طليق، بل هو يعلم مكانه ايضا ولكن ما بخاطره وما يخطط له يحتاج الي صبر كبيرا للغايه وذكاء
ها هي تقف شاردة تسقي ازهارها ، تشعر بسعادة غريبه من التصاق أسر بها دائما، رغم تعجبها الشديد و شكها ايضا الا انها سعيدة بهذا القرب ، ابتسمت بعدم تصديق لقد.كانت تتمني كلمه واحدة منه جيدا، ولكن الآن هي دائما تحترق خجلا من قربه وكلمات غزله التي لا تعلم كيف ترد عليها فهو حرفيا يغرقها بالعشق..بالإضافة للهدايه وغيرها من الأشياء
شهقت بفزع عندما شعر بذراعيه يحاوطون جسدها من الخلف ، وضع رأسه علي كتفها وبخفوت تحدث
_ سرحانه في ايه يا تولي ، يا ريت متكونيش بتفكري في حاجة غيري
انها حديثه وطبع قبله علي عنقها بعدما ابعد شعرها المندسل بسلاسه علي ظهرها
ابتسمت بخجل واردفت بخفوت : أسر خضتني
ادارها سريعاً له ، ليتفرس وجهها المشرق ببطء ، واخيرا استطاع ان يخرجها من ذلك الاكتئاب الذي أصابها بل و واقفها عن تلك المهدائات، فهو يعلم أنه تلك الأشياء تصبح إدمان مع الوقت لذلك منعها عنها
ارجع خصله هاربه لخلف ازنها وبابتسامه وسيمه تحدث : ايه مش يلا علي الشركة بقي ، بابا مستنينا هناك وحضرتك بتدلعي
حاولت عنقها بذراعيها وبمرح تحدثت : انا بتدلع ، يعني مش حضرتك اللي بقالك سعتين بتكلم صحبك في التليفون ، تؤتؤ انا بدلع
قرص وجنتها وبمرح تحدث : لا انتي اللي اخرتنا يا تولي هانم بسبب ورد حضرتك
عبست توليب : اه يا ظالم ، والله انت اللي ماخرنا ، انا جهزة من بدري و وقفه هنا مستنياك تخلص التليفون
ابتعد عنها قليلا ناظرا على ملابسها بتمعن، فهم دخلو في مشاجرة صباحا عندما وجدها ترتدى فستان احمر بسيط ولكن جعلها فاتنة للغاية بل مهلكة كعادتها ، ليامرها بأن ترتدي شئ آخر فهو بالتأكيد لن يسمح لأحد برؤيتها بذلك الشكل الساحر
كانت ترتدي تيشرت ابيض اللون و بليزر ازرق سماوي طويل وبنطال جينز فاتح
اقترب منها وتحدث بجانب اذنها بهمس: مش شايفه ان البنطلون ضيق شويتين
ابتعدت عنه خطوتين وتحدثت بتذمر وهي تضرب الأرض : لا بقي دي تاني مرة يا اسر ، انا مش هغير هدومى تانى كفايه كده
صر على أسنانه وتحدث بصرامة : طب يلا ورايا يا توليب لما اشوف اخرتها معاكي
خرج من المشتل ارتداء نظارته الشمسية السوداء ،كان وسم للغاية بتلك البدلة سوداء اللون وذلك القميص الأبيض دون ربطت عنق ، سارت توليب خلفه سريعا بعدما أخذت حقيبتها من فوق الطاوله الخشبيه
وصلو للشركة وخلفهم سيارات الحرس ، فتح أسر باب السيارة لتوليب ، لتترجل توليب بهدوء، حاوط خصرها سريعا ودلف للشركة بهيبته المعهودة والجميع ينظر له ولتوليب الذي يحتضن خصرها بتملك رآه الجميع في نظراته ، كادو يدلفا للمصعد ولكن اوقفه مناداة أحد على توليب
ليلتفت أسر سريعا وتوليب ايضا التفت باستغراب ، فتحت عيناها بذهول وعي ترا شاب ذات جسد كبير يقف خلفها ويبتسم بعدم تصديق لرؤيتها ، نظر أسر للشاب وتحدث بحدة : أن مين ؟!!
لم يجيب الشاب بل ظل ينظر لتوليب التي تنظر له بذهول ايضا ، استشاط أسر غضبا من نظرات ذلك الشاب وكاد يقترب منه بغضب ليصدمه الشاب باحتضانه لتوليب تحت نظراته المذهولة وغضبه العارم
زوجته وعشقه رجل غريب يحتضنها ، واللعنة سيحرق الأخضر واليابس الان وذلك الشاب ايضا ، لو يعلم ذلك الشاي ما أقدم عليه لقتل نفسه قبل أن يفعل ما فعله
يتبع الفصل الرابع والعشرون اضغط هنا
- الفهرس يحتوي على جميع فصول الرواية كاملة :"رواية توليب" اضغط على اسم الرواية