رواية نار وهدان البارت الثالث والعشرون 23 بقلم ام فاطمة
رواية نار وهدان الفصل الثالث والعشرون 23
هز صوت صراخ بدور كفر مصيلح فتجمع الناس حولها ليروا ما سبب صراخها المرير .
وفي ذات الوقت الوقت ساق الله وهدان إليها فرأى تجمع الناس حول منزلها، فدق قلبه وخشي أن خطبا ما ألمبها ولحد الآن مستغرب سبب إهتمامه بها.
عندما وصل استقصى ليعلم وفاة زوجها عبد الجواد بعد صراعه للمرض عدة شهور كانت فيها بدور نعم الزوجة له،
فقد راعته بمرضه وإعتنت بأبنائها منه وبأبناء زوجته الأولى سامية والتي لم تحتمل صدمة موت موت حبيبها وزوجها لتصيبها سكتة قلبية وكأن قلبها أبى❤ الحياة بدون من يخفق له.
رحم الله تلك الزوجة المحبة لزوجها ورحم الله أحن وأكرم زوج الشيخ عبد الجواد .
صرخت بدور صرخة مدوية زلزلت أركان المنزل ...لا أنتِ كُمان يا ست سامية ، ليه كده مرة واحدة أنتوا التنين ، طيب مين يحن عليه بعدكم ، مين يسأل عليه ، مين يطبطب عليه ، هعيش كيف بعدكم ، أنتوا كنتوا ناسي وأهلي وعزوتي في الدنيا دي.
يارب رحمتك ، صبرني يارب .
وإنا لله وإنا إليه راجعون .
تجمع حولها أولاد سامية يبكون في صدرها ، فحاوطتهم بذراعيها قائلة بنحيب ...متبكوش يا حبايبى ، هما راحوا لربنا دلوك وهو أحن وأرحم عليهم مننا .
وأنا معاكوا وربنا يچدرني لغاية موصلكم لبر الأمان .
محمد ابن عبد الجواد من سامية...خلاص يمه ، أنا دلوك راچل البيت وأنا اللي هخرچ شتغل وأنتِ معتديش تخدمي برا تاني .
بدور ...لا أنا چولت مش هتشتغل لغاية متخلص علامك الأول يا غالي يا ابن الغالي .
وأنا هفضل أشتغل لغاية متعتمدوا على نفسكم وتخلصوا علام .
كان وهدان يستمع لكلماتها حتى دمعت عيناه وتساءل ...من أين أتت تلك المرأة بكل هذا الحنان ومن أين لها تلك القوة رغم ضآلة جسدها ؟؟
وتمنى لو أنها كانت من عثرت عليه عندما ألقت به أمه منذ زمن بعيد ، لعله كان شخصا آخر غير الذي عليه الآن .
وشيء ما بداخله أوحى له أن يتمتع بصحبة تلك المرأة ، ولكنه الآن لم يستقر بعد ، فليصبر إذا حتى يستقر في القصر الذي يحلم به ثم سييتدعيها للعيش معه كمسؤولة عن العاملين به دون أي مجهود منها وكمساعدة لها، وسيحلق أيضا أبناءها للعمل معه .
لم يرغب وهدان أن يغادر بدون أن يمد لها بعض المساعدة .
فولج للداخل وما أن وقع عليه نظر بدور حتى ابتسمت برغم البركان الذي يثور بداخلها لوفاة أحب الناس إليها .
تعجب وهدان من تلك الإبتسامة العذبة وتساءل إن كانت تذكره كما يذكرها حتى وجدها تقول له ...زي مايكون چلبك حاسس بيه يا ولدي ، چيت في وچتك ، شوفت اللي حوصل مات عمك عبد الچواد وست سامية .
آه يانى يا ولدي ، مش خابرة هعيش أزاي بعدهم .
وهدان بغصة مريرة...ربنا يرحمهم ويصبرك ، ومتچلچيش أنا موجود ، ومش عهملك .
وخدي الچرشين دول دلوك ،وهرچعلك تاني چريب إن شاء الله .
حركت بدور رأسها مردفة...لا يا ولدي ، مستورة الحمد لله ،رچع فلوسك لچيبك ، أنا مش بچبل مساعدة من أحد واصل .
وهدان...دي مش مساعدة , حنا صعايدة وهنعرف الواچب في الأزمات دي ، وأنا كيف ولدك صوح .
دق قلب بدور لقوله هذا فأردفت ...ربي عالم من ساعة مشفوتك يا ولدي والله ، كيف استريحتلك .
وهدان ...يبچا خلاص تخديهم مني، لو رايدة أزورك تاني.
أما لو مش رايدة تشوفيني تاني، خلاص مش هاچي .
بدور ...لا طبعا ، رايدة أشوفك تاني يا ولدي ، ربنا ينور طريجك ويحرصك .
ابتسم وهدان وأعطاها مبلغا من المال على وعد باللقاء مرة أخرى قريبا ، ثم ودعها وإتجه إلى نچع الصوامعة لرؤية أخته الشقيقة هيام .
................
استمعت هيام لصوت طرق خفيف على الباب
فأسرعت لفتح الباب لتجد الطارق لم يكن سوى وهدان .
فتهلل وجهها وابتسم هو عن طيب قلب لتلك الزهرة التي نبتت وأزهرت في قلبه سريعا .
هيام ...مرحب يا خوي ،اتفضل اتفضل .
وهدان...تكرمي يا چلب أخوكِ ، بس معلش مرة تانية عشان مستعجل ، أنا چيت أودعك .
فوضعت هيام يدها على صدرها مردفة بوجع...تودعني ، ليه يا كفالله الشر ، هتهملني بعد ما صدچت لچيتك، ليه بس ؟؟
أخفض وهدان صوته مردفا...الحكومة قبضت على كل الناس في الچبل ولزمن ولابد اتخفى شوية ، ومتچلچيش هرچع أحسن من الأول من تاني .
هيام ...ربي يحميك ويحفظك يا أخوي .
أخفض وهدان رأسه وحمحم ، فابتسمت هيام مردفة ...خير يا خوي ، عايز تچول حاچة ومكسف ، چول متكسفش .
وهدان ...كيف وردة ؟؟
هيام ...چت زرتني عشية بس يا كبدي عينيها كلها حزن .
انتفض وهدان قائلا بتوتر...ليه مالها حصولها حاچة ؟؟
ابتسمت هيام لقلقه عليها فرددت ...لا مفيش ، هي بس اللي فاضلة من أخواتها ، وأخوها عايز يچوزها غصب عشان يخلاله الدار هو ومرته وعياله .
زي مچوز أخواتها البنات ، مع أنها هتشتغل وهتساعد في مصاريف البيت ، عشان متبچاش تچيلة عليه .
لكن أخوها عادل ده منه لله ، همه على كرشه ومصدچ چه عريس مبسوط وعايز يچوزهاله ، وهي چت عشية يا حبة عيني تبكي ، مش ريداه واصل ومش خابرة تعمل إيه ؟؟
وهدان ...تعمل أنا ؟؟
لا مهتهملش حاچة ، انا اللي هعمل بعد إذنك .
شعرت هيام بالقلق على أخيها فرددت سريعا...استنى بس يا خوي ، أخاف عليك منه ده راچل شراني.
وهدان ...لا متخفيش ، ده راچل معروف غيته وهي الفلوس ، وهيبيع للي يدفع أكتر وأنا اشتريت .
هيام بإستنكار ...إيه ده ، هي بيعة ولا إيه يا خوي ؟
دي وردة قمر النچع وأدب وأخلاچ والكل هيتمناها بس الچلب وما يريد .
وهدان ...وأنا خابر ده زين .
أنا بچول على أخوها الچاموسة ده مفكرها بيعة ، وأنا هخدها وهكرمها عشان روحي فيها .
بس خايف من دماغها مهي كيف البچرة بردك ، مهتهفمش ، وهتچول حرام وحلال وحچات أنا مهفهمش فيها .
أنا مفهمهمش غير اللي معاه چرش هو اللي يعيش في البلد دي ويبچا ليه مچام ، غير أكده بيروح في الرچلين .
هيام ...يا خوي ، اللي بيچي من الحرام بيروح في الحرام ،ووردة تحفظ كتاب الله وتخاف تچرب من الحرام حتى لو روحها فيك .
وهدان غاضبا ...يعني هترفضني أنا كومان لو اتجدمت ، وإيه هتچوز غيري عشان هياكل حلال ، بس محدش هيحبها چدي أنا .
ومش هچدر واصل تچوز غيري، فهي إكده هتچوز غصب , يبچا أنا أولى بيها غصب غصب .
هيام ....الله يهديك يا خوي .
وهدان ...سلام دلوك.
ثم تركها واتجه إلى منزل وردة .
.....
في الجبل.
زين محدثا نفسه ...معچول تبچا چاعد لحالك أنت وقمر ، من غير متچرب منها وتبرد نار الحب اللي چواك .
بس ممكن تعمل ازعرينة وتشتكي لوهدان وأنت مش چد غضبه ولا تچدر تستغني عنه وهو اللي بچيلك من الدنيا .
بس أعمل إيه عاد ، چلبي چايد نار وأنا شايفها چدامي إكده ، من غير مچرب منها .
مهي بس لو تحس بيه ، كنا عشنا وچت ولا في الأحلام ، بس چلبها حچر .
لاحظت قمر نظرات زين لها فارتبكت ، وخشيت على نفسها منه .
وكادت تتعثر وهي تمشي أمامه ،حتى كادت تسقط ، فأسرع إليها وأسندها بيده وشد على خصرها حتى أصبحت شديدة القرب من صدره .
فنظر لها بشوق وزاغت عينيه على تلك الشفاه الكرزية .
ووجدت قمر نفسها في مأزق ، فهي لا تطيقه فعلا ولن تجعله يقترب منه ، فما كان منها سوى استجماع كل قوتها في أحد قدميها ثم دعسه بأقصى قوتها ، فصرخ زين وتركها ليمسك بقدمه متألما .
لتطير هي من أمامه بسرعة كبيرة ، قبل أن ينفجر في وجهها و أغلقت عليها الباب، لتقف من وراءه تحاول أخذ أنفاسها التي تلاحقت بسبب الركض .
ليندفع هو وراءها محاولا البطش بها ولكنه لم يستطيع بعد أن أغلقت الباب سريعا .
ليهدر بصوت عالٍ ...إكده يا قمر ، بس أما أشوفك .
فقهقت قمر بصوت عالي لإغاظته مردفة ...ماشي بس خلي بالك الضربة الچاية هتكون تحت الحزام .
فتلون وجه زين غيظا محدثا نفسه .....مسيرك يوم تچعي تحت يدي وأنا اللي هلون چتتك الحلوة دي بالحزام .
قمر ...يا ترى غبت إكده ليه يا أخوي ، تعال بچا چبل ما المچنون ده ، يعمل حاچة تاني .
.............
سمع عادل صوت طرق على الباب في وقت متأخر من الليل فعبس مرددا...مين اللي معندهوش ذوق ولا حيا اللي هيچي دلوك ؟
فرددت زوجته هنية ...چوم يا راچل شوف مين ، خلينا نخلص عشان نعرف نتخمد ننام السعادي.
سمعت وردة الصوت هي الأخرى بينما كانت تقرأ وردها القرآني قبل النوم .
ثم سمعت صوت أقدام أخيها عادل يتقدم لفتح الباب، ففتحت الباب بخفة كي لا يصدر صوتا لترى من بعيد من الطارق في هذا الوقت .
اتسعت عينيها بذهول ثم دق قلبها بشدة عندما رأته هو بطلته الرجولية يتحدث مع أخيها قائلا...وهدان بثقة...أحب أعرفك بنفسي.
عندما سأله عادل ...حضرتك مين وإيه چابك السعادي في الوچت المتأخر ده ؟
فأجابه وهدان ...معلش أنا متأسف ، بس كنت مستعچل عشان هدلي مصر إكده دلوك ، عشان ورايا صفقة مهمة هتطلع منها بيچي مليون چنيه .
فجحظت عينا عادل وسال لعابه قائلا...مليون چنيه حتة واحدة ، ليه ؟
أنت هتشتغل إيه ؟؟
وهدان...محسبوك وهدان محروس ، أكبر راچل أعمال فيكِ
يا بلد .
تلألأت الفرحة في عين عادل فأردف ...أهلا بيك يا معلم وهدان ، بس مچولتيش إيه سبب الزيارة دي ؟؟
وهدان...خير خير إن شاء الله .
بس تسمحلي أدخل ،مهينفعش على الباب أكده ، أتكلم .
فأوسع له عادل الطريق قائلا...اتفضل اتفضل بيتك ومطرحك .
فولج وهدان بخطوات واثقة ، يدور بعينيه في كل أركان هذا البيت لعله يرى طيفها فيهدأ قلبه قليلا وتسكن جوارحه .
حتى لمحها من فتحة الباب الصغيرة التي تطل منها بعينيها الرمادتين فابتسم وهدان ثم غمزها بإحدى عينيه فتلون وجهها خجلا ثم أسرعت بإغلاق الباب ، فابتسم وتقدم من حجرة الإستضافة مع عادل .
عادل مشيرا إليه بالجلوس ...اتفضل أچعد ، أهلا وسهلا شرفتنا .
وهدان ...الشرف ليه ، لو وفچت نكون نسايب ، أنا هدخل في الموضوع على طول، أنا طالب الجرب منك في اختك وردة ، ولو وفچت مهرها هيكون مئة ألف چنيه وچدهم مؤخر وچدهم الشبكة .
فجحظت عيني عادل من جديد وفتح فمه ببلاهة ليتعلثم قائلا ....هاااااااا
أختي آني وردة كله ده ، معچول !
ثم تذكر وعده الخطوبة من ابن الحاج مصطفى .
عادل بندم ....ياريت والله بس أنا كنت عاطي كلمة لإبن الحاج مصطفى ،ياريت كنت چدمت يوم بس يا معلم وهدان .
فوقف وهدان غاضبا وهدر في وجهه مردفا...يطلع مين ابن الحاج مصطفى ده ، چمبى أنا ؟؟
فذعر عادل مردفا...ولا حاچة والله ،ده عيل رخم بس أنا كنت رايد أسترها وخلاص .
وهدان...يبچا تچوله كل شيء چسمة ونصيب ، ونچرا الفاتحة دلوك ، ثم أخرج له ألفين جنيه مردفا....ودول عشان كلمتك اللي رچعت فيها .
فلمعت عيني عادل وخطف من يد وهدان المال وضمهم لصدره بفرحة مردفا... ترچع مترچعش ليه .
في ستين داهية ، وألف ألف مبروك يا معلم وهدان.
ونچرا الفاتحة .
فهمهم وهدان بكلمات غير مفهومة لعدم حفظه فاتحة الكتاب ولم يرددها قبلا نما هي كلمة متعارف عليها عند الشروع فى الخطبة،فلم تحفظه هانم الفاتحة ولما ؟؟
وهو تربى بين المجرمين.
أما كل أم تعلم أن الله حق فتحفظ أطفالها الفاتحة فيكون في ميزان حسانتها كلما صلى بها الطفل إلى آخر عمره .
مسح عادل وجهه بيديه ثم هتف ... ألف ألف مبروك يا وهدان بيه .
ثم فجأة ولجت عليهما وردة وقد رسمت الجدية على وجهها لتنفجر قائلة ...ممكن أعرف إيه اللي بيحوصل إهنه بالظبط ؟
تهلل وجه عادل فأجابها..ألف مبروك يا عروسة ، چرينا فتحتك .
وهدان ...أيوه مبروك عليا أنتِ ، يا ست البنات .
لتردد وردة بقهر ...إكده من غير متشوروني ولا كأن ليا رأي .
عادل بغلظة ...ومن إمتى هنشاور الحريم ، وإيه چابك إهنه وكيف تدخلي من غير إستئذان .
دمعت عينا وردة وانتحبت بقولها...چيت أشوف البيعة اللي هتبعني فيها ، ويا ترى دفعلك كام فيا ؟؟
نهرها عادل...إيه حديتك الماسخ ده ، يلا يلا أدخلي ، شوفي حالك ، وسبلنا إحنا كلام الرچالة .
تأثر وهدان برؤية دموعها الغالية على قلبه ، فحاول تلطيف الجو بعض الشيء مردفا...أنتِ غالية چوي علينا وميكفكيش فلوس الدنيا كلاتها .
لتركت رأسها بأسى ...أنا مريداش أچوزك ولو هتچلني بالدهب ولو معاك كنوز الدنيا كلاتها كيف متچول.
أثر قول وردة على وهدان حتى أنه أراح ظهره على المقعد ورفع رأسه وكأنه يحاول التنفس بعد أن شعر بالإختناق وتلون وجهه .
فتوترت وردة وفزع قلبها فأسرعت إليه مردفة بخوف ...أنت كويس ، حاسس بإيه ؟؟
أغمض وهدان عينيه ، ليسقط قلب وردة من الخوف .
ليصيح بها عادل ....إكده يا وش الفقر أنتِ .
هتموتي الراچل اللي شريكِ بلسانك اللي كيف العچربة ده .
منك لله يا شيخة .
انهمرت دموع وردة وأخذت تردد ...وهدان وهدان ، رد عليه .
ففتح وهدان عينيه ببطىء ثم حاول الأعتدال والوقوف قائلا بصوت ضعيف ...أنا زين متجلجوش، بس أنا هضطر أمشي دلوك .
وهغيب يچي شهر ، شهرين بالكتير وهاچي هنكتب الكتاب وندخل على طول ، بس هشيع لكم مرسال بالمهر عشان تچهزوا حالكم .
فرح عادل قائلا ...ربنا يتمم بخير ، أما ورده فوضعت يدها على رأسها غير مصدقة ما يتفوه به وهدان ، أحقا ستكون زوجته بعد تلك الفترة الصغيرة رغما عنها .
لتخرج وهي تردد ...لا لا لا يمكن يحصل .
وودعتها نظرات وهدان ثم إلتفت إلى عادل الذي بادره بقوله ....سيبك منها ،ده دلع بنات .
وألف سلامة عليك ،وادألف ألف مبروووك .
وهدان بغصة مريرة...الله يبارك فيك .
همشى أنا دلوك وكيف متفچنا ، ولسه مقررتش هنچوز إهنه ولا في مصر ، على العموم حسب الظروف .
وهبعتلك المرسال ويلا سلام دلوك .
فأوصله عادل إلى الباب ثم ودعه بحرارة ، ليتجه بعدها وهدان إلى الچبل ،فهل ستكون تلك الليلة آخر ليلة له في الچبل ؟؟
أما وردة ...فسكبت الدموع على فراشها ، نعم هو حب طفولتها ولكن كيف لها أن تتزوج من ابن ليل ، مأكله ومشربه وملبسه من حرام ، فهل ستشاركه هذا عنوة .
ثم نظرت إلى السماء داعية ...يارب رحمتك وسعت كل شيء وأنا شيء فلتسعني رحمتك واجعل لى من لدنك فرجا ومفرجا .
.......
وصل وهدان إلى الجبل ،فاستقبله زين قائلا ...إيه اللي أخرك أكده يا وهدان ؟؟
ده أحنا چربنا على الفچر ؟؟
وهدان ...معلش مشوارير أكده قضتها بالمرة فين قمر ؟
زين ...أهي مرزوعة چوا ، وكأني عفريت خايفة مني .
فضحك وهدان مردفا...لساكوا هتنچروا في بعض .
ثم خرجت قمر على صوته ...أخيرا چيت يا أخوي .
وإياك تهملني تاني مع البچرة ده .
فننهرها وهدان ...عيب إكده يا قمر .
ده راچل چدامك ، عيب.
قمر....معلش يا خوي ذلة لسان بس صراحة يعني ميتعشرش .
وهدان ...ها چولنا إيه ؟؟
قمر ...خلاص خلاص سكت أهو .
وميتى هندلي مصر ؟؟
وهدان ..دلوك حالا ،أنا كلمت ناس معرفة وأنا چي في السكة ، وهما كومان على النصيب نزلين في عربية نچل كبيرة .
هتركبي أنتِ وزين چدام مع السواج وأنا ورا أنا والرچالة .
فوضعت قمر يدها في خصرها ورفعت يدها ...إيه إيه اللي عتچوله ؟
وليه هچعد چار المخفي ده ؟
فقبض زين على يده قائلا بحدة ...متلمي نفسك يا بت أنتِ وإلا والله هچطلعلك شعرك ده بيدي .
وهدان ...وبعدهلكم عاد ، مش كل كلمة هتتناچروا
أكده وأنا هجعد ورا عشان أبچا عيني على الشوال ، ده فيه الكنز اللي هيعشنا في نعيم .
زين ...تمام يا واد عمي.
فرفعت قمر اكأنفها بنفور مرددة كلمته بسخرية ...تمام تمام ، هو ده اللي فالح فيه .
وهدان ...طيب يلا نتوكل على الله .
لبستم خلجاتكم من تحت المحملة بالفلوس .
وضعت قمر يدها على بطنها مردفة بضحك ...أيوه ،مش شايف عاملة زي ماكون حامل .
ثم أشارات بضحك إلى زين ، واخينا عامل كرش چدامك أهو .
فضحك وهدان ...زين زين چوي .
وحتى نچول للرچالة وسعوا للرچال يچعد جدمب مرته الحبلى .
فأتت كلمات وهدان على هوى زين فابتسم مرددا...حلو چوي ثم حدث نفسه ،عچبال في الحچيچة.
أما قمر فعبست ...أنا مرت الچبله ده ؟؟
وهدان...ها چولنا ايه ؟؟
قمر ...عشان خاطرك بس ، بس أول مندلى مصر .
هسچّط الحمل وهطلچ من الطور ده ، ثم اخرجت لسانها له فانفجر زين غيظا أما وهدان فانفجر ضحكا .
ثم أخفى وهدان هو الآخر الأموال تحت جلبابه الصعيدي .
وحمل شوال الدقيق الذي بداخله الآثار والأسلحة ثم توجه مع قمر وزين إلى عربة النقل التي ستنقلهم إلى القاهرة .
لتنقلب حياتهم رأسا على عقب ، فمن بعد العيش بين الحجارة في الچبل إلى العيش في رغد الحياة في القصور .
فهل سيهنىء وهدان بحياته الجديدة ؟
ومن سيظهر في حياة قمر ؟
وما سيفعل زين ؟؟
هل سيتزوج فعلا وهدان وردة ؟
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية نار وهدان" اضغط على أسم الرواية