رواية نار وهدان البارت الرابع والعشرون 24 بقلم ام فاطمة
رواية نار وهدان الفصل الرابع والعشرون 24
بعد الحياة الجبلية الصعبة التي عاشها وهدان قمر وزين سينتقلون ليعيشوا ترف الحياة ورغدها وكان هذا حلم طفولة وهدان الذي وأخيرا حققه.
وصل ثلاثهم لمكان لقاء فاروق صديق وهدان الذي سيصطحبهم للقاهرة...عنك يا واد عمي الشوال ده شكله تچيل عليك چوي .
فارتبك وهدان ثم نفى ... لا مش تچيل ولا حاچة ، ده شوال دچيچ ، عشان أختي قمر متحبش عيش مصر وعايزة تخبز بنفسها كيف متعودت في الصعيد .
فابتسم فاروق ...والله عندها حچ، ده رغيفهم ماسخ وصغير چوي ،مسافة متحط لچمة يخلص ،مفيش أحلى من العيش الشمسي بتعنا ، يشبع .
بس خلاص هنستنى من الست قمر رغفين إكده عاد .
فضحك وهدان ...آه أكيد ، عيوني ليك يا فاروق .
فاروق...تسلم يا واد عمي.
وأنا كيف مچولتلي، كلمت واد وعمي زكي يحچزلك شچتين في عمارة چديدة لسه سوبر لوكس .
وأول مندلي المحروسة هتصلك بيه ينزل يچيب المفتاح وهتديله العربون .
تنهد وهدان بإرتياح مردفا...فيك الخير يا فاروق والله .
تسلم يا غالي ، وأنا صراحة رايدك تهمل شغل العربية النچل دي وتشتغل معايا على العربية اللي هچبها إن شاء الله وليك المرتب اللي عتچول عليه .
شوف يكفيك كام في الشهر؟؟
فاروق ...خابر أنا هكسب كام في كل نچلة بالعربية ،كتير چوي يا بوي.
وهدان ...هديك ضعف اللي هتكسبه في الشهر .
فاتسعت عيني فاروق مردفا ...معچول ده هتديني ستة ألاف في الشهر .
فضحك وهدان ...چول تمانية كومان .
فهمَّ فاروق أن يقبل يده ، ولكن نزعها وهدان سريعا .
وهدان ...عيب يا واد عمي ، أنا كيف أخوك الصغير .
أنت بس أول متوصل بينا ، عاود بالعربية لصاحبها وبعدين تعال مصر تاني عندي عشان تبتدي الشغل .
فاروق ...أمرك يا واد عمي .
وهدان...بس وصيت زكي على البطاقات كيف مچولتلك ؟
فاروق...آه ،نسيت أچولك ، هيسلمهالك مع المفاتيح .
وهدان... زين زين .
فاروق ...يلا بسم الله نتوكل على الله .
طريچنا طويل بس الله يسلم .
ثم بدأوا رحلتهم التي أخذت عدة ساعات طويلة ، كانت كالسنين بالنسبة لـ وهدان .
كان يبتسم تارة عندما يتذكر أنه بالفعل خطب وردة ، ريحانة قلبه واقترب موعد زواجه منها .
ولكنه تارة أخرى يشعر بغصة في قلبه ، عندما شعر برفضها له .
فكيف سيغلق عليهما باب واحد وهي تبغضه ، ثم تساءل...مفيش سبيل لچلبك عشان يحن شوية يا چلب وهدان أعمل إيه ؟؟
مش بيدي واصل ،هو ده الطريچ اللي أعلمه , ومعرفش غيره ولازم أواصل فيه ،وأعمل اسم يهز الكون كله وأوريكِ مين هو وهدان ؟؟
بس وهدان إيه ؟؟
معدتش وهدان محروس ، حتى محروس ابن الچبل مطلعش أبوي ، يا ترى مين أبوي ومين أمي ؟
ولا أنا زرع شيطاني أكده ، مليش أساس.
آه يا حرچ الچلب .
مين أنا ومين أكون وهعمل إيه ؟
دنيا دوارة غدارة ،الناس فيها كالوحوش هتاكل في بعض .
والشاطر اللي هيكسب .
أما زين فكان يختلس النظر إلى قمر من وقت لآخر ،ولكن عندما تلمحه ، ترمقه بنظرة غاضبة وتزفر بضيق ،فيردد........إيه ؟
مش هبصلك أنتِ ؟ أنتِ كيف الچاموسة المكعبرة .
أنا هطمن على ولدي اللي في بطنك .
فكزت قمر على أسنانها بغيظ مردفة بهمس ...والله أما بطلت يا زين ، لأكون أنا فاتحة كرشك ده ،وأبعثر اللي فيه في الهوا ، وبعدين أخليك تنزل تلم بچا من الأرض ولما تخلص تبچا تحصلنا .
زين ...مش بچولك ، مچنونة بس بحبك عاد.
قمر بغيظ...حبك برص وعشرة خرس .
..........
في منزل مالك قلب هيام كان فارس أحلامها حمدي قاصدا بيتها ليتحدث مع الشيخ عزيز، ولما رأته أمه فهمت ما يدور برأسه فقد كان عشقه لها جليا على قسمات وجهه فقاطعته أم حمدي قائلة... رايح فين بس يا ولدي ؟؟
حمدي ...هروح أزور الشيخ عزيز وأطمن عليه .
أم حمدي بإستنكار ...الشيخ عزيز بردك يا ولدي ، ولا مرته ، مش عيب إكده تتطلع لوحدة مچوزة؟.
تنهد حمدي بغصة مريرة ، فكيف ستستوعب والدته أن زواج عزيز من هيام على الورق فقط وأنها مازالت بكرا،
ولكن يجب عليها أن تفهم حتى تتقبل الأمر ،ولا تقف بينه وبينها .
فابتسم في وجهها ثم حدثها بلين ...تعالي نچعد يمه ، عايز أتحدت معاكِ شوي .
أم حمدي...وأدي چعدة...عايز تچول إيه ؟ يا ابن بطني .
ابتسم حمدي مردفا.....بصي يمه ، مش هخبي عليكِ ، أنا فعلا عحب هيام بنت الشيخ عزيز .
فشهقت والدته مردفة ...يا عيب الشوم ، أنا ربيتك على إكده يا ولدي ،تتطلع على حاچة غيرك .
حمدي...افهمي بس يمه ، أنا بچولك بنته ، أما مرته فدي حاچة صورية إكده ، يعني ورچة عشان يچعدوا مع بعض ، عشان چال إيه مينفعش عشان كبرت ومفيش حد معاهم .
وهي عشان متچدرش تهمل أبوها ، چالت أچوزه لكن هي كيف بنته ، مدخلش عليها واصل وهي بنت بنوت .
يعني چواز على الورچ بس ، لغاية ميچلها نصيبها وأنا أهو نصيبها ،هروح أتچدملها ، فهيطلچها وأخطبها وأسافر ولما أحضر ورچها هناك وأشوف مكان مناسب هبعت لها تيچي،
وهعمل لأبوي توكيل يعمل كتب كتاب عليها بإسمي، عشان الإجراءات تمشي مظبوط .
أم حمدي بعدم تصديق حركت رأسها بنفي...يعني عايزني أصدچ أن راچل تبچا چدامه صبية زي الورد زي هيام وحلاله ومهيچربش عليها ، لا أنت شكلك عايز تاكل بعچلي حلاوة .
حمدي...يمه دي بته اللي مربيها وهو يبصلها إكده ،وأنا مصدچ .
أم حمدي ...مش خابرة ومش عايزة أظلمها ، عشان حرام .
على العموم ، هيبان لو چربلها مش هيوافچ يطلچها وتچوزها ، أما لو وافچ على طول يبچا صوح زي بنته .
فابتسم حمدي قائلا ...عين العچل يمه .
ثم قام من مجلسه مردفا...يلا أروح أنا بچا ، أدعيلي يمه .
أم حمدي...دعيالك يا غالي ، ربنا يسعد چلبك .
ثم توجه حمدي إلى بيت الشيخ عزيز لتفتح له هيام بعد أن سمعت الباب يطرق ليتهلل وجهها عند رؤيتها له ولكن سرعان ما أخفضت بصرها خجلا .
كما دق قلب حمدي لرؤيتها فكم إشتاق وجهها البريء فكانت لها عينين بنيتين لامعتين مع بشرة بيضاء تتخللها حُمرة طبيعية بدون مساحيق .
حمدي ...كيفك يا هيام ؟
هيام بخجل...الحمد لله .
حمدي...ممكن أچابل الشيخ عزيز .
وسعت هيام الطريق لحمدي ليدخل إلى والدها مشيرة بيدها...اتفضل هو مريح چوه معلش ، أنت خابر حالته دلوك .
حمدي...خابر ، ربنا يتم شفاه على خير يارب .
ولج حمدي للشيخ فابتسم له الأخير مرحبا به ليطمئن قلب حمدي .
عزيز...أهلين يا ولدي ،كيفك وكيف أخبارك وألف حمد لله على السلامة .
حمدي...الله يسلمك يا عمي .
ثم طأطأ حمدي رأسه خجلا فهو لا يعرف من أين يبدأ ليبتسم الشيخ عزيز لمعرفته ما يدور بخلده وبادره بسؤاله عما يشربه ...تشرب إيه يا ولدي ؟؟
شاي ولا تحب نبل الشربات على طول ؟
فتهلل وجه حمدي...بچد يا عمي، يعني موافچ أطلب يد هيام ؟.
الشيخ عزيز ...أيوه يا ولدي .
ويوم مطلچها أنا ، أنت تكتب عليها ، عشان أنت أكيد خابر يا ولدي شرع ربنا المطلقة بدون دخول ملهاش عدة .
حمدي ...أيوه خابر يا عمي .
بس أنت خابر أنا هسافر ، فأنا عايز دلوك نعمل بس خطوبة إكده على الضيق ، وبعدين هسافر وبعد شوي بتوكيل هعمل كتب كتاب وتسافر ليه بفستان الفرح .
كانت هيام تستمع لكلمات حمدي بفرحة غامرة ولكن ما إن سمعت بأنها ستسافر له ، حتى انتباها الحزن من جديد.
ثم ولجت إليهما مردفة...لا يا أبوي ، مش موفچة أسافر وأهملك لحالك ، يعني أنا مرضتش أهملك وأنت بصحتك ، ههملك دلوك وأنت راچد تعبان .
ثم نظرت بإنكسار إلى حمدي ...معلش كل شيء نصيب .
فوقف حمدي معجبا بوفائها لمن رباها فهتف قائلا ...معلش بس إيه رأيك أنا بچول كفاية غربة إكده وأستقر أحسن .
فضحك الشيخ عزيز وتوردت وجنتي هيام خجلا ثم أسرعت للداخل .
حمدي...أنت عارف يا شيخ عزيز معزتها عندي ويا زين مربيت والله .
أنا بس ممكن أسافر أچفل شغلي هناك عشان مكنتش عامل حسابي أستقر دلوك وبعدين أعاود نكتب الكتاب ونعلي الچواب ونچوز .
وأنا عندي شوچة في بيت أبوي چاهزة ، وطبعا هنخدك معانا .
وضع عزيز يده على صدره بإمتنان ...ربنا يكرمك يا ولدي ويسعدكم .
بس يعني مالدوار هنا واسع أهو ويشيل من الحبايب ألف ، وأنا مليش چرايب ، فأنا هكتبه بيع وشرا لـ هيام،
ويبچا بتعكم رسمي وأنا اللي ضيف عليكم .
حمدي...أنت فوچ راسنا يا عمي والله .
عزيز ...خلاص دلوك كلمة راچل لراچل ، هيام ليك بس مينفعش نعمل أي حاچة طول مهي على ذمتي لسه ولا حتى خطوبة ، الناس عتچول إيه ؟
سافر أنت بالسلامة وأول مترچع هخلي الشيخ صالح يذيع في ميكرفون الچامع ، أنها كانت بتي وبس وهسلمها ليك بعد مرمي عليها اليمين والشيخ صالح كان حاضر الكلام ده وعارفه زين .
ابتسم حمدي موافقا ...بإذن الله يا عمي .
.................
وصل كل من وهدان، زين وقمر للقاهرة وتحديدا مدينة نصر فوقفوا أمام برج شاهق مزين بالأنوار والرسومات الحديثة على واجهته.
شهقت قمر مستغربة ...إيه دي يا خوي ، أنت اشتريت چصر الريس حسني مبارك ولا إيه ؟؟؟
فضحك وهدان ...وماله نشتريه مهو كله بالفلوس .
ثم استرسل ، بس دي عمارة عادية يا قمر ، فيها أدوار كتير وإحنا لينا فيها شوچتين .
عچبال منشوف مطرح تاني كبير إكده چوي ، زي دوار العمدة في البلد .
فتهلل وجه زين ...سيدي سيدي ، دوار العمدة مرة واحدة .
حبيبى يا واد عمي ، أخيرا ودعنا أيام الچشف وهنعيش بچا ، وهناكل البتاع الطري اللي هنشوفه في التلفزيون ده اسمه إيه يا واد يا زين ؟؟
آه عيش فينوو .
ولا يا خوي كمان هشوفهم هياكلوا بسلاح إكده زي المطوة وحاچة تانية معاه كيف اللي هنحرث بيها الأرض .
فضحك وهدان ...چصدك الشوكة والسكينة!؟.
زين ...أيوه أيوه ليلتلك فل يا زين .
قابل وهدان زكي قريب فاروق عند مدخل العمارة فرحب به وهدان ...أهلا يا واد عمي .
زكي ...أهلا بيك يا وهدان بيه .
فرفع وهدان مكنبيه بفخر وزهو مردفا ...ها چولي ،الشوچتين في أنهي دور .
زكي ....في الدور الخمستاشر يا وهدان بيه .
قمر ...وه وهنطلع كيف ده كله .
لا أنا رچلي متستحملش عاد .
زكي ...لا فيه أسانسير يا فندم .
قمر ...إيه سنسير ده ؟
آه افتكرت عشوفه في التلفزيون ، علبة مچفولة زي السردين ، الناس هتتخنق چواه .
زين بحنق...يخربيت فقرك يا شيخة ، متچولي حاچة عدلة.
وهدان ...يلا كفاية حديت ملهوش عازة ، يلا عشان نريح جتتنا من المشوار هبابة.
قمر...يلا يا خوي .
وصعد زكي معهم في المصعد .
وعندما بدأ المصعد في الصعود ، اهتز جسد قمر ووضعت يدها على رأسها ثم صرخت ...لا مش چادرة ، چلبي هيچع مني يا ناس ، لا نزلوني ، نزلوني ، مش چادرة .
فحاوطتها يدي وهدان برفق مردفا...مهتخفيش ، خلاص هي ثواني بس إكده وعشان أول مرة ، بعد إكده هتتعودي .
ثم فتح الباب إلكترونيا فصرخت ...مين فتح الباب ، عفريت يا بوي عفريت.
فضحك زين ...متشوف أختك المچنونة دي .
وهدان ...مش عفريت ولا حاچة ، ده هما عملينه أكده أول مييچف أمام الدور هيفتح لوحده .
ثم خرجوا منه بسلام ، وقام زكي بفتح باب الشقة و التي كانت على أحدث مستوى في أواخر التسعينيات فولجوا بخطوات خفيفة ينظرون في كل ركن بها .
فصاحت قمر ...الله أكبر ،إيه العظمة دي كلاتها.
ده فرش كيف المسلسلات اللي هيرطموا بالأنجليزي وأنا هتنح إكده ومهفهمش حاچة واصل .
زين...وأنتِ من إمتى هتفهمي حاچة ، أنتِ بچرة من يومك .
فضحكت قمر مستهزئة...وأنت كيف الطور ، ثم أخرجت له لسانها .
فنهرها وهدان بقوله...أنتِ إيه مهتكبريش واصل ، حطي لسانك ده چوه خشمك وإلا هچطعهولك .
قمر بخوف...خلاص خلاص يا خوي ، حرمت .
بس يعني عايزة يعني عايزة ؟
وهدان بزمجرة...ها عايزة إيه متچولي عاد ؟؟
قمر ...عايزة الحمام ، هو وين ؟
زكي...هو في آخر الطرقة دي يا فندم على اليمين .
قمر...تشكر يا ذوق .
أسرعت قمر بإتجاه الحمام ، ثم ولجت إليه .
وبعد قضاء حاجتها نظرت لحوض الإستحمام بشغف ضاحكة ....إيه الحوض الكبير ده .
شكل الناس اللي في العمارة هيچوا يغسلوا فيه الغسيل بتاعهم ، كيف منا كنت بغسل أنا والبت چميلة في الترعة .
بس هي المية بتاعته هتيچي من وين ، عايزة ألعب فيه شوية .
ثم ولجت بداخله لتجد أزرارا كثيرة فضغطت على كل الأزرار فخرجت المياه من كل صوب منه ، فابتلت ملابسها بالماء وشهقت من اندفاع الماء ، فصرخت ...إلحچوني ، هغرچ ، هغرچ ، غيتوني يا ناس .
فسمع وهدان صراخها فانطلق إليها وفتح الباب عنوة
ليجدها في حوض الإستحمام ، فأغلق المياه سريعا.
وشد المنشفة ولف بها قمر سريعا وأخذها للخارج وبسطها على الفراش حتى بدأت تهدأ شيئا فشيئا وتأخذ أنفاسها لتحمد الله على نجاتها بفضل وهدان وليضحك عليها وهدان مردفا...أنقذتك إيه بس !كنتِ هتهببي إيه چوه ، وهتلعبي في اللي متفهميش فيه ليه ؟ كيف العيال الصغيرة .
قمر...حرمت يا خوي ، بس كنت عايزة أتسبح شوي چبل ما يچي الناس يغسلوا خلچاتهم فيه .
فضحك وهدان ...يغسلوا إيه بس ؟
أنتِ فكراه ترعة ، دي اسمه بانيو هنستحمى فيه بس .
لكن الغسيل ده هيكون في الغسالة الأوتوماتيك اللي هتغسل وتنشف لوحدها .
ففتحت قمر فمها بلاهة ...ها هتغسل لوحدها ؟
أحلف إكده وكتاب الله المجيد .
زي بتاعة الأفلام دي اللي هترقص مرة يمين ومرة شمال .
وهدان ...أيوه هي الرقاصة دي .
فقامت قمر بإطلاق الزغاريد فرحا.
فوضع وهدان يده على فمها قائلا...هشش ، أسكتي خالص ، هتفضحينا .
ثم استأذن زين للدخول ليطمئن عليها .
فأذن له وهدان ...فولج ، نظر لها بحب وسدد لها النظرات فقد كانت خصلاتها المبتلة تتدلى على وجهها بدلال ، لتحركهم هي بيديها بحركات أخذت قلبه معها .
فحمحم زين ...كيفك دلوك يا قمر ؟
قمر...الحمد لله .
ويلا أخرجوا رايدة أغير خلچاتي وأسطح شوية على السرير الناعم ده ، كيف ريش النعام .
ولكن تسمر زين في مكانه ، فسحبه وهدان من ثيابه حتى أخرجه بين ضحكات قمر عليه .
ولكن ما إن خرج حتى عبست وأشفقت عليه بقولها ...والله صعبان عليه يا زين ، بس غصب عني، أنا مش شيفاه غير أخو بس .
وعندما خرج وهدان إتجه للشقة الثانية المعدة على هيئة شركة للإستيراد والتصدير .
زكي مشيرا إلى لوحة بيده ... اللوحة أهي يا وهدان بيه .
مكتوب عليها وهدان للاستيراد والتصدير .
وكده مفضلش غير كام إعلان ليها في الچرنال وعلى التلفزيون وتلاچي الشغل ورا بعضه.
بس لا مؤخذة هتستورد إيه وتصدر إيه ؟؟
وهدان...لا دي ملكش دعوة بيها ، خليها عليه أنا ، أنت بس أعمل الإعلانات .
وشوفلي سكرتيرة إكده حلوة من بتوع البندر ، هتفهم في الكمبيوتر وترد على التليفون .
عشان تكون منظر چدام الناس .
وكمان عايزك في الإعلان تچول محتاج شريك بأفكاره ومشاريعه وأنا اللي همول .
زكى...بس أكده مش هتلاحچ على الناس .
وهدان. ..وماله ، أنا فاضي بس هات السكرتيرة الأول عشان تچابلهم وتدخل عليه الأفكار الموزونة وتمشي الباچي.
زكي ...تمام يا وهدان بيه أوامرك .
وهدان ...دلوك عايز أشتري عربية آخر موديل لزوم المنظرة .
هتعرف أچنس چريب من إهنه نشتري منه ؟؟
زكي...آه أعرف أچنس مدكور ، هتعچبك أوي العربيات هناك .
وهدان ...تمام هنچيب العربية ، وبعدين نروح البنك نعمل حساب .
زكي ...تمام .
وهدان ....يلا بينا يا زين .
ولكن زين لم ينتبه لنداء وهدان ، فكان كل ما يشغل تفكيره هو قمر .
فهدر وهدان في وجهه...إيه مالك ؟
شارد في إيه ؟
بچولك يلا بينا نعمل مشاوير إكده مستعچلة.
زين ...ليه مش چولت هنستريح الأول من المشوارأنا تعبان وعايز أنام .
أچولك لو مستعچل أنت روح ، وأنا هدخل أريح چوه شوية .
فثار وهدان في وجهه مردفا...نعم يا أخويا تريح ، وتهملني لحالي من أولها .
لا رچلك على رچلي من أول النهاردة مطرح مروح ،ده مش مالي لوحدي،ده مالنا كلنا .
فابتسم زين ثم رافقه بعد أن جمعا الأموال التي كانوا يحتفظون بها بين طيات ملابسهم في حقيبة كبيرة وتوجهوا في البداية لشراء سيارة من معرض مدكور ، ليقودها زكي، ثم توجهوا للبنك لعمل حساب وأودعوا به كل الأموال .
وبهذه الخطوة ذاع صيته وحاول الكثيرين التقرب منه لما يملكه من أموال كثيرة .
حيث فتح له مدير البنك الباب بنفسه ترحيبا به ،وعرض عليه أسماء شخصيات كثيرة ذات مكانة كبيرة في البلد ، للتعرف عليها وإكتساب الخبرة .
وهدان بسعادة غامرة...يسعدني جداً أني اتعرفت عليك يا باشا ، فرصة سعيدة وإن شاء الله لينا مقابلات تانية كتير چوي .
وأصبح وهدان بين عشية وضحاها من رجال الأعمال بعد أن كان من أبناء الجبل وسبحان مغير الأحوال .
طلب وهدان من زكي بأن يبحث له عن فيلا صغيرة تكون له سكنا دائما في القاهرة ثم عاد إلى مسكنه في مدينة نصر ، لينال أخيرا قسطا من الراحة .
.........
وفي النچع
عطية ...إلا صوح يا زهرة ، أمك يعني مش باينة بچلها يومين بحالهم ،مش مصدچ نفسي أني في الراحة دي كلاتها.
قامت زهرة بالعبوس قائلة ...بردك إكده يا عطية ، مصدچت أمي متچيش عندي ومرتاح .
فضحك عطية...صراحة آاااااه، ما أنتِ خابرة مچيتها بتكون عاملة زي الچطر عايزة تدوووس على كله ، ومش هيهمها حد واصل .
ليسمع عطية صوتا من ورائه أربكه...هي مين دي يا عطية اللي كيف الچطر ؟
فتجهم وجه عطية مردفا...أنتِ شرفتي أهلا وسهلا يا حماتي لا مفيش ، ربنا يستر بس .
هسبكم لوحدكم تتحدتوا ،وأنا هشوف اللي ورايا من أمور العمودية .
زهرة بترحيب ...أهلا يمه اتوحشتك كتير چوي .
نچية بعبوس ...مش باين يا بتي ، چوزك شكله مش طايچني .
زهرة بنفي مصطنع ...لا يمه ، ده عيحبك چوي ( كدابة يا زهره هههههههه)
زهرة ....بس خير يمه عوچتي عليه ، مش عوايدك يعني؟.
نچية...أسكتي يا بتي، مش خابرة أبوكِ حاله متغير اليومين دول إكده ؟
زهرة ...كيف يعني ؟؟
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية نار وهدان" اضغط على أسم الرواية